الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ٩

‏‹اهرب من العهارة›‏

‏‹اهرب من العهارة›‏

‏«أميتوا اذًا اعضاء جسدكم التي على الارض من جهة العهارة،‏ النجاسة،‏ الشهوة الجنسية،‏ الاشتهاء المؤذي،‏ والطمع الذي هو صنمية».‏ —‏ كولوسي ٣:‏٥‏.‏

١،‏ ٢ كيف خطَّط بلعام لإلحاق الاذى بشعب يهوه؟‏

يذهب الصياد الى مكانه المفضل لاصطياد نوع محدَّد من السمك.‏ فيختار طعما مناسبا ويلقي الصنارة في الماء.‏ بعد لحظات،‏ يشتد الخيط وتتقوس القصبة.‏ فيسحب الصياد السمكة التي علقت في الصنارة ويبتسم،‏ عالما انه اختار الطعم الملائم.‏

٢ يذكّرنا هذا المشهد برواية حدثت قديما.‏ ففي سنة ١٤٧٣  ق‌م،‏ فكَّر رجل اسمه بلعام تفكيرا مليًّا في اختيار طعم مناسب.‏ ومَن كانت الضحية التي اراد اغواءها؟‏ شعب الله المخيِّم في سهوب موآب على حدود ارض الموعد.‏ لقد ادّعى بلعام انه نبي يهوه،‏ لكنه كان فعليا رجلا جشعا استُؤجر للعن الاسرائيليين.‏ غير ان يهوه تدخَّل،‏ فلم يستطع بلعام إلا ان يباركهم.‏ ولكن بما انه كان مصمِّما على نيل المكافأة،‏ فكَّر كيف عساه يغري الاسرائيليين بارتكاب خطية جسيمة حتى يلعنهم الله بنفسه.‏ ولتحقيق هذا الهدف،‏ ألقى بلعام الطعم:‏ بنات موآب المغريات.‏ —‏ عدد ٢٢:‏١-‏٧؛‏ ٣١:‏١٥،‏ ١٦؛‏ رؤيا ٢:‏١٤‏.‏

٣ الى اي حد نجحت خطة بلعام؟‏

٣ وهل نجحت الخطة؟‏ نعم،‏ الى حد ما.‏ فقد ابتلع عشرات آلاف الرجال الاسرائيليين الطعم حين ابتدأوا «يفسقون مع بنات موآب».‏ حتى انهم راحوا يعبدون آلهة الموآبيين،‏ بما في ذلك بعل فغور المثير للاشمئزاز،‏ إله الخصب،‏ او الجنس.‏ نتيجة لذلك،‏ هلك ٢٤٬٠٠٠ اسرائيلي على عتبة ارض الموعد.‏ فيا لها من مأساة فظيعة!‏ —‏ عدد ٢٥:‏١-‏٩‏.‏

٤ لماذا وقع آلاف الاسرائيليين في الفساد الجنسي؟‏

٤ وما الذي ادى الى هذه الكارثة؟‏ كان قد نشأ في كثيرين من الشعب قلب شرير بالابتعاد عن يهوه،‏ الاله الذي انقذهم من مصر وأطعمهم في البرية وقادهم بأمان الى عتبة ارض الموعد.‏ (‏عبرانيين ٣:‏١٢‏)‏ وبالاشارة الى هذه الحادثة،‏ كتب الرسول بولس:‏ «لا نمارس العهارة،‏ كما عهر بعض منهم،‏ فسقط ثلاثة وعشرون ألفا في يوم واحد».‏ * —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٨‏.‏

٥،‏ ٦ لمَ تهمّنا الرواية عن خطية الاسرائيليين في سهوب موآب؟‏

٥ تحمل هذه الرواية العديد من الدروس المهمة لشعب الله اليوم الذين يقفون على عتبة ارض موعد اعظم بكثير.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١١‏)‏ فالعالم في ايامنا مهووس بالجنس تماما كالموآبيين قديما،‏ ولكن على نطاق اكبر.‏ علاوة على ذلك،‏ يقع آلاف المسيحيين كل سنة في الشرك نفسه الذي وقع فيه الاسرائيليون:‏ الفساد الجنسي.‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١‏)‏ ومثل زمري الذي تباهى بالمرأة المديانية حين اتى برفقتها الى المخيَّم وأدخلها الى خيمته،‏ يترك بعض الذين يعاشرون شعب الله اليوم تأثيرا مفسدا ضمن الجماعة المسيحية.‏ —‏ عدد ٢٥:‏٦،‏ ١٤؛‏ يهوذا ٤‏.‏

٦ فهل تدرك اننا اليوم في حالة تشبه الحالة في سهوب موآب؟‏ هل ترى امامك الجائزة:‏ العالم الجديد الذي طال انتظاره؟‏ في هذه الحال،‏ ابذل كل ما في وسعك للثبات في محبة الله باتّباع وصيته:‏ «اهربوا من العهارة».‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏١٨‏.‏

سهوب موآب

ما هي العهارة؟‏

٧،‏ ٨ ما هي «العهارة»،‏ وكيف يحصد الذين يمارسونها ما يزرعونه؟‏

٧ تنطبق كلمة «العهارة» (‏باليونانية پورنِيا‏)‏،‏ كما يستخدمها الكتاب المقدس،‏ على العلاقات الجنسية المحرَّمة خارج نطاق الزواج المؤسَّس على الاسفار المقدسة.‏ وهي تتضمن الزنى،‏ البغاء،‏ والعلاقات الجنسية بين اشخاص غير متزوجين،‏ اضافة الى الجنس الفموي والشرجي ومداعبة الاعضاء الجنسية بين غير المتزوجين.‏ وتشمل العهارة ايضا ممارسات كهذه بين اشخاص من الجنس نفسه،‏ وكذلك البهيمية.‏ *

٨ ويقول الكتاب المقدس بوضوح ان الذين يمارسون العهارة لا يمكنهم البقاء في الجماعة المسيحية ولن يرثوا الحياة الابدية.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩؛‏ رؤيا ٢٢:‏١٥‏)‏ حتى انهم يلحقون الاذى بأنفسهم الآن.‏ فهم يحصدون عواقب مرة مثل خسارة ثقة الآخرين بهم واحترامهم لأنفسهم،‏ الخلافات الزوجية،‏ عذاب الضمير،‏ الحبل غير المرغوب فيه،‏ الامراض،‏ والموت ايضا.‏ ‏(‏اقرأ غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨‏.‏)‏ فلمَ السير في سبيل ملآن بكل هذه المشقات؟‏!‏ من المؤسف ان كثيرين لا يفكّرون في العواقب الوخيمة عندما يتّخذون الخطوة الاولى الخاطئة التي غالبا ما تكون مشاهدة المواد الاباحية.‏

المواد الاباحية:‏ الخطوة الاولى نحو العهارة

٩ هل المواد الاباحية مجرد تسلية بريئة كما يدّعي البعض؟‏ اوضح.‏

٩ في بلدان كثيرة،‏ تكتسح المواد الاباحية المجلات،‏ الصحف،‏ الاغاني،‏ والبرامج التلفزيونية.‏ هذا عدا عن صفحات الانترنت الزاخرة بها.‏ * فهل هي مجرد تسلية بريئة كما يدّعي البعض؟‏ كلا،‏ على الاطلاق!‏ فالذين يشاهدون مواد اباحية قد يعتادون ممارسة العادة السرية وينمّون «الشهوات الجنسية المخزية» التي يمكن ان تؤدي الى الادمان على الجنس،‏ تنمية الرغبات المنحرفة،‏ الخلافات الزوجية الكبيرة،‏ حتى الطلاق.‏ * (‏روما ١:‏٢٤-‏٢٧؛‏ افسس ٤:‏١٩‏)‏ ويشبِّه احد الباحثين الادمان على الجنس بالسرطان قائلا:‏ ‹انه لا يتوقف عن النمو والانتشار،‏ ونادرا ما يتراجع.‏ كما ان معالجته والشفاء منه صعبان جدا›.‏

من الحكمة حصر استعمال الانترنت في مكان عام في البيت

١٠ كيف نطبِّق المبدأ في يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏؟‏ (‏انظر ايضا الاطار «‏ كيف استعدت طهارتي الادبية‏».‏)‏

١٠ تأمَّل في الكلمات المسجلة في يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥ التي تقول:‏ «كل واحد يُمتحن اذا اجتذبته وأغرته شهوته.‏ ثم الشهوة متى خصبت تلد خطية،‏ والخطية متى تمَّت تنتج موتا».‏ لذلك اذا نشأت في ذهنك رغبة خاطئة،‏ فاتّخذ اجراء فوريا للتخلص منها.‏ على سبيل المثال،‏ اذا رأيت بالصدفة مشاهد اباحية،‏ فبادِر الى تحويل نظرك او إطفاء الكمبيوتر او تغيير قناة التلفزيون.‏ افعل كل ما يلزم كي لا تستسلم للرغبة الفاسدة قبل ان تخرج عن سيطرتك وتغلبك.‏ —‏ اقرأ متى ٥:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

١١ كيف نعرب عن الثقة بيهوه عند محاربة الرغبات الخاطئة؟‏

١١ فلسبب وجيه اذًا يحضّنا الاله الذي يعرفنا اكثر مما نعرف انفسنا:‏ «أميتوا اذًا اعضاء جسدكم التي على الارض من جهة العهارة،‏ النجاسة،‏ الشهوة الجنسية،‏ الاشتهاء المؤذي،‏ والطمع الذي هو صنمية».‏ (‏كولوسي ٣:‏٥‏)‏ صحيح ان ذلك يتطلب جهودا جبارة،‏ ولكن تذكَّر ان لدينا ابا سماويا محبا وصبورا.‏ (‏مزمور ٦٨:‏١٩‏)‏ فسارِع الى اللجوء اليه حين تراودك الافكار الخاطئة.‏ صلِّ طلبا ‹للقدرة التي تفوق ما هو عادي›،‏ وأرغِم نفسك على التفكير في مسائل اخرى.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٧؛‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢٧‏؛‏ انظر الاطار «‏ كيف أُقلع عن عادة سيئة؟‏‏».‏

١٢ ما هو ‹قلبنا›،‏ وكيف نصونه؟‏

١٢ كتب سليمان الحكيم:‏ «صُن قلبك اكثر من كل شيء تصونه،‏ لأن منه منابع الحياة».‏ (‏امثال ٤:‏٢٣‏)‏ ان ‹قلبنا› هو انساننا الداخلي،‏ شخصيتنا الحقيقية كما يراها الله.‏ ورأي الله في ‹قلبنا›،‏ لا رأي الآخرين،‏ هو ما يحدِّد هل نرث الحياة الابدية.‏ صحيح ان الامر بسيط جدا،‏ لكنه في غاية الخطورة.‏ فكيف نصون قلبنا؟‏ لنأخذ مثال الرجل الامين ايوب.‏ فقد قطع عهدا مع عينيه ألا يتطلع الى امرأة بطريقة غير لائقة.‏ (‏ايوب ٣١:‏١‏)‏ فيا له من مثال رائع نقتدي به!‏ وقد اظهر المرنم الملهم موقفا مماثلا حين صلّى:‏ «حوِّل عينيّ عن النظر الى الباطل».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٣٧‏.‏

دينة واختيارها غير الحكيم

١٣ مَن هي دينة،‏ ولماذا كان اختيارها للاصدقاء غير حكيم؟‏

١٣ كما رأينا في الفصل الثالث‏،‏ يمكن لأصدقائنا ان يوثِّروا فينا ايجابا او سلبا.‏ (‏امثال ١٣:‏٢٠‏؛‏ اقرأ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏.‏)‏ تأمَّل في مثال دينة،‏ ابنة الاب الجليل يعقوب.‏ فرغم انها تربّت تربية جيدة،‏ تصرفت بغير حكمة حين صادقت فتيات كنعانيات.‏ فالشعب الكنعاني كان مشهورا بفساده مثل الشعب الموآبي.‏ (‏لاويين ١٨:‏٦-‏٢٥‏)‏ لذلك كان من الطبيعي ان يفكّر الرجال الكنعانيون،‏ بمَن فيهم شكيم الذي اعتُبر «انبل» جميع بيت ابيه،‏ ان دينة مثلها مثل غيرها ستوافق على عروضهم الفاسدة جنسيا.‏ —‏ تكوين ٣٤:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

١٤ كيف ادى اختيار دينة للاصدقاء الى كارثة؟‏

١٤ على الارجح،‏ لم تخطر ممارسة العلاقات الجنسية في بال دينة حين رأت شكيم.‏ أما هو فقد فعل ما كان معظم الكنعانيين يعتبرونه طبيعيا عندما يُثارون جنسيا.‏ وأية مقاومة ربما ابدتها دينة في اللحظة الاخيرة لم تُجدِ نفعا لأنه ‹اخذها واغتصبها›.‏ ورغم انه ‹احبها› لاحقا كما يبدو،‏ فهذا لم يغيِّر شيئا مما حدث.‏ ‏(‏اقرإ التكوين ٣٤:‏١-‏٤‏.‏)‏ ولم تكن هي الوحيدة التي حصدت عواقب تصرفاتها.‏ فاختيارها للاصدقاء انعكس على كل عائلتها،‏ اذ ادى الى حوادث جلبت عليهم الخزي والعار.‏ —‏ تكوين ٣٤:‏٧،‏ ٢٥-‏٣١؛‏ غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨‏.‏

١٥،‏ ١٦ كيف نقتني الحكمة الحقيقية؟‏ (‏انظر ايضا الاطار «‏ تأمَّل في هذه الآيات‏».‏)‏

١٥ لعل دينة تعلمت درسا قاسيا من تجربتها الشخصية المرة.‏ إلا ان الذين يحبون يهوه ويطيعونه ليسوا مضطرين ان يتعلموا من اختبارهم المرير.‏ فبما انهم يصغون الى الله،‏ يختارون ان ‹يسيروا مع الحكماء›.‏ (‏امثال ١٣:‏٢٠أ‏)‏ وهكذا،‏ يفهمون «كل سبيل صالح» ويتفادون معاناة المشاكل والالم بلا لزوم.‏ —‏ امثال ٢:‏٦-‏٩؛‏ مزمور ١:‏١-‏٣‏.‏

١٦ والحكمة الالهية متاحة لجميع المتعطشين اليها والذين يروون تعطشهم هذا بمثابرتهم على الصلاة ودرسهم المنتظم لكلمة الله والمواد التي يزوِّدها العبد الامين الفطين.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥؛‏ يعقوب ١:‏٥‏)‏ ومن المهم ايضا ان يتحلى هؤلاء بالتواضع الذي ينعكس في استعدادهم للاصغاء الى مشورة الاسفار المقدسة.‏ (‏٢ ملوك ٢٢:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ مثلا،‏ قد يوافق احد المسيحيين من حيث المبدأ ان قلبه قد يكون غادرا ومستميتا الى غايته.‏ (‏ارميا ١٧:‏٩‏)‏ ولكن هل هو متواضع الى حد يقبل معه المساعدة والمشورة الحبية عندما يتصرف بشكل غير حكيم؟‏

١٧ اذكر حادثة قد تنشأ في العائلة،‏ وأوضح كيف يمكن للاب ان يحلِّل المسألة مع ابنته.‏

١٧ تخيَّل هذه الحالة.‏ لنفرض ان ابا لا يسمح لابنته بالخروج مع شاب مسيحي دون ان يرافقهما احد.‏ فتقول له ابنته:‏ «ألا تثق بي يا ابي؟‏ اطمئن،‏ لن نفعل شيئا خاطئا».‏ فرغم انها قد تحب يهوه ونواياها جيدة،‏ فهل تسير «بالحكمة» الالهية؟‏ هل ‹تهرب من العهارة›،‏ ام انها ‹تتّكل على قلبها› بحماقة؟‏ (‏امثال ٢٨:‏٢٦‏)‏ ما رأيك ان تفكّر في مبادئ اخرى تساعد هذا الاب وابنته على تحليل المسألة؟‏ —‏ انظر الامثال ٢٢:‏٣؛‏ متى ٦:‏١٣؛‏ ٢٦:‏٤١‏.‏

يوسف هرب من العهارة

١٨،‏ ١٩ اي اغراء واجهه يوسف،‏ وكيف تمكَّن من الصمود في وجهه؟‏

١٨ بالتباين،‏ لنأخذ مثال شاب احب الله وهرب من العهارة.‏ انه يوسف اخو دينة من ابيها.‏ (‏تكوين ٣٠:‏٢٠-‏٢٤‏)‏ فعندما كان صغيرا،‏ رأى شخصيا عواقب الحماقة التي ارتكبتها اخته.‏ ولا شك ان ذكرى هذه الحادثة،‏ اضافة الى رغبته ان يثبت في محبة الله،‏ ساهمت في حمايته بعد سنوات في مصر عندما حاولت زوجة سيده اغراءه «يوما فيوما».‏ طبعا،‏ لم يكن بمقدور يوسف ان يستقيل من عمله ويرحل لأنه كان عبدا.‏ بل وجب عليه ان يواجه الموقف بحكمة وشجاعة.‏ وهذا ما فعله حين رفض تكرارا الاستسلام لزوجة فوطيفار وهرب منها في النهاية.‏ —‏ اقرإ التكوين ٣٩:‏٧-‏١٢‏.‏

١٩ تأمَّل في ما يلي:‏ لو اعتاد يوسف ان يسترسل في احلام اليقظة ويفكّر في هذه المرأة او يستغرق باستمرار في التخيلات الجنسية،‏ فهل كان يستطيع المحافظة على استقامته؟‏ كلا،‏ على الارجح.‏ فهو لم يدع الافكار الخاطئة تستحوذ عليه،‏ بل قدَّر علاقته بيهوه.‏ ويتبين ذلك في ما قاله لزوجة فوطيفار:‏ «سيدي .‏ .‏ .‏ لم يمسك عني شيئا غيرك،‏ لأنك زوجته.‏ فكيف ارتكب هذا الشر العظيم وأخطئ الى الله؟‏».‏ —‏ تكوين ٣٩:‏٨،‏ ٩‏.‏

٢٠ كيف وجَّه يهوه الامور في حالة يوسف؟‏

٢٠ تخيَّل كم فرح يهوه دون شك حين رأى يوسف الشاب يحافظ على استقامته يوما بعد يوم رغم بعده عن عائلته.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ ولاحقا،‏ وجَّه يهوه الامور بحيث أُطلق سراح يوسف من السجن وعُيِّن كبير وزراء مصر والمسؤول عن الاغذية.‏ (‏تكوين ٤١:‏٣٩-‏٤٩‏)‏ فما اصح كلمات المزمور ٩٧:‏١٠‏:‏ «يا محبي يهوه،‏ ابغضوا الشر.‏ هو حافظ نفوس اوليائه،‏ من يد الاشرار ينقذهم»!‏

٢١ كيف اظهر اخ شاب الشجاعة في فعل ما هو صائب؟‏

٢١ بصورة مماثلة،‏ يبرهن كثيرون من خدام الله اليوم انهم ‹يبغضون الشر ويحبون الخير›.‏ (‏عاموس ٥:‏١٥‏)‏ على سبيل المثال،‏ يتذكر اخ شاب يعيش في بلد افريقي ان احدى رفيقاته في الصف عرضت عليه بكل جرأة ان تمارس معه الجنس اذا ساعدها في امتحان الرياضيات.‏ يقول:‏ «رفضت عرضها فورا.‏ وبالمحافظة على الاستقامة،‏ حافظت على كرامتي واحترامي لذاتي،‏ مقتنى اثمن بكثير من الذهب والفضة».‏ صحيح ان الخطية تجلب ‹متعة وقتية›،‏ لكنّ هذه المتعة العابرة غالبا ما تسبب الكثير من الالم.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٥‏)‏ كما انها تافهة بالمقارنة مع السعادة الابدية الناجمة عن اطاعة يهوه.‏ —‏ امثال ١٠:‏٢٢‏.‏

اقبَل المساعدة من إله الرحمة

٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ لماذا ليست حالة المسيحي ميؤوسا منها اذا ارتكب خطية خطيرة؟‏ (‏ب)‏ اية مساعدة متاحة للخاطئ؟‏

٢٢ بما اننا جميعا ناقصون،‏ فنحن نجاهد لقمع الرغبات الجسدية وفعل ما هو صائب في عيني الله.‏ (‏روما ٧:‏٢١-‏٢٥‏)‏ ويهوه يعرف ذلك،‏ اذ «يذكر اننا تراب».‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٤‏)‏ ولكن اذا ارتكب احد المسيحيين خطية خطيرة،‏ فهل حالته ميؤوس منها؟‏ كلا على الاطلاق!‏ صحيح انه قد يحصد عواقب مرة مثل الملك داود،‏ إلا ان الله مستعد دائما ان ‹يغفر› للذين يتوبون و ‹يعترفون جهرا› بخطاياهم.‏ —‏ مزمور ٨٦:‏٥؛‏ يعقوب ٥:‏١٦‏؛‏ اقرإ الامثال ٢٨:‏١٣‏.‏

٢٣ اضافة الى ذلك،‏ زوَّد الله الجماعة المسيحية «عطايا في رجال»،‏ رعاة روحيين ناضجين مؤهلين ومستعدين لتقديم المساعدة.‏ (‏افسس ٤:‏٨،‏ ١٢؛‏ يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وهدف هؤلاء الرعاة هو مساعدة الخاطئ كي يستعيد علاقته بالله و «يقتني قلبا»،‏ اي فهما،‏ لئلا يكرِّر خطأه.‏ —‏ امثال ١٥:‏٣٢‏.‏

كيف ‹تقتني قلبا›؟‏

٢٤،‏ ٢٥ (‏أ)‏ كيف اظهر الشاب الموصوف في الامثال ٧:‏٦-‏٢٣ انه «ناقص القلب»؟‏ (‏ب)‏ كيف ‹نقتني قلبا›؟‏

٢٤ يتحدث الكتاب المقدس عن شخص «ناقص القلب» وآخر «يقتني قلبا».‏ (‏امثال ٧:‏٧‏)‏ ان ‹الناقص القلب› يفتقر الى التمييز والحكم السليم بسبب عدم نضجه الروحي وعدم خبرته في خدمة الله.‏ وهو قد يقع بسهولة في شرك خطية خطيرة،‏ على غرار الشاب الموصوف في الامثال ٧:‏٦-‏٢٣‏.‏ أما الذي «يقتني قلبا»،‏ فيفحص نفسه جيدا من خلال الدرس المنتظم لكلمة الله والصلاة.‏ فتصبح افكاره ورغباته وعواطفه وأهدافه في الحياة منسجمة مع ما يرضي الله،‏ الى الحد الممكن له كشخص ناقص.‏ وهكذا «يحب نفسه»،‏ اي ينال البركات،‏ و «يجد خيرا».‏ —‏ امثال ١٩:‏٨‏.‏

٢٥ فلمَ لا تسأل نفسك:‏ ‹هل انا مقتنع تماما ان مقاييس الله صائبة؟‏ وهل انا واثق ان الالتصاق بها يجلب لي فرحا لا يُضاهى›؟‏ (‏مزمور ١٩:‏٧-‏١٠؛‏ اشعيا ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ اذا كانت لديك ذرة شك في ذلك،‏ فلا تهمل المسألة بل عالجها.‏ تأمَّل في عواقب تجاهل شرائع الله.‏ ايضا،‏ ‹ذُق وانظر ما اطيب يهوه› من خلال العيش حياة تنسجم مع الحق وملء عقلك بأفكار بناءة،‏ اي بكل ما هو حق وبار وعفيف ومستحب وينمّ عن الفضيلة.‏ (‏مزمور ٣٤:‏٨؛‏ فيلبي ٤:‏٨،‏ ٩‏)‏ وتأكد انك كلما عملت على ذلك،‏ نمت محبتك ليهوه،‏ محبتك لما يحبه،‏ وبغضك لما يبغضه.‏ تذكَّر ان يوسف لم يكن رجلا خارقا.‏ مع ذلك،‏ استطاع ان ‹يهرب من العهارة› لأنه سمح ليهوه بأن يصوغه على مر السنين،‏ ان يعطيه «قلبا»،‏ اي فهما وتمييزا.‏ ونأمل ان يصح ذلك فيك انت ايضا.‏ —‏ اشعيا ٦٤:‏٨‏.‏

٢٦ اي موضوع مهم يناقشه الفصلان التاليان؟‏

٢٦ لم يخلق الله اعضاءنا التناسلية لتكون مجرد لعبة تشعرنا بالاثارة الجنسية،‏ بل هي وسيلة للتكاثر والتمتع بعلاقة حميمة ضمن الزواج.‏ (‏امثال ٥:‏١٨‏)‏ وفي الفصلين التاليين،‏ سنناقش نظرة الله الى الزواج‏.‏

^ ‎الفقرة 4‏ ان الرقم المذكور في سفر العدد شمل كما يتضح «رؤوس الشعب» الذين قتلهم القضاة بالاضافة الى الذين اهلكهم يهوه مباشرة.‏ فربما بلغ عدد الرؤوس الف شخص.‏ —‏ عدد ٢٥:‏٤،‏ ٥‏.‏

^ ‎الفقرة 7‏ من اجل مناقشة معنى النجاسة والفجور،‏ انظر «‏اسئلة من القراء‏» في عدد ١٥ تموز (‏يوليو)‏ ٢٠٠٦ من برج المراقبة،‏ اصدار شهود يهوه.‏

^ ‎الفقرة 9‏ تشير عبارة «مواد اباحية» الى اية مواد فاضحة جنسيا يُقصد منها اثارة المرء جنسيا سواء من خلال الصور او المواد المكتوبة او المسموعة.‏ وقد تكون صورة لشخص في وضع مثير جنسيا او تصويرا او وصفا لأكثر الاعمال الجنسية انحطاطا بين شخصين او اكثر.‏

^ ‎الفقرة 9‏ يناقش هذا الكتاب موضوع العادة السرية في الملحق «‏الانتصار في الحرب على العادة السرية‏».‏