الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ٢٢

هل «الحكمة التي من فوق» تعمل في حياتك؟‏

هل «الحكمة التي من فوق» تعمل في حياتك؟‏

١-‏٣ (‏أ)‏ كيف اعرب سليمان عن حكمة فائقة في طريقة معالجته لخلاف بين والدتَين؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعد يهوه بإعطائنا،‏ وأيّ سؤالَين ينشآن؟‏

كانت القضية الناشئة صعبة:‏ امرأتان تتنازعان على طفل.‏ عاشت المرأتان في منزل واحد،‏ وكل واحدة وَلدت ابنا بفارق ايام قليلة.‏ لكنَّ احد الطفلَين مات،‏ فادَّعت كلٌّ منهما انها امّ الطفل الحي.‏ * ولا شهود يخبرون حقيقة ما حدث.‏ ومن المحتمل ان القضية وصلت الى محكمة دنيا،‏ لكنها لم تُحلّ.‏ فأُحيلت المسألة اخيرا الى سليمان ملك اسرائيل.‏ فهل يتمكن من كشف الحقيقة؟‏

٢ بعد الاستماع قليلا الى نقاش المرأتَين،‏ طلب سليمان سيفا.‏ وبأسلوب بدا مقنعا،‏ امر بشطر الطفل بحيث يُعطى نصف منه لكل امرأة.‏ وما إن سمعت الامّ الحقيقية كلام الملك حتى توسلت اليه ان يعطي الطفل —‏ ابنها الغالي —‏ الى المرأة الاخرى.‏ أما الثانية فأصرَّت على شطر الطفل.‏ وهكذا عرف سليمان الحقيقة.‏ لقد كان سليمان يعرف عن حنان الامّ نحو ابن رحمها،‏ واستخدم هذه المعرفة ليبتّ الخلاف.‏ تخيَّل راحة الامّ حين امر سليمان بإعطائها الطفل قائلا:‏ «انها امه».‏ —‏ ١ ملوك ٣:‏​١٦-‏٢٧‏.‏

٣ أوَليست هذه حكمة فائقة؟‏ فعندما سمع الناس كيف حلَّ سليمان القضية،‏ استولت عليهم الرهبة «لأنهم رأوا حكمة الله فيه».‏ نعم،‏ كانت حكمة سليمان هبة من الله،‏ اذ سبق ان اعطاه يهوه «قلبا حكيما ومميِّزا».‏ (‏١ ملوك ٣:‏​١٢،‏ ٢٨‏)‏ ولكن ماذا عنا؟‏ هل بإمكاننا ان نحصل نحن ايضا على الحكمة من الله؟‏ نعم،‏ فقد كتب سليمان تحت الوحي:‏ «الرب يعطي حكمة».‏ (‏امثال ٢:‏٦‏)‏ ويعد يهوه بإعطاء الحكمة —‏ القدرة على وضع المعرفة والفهم والتمييز موضع التطبيق الجيد —‏ للذين يطلبونها بإخلاص.‏ فكيف نقتني الحكمة التي من فوق؟‏ وكيف نضعها موضع التطبيق في حياتنا؟‏

‏«اقتنِ الحكمة» —‏ كيف؟‏

٤-‏٧ اية مطالب اربعة لازمة لاقتناء الحكمة؟‏

٤ هل يلزم ان نكون خارقي الذكاء او مثقَّفين كثيرا لكي ننال الحكمة من الله؟‏ كلا.‏ فيهوه يشاء ان يشاركنا في حكمته بصرف النظر عن خلفيتنا وثقافتنا.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏​٢٦-‏٢٩‏)‏ ولكن يجب ان نأخذ نحن المبادرة،‏ لأن الكتاب المقدس يحثنا ان ‹نقتني الحكمة›.‏ (‏امثال ٤:‏٧‏)‏ فكيف نفعل ذلك؟‏

٥ اولا،‏ يلزم ان نخاف الله.‏ تقول الامثال ٩:‏١٠‏:‏ «بدء الحكمة [«الخطوة الاولى لنيل الحكمة»،‏ الكتاب المقدس الانكليزي الجديد‏] مخافة الرب».‏ فمخافة الله هي اساس الحكمة الحقيقية.‏ ولماذا؟‏ تذكَّر ان الحكمة تشمل القدرة على استخدام المعرفة بشكل ناجح.‏ ومخافة الله لا تعني الانكماش خوفا قدامه،‏ بل الخرور امامه بمهابة واحترام وثقة.‏ وهذا الخوف سليم،‏ ويزوّد المرء دافعا قويا.‏ فهو يدفعنا الى جعل حياتنا تنسجم مع معرفتنا لمشيئة الله وطرقه.‏ ولا مسلك احكم من هذا لاتخاذه،‏ لأن مقاييس يهوه تُنتج دائما افضل الفوائد للذين يتبعونها.‏

٦ ثانيا،‏ يجب ان نكون متواضعين ومحتشمين.‏ فلا وجود للحكمة الالهية بدون صفتَي التواضع والاحتشام.‏ (‏امثال ١١:‏٢‏)‏ وما السبب؟‏ اذا كنا متواضعين ومحتشمين،‏ نعترف بأننا لا نملك كل الاجوبة،‏ بأن آراءنا ليست دائما صحيحة،‏ وبأنه يلزم ان نعرف فكر يهوه في الامور.‏ ويهوه «يقاوم .‏ .‏ .‏ المتكبِّرين»،‏ لكنه يسرّ بإعطاء الحكمة للمتواضعين في قلوبهم.‏ —‏ يعقوب ٤:‏٦‏.‏

لاقتناء الحكمة الالهية،‏ يجب ان نبذل الجهد للبحث عنها

٧ النقطة الرئيسية الثالثة هي درس كلمة الله المكتوبة.‏ فحكمة يهوه تُكشَف في كلمته.‏ ولاقتناء هذه الحكمة،‏ يجب ان نبذل الجهد للبحث عنها.‏ (‏امثال ٢:‏​١-‏٥‏)‏ أما المطلب الرابع فهو الصلاة.‏ فإذا طلبنا الحكمة من الله بإخلاص،‏ يعطينا اياها بكرم.‏ (‏يعقوب ١:‏٥‏)‏ ولا شك ان صلواتنا طلبا لمساعدة روحه القدس ستُستجاب.‏ ويمكِّننا روحه من ايجاد كنوز كلمته التي يمكن ان تساعدنا على حل المشاكل وتفادي الاخطار واتخاذ قرارات حكيمة.‏ —‏ لوقا ١١:‏١٣‏.‏

٨ اذا كنا فعلا قد اقتنينا الحكمة الالهية،‏ فكيف يتجلى ذلك؟‏

٨ ذُكر في الفصل ١٧ ان حكمة يهوه عملية.‏ لذلك اذا اقتنينا فعلا الحكمة الالهية،‏ فلا بد ان يتجلى ذلك في سلوكنا.‏ وقد وصف التلميذ يعقوب ثمار الحكمة الالهية حين كتب:‏ «أما الحكمة التي من فوق فهي اولا عفيفة،‏ ثم مسالمة،‏ متعقلة،‏ مستعدة للطاعة،‏ مملوَّة رحمة وثمارا صالحة،‏ لا تميز بمحاباة ولا ترائي».‏ (‏يعقوب ٣:‏١٧‏)‏ وربما يحسن بنا ان نطرح على انفسنا،‏ خلال مناقشتنا لكل وجه من اوجه هذه الحكمة الالهية،‏ السؤال التالي:‏ ‹هل الحكمة التي من فوق تعمل في حياتي؟‏›.‏

‏«عفيفة،‏ ثم مسالمة»‏

٩ ماذا تعني العفة،‏ ولماذا من الملائم ان تكون العفة اول صفة تُدرج بين صفات الحكمة؟‏

٩ ‏«اولا عفيفة».‏ تعني العفة النقاوة وعدم الدنس،‏ لا في الظاهر فحسب بل ايضا في الباطن.‏ ويربط الكتاب المقدس الحكمة بالقلب،‏ ولكن يستحيل ان تدخل الحكمة السماوية قلبًا تدنِّسه افكار ورغبات ودوافع شريرة.‏ (‏امثال ٢:‏١٠؛‏ متى ١٥:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ أما اذا كان قلبنا عفيفا ‏—‏ الى اقصى حد يمكن ان يبلغه البشر الناقصون —‏ ‹فسنحيد عن الشر ونفعل الخير›.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٧؛‏ امثال ٣:‏٧‏)‏ أوَليس ملائما ان تكون العفة اول صفة تُدرَج بين صفات الحكمة؟‏ فإذا لم نكن انقياء ادبيا وروحيا،‏ فكيف يمكننا ان نعكس الصفات الاخرى للحكمة التي من فوق؟‏!‏

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ لماذا من المهم ان نكون مسالمين؟‏ (‏ب)‏ اذا شعرت بأنك اسأت الى احد الرفقاء العبّاد،‏ فكيف تُظهر انك صانع سلام؟‏ (‏انظر الحاشية ايضا.‏)‏

١٠ ‏«ثم مسالمة».‏ تدفعنا الحكمة السماوية الى السعي في اثر السلام الذي هو من ثمار روح الله.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢‏)‏ ونحن نبذل ما في وسعنا لكي لا نقطع «رباط السلام» الذي يوحّد شعب يهوه.‏ (‏افسس ٤:‏٣‏)‏ كما نسعى بجدّ الى اعادة السلام حين يحدث ما يُخلّ به.‏ ولماذا ذلك مهم؟‏ لأن الكتاب المقدس يقول:‏ «ابقوا .‏ .‏ .‏ عائشين بسلام؛‏ وإله المحبة والسلام سيكون معكم».‏ (‏٢ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ فإله السلام سيكون معنا ما دمنا نعيش بسلام.‏ وطريقة تعاملنا مع رفقائنا العبّاد تؤثر تأثيرا مباشرا في علاقتنا بيهوه.‏ فكيف نُظهر اننا صانعو سلام؟‏ إليك هذا المثل.‏

١١ ماذا ينبغي ان تفعل اذا شعرت بأنك اسأت الى احد الرفقاء العبّاد؟‏ قال يسوع:‏ «اذا كنتَ تُحضِر قربانك الى المذبح وهناك تذكَّرتَ ان لأخيك شيئا عليك،‏ فاترك قربانك هناك امام المذبح واذهب؛‏ صالح اخاك اولا،‏ وحينئذ ارجع وقدم قربانك».‏ (‏متى ٥:‏​٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فإذا اردت ان تطبق هذه المشورة،‏ عليك ان تأخذ المبادرة وتذهب الى اخيك.‏ ولأيّ هدف؟‏ ‹لمصالحته›،‏ او مسالمته.‏ * ولتحقيق ذلك،‏ ربما يلزم ألا تنكر او تتجاهل انك جرحتَ مشاعره.‏ وإذا اقتربت اليه بهدف اعادة السلام والمحافظة على هذا الوضع،‏ فمن المحتمل ان ينجلي ايّ سوء تفاهم حاصل وتُتبادَل الاعتذارات ويُصفح عما جرى.‏ وعندما تأخذ انت المبادرة لتُصالح وتُسالم،‏ تُظهر ان الحكمة الالهية توجِّهك.‏

‏«متعقلة،‏ مستعدة للطاعة»‏

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ ما معنى الكلمة المترجمة «متعقلة» في يعقوب ٣:‏١٧‏؟‏ (‏ب)‏ كيف نُظهر اننا متعقلون؟‏

١٢ ‏«متعقلة».‏ ماذا يعني التعقل؟‏ يقول بعض علماء الكتاب المقدس انه من الصعب ترجمة الكلمة اليونانية الاصلية المنقولة الى «متعقلة» في يعقوب ٣:‏١٧‏.‏ وقد استعمل بعض التراجمة كلمات مثل «مترفقة»،‏ «متسامحة»،‏ و «حليمة».‏ والمعنى الحرفي للكلمة اليونانية هو «متصف باللِّين».‏ فكيف نُظهر ان هذا الوجه من الحكمة التي من فوق يعمل فينا؟‏

١٣ تقول فيلبي ٤:‏٥‏:‏ «ليُعرف تعقلكم عند جميع الناس».‏ وتذكر ترجمة اخرى:‏ «كونوا معروفين بتعقلكم».‏ (‏العهد الجديد بالانكليزية العصرية،‏ بقلم ج.‏ ب.‏ فيلپس)‏.‏ لاحظ انه لا يُقصد هنا كيف ننظر نحن الى انفسنا،‏ بل كيف ينظر الآخرون الينا وما هو معروف عنا.‏ والشخص المتعقل لا يصرّ دائما على حرفية الشريعة او اجراء الامور على طريقته.‏ فهو مستعد ليصغي الى ما يقوله الآخرون،‏ ويتصف باللِّين اذ يذعن لرغباتهم حين يكون مناسبا.‏ وهو ايضا مترفق،‏ غير قاسٍ ولا فظّ،‏ في تعاملاته مع الآخرين.‏ ان هذه النقطة مهمة لكل المسيحيين،‏ لكنها مهمة خصوصا للذين يخدمون كشيوخ.‏ فالترفق يجذب الغير،‏ ويسهِّل على الآخرين الاقتراب الى الشيوخ.‏ (‏١ تسالونيكي ٢:‏​٧،‏ ٨‏)‏ لذلك يحسن بنا ان نسأل انفسنا:‏ ‹هل يُعرف عني اني حليم ومترفق وأتصف باللِّين؟‏›.‏

١٤ كيف نُظهر اننا ‹مستعدون للطاعة›؟‏

١٤ ‏«مستعدة للطاعة».‏ الكلمة اليونانية المترجمة «مستعدة للطاعة» لا وجود لها في ايّ مكان آخر في الاسفار اليونانية المسيحية.‏ وبحسب احد العلماء،‏ «غالبا ما تُستخدم [هذه الكلمة] في الانضباط العسكري».‏ وهي تنقل فكرة «سهل الإقناع» و «مذعن».‏ لذلك فإن مَن توجِّهه الحكمة التي من فوق يُبدي استعداده للخضوع لما تقوله الاسفار المقدسة.‏ وهو ليس من الاشخاص الذين يُعرف عنهم انهم عندما يتخذون قرارا يرفضون الاقتناع بأية حقائق تعارض ما يقولونه.‏ لكنه يسارع الى التغيير حين يقدَّم له الدليل الواضح من الاسفار المقدسة على انه اتخذ موقفا خاطئا او توصَّل الى استنتاجات غير صحيحة.‏ فهل هكذا يعرفك الآخرون؟‏

‏«مملوَّة رحمة وثمارا صالحة»‏

١٥ ما هي الرحمة،‏ ولماذا من المناسب ان تُذكر ‹الرحمة› و ‹الثمار الصالحة› معا في يعقوب ٣:‏١٧‏؟‏

١٥ ‏«مملوَّة رحمة وثمارا صالحة».‏ * الرحمة جزء مهم من الحكمة التي من فوق،‏ لأنه يقال عن هذه الحكمة انها ‏«مملوَّة رحمة».‏ كذلك لاحِظ ان ‹الرحمة› و ‹الثمار الصالحة› مذكورتان معا.‏ وهذا الربط مناسب،‏ لأنه غالبا ما تشير الرحمة في الكتاب المقدس الى اهتمام عملي بالآخرين،‏ الى رأفة تُنتج غلة وافرة من الاعمال الحبية.‏ ويعرّف احد المراجع الرحمة بأنها «شعور بالحزن على حالة صعبة يمر بها شخص،‏ ومحاولة فعل شيء حيال ذلك».‏ لذا ليست الحكمة الالهية خالية من الحنوّ والشعور،‏ ولا هي شيء نظري مجرد من العاطفة،‏ بل هي صفة حميمة وقلبية وحساسة.‏ فكيف نُظهر اننا مملوُّون رحمة؟‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ بالاضافة الى المحبة لله،‏ ماذا يدفعنا الى الاشتراك في العمل الكرازي،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ بأية طرائق يمكن ان نُظهر اننا مملوُّون رحمة؟‏

١٦ لا شك ان احدى اهم الوسائل لذلك هي اخبار الآخرين ببشارة ملكوت الله.‏ فماذا يدفعنا الى القيام بهذا العمل؟‏ الدافع الرئيسي هو محبتنا ليهوه.‏ ولكن يدفعنا ايضا الشعور بالرحمة او الرأفة نحو الآخرين.‏ (‏متى ٢٢:‏​٣٧-‏٣٩‏)‏ فكثيرون اليوم ‹منزعجون ومنطرحون كخراف لا راعي لها›.‏ (‏متى ٩:‏٣٦‏)‏ وقد اهملهم الرعاة الدينيون الباطلون وجعلوهم عميانا روحيا.‏ وبسبب ذلك لا يعرفون عن الارشاد الحكيم الموجود في كلمة الله او عن البركات التي سيجلبها الملكوت قريبا الى هذه الارض.‏ وهكذا عندما نفكر في الحاجات الروحية لدى الناس حولنا،‏ تدفعنا رأفتنا القلبية الى بذل قصارى جهدنا لإخبارهم بقصد يهوه الحبي.‏

عندما نُظهر الرحمة او الرأفة للآخرين،‏ نعكس «الحكمة التي من فوق»‏

١٧ وبأية طرائق اخرى نُظهر اننا مملوّون رحمة؟‏ تذكَّرْ مثل يسوع عن السامري الذي وجد مسافرا مضروبا ومسلوبا الى جانب الطريق.‏ فبدافع الرأفة «عامل» السامريُّ هذا المصابَ «برحمة» وضمد جروحه واعتنى به.‏ (‏لوقا ١٠:‏​٢٩-‏٣٧‏)‏ أوَلا يُظهر ذلك ان الرحمة تشمل تقديم المساعدة العملية لمَن هم بحاجة اليها؟‏ فالكتاب المقدس يأمرنا بأن «نصنع الصلاح الى الجميع،‏ وخصوصا الى اهل الإيمان».‏ (‏غلاطية ٦:‏١٠‏)‏ تأمل في بعض المجالات الممكنة.‏ قد يكون رفيق مؤمن مسنّ بحاجة الى وسيلة نقل للذهاب الى الاجتماعات والعودة الى البيت.‏ وربما تحتاج ارملة في الجماعة الى المساعدة لإجراء تصليحات في بيتها.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ ويمكن ان يكون شخص مثبَّط بحاجة الى ‹كلمة طيبة› تبهج قلبه.‏ (‏امثال ١٢:‏٢٥‏)‏ لذلك عندما نُظهر الرحمة بطرائق كهذه،‏ نُظهر ان الحكمة التي من فوق تعمل فينا.‏

‏«لا تميِّز بمحاباة ولا تُرائي»‏

١٨ اذا كانت الحكمة التي من فوق توجِّهنا،‏ فماذا ينبغي ان نسعى الى استئصاله من قلوبنا،‏ ولماذا؟‏

١٨ ‏«لا تميِّز بمحاباة».‏ تسمو الحكمة الالهية على التحامل العرقي والغرور القومي.‏ فإذا كانت هذه الحكمة توجِّهنا،‏ نسعى الى استئصال كل ميل الى المحاباة في قلوبنا.‏ (‏يعقوب ٢:‏٩‏)‏ ولا نعامل الناس بتمييز على اساس خلفيتهم الثقافية او وضعهم المالي او مسؤولياتهم في الجماعة،‏ ولا ننظر بازدراء الى ايّ شخص من رفقائنا العبّاد،‏ مهما بدا وضيع المقام.‏ فبما ان يهوه اظهر لهؤلاء محبته،‏ يجب علينا دون شك ان نعتبرهم جديرين بمحبتنا.‏

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ ما هي خلفية الكلمة اليونانية التي تقابل «مرائي»؟‏ (‏ب)‏ كيف نُظهر «مودة اخوية عديمة الرياء»،‏ ولماذا ذلك مهم؟‏

١٩ ‏«لا تُرائي».‏ يمكن ان تشير الكلمة اليونانية المترجمة «مُرائي» الى «ممثّل يؤدي دورا».‏ ففي الماضي،‏ كان الممثلون اليونان والرومان يلبسون اقنعة كبيرة خلال ادائهم.‏ وهكذا صارت الكلمة اليونانية التي تقابل «مرائي» تنطبق على الشخص الذي يدَّعي او يتظاهر بشيء.‏ ولا ينبغي ان يقتصر تأثير هذا الوجه من الحكمة الالهية على طريقة معاملتنا لرفقائنا العبّاد،‏ بل يجب ان يشمل ايضا طريقة شعورنا نحوهم.‏

٢٠ ذكر الرسول بطرس ان ‹إطاعتنا للحق› ينبغي ان تُنتج «مودة اخوية عديمة الرياء».‏ (‏١ بطرس ١:‏٢٢‏)‏ نعم،‏ فيجب ألا تكون مودتنا الاخوية مجرد تظاهر،‏ ونحن لا نلبس اقنعة او نمثِّل ادوارا بهدف خداع الآخرين.‏ فمودتنا يلزم ان تكون اصيلة ونابعة من القلب.‏ وإذا كانت مودتنا كذلك،‏ نكسب ثقة رفقائنا العبّاد لأنهم سيعرفون ان ظاهرنا يعكس ما نحن عليه في الداخل.‏ ويمهِّد هذا الاخلاص الطريق لعلاقات صريحة وصادقة بين المسيحيين،‏ ويساعد على خلق جوٍّ من الثقة في الجماعة.‏

‏«‏احفظ الحكمة العملية»‏

٢١،‏ ٢٢ (‏أ)‏ كيف فشل سليمان في حفظ الحكمة؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نحفظ الحكمة،‏ وماذا يفيدنا فعل ذلك؟‏

٢١ الحكمة الالهية هبة من يهوه،‏ وينبغي لنا ان نحفظها.‏ قال سليمان:‏ «يا ابني .‏ .‏ .‏ احفظ الحكمة العملية والمقدرة التفكيرية».‏ (‏امثال ٣:‏٢١‏،‏ ع‌ج‏)‏ ومن المؤسف ان سليمان نفسه لم يفعل ذلك.‏ صحيح انه بقي حكيما طوال فترة محافظته على قلب طائع،‏ لكنَّ زوجاته الاجنبيات الكثيرات أمَلْنَ قلبه في النهاية عن عبادة يهوه النقية.‏ (‏١ ملوك ١١:‏​١-‏٨‏)‏ وعاقبة سليمان تُظهر انه لا قيمة للمعرفة اذا لم تُستعمل بطريقة جيدة.‏

٢٢ وكيف نحفظ الحكمة العملية؟‏ لا يكفي ان نقرأ بانتظام الكتاب المقدس والمطبوعات المؤسسة عليه التي يزوّدها «‏العبد الامين الفطين‏»،‏ بل يجب ايضا ان نحاول تطبيق ما نتعلمه.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ وهنالك اسباب كثيرة تدفعنا الى تطبيق الحكمة الالهية.‏ فهي تحسِّن طريقة عيشنا حاليا.‏ وتدفعنا الى ‹الامساك بإحكام بالحياة الحقيقية›،‏ اي الحياة في عالم الله الجديد.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٩‏)‏ والاهم هو ان تنمية الحكمة التي من فوق تقرّبنا الى يهوه الله،‏ مصدر كل حكمة.‏

^ ‎الفقرة 1‏ تذكر ١ ملوك ٣:‏١٦ ان المرأتَين زانيتان.‏ ويقول بصيرة في الاسفار المقدسة ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «ربما كانت المرأتان زانيتَين بمعنى انهما سبق ان ارتكبتا العهارة لا بمعنى انهما تتكسبان من بغائهما.‏ وقد تكونان يهوديتَين او على الارجح اجنبيتَين في الاصل».‏ —‏ اصدار شهود يهوه.‏

^ ‎الفقرة 11‏ العبارة اليونانية المترجمة «صالحَ» تأتي من فعل يعني «اجرى تعديلا او تبادلا».‏ فأنت تسعى الى ان تُجري تغييرا وتزيل،‏ إن امكن،‏ الضغينة من قلب المساء اليه.‏ —‏ روما ١٢:‏١٨‏.‏

^ ‎الفقرة 15‏ تنقل ترجمة اخرى هذه الكلمات الى «مملوَّة رأفة وأعمالا صالحة».‏ —‏ ترجمة بلغة الشعب،‏ بقلم تشارلز ب.‏ وليَمز (‏بالانكليزية)‏.‏