الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الى ايّ حد قابل للتصديق هو «العهد القديم»؟‏

الى ايّ حد قابل للتصديق هو «العهد القديم»؟‏

الفصل ٤

الى ايّ حد قابل للتصديق هو «العهد القديم»؟‏

في الفصول القليلة التالية سنناقش بعض التّهم التي يوجِّهها النُقّاد العصريون ضد الكتاب المقدس.‏ فالبعض يؤكِّدون التهمة بأن الكتاب المقدس يناقض ذاته و «غير علمي،‏» وهذان الاتِّهامان ستجري معالجتهما لاحقا.‏ إنَّما اوّلا،‏ تأملوا في التهمة المصنوعة غالبا بأن الكتاب المقدس ليس اكثر من مجموعة اساطير وخرافات.‏ فهل يملك مقاومو الكتاب المقدس اساسا متينا لنقد كهذا؟‏ اوّلا،‏ دعونا ننظر الى الاسفار العبرانية،‏ المسماة العهد القديم.‏

١ و ٢ كيف كان حصار اريحا،‏ وأية اسئلة تُطرح في ما يختص به؟‏

مدينة قديمة محاصَرة.‏ ومهاجموها قد عبروا نهر الاردن بحشود كبيرة وهم الآن نازلون امام اسوار المدينة العالية.‏ ولكن ما أغرب تَكتيك المعركة!‏ فكلَّ يوم لستة ايام دار الجيش الغازي دائرة المدينة،‏ صامتين ما عدا فريقا مرافقا من الكهنة الضاربين بالابواق.‏ والآن،‏ في اليوم السابع،‏ يدور الجيش في صمت دائرة المدينة سبع مرات.‏ وفجأة،‏ يضرب الكهنة بأبواقهم من كل قدرتهم.‏ فيقطع الجيش صمته بهتاف معركة جبّار،‏ وتنهار اسوار المدينة الشاهقة في سحابة من الغبار،‏ تاركة المدينة بلا دفاع.‏ —‏ يشوع ٦:‏١-‏٢١‏.‏

٢ هكذا يصف سفر يشوع،‏ السفر السادس من الاسفار العبرانية،‏ سقوط اريحا الذي حصل منذ ٥٠٠‏,‏٣ سنة تقريبا.‏ ولكن هل حدث ذلك حقا؟‏ كثيرون من اصحاب النقد الاعلى يجيبون بثقة كلاّ.‏ * فهم يدَّعون ان سفر يشوع،‏ الى جانب اسفار الكتاب المقدس الخمسة السابقة،‏ يتألَّف من خرافات كُتبت بعد ان وقعت الحوادث المزعومة بقرون كثيرة.‏ وعلماء آثار كثيرون يجيبون ايضا كلاّ.‏ ووفقا لهم،‏ عندما دخل الاسرائيليون ارض كنعان،‏ ربَّما لم تكن اريحا قد وُجدت ايضا.‏

٣ لماذا مهمة هي مناقشة ما اذا كان الكتاب المقدس يحتوي على تاريخ حقيقي أم لا؟‏

٣ هاتان تهمتان خطيرتان.‏ وإذ تقرأون الكتاب المقدس بكامله ستلاحظون ان تعاليمه متَّصلة على نحو متين بالتاريخ.‏ فاللّٰه يتعامل مع رجال،‏ نساء،‏ عائلات،‏ وأمم حقيقيين،‏ وأوامره معطاة لشعب تاريخي.‏ والعلماء العصريون الذين يلقون الشك على تاريخيّة الكتاب المقدس يلقون الشك ايضا على اهمية رسالته وإمكان الاعتماد عليها.‏ وإذا كان الكتاب المقدس حقا كلمة اللّٰه،‏ فتاريخه حينئذ لا بدّ ان يكون جديرا بالثقة وأن لا يحتوي على مجرد خرافات وأساطير.‏ فهل يملك هؤلاء النُقّاد اساسا لتحدّي صدقه التاريخي؟‏

النقد الاعلى —‏ الى ايّ حد يمكن الاعتماد عليه؟‏

٤-‏٦ ما هي بعض نظريات وِلهوزن للنقد الاعلى؟‏

٤ ان النقد الاعلى للكتاب المقدس ابتدأ جِدّيًّا في اثناء القرنين الـ‍ ١٨ والـ‍ ١٩.‏ وفي النصف الثاني من القرن الـ‍ ١٩ عَمَّم ناقد الكتاب المقدس الألماني يوليوس وِلهوزن النظرية ان اسفار الكتاب المقدس الستة الاولى،‏ بما فيها يشوع،‏ كُتبت في القرن الخامس ق‌م —‏ بعد نحو ألف سنة من الحوادث الموصوفة.‏ ولكنه قال انها تحتوي على موادّ دُوِّنت في وقت ابكر.‏١ وهذه النظرية طُبعت في الطبعة الـ‍ ١١ من دائرة المعارف البريطانية،‏ الصادرة في ١٩١١،‏ التي شرحت:‏ «ان التكوين هو عمل لِما بعد السبي مؤلَّف من مصدر كهنوتي بعد السبي (‏ب)‏ ومصادر ابكر غير كهنوتية تختلف اختلافا ملحوظا عن ب في اللغة،‏ الاسلوب ووجهة النظر الدينية.‏»‏

٥ ان وِلهوزن وأتباعه نظروا الى كل التاريخ المسجَّل في الجزء الابكر من الاسفار العبرانية وكأنه «ليس تاريخا حرفيا،‏ بل تقاليد شعبية للماضي.‏»‏٢ والروايات الابكر اعتُبرت مجرد انعكاس لتاريخ اسرائيل اللاحق.‏ على سبيل المثال،‏ ذُكر ان العداوة بين يعقوب وعيسو لم تحدث حقا،‏ ولكنها عكست العداوة بين أمَّتي اسرائيل وأدوم في الازمنة اللاحقة.‏

٦ وانسجاما مع ذلك،‏ شعر هؤلاء النُقّاد بأن موسى لم يتسلَّم قط اية وصية بصنع تابوت العهد وأن خيمة الاجتماع،‏ مركز العبادة الاسرائيلية في البرية،‏ لم توجد قط.‏ واعتقدوا ايضا ان سلطة الكهنوت الهروني لم تتأسَّس كاملا إلا قبل سنوات قليلة من دمار اورشليم بواسطة البابليين،‏ الذي اعتقد النُقّاد انه حدث عند بداية القرن السادس ق‌م.‏٣

٧ و ٨ اية «براهين» كانت لدى وِلهوزن لنظرياته،‏ وهل كانت سليمة؟‏

٧ وأي «برهان» كان لديهم لهذه الافكار؟‏ يدَّعي اصحاب النقد الاعلى انهم قادرون على تقسيم نص اسفار الكتاب المقدس الباكرة الى عدد من الوثائق المختلفة.‏ والمبدأ الاساسي الذي يستخدمونه هو ان يفرضوا،‏ بشكل عامّ،‏ ان ايّ عدد للكتاب المقدس يستعمل الكلمة العبرانية التي تقابل اللّٰه (‏الوهيم‏)‏ على حِدَتها كُتبت بواسطة كاتب واحد،‏ وأن ايّ عدد يشير الى اللّٰه باسمه،‏ يهوه،‏ لا بدّ انه كُتب بواسطة آخر —‏ كما لو كان كاتب واحد لا يستطيع استعمال التسميتين كلتيهما.‏٤

٨ وبصورة مماثلة،‏ وقتما يجري تسجيل حادثة اكثر من مرة في سفر،‏ يُتَّخذ ذلك برهانا على اكثر من كاتب واحد في العمل،‏ مع ان الادب الساميّ القديم لديه امثلة مشابهة اخرى للتكرار.‏ وعلى نحو اضافي،‏ يجري الفرض ان ايّ تغيير للاسلوب يعني تغييرا للكاتب.‏ ومع ذلك،‏ فحتى كتّاب اللغة العصرية يكتبون غالبا بأساليب مختلفة في مراحل مختلفة في مهنهم،‏ او عندما يعالجون موضوع بحث مختلفا.‏ *

٩-‏١١ ما هي بعض مواطن ضعف النقد الاعلى العصري؟‏

٩ هل هنالك ايّ برهان حقيقي لهذه النظريات؟‏ كلا،‏ على الاطلاق.‏ وأحد المعلِّقين لاحظ:‏ «ان النقد،‏ حتى في احسن الاحوال،‏ تخمينيّ وتجريبيّ،‏ شيء عرضة دائما للتحوير او البرهان انه خاطئ ويجب ان يُستبدَل به شيء آخر.‏ انه تمرين فكري،‏ خاضع لكل الشكوك والظنون التي هي غير قابلة للفصل عن تمرينات كهذه.‏»‏٥ والنقد الاعلى للكتاب المقدس،‏ خصوصا،‏ هو «تخمينيّ وتجريبيّ» الى اقصى حدّ.‏

١٠ وڠليسون ل.‏ آرتشر،‏ الاصغر،‏ يُظهر خللا آخر في التفكير المنطقي للنقد الاعلى.‏ فالمشكلة،‏ يقول،‏ هي ان «مدرسة وِلهوزن بدأت بالافتراض البحت (‏الذي لم يزعجوا انفسهم لإثباته)‏ ان دين اسرائيل كان من مصدر بشري وحسب كأي دين آخر،‏ وأنه يجب شرحه كمجرد نتاج للتطوّر.‏»‏٦ وبكلمات اخرى،‏ ان وِلهوزن وأتباعه بدأوا بالافتراض ان الكتاب المقدس هو مجرد كلمة الانسان،‏ ثم فكَّروا منطقيا من هناك.‏

١١ وقديما في ١٩٠٩،‏ لاحظت دائرة المعارف اليهودية اثنين ايضا من مواطن الضعف في النظرية الوِلهوزنية:‏ «ان الحجج التي بواسطتها كاد وِلهوزن يستأسر كليّا كامل هيئة نُقّاد الكتاب المقدس المعاصرين مؤسسة على افتراضين اثنين:‏ اولا،‏ ان نظام الشعائر يصير اكثر اتقانا في تطوُّر الدين؛‏ ثانيا،‏ ان المصادر الاقدم تعالج بالضرورة المراحل الابكر لتطوّر نظام الشعائر.‏ والافتراض الاول هو ضد دليل الحضارات البدائية،‏ والثاني لا يجد ايّ دعم في دليل الدساتير الشعائرية كتلك التي للهند.‏»‏

١٢ كيف يقف النقد الاعلى العصري في ضوء علم الآثار؟‏

١٢ وهل هنالك اية طريقة لامتحان النقد الاعلى لرؤية ما اذا كانت نظرياته صحيحة أم لا؟‏ مضت دائرة المعارف اليهودية تقول:‏ «ان وجهات نظر وِلهوزن تكاد تكون مؤسسة حصرا على التحليل الحرفي،‏ وستحتاج ان تكمَّل بفحص من وجهة نظر علم الآثار التأسيسي.‏» وإذ مرَّت السنون،‏ هل مال علم الآثار الى تثبيت نظريات وِلهوزن؟‏ تجيب دائرة المعارف البريطانية الجديدة:‏ ‏«ان النقد الآثاري قد مال الى اقامة الدليل على امكان الاعتماد على التفاصيل التاريخية النموذجية حتى للفترات الاقدم [لتاريخ الكتاب المقدس] وإلى الحطّ من النظرية ان روايات الاسفار الخمسة الاولى [السجلات التاريخية في اسفار الكتاب المقدس الابكر] هي مجرد انعكاس لفترة متأخرة اكثر بكثير.‏»‏

١٣ و ١٤ على الرغم من أُسُسه المتقلقلة،‏ لماذا لا يزال النقد الاعلى لوِلهوزن مقبولا على نطاق واسع؟‏

١٣ ونظرًا الى ضعفه،‏ لماذا يكون النقد الاعلى شعبيا الى هذا الحدّ بين المفكّرين اليوم؟‏ لأنه يخبرهم اشياء يريدون سماعها.‏ شرح عالِم للقرن الـ‍ ١٩:‏ «شخصيا،‏ رحَّبتُ بكتاب وِلهوزن هذا اكثر من ايّ كتاب آخر تقريبا؛‏ لأن المشكلة الملحَّة لتاريخ العهد القديم بدا لي انها حُلَّت اخيرا بطريقة تتوافق مع مبدإ التطوُّر البشري الذي انا مضطر ان اطبِّقه على تاريخ كل الدين.‏»‏٧ فمن الواضح ان النقد الاعلى اتَّفق مع آرائه المكوَّنة مسبقا كأحد علماء التطوُّر.‏ وفي الواقع،‏ ان النظريتين تخدمان غاية مماثلة.‏ فتماما كما ان التطوُّر يزيل الحاجة الى الايمان بخالق،‏ كذلك يعني نقد وِلهوزن الاعلى ان المرء ليس عليه ان يؤمن بأن الكتاب المقدس موحى به من اللّٰه.‏

١٤ وفي القرن الـ‍ ٢٠ العقلانيّ هذا فإن الافتراض ان الكتاب المقدس ليس كلمة اللّٰه بل الانسان يبدو ظاهريا جديرا بالتصديق للمفكّرين.‏ * وأن يؤمنوا ان النبوات كُتبت بعد اتمامها اسهل عليهم بكثير من ان يقبلوها بصفتها اصيلة.‏ وهم يفضّلون ان يعلِّلوا روايات الكتاب المقدس للعجائب على انها اساطير،‏ خرافات،‏ او حكايات شعبية،‏ عوض التأمّل في امكانية حدوثها حقا.‏ ولكنّ وجهة نظر كهذه اعتباطية ولا تعطي سببا متينا لنبذ الكتاب المقدس بوصفه صحيحا.‏ فالنقد الاعلى فيه خلل خطير،‏ وهجومه على الكتاب المقدس فشل في الاثبات ان الكتاب المقدس ليس كلمة اللّٰه.‏

هل يدعم علم الآثار الكتاب المقدس؟‏

١٥ و ١٦ وجود اي حاكم قديم مذكور في الكتاب المقدس ثبَّته علم الآثار؟‏

١٥ علم الآثار هو حقل دراسة يقوم على اساس امتن بكثير من النقد الاعلى.‏ وعلماء الآثار،‏ بالتنقيب بين بقايا الحضارات الماضية،‏ زادوا بطرائق عديدة فهمنا لِما كانت عليه الاشياء في الازمنة القديمة.‏ لذلك ليس مدهشا ان ينسجم السجل الآثاري تكرارا مع ما نقرأه في الكتاب المقدس.‏ وفي بعض الاحيان برَّأ علم الآثار ايضا الكتاب المقدس ضد نُقّاده.‏

١٦ على سبيل المثال،‏ وفقا لسفر دانيال،‏ ان آخر حاكم في بابل قبل ان تسقط امام الفرس كان اسمه بيلشاصَّر.‏ (‏دانيال ٥:‏١-‏٣٠‏)‏ وبما انه لم يَظهر ان هنالك ايّ ذِكْر لبيلشاصَّر خارج الكتاب المقدس،‏ صُنعت التهمة بأن الكتاب المقدس على خطإ وأن هذا الرجل لم يوجد قط.‏ ولكن في خلال القرن الـ‍ ١٩ اكتُشفت عِدّة اسطوانات صغيرة،‏ منقوشة بكتابة مسمارية،‏ في بعض الخرائب في العراق الجنوبيّ.‏ وقد وُجد انها تشتمل على صلاة من اجل صحة الابن الاكبر لنبونيد،‏ ملك بابل.‏ واسم ابنه؟‏ بيلشاصَّر.‏

١٧ كيف يمكننا ان نشرح واقع ان الكتاب المقدس يدعو بيلشاصَّر ملكا،‏ فيما معظم النقوش يدعوه اميرًا؟‏

١٧ وهكذا فقد كان هنالك بيلشاصَّر!‏ ولكنْ،‏ هل كان ملكا عندما سقطت بابل؟‏ معظم الوثائق التي وُجدت في ما بعد اشار اليه بصفته ابن الملك،‏ ولي العهد.‏ ولكنّ وثيقة مسمارية توصَف بِـ‍ «رواية نبونيد» ألقت مزيدا من الضوء على مركز بيلشاصَّر الحقيقي.‏ فقد اخبرت:‏ «أوكل [نبونيد] ‹المعسكر› الى (‏ابنه)‏ الاكبر،‏ البكر،‏ والجند في كل مكان في البلاد نظَّمهم تحت (‏إمرته)‏.‏ تخلَّى عن (‏كل شيء)‏،‏ وأَوكَل المُلك اليه.‏»‏٨ وهكذا أُوكِل المُلك الى بيلشاصَّر.‏ وبالتأكيد،‏ عمليًّا،‏ جعله ذلك ملكا!‏ * وهذه العلاقة بين بيلشاصَّر وأبيه،‏ نبونيد،‏ تشرح لماذا عرض بيلشاصَّر،‏ في اثناء تلك الوليمة الاخيرة في بابل،‏ ان يجعل دانيال الحاكم الثالث في المملكة.‏ (‏دانيال ٥:‏١٦‏)‏ فبما ان نبونيد كان الحاكم الاول،‏ كان بيلشاصَّر نفسه فقط الحاكم الثاني لبابل.‏

دليل داعم آخر

١٨ اية معلومات يزوِّدها علم الآثار ليثبِّت السلام والازدهار الناتجَين من عهد داود؟‏

١٨ فعلا،‏ ان اكتشافات آثارية كثيرة قد اثبتت دقَّة الكتاب المقدس التاريخية.‏ على سبيل المثال،‏ يخبر الكتاب المقدس انه بعدما تولَّى الملك سليمان المُلك من ابيه،‏ داود،‏ تمتَّعت اسرائيل بازدهار عظيم.‏ نقرأ:‏ «وكان يهوذا وإسرائيل كثيرين كالرمل الذي على البحر في الكثرة.‏ يأكلون ويشربون ويفرحون.‏» (‏١ ملوك ٤:‏٢٠‏)‏ ودعما لهذه العبارة،‏ نقرأ:‏ «يكشف الدليل الآثاري انه كان هنالك انفجار سكاني في يهوذا في اثناء وبعد القرن العاشر ق‌م عندما جعل السلام والازدهار اللذان جلبهما داود بناءَ الكثير من المدن الجديدة ممكنا.‏»‏١٠

١٩ اية معلومات اضافية يعطيها علم الآثار في ما يتعلق بالحرب بين اسرائيل وموآب؟‏

١٩ وفي ما بعد صار اسرائيل ويهوذا أمَّتين،‏ وفتح اسرائيل ارض موآب المجاورة.‏ وذات مرة عصت موآب،‏ تحت رئاسة الملك ميشع،‏ فشكَّلت اسرائيل تحالفا مع يهوذا ومملكة أدوم المجاورة ليحاربوا موآب.‏ (‏٢ ملوك ٣:‏٤-‏٢٧‏)‏ وعلى نحو لافت،‏ في سنة ١٨٦٨ في الاردن،‏ اكتُشفت بلاطة (‏لوح حجر منحوت)‏ منقوشة باللغة الموآبيّة برواية ميشع الخاصة لهذا الصراع.‏

٢٠ ماذا يخبرنا علم الآثار عن دمار اسرائيل بواسطة الاشوريين؟‏

٢٠ ثم،‏ في السنة ٧٤٠ ق‌م،‏ سمح اللّٰه بتدمير مملكة اسرائيل الشمالية المتمرِّدة بواسطة الاشوريين.‏ (‏٢ ملوك ١٧:‏٦-‏١٨‏)‏ وإذ تتحدَّث عن رواية الكتاب المقدس لهذه الحادثة تعلِّق عالمة الآثار كاثلين كنيون:‏ «قد يكون لدى المرء ارتياب في ان بعض ذلك غُلوّ.‏» ولكن هل هو كذلك؟‏ وتضيف:‏ «ان الدليل الآثاري على سقوط مملكة اسرائيل يكاد يكون ناطقا اكثر من ذاك الذي لسجل الكتاب المقدس.‏ .‏ .‏ .‏ والطَّمْس التام لمدينتي السامرة وحاصور الاسرائيليتين والدمار المرافق لمجدّو هو الدليل الآثاري الواقعي على ان كاتب [الكتاب المقدس] لم يكن يبالغ.‏»‏١١

٢١ اية تفاصيل عن اخضاع يهوذا بواسطة البابليين يزوِّدها علم الآثار؟‏

٢١ وفي ما بعد ايضا يخبرنا الكتاب المقدس ان اورشليم تحت رئاسة الملك يهوياكين حاصرها البابليون وهُزِمَت.‏ وهذه الحادثة مسجَّلة في التواريخ البابلية،‏ لوحة مسمارية اكتشفها علماء الآثار.‏ وفي هذا الصدد نقرأ:‏ «ملك أكّاد [بابل] .‏ .‏ .‏ ضرب حصارا على مدينة يهوذا (‏يهودو‏)‏ وأخذ الملك المدينة في اليوم الثاني من شهر أدّارو.‏»‏١٢ وقد أُخذ يهوياكين الى بابل وسُجن.‏ إنَّما لاحقا،‏ وفقا للكتاب المقدس،‏ أُطلق سراحه من السجن وأعطي فريضة طعام.‏ (‏٢ ملوك ٢٤:‏٨-‏١٥؛‏ ٢٥:‏٢٧-‏٣٠‏،‏ ع‌ج)‏ وهذا تدعمه الوثائق الإدارية التي وُجدت في بابل،‏ التي تعدِّد الحصص المعطاة لِـ‍ «يوكين،‏ ملك يهوذا.‏»‏١٣

٢٢ و ٢٣ على العموم،‏ ما هي العلاقة بين علم الآثار وروايات الكتاب المقدس التاريخية؟‏

٢٢ وحول العلاقة بين علم الآثار وروايات الكتاب المقدس التاريخية علَّق الپروفسور دايڤيد نُوَل فْريدمان:‏ «على العموم،‏ من ناحية ثانية،‏ يميل علم الآثار الى دعم الصحة التاريخية لسرد الكتاب المقدس.‏ ومخطَّط الجدول التاريخي الواسع من الآباء الأجِلاّء الى ازمنة العهد الجديد مترابط مع المعطيات الآثارية.‏ .‏ .‏ .‏ والاكتشافات المقبلة من المرجح ان تساند الموقف المعتدل الحاضر بأن تقليد الكتاب المقدس متأصِّل تاريخيا،‏ ومنقول بأمانة،‏ مع انه ليس تاريخا بالمعنى النقدي او العلمي.‏»‏

٢٣ ومن ثم،‏ حول جهود اصحاب النقد الاعلى للطعن في الكتاب المقدس،‏ يقول:‏ «ان محاولات إعادة بناء تاريخ الكتاب المقدس من قِبَل العلماء العصريين —‏ مثلا،‏ نظرة وِلهوزن ان عصر الآباء الأجِلاَّء كان انعكاسا للملكيَّة المنقسمة؛‏ او نبذ تاريخية موسى والخروج وما ينتج عنه من إعادة بناء للتاريخ الاسرائيلي من قِبَل نوث وأتباعه —‏ لم تنجُ من المعطيات الآثارية وسرد الكتاب المقدس ايضا.‏»‏١٤

سقوط اريحا

٢٤ اية معلومات يعطينا إيَّاها الكتاب المقدس عن سقوط اريحا؟‏

٢٤ هل يعني ذلك ان علم الآثار يتَّفق مع الكتاب المقدس في كل حالة؟‏ كلا،‏ فهنالك عدد من حالات عدم الاتفاق.‏ وإحداها هي الفتح المثير لأريحا الموصوف في بداية هذا الفصل.‏ ووفقا للكتاب المقدس،‏ كانت اريحا اول مدينة فتحها يشوع اذ قاد الاسرائيليين الى ارض كنعان.‏ وجدول تواريخ الكتاب المقدس يدل ان المدينة سقطت في النصف الاول من القرن الـ‍ ١٥ ق‌م.‏ وبعد الفتح أُحرقت اريحا بالنار تماما ثم تُركت غير مسكونة مئات السنين.‏ —‏ يشوع ٦:‏١-‏٢٦؛‏ ١ ملوك ١٦:‏٣٤‏.‏

٢٥ و ٢٦ اي استنتاجين مختلفين توصَّل اليهما علماء الآثار نتيجة لحفر اريحا؟‏

٢٥ قبل الحرب العالمية الثانية حُفر الموقع الذي يُعتقَد انه اريحا من قِبَل الپروفسور جون ڠارستانڠ.‏ وقد اكتشف ان المدينة قديمة جدا وقد دُمِّرت وأُعيد بناؤها مرات عديدة.‏ ووجد ڠارستانڠ انه في خلال واحد من هذه التدميرات سقطت الاسوار كما لو انه بزلزال،‏ وأُحرقت المدينة بالنار تماما.‏ واعتقد ڠارستانڠ ان ذلك وقع في حوالي ١٤٠٠ ق‌م،‏ ليس بعيدا جدا عن التاريخ الذي يدلّ عليه الكتاب المقدس لدمار اريحا بواسطة يشوع.‏١٥

٢٦ وبعد الحرب قامت عالمة آثار أُخرى،‏ كاثلين كنيون،‏ بمزيد من الحفريات في اريحا.‏ فوصلت الى الاستنتاج ان الاسوار المنهارة التي كان ڠارستانڠ قد حدَّد هويتها يرجع تاريخها الى ابكر ممّا ظنَّ بمئات السنين.‏ وقد حدَّدت دمارا رئيسيا لأريحا في القرن الـ‍ ١٦ ق‌م ولكنها قالت بأنه ليست هنالك مدينة في موقع اريحا في خلال القرن الـ‍ ١٥ —‏ حينما يقول الكتاب المقدس ان يشوع كان يغزو البلاد.‏ وتمضي لتخبر عن دلائل محتمَلة على دمار آخر يمكن ان يكون قد حلَّ بالموقع في ١٣٢٥ ق‌م،‏ وتقترح:‏ «اذا كان لا بدّ من اقتران دمار اريحا بالغزو تحت قيادة يشوع،‏ فهذا [الاخير] هو التاريخ الذي يقترحه علم الآثار.‏»‏١٦

٢٧ لماذا التعارضات بين علم الآثار والكتاب المقدس لا يجب ان تقلقنا بلا لزوم؟‏

٢٧ وهل يعني ذلك ان الكتاب المقدس على خطإ؟‏ كلا،‏ على الاطلاق.‏ فعلينا ان نتذكَّر انه فيما يعطينا علم الآثار نافذة الى الماضي فانها ليست دائما نافذة واضحة.‏ ففي بعض الاحيان تكون غَبْشاء من غير ريب.‏ وكما لاحظ احد المعلِّقين:‏ «الدليل الآثاري،‏ مع الأسف،‏ مركَّب من قطع صغيرة،‏ وبالتالي محدود.‏»‏١٧ ويصِحّ ذلك خصوصا في الفترات الابكر من التاريخ الاسرائيلي،‏ حيث الدليل الآثاري غير واضح.‏ وفعلا،‏ ان الدليل أقلّ وضوحا ايضا في اريحا،‏ اذ ان الموقع قد تأكَّل على نحو بالغ.‏

حدود علم الآثار

٢٨ و ٢٩ ما هي بعض حدود علم الآثار التي يُقِرّ بها العلماء؟‏

٢٨ يُقِرّ علماء الآثار انفسهم بحدود علمهم.‏ مثلا،‏ يشرح يوحانان أهاروني:‏ «عندما يصل الامر الى التفسير التاريخي او التأريخي-‏الجغرافي يخرج عالم الآثار من حيِّز العلوم الدقيقة،‏ ولا بدّ ان يعتمد على الاحكام التقديرية والفَرْضِيَّات ليصل الى صورة تاريخية شاملة.‏»‏١٨ وعن التواريخ المعيَّنة لشتَّى الاكتشافات يضيف:‏ «لا بدّ ان نتذكَّر دائما،‏ اذًا،‏ أنه ليست كل التواريخ مطلقة وهي بدرجات متفاوتة مشتبه فيها،‏» مع انه يشعر بأن علماء آثار اليوم يمكنهم ان يكونوا اكثر ثقة بتحديدهم التواريخ ممّا كانت عليه الحال في الماضي.‏١٩

٢٩ وعالَم العهد القديم يطرح السؤال:‏ «الى ايّ حد موضوعي او علمي حقا هو الاسلوب الآثاري؟‏» ويجيب:‏ «علماء الآثار موضوعيون عند نَبْش الوقائع اكثر ممّا عند تفسيرها.‏ ولكنَّ مشاغلهم البشرية ستؤثر في الاساليب التي يستعملونها في ‹التنقيب› ايضا.‏ فلا يسعهم إلاَّ ان يتلفوا دليلهم وهم ينقِّبون الى اسفل عبر طبقات الارض،‏ وهكذا لا يمكنهم ابدا ان يمتحنوا ‹اختبارهم› بتكراره.‏ وهذا يجعل علم الآثار فريدا بين العلوم.‏ وفضلا عن ذلك،‏ انه يجعل التقرير الآثاري مهمة شاقة،‏ تتطلَّب براعة فائقة،‏ ومليئة بالحُفَر.‏»‏

٣٠ كيف ينظر تلاميذ الكتاب المقدس الى علم الآثار؟‏

٣٠ وهكذا فإن علم الآثار يمكن ان يكون مساعدا جدا،‏ ولكنه كأيّ مسعى بشري غيرُ معصوم.‏ وإذ نتأمَّل في النظريات الآثارية باهتمام لا يجب ابدا ان ننظر اليها كحقيقة لا تقبل الجدل.‏ وإذا فسَّر علماء الآثار موجوداتهم بطريقة تناقض الكتاب المقدس لا يجب الفرض آليًّا ان الكتاب المقدس على خطإ وعلماء الآثار على حق.‏ فتفاسيرهم معروف انها تتغيّر.‏

٣١ اي اقتراح جديد قُدِّم مؤخَّرا حول سقوط اريحا؟‏

٣١ ومن المثير للاهتمام الملاحظة انه في السنة ١٩٨١ أعاد الپروفسور جون ج.‏ بيمسون النظر في دمار اريحا.‏ ودرس بدقَّة دمار اريحا الناري الذي وقع —‏ وفقا لكاثلين كنيون —‏ في منتصف القرن الـ‍ ١٦ ق‌م.‏ ووفقا له،‏ لم يطابق فقط ذلك الدمار رواية الكتاب المقدس لتدمير يشوع المدينة بل ان الصورة الآثارية لكنعان ككل طابقت كاملا وصف الكتاب المقدس لكنعان عندما غزا الاسرائيليون.‏ ولذلك فهو يقترح ان التحديد الآثاريّ للتاريخ على خطإ،‏ ويرتئي ان هذا الدمار حصل حقا في منتصف القرن الـ‍ ١٥ ق‌م،‏ في خلال مدى حياة يشوع.‏٢١

الكتاب المقدس تاريخ اصيل

٣٢ اي ميل جرت ملاحظته بين بعض العلماء؟‏

٣٢ ان هذا يوضح الواقع ان علماء الآثار غالبا ما يختلفون في ما بينهم.‏ فليس مدهشا،‏ اذًا،‏ ألاَّ يتَّفق البعض مع الكتاب المقدس فيما يتَّفق معه آخرون.‏ ومع ذلك فان بعض العلماء صاروا يقدِّرون تاريخيَّة الكتاب المقدس بشكل عامّ،‏ إنْ لم يكن في كل تفصيل.‏ ووِليَم فوكْسْوِل أُلبرايت مثَّل احدى المدارس الفكريّة عندما كتب:‏ «لقد كانت هنالك عودة عامَّة الى تقدير الدقَّة،‏ في المسح العامّ وفي التفصيل الواقعي كليهما،‏ التي لتاريخ اسرائيل الديني.‏ .‏ .‏ .‏ وبالإجمال،‏ يمكننا الآن ثانية ان نعامل الكتاب المقدس من البداية الى النهاية كوثيقة صحيحة للتاريخ الديني.‏»‏٢٢

٣٣ و ٣٤ كيف تعطي الاسفار العبرانية نفسها الدليل على كونها دقيقة تاريخيا؟‏

٣٣ وفي الواقع،‏ ان الكتاب المقدس بحد ذاته يحمل ختم التاريخ الدقيق.‏ فالحوادث مربوطة بأزمنة وتواريخ معيَّنة،‏ على خلاف تلك التي للأساطير والخرافات الاقدم.‏ والكثير من الحوادث المسجَّلة في الكتاب المقدس مدعوم بنقوش يرجع تاريخها الى تلك الازمنة.‏ وحيثما يوجد اختلاف بين الكتاب المقدس ونقش قديم فإن التعارض يمكن غالبا ان يُعزى الى نفور الحكام القدماء من تسجيل هزائمهم ورغبتهم في تعظيم نجاحاتهم.‏

٣٤ وفعلا،‏ ان الكثير من تلك النقوش القديمة ليس تاريخا بقدر ما هو دعاية رسمية.‏ وبالتباين،‏ يكشف كتبة الكتاب المقدس عن صراحة نادرة.‏ فشخصيات الاسلاف الرئيسية كموسى وهرون تُكشَف بكل مواطن ضعفهم وقوتهم.‏ وحتى نقائص الملك العظيم داود تُكشَف باستقامة.‏ وتقصيرات الامة ككل تشهَّر تكرارا.‏ وهذا الاخلاص في القول يوصي بالاسفار العبرانية بصفتها صادقة ويمكن الاعتماد عليها ويعطي وزنا لكلمات يسوع،‏ الذي قال عندما صلَّى الى اللّٰه:‏ «كلامك هو حق.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏١٧‏.‏

٣٥ ماذا فشل المفكِّرون العقلانيّون في فعله،‏ وإلى ماذا ينظر تلاميذ الكتاب المقدس لكي يبرهنوا وحي الكتاب المقدس؟‏

٣٥ ومضى أُلبرايت يقول:‏ «في كل حالة يتعالى الكتاب المقدس في المحتوى فوق كل الادب الديني الابكر؛‏ ويتعالى بالمقدار نفسه من اثارة الإعجاب على كل الادب اللاحق في بساطة رسالته المباشرة وشموليّة [سعة] رَوَقانه للناس من كل البلاد والازمنة.‏»‏٢٣ وهذه ‹الرسالة المتعالية،‏› لا شهادة العلماء،‏ هي التي تبرهن وحي الكتاب المقدس،‏ كما سنرى في فصول لاحقة.‏ ولكنْ لنلاحظ هنا ان المفكِّرين العقلانيين العصريين فشلوا في البرهان ان الاسفار العبرانية ليست تاريخا حقيقيا،‏ فيما تعطي هذه الكتابات نفسها كل دليل على كونها دقيقة.‏ فهل يمكن قول الامر نفسه لمصلحة الاسفار اليونانية المسيحية،‏ «العهد الجديد»؟‏ سنتأمل في ذلك في الفصل التالي.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 2‏ ‏«‏النقد الاعلى» (‏او «الاسلوب التاريخيّ-‏النقديّ»)‏ تسمية تُستعمَل لوصف دراسة الكتاب المقدس بقصد اكتشاف تفاصيل كالتأليف،‏ مواد المصدر،‏ ووقت تأليف كل سفر.‏

^ ‎الفقرة 8‏ على سبيل المثال،‏ كتب الشاعر الانكليزي جون مِلْتون قصيدته الملحميّة الرفيعة «الفردوس المفقود» بأسلوب مختلف تماما عن قصيدته «الطَّروب.‏» ونشراتُه السياسية كُتبت بأسلوب آخر ايضا.‏

^ ‎الفقرة 14‏ معظم المفكّرين اليوم يميلون الى ان يكونوا عقلانيّين.‏ ووفقا للقاموس تعني العقلانيّة «الاتّكال على العقل كأساس لتأسيس الحق الديني.‏» والعقلانيّون يميلون الى شرح كل شيء من حيث الاعتبارات البشرية عوض ان يأخذوا في الحسبان امكانيّة العمل الالهي.‏

^ ‎الفقرة 17‏ على نحو مثير للاهتمام،‏ ان تمثالا لحاكم قديم وُجد في سوريا الشمالية في سبعينات الـ‍ ١٩٠٠ اظهر انه لم يكن غير معروف ان يُدعى الحاكم ملكا في حين،‏ اذا توخَّينا الدقَّة،‏ كان له لقب اصغر.‏ وكان التمثال لحاكم جوزان وقد نُقش بالاشوريّة والآراميّة.‏ والنقش الاشوري دعا الرجل والي جوزان،‏ أمَّا النقش الآرامي الموازي فدعاه ملكا.‏٩ وهكذا ليس شيئا لم يسبق له مثيل ان يُدعى بيلشاصَّر وليَّ العهد في النقوش البابلية الرسمية فيما يُدعى ملكا في كتابة دانيال الآرامية.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[النبذة في الصفحة ٥٣]‏

على خلاف التواريخ الدنيوية القديمة،‏ يسجِّل الكتاب المقدس بصراحة النقائص البشرية لشخصيات محترَمة كموسى وداود

‏[الاطار في الصفحة ٤٤]‏

قيمة علم الآثار

«ان علم الآثار يزوِّد أخْذ عَيِّنات من الآنية والمعدّات القديمة،‏ الاسوار والمباني،‏ الاسلحة والحليّ.‏ ومعظم هذه يمكن ترتيبه زمنيا وتحديد هويته على نحو آمن بتسميات وقرائن ملائمة محتواة في الكتاب المقدس.‏ وبهذا المعنى فإن الكتاب المقدس يحفظ في شكل كتابيّ محيطه الحضاري القديم.‏ وتفاصيل قصص الكتاب المقدس ليست منتَجات من صنع خيال مؤلِّف بل بالأحرى انعكاسات للعالم الذي فيه حصلت هذه الحوادث المسجَّلة،‏ من المألوفة الى العجائبية.‏» —‏ دائرة معارف الارض المقدسة الآثارية.‏

‏[الاطار في الصفحة ٥٠]‏

ما يستطيع ولا يستطيع علم الآثار فعله

«ان علم الآثار لا يبرهن ولا يدحض الكتاب المقدس بعبارات حاسمة،‏ ولكن له وظائف اخرى،‏ ذات اهمية كبرى.‏ انه يعيد الى الحياة بدرجة معيَّنة العالَم المادي الذي افترضه الكتاب المقدس من قبل.‏ وأن نعرف،‏ مثلا،‏ المادة التي بُني منها بيت ما،‏ او ماذا كان شكل ‹مرتَفَعة› ما،‏ يحسِّن كثيرا فهمنا للنص.‏ وثانيا،‏ انه يملأ الفراغ في السجل التاريخي.‏ فالحجر الموآبي،‏ على سبيل المثال،‏ يعطي الجانب الآخر للقصة الجارية معالجتها في ٢ ملوك ٣:‏٤ والاعداد التي تلي.‏ .‏ .‏ .‏ ثالثا،‏ انه يكشف حياة وفكر جيران اسرائيل القديمة —‏ الذي هو ذو اهمية بحدّ ذاته،‏ وينير عالَم الافكار الذي ضمنه تطوَّر فكر اسرائيل القديمة.‏» —‏ إِيبْلا —‏ كشْفٌ في علم الآثار.‏

‏[الصورة في الصفحة ٤١]‏

مِلْتون كتب بأساليب مختلفة،‏ لا مجرد واحد.‏ فهل يعتقد اصحاب النقد الاعلى ان عمله هو من نتاج عدد من الكتَّاب المختلفين؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٤٥]‏

‏«رواية نبونيد» تخبر بأن نبونيد أوكل المُلك الى بكره

‏[الصورة في الصفحة ٤٦]‏

الحجر الموآبي يعطي رواية الملك ميشع للصراع بين موآب وإسرائيل

‏[الصورة في الصفحة ٤٧]‏

السجلات البابلية الرسمية تدعم رواية الكتاب المقدس لسقوط اورشليم