الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل الخامس

درِّبوا ولدكم من الطفولية

درِّبوا ولدكم من الطفولية

١،‏ ٢ الى مَن يجب ان يتطلع الوالدون طلبا للمساعدة في تربية اولادهم؟‏

‏«البنون ميراث من عند (‏يهوه)‏،‏» هتف والد ذو تقدير قبل نحو ٠٠٠‏,٣ سنة.‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣‏)‏ حقا،‏ ان فرح الابوَّة مكافأة ثمينة من اللّٰه،‏ مكافأة متوافرة لمعظم المتزوجين.‏ لكنَّ الذين لهم اولاد سرعان ما يدركون ان للابوَّة مسؤوليات ترافق الفرح.‏

٢ ان تربية الاولاد مهمة شاقة وخصوصا في الوقت الحاضر.‏ ومع ذلك،‏ يقوم بها كثيرون بنجاح،‏ ويشير المرنم الملهم الى الطريقة قائلا:‏ «إنْ لم يبنِ (‏يهوه)‏ البيت فباطلا يتعب البناؤون.‏» (‏مزمور ١٢٧:‏١‏)‏ فكلما اتَّبعتم ارشادات يهوه بدقة صرتم والدا افضل.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «توكل على (‏يهوه)‏ بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد.‏» (‏امثال ٣:‏٥‏)‏ فهل ترغبون في الاصغاء الى مشورة يهوه وأنتم تباشرون مشروع تربية ولدكم مدة ٢٠ سنة؟‏

قبول نظرة الكتاب المقدس

٣ اية مسؤولية تقع على عاتق الآباء في تربية الاولاد؟‏

٣ في بيوت كثيرة حول العالم،‏ يعتبر الرجال تربية الاولاد عملا خاصا بالنساء.‏ صحيح ان كلمة اللّٰه تشير الى دور الأب بصفته المعيل الرئيسي.‏ لكنها تقول ايضا ان لديه مسؤوليات في البيت.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «هيئ عملك في الخارج وأعدِده في حقلك.‏ وبعد ذلك ابنِ بيتك.‏» (‏امثال ٢٤:‏٢٧‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة ‏)‏ فالآباء والامهات في نظر اللّٰه هم شركاء في تدريب الاولاد.‏ —‏ امثال ١:‏​٨،‏ ٩‏.‏

٤ لماذا لا يجب ان نعتبر الاولاد الذكور افضل من الاناث؟‏

٤ وكيف تنظرون الى اولادكم؟‏ تقول التقارير انه في آسيا «لا يُرحَّب غالبا بولادة البنات.‏» ويُقال ان التحامل على البنات لا يزال موجودا في اميركا اللاتينية،‏ حتى بين «العائلات المتحرِّرة فكريا اكثر.‏» لكنَّ الحقيقة هي ان البنات لسن اولادا من درجة ادنى.‏ فيعقوب،‏ الاب المعروف في الازمنة القديمة،‏ وصف جميع ذريته،‏ بمن فيهم البنات اللواتي وُلدن حتى ذلك الحين،‏ بأنهم «الاولاد الذين انعم اللّٰه بهم [عليَّ].‏» (‏تكوين ٣٣:‏​١-‏٥؛‏ ٣٧:‏٣٥‏)‏ وبشكل مماثل،‏ بارك يسوع جميع «الاولاد» (‏الصبيان والبنات)‏ الذين قُدِّموا اليه.‏ (‏متى ١٩:‏​١٣-‏١٥‏)‏ ويمكن ان نكون على يقين من انه عكَس نظرة يهوه.‏ —‏ تثنية ١٦:‏١٤‏.‏

٥ اية اعتبارات يجب ان تتحكم في قرار الزوجين بالنسبة الى حجم عائلتهما؟‏

٥ هل يتوقع مجتمعكم من المرأة ان تلد اكبر عدد ممكن من الاولاد؟‏ ان عدد الاولاد الذين ينجبهم الزوجان انما هو بالصواب قرارهما الشخصي.‏ وماذا اذا كان الوالدان يفتقران الى الموارد المالية لإطعام،‏ إلباس،‏ وتعليم العديد من الاولاد؟‏ طبعا،‏ ينبغي ان يتأمل الزوجان في ذلك عند تقرير حجم عائلتهما.‏ وبعض رفقاء الزواج الذين لا يستطيعون اعالة جميع اولادهم يعهدون الى الاقرباء في مسؤولية تربية البعض منهم.‏ فهل هذه الممارسة مستحبة؟‏ في الحقيقة،‏ لا.‏ وهي لا تحرر الوالدين من التزامهم نحو اولادهم.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «إنْ كان احد لا يعتني بخاصته ولا سيما اهل بيته فقد انكر الايمان.‏» (‏١ تيموثاوس ٥:‏٨‏)‏ ورفقاء الزواج الذين يتحملون المسؤولية يحاولون ان يخططوا لحجم ‹بيتهم› ليتمكنوا من ‹الاعتناء بخاصتهم.‏› فهل يمكنهم استعمال وسائل تحديد النسل لفعل ذلك؟‏ هذا ايضا قرار شخصي،‏ وإذا اتخذ رفقاء الزواج قرارا في هذا الخصوص،‏ فإن اختيار وسيلة منع الحمل هو ايضا مسألة شخصية.‏ «كل واحد سيحمل حمل نفسه.‏» (‏غلاطية ٦:‏٥‏)‏ لكنَّ تحديد النسل الذي يشمل ايّ شكل من اشكال الاجهاض يخالف مبادئ الكتاب المقدس.‏ فيهوه اللّٰه هو «ينبوع الحياة.‏» (‏مزمور ٣٦:‏٩‏)‏ ولذلك فإن وضع حد للحياة بعد الحبل بها يظهر احتقارا جسيما ليهوه وهو بمثابة القتل.‏ —‏ خروج ٢١:‏​٢٢،‏ ٢٣؛‏ مزمور ١٣٩:‏١٦؛‏ ارميا ١:‏٥‏.‏

سد حاجات ولدكم

٦ متى يجب الابتداء بتدريب الولد؟‏

٦ تقول الامثال ٢٢:‏٦‏:‏ «ربِّ الولد في طريقه.‏» وتدريب الاولاد هو واجب ابوي رئيسي آخر.‏ ولكن متى يجب ان يبتدئ هذا التدريب؟‏ باكرا جدا.‏ ذكر الرسول بولس ان تيموثاوس جرى تدريبه «منذ الطفولية.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٥‏)‏ والكلمة اليونانية المستعملة هنا يمكن ان تشير الى طفل صغير او حتى الى جنين.‏ (‏لوقا ١:‏​٤١،‏ ٤٤؛‏ اعمال ٧:‏​١٨-‏٢٠‏)‏ اذًا،‏ نال تيموثاوس التدريب منذ كان صغيرا جدا —‏ الامر الصائب لفعله.‏ ففترة الطفولة هي افضل وقت لمباشرة تدريب الولد.‏ وحتى الطفل الصغير لديه جوع للمعرفة.‏

٧ (‏أ)‏ لماذا من المهم ان يطوِّر كلا الوالدين علاقة وثيقة بالطفل؟‏ (‏ب)‏ اية علاقة كانت موجودة بين يهوه وابنه الوحيد؟‏

٧ قالت احدى الامهات:‏ «عندما رأيت طفلي للمرة الاولى تولَّعت به.‏» وهذا ما يحدث لمعظم الامهات.‏ وذلك الرابط الرائع بين الام والطفل ينمو وهما يصرفان الوقت معا بعد الولادة.‏ والرضاعة تزيد من هذه المودة.‏ (‏قارنوا ١ تسالونيكي ٢:‏٧‏.‏)‏ ومداعبة الام لطفلها والتحدث اليه مهمان جدا في سد حاجات الطفل العاطفية.‏ (‏قارنوا اشعياء ٦٦:‏١٢‏.‏)‏ ولكن ماذا عن الأب؟‏ يجب ان ينشئ هو ايضا صلة وثيقة بمولوده الجديد.‏ ويهوه نفسه مثال لذلك.‏ ففي سفر الامثال نتعلم عن علاقة يهوه بابنه الوحيد،‏ الذي يجري وصفه وهو يقول:‏ «(‏يهوه)‏ قناني اول طريقه.‏ .‏ .‏ .‏ كنت كل يوم لذته.‏» (‏امثال ٨:‏​٢٢،‏ ٣٠؛‏ يوحنا ١:‏١٤‏)‏ وبشكل مماثل،‏ ينمي الأب الصالح علاقة حبية حارة بولده من بداية حياة الولد.‏ يقول احد الآباء:‏ «أَظهروا الكثير من العاطفة.‏ فما من ولد مات من المعانقات والقبلات.‏»‏

٨ كيف ينشِّط الوالدون اذهان اطفالهم بأسرع ما يمكن؟‏

٨ لكنَّ الاطفال يحتاجون الى المزيد.‏ فمن لحظة الولادة تكون ادمغتهم مستعدة لتلقي المعلومات وخزنها،‏ والوالدون هم المصدر الرئيسي لها.‏ خذوا اللغة مثلا.‏ يقول الباحثون ان مدى تعلُّم الولد ان يتكلم ويقرأ جيدا «يُعتقد انه مرتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة اتصال الولد الباكر بوالدَيه.‏» تكلموا الى ولدكم واقرأوا عليه من الطفولية فصاعدا.‏ وسرعان ما يرغب في ان يقتدي بكم،‏ وقبل مضي وقت طويل تكونون قد شرعتم في تعليمه ان يقرأ.‏ ومن المحتمل ان يتمكن من القراءة قبل دخول المدرسة.‏ وسيكون ذلك مساعدا خصوصا اذا كنتم تعيشون في بلد حيث الاساتذة قليلون والصفوف مكتظة.‏

٩ ما هو الهدف الاهم الذي يجب ان يتذكره الوالدان؟‏

٩ والاهتمام الرئيسي للوالدَين المسيحيَّين هو سد حاجات ولدهما الروحية.‏ (‏انظروا تثنية ٨:‏٣‏.‏)‏ وبأي هدف؟‏ لمساعدة ولدهما على تطوير شخصية كشخصية المسيح،‏ وفي الواقع،‏ على لبس «الشخصية الجديدة.‏» (‏افسس ٤:‏٢٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولذلك يلزمهما ان يتأملا في مواد البناء المناسبة وأساليب البناء المناسبة.‏

لقِّنوا ولدكم الحق

١٠ اية صفات يلزم ان ينميها الاولاد؟‏

١٠ تتوقف جودة البناء الى حد بعيد على نوع المواد المستعملة في التشييد.‏ قال الرسول بولس ان مواد البناء الافضل للشخصيات المسيحية هي ‹الذهب الفضة الحجارة الكريمة.‏› (‏١ كورنثوس ٣:‏​١٠-‏١٢‏)‏ وهذه تمثل صفات كالايمان،‏ الحكمة،‏ التمييز،‏ الولاء،‏ الاحترام،‏ والتقدير الحبي ليهوه وشرائعه.‏ (‏مزمور ١٩:‏​٧-‏١١؛‏ امثال ٢:‏​١-‏٦‏،‏ ع‌ج؛‏ امثال ٣:‏​١٣،‏ ١٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ فكيف يمكن للوالدين ان يساعدوا اولادهم من الصغر على تنمية هذه الصفات؟‏ باتِّباع طريقة مرسومة منذ زمن بعيد.‏

١١ كيف ساعد الوالدون الاسرائيليون اولادهم على تطوير شخصيات تقوية؟‏

١١ قبيل دخول امة اسرائيل ارض الموعد،‏ قال يهوه للوالدين الاسرائيليين:‏ «لتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك (‏ولقِّنها)‏ اولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم.‏» (‏تثنية ٦:‏​٦،‏ ٧‏)‏ اجل،‏ يلزم ان يكون الوالدون امثلة،‏ رفقاء،‏ متَّصلين،‏ ومعلِّمين.‏

١٢ لماذا من الحيوي ان يكون الوالدون امثلة صالحة؟‏

١٢ كونوا مثالا.‏ اولا،‏ قال يهوه:‏ «لتكن هذه الكلمات .‏ .‏ .‏ على قلبك.‏» ثم اضاف:‏ «(‏ولقِّنها)‏ اولادك.‏» لذلك يجب ان تكون الصفات التقوية اولا في قلب الوالدين.‏ فيجب ان يحب الوالد الحق ويحيا بموجبه.‏ عندئذٍ فقط يمكنه ان يبلغ قلب الولد.‏ (‏امثال ٢٠:‏٧‏)‏ ولماذا؟‏ لأن الاولاد يتأثرون بما يرونه،‏ اكثر مما يتأثرون بما يسمعونه.‏ —‏ لوقا ٦:‏٤٠؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏١‏.‏

١٣ كيف يمكن للوالدين المسيحيين ان يقتدوا بمثال يسوع في الانتباه لأولادهم؟‏

١٣ كونوا رفيقا.‏ قال يهوه للوالدين في اسرائيل:‏ ‹تكلموا مع اولادكم حين تجلسون في بيتكم وحين تمشون في الطريق.‏› يتطلب ذلك ان يصرف الوالدون الوقت مع الاولاد مهما كانوا مشغولين.‏ ومن الواضح ان يسوع شعر بأن الاولاد يستحقون ان يأخذوا من وقته.‏ ففي الايام الاخيرة من خدمته،‏ «قدموا اليه اولادا لكي يلمسهم.‏» وماذا كان ردّ فعل يسوع؟‏ «احتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم.‏» (‏مرقس ١٠:‏​١٣،‏ ١٦‏)‏ تخيلوا،‏ كانت الساعات الاخيرة من حياة يسوع تنقضي بسرعة.‏ ومع ذلك اعطى هؤلاء الاولاد من وقته واهتمامه.‏ فيا له من درس بديع!‏

١٤ لماذا من المفيد ان يصرف الوالدون الوقت مع اولادهم؟‏

١٤ كونوا متَّصلا.‏ ان صرف الوقت مع ولدكم سيساعدكم على الاتصال به.‏ وكلما اتصلتم به اكثر فهمتم بشكل افضل كيف تتطور شخصيته.‏ ولكن تذكَّروا ان الاتصال يشمل اكثر من التكلُّم.‏ قالت احدى الامهات في البرازيل:‏ «كان يجب ان انمِّي فن الاصغاء.‏» وأضافت:‏ «الاصغاء بقلبي.‏» وقد اثمر صبرها عندما ابتدأ ابنها يعبِّر لها عن مشاعره.‏

١٥ ماذا يجب تذكره في ما يتعلق بالتسلية؟‏

١٥ يحتاج الاولاد الى ‹وقت للضحك .‏ .‏ .‏ ووقت للرقص،‏› وقت للاستجمام.‏ (‏جامعة ٣:‏​١،‏ ٤؛‏ زكريا ٨:‏٥‏)‏ ويكون الاستجمام مثمرا جدا عندما يتمتع به الوالدون والاولاد معا.‏ ومن المؤسف ان الاستجمام في بيوت كثيرة يعني مشاهدة التلفزيون.‏ صحيح ان بعض البرامج التلفزيونية قد تكون مسلية،‏ إلا ان عددا كبيرا منها يحطم القيم السامية،‏ ومشاهدة التلفزيون تعيق الاتصال في العائلة.‏ فلمَ لا تقومون بشيء خلّاق مع اولادكم؟‏ غنوا،‏ اشتركوا في بعض الالعاب،‏ عاشروا الاصدقاء،‏ زوروا اماكن ممتعة.‏ فمثل هذه النشاطات تشجع على الاتصال.‏

١٦ ماذا يجب ان يعلِّم الوالدون اولادهم عن يهوه،‏ وكيف يجب ان يفعلوا ذلك؟‏

١٦ كونوا معلِّما.‏ ‏«(‏لقِّنها)‏ [هذه الكلمات] اولادك،‏» قال يهوه.‏ والقرينة تخبركم ماذا وكيف يجب ان تعلِّموا.‏ اولا،‏ «تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك.‏» (‏تثنية ٦:‏٥‏)‏ ثم ‹(‏لقِّن)‏ هذه الكلمات.‏› فامنحوا الارشاد الهادف الى تطوير المحبة من كل النفس ليهوه وشرائعه.‏ (‏قارنوا عبرانيين ٨:‏١٠‏.‏)‏ والكلمة التي تقابل «لقَّن» تعني ان يعلِّم عن طريق التكرار.‏ ولذلك فإن يهوه يخبركم في الواقع بأن الطريقة الرئيسية لمساعدة اولادكم على تطوير شخصية تقوية هي بالتحدث عنه دائما.‏ ويشمل ذلك عقد درس قانوني في الكتاب المقدس معهم.‏

١٧ ماذا قد يلزم ان ينمي الوالدون في ولدهم؟‏ ولماذا؟‏

١٧ يعرف معظم الوالدين ان ادخال المعلومات الى قلب الولد ليس سهلا.‏ حثَّ الرسول بطرس الرفقاء المسيحيين:‏ «كأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش.‏» (‏١ بطرس ٢:‏٢‏)‏ والعبارة «اشتهوا» تقترح ان كثيرين لا يجوعون طبيعيا للطعام الروحي.‏ فقد يلزم ان يجد الوالدون طرائق لتنمية هذا الاشتهاء في ولدهم.‏

١٨ ما هي بعض اساليب يسوع التعليمية التي يُشجَّع الوالدون على التمثل بها؟‏

١٨ بلغ يسوع القلوب باستخدام الايضاحات.‏ (‏مرقس ١٣:‏٣٤؛‏ لوقا ١٠:‏​٢٩-‏٣٧‏)‏ وهذا الاسلوب التعليمي فعَّال خصوصا مع الاولاد.‏ علِّموا مبادئ الكتاب المقدس باستخدام قصص ممتعة وشيِّقة،‏ ربما تلك الموجودة في المطبوعة كتابي لقصص الكتاب المقدس.‏ * اجعلوا الاولاد يشتركون.‏ دعوهم يستخدمون مقدرتهم الخلّاقة في تصوير وتمثيل حوادث الكتاب المقدس.‏ وقد استخدم يسوع ايضا الاسئلة.‏ (‏متى ١٧:‏​٢٤-‏٢٧‏)‏ تمثلوا بأسلوبه في درسكم العائلي.‏ وعوضا عن مجرد ذكر شريعة اللّٰه،‏ اطرحوا اسئلة مثل،‏ لماذا اعطانا يهوه هذه الشريعة؟‏ ماذا سيحصل ان حفظناها؟‏ ماذا سيحصل ان لم نحفظها؟‏ ان اسئلة كهذه تساعد الولد ان يفكر ويرى ان شرائع اللّٰه عملية وصالحة.‏ —‏ تثنية ١٠:‏١٣‏.‏

١٩ اية فوائد عظيمة سيتمتع بها الاولاد اذا اتَّبع الوالدون مبادئ الكتاب المقدس في التعامل مع اولادهم؟‏

١٩ بكونكم مثالا،‏ رفيقا،‏ متَّصلا،‏ ومعلِّما،‏ يمكنكم ان تساعدوا ولدكم من صغره على بناء علاقة شخصية وثيقة بيهوه اللّٰه.‏ وهذه العلاقة ستشجع ولدكم ان يكون سعيدا كمسيحي.‏ وسيسعى الى العيش بموجب ايمانه حتى عندما يواجه ضغط النظير والاغراءات.‏ فساعدوه دائما على تقدير هذه العلاقة الثمينة.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

الحاجة الحيوية الى التأديب

٢٠ ما هو التأديب،‏ وكيف يجب تطبيقه؟‏

٢٠ التأديب هو التدريب الذي يقوِّم العقل والقلب.‏ والاولاد يحتاجون اليه باستمرار.‏ ينصح بولس الآباء ان ‹يربوا اولادهم بتأديب (‏يهوه)‏ وانذاره.‏› (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ ويجب على الوالدين ان يؤدبوا بمحبة،‏ تماما كما يفعل يهوه.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏​٤-‏١١‏)‏ والتأديب المؤسس على المحبة يمكن منحه بالحجج المنطقية.‏ وهكذا يجري امرنا:‏ «اسمعوا (‏التأديب)‏.‏» (‏امثال ٨:‏٣٣‏)‏ فكيف يجب ان يُمنح التأديب؟‏

٢١ اية مبادئ يجب ان يتذكرها الوالدون عند تأديب اولادهم؟‏

٢١ يظن بعض الوالدين ان تأديب اولادهم يشمل مجرد التكلُّم اليهم بنبرة تهديد،‏ اذ يعنِّفونهم او حتى يهينونهم.‏ لكنَّ بولس يحذر في هذا الصدد:‏ «انتم ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم.‏» (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ ويجري حث جميع المسيحيين ان يكونوا ‹مترفقين بالجميع .‏ .‏ .‏ مؤدِّبين بالوداعة المقاومين.‏› (‏٢ تيموثاوس ٢:‏​٢٤،‏ ٢٥‏)‏ ويحاول الوالدون المسيحيون،‏ فيما يدركون الحاجة الى الثبات،‏ ان يتذكروا هذه الكلمات عند تأديب اولادهم.‏ ولكن احيانا لا تكون الحجج المنطقية كافية،‏ وقد يلزم نوع من العقاب.‏ —‏ امثال ٢٢:‏١٥‏.‏

٢٢ ماذا يجب مساعدة الولد على فهمه اذا لزم ان يُعاقب؟‏

٢٢ تختلف انواع التأديب باختلاف الاولاد.‏ فالبعض ‹لا يُؤدَّبون بالكلام.‏› وقد يكون العقاب الذي ينالونه من حين الى آخر،‏ بسبب عصيانهم،‏ منقذا للحياة.‏ (‏امثال ١٧:‏١٠؛‏ ٢٣:‏​١٣،‏ ١٤؛‏ ٢٩:‏١٩‏)‏ إلا ان الولد يجب ان يفهم لماذا تجري معاقبته.‏ «العصا والتوبيخ يعطيان حكمة.‏» (‏امثال ٢٩:‏١٥؛‏ ايوب ٦:‏٢٤‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ للمعاقبة حدود.‏ قال يهوه لشعبه:‏ «اؤدبك بالحق.‏» ‏(‏ارميا ٤٦:‏٢٨ ب)‏ ولا يوافق الكتاب المقدس اطلاقا على الجلد بغضب او الضرب المبرِّح،‏ مما يتسبب بالرض او حتى الاذى البالغ للولد.‏ —‏ امثال ١٦:‏٣٢‏.‏

٢٣ ماذا يجب ان يتمكن الولد من فهمه عندما يعاقبه والداه؟‏

٢٣ عندما انذر يهوه شعبه بأنه سيؤدبهم،‏ قال اولا:‏ «لا تخف لاني انا معك.‏» (‏ارميا ٤٦:‏٢٨ أ)‏ وبشكل مماثل،‏ فإن التأديب الابوي،‏ ايا كان شكله المناسب،‏ لا يجب ابدا ان يترك لدى الولد الشعور بأنه مرفوض.‏ (‏كولوسي ٣:‏٢١‏)‏ وبالاحرى،‏ يجب ان يشعر الولد بأن التأديب يُمنح لأن الوالد ‹معه،‏› الى جانبه.‏

احموا ولدكم من الاذى

٢٤،‏ ٢٥ ايّ تهديد مروِّع تلزم حماية الاولاد منه في هذه الايام؟‏

٢٤ كثيرون من الراشدين يتذكرون ان طفولتهم كانت طفولة سعيدة.‏ فهم يتذكرون الشعور الدافئ بالامان،‏ شعور الثقة بأن والديهم سيعتنون بهم مهما حصل.‏ ويريد الوالدون ان يشعر اولادهم هكذا،‏ ولكن في عالم اليوم المنحط صار اصعب من ذي قبل جعل الاولاد يشعرون بالامان.‏

٢٥ والتهديد المروِّع الذي ازداد في السنين الاخيرة هو التحرُّش الجنسي بالاولاد.‏ ففي ماليزيا تضاعفت تقارير التحرُّش بالاولاد اربع مرات خلال فترة من عشر سنين.‏ وفي المانيا يُساء جنسيا الى نحو ٠٠٠‏,٣٠٠ ولد كل سنة،‏ في حين انه في احد بلدان اميركا الجنوبية،‏ يبلغ العدد السنوي التقديري،‏ بحسب احدى الدراسات،‏ الرقم المذهل ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٩!‏ والمأساة هي ان غالبية هؤلاء الاولاد يتحرَّش بهم في بيتهم الخاص اشخاص يعرفونهم ويثقون بهم.‏ ولكن يجب ان يكون الوالدون حصنا منيعا لأولادهم.‏ فكيف يمكن ان يحمي الوالدون اولادهم؟‏

٢٦ ما هي بعض الطرائق التي بها يمكن إبقاء الاولاد بأمان،‏ وكيف يمكن للمعرفة ان تحمي الولد؟‏

٢٦ بما ان الاختبار يظهر ان الاولاد الذين يعرفون القليل عن الجنس هم عرضة خصوصا للمتحرِّشين،‏ فالخطوة الوقائية الرئيسية هي تعليم الولد،‏ حتى عندما يكون صغيرا بعدُ.‏ فالمعرفة يمكن ان تزوِّد الحماية «من طريق الشرير ومن الانسان المتكلم بالأكاذيب.‏» (‏امثال ٢:‏​١٠-‏١٢‏)‏ اية معرفة؟‏ معرفة مبادئ الكتاب المقدس،‏ ما هو صواب وخطأ ادبيا.‏ وأيضا المعرفة ان بعض الراشدين يفعلون امورا رديئة وأن الولد ليس مضطرا ان يطيع عندما يقترح اشخاص اعمالا غير لائقة.‏ (‏قارنوا دانيال ١:‏​٤،‏ ٨؛‏ ٣:‏​١٦-‏١٨‏.‏)‏ لا تجعلوا ارشادا كهذا يقتصر على مناسبة واحدة.‏ فيلزم تكرار الدرس لمعظم الصغار حتى يتذكروه جيدا.‏ وإذ يكبر الاولاد قليلا،‏ سيحترم الأب بشكل حبي حق ابنته في الانفراد،‏ وكذلك الام بالنسبة الى ابنها —‏ معزِّزَين بالتالي شعور الولد بما هو لائق.‏ وأحد الاجراءات الوقائية الافضل ضد الاساءة هو طبعا اشرافكم عن كثب كوالدين.‏

اطلبوا الارشاد الالهي

٢٧،‏ ٢٨ مَن هو مصدر المساعدة الاعظم للوالدين عندما يواجهون تحدي تربية الولد؟‏

٢٧ حقا،‏ ان تدريب الولد من الطفولية تحدٍّ،‏ لكنَّ الوالدين المؤمنين ليسوا مضطرين الى مواجهة التحدي وحدهم.‏ فقديما في ايام القضاة،‏ عندما عرف رجل اسمه منوح انه سيصير ابا،‏ طلب من يهوه الارشاد حول تربية ولده.‏ فاستجاب يهوه صلواته.‏ —‏ قضاة ١٣:‏​٨،‏ ١٢،‏ ٢٤‏.‏

٢٨ وبطريقة مماثلة اليوم،‏ فيما يربي الوالدون المؤمنون اولادهم،‏ يمكنهم ايضا ان يتحدثوا الى يهوه في الصلاة.‏ وأن تكونوا والدا هو عمل شاق،‏ ولكن هنالك مكافآت عظيمة.‏ يقول زوجان مسيحيان في هاواي:‏ «لديكم ١٢ سنة لانجاز عملكم قبل سنوات المراهقة الحرجة هذه.‏ ولكن اذا عملتم جاهدين لتطبيق مبادئ الكتاب المقدس،‏ فإنه الوقت لتحصدوا الفرح والسلام عندما يقررون انهم يريدون ان يخدموا يهوه من القلب.‏» (‏امثال ٢٣:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ وعندما يتخذ ولدكم هذا القرار تندفعون انتم ايضا الى الهتاف:‏ «البنون [والبنات] ميراث من عند (‏يهوه)‏.‏»‏

^ ‎الفقرة 18‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏