الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الايام الاخيرة

الايام الاخيرة

تعريف:‏ يستعمل الكتاب المقدس عبارة «الايام الاخيرة» ليشير الى فترة الوقت الختامية التي تؤدي الى تنفيذ دينونة معيَّنة من اللّٰه تسم نهاية نظام اشياء.‏ والنظام اليهودي بعبادته المبنية حول الهيكل في اورشليم اختبر ايامه الاخيرة في خلال الفترة التي وصلت الى الذروة في دماره في السنة ٧٠ ب‌م.‏ وما حدث آنذاك كان تصويريا لما سيجري اختباره بطريقة اقوى بكثير وعلى نطاق عالمي في وقت تواجه فيه جميع الامم تنفيذ الدينونة الصادرة من اللّٰه.‏ ونظام الاشياء الشرير الحاضر،‏ الذي ينتشر حول العالم،‏ دخل ايامه الاخيرة في السنة ١٩١٤،‏ وبعض افراد الجيل الاحياء آنذاك سيكونون ايضا موجودين ليشهدوا نهايته التامة في «الضيق العظيم.‏»‏

ماذا يدل اننا نعيش اليوم في «الايام الاخيرة»؟‏

يصف الكتاب المقدس الحوادث والاحوال التي تسم فترة الوقت الخطيرة هذه.‏ و «العلامة» هي علامة مركَّبة تتألف من ادلة كثيرة؛‏ وهكذا يتطلب اتمامها ان تكون كل اوجه العلامة ظاهرة بوضوح خلال جيل واحد.‏ ومختلف اوجه العلامة مسجلة في متى الاصحاحين ٢٤،‏ ٢٥؛‏ مرقس ١٣؛‏ ولوقا ٢١‏؛‏ وهنالك تفاصيل اضافية في ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥؛‏ ٢ بطرس ٣:‏​٣،‏ ٤؛‏ ورؤيا ٦:‏١-‏٨‏.‏ وعلى سبيل الايضاح،‏ سنتأمل في اجزاء بارزة قليلة من العلامة.‏

‏«تقوم امة على امة ومملكة على مملكة» (‏متى ٢٤:‏٧‏)‏

شوَّهت الحرب الحياة على الارض طوال آلاف السنين.‏ فالحروب الدولية والحروب ضمن الامم جرى خوضها.‏ ولكن ابتداء من سنة ١٩١٤ جرى خوض الحرب العالمية الاولى.‏ وهذه لم تكن مجرد نزاع بين جيشين في ساحة المعركة.‏ فللمرة الاولى كانت كل الدول الكبرى في حرب.‏ والامم بكاملها —‏ بما فيها السكان المدنيون —‏ كانت مجنَّدة لدعم مجهود الحرب.‏ ويجري التقدير انه عند نهاية الحرب كان ٩٣ في المئة من سكان العالم متورطين.‏ (‏بخصوص الاهمية التاريخية لسنة ١٩١٤،‏ انظروا الصفحتين ٨٨،‏ ٨٩.‏‏)‏

كما انبئ في رؤيا ٦:‏٤‏،‏ ‹نُزع السلام من الارض.‏› وهكذا يستمر العالم في حالة اضطراب منذ سنة ١٩١٤.‏ والحرب العالمية الثانية جرى خوضها من ١٩٣٩ الى ١٩٤٥.‏ وبحسب الاميرال المتقاعد جين لا روك،‏ ففي سنة ١٩٨٢ كانت هنالك ٢٧٠ حربا اخرى منذ ١٩٤٥.‏ واكثر من ١٠٠ مليون شخص قُتلوا في الحرب خلال هذا القرن.‏ وايضا،‏ بحسب طبعة سنة ١٩٨٢ لـ‍ «نفقات العالم الحربية والاجتماعية،‏» كان هنالك في تلك السنة ١٠٠ مليون شخص منهمكين بصورة مباشرة او غير مباشرة في النشاطات الحربية.‏

وهل يلزم اكثر لكي يتم هذا الوجه من النبوة؟‏ هنالك عشرات الآلاف من الاسلحة النووية منتشرة للاستعمال الفوري.‏ ويقول علماء قياديون انه اذا كانت الامم ستستعمل حتى جزءا من مخزونها النووي فان الحضارة وربما كامل الجنس البشري سيهلك.‏ ولكنّ ذلك ليس النتيجة التي تشير اليها نبوة الكتاب المقدس.‏

‏«تكون مجاعات .‏ .‏ .‏ في اماكن» (‏متى ٢٤:‏٧‏)‏

كانت هنالك مجاعات كثيرة في تاريخ الجنس البشري.‏ فالى ايّ حد كان القرن الـ‍ ٢٠ مصابا بها؟‏ ادت الحرب العالمية الى مجاعة واسعة الانتشار في اوروبا وآسيا.‏ وضُربت افريقيا بالجفاف مما ادى الى نقص شامل في الاغذية.‏ ومؤخرا في سنة ١٩٨٠ قدَّرت منظمة الاغذية والزراعة ان ٤٥٠ مليون شخص هم جياع الى درجة الموت،‏ وأن ما يبلغ بليونا لا يملكون ما يكفي ليأكلوا.‏ ومن هؤلاء يموت فعلا حوالى ٤٠ مليونا كل سنة —‏ وفي بعض السنوات ٥٠ مليونا —‏ بسبب النقص في الاغذية.‏

وهل هنالك شيء مختلف بشأن هذا النقص في الاغذية؟‏ نعم؛‏ انه يستمر رغم توافر الغذاء.‏ فبعض البلدان لديها فائضات كبيرة،‏ والمواصلات العصرية يمكن ان تنقل المؤن بسرعة الى البلدان المحتاجة.‏ ولكنّ السياسة القومية والمصالح التجارية قد تُملي بخلاف ذلك.‏ وفي الواقع،‏ ان البلدان حيث الملايين لديهم القليل ليأكلوا قد تصدّر الكثير من افضل غذائها الى البلدان التي لديها الآن وفرة.‏

والحالة ليست بعدُ محلية،‏ بل عالمية‏.‏ ففي سنة ١٩٨١ اعلنت النيويورك تايمز:‏ «ان التحسن في مقاييس المعيشة والطلب المتزايد على الطعام حول العالم وضع ضغطا على اسعار الطعام،‏ جاعلا من الصعب على البلدان الافقر ان تستورد حاجاتها من الطعام.‏» وفي بلدان كثيرة لم يكن انتاج الطعام،‏ حتى بمساعدة العلم الحديث‏،‏ قادرا على مماشاة الزيادة في عدد السكان الاجمالي.‏ وخبراء الطعام العصريون لا يرون حلا حقيقيا للمشكلة.‏

‏«تكون زلازل عظيمة» (‏لوقا ٢١:‏١١‏)‏

صحيح انه كانت هنالك زلازل رئيسية في القرون الماضية؛‏ وعلاوة على ذلك،‏ فبأجهزتهم الحساسة يكتشف العلماء الآن اكثر من مليون زلزلة سنويا.‏ ولكن لا تلزم ادوات خصوصية ليعرف الناس متى تكون هنالك زلازل عظيمة‏.‏

وهل كان هنالك حقا عدد ذو مغزى من الزلازل الرئيسية منذ ١٩١٤؟‏ بالمعلومات التي تم الحصول عليها من مركز المعلومات الجيوفيزيائي القومي في بولدر،‏ كولورادو،‏ فضلا عن عدد من الاعمال المرجعية القياسية،‏ جرى صنع جدول في سنة ١٩٨٤ تضمَّن مجرد الزلازل التي بلغت درجتها ٥‏,٧ او اكثر على مقياس ريختر،‏ او التي ادت الى دمار خمسة ملايين دولار اميركي او اكثر في الممتلكات،‏ او التي سبَّبت ١٠٠ او اكثر من الوفيات.‏ وجرى الحساب انه كانت هنالك ٨٥٦ زلزلة كهذه خلال الـ‍ ٠٠٠‏,٢ سنة قبل ١٩١٤.‏ والجدول نفسه اظهر انه في مجرد ٦٩ سنة بعد ١٩١٤ كانت هنالك ٦٠٥ زلازل كهذه.‏ ويعني ذلك انه،‏ بالمقارنة مع الـ‍ ٠٠٠‏,٢ سنة السابقة،‏ كان المعدل في السنة ٢٠ مرة اعظم منذ ١٩١٤.‏

‏«أوبئة» (‏لوقا ٢١:‏١١‏)‏

عند اختتام الحرب العالمية الاولى انتشرت الحمى الاسبانية حول الكرة الارضية،‏ مهلكة اكثر من ٢٠ مليون نفس وبسرعة لا نظير لها في تاريخ المرض.‏ وبالرغم من التقدم في علم الطب،‏ يجري فرض ضريبة ثقيلة كل سنة من السرطان،‏ مرض القلب،‏ الامراض العديدة التي تنتقل جنسيا،‏ تصلب الانسجة العضوية المتعددة،‏ الملاريا،‏ العمى النهري،‏ وداء شاغاس.‏

‏‹كثرة الاثم المصحوبة ببرودة المحبة من جهة الكثيرين› (‏متى ٢٤:‏​١١،‏ ١٢‏)‏

يقول باحث بارز في علم الجريمة:‏ «الشيء الوحيد الذي يلفت نظرك عندما تنظر الى الجريمة على نطاق عالمي هو الزيادة المنتشرة والدائمة في كل مكان.‏ والاستثناءات الموجودة تبرز في عزلة ساطعة،‏ وقد تغرق سريعا في ارتفاع المد.‏» (‏زيادة الجريمة،‏ نيويورك،‏ ١٩٧٧،‏ السير ليون رادزينوويكز وجون كينغ،‏ ص ٤،‏ ٥)‏ والزيادة حقيقية؛‏ فهي ليست مجرد مسألة اعلان افضل.‏ صحيح ان الاجيال الماضية كان لديها مجرمون ايضا،‏ ولكن لم تكن الجريمة من قبل قط منتشرة كما هي الآن.‏ والاشخاص المتقدمون في السن يعرفون ذلك من الاختبار الشخصي.‏

والاثم المشار اليه في النبوة يشمل الازدراء بشرائع اللّٰه المعروفة،‏ وضع المرء نفسه بدلا من اللّٰه في مركز الحياة.‏ ونتيجة لهذا الموقف ترتفع فجأة معدلات الطلاق،‏ ويجري قبول الجنس خارج نطاق الزواج ومضاجعة النظير الى حد بعيد،‏ وعشرات الملايين من عمليات الاجهاض يجري انجازها كل سنة.‏ واثم كهذا يقترن (‏في متى ٢٤:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ بنفوذ الانبياء الكذبة،‏ اولئك الذين يضعون جانبا كلمة اللّٰه لمصلحة تعاليمهم الخاصة.‏ والانتباه الى فلسفاتهم بدلا من التمسك بالكتاب المقدس يساهم في عالم عديم المحبة.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ اقرأوا وصف ذلك في ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

الناس يُغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة» (‏لوقا ٢١:‏​٢٥،‏ ٢٦‏)‏

‏«الواقع هو ان الانفعال الوحيد الاكبر اليوم الذي يسود حياتنا هو الخوف،‏» قالت أخبار الولايات المتحدة وأنباء العالم.‏ (‏١١ تشرين الاول ١٩٦٥،‏ ص ١٤٤)‏ «لم يكن الجنس البشري من قبل قط خائفا كما هو في الوقت الحاضر،‏» اعلنت المجلة الالمانية هورزو.‏ —‏ العدد ٢٥،‏ ٢٠ حزيران ١٩٨٠،‏ ص ٢٢.‏

تساهم عوامل كثيرة في هذا الجو العالمي من الخوف:‏ جريمة العنف،‏ البطالة،‏ عدم الاستقرار الاقتصادي لان امما كثيرة هي في دَيْن ميؤوس منه،‏ تلوث البيئة حول العالم،‏ النقص في الروابط القوية والحبية للعائلة،‏ والشعور الغامر بأن الجنس البشري هو في خطر وشيك للابادة النووية.‏ ولوقا ٢١:‏٢٥ تذكر ‹علامات في الشمس والقمر والنجوم وضجيج البحار› في ما يتعلق بالكرب الذي تشعر به الامم.‏ فشروق الشمس غالبا ما يسبب،‏ لا توقعا سعيدا،‏ بل خوفا مما قد يجلبه النهار؛‏ وعندما يضيء القمر والنجوم فان الخوف من الجريمة يجعل الناس يبقون خلف الابواب المقفلة.‏ وفي القرن الـ‍ ٢٠،‏ ولكن ليس قبلا،‏ يجري استخدام الطائرات والقذائف لارسال الدمار المندفع من السموات.‏ والغواصات التي تحمل احمالا مميتة من القذائف تطوف البحار،‏ ومجرد واحدة من غواصات كهذه مجهزة لابادة ١٦٠ مدينة.‏ فلا عجب اذا كانت الامم في كرب!‏

‏‹أتباع المسيح الحقيقيون يكونون مبغَضين من جميع الامم لاجل اسمه› (‏متى ٢٤:‏٩‏)‏

ان هذا الاضطهاد ليس بسبب التدخل في السياسة بل ‹لاجل اسم يسوع المسيح،‏› لان أتباعه يلتصقون به بصفته ملك يهوه المسيّاني،‏ لانهم يطيعون المسيح قبل ايّ حاكم ارضي،‏ لانهم يلتصقون بولاء بملكوته ولا ينهمكون في شؤون الحكومات البشرية.‏ وكما يشهد التاريخ العصري،‏ كان ذلك اختبار شهود يهوه في كل انحاء الارض.‏

‏«يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة» (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏

ان الرسالة التي يُكرز بها هي أن ملكوت اللّٰه بين يدي يسوع المسيح قد ابتدأ يحكم في السماء،‏ أنه قريبا سينهي كامل نظام الاشياء الشرير،‏ أن الجنس البشري تحت حكمه سيجري جلبه الى الكمال والارض ستصير فردوسا.‏ وهذه البشارة يُكرز بها اليوم في اكثر من ٢٠٠ بلد ومجموعة جزر والى اقصى الارض.‏ ويخصص شهود يهوه مئات الملايين من الساعات لهذا النشاط كل سنة،‏ ذاهبين تكرارا من بيت الى بيت لكي يعطى كل شخص ان امكن فرصة السماع.‏

الى ماذا تشير جميع حوادث «الايام الاخيرة» هذه؟‏

لوقا ٢١:‏​٣١،‏ ٣٢‏:‏ «متى رأيتم هذه الاشياء صائرة فاعلموا أنّ ملكوت اللّٰه قريب [اي الوقت الذي فيه سيدمِّر العالم الشرير الحاضر ويتولى كاملا شؤون الارض].‏ الحق اقول لكم انه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل.‏» (‏و «الجيل» الذي كان حيا عند ابتداء اتمام العلامة في سنة ١٩١٤ هو الآن متقدم في السن.‏ والوقت الباقي لا بد ان يكون قصيرا جدا.‏ وأحوال العالم تعطي كل دليل على ان الحال هي كذلك.‏)‏

لماذا يقول شهود يهوه انه في سنة ١٩١٤ كان ان ابتدأت «الايام الاخيرة»؟‏

ان السنة ١٩١٤ موسومة من نبوة الكتاب المقدس.‏ ومن اجل التفاصيل عن جدول الوقت،‏ انظروا الصفحات ١٢٨-‏١٣٠،‏ تحت العنوان الرئيسي «التواريخ.‏»‏ وصحة التاريخ يُظهرها الواقع ان احوال العالم المنبأ بأنها ستسم فترة الوقت هذه قد ابتدأت تحدث منذ سنة ١٩١٤ تماما كما انبئ.‏ والوقائع المعروضة اعلاه توضح ذلك.‏

كيف ينظر المؤرخون الدنيويون الى السنة ١٩١٤؟‏

‏«اذ ننظر الى الماضي من الموقع الممتاز للحاضر نرى اليوم بوضوح ان نشوب الحرب العالمية الاولى ادخل ‹زمن اضطرابات› القرن العشرين —‏ باللغة التعبيرية للمؤرخ البريطاني ارنولد توينبي —‏ الذي منه لم تخرج حضارتنا بعدُ.‏ فبطريقة مباشرة او غير مباشرة فان كل تشنجات الخمسين سنة الاخيرة ترجع الى سنة ١٩١٤.‏» —‏ سقوط السلالات الملكية:‏ انهيار النظام القديم (‏نيويورك،‏ ١٩٦٣)‏،‏ ادموند تايلور،‏ ص ١٦.‏

‏«ان اناس جيل الحرب العالمية الثانية،‏ جيلي،‏ سيفكرون دائما في نزاعهم بصفته الحد الفاصل العصري العظيم للتغيير.‏ .‏ .‏ .‏ يجب ان نسلِّم بباطلنا،‏ موعدنا الشخصي مع التاريخ.‏ ولكن يجب ان نعرف انه،‏ في العلاقات الاجتماعية المتبادلة،‏ اتى تغيير حاسم اكثر بكثير مع الحرب العالمية الاولى.‏ فالانظمة السياسية والاجتماعية،‏ المبنيَّة لقرون،‏ كان ان تفتَّتت آنذاك —‏ واحيانا في مجرد اسابيع.‏ والاخرى تغيَّرت بشكل دائم.‏ وفي الحرب العالمية الاولى كان ان ضاعت اليقينيات القديمة العهد.‏ .‏ .‏ .‏ والحرب العالمية الثانية ادامت ووسَّعت وثبَّتت هذا التغيير.‏ وفي العلاقات الاجتماعية المتبادلة كانت الحرب العالمية الثانية المعركة الاخيرة للحرب العالمية الاولى.‏» —‏ عصر عدم اليقين (‏بوسطن،‏ ١٩٧٧)‏،‏ جون ك.‏ غالبريث،‏ ص ١٣٣.‏

‏«انقضى نصف قرن،‏ إلا ان السمة التي تركتها مأساة الحرب الكبرى [الحرب العالمية الاولى،‏ التي ابتدأت في السنة ١٩١٤] في جسم ونفس الامم لم تضمحل .‏ .‏ .‏ ان الجسامة المادية والادبية لهذه المحنة كانت بحيث لم يُترك شيء كما كان من قبل.‏ فالمجتمع بكامله:‏ انظمة الحكومة،‏ الحدود القومية،‏ القوانين،‏ القوى المسلحة،‏ العلاقات بين الولايات،‏ بل ايضا الايديولوجيات،‏ الحياة العائلية،‏ الثروات،‏ المراكز،‏ العلاقات الشخصية —‏ كل شيء تغيَّر من اعلى الى اسفل.‏ .‏ .‏ .‏ والانسانية خسرت اخيرا توازنها،‏ لئلا تسترده ابدا الى هذا اليوم.‏» —‏ الجنرال شارل دوغول،‏ يتكلم في سنة ١٩٦٨ (‏لو موند،‏ ١٢ تشرين الثاني ١٩٦٨،‏ ص ٩)‏.‏

هل يكون ايّ انسان على الاطلاق حيا على الارض بعد نهاية النظام العالمي الحاضر؟‏

بلا ريب نعم.‏ فنهاية النظام العالمي الحاضر ستأتي،‏ لا نتيجة لمذبحة بلا تمييز في حرب نووية،‏ بل في ضيق عظيم يشمل «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء.‏» (‏رؤيا ١٦:‏​١٤،‏ ١٦‏)‏ وهذا القتال لن يدمر الارض،‏ ولن يأتي بكل الجنس البشري الى الهلاك.‏

متى ٢٤:‏​٢١،‏ ٢٢‏:‏ «لانه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.‏ ولو لم تقصر تلك الايام لم يخلص جسد.‏ ولكن لاجل المختارين تقصر تلك الايام.‏» (‏وهكذا سينجو «جسد» ما،‏ بعض الجنس البشري.‏)‏

امثال ٢:‏​٢١،‏ ٢٢‏:‏ «لان المستقيمين يسكنون الارض والكاملين يبقون فيها.‏ أما الاشرار فينقرضون من الارض والغادرون يُستأصلون منها.‏»‏

مزمور ٣٧:‏​٢٩،‏ ٣٤‏:‏ «الصديقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد.‏ انتظر الرب واحفظ طريقه فيرفعك لترث الارض.‏ الى انقراض الاشرار تنظر.‏»‏

لماذا يسمح اللّٰه بأن يمر وقت طويل جدا قبل اهلاك الاشرار؟‏

٢ بطرس ٣:‏٩‏:‏ «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يُقبل الجميع الى التوبة.‏»‏

مرقس ١٣:‏١٠‏:‏ «وينبغي ان يكرز اولا بالانجيل في جميع الامم.‏»‏

متى ٢٥:‏​٣١،‏ ٣٢،‏ ٤٦‏:‏ «ومتى جاء ابن الانسان [يسوع المسيح] في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.‏ ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء.‏ فيمضي هؤلاء [الذين يفشلون ان يعترفوا بإخوة المسيح الروحيين كممثلين للملك نفسه] الى (‏قطع)‏ ابدي والابرار الى حياة ابدية.‏»‏

انظروا ايضا الصفحات ٢٦٨،‏ ٢٦٩،‏ ٢٤٨-‏٢٥٠.‏

اذا قال شخص ما —‏ 

‏‹الاحوال ليست اردأ اليوم؛‏ فقد كانت هنالك دائما حروب،‏ مجاعات،‏ زلازل،‏ جريمة›‏

يمكنكم ان تجيبوا:‏ ‹استطيع ان افهم لماذا تشعر بهذه الطريقة.‏ فنحن وُلدنا في عالم تكون فيه هذه الامور أخبارا يومية.‏ ولكنّ المؤرخين يوضحون ان هنالك شيئا يختلف اختلافا قويا بشأن القرن الـ‍ ٢٠ (‏اقرأوا الاقتباسات على الصفحتين ٨٨،‏ ٨٩.‏‏)‏ ›‏

او تستطيعون ان تقولوا:‏ ‹ليس مجرد انه كانت هنالك حروب،‏ مجاعات،‏ زلازل،‏ وجريمة هو الشيء المهم.‏ فهل ادركت ان العلامة التي اعطاها يسوع كانت مركَّبة؟‏› ثم ربما اضيفوا:‏ ‹فهو لم يقل ان حادثة واحدة بحد ذاتها ستبرهن اننا في «الايام الاخيرة.‏» ولكن عندما تكون كامل العلامة ظاهرة يكون ذلك ذا مغزى —‏ وعلى الاخص عندما تظهر على نطاق عالمي وتبتدئ في سنة يحددها جدول تواريخ الكتاب المقدس.‏› (‏انظروا الصفحات ٨٣-‏٨٨،‏ وأيضا الصفحات ١٢٨-‏١٣٠.‏‏)‏

‏‹كيف تعرفون ان جيلا ما في المستقبل لن يلائم النبوة حتى افضل من هذا الجيل؟‏›‏

يمكنكم ان تجيبوا:‏ ‹هذا سؤال ممتع،‏ والجواب يلقي ضوءا على واقع اننا نعيش فعلا في «الايام الاخيرة.‏» كيف؟‏ حسنا،‏ يشمل جزء من النبوة التي اعطاها يسوع حربا بين الامم والممالك.‏ ولكن ماذا يحدث اليوم اذا تطلَّب اتمام العلامة ان ننتظر حتى تنشب حرب شاملة اخرى بين الدول العظمى؟‏ ان حربا كهذه تترك قليلا او لا احد من الناجين.‏ ولذلك،‏ كما ترى،‏ فان قصد اللّٰه ان يكون هنالك ناجون يدل اننا الآن قريبون جدا من نهاية هذا النظام القديم.‏›‏

او تستطيعون ان تقولوا:‏ ‹ان المطابقة بين حوادث العالم وهذه النبوة هي كالمطابقة بين بصمة الاصبع وصاحبها.‏ فلن يكون هنالك شخص آخر ببصمة مماثلة.‏ وكذلك فان نموذج الحوادث التي ابتدأت في السنة ١٩١٤ لن يتكرر في جيل ما في المستقبل.‏› ثم ربما اضيفوا:‏ (‏١)‏ ‹ان كل ما يجري ليشكِّل العلامة ظاهر بوضوح.‏› (‏٢)‏ ‹بالتاكيد نحن لا نريد ان نكون كالناس في ايام نوح.‏ (‏متى ٢٤:‏​٣٧-‏٣٩‏)‏ ›‏

‏‹نحن لن نرى النهاية في مدى حياتنا›‏

يمكنكم ان تجيبوا‏:‏ ‹ولكنك تؤمن حقا بأن اللّٰه سيتدخل في وقت ما،‏ أليس كذلك؟‏› ثم ربما اضيفوا:‏ (‏١)‏ ‹الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها ايّ منا ان يعرف متى يكون ذلك هي اذا جُعلت هذه المعلومات متوافرة لنا.‏ والآن،‏ ذكر يسوع بوضوح انه لا احد يعرف اليوم او الساعة،‏ ولكنه وصف بالتفصيل الامور التي تحدث خلال الجيل الذي يقع ذلك فيه.‏› (‏٢)‏ ‹ان هذا الوصف يعالج الحوادث التي انت عارف بها شخصيا.‏ (‏اذا كان ممكنا،‏ ناقشوا تفاصيل العلامة،‏ مستعملين الوقائع المزوَّدة على الصفحات السابقة.‏)‏ ›‏

‏‹انا لا اقلق بشأن هذه الامور؛‏ فأنا اعيش كل يوم بيومه›‏

يمكنكم ان تجيبوا‏:‏ ‹بالتاكيد من الحسن ان لا نكون قلقين اكثر مما ينبغي بشأن المستقبل.‏ ولكننا نحاول جميعا ان نخطط حياتنا بحيث نحمي انفسنا واحباءنا.‏ فالتخطيط الواقعي هو عملي.‏ والكتاب المقدس يُظهر ان هنالك امورا بديعة امامنا،‏ ومن الحكمة ان نخطط لكي نستفيد منها.‏ (‏امثال ١:‏٣٣؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ ›‏

‏‹انا لا اتأمل في كل هذه الاحوال الرديئة؛‏ فأنا احب ان اكون متفائلا بشأن المستقبل›‏

يمكنكم ان تجيبوا‏:‏ ‹بشكل ممتع،‏ قال يسوع انه سيكون هنالك سبب وجيه ليكون أتباعه متفائلين في ايامنا.‏ (‏لوقا ٢١:‏​٢٨،‏ ٣١‏)‏ › ثم ربما اضيفوا:‏ ‹ولكن لاحظ انه لا يقول لهم ان يغمضوا اعينهم عما يحدث في العالم ويكونوا سعداء.‏ فهو يقول ان تفاؤلهم سيكون مؤسسا بشكل جيد؛‏ سيكون لانهم فهموا معنى حوادث العالم وعرفوا ماذا ستكون النتيجة.‏›‏