الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

جمع كثير محتشد

جمع كثير محتشد

الفصل ٢٠

جمع كثير محتشد

١ بعد وصفه ختم الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ اي فريق آخر يراه يوحنا؟‏

بعد ان يصف ختم الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ يمضي يوحنا راويا احد اكثر الاعلانات اثارة في كل السفر.‏ ولا بد ان قلبه قفز فرحا وهو يروي ذلك،‏ قائلا:‏ ‏«بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعدَّه،‏ من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة،‏ واقفون امام العرش وأمام الحمل،‏ لابسين حللا بيضاء،‏ وفي ايديهم سعف نخل».‏ ‏(‏رؤيا ٧:‏٩ ‏)‏ نعم،‏ ان إمساك الرياح الاربع يسمح بخلاص فريق آخر الى جانب الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ عضو من اسرائيل الروحي:‏ جمع كثير اممي،‏ متعدد اللغات.‏ * —‏ رؤيا ٧:‏١‏.‏

٢ كيف شرح معلِّقون عالميون الجمع الكثير،‏ وكيف نظر حتى تلاميذ الكتاب المقدس في الماضي الى هذا الفريق؟‏

٢ فسَّر معلِّقون عالميون هذا الجمع الكثير بأنهم غير اليهود المهتدون الى المسيحية او انهم الشهداء المسيحيون الذين مصيرهم السماء.‏ وحتى تلاميذ الكتاب المقدس في الماضي نظروا اليهم كصف سماوي ثانوي،‏ كما ذُكر في السنة ١٨٨٦ في المجلد ١ من دروس في الاسفار المقدسة،‏ نظام الدهور الالهي:‏ ‏«انهم يخسرون جائزة العرش والطبيعة الالهية،‏ ولكنهم يبلغون اخيرا الولادة ككائنات روحانية برتبة ادنى من الطبيعة الالهية.‏ ومع ان هؤلاء مكرَّسون حقا،‏ إلا ان الروح العالمية تغلبهم الى حد انهم يفشلون في التضحية بحياتهم».‏ وفي وقت متأخر كالسنة ١٩٣٠ جرى التعبير عن الفكرة في النور،‏ الكتاب الاول:‏ «اولئك الذين يشكلون هذا الجمع الكثير يفشلون في التجاوب مع الدعوة الى الصيرورة شهودا غيورين للرب».‏ لقد وُصفوا بأنهم فريق البر الذاتي الذين امتلكوا معرفة عن الحق ولكنهم فعلوا القليل بشأن الكرازة به.‏ وكانوا سيؤخذون الى السماء كصف ثانوي لا يشارك المسيح في الحكم.‏

٣ (‏أ)‏ اي رجاء قُدِّم لذوي القلوب المستقيمة الذين اصبحوا لاحقا غيورين في عمل الكرازة؟‏ (‏ب)‏ كيف شرحت برج المراقبة في السنة ١٩٢٣ مثل الخراف والجداء؟‏

٣ ولكن كان هنالك عشراء آخرون للمسيحيين الممسوحين اصبحوا لاحقا اكثر غيرة في عمل الكرازة.‏ ولم يكن لديهم طموح الذهاب الى السماء.‏ وفعلا،‏ كان رجاؤهم منسجما مع عنوان محاضرة عامة قدَّمها شعب يهوه من السنة ١٩١٨ الى السنة ١٩٢٢.‏ وهذه كانت في الاصل «العالم قد انتهى —‏ ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا».‏ * وبُعيد ذلك شرحت مجلة برج المراقبة،‏ ١٥ تشرين الاول ١٩٢٣،‏ مثل يسوع عن الخراف والجداء (‏متى ٢٥:‏​٣١-‏٤٦‏)‏،‏ قائلة:‏ «تمثل الخراف كل شعوب الامم،‏ لا المولودين من الروح بل الميّالين الى البر،‏ الذين يعترفون عقليا بيسوع المسيح بصفته الرب والذين يتطلعون الى ويرجون وقتا افضل تحت حكمه».‏

٤ كيف اصبح النور في ما يتعلق بالصف الارضي اكثر اشراقا في السنوات ١٩٣١؟‏ ١٩٣٢؟‏ ١٩٣٤؟‏

٤ بعد بضع سنوات،‏ في السنة ١٩٣١،‏ ناقش كتاب التبرئة،‏ الكتاب الاول،‏ الاصحاح التاسع من سفر حزقيال،‏ محدِّدا هوية اولئك الاشخاص الموسومين على الجبهة من اجل الحفظ عند نهاية العالم بصفتهم الخراف في المثل المذكور آنفا.‏ أما الكتاب الثالث من التبرئة،‏ الصادر في السنة ١٩٣٢،‏ فوصف الموقف القلبي المستقيم للرجل غير الاسرائيلي يهوناداب،‏ الذي انضم الى ملك اسرائيل الممسوح ياهو في مركبته وانطلق ليرى غيرة ياهو في تنفيذ الحكم في الدينيين الزائفين.‏ (‏٢ ملوك ١٠:‏​١٥-‏١٧‏)‏ علَّق الكتاب:‏ «يهوناداب مثَّل او رمز الى ذلك الصف من اناس المشيئة الصالحة على الارض الآن في اثناء الوقت حيث عمَلُ ياهو [لاعلان احكام يهوه] في تقدُّم،‏ الذين هم غير منسجمين مع هيئة الشيطان،‏ الذين يتخذون موقفهم الى جانب البر،‏ والذين سيحفظهم الرب في اثناء فترة هرمجدون،‏ وينجيهم من ذلك الضيق،‏ ويعطيهم الحياة الابدية على الارض.‏ هؤلاء يؤلفون صف ‹الخراف›».‏ وفي السنة ١٩٣٤ اوضحت برج المراقبة ان هؤلاء المسيحيين ذوي الآمال الارضية يجب ان يصنعوا انتذارا ليهوه ويعتمدوا.‏ ان النور في ما يتعلق بهذا الصف الارضي كان يشرق اكثر من ايّ وقت مضى.‏ —‏ امثال ٤:‏١٨‏.‏

٥ (‏أ)‏ اي اثبات لهوية الجمع الكثير جرى في السنة ١٩٣٥؟‏ (‏ب)‏ عندما طلب ج.‏ ف.‏ رذرفورد في السنة ١٩٣٥ من المجتمعين الذين يملكون الرجاء بالعيش الى الابد على الارض ان يقفوا،‏ ماذا حدث؟‏

٥ ان فهم الرؤيا ٧:‏​٩-‏١٧ كان الآن على وشك التدفق بكل تألقه الساطع!‏ (‏مزمور ٩٧:‏١١‏)‏ وقد عبَّرت مجلة برج المراقبة مرارا عن الرجاء بأن محفلا مقررا في ٣٠ ايار الى ٣ حزيران ١٩٣٥،‏ في واشنطن،‏ دي.‏ سي.‏،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ سيكون «تعزية حقيقية وفائدة» لاولئك الممثَّلين بيهوناداب.‏ وهذا ما كان!‏ ففي خطاب مثير عن «الجمع الكثير»،‏ أُلقي على حوالي ٠٠٠‏,‏٢٠ من المجتمعين،‏ قَدَّم ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ الذي اخذ القيادة آنذاك في عمل الكرازة العالمي،‏ برهانا من الاسفار المقدسة على ان الخراف الاخر العصريين هم ذلك الجمع الكثير نفسه للرؤيا ٧:‏٩‏.‏ وعند ذروة هذا الخطاب،‏ سأل الخطيب:‏ «هل يريد جميع اولئك الذين يملكون الرجاء بالعيش الى الابد على الارض ان يقفوا؟‏».‏ واذ وقف قسم كبير من الحضور،‏ اعلن الخطيب:‏ «انظروا!‏ الجمع الكثير!‏».‏ فكان سكوت،‏ تبعه هتاف مدوٍّ.‏ كم كان مبتهجا صف يوحنا —‏ وكذلك فريق يهوناداب!‏ وفي اليوم التالي،‏ اعتمد ٨٤٠ شاهدا جديدا،‏ وغالبيتهم يعترفون بأنهم من هذا الجمع الكثير.‏

اثبات هوية الجمع الكثير

٦ (‏أ)‏ لماذا يمكننا ان نفهم بوضوح ان الجمع الكثير هم الفريق العصري من المسيحيين المنتذرين الذين يرجون العيش الى الابد على الارض؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا ترمز الحلل البيضاء للجمع الكثير؟‏

٦ كيف يمكننا ان نقرر على نحو قاطع الى هذا الحد ان الجمع الكثير هم هذا الفريق العصري من المسيحيين المنتذرين الذين يرجون العيش الى الابد على ارض اللّٰه؟‏ سابقا،‏ رأى يوحنا في رؤيا الفريق السماوي الذين ‹اشتُروا للّٰه من كل قبيلة ولسان وشعب وامة›.‏ (‏رؤيا ٥:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ وللجمع الكثير اصل مماثل ولكن مصير مختلف.‏ وبخلاف اسرائيل اللّٰه،‏ ان عددهم غير محدَّد من قبل.‏ ولا يقدر انسان ان يخبر مسبقا كم سيكون هنالك.‏ وقد غُسلت حللهم وبُيِّضت بدم الحمل،‏ مما يرمز الى امتلاكهم موقفا بارا امام يهوه بفضل ايمانهم بذبيحة يسوع.‏ (‏رؤيا ٧:‏١٤‏)‏ وهم يلوِّحون بسعف النخل،‏ مرحِّبين بالمسيّا ملكا لهم.‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ التلويح بسعف النخل ذكَّر الرسول يوحنا دون شك بأية احداث؟‏ (‏ب)‏ ما هو مغزى واقع تلويح الذين هم من الجمع الكثير بسعف النخل؟‏

٧ واذ يشاهد هذه الرؤيا،‏ لا بد ان افكار يوحنا تعود به اكثر من ٦٠ سنة الى اسبوع يسوع الاخير على الارض.‏ ففي ٩ نيسان قمري سنة ٣٣ ب‌م،‏ عندما احتشدت الجموع لترحب بيسوع في طريقه الى اورشليم،‏ «اخذوا سعف النخل وخرجوا للقائه.‏ وابتدأوا يهتفون:‏ ‹خلصه!‏ مبارك الآتي باسم يهوه،‏ ملك اسرائيل!‏›».‏ (‏يوحنا ١٢:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ وبطريقة مماثلة،‏ فان التلويح بسعف النخل والهتاف من جهة الجمع الكثير يظهر فرحهم الطلق العنان بقبول يسوع كملك يهوه المعيَّن.‏

٨ دون شك،‏ تذكِّر سعف النخل وهتاف الابتهاج يوحنا ايضا بعيد المظال الاسرائيلي القديم.‏ من اجل هذا العيد امر يهوه:‏ «وتأخذون لأنفسكم في اليوم الاول ثمر اشجار بهية،‏ وسعف النخل،‏ وأغصان اشجار كثيفة،‏ وحور الوادي،‏ وتفرحون امام يهوه إلهكم سبعة ايام».‏ كانت سعف النخل تُستخدم علامة للفرح.‏ وكانت المظال الوقتية مذكِّرا بانقاذ يهوه شعبه من مصر،‏ ليعيشوا في خيام في البرية.‏ و «الغريب واليتيم والارملة» شاركوا في هذا العيد.‏ وكل اسرائيل ‹لم يكن إلا فرحا›.‏ —‏ لاويين ٢٣:‏٤٠؛‏ تثنية ١٦:‏​١٣-‏١٥‏.‏

٩ الى ايّ صراخِ فرحٍ ينضم الجمع الكثير؟‏

٩ من الملائم اذًا ان يلوِّح الجمع الكثير،‏ على الرغم من انهم ليسوا جزءا من اسرائيل الروحي،‏ بسعف النخل،‏ لانهم بفرح وشكر ينسبون النصر والخلاص الى اللّٰه والى الحمل،‏ كما يلاحظ يوحنا هنا:‏ ‏«وكانوا يصرخون بصوت عالٍ قائلين:‏ ‹نحن مدينون بالخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللحمل›».‏ ‏(‏رؤيا ٧:‏١٠ ‏)‏ ومع انهم انفصلوا عن كل الفرق العرقية،‏ فان الجمع الكثير يصرخون بهذا ‹الصوت العالي› الواحد.‏ فكيف يتمكنون من ذلك،‏ على الرغم من اختلاف اممهم ولغاتهم؟‏

١٠ كيف يمكن للجمع الكثير ان يصرخوا باتحاد «بصوت عالٍ» واحد على الرغم من اختلاف اممهم ولغاتهم؟‏

١٠ هذا الجمع الكثير هو جزء من الهيئة الوحيدة المتعددة القوميات المتحدة حقا على الارض اليوم.‏ فهم لا يملكون مقاييس مختلفة لبلدان مختلفة لكنهم بثبات يطبِّقون مبادئ الكتاب المقدس الصائبة حيثما يعيشون.‏ ولا يتورطون في الحركات القومية والثورية لكنهم حقا «يطبعون سيوفهم سككا».‏ (‏اشعيا ٢:‏٤‏)‏ وهم ليسوا مقسَّمين الى طوائف او ملل بحيث يعلنون رسائل مشوَّشة او متناقضة على نحو متبادل كما تفعل اديان العالم المسيحي؛‏ ولا يتركون لصف من رجال الدين المتخصصين ان يقوموا بالتسبيح عنهم.‏ ولا يصرخون بأنهم مدينون بالخلاص للروح القدس لأنهم ليسوا خداما لاله ثالوثي.‏ وفي نحو ٢٠٠ مقاطعة جغرافية حول الارض يدعون باتحاد باسم يهوه فيما يتكلمون بلغة الحق النقية الوحيدة.‏ (‏صفنيا ٣:‏٩‏)‏ وبلياقة،‏ يعترفون علنا بأن خلاصهم يأتي من يهوه،‏ اله الخلاص،‏ بواسطة يسوع المسيح،‏ وكيله الرئيسي للخلاص.‏ —‏ مزمور ٣:‏٨؛‏ عبرانيين ٢:‏١٠‏.‏

١١ كيف ساعدت التقنية الحديثة الذين هم من الجمع الكثير على رفع صوتهم العالي على نحو اعلى ايضا؟‏

١١ ساعدت التقنية الحديثة على جعل الصوت العالي للجمع الكثير المتحد يدوّي على نحو اعظم ايضا.‏ ولا يوجد فريق ديني آخر على الارض يحتاج الى نشر المساعِدات على درس الكتاب المقدس باكثر من ٤٠٠ لغة،‏ اذ لا يوجد فريق آخر يهتم بالوصول الى كل شعوب الارض برسالة موحَّدة واحدة.‏ وكمساعد اضافي على ذلك،‏ وتحت اشراف الهيئة الحاكمة الممسوحة لشهود يهوه،‏ طُوِّر نظام التنضيد الضوئي الالكتروني المتعدد اللغات (‏MEPS‏)‏.‏ وعند طباعة هذه النسخة،‏ كانت تُستخدم اشكال مختلفة من MEPS في اكثر من ١٢٥ موقعا حول الارض،‏ وساعد ذلك على جعله ممكنا ان تُنشر مجلتهم الرئيسية نصف الشهرية،‏ برج المراقبة،‏ بأكثر من ١٣٠ لغة في آن واحد.‏ وينشر شعب يهوه ايضا الكتب في آن واحد،‏ كهذا الكتاب،‏ بعدد من اللغات.‏ وهكذا يتمكن شهود يهوه،‏ الذين يشكل الجمع الكثير بينهم الاكثرية الساحقة،‏ من توزيع مئات الملايين من المطبوعات سنويا بكل اللغات المعروفة جيدا،‏ ممكِّنين حشودا اضافية من كل القبائل والالسنة من درس كلمة اللّٰه وضم اصواتهم الى الصوت العالي للجمع الكثير.‏ —‏ اشعيا ٤٢:‏​١٠،‏ ١٢‏.‏

في السماء ام على الارض؟‏

١٢،‏ ١٣ بأية طريقة يكون الجمع الكثير ‹واقفين امام العرش وأمام الحمل›؟‏

١٢ وكيف نعرف ان ‹الوقوف امام العرش› لا يعني ان الجمع الكثير هم في السماء؟‏ هنالك ادلة واضحة كثيرة على هذه النقطة.‏ على سبيل المثال،‏ الكلمة اليونانية المترجمة هنا «امام» (‏إنوپيون‏)‏ تعني حرفيا «بمرأى [من]» وتُستعمل مرات عديدة في ما يتعلق بالبشر على الارض الذين هم «امام» او «بمرأى من» يهوه.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏٢١؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٤؛‏ روما ١٤:‏٢٢؛‏ غلاطية ١:‏٢٠‏)‏ وفي احدى المناسبات عندما كان الاسرائيليون في البرية قال موسى لهارون:‏ «قل لكل جماعة بني اسرائيل:‏ ‹اقتربوا امام يهوه،‏ لأنه قد سمع تذمركم›».‏ (‏خروج ١٦:‏٩‏)‏ فلم يكن على الاسرائيليين ان يُنقلوا الى السماء لكي يقفوا امام يهوه في تلك المناسبة.‏ (‏قارنوا لاويين ٢٤:‏٨‏.‏)‏ وبالاحرى،‏ وقفوا هنالك في البرية بمرأى من يهوه،‏ وكان انتباهه موجَّها عليهم.‏

١٣ وبالاضافة الى ذلك،‏ نقرأ:‏ «ومتى جاء ابن الانسان في مجده .‏ .‏ .‏ تجتمع امامه * كل الامم».‏ فلن يكون كامل الجنس البشري في السماء عند اتمام هذه النبوة.‏ وبالتأكيد،‏ ان اولئك الذين ‹يذهبون الى قطع ابدي› لن يكونوا في السماء.‏ (‏متى ٢٥:‏​٣١-‏٣٣،‏ ٤١،‏ ٤٦‏)‏ وبدلا من ذلك،‏ يقف الجنس البشري على الارض بمرأى من يسوع،‏ وهو يحوِّل انتباهه الى ادانتهم.‏ وبشكل مماثل،‏ يكون الجمع الكثير «امام العرش وأمام الحمل» لانهم يقفون بمرأى من يهوه وملكه،‏ المسيح يسوع،‏ اللذين ينالون منهما دينونة مؤاتية.‏

١٤ (‏أ)‏ مَن هم الموصوفون بأنهم «حول العرش» و «على جبل صهيون» السماوي؟‏ (‏ب)‏ مع ان الجمع الكثير يخدمون اللّٰه «في هيكله»،‏ لماذا لا يجعلهم ذلك صفا كهنوتيا؟‏

١٤ يجري وصف الـ‍ ٢٤ شيخا وفريق الممسوحين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ بأنهم ‹حول عرش› يهوه و «على جبل صهيون» السماوي.‏ (‏رؤيا ٤:‏٤؛‏ ١٤:‏١‏)‏ والجمع الكثير ليس صفا كهنوتيا ولا يبلغون ذلك المركز الرفيع.‏ صحيح انهم يوصفون لاحقا في الرؤيا ٧:‏١٥ بأنهم يخدمون اللّٰه «في هيكله».‏ لكنّ هذا الهيكل لا يشير الى المقدس الداخلي،‏ قدس الاقداس.‏ وبالاحرى،‏ انه الدار الارضية لهيكل اللّٰه الروحي.‏ والكلمة اليونانية ناوس،‏ المترجمة هنا الى «هيكل»،‏ تنقل غالبا المعنى الواسع لكامل الصرح المشيَّد لعبادة يهوه.‏ واليوم،‏ انه بناء روحي يشمل السماء والارض كليهما.‏ —‏ قارنوا متى ٢٦:‏٦١؛‏ ٢٧:‏​٥،‏ ٣٩،‏ ٤٠؛‏ مرقس ١٥:‏​٢٩،‏ ٣٠؛‏ يوحنا ٢:‏​١٩-‏٢١‏،‏ الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد،‏ الحاشية.‏

هتاف تسبيح كوني

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ ما هو التجاوب في السماء مع ظهور الجمع الكثير؟‏ (‏ب)‏ كيف تتجاوب خليقة يهوه الروحانية مع كل اعلان جديد لقصده؟‏ (‏ج)‏ كيف يمكننا نحن على الارض ان نشارك في ترنيمة التسبيح؟‏

١٥ يسبِّح الجمع الكثير يهوه،‏ لكنّ آخرين ايضا يرنمون تسابيحه.‏ يخبر يوحنا:‏ ‏«وكان جميع الملائكة واقفين حول العرش والشيوخ والمخلوقات الحية الأربعة،‏ فسقطوا على وجوههم أمام العرش وعبدوا اللّٰه،‏ قائلين:‏ ‹آمين!‏ البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقوة والقدرة لإلهنا إلى أبد الآبدين!‏ آمين›».‏ —‏ رؤيا ٧:‏​١١،‏ ١٢‏.‏

١٦ عندما خلق يهوه الارض،‏ كل ملائكته القديسين «هللت .‏ .‏ .‏ معا،‏ وهتف جميع بني اللّٰه».‏ (‏ايوب ٣٨:‏٧‏)‏ ان كل اعلان جديد لقصد يهوه لا بد انه اثار هتاف تسبيح ملائكيا مشابها.‏ وعندما يصرخ الـ‍ ٢٤ شيخا —‏ الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ في مجدهم السماوي —‏ اعترافا بالحمل تعبِّر كل مخلوقات اللّٰه السماوية الاخرى عن موافقتها بالتسابيح ليسوع وليهوه اللّٰه.‏ (‏رؤيا ٥:‏​٩-‏١٤‏)‏ لقد سبق ان امتلأت هذه المخلوقات بالفرح لرؤيتهم اتمام قصد يهوه باقامته البشر الممسوحين الامناء الى مكان مجيد في الحيِّز الروحاني.‏ والآن،‏ إذ يظهر الجمع الكثير،‏ تبدأ كل مخلوقات يهوه السماوية الامينة بتسبيح عذب.‏ حقا،‏ ان يوم الرب بالنسبة الى جميع خدام يهوه هو وقت مثير للعيش فيه.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ وهنا على الارض،‏ يا له من امتياز ان نشارك في ترنيمة التسبيح بالشهادة لملكوت يهوه!‏

الجمع الكثير يظهر

١٧ (‏أ)‏ اي سؤال طرحه احد الشيوخ الـ‍ ٢٤،‏ وواقع تمكُّن الشيخ من تحديد الجواب يقترح ماذا؟‏ (‏ب)‏ متى جرت الاجابة عن سؤال الشيخ؟‏

١٧ من زمن الرسول يوحنا فصاعدا الى يوم الرب،‏ تحيَّر المسيحيون الممسوحون من هوية الجمع الكثير.‏ اذًا،‏ من الملائم ان يثير احد الشيوخ الـ‍ ٢٤،‏ ممثلا الممسوحين الموجودين الآن في السماء،‏ تفكير يوحنا بطرح سؤال وثيق الصلة بالموضوع.‏ ‏«فأجاب واحد من الشيوخ وقال لي:‏ ‹هؤلاء اللابسون حللا بيضاء،‏ مَن هم ومن أين أتوا؟‏›.‏ فقلت له في الحال:‏ ‹يا ربي،‏ انت أعلم›».‏ ‏(‏رؤيا ٧:‏​١٣،‏ ١٤ أ ‏)‏ نعم،‏ كان بامكان ذلك الشيخ تحديد الجواب واعطاؤه ليوحنا.‏ وهذا يقترح ان المقامين من فريق الـ‍ ٢٤ شيخا قد يكونون مشمولين بنقل الحقائق الالهية اليوم.‏ أما اولئك الذين هم من صف يوحنا على الارض فكان يجب ان يعلموا هوية الجمع الكثير بملاحظتهم عن كثب ما ينجزه يهوه في وسطهم.‏ وقد كانوا مسرعين في تقدير الوميض المتألق للنور الالهي الذي زخرف الجوَّ الثيوقراطي في السنة ١٩٣٥ في وقت يهوه المعيَّن.‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ اي رجاء شدَّد عليه صف يوحنا في اثناء عشرينات وثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ ولكن مَن تجاوبوا مع الرسالة بأعداد متزايدة؟‏ (‏ب)‏ تحديد هوية الجمع الكثير في السنة ١٩٣٥ اشار الى ماذا في ما يتعلق بالـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤؟‏ (‏ج)‏ ماذا تكشفه احصاءات الذكرى؟‏

١٨ في اثناء عشرينات واوائل ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كان صف يوحنا قد شدَّد على الرجاء السماوي،‏ في المطبوعات وفي عمل الكرازة على السواء.‏ وكما يظهر،‏ فان العدد التام للـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ كان يجب ان يكتمل بعد.‏ ولكنّ أعدادا متزايدة من اولئك الذين اصغوا الى الرسالة والذين اظهروا غيرة في عمل الشهادة اتت لتؤكد الاهتمام بالعيش الى الابد على الارض الفردوسية.‏ فكانوا لا يرغبون في الذهاب الى السماء.‏ وتلك لم تكن دعوتهم.‏ ولم يكونوا جزءا من القطيع الصغير بل من الخراف الاخر.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وتحديد هويتهم في السنة ١٩٣٥ بصفتهم الجمع الكثير من الخراف الاخر كان اشارة الى ان اختيار الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ كان آنذاك على وشك ان يتم.‏

١٩ فهل تؤيد الاحصاءات هذا الاستنتاج؟‏ نعم،‏ تفعل ذلك.‏ ففي السنة ١٩٣٨ شارك ٠٤٧‏,‏٥٩ شاهدا ليهوه في الخدمة حول العالم.‏ من هؤلاء تناول ٧٣٢‏,‏٣٦ من الرمزين في الاحتفال السنوي بذكرى موت يسوع،‏ مشيرين بالتالي الى حيازتهم دعوة سماوية.‏ وعلى مر السنين منذ ذلك الحين،‏ يتناقص عدد المتناولين هؤلاء تدريجيا،‏ وبشكل رئيسي لان شهود يهوه الامناء انهوا مسلك حياتهم الارضي بالموت.‏ وفي السنة ٢٠٠٥ تناول ٥٢٤‏,‏٨ فقط من رمزي الذكرى —‏ ٠٥‏,٠ في المئة من الـ‍ ١١٦‏,‏٣٩٠‏,‏١٦ الذين حضروا هذا الاحتفال العالمي.‏

٢٠ (‏أ)‏ في اثناء الحرب العالمية الثانية،‏ اي تعليق صنعه على انفراد ج.‏ ف.‏ رذرفورد عن الجمع الكثير؟‏ (‏ب)‏ اية وقائع الآن تظهر ان الجمع الكثير هو كثير فعلا؟‏

٢٠ عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية بذل الشيطان جهودا مريرة لايقاف حصاد الجمع الكثير.‏ فقد وُضعت القيود على عمل يهوه في بلدان كثيرة.‏ وفي اثناء تلك الايام القاتمة،‏ وقبيل موته في كانون الثاني ١٩٤٢،‏ سُمع ج.‏ ف.‏ رذرفورد يقول:‏ «حسنا .‏ .‏ .‏ يبدو كما لو ان الجمع الكثير لن يكون كبيرا جدا على اية حال».‏ ولكنّ البركة الالهية وجَّهت بطريقة مختلفة!‏ فبحلول السنة ١٩٤٦ قفز عدد الشهود الذين يخدمون حول العالم الى ٤٥٦‏,‏١٧٦ —‏ غالبية هؤلاء من الجمع الكثير.‏ وفي السنة ٢٠٠٥ كان هنالك ٠٢٢‏,‏٣٩٠‏,‏٦ شاهدا يخدمون يهوه بأمانة في ٢٣٥ بلدا مختلفا —‏ حقا،‏ انه جمع كثير!‏ والعدد يستمر في النمو.‏

٢١ (‏أ)‏ كيف كان حصاد شعب اللّٰه في اثناء يوم الرب على انسجام تام مع رؤيا يوحنا؟‏ (‏ب)‏ كيف ابتدأت نبوات مهمّة تتم؟‏

٢١ وهكذا فان حصاد شعب اللّٰه في اثناء يوم الرب كان على انسجام تام مع رؤيا يوحنا:‏ اولا عمل تجميع الباقين من الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤؛‏ ثم تجميع الجمع الكثير.‏ وكما تنبأ اشعيا،‏ الآن «في آخر الايام»،‏ يجري اناس من جميع الامم للاشتراك في عبادة يهوه النقية.‏ فعلا،‏ نحن نبتهج تقديرا لخلق يهوه «سموات جديدة وأرضا جديدة».‏ (‏اشعيا ٢:‏​٢-‏٤؛‏ ٦٥:‏​١٧،‏ ١٨‏)‏ واللّٰه «يجمع ثانية كل الاشياء في المسيح،‏ ما في السموات وما على الارض».‏ (‏افسس ١:‏١٠‏)‏ ان الورثة الممسوحين للملكوت السماوي —‏ المختارين على مر القرون منذ ايام يسوع —‏ هم «ما في السموات».‏ والآن يظهر الجمع الكثير من الخراف الاخر بصفتهم اوائل «ما على الارض».‏ وخدمتكم انسجاما مع هذا الترتيب يمكن ان تعني سعادة ابدية لكم.‏

بركات الجمع الكثير

٢٢ اية معلومات اضافية يتلقاها يوحنا عن الجمع الكثير؟‏

٢٢ عبر القناة الالهية،‏ يتلقَّى يوحنا معلومات اضافية عن هذا الجمع الكثير:‏ ‏«فقال ‏[الشيخ] لي:‏ ‹هؤلاء هم الذين يأتون من الضيق العظيم،‏ وقد غسلوا حللهم وبيضوها بدم الحمل.‏ لذلك هم امام عرش اللّٰه يؤدون له خدمة مقدسة نهارا وليلا في هيكله،‏ والجالس على العرش يبسط خيمته فوقهم›».‏ —‏ رؤيا ٧:‏١٤ب،‏ ١٥‏.‏

٢٣ ما هو الضيق العظيم الذي ‹يأتي منه› الجمع الكثير؟‏

٢٣ وفي مناسبة ابكر قال يسوع ان حضوره في مجد الملكوت سيبلغ الذروة في «ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ بدء العالم الى الآن،‏ ولن يحدث ثانية».‏ (‏متى ٢٤:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ واتماما لهذه النبوة،‏ سيطلق الملائكة اربع رياح الارض لتخريب نظام عالم الشيطان.‏ وأول المولِّين سيكون بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ وبعدئذ،‏ عند ذروة الضيق،‏ سينقذ يسوع الباقين من الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ على الارض،‏ الى جانب الجمع الكثير المحتشد.‏ —‏ رؤيا ٧:‏١؛‏ ١٨:‏٢‏.‏

٢٤ كيف يتأهل افراد الجمع الكثير للنجاة؟‏

٢٤ وكيف يتأهل افراد الجمع الكثير للنجاة؟‏ يخبر الشيخ يوحنا بأنهم «غسلوا حللهم وبيضوها بدم الحمل».‏ وبكلمات اخرى،‏ لقد مارسوا الايمان بيسوع بصفته فاديا لهم،‏ صنعوا انتذارا ليهوه،‏ رمزوا الى انتذارهم بمعمودية الماء،‏ ولهم «ضمير صالح» بسلوكهم المستقيم.‏ (‏١ بطرس ٣:‏​١٦،‏ ٢١؛‏ متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ وهكذا يكونون أطهارا وأبرارا في عيني يهوه.‏ ويحفظون انفسهم «بلا لطخة من العالم».‏ —‏ يعقوب ١:‏٢٧‏.‏

٢٥ (‏أ)‏ كيف يؤدي الجمع الكثير ليهوه «خدمة مقدسة نهارا وليلا في هيكله»؟‏ (‏ب)‏ كيف ‹يبسط يهوه خيمته› فوق الجمع الكثير؟‏

٢٥ وأيضا،‏ لقد اصبحوا شهودا غيورين ليهوه —‏ «يؤدون له خدمة مقدسة نهارا وليلا في هيكله».‏ فهل انتم واحد من هذا الجمع الكثير المنتذرين؟‏ ان كنتم كذلك،‏ فامتيازكم هو ان تخدموا يهوه دون فتور في الدار الارضية لهيكله الروحي العظيم.‏ واليوم،‏ تحت توجيه الممسوحين،‏ ينجز الجمع الكثير الى حد بعيد الجزء الاكبر من عمل الشهادة.‏ وعلى الرغم من مسؤولياتهم الدنيوية،‏ فسح مئات الآلاف منهم المجال للخدمة كامل الوقت كفاتحين.‏ ولكن سواء كنتم في هذا الفريق او لا،‏ فكعضو منتذر من الجمع الكثير،‏ يمكنكم الابتهاج لأنه بسبب ايمانكم وأعمالكم يجري تبريركم كصديق للّٰه ويجري الترحيب بكم كضيف في خيمته.‏ (‏مزمور ١٥:‏​١-‏٥؛‏ يعقوب ٢:‏​٢١-‏٢٦‏)‏ وهكذا ‹يبسط يهوه خيمته› فوق اولئك الذين يحبونه،‏ وكمضيف جيد،‏ يحميهم.‏ —‏ امثال ١٨:‏١٠‏.‏

٢٦ اية بركات اخرى سيتمتع بها الجمع الكثير؟‏

٢٦ يتابع الشيخ:‏ ‏«لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد،‏ ولن تضربهم الشمس ولا اي حر لافح،‏ لأن الحمل الذي في وسط العرش سيرعاهم،‏ وسيرشدهم الى ينابيع مياه الحياة.‏ وسيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم».‏ ‏(‏رؤيا ٧:‏​١٦،‏ ١٧ ‏)‏ نعم،‏ ان يهوه مضياف حقا!‏ ولكن ايّ عمق معنى هنالك لهذه الكلمات؟‏

٢٧ (‏أ)‏ كيف تنبأ اشعيا بشيء مشابه لكلمات الشيخ؟‏ (‏ب)‏ ماذا يظهر ان نبوة اشعيا بدأت تتم في الجماعة المسيحية في ايام بولس؟‏

٢٧ دعونا نتأمل في نبوة صيغت بعبارات مشابهة:‏ «هكذا قال يهوه:‏ ‹في وقت رضى استجبتك،‏ وفي يوم خلاص اعنتك .‏ .‏ .‏ لا يجوعون ولا يعطشون،‏ ولا يضربهم حرّ شديد ولا شمس.‏ لأن الذي يشفق عليهم يقودهم،‏ والى عيون الماء يهديهم›».‏ (‏اشعيا ٤٩:‏​٨،‏ ١٠‏؛‏ انظروا ايضا مزمور ١٢١:‏​٥،‏ ٦‏.‏)‏ والرسول بولس اقتبس جزءا من هذه النبوة وطبقه على ‹يوم الخلاص› الذي ابتدأ يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م.‏ كتب يقول:‏ «فهو [يهوه] يقول:‏ ‹في وقت مقبول سمعتك،‏ وفي يوم خلاص اعنتك›.‏ هوذا الآن الوقت المقبول خصوصا.‏ هوذا الآن يوم الخلاص».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏٢‏.‏

٢٨،‏ ٢٩ (‏أ)‏ كيف تمت كلمات اشعيا في القرن الاول؟‏ (‏ب)‏ كيف تتم كلمات الرؤيا ٧:‏١٦ في الجمع الكثير؟‏ (‏ج)‏ ماذا سينتج من ارشاد الجمع الكثير الى «ينابيع مياه الحياة»؟‏ (‏د)‏ لماذا سيكون الجمع الكثير استثنائيين بين الجنس البشري؟‏

٢٨ وأيّ انطباق كان آنذاك للوعد بأن لا يجوعوا او يعطشوا او يعانوا الحر الشديد؟‏ بالتأكيد،‏ عانى المسيحيون في القرن الاول الجوع والعطش الحرفيين احيانا.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏​٢٣-‏٢٧‏)‏ ومع ذلك،‏ بطريقة روحية،‏ كانت لهم وفرة.‏ لقد جرى تزويدهم بسخاء حتى انهم لم يجوعوا او يعطشوا للامور الروحية.‏ وفضلا عن ذلك،‏ لم يجعل يهوه حموّ غضبه يحرقهم عندما دمَّر نظام الاشياء اليهودي في السنة ٧٠ ب‌م.‏ ولكلمات الرؤيا ٧:‏١٦ اتمام روحي مشابه في الجمع الكثير اليوم.‏ فمع المسيحيين الممسوحين يستمتعون بالتدابير الروحية السخية.‏ —‏ اشعيا ٦٥:‏١٣؛‏ ناحوم ١:‏​٦،‏ ٧‏.‏

٢٩ اذا كنتم واحدا من هذا الجمع الكثير،‏ فان طيبة قلبكم ستجعلكم ‹تهللون›،‏ بصرف النظر عما يجب ان تتحملوه من عوز وضغوط في اثناء سنوات انحطاط نظام الشيطان.‏ (‏اشعيا ٦٥:‏١٤‏)‏ بهذا المعنى،‏ يمكن ليهوه الآن ايضا ان ‹يمسح كل دمعة من عيونكم›.‏ ولا تعود «شمس» اللّٰه المتقدة للدينونة المضادة تهدِّدكم،‏ وعندما تطلَق رياح الدمار الاربع يمكن ان تتجنَّبوا ‹الحرّ اللافح› لسخط يهوه.‏ وبعد انتهاء هذا الدمار سيرشدكم الحمل للاستفادة كاملا من «ينابيع مياه الحياة» المجدِّدة للنشاط،‏ وهذه تمثل كل التدابير التي يصنعها يهوه من اجل نيلكم الحياة الابدية.‏ ان ايمانكم بدم الحمل سيتبرأ لانكم ستُرفعون تدريجيا الى الكمال البشري.‏ وأنتم يا افراد الجمع الكثير ستكونون استثنائيين بين الجنس البشري بصفتكم «الملايين» الذين لم يلزمهم حتى ان يموتوا!‏ وبالمعنى الاكمل،‏ كل دمعة ستكون قد مُسحت من عيونكم.‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٤‏.‏

جعل الدعوة اكيدة

٣٠ اية آفاق عظيمة تنفتح لنا في رؤيا يوحنا،‏ ومَن «يستطيع الوقوف»؟‏

٣٠ يا للآفاق العظيمة التي تفتحها لنا هذه الكلمات!‏ فيهوه نفسه على عرشه،‏ وجميع خدامه،‏ السماويين والارضيين،‏ يتَّحدون في تسبيحه.‏ وخدامه الارضيون يقدِّرون الامتياز الرائع للاشتراك في جوقة التسبيح المتعاظمة الصوت هذه.‏ وقريبا جدا سينفِّذ يهوه والمسيح يسوع الدينونة،‏ وسيُسمع الصراخ:‏ «قد جاء اليوم العظيم،‏ يوم سخطهما،‏ ومَن يستطيع الوقوف؟‏».‏ (‏رؤيا ٦:‏١٧‏)‏ والجواب؟‏ فقط اقلية من الجنس البشري،‏ تشمل ايًّا من المختومين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ الذين قد يكونون بعدُ في الجسد وجمعا كثيرا من الخراف الاخر الذين ‹سيقفون›،‏ اي ينجون معهم.‏ —‏ ارميا ٣٥:‏١٩؛‏ ١ كورنثوس ١٦:‏١٣‏.‏

٣١ كيف يجب ان يؤثر اتمام رؤيا يوحنا في المسيحيين،‏ الممسوحين والجمع الكثير على السواء؟‏

٣١ بالنظر الى هذا الواقع،‏ يجاهد المسيحيون الممسوحون من صف يوحنا بنشاط في ‹السعي نحو الهدف لأجل جائزة دعوة اللّٰه العليا بالمسيح يسوع›.‏ (‏فيلبي ٣:‏١٤‏)‏ وهم يدركون تماما ان الحوادث في اثناء هذه الايام تدعو الى احتمال خصوصي من جهتهم.‏ (‏رؤيا ١٣:‏١٠‏)‏ فبعد خدمة يهوه بولاء سنوات كثيرة،‏ يتمسكون بالايمان،‏ فرحين بأن اسماءهم «كُتبت في السموات».‏ (‏لوقا ١٠:‏٢٠؛‏ رؤيا ٣:‏٥‏)‏ والذين هم من الجمع الكثير يعرفون ايضا انه فقط «الذي يحتمل الى النهاية هو يخلص».‏ (‏متى ٢٤:‏١٣‏)‏ وبينما يجري وسم الجمع الكثير كفريق ليأتوا من الضيق العظيم،‏ يجب على الافراد ان يجاهدوا للبقاء أطهارا ونشاطى.‏

٣٢ اية حالة ملحَّة يبرزها واقع كون فريقين فقط ‹سيقفان› في يوم سخط يهوه؟‏

٣٢ لا يوجد دليل على ان ايًّا من غير هذين الفريقين ‹سيقف› في يوم سخط يهوه.‏ وماذا يعني ذلك للملايين الذين كل سنة يُظهرون شيئا من الاحترام لذبيحة يسوع بحضور الاحتفال بذكرى موته لكنهم لم يمارسوا الايمان بعدُ بذبيحة يسوع الى حد صيرورتهم خداما ليهوه منتذرين،‏ معتمدين،‏ نشاطى في خدمته؟‏ وأيضا،‏ ماذا عن اولئك الذين كانوا مرة نشاطى لكنهم سمحوا بأن ‹تثقل قلوبهم بهموم الحياة›؟‏ فليستيقظ امثال هؤلاء جميعا وليسهروا لكي ‹يتمكنوا من الإفلات من كل هذا المحتوم ان يكون،‏ ومن الوقوف امام ابن الإنسان› —‏ يسوع المسيح.‏ فالوقت قصير.‏ —‏ لوقا ٢١:‏​٣٤-‏٣٦‏.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 1‏ انظروا الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد،‏ الحاشية.‏

^ ‎الفقرة 3‏ برج المراقبة،‏ ١ نيسان ١٩١٨،‏ الصفحة ٩٨.‏

^ ‎الفقرة 13‏ حرفيا «قدامه»،‏ ترجمة الملكوت ما بين السطور للاسفار اليونانية.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ١١٩]‏

التفاسير هي للّٰه

طوال عقود عديدة تساءل صف يوحنا عن هوية الجمع الكثير ولكن دون ان يجدوا شرحا مُرضيا.‏ ولماذا؟‏ نجد الجواب في كلمات يوسف الامين عندما قال:‏ «أليست التفاسير للّٰه؟‏».‏ (‏تكوين ٤٠:‏٨‏)‏ فمتى وكيف يفسِّر اللّٰه اتمام نبواته؟‏ عادة،‏ يكون ذلك عندما يحين موعد اتمامها او تكون في مجرى الاتمام بحيث يتمكن خدامه الباحثون من فهم رسالتها بوضوح.‏ ويُعطى هذا الفهم «لإرشادنا،‏ حتى باحتمالنا وبالتعزية من الأسفار المقدسة يكون لنا رجاء».‏ —‏ روما ١٥:‏٤‏.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٢٤]‏

اعضاء الجمع الكثير

▪ يأتون من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة

▪ يقفون امام عرش يهوه

▪ غسلوا حللهم وبيَّضوها بدم الحمل

▪ ينسبون الخلاص الى يهوه والى يسوع

▪ يأتون من الضيق العظيم

▪ يخدمون يهوه في هيكله نهارا وليلا

▪ ينالون حماية وعناية يهوه الحبيتين

▪ يرعاهم يسوع ويرشدهم الى ينابيع مياه الحياة

‏[صورة تغطي كامل الصفحة ١٢١]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٢٧]‏

الجمع الكثير مدينون بالخلاص للّٰه وللحمل

‏[الصورة في الصفحة ١٢٨]‏

الحمل سيرشد الجمع الكثير الى ينابيع مياه الحياة