الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ١٦

قاوِم ابليس ومكايده

قاوِم ابليس ومكايده

‏«قاوموا ابليس فيهرب منكم».‏ —‏ يعقوب ٤:‏٧‏.‏

١،‏ ٢ مَن تفرحهم مناسبات المعمودية؟‏

اذا كنت تخدم يهوه منذ عقود،‏ فلا بد انك سمعت خطاب المعمودية عدة مرات في المحافل.‏ ولكن مهما كان عدد هذه المرات،‏ فأنت ما زلت على الارجح تتأثر كلما رأيت الجالسين في الصفوف الامامية يقفون ليقدِّموا انفسهم للمعمودية.‏ ففي تلك اللحظة،‏ تسري الحماسة بين الحضور ويدوّي التصفيق الحاد.‏ وقد تغرورق عيناك بالدموع وأنت تنظر الى هؤلاء الاعزاء يتّخذون موقفهم الى جانب يهوه.‏ فما اعظم الفرح الذي يغمرنا في هذه المناسبات!‏

٢ في حين اننا نحضر مناسبات المعمودية مرات قليلة في السنة،‏ يتمتع الملائكة بهذا الامتياز مرات اكثر بكثير.‏ فهل تتخيل ‹الفرح› الذي يعمّ «السماء» حين يرى الملائكة الآلاف حول العالم ينضمون الى الجزء المنظور من هيئة يهوه كل اسبوع؟‏ (‏لوقا ١٥:‏٧،‏ ١٠‏)‏ لا شك انهم يمتلئون بهجة بهذه الزيادات.‏ —‏ حجاي ٢:‏٧‏.‏

‏«ابليس يجول كأسد زائر»‏

٣ لماذا يجول الشيطان «كأسد زائر»،‏ وماذا يريد؟‏

٣ بالتباين،‏ هنالك مخلوقات روحانية تراقب هذه المعموديات وهي محتدمة غيظا.‏ فالشيطان وأبالسته يمتلئون غضبا حين يرون الآلاف يهجرون هذا العالم الفاسد.‏ ولماذا؟‏ لأن الشيطان ادّعى متبجِّحا ان البشر لا يخدمون يهوه بدافع المحبة الاصيلة وأن لا احد يبقى امينا تحت الامتحان القاسي.‏ ‏(‏اقرأ ايوب ٢:‏٤،‏ ٥‏.‏)‏ لذا كلما اندفع احد الى نذر حياته ليهوه،‏ برهن ان الشيطان كاذب.‏ فكما لو ان الشيطان يتلقى الصفعة تلو الاخرى كل اسبوع على مدار السنة.‏ فلا عجب اذًا انه «يجول كأسد زائر،‏ وهو يطلب ان يلتهم احدا».‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ فهذا ‹الاسد› يسعى الى التهامنا روحيا،‏ مفسدا بل مقوِّضا علاقتنا بالله.‏ —‏ مزمور ٧:‏١،‏ ٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏.‏

كلما نذر احد حياته ليهوه واعتمد،‏ برهن ان الشيطان كاذب

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ بأية طريقتين مهمَّتين يحدّ يهوه من تأثير الشيطان؟‏ (‏ب)‏ بمَ يجب ان يثق المسيحيون الحقيقيون؟‏

٤ رغم اننا نواجه خصما شرسا،‏ لا يجب ان يتملّكنا الخوف.‏ فيهوه يحدّ من تأثير هذا ‹الاسد الزائر› بطريقتين مهمَّتين.‏ اولا،‏ انبأ يهوه ان ‹جمعا كثيرا› من المسيحيين الحقيقيين سينجون من «الضيق العظيم».‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ ونبوات الله تتحقق دائما.‏ لذلك،‏ حتى الشيطان يعرف تمام المعرفة انه لن يستطيع الايقاع بشعب الله ككل.‏

٥ ثانيا،‏ تفوه النبي عزريا،‏ احد رجال الله الامناء في الماضي،‏ بحقيقة جوهرية حين قال للملك آسا:‏ «يهوه معكم ما دمتم معه».‏ (‏٢ اخبار الايام ١٥:‏٢‏؛‏ اقرأ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏)‏ فهنالك عدة امثلة مسجَّلة في الكتاب المقدس تثبت ان الشيطان كان يفشل دائما في التهام خدام الله الذين يبقون قريبين منه.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٤-‏٤٠‏)‏ اليوم ايضا،‏ في وسع المسيحي الذي يبقى قريبا من الله ان يقاوم ابليس،‏ بل ان يغلبه.‏ وفي الواقع،‏ تؤكِّد لنا كلمة الله:‏ «قاوموا ابليس فيهرب منكم».‏ —‏ يعقوب ٤:‏٧‏.‏

‏«مصارعتنا .‏ .‏ .‏ ضد القوى الروحية الشريرة»‏

٦ كيف يحارب الشيطان المسيحيين افراديا؟‏

٦ صحيح ان الشيطان لن يتمكن من الانتصار في حربه المجازية ضدنا،‏ لكنه قادر ان يغلبنا افراديا إن لم نكن متيقظين.‏ فهو يعرف انه يستطيع التهامنا اذا تمكَّن من تقويض علاقتنا بيهوه.‏ وكيف يحاول تحقيق هدفه؟‏ انه يهاجمنا بضراوة،‏ يصارعنا مصارعة مباشرة،‏ ويحوك لنا الخطط الماكرة.‏ فلنستعرض استراتيجياته الرئيسية هذه واحدة فواحدة.‏

٧ لمَ يهاجم الشيطان شعب يهوه بضراوة؟‏

٧ الهجمات الضارية.‏ ذكر الرسول يوحنا:‏ «العالم كله .‏ .‏ .‏ تحت سلطة الشرير».‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ تتضمن هذه الكلمات تحذيرا لكل المسيحيين الحقيقيين.‏ فبما ان الشيطان سبق فالتهم عالم الاشرار بأسره،‏ فهو الآن يركِّز ويكثِّف هجماته الضارية على شعب يهوه الذين افلتوا من براثنه.‏ (‏ميخا ٤:‏١؛‏ يوحنا ١٥:‏١٩؛‏ رؤيا ١٢:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ كما انه غاضب غضبا عظيما لعلمه ان زمانه قصير.‏ لذلك يزيد من حدة الضغط.‏ ونحن اليوم نواجه محاولاته المحمومة الاخيرة لتدمير علاقتنا بالله.‏

٨ ماذا قصد الرسول بولس بقوله ان لدينا ‹مصارعة› ضد الارواح الشريرة؟‏

٨ المصارعة المباشرة.‏ حذَّر الرسول بولس الرفقاء المسيحيين:‏ «مصارعتنا .‏ .‏ .‏ ضد القوى الروحية الشريرة في الاماكن السماوية».‏ (‏افسس ٦:‏١٢‏)‏ فلماذا استخدم بولس كلمة ‹مصارعة›؟‏ لأنها تحمل فكرة الاشتباك بالايدي.‏ فهو بذلك شدَّد ان كلًّا منا لديه صراع مباشر مع الارواح الشريرة.‏ لذا سواء كنا نعيش في بلد حيث الايمان بوجود الارواح الشريرة سائد ام لا،‏ ينبغي ألا ننسى ابدا انه عندما نذرنا انفسنا ليهوه،‏ دخلنا حلبة المصارعة ولم يعد لنا مفر من القتال.‏ فلا نستغرب اذًا ان بولس شعر بضرورة حثّ المسيحيين في افسس ثلاث مرات ان ‹يثبتوا›.‏ —‏ افسس ٦:‏١١،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

٩ (‏أ)‏ لمَ يستخدم الشيطان وأبالسته «مكايد» متنوعة؟‏ (‏ب)‏ لمَ يحاول الشيطان افساد تفكيرنا،‏ وكيف نحبط جهوده؟‏ (‏انظر الاطار «‏ حذارِ من مكر الشيطان!‏‏».‏)‏ (‏ج)‏ اية مكيدة سنتحدث عنها الآن؟‏

٩ الخطط الماكرة.‏ حضّ بولس المسيحيين ان يثبتوا ضد «مكايد» الشيطان.‏ (‏افسس ٦:‏١١‏)‏ لاحِظ انه استخدم صيغة الجمع.‏ فالارواح الشريرة تلجأ الى مكايد متنوعة،‏ وذلك لسبب وجيه.‏ فعلى مر الوقت،‏ تبيَّن ان بعض المؤمنين الذين يثبتون في وجه نوع من المحن يسقطون في نوع آخر.‏ لذا يراقب الشيطان وأبالسته عن كثب تصرفات كل منا لاكتشاف نقطة ضعفنا،‏ ثم يستغلون اي ضعف روحي لدينا.‏ ولكن من المفرح ان الكتاب المقدس يكشف لنا الكثير من اساليب ابليس.‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١‏)‏ وقد سبق ان ناقش الكتاب بعض هذه الخطط مثل شرك المادية،‏ المعاشرات المؤذية،‏ والفساد الجنسي.‏ فلنتحدث الآن عن مكيدة اخرى يستعملها الشيطان:‏ الارواحية.‏

ممارسة الارواحية خيانة ليهوه

١٠ (‏أ)‏ ما هي الارواحية؟‏ (‏ب)‏ كيف ينظر يهوه الى الارواحية،‏ وكيف تراها انت؟‏

١٠ ان الشخص الذي يمارس الارواحية يتعامل مع الارواح الشريرة.‏ وتشمل الارواحية العرافة،‏ الشعوذة،‏ الرقية،‏ سؤال الموتى،‏ وغيرها.‏ وكما نعرف،‏ الارواحية «مكرهة» في عيني يهوه.‏ (‏تثنية ١٨:‏١٠-‏١٢؛‏ رؤيا ٢١:‏٨‏)‏ وبما ان علينا نحن ايضا ان ‹نمقت ما هو شر›،‏ فمن غير الوارد ان نسعى الى التعاطي مع القوى الروحية الشريرة.‏ (‏روما ١٢:‏٩‏)‏ فهذا التصرف البغيض هو بمثابة خيانة فظيعة لأبينا السماوي يهوه.‏

١١ لماذا يحقِّق الشيطان نصرا عظيما اذا نجح في اغرائنا باللجوء الى الارواحية؟‏ اوضح.‏

١١ بما ان العبث بالارواحية خيانة عظيمة ليهوه،‏ فإن الشيطان عاقد العزم ان يورِّط البعض منا فيها.‏ وكلما نجح في اغراء احد المسيحيين بتعاطي الارواحية،‏ احرز نصرا كبيرا.‏ لماذا؟‏ تأمَّل في ما يلي:‏ اذا اقتنع احد الجنود بالتخلي عن جيشه وخيانته والانضمام الى صفوف العدو،‏ فلا شك ان قائد جيش العدو سيفرح.‏ حتى انه قد يتباهى به كما لو انه جائزة نصر،‏ مهينا بذلك قائد الجيش في الطرف الآخر.‏ على نحو مماثل،‏ اذا لجأ المسيحي الى الارواحية،‏ يتخلى عمدا وطوعا عن يهوه ويضع نفسه تحت امرة الشيطان.‏ تخيَّل كم سيفرح الشيطان ويتباهى بهذا الشخص كما لو انه جائزة نصر!‏ فهل يريد اي منا ان يمنح ابليس نصرا كهذا؟‏ قطعا لا.‏ فنحن لسنا خونة البتة.‏

اثارة التساؤلات لخلق الشكوك

١٢ اي اسلوب يستخدمه الشيطان لتغيير نظرتنا الى الارواحية؟‏

١٢ ما دمنا نمقت الارواحية،‏ فلن ينتصر علينا الشيطان بمكيدته هذه.‏ لذا فهو يدرك ان عليه تغيير نظرتنا اليها.‏ انه يسعى الى تشويش تفكير المسيحيين بحيث يظنّون ان ‹الخير شر والشر خير›.‏ (‏اشعيا ٥:‏٢٠‏)‏ ولهذه الغاية،‏ غالبا ما يستخدم اسلوبه الذي تبرهنت فعاليته على مر الزمن:‏ اثارة التساؤلات لخلق الشكوك.‏

١٣ كيف استخدم الشيطان اسلوب اثارة التساؤلات لخلق الشكوك؟‏

١٣ لاحِظ كيف استخدم الشيطان هذا الاسلوب في الماضي.‏ فقد سأل حواء في جنة عدن:‏ ‏«أحقا قال الله:‏ ‹ليس من كل شجر الجنة تأكلان›؟‏».‏ وخلال اجتماع للملائكة في السماء زمن ايوب،‏ اثار التساؤل التالي:‏ ‏«أمجانا يخاف ايوب الله؟‏».‏ كما انه تحدى يسوع المسيح عند بداية خدمته الارضية،‏ قائلا له:‏ ‏«إن كنت ابن الله،‏ فقُل لهذه الحجارة ان تصير ارغفة خبز».‏ وفي هذه الحادثة،‏ تجرَّأ الشيطان على الاستهزاء بيهوه مستخدما الكلمات عينها التي تفوه بها يهوه نفسه قبل نحو ستة اسابيع:‏ «هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت».‏ —‏ تكوين ٣:‏١؛‏ ايوب ١:‏٩؛‏ متى ٣:‏١٧؛‏ ٤:‏٣‏.‏

١٤ (‏أ)‏ كيف يستخدم الشيطان خطته ان يخلق الشكوك حول الارواحية؟‏ (‏ب)‏ ماذا نناقش في ما يلي؟‏

١٤ واليوم،‏ يستعمل ابليس خطة مماثلة.‏ فيحاول ان يخلق الشكوك حول ما اذا كانت الارواحية امرا شريرا.‏ ومن المؤسف انه نجح في زرع الشكوك في عقول بعض المؤمنين.‏ فقد ابتدأوا يشكِّكون هل بعض اشكال الارواحية شرير حقا.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ فكيف نساعد امثال هؤلاء على تعديل وجهة نظرهم؟‏ وكيف نحبط خطة الشيطان ونمنعها من التأثير فينا؟‏ للاجابة عن هذين السؤالين،‏ لنتحدث عن مجالين في حياتنا يلوِّثهما الشيطان بخبث بالارواحية:‏ التسلية والرعاية الصحية.‏

استغلال رغباتنا وحاجاتنا

١٥ (‏أ)‏ ما هي نظرة كثيرين في العالم الغربي الى الارواحية؟‏ (‏ب)‏ كيف يتأثر بعض المسيحيين بنظرة العالم الى الارواحية؟‏

١٥ في العالم الغربي خصوصا،‏ يستخف الناس اكثر فأكثر بتأثير علوم الغيب والسحر وأشكال الارواحية الاخرى.‏ فالافلام،‏ الكتب،‏ البرامج التلفزيونية،‏ وألعاب الكمبيوتر تصوِّر الممارسات الارواحية على انها ممتعة،‏ بريئة،‏ وتدل على الذكاء.‏ وبعض الافلام والكتب التي تدور حبكة روايتها حول علوم الغيب صارت رائجة جدا حتى ان المعجبين بها اسَّسوا نوادي للهواة.‏ فمن الواضح ان الشياطين نجحوا في التقليل من شأن مخاطر علوم الغيب.‏ وهل تؤثِّر موجة الاستخفاف هذه في المسيحيين؟‏ نعم،‏ لقد تأثَّرت عقول البعض بها.‏ ومثال واضح على ذلك ما قاله احد المسيحيين بعدما شاهد فيلما يتمحور حول علوم الغيب:‏ «انا لم امارس الارواحية.‏ لقد شاهدت الفيلم فقط».‏ فلمَ تفكير كهذا خطير؟‏

١٦ لمَ من الخطر اختيار تسلية تتمحور حول ممارسات علوم الغيب؟‏

١٦ صحيح ان هنالك فرقا بين ممارسة الارواحية ومشاهدتها،‏ لكنّ هذا لا يعني ان مشاهدة ممارسات علوم الغيب لا تشكِّل خطرا.‏ تأمَّل في الفكرة التالية:‏ تدل كلمة الله ان الشيطان وأبالسته لا يملكون القدرة على قراءة افكارنا.‏ * لذلك،‏ كما ذكرنا سابقا،‏ لكي تتمكن الارواح الشريرة من معرفة ما نفكر فيه واكتشاف اي ضعف روحي لدينا،‏ تعمد الى مراقبة تصرفاتنا عن كثب،‏ بما في ذلك اختيارنا للتسلية.‏ وعندما يُظهر المسيحي بسلوكه انه يتمتع بالافلام او الكتب التي تتمحور حول الوسطاء الارواحيين،‏ الرقى،‏ السيطرة الشيطانية،‏ او مواضيع اخرى لها علاقة بالشياطين،‏ فكأنما يكشف لهم نقطة ضعفه وينبِّههم اليها.‏ عندئذ،‏ يستغلون نقطة ضعفه هذه ويكثِّفون مصارعتهم معه حتى يحرزوا النصر.‏ وفي الواقع،‏ تورَّط البعض في الارواحية لأن التسلية التي تبرز ممارسات علوم الغيب اثارت فضولهم في البداية.‏ —‏ اقرأ غلاطية ٦:‏٧‏.‏

استفِد من دعم يهوه خلال المرض

١٧ اية مكيدة قد يستخدمها الشيطان لاستغلال المرضى المسيحيين؟‏

١٧ لا يحاول الشيطان استغلال رغبتنا في التسلية فحسب،‏ بل ايضا حاجتنا الى الرعاية الصحية.‏ كيف ذلك؟‏ قد يشعر المسيحي باليأس اذا كانت صحته تتدهور رغم جهوده المتكررة لإيجاد علاج.‏ (‏مرقس ٥:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وهذا يتيح للشيطان وأبالسته فرصة مؤاتية لاستغلاله.‏ فقد يغرونه بأن يلجأ في غمرة يأسه الى علاجات او اجراءات تشمل استخدام «قوى السحر»،‏ او الارواحية.‏ (‏اشعيا ١:‏١٣‏)‏ وإذا نجحت مكيدتهم هذه،‏ تضعف علاقة المريض بالله.‏ كيف؟‏

١٨ اي اجراءات او علاجات يرفضها المسيحي،‏ ولماذا؟‏

١٨ حذَّر يهوه الاسرائيليين الذين لجأوا الى «قوى السحر» قائلا:‏ «عندما تبسطون ايديكم احجب عينيّ عنكم.‏ وإن اكثرتم الصلاة لا اسمع».‏ (‏اشعيا ١:‏١٥‏)‏ ولا شك اننا نريد ان نتجنب كل ما قد يعيق صلواتنا ويحول دون نيلنا دعم يهوه،‏ وخصوصا خلال مرضنا.‏ (‏مزمور ٤١:‏٣‏)‏ فإذا كانت هنالك دلالات ان اجراء او علاجا معيَّنا يمت بأية صلة الى الارواحية،‏ فعلى المسيحي الحقيقي ان يرفضه.‏ * (‏متى ٦:‏١٣‏)‏ وهكذا،‏ يتيقَّن انه سيحظى دوما بدعم يهوه.‏ —‏ انظر الاطار «‏ هل للامر علاقة بالارواحية؟‏‏».‏

حيث تشيع القصص عن الشياطين

١٩ (‏أ)‏ كيف يخدع ابليس الكثيرين؟‏ (‏ب)‏ اية قصص ينبغي ان يتجنبها المسيحيون الحقيقيون؟‏

١٩ في حين يستخف كثيرون في البلدان الغربية بقدرة الشيطان،‏ نرى النقيض في انحاء اخرى من العالم.‏ فإبليس يخدع الناس هناك ليعتقدوا ان قدرته اعظم مما هي في الحقيقة.‏ حتى ان البعض يعيشون والخوف من الارواح الشريرة يلازمهم كل لحظة من حياتهم.‏ وفي مناطق كهذه،‏ تشيع القصص عن القوّات التي يصنعها الشياطين.‏ وغالبا ما تُروى هذه القصص بطريقة مشوِّقة،‏ فيفتتن الناس بها.‏ فهل ينبغي ان نساهم في نشر قصص كهذه؟‏ كلا.‏ فخدام الاله الحق يتجنبون ذلك لسببين وجيهين.‏

٢٠ كيف ينشر المرء عن غير قصد دعاية الشيطان الكاذبة؟‏

٢٠ اولا،‏ ان الشخص الذي ينشر قصصا عن انجازات الشياطين يروِّج في الواقع مصالح الشيطان.‏ كيف؟‏ صحيح ان كلمة الله تؤكِّد ان الشيطان قادر على صنع قوّات،‏ لكنها تحذِّرنا ايضا انه يستخدم ‹آيات كاذبة وخداعا›.‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وبما انه المخادع الرئيسي،‏ فهو يعرف كيف يؤثِّر في عقول الذين لديهم ميل الى الارواحية ويجعلهم يصدِّقون امورا غير صحيحة.‏ وأشخاص كهؤلاء ربما يعتقدون بصدق انهم رأوا او سمعوا اشياء معيَّنة وقد يروون ما حصل معهم على انه حقيقة.‏ وبمرور الوقت،‏ تتضخَّم رواياتهم جرّاء تداولها باستمرار.‏ وبنقل المسيحي روايات كهذه،‏ ينفِّذ مشيئة ابليس ‹ابي الكذب› وينشر دعايته الكاذبة.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٤٤؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٦‏.‏

٢١ حول ماذا ينبغي ان تتمحور احاديثنا؟‏

٢١ ثانيا،‏ حتى لو كانت للمسيحي اختبارات حقيقية سابقة مع الارواح الشريرة،‏ لا ينبغي ان يعتاد اخبار الرفقاء المؤمنين بها بهدف التسلية.‏ فالكتاب المقدس يحضّنا ان ‹ننظر بإمعان الى الوكيل الرئيسي لإيماننا ومكمِّله،‏ يسوع›.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢‏)‏ فيجب ان نركِّز انتباهنا على المسيح،‏ لا على الشيطان.‏ ومن الجدير بالملاحظة ان يسوع لم يروِ لتلاميذه قصصا عن الارواح الشريرة لتسليتهم،‏ رغم ان بإمكانه اخبار الكثير عمّا يستطيع الشيطان فعله.‏ بالاحرى،‏ ركَّز على رسالة الملكوت‏.‏ لذا اقتداء به وبالرسل،‏ يجب ان تكون احاديثنا متمحورة حول «عظائم الله».‏ —‏ اعمال ٢:‏١١؛‏ لوقا ٨:‏١؛‏ روما ١:‏١١،‏ ١٢‏.‏

٢٢ ماذا عسانا نفعل ليكون هناك «فرح في السماء»؟‏

٢٢ اذًا،‏ يستخدم الشيطان مكايد متنوعة،‏ بما فيها الارواحية،‏ ليقوِّض علاقتنا بيهوه.‏ ولكن اذا مقتنا ما هو شر والتصقنا بما هو صالح،‏ فلا نفسح له مجالا ان يزعزع تصميمنا على رفض الارواحية بكل اشكالها.‏ ‏(‏اقرأ افسس ٤:‏٢٧‏.‏)‏ فتخيَّل كم يكون عظيما ‹الفرح في السماء› اذا استمررنا في ‹الثبات ضد مكايد ابليس› حتى يمحو يهوه هذا العدو الماكر من الوجود.‏ —‏ لوقا ١٥:‏٧؛‏ افسس ٦:‏١١‏.‏

^ ‎الفقرة 16‏ ان النعوت التي تُطلَق على الشيطان (‏المقاوِم،‏ المفتري،‏ المخادع،‏ المجرِّب،‏ والكذاب)‏ لا تدل انه يستطيع قراءة قلوبنا وأفكارنا.‏ بالمقابل،‏ يوصف يهوه انه «فاحص القلوب» ويسوع انه «فاحص الكُلى [الافكار الدفينة] والقلوب».‏ —‏ امثال ١٧:‏٣؛‏ رؤيا ٢:‏٢٣‏.‏

^ ‎الفقرة 18‏ للمزيد من المعلومات،‏ انظر مقالة «فحص طبي لكم؟‏» في عدد ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٩٤ من برج المراقبة،‏ الصفحات ١٩-‏٢٢‏،‏ ومقالة «‏وجهة نظر الكتاب المقدس:‏ هل يهمّ اية معالجة طبية تختارون؟‏‏» في عدد ٨ كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠١ من استيقظ!‏.‏