الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ١٢

‏«يتكلمان بجرأة بسلطة يهوه»‏

‏«يتكلمان بجرأة بسلطة يهوه»‏

بُولُسُ وَبَرْنَابَا يُعْرِبَانِ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْجُرْأَةِ وَيُثَابِرَانِ فِي خِدْمَتِهِمَا

مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ١٤:‏١-‏٢٨

١،‏ ٢ مَاذَا يَحْدُثُ أَثْنَاءَ وُجُودِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا فِي لِسْتَرَةَ؟‏

 حَدَثٌ أَقَامَ ٱلدُّنْيَا وَأَقْعَدَهَا فِي لِسْتَرَةَ:‏ رَجُلَانِ غَرِيبَانِ يَشْفِيَانِ مُقْعَدًا مُنْذُ ٱلْوِلَادَةِ!‏ هَا هُوَ ٱلْمُقْعَدُ يَثِبُ فَرَحًا فِيمَا ٱلنَّاسُ يَشْهَقُونَ وَيَصِيحُونَ:‏ «قَدْ تَشَبَّهَ ٱلْآلِهَةُ بِٱلنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا!‏».‏ (‏اع ١٤:‏١١‏)‏ يَأْتِي كَاهِنُ زَفْسٍ بِأَكَالِيلَ وَثِيرَانٍ لِتَقْدِيمِهَا ذَبِيحَةً.‏ لٰكِنَّ بُولُسَ وَبَرْنَابَا يَصْرُخَانِ!‏ يَسْتَنْكِرَانِ!‏ يُمَزِّقَانِ أَرْدِيَتَهُمَا!‏ وَيَنْدَفِعَانِ نَحْوَ ٱلْحَشْدِ رَاجِيَيْنِهِمْ أَلَّا يَعْبُدُوهُمَا.‏ وَبَعْدَ جُهْدٍ جَهِيدٍ تَرْتَدِعُ ٱلْجُمُوعُ.‏

٢ بَعْدَئِذٍ يَصِلُ يَهُودٌ مِنْ أَنْطَاكِيَةِ بِيسِيدِيَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَيَنْشُرُونَ ٱفْتِرَاءَاتٍ بَغِيضَةً فَيُسَمِّمُونَ عُقُولَ أَهْلِ لِسْتَرَةَ.‏ وَإِذَا بِٱلْحَشْدِ ٱلْمُتَعَبِّدِ يَنْقَلِبُ مِئَةً وَثَمَانِينَ دَرَجَةً!‏ فَيُطْبِقُونَ عَلَى بُولُسَ وَيَرْجُمُونَهُ بِٱلْحِجَارَةِ حَتَّى يَفْقِدَ ٱلْوَعْيَ.‏ وَبَعْدَ أَنْ يُبَرِّدُوا غَلِيلَهُمْ،‏ يَجُرُّونَ جَسَدَهُ ٱلْهَامِدَ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَدِينَةِ ظَانِّينَ أَنَّهُ فَارَقَ ٱلْحَيَاةَ.‏

٣ أَيُّ أَسْئِلَةٍ يُجِيبُ عَنْهَا هٰذَا ٱلْفَصْلُ؟‏

٣ فَكَيْفَ آلَتِ ٱلْأُمُورُ إِلَى مَا آلَتْ إِلَيْهِ؟‏ مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلْمُنَادُونَ بِٱلْبِشَارَةِ ٱلْيَوْمَ مِمَّا حَصَلَ مَعَ بَرْنَابَا وَبُولُسَ وَأَهْلِ لِسْتَرَةَ ٱلْمُتَقَلِّبِينَ؟‏ وَكَيْفَ يَقْتَدِي ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِمِثَالِ هٰذَيْنِ ٱلرَّجُلَيْنِ ٱلْأَمِينَيْنِ ٱللَّذَيْنِ ثَابَرَا فِي خِدْمَتِهِمَا وَتَكَلَّمَا «بِجُرْأَةٍ بِسُلْطَةِ يَهْوَهَ»؟‏ —‏ اع ١٤:‏٣‏.‏

‏«صَارَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ .‏ .‏ .‏ مُؤْمِنِينَ» (‏اعمال ١٤:‏١-‏٧‏)‏

٤،‏ ٥ لِمَ سَافَرَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا إِلَى إِيقُونِيَةَ وَمَاذَا حَصَلَ هُنَاكَ؟‏

٤ مُنْذُ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ،‏ طُرِدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا مِنْ مَدِينَةِ أَنْطَاكِيَةَ ٱلرُّومَانِيَّةِ فِي بِيسِيدِيَةَ بَعْدَ أَنْ أَلَّبَ بَعْضُ ٱلْيَهُودِ ٱلنَّاسَ عَلَيْهِمْ.‏ غَيْرَ أَنَّهُمَا لَمْ يَسْتَسْلِمَا،‏ بَلْ «نَفَضَ هٰذَانِ غُبَارَ أَقْدَامِهِمَا» عَلَى سُكَّانِ ٱلْمَدِينَةِ ٱلرَّافِضِينَ ٱلْبِشَارَةَ.‏ (‏اع ١٣:‏٥٠-‏٥٢؛‏ مت ١٠:‏١٤‏)‏ فَغَادَرَا بِهُدُوءٍ وَسَلَّمَا ٱلْأَمْرَ لِلّٰهِ.‏ (‏اع ١٨:‏٥،‏ ٦؛‏ ٢٠:‏٢٦‏)‏ ثُمَّ وَاصَلَا رِحْلَتَهُمَا ٱلتَّبْشِيرِيَّةَ بِٱلْفَرَحِ عَيْنِهِ.‏ فَقَطَعَا مَسَافَةَ ١٥٠ كلم تَقْرِيبًا صَوْبَ ٱلْجَنُوبِ ٱلشَّرْقِيِّ،‏ حَتَّى بَلَغَا هَضْبَةً خِصْبَةً بَيْنَ سِلْسِلَتَيْ جِبَالِ طُورُوس وَسُلْطَان.‏

٥ بِدَايَةً تَوَقَّفَ ٱلْمُرْسَلَانِ فِي إِيقُونِيَةَ،‏ إِحْدَى ٱلْمُدُنِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ فِي إِقْلِيمِ غَلَاطِيَةَ ٱلرُّومَانِيِّ.‏ a وَقَدْ ضَمَّتْ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلطَّابِعِ جَالِيَةً يَهُودِيَّةً نَافِذَةً وَعَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلْمُتَهَوِّدِينَ.‏ وَكَعَادَتِهِمَا دَخَلَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا ٱلْمَجْمَعَ وَكَرَزَا فِيهِ.‏ (‏اع ١٣:‏٥،‏ ١٤‏)‏ «وَتَكَلَّمَا بِحَيْثُ صَارَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْيُونَانِيِّينَ مُؤْمِنِينَ».‏ —‏ اع ١٤:‏١‏.‏

٦ مَا ٱلسِّرُّ فِي تَعْلِيمِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا،‏ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهِمَا؟‏

٦ فَلِمَ لَاقَى تَعْلِيمُ بُولُسَ وَبَرْنَابَا هٰذَا ٱلنَّجَاحَ؟‏ كَانَ بُولُسُ مُتَبَحِّرًا فِي حِكْمَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ فَٱقْتَبَسَ مِنَ ٱلتَّارِيخِ وَٱلنُّبُوَّةِ وَٱلشَّرِيعَةِ وَرَبَطَ بِبَرَاعَةٍ فِي مَا بَيْنَهَا لِيُبَرْهِنَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمَوْعُودُ.‏ (‏اع ١٣:‏١٥-‏٣١؛‏ ٢٦:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ أَمَّا بَرْنَابَا فَبَدَا عَلَيْهِ جَلِيًّا ٱهْتِمَامُهُ بِٱلنَّاسِ.‏ (‏اع ٤:‏٣٦،‏ ٣٧؛‏ ٩:‏٢٧؛‏ ١١:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ لَمْ يَتَّكِلْ أَيٌّ مِنْهُمَا عَلَى فَهْمِهِ ٱلْخَاصِّ،‏ بَلْ تَكَلَّمَا «بِسُلْطَةِ يَهْوَهَ».‏ فَكَيْفَ تَسِيرُ أَنْتَ عَلَى خُطَاهُمَا؟‏ بِتَطْبِيقِ مَا يَلِي:‏ اُدْرُسْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِتَمَعُّنٍ؛‏ اِخْتَرِ ٱقْتِبَاسَاتٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَرُوقُ سَامِعِيكَ خُصُوصًا؛‏ فَكِّرْ فِي طَرَائِقَ عَمَلِيَّةٍ لِتَعْزِيَةِ ٱلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِكَ؛‏ اِسْتَنِدْ دَائِمًا إِلَى سُلْطَةِ كَلِمَةِ يَهْوَهَ فِي ٱلتَّعْلِيمِ؛‏ وَلَا تَتَّكِلْ أَبَدًا عَلَى حِكْمَتِكَ ٱلْخَاصَّةِ.‏

٧ (‏أ)‏ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلنَّاسُ إِلَى بِشَارَتِنَا؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ حَقِيقَةٍ يَحْسُنُ بِكَ تَذَكُّرُهَا فِي حَالِ كَانَتْ عَائِلَتُكَ مُنْقَسِمَةً نَتِيجَةَ إِطَاعَتِكَ ٱلْبِشَارَةَ؟‏

٧ وَلٰكِنْ هَلْ سُرَّ جَمِيعُ سُكَّانِ إِيقُونِيَةَ بِرِسَالَةِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا؟‏ يَرْوِي لُوقَا:‏ «اَلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا أَثَارُوا وَحَرَّضُوا نُفُوسَ أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ».‏ عِنْدَئِذٍ أَدْرَكَ ٱلْمُرْسَلَانِ ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱلْبَقَاءِ وَٱلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ «فَقَضَيَا وَقْتًا طَوِيلًا يَتَكَلَّمَانِ بِجُرْأَةٍ».‏ وَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّ «جُمْهُورَ ٱلْمَدِينَةِ ٱنْقَسَمَ،‏ فَكَانَ بَعْضُهُمْ مَعَ ٱلْيَهُودِ،‏ وَبَعْضُهُمْ مَعَ ٱلرَّسُولَيْنِ».‏ (‏اع ١٤:‏٢-‏٤‏)‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا تَتَبَايَنُ ٱلْآرَاءُ فِي بِشَارَتِنَا.‏ فَتَكُونُ لِلْبَعْضِ رِبَاطًا مُوَحِّدًا وَلِلْبَعْضِ ٱلْآخَرِ مَوْضُوعَ شِقَاقٍ.‏ (‏مت ١٠:‏٣٤-‏٣٦‏)‏ فَفِي حَالِ ٱنْقَسَمَتْ عَائِلَتُكَ نَتِيجَةَ إِطَاعَتِكَ ٱلْبِشَارَةَ،‏ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْمُقَاوَمَةَ فِي ٱلْغَالِبِ نَاتِجَةٌ عَنْ شَائِعَاتٍ كَاذِبَةٍ أَوِ ٱفْتِرَاءَاتٍ سَافِرَةٍ.‏ وَعَلَيْهِ،‏ يَكُونُ سُلُوكُكَ ٱلْحَسَنُ تِرْيَاقًا لِهٰذِهِ ٱلسُّمُومِ،‏ وَرُبَّمَا يُلَيِّنُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ قُلُوبَ مُقَاوِمِيكَ.‏ —‏ ١ بط ٢:‏١٢؛‏ ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

٨ لِمَ غَادَرَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا إِيقُونِيَةَ،‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْهُمَا؟‏

٨ بَعْدَ فَتْرَةٍ حَاكَ ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي إِيقُونِيَةَ مُؤَامَرَةً لِرَجْمِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا.‏ وَلَمَّا بَلَغَ ٱلْخَبَرُ مَسَامِعَ ٱلْمُرْسَلَيْنِ،‏ فَضَّلَا ٱلِٱنْتِقَالَ إِلَى مُقَاطَعَةٍ أُخْرَى.‏ (‏اع ١٤:‏٥-‏٧‏)‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَتَّصِفُ ٱلْمُنَادُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْعَصْرِيُّونَ بِٱلْفِطْنَةِ.‏ فَحِينَ يُوَجَّهُ إِلَيْنَا كَلَامٌ قَبِيحٌ مُهِينٌ،‏ نُثَابِرُ عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِكُلِّ جُرْأَةٍ.‏ (‏في ١:‏٧؛‏ ١ بط ٣:‏١٣-‏١٥‏)‏ أَمَّا عِنْدَمَا تَظْهَرُ بَوَادِرُ أَعْمَالِ عُنْفٍ فَلَا نَتَهَوَّرُ بِلَا لُزُومٍ مُجَازِفِينَ بِحَيَاتِنَا أَوْ بِحَيَاةِ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ —‏ ام ٢٢:‏٣‏.‏

اِرْجِعُوا «إِلَى ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ» (‏اعمال ١٤:‏٨-‏١٩‏)‏

٩،‏ ١٠ أَيْنَ كَانَتْ تَقَعُ لِسْتَرَةُ،‏ وَمَاذَا نَعْرِفُ عَنْ أَهْلِهَا؟‏

٩ كَانَتْ لِسْتَرَةُ مَحَطَّةَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا ٱلتَّالِيَةَ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَدِينَةُ مُسْتَعْمَرَةٌ رُومَانِيَّةٌ تَبْعُدُ ٣٠ كلم جَنُوبَ غَرْبِ إِيقُونِيَةَ.‏ كَانَتْ تَرْبُطُهَا عَلَاقَاتٌ قَوِيَّةٌ بِأَنْطَاكِيَةِ بِيسِيدِيَةَ،‏ لٰكِنَّهَا بِخِلَافِ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ لَمْ تَضُمَّ جَالِيَةً يَهُودِيَّةً قَوِيَّةً.‏ وَفِي حِينِ تَكَلَّمَ سُكَّانُهَا ٱلْيُونَانِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ كَانَتْ لُغَتُهُمُ ٱلْأُمُّ ٱللِّيكَأُونِيَّةَ.‏ وَفِي لِسْتَرَةَ،‏ رَاحَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا يُبَشِّرَانِ فِي أَحَدِ ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْعَامَّةِ،‏ رُبَّمَا لِعَدَمِ وُجُودِ مَجْمَعٍ.‏ بَعْدَئِذٍ شَفَى بُولُسُ رَجُلًا وُلِدَ مُقْعَدًا.‏ (‏اع ١٤:‏٨-‏١٠‏)‏ قَدْ تُذَكِّرُنَا هٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةُ بِبُطْرُسَ حِينَ شَفَى فِي أُورُشَلِيمَ رَجُلًا كَسِيحًا مُنْذُ ٱلْوِلَادَةِ.‏ آنَذَاكَ آمَنَ جَمْعٌ كَبِيرٌ بِٱلرَّبِّ.‏ (‏اع ٣:‏١-‏١٠‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلنَّتِيجَةَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَتَتْ مُغَايِرَةً تَمَامًا.‏

١٠ فَكَمَا قَرَأْنَا فِي ٱلْفِقْرَةِ ٱلْأُولَى،‏ تَوَصَّلَ أَهْلُ لِسْتَرَةَ ٱلْوَثَنِيُّونَ إِلَى ٱسْتِنْتَاجٍ خَاطِئٍ حَالَمَا رَأَوُا ٱلرَّجُلَ يَثِبُ وَاقِفًا.‏ فَقَدْ خُيِّلَ إِلَيْهِمْ أَنَّ بَرْنَابَا هُوَ زَفْسٌ،‏ سَيِّدُ ٱلْآلِهَةِ عِنْدَ ٱلْيُونَانِيِّينَ،‏ وَبُولُسَ هُوَ هِرْمِسُ،‏ ٱبْنُ زَفْسٍ وَرَسُولُ ٱلْآلِهَةِ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ عِبَادَةُ زَفْسٍ وَهِرْمِسَ فِي لِسْتَرَةَ‏».‏)‏ إِلَّا أَنَّ بَرْنَابَا وَبُولُسَ صَمَّمَا أَنْ يُصَحِّحَا ٱللُّبْسَ وَيُفْهِمَا ٱلْجُمُوعَ أَنَّهُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَصَرَّفَانِ لَا بِسُلْطَةِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْوَثَنِيَّةِ،‏ بَلْ بِسُلْطَةِ يَهْوَهَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ.‏ —‏ اع ١٤:‏١١-‏١٤‏.‏

‏«نبشركم لكي ترجعوا عن هذه الاباطيل الى اللّٰه الحي،‏ الذي صنع السماء والارض».‏ —‏ اعمال ١٤:‏١٥

١١-‏١٣ (‏أ)‏ مَاذَا قَالَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا لِسُكَّانِ لِسْتَرَةَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ كَلَامِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا؟‏

١١ رَغْمَ ٱلْمُسْتَجِدَّاتِ ٱلْمُتَسَارِعَةِ،‏ أَبَى ٱلْمُرْسَلَانِ أَنْ يَتَحَوَّلَا عَنْ مَسْعَاهُمَا ٱلْأَسَاسِيِّ وَحَاوَلَا بُلُوغَ قُلُوبِ سَامِعِيهِمَا بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ.‏ وَفِي هٰذَا ٱلسِّيَاقِ،‏ يُخْبِرُنَا لُوقَا عَنِ ٱلْأُسْلُوبِ ٱلْفَعَّالِ ٱلَّذِي ٱعْتَمَدَهُ بُولُسُ وَبَرْنَابَا فِي ٱلْكِرَازَةِ لِلْوَثَنِيِّينَ.‏ لَاحِظْ كَيْفَ خَاطَبَا حُضُورَهُمَا:‏ «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ،‏ لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هٰذَا؟‏ نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ ضُعَفَاءُ مِثْلُكُمْ،‏ وَنُبَشِّرُكُمْ لِكَيْ تَرْجِعُوا عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَبَاطِيلِ إِلَى ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ،‏ ٱلَّذِي صَنَعَ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ وَٱلْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا.‏ لَقَدْ سَمَحَ لِلْأُمَمِ جَمِيعًا فِي ٱلْأَجْيَالِ ٱلْمَاضِيَةِ بِأَنْ تَذْهَبَ فِي طُرُقِهَا،‏ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلَا شَهَادَةٍ بِمَا فَعَلَ مِنْ صَلَاحٍ،‏ مُعْطِيًا إِيَّاكُمْ أَمْطَارًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَمَوَاسِمَ مُثْمِرَةً،‏ مُفْعِمًا قُلُوبَكُمْ طَعَامًا وَسُرُورًا».‏ —‏ اع ١٤:‏١٥-‏١٧‏.‏

١٢ أَيَّةُ دُرُوسٍ نَسْتَمِدُّهَا مِنْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْعَمِيقَةِ؟‏ أَوَّلًا،‏ لَمْ يَنْظُرْ بُولُسُ وَبَرْنَابَا إِلَى حُضُورِهِمَا نَظْرَةً دُونِيَّةً.‏ فَهُمَا لَمْ يَتَظَاهَرَا بِمَا لَيْسَ فِيهِمَا،‏ بَلْ أَقَرَّا بِتَوَاضُعٍ أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ بِمِثْلِ ضَعَفَاتِ سَامِعِيهِمَا ٱلْوَثَنِيِّينَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُمَا مُسِحَا بِٱلرُّوحِ وَنَالَا رَجَاءَ ٱلْحُكْمِ مَعَ ٱلْمَسِيحِ وَتَحَرَّرَا مِنَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْبَاطِلَةِ،‏ لٰكِنَّهُمَا أَدْرَكَا أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمَوَاهِبَ عَيْنَهَا مُتَاحَةٌ لِسُكَّانِ لِسْتَرَةَ أَيْضًا شَرْطَ أَنْ يُطِيعُوا يَسُوعَ.‏

١٣ فَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا؟‏ كَيْفَ نَنْظُرُ إِلَى ٱلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِنَا؟‏ هَلْ نُعَامِلُهُمْ مُعَامَلَةَ ٱلنِّدِّ لِلنِّدِّ؟‏ وَحِينَ نُعَلِّمُهُمْ حَقَائِقَ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ،‏ هَلْ نَتَجَنَّبُ طَلَبَ ٱلْمَجْدِ وَٱلْإِطْرَاءِ تَمَثُّلًا بَبُولُسَ وَبَرْنَابَا؟‏ إِلَيْكَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ مِثَالًا رَائِعًا تَرَكَهُ تْشَارْلْز تَاز رَصِل،‏ مُعَلِّمٌ بَارِعٌ تَوَلَّى ٱلْقِيَادَةَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ أَوَاخِرَ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ وَأَوَائِلَ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ.‏ كَتَبَ قَائِلًا:‏ «لَا نَطْلُبُ ٱلْإِجْلَالَ وَٱلتَّوْقِيرَ؛‏ لَا لِأَنْفُسِنَا وَلَا لِكِتَابَاتِنَا.‏ وَلَا نَرْغَبُ أَنْ يُدْعَى أَيٌّ مِنَّا أَبًا أَوْ سَيِّدًا».‏ حَقًّا لَقَدْ عَكَسَ ٱلْأَخُ رَصِل مَوْقِفَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا ٱلْمُتَوَاضِعَ.‏ وَعَلَى غِرَارِهِمْ،‏ لَا نَهْدِفُ مِنْ بِشَارَتِنَا إِلَى نَيْلِ ٱلْمَجْدِ مِنَ ٱلنَّاسِ،‏ بَلْ مُسَاعَدَتِهِمْ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى «ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ».‏

١٤-‏١٦ أَيُّ دَرْسَيْنِ إِضَافِيَّيْنِ نَتَعَلَّمُهُمَا مِنْ كَلَامِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا إِلَى أَهْلِ لِسْتَرَةَ؟‏

١٤ تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي دَرْسٍ ثَانٍ نَسْتَخْلِصُهُ مِنْ هٰذَا ٱلْخِطَابِ.‏ فَقَدْ تَحَلَّى بُولُسُ وَبَرْنَابَا بِٱلْمُرُونَةِ فِي ٱلتَّعَامُلِ مَعَ سَامِعِيهِمَا.‏ فَعَلَى خِلَافِ ٱلْيَهُودِ وَٱلْمُتَهَوِّدِينَ فِي إِيقُونِيَةَ،‏ لَمْ يَعْرِفْ سُكَّانُ لِسْتَرَةَ إِلَّا ٱلْقَلِيلَ عَنِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَتَعَامُلَاتِ ٱللّٰهِ مَعَ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ،‏ هٰذَا إِذَا عَرَفُوا عَنْهَا شَيْئًا مِنَ ٱلْأَسَاسِ.‏ فَأَيَّ أُسْلُوبٍ ٱعْتَمَدَ ٱلْمُبَشِّرَانِ؟‏ لَقَدِ ٱسْتَغَلَّا نُقْطَةً مُشْتَرَكَةً لِإِثَارَةِ تَفْكِيرِ حُضُورِهِمَا.‏ فَقَدِ ٱنْتَمَى هٰؤُلَاءِ إِلَى مُجْتَمَعٍ زِرَاعِيٍّ،‏ إِذِ ٱمْتَازَتْ لِسْتَرَةُ بِطَقْسٍ مُعْتَدِلٍ وَأَرْضٍ خِصْبَةٍ.‏ فَتَوَفَّرَتْ لَهُمْ أَدِلَّةٌ كَثِيرَةٌ عَلَى صِفَاتِ ٱلْخَالِقِ،‏ كَتِلْكَ ٱلظَّاهِرَةِ فِي ٱلْمَوَاسِمِ ٱلْمُثْمِرَةِ مَثَلًا.‏ —‏ رو ١:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

١٥ فَهَلْ نَتَحَلَّى بِٱلْمُرُونَةِ نَفْسِهَا؟‏ لِتَقْرِيبِ ٱلْمَعْنَى لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْمُزَارِعِ.‏ فَقَدْ يَخْتَارُ أَحْيَانًا نَوْعًا وَاحِدًا مِنَ ٱلْبِذَارِ لِعَدَدٍ مِنَ ٱلْحُقُولِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ عَلَيْهِ أَنْ يُنَوِّعَ ٱلْأَسَالِيبَ ٱلْمُسْتَخْدَمَةَ فِي تَجْهِيزِ ٱلتُّرْبَةِ.‏ فَفِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ تَكُونُ ٱلتُّرْبَةُ لَيِّنَةً وَجَاهِزَةً لِلزِّرَاعَةِ،‏ أَمَّا فِي حَالَاتٍ أُخْرَى فَتَحْتَاجُ إِلَى عِنَايَةٍ مُسْبَقَةٍ.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ نَزْرَعُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ نَوْعًا وَاحِدًا مِنَ ٱلْبِذَارِ:‏ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏ لٰكِنَّنَا نُحَاوِلُ عَلَى غِرَارِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا أَنْ نَسْتَشِفَّ ظُرُوفَ سَامِعِينَا وَخَلْفِيَّتَهُمُ ٱلدِّينِيَّةَ.‏ وَمِنْ ثَمَّ نُكَيِّفُ طَرِيقَةَ عَرْضِنَا ٱلْبِشَارَةَ وَفْقًا لِهٰذِهِ ٱلْمُعْطَيَاتِ.‏ —‏ لو ٨:‏١١،‏ ١٥‏.‏

١٦ تَحْمِلُ لَنَا ٱلرِّوَايَةُ عَنْ بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَأَهْلِ لِسْتَرَةَ دَرْسًا ثَالِثًا.‏ فَرَغْمَ أَقْصَى جُهُودِنَا،‏ يُخْطَفُ أَحْيَانًا ٱلْبِذَارُ ٱلَّذِي نَزْرَعُهُ أَوْ يَقَعُ عَلَى تُرْبَةٍ صَخْرِيَّةٍ.‏ (‏مت ١٣:‏١٨-‏٢١‏)‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ لَا نَيْأَسْ!‏ فَقَدْ ذَكَّرَ بُولُسُ لَاحِقًا ٱلتَّلَامِيذَ فِي رُومَا أَنَّ «كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا [بِمَنْ فِيهِمْ مَنْ نُنَاقِشُ مَعَهُمْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ] سَيُؤَدِّي حِسَابًا عَنْ نَفْسِهِ لِلّٰهِ».‏ —‏ رو ١٤:‏١٢‏.‏

‏«اِسْتَوْدَعَاهُمْ يَهْوَهَ» (‏اعمال ١٤:‏٢٠-‏٢٨‏)‏

١٧ أَيْنَ تَوَجَّهَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا بَعْدَ مُغَادَرَتِهِمَا دِرْبَةَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٧ يَجُرُّ ٱلْمُقَاوِمُونَ بُولُسَ خَارِجَ لِسْتَرَةَ ظَانِّينَ أَنَّهُ مَاتَ.‏ وَبَعْدَمَا يُحِيطُ بِهِ ٱلتَّلَامِيذُ،‏ يَقُومُ ثُمَّ يَبِيتُ لَيْلَتَهُ فِي ٱلْمَدِينَةِ.‏ وَفِي ٱلْغَدِ،‏ يَنْطَلِقُ مَعَ بَرْنَابَا فِي رِحْلَةٍ طُولُهَا ١٠٠ كلم إِلَى دِرْبَةَ.‏ لَا بُدَّ أَنَّ بُولُسَ عَانَى ٱلْأَمَرَّيْنِ خِلَالَ هٰذِهِ ٱلرِّحْلَةِ ٱلشَّاقَّةِ.‏ فَلَمْ يَكُنْ قَدْ مَضَى عَلَى رَجْمِهِ سِوَى سَاعَاتٍ قَلِيلَةٍ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ ثَابَرَ ٱلْمُرْسَلَانِ «وَتَلْمَذَا كَثِيرِينَ» عِنْدَ وُصُولِهِمَا إِلَى دِرْبَةَ.‏ بَعْدَئِذٍ،‏ لَمْ يَسْلُكَا طَرِيقًا مُخْتَصَرًا لِلْعَوْدَةِ إِلَى أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ ٱلَّتِي ٱنْطَلَقَا مِنْهَا،‏ بَلْ «عَادَا إِلَى لِسْتَرَةَ فَإِيقُونِيَةَ فَأَنْطَاكِيَةِ [بِيسِيدِيَةَ]».‏ لِمَاذَا؟‏ لَقَدْ أَرَادَا أَنْ يُقَوِّيَا ‹نُفُوسَ ٱلتَّلَامِيذِ،‏ وَيُشَجِّعَاهُمْ أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْإِيمَانِ›.‏ (‏اع ١٤:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ فَرَسَمَا بِٱلتَّالِي مِثَالًا رَائِعًا لَنَا إِذْ آثَرَا خَيْرَ ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى رَاحَتِهِمَا ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ أَوَلَا يَقْتَدِي بِهِمَا ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَائِلُونَ وَٱلْمُرْسَلُونَ فِي أَيَّامِنَا؟‏!‏

١٨ عَلَامَ يَشْتَمِلُ تَعْيِينُ ٱلشُّيُوخِ؟‏

١٨ فِي طَرِيقِ ٱلْعَوْدَةِ،‏ قَوَّى بُولُسُ وَبَرْنَابَا ٱلتَّلَامِيذَ بِأَقْوَالِهِمَا وَمِثَالِهِمَا وَعَيَّنَا لَهُمْ «شُيُوخًا فِي كُلِّ جَمَاعَةٍ».‏ وَرَغْمَ أَنَّهُمَا مُرْسَلَانِ أَسَاسًا «مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ» فِي هٰذِهِ ٱلرِّحْلَةِ ٱلتَّبْشِيرِيَّةِ،‏ صَلَّيَا وَصَامَا ثُمَّ «ٱسْتَوْدَعَا [ٱلشُّيُوخَ] يَهْوَهَ».‏ (‏اع ١٣:‏١-‏٤؛‏ ١٤:‏٢٣‏)‏ وَفِي أَيَّامِنَا يُتَّبَعُ نَهْجٌ مُمَاثِلٌ.‏ فَقَبْلَ ٱلتَّوْصِيَةِ بِأَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ لِنَيْلِ تَعْيِينٍ مَا،‏ تُرَاجِعُ هَيْئَةُ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَحَلِّيَّةُ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ مُؤَهِّلَاتِهِ عَلَى ضَوْءِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏١ تي ٣:‏١-‏١٠،‏ ١٢،‏ ١٣؛‏ تي ١:‏٥-‏٩‏)‏ وَلَيْسَ ٱلْعَامِلُ ٱلْحَاسِمُ هُوَ عَدَدَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي قَضَاهَا فِي ٱلْحَقِّ.‏ فَثَمَّةَ أُمُورٌ أُخْرَى تُظْهِرُ إِلَى أَيِّ مَدًى يَعْمَلُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي حَيَاتِهِ،‏ كَكَلَامِهِ وَسُلُوكِهِ وَصِيتِهِ.‏ وَبُلُوغُهُ مُتَطَلَّبَاتِ ٱلنُّظَّارِ كَمَا يُحَدِّدُهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هُوَ مَا يُؤَهِّلُهُ لِعَمَلِ ٱلرِّعَايَةِ.‏ —‏ غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

١٩ مَاذَا يُدْرِكُ ٱلشُّيُوخُ،‏ وَكَيْفَ يَقْتَدُونَ بِبُولُسَ وَبَرْنَابَا؟‏

١٩ يُدْرِكُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُعَيَّنُونَ أَنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ أَمَامَ ٱللّٰهِ عَنْ طَرِيقَةِ مُعَامَلَتِهِمِ ٱلْجَمَاعَةَ.‏ (‏عب ١٣:‏١٧؛‏ ١ بط ٥:‏١-‏٣‏)‏ وَتَشَبُّهًا بِبُولُسَ وَبَرْنَابَا،‏ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَيُشَجِّعُونَ رُفَقَاءَهُمُ ٱلتَّلَامِيذَ بِكَلَامِهِمْ.‏ وَهُمْ يُؤْثِرُونَ خَيْرَ ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى رَاحَتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ —‏ في ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

٢٠ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ قِرَاءَةِ ٱلتَّقَارِيرِ عَنْ خِدْمَةِ إِخْوَتِنَا ٱلْأَمِينَةِ؟‏

٢٠ حِينَ عَادَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا أَخِيرًا إِلَى أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ،‏ أَخَذَا يَرْوِيَانِ «ٱلْأُمُورَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي صَنَعَهَا ٱللّٰهُ بِوَاسِطَتِهِمَا،‏ وَأَنَّهُ فَتَحَ لِلْأُمَمِ بَابًا لِلْإِيمَانِ».‏ (‏اع ١٤:‏٢٧‏)‏ وَمِنْ جِهَتِنَا،‏ عِنْدَمَا نَقْرَأُ عَنْ خِدْمَةِ إِخْوَتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَمِينَةِ وَنَرَى كَيْفَ بَارَكَ يَهْوَهُ جُهُودَهُمْ نَتَشَجَّعُ عَلَى مُوَاصَلَةِ ‹ٱلتَّكَلُّمِ بِجُرْأَةٍ بِسُلْطَةِ يَهْوَهَ›.‏

a اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ إِيقُونِيَةُ:‏ مَدِينَةُ ٱلْفَرِيجِيِّينَ‏».‏