الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ١٤

‏«اتفقنا بالاجماع»‏

‏«اتفقنا بالاجماع»‏

اَلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ تَبُتُّ قَضِيَّةَ ٱلْخِتَانِ وَقَرَارُهَا يُوَحِّدُ ٱلْجَمَاعَاتِ

مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ١٥:‏١٣-‏٣٥

١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيُّ سُؤَالَيْنِ مُهِمَّيْنِ وَاجَهَتْهُمَا ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مُسَاعَدَةٍ نَالَهَا هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ بُغْيَةَ ٱلتَّوَصُّلِ إِلَى ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ؟‏

 اَلْكُلُّ فِي تَرَقُّبٍ .‏ .‏ .‏ اَلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ مُجْتَمِعُونَ فِي أُورُشَلِيمَ يَتَبَادَلُونَ ٱلنَّظَرَاتِ عَالِمِينَ أَنَّ لَحْظَةَ ٱلْحَسْمِ قَدْ حَانَتْ!‏ عَلَامَاتُ ٱسْتِفْهَامٍ خَطِيرَةٌ رَسَمَتْهَا قَضِيَّةُ ٱلْخِتَانِ وَلَا بُدَّ مِنْ بَتِّهَا فَوْرًا.‏ هَلِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ؟‏ وَهَلْ مِنْ فَرْقٍ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ وَأُولٰئِكَ ٱلْيَهُودِيِّي ٱلْأَصْلِ؟‏

٢ لَقَدْ نَظَرَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ فِي أَدِلَّةٍ كَثِيرَةٍ.‏ فَٱسْتَشَارُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ ٱلنَّبَوِيَّةَ وَٱسْتَعْرَضُوا شَهَادَاتٍ حَيَّةً تُظْهِرُ جَلِيًّا أَيُّ قَرَارٍ يُبَارِكُهُ يَهْوَهُ.‏ وَبَعْدَ أَخْذٍ وَرَدٍّ،‏ تَكَدَّسَتْ أَمَامَهُمْ أَدِلَّةٌ لَا تَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ فِي ٱلتَّوْجِيهِ ٱلْإِلٰهِيِّ.‏ وَٱلْآنَ،‏ بَاتَتِ ٱلْكُرَةُ فِي مَلْعَبِهِمْ .‏ .‏ .‏

٣ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلرِّوَايَةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْإِصْحَاحِ ١٥‏؟‏

٣ إِلَّا أَنَّ قُبُولَ إِرْشَادَ ٱلرُّوحِ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ لَمْ يَكُنْ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ.‏ فَقَدْ تَطَلَّبَ مِنْهُمْ إِيمَانًا وَشَجَاعَةً حَقِيقِيَّيْنِ.‏ فَمِنْ جِهَةٍ،‏ يُحْتَمَلُ أَنْ يَشْتَدَّ كُرْهُ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودِ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ يُوَاجِهُونَ ٱلْمُقَاوَمَةَ مِنْ عَنَاصِرَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مُصَمِّمَةٍ عَلَى إِعَادَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ إِلَى كَنَفِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ فَكَيْفَ عَالَجَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةَ؟‏ هٰذَا مَا نُنَاقِشُهُ فِي مَا يَلِي.‏ وَبَيْنَمَا نُرَاجِعُ ٱلرِّوَايَةَ،‏ نُلَاحِظُ عَنْ كَثَبٍ أَنَّ ٱلرُّسُلَ وَٱلشُّيُوخَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ تَرَكُوا نَمُوذَجًا تَتَّبِعُهُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْعَصْرِيَّةُ وَيَسْتَفِيدُ مِنْهُ شُهُودُ يَهْوَهَ جَمِيعًا حِينَ يُوَاجِهُونَ قَرَارَاتٍ وَتَحَدِّيَاتٍ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏

‏«هٰذَا تُوَافِقُهُ كَلِمَاتُ ٱلْأَنْبِيَاءِ» (‏اعمال ١٥:‏١٣-‏٢١‏)‏

٤،‏ ٥ مَاذَا ٱقْتَبَسَ يَعْقُوبُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلنَّبَوِيَّةِ؟‏

٤ كَمَا يَظْهَرُ،‏ تَرَأَّسَ ٱلْجَلْسَةَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ أَخُو يَسُوعَ غَيْرُ ٱلشَّقِيقِ.‏ a وَقَدْ جَاءَتْ كَلِمَاتُهُ لِتُبَلْوِرَ ٱلرَّأْيَ ٱلَّذِي أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ ٱلْهَيْئَةُ عَلَى مَا يَبْدُو.‏ خَاطَبَ ٱلْحُضُورَ قَائِلًا:‏ «قَدْ رَوَى شِمْعُونُ كَيْفَ ٱفْتَقَدَ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا لِٱسْمِهِ.‏ وَهٰذَا تُوَافِقُهُ كَلِمَاتُ ٱلْأَنْبِيَاءِ».‏ —‏ اع ١٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

٥ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ خِطَابَ شِمْعُونَ،‏ أَوْ سِمْعَانَ بُطْرُسَ،‏ وَٱلْأَدِلَّةَ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا بَرْنَابَا وَبُولُسُ ذَكَّرَتْ يَعْقُوبَ بِآ‌يَاتٍ مُهِمَّةٍ تُلْقِي ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْمَوْضُوعِ قَيْدِ ٱلنَّظَرِ.‏ (‏يو ١٤:‏٢٦‏)‏ فَقَدْ حَوَّلَ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى «كَلِمَاتِ ٱلْأَنْبِيَاءِ» وَٱقْتَبَسَ مِنْ عَامُوس ٩:‏١١،‏ ١٢‏.‏ وَهٰذَا ٱلسِّفْرُ أُدْرِجَ فِي جُزْءٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ دُعِيَ عُمُومًا «ٱلْأَنْبِيَاءَ».‏ (‏مت ٢٢:‏٤٠؛‏ اع ١٥:‏١٦-‏١٨‏)‏ وَٱلْجَدِيرُ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ كَلِمَاتِ يَعْقُوبَ تَخْتَلِفُ إِلَى حَدٍّ مَا عَنِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي نَقْرَأُهَا ٱلْيَوْمَ فِي سِفْرِ عَامُوسَ.‏ وَمَرَدُّ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ يَعْقُوبَ ٱقْتَبَسَ مِنْ اَلسَّبْعِينِيَّةُ،‏ تَرْجَمَةٍ يُونَانِيَّةٍ لِلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ.‏

٦ كَيْفَ أَلْقَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْقَضِيَّةِ قَيْدَ ٱلْبَحْثِ؟‏

٦ أَنْبَأَ يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلنَّبِيِّ عَامُوسَ أَنَّهُ عَيَّنَ وَقْتًا يُقِيمُ فِيهِ «مَظَلَّةَ دَاوُدَ»،‏ أَيِ ٱلسُّلَالَةَ ٱلْمَلَكِيَّةَ ٱلْمُؤَدِّيَةَ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏ (‏حز ٢١:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ وَعِنْدَئِذٍ،‏ لَنْ يَتَعَامَلَ ثَانِيَةً مَعَ أُمَّةِ ٱلْيَهُودِ ٱلطَّبِيعِيِّينَ حَصْرًا.‏ فَٱلنُّبُوَّةُ تُضِيفُ أَنَّ ‹أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ›‏ سَيُجْمَعُونَ أَيْضًا بِٱعْتِبَارِهِمْ ‹أُنَاسًا يُدْعَوْنَ بِٱسْمِ ٱللّٰهِ›.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ بُطْرُسَ أَوْضَحَ لِتَوِّهِ أَنَّ ٱللّٰهَ «لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ [ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ] وَبَيْنَ [ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ] قَطُّ،‏ بَلْ نَقَّى قُلُوبَهُمْ بِٱلْإِيمَانِ».‏ (‏اع ١٥:‏٩‏)‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ يَشَاءُ ٱللّٰهُ أَنْ يُضَمَّ ٱلْيَهُودُ وَٱلْأُمَمِيُّونَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ بِصِفَتِهِمْ وَرَثَةً.‏ (‏رو ٨:‏١٧؛‏ اف ٢:‏١٧-‏١٩‏)‏ وَٱلنُّبُوَّاتُ ٱلْمُلْهَمَةُ لَمْ تُشِرْ إِطْلَاقًا أَنَّ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ أَنْ يَخْتَتِنُوا أَوْ يَتَهَوَّدُوا لِكَيْ يُصْبِحُوا وَرَثَةً لِلْمَلَكُوتِ.‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ مَاذَا ٱقْتَرَحَ يَعْقُوبُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا قَصَدَ يَعْقُوبُ حِينَ قَالَ:‏ «قَرَارِي هُوَ»؟‏

٧ بِنَاءً عَلَى هٰذِهِ ٱلْأَدِلَّةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْمُقْنِعَةِ ٱلَّتِي سَمِعَهَا يَعْقُوبُ،‏ تَابَعَ ٱلْحَدِيثَ مُقَدِّمًا ٱلتَّوْصِيَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «لِذٰلِكَ فَإِنَّ قَرَارِي هُوَ أَلَّا نُزْعِجَ ٱلرَّاجِعِينَ إِلَى ٱللّٰهِ مِنَ ٱلْأُمَمِ،‏ إِنَّمَا نَكْتُبُ إِلَيْهِمْ أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ رَجَاسَاتِ ٱلْأَصْنَامِ وَعَنِ ٱلْعَهَارَةِ وَٱلْمَخْنُوقِ وَٱلدَّمِ.‏ فَإِنَّ مُوسَى،‏ مُنْذُ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ لَهُ فِي مَدِينَةٍ بَعْدَ أُخْرَى مَنْ يَكْرِزُ بِهِ،‏ لِأَنَّهُ يُقْرَأُ بِصَوْتٍ عَالٍ فِي ٱلْمَجَامِعِ كُلَّ سَبْتٍ».‏ —‏ اع ١٥:‏١٩-‏٢١‏.‏

٨ فَلِمَ تَحَدَّثَ يَعْقُوبُ عَنْ ‹قَرَارِهِ›؟‏ هَلْ كَانَ يَفْرِضُ سُلْطَتَهُ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ،‏ رُبَّمَا بِصِفَتِهِ ٱلْمُتَرَئِّسَ عَلَى ٱلْجَلْسَةِ،‏ فَيَتَّخِذُ قَرَارًا ٱعْتِبَاطِيًّا؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏ فَٱلتَّعْبِيرُ ٱلْيُونَانِيُّ ٱلْمَنْقُولُ إِلَى «قَرَارِي هُوَ» يُمْكِنُ أَنْ يَعْنِيَ أَيْضًا «أَعْتَقِدُ» أَوْ «أَرْتَئِي».‏ فَهُوَ لَمْ يَكُنْ يَتَحَكَّمُ فِي أَفْرَادِ ٱلْهَيْئَةِ،‏ بَلْ يَعْرِضُ عَلَيْهِمْ إِجْرَاءً يُمْكِنُهُمُ ٱتِّخَاذُهُ بِنَاءً عَلَى ٱلْأَدِلَّةِ وَكَلِمَاتِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏

٩ مَا فَوَائِدُ ٱقْتِرَاحِ يَعْقُوبَ؟‏

٩ فَهَلْ قَدَّمَ يَعْقُوبُ بِٱلْفِعْلِ ٱقْتِرَاحًا نَافِعًا؟‏ لَا شَكَّ فِي ذٰلِكَ.‏ فَٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ تَبَنَّوْا هٰذَا ٱلِٱقْتِرَاحَ لَاحِقًا.‏ وَبِأَيَّةِ فَوَائِدَ؟‏ مِنْ نَاحِيَةٍ،‏ لَنْ ‹يُزْعِجَ› هٰذَا ٱلْإِجْرَاءُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ أَوْ «يُثَقِّلَ» عَلَيْهِمْ بِفَرْضِ مُتَطَلَّبَاتِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ (‏اع ١٥:‏١٩‏؛‏ ترجمة فاندايك‏)‏ وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ يَحْتَرِمُ هٰذَا ٱلْقَرَارُ ضَمَائِرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أُصُولٍ يَهُودِيَّةٍ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ «مُوسَى .‏ .‏ .‏ يُقْرَأُ بِصَوْتٍ عَالٍ فِي ٱلْمَجَامِعِ كُلَّ سَبْتٍ».‏ b (‏اع ١٥:‏٢١‏)‏ وَهٰكَذَا يُوَطِّدُ هٰذَا ٱلْخَطُّ ٱلْعَلَاقَةَ بَيْنَ كِلَا ٱلْفَرِيقَيْنِ.‏ وَٱلْأَهَمُّ أَنَّهُ يُرْضِي يَهْوَهَ ٱللّٰهَ إِذْ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِهِ ٱلتَّقَدُّمِيِّ.‏ فَيَا لَهَا مِنْ طَرِيقَةٍ رَائِعَةٍ لِبَتِّ قَضِيَّةٍ هَدَّدَتْ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَخَيْرَهَا!‏ وَيَا لَلْقُدْوَةِ ٱلَّتِي تُرِكَتْ لِجَمَاعَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ!‏

ألبرت شرودر خطيبا في محفل اممي عام ١٩٩٨

١٠ كَيْفَ تَتْبَعُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْعَصْرِيَّةُ ٱلنَّمُوذَجَ ٱلَّذِي وَضَعَتْهُ مَثِيلَتُهَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏

١٠ أَشَرْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ أَنَّ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ ٱلْعَصْرِيَّةَ تَلْجَأُ إِلَى يَهْوَهَ ٱلْمُتَسَلِّطِ ٱلْكَوْنِيِّ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ طَلَبًا لِلْإِرْشَادِ فِي كَافَّةِ ٱلْمَسَائِلِ،‏ شَأْنُهَا فِي ذٰلِكَ شَأْنُ مَثِيلَتِهَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ c (‏١ كو ١١:‏٣‏)‏ وَفِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ،‏ أَوْضَحَ ٱلْأَخُ أَلْبِرْت د.‏ شْرُودِرُ ٱلَّذِي خَدَمَ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ مُنْذُ ٱلْعَامِ ١٩٧٤ حَتَّى نِهَايَةِ مَسْلَكِهِ ٱلْأَرْضِيِّ فِي آذَارَ (‏مَارِس)‏ ٢٠٠٦:‏ «تَجْتَمِعُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ كُلَّ أَرْبِعَاءَ،‏ وَتَفْتَتِحُ ٱلِٱجْتِمَاعَ بِٱلصَّلَاةِ طَلَبًا لِإِرْشَادِ رُوحِ يَهْوَهَ.‏ وَهِيَ تَحْرِصُ أَشَدَّ ٱلْحِرْصِ أَنْ تَحُلَّ ٱلْقَضَايَا وَتَتَّخِذَ ٱلْقَرَارَاتِ كُلَّهَا بِمُقْتَضَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».‏ وَٱلْأَخُ مِلْتُون ج.‏ هِنْشِلُ ٱلَّذِي خَدَمَ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ وَأَنْهَى مَسْلَكَهُ ٱلْأَرْضِيَّ فِي آذَار (‏مَارِس)‏ ٢٠٠٣ طَرَحَ سُؤَالًا جَوْهَرِيًّا عَلَى خِرِّيجِي ٱلصَّفِّ ٱلْـ‍ ١٠١ مِنْ مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ سَأَلَ:‏ «هَلْ مِنْ هَيْئَةٍ أَوْ مُؤَسَّسَةٍ أُخْرَى يَرْتَكِنُ مَسْؤُولُوهَا إِلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةٍ؟‏».‏ فَمَا رَأْيُكَ،‏ هَلْ يَخْتَلِفُ ٱثْنَانِ عَلَى ٱلْجَوَابِ؟‏!‏

إِرْسَالُ «رَجُلَيْنِ مُخْتَارَيْنِ» (‏اعمال ١٥:‏٢٢-‏٢٩‏)‏

١١ كَيْفَ تَبَلَّغَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ قَرَارَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ؟‏

١١ لَقَدْ تَوَصَّلَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى قَرَارٍ بِٱلْإِجْمَاعِ حَوْلَ قَضِيَّةِ ٱلْخِتَانِ،‏ وَحَانَتِ ٱلْآنَ ٱلْخُطْوَةُ ٱلتَّالِيَةُ.‏ فَلَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْعَمَلُ بِٱتِّحَادٍ مَا لَمْ يُبَلَّغُوا ٱلْقَرَارَ بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ وَإِيجَابِيٍّ وَمُشَجِّعٍ.‏ وَمَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذٰلِكَ؟‏ «اِسْتَحْسَنَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ مَعَ ٱلْجَمَاعَةِ كُلِّهَا أَنْ يُرْسِلُوا مِنْهُمْ رَجُلَيْنِ مُخْتَارَيْنِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ مَعَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا،‏ وَهُمَا يَهُوذَا ٱلْمَدْعُوُّ بَرْسَابَا وَسِيلَا،‏ رَجُلَانِ مُتَقَدِّمَانِ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ».‏ كَمَا أَعَدُّوا رِسَالَةً لِيَحْمِلَهَا هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ فَتُقْرَأُ فِي كُلِّ جَمَاعَاتِ أَنْطَاكِيَةَ وَسُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَةَ.‏ —‏ اع ١٥:‏٢٢-‏٢٦‏.‏

١٢،‏ ١٣ أَيَّةُ فَوَائِدَ نَجَمَتْ عَنْ إِرْسَالِ (‏أ)‏ يَهُوذَا وَسِيلَا؟‏ (‏ب)‏ رِسَالَةٍ مِنَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ؟‏

١٢ كَانَ يَهُوذَا وَسِيلَا بِوَصْفِهِمَا ‹رَجُلَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ› مُؤَهَّلَيْنِ كَامِلًا لِتَمْثِيلِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ.‏ وَقُدُومُ وَفْدٍ مُؤَلَّفٍ مِنْ أَرْبَعَةِ رِجَالٍ أَظْهَرَ جَلِيًّا أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ لَمْ تَكُنْ مُجَرَّدَ رَدٍّ عَلَى ٱلِٱسْتِفْسَارِ ٱلْأَصْلِيِّ،‏ بَلْ إِرْشَادًا جَدِيدًا مِنَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ.‏ كَمَا أَنَّ وُجُودَ ‹ٱلرَّجُلَيْنِ ٱلْمُخْتَارَيْنِ› يَهُوذَا وَسِيلَا خَلَقَ رِبَاطًا مَتِينًا بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَهُودِيِّي ٱلْأَصْلِ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ فِي بَاقِي ٱلْجَمَاعَاتِ.‏ حَقًّا نَمَّ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَحَبَّةِ إِذْ رَوَّجَ دُونَ شَكٍّ ٱلسَّلَامَ وَٱلِٱنْسِجَامَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏

١٣ وَلَمْ تُقَدِّمِ ٱلرِّسَالَةُ إِرْشَادًا وَاضِحًا لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ فِي مَسْأَلَةِ ٱلْخِتَانِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ تَنَاوَلَتْ أَيْضًا مَا يَتَطَلَّبُهُ نَيْلُ رِضَى يَهْوَهَ وَبَرَكَتِهِ.‏ فَقَدْ جَاءَ فِي أَهَمِّ أَجْزَائِهَا:‏ «قَدِ ٱسْتَحْسَنَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَنَحْنُ أَلَّا نَزِيدَ عَلَيْكُمْ عِبْئًا أَكْثَرَ،‏ غَيْرَ هٰذِهِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلَّتِي لَا بُدَّ مِنْهَا،‏ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَلَى ٱلدَّوَامِ عَمَّا ذُبِحَ لِلْأَصْنَامِ وَعَنِ ٱلدَّمِ وَٱلْمَخْنُوقِ وَٱلْعَهَارَةِ.‏ إِذَا حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَسَتُفْلِحُونَ.‏ كُونُوا مُعَافَيْنَ!‏».‏ —‏ اع ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

١٤ مَا سِرُّ وَحْدَةِ شَعْبِ يَهْوَهَ وَسْطَ عَالَمٍ تَغْزُوهُ ٱلِٱنْقِسَامَاتُ؟‏

١٤ فِي زَمَنِنَا هٰذَا،‏ تَسُودُ ٱلْوَحْدَةُ فِي ٱلْمُعْتَقَدَاتِ وَٱلسُّلُوكِ بَيْنَ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلَّذِينَ يُقَارِبُ عَدَدُهُمْ ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٨ نَاشِرٍ مُوَزَّعِينَ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠‏,١٠٠ جَمَاعَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ فَمَا سِرُّ هٰذِهِ ٱلْوَحْدَةِ وَسْطَ عَالَمٍ تَغْزُوهُ ٱلِٱضْطِرَابَاتُ وَٱلِٱنْقِسَامَاتُ؟‏ يَرْجِعُ ٱلْفَضْلُ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى إِلَى ٱلْإِرْشَادِ ٱلْوَاضِحِ وَٱلْفَعَّالِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ مِنْ خِلَالِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ».‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ كَمَا تَنْجُمُ ٱلْوَحْدَةُ أَيْضًا عَنْ تَعَاوُنِ ٱلْإِخْوَةِ طَوْعًا أَيْنَمَا كَانُوا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ مَعَ إِرْشَادِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ.‏

‏«فَرِحُوا بِٱلتَّشْجِيعِ» (‏اعمال ١٥:‏٣٠-‏٣٥‏)‏

١٥،‏ ١٦ إِلَامَ آلَتْ قَضِيَّةُ ٱلْخِتَانِ،‏ وَمَاذَا أَدَّى إِلَى هٰذِهِ ٱلنِّهَايَةِ؟‏

١٥ حِينَ وَصَلَ وَفْدُ ٱلْإِخْوَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ،‏ «جَمَعُوا ٱلْجُمْهُورَ وَأَعْطَوْهُمُ ٱلرِّسَالَةَ».‏ وَهَلْ تَجَاوَبَ ٱلْإِخْوَةُ مَعَ إِرْشَادِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ؟‏ نَقْرَأُ:‏ «لَمَّا قَرَأُوهَا [ٱلرِّسَالَةَ] فَرِحُوا بِٱلتَّشْجِيعِ».‏ (‏اع ١٥:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ وَتُخْبِرُنَا ٱلرِّوَايَةُ أَيْضًا أَنَّ يَهُوذَا وَسِيلَا «شَجَّعَا ٱلْإِخْوَةَ بِكَلَامٍ كَثِيرٍ وَقَوَّيَاهُمْ».‏ وَهٰكَذَا،‏ كَانَا هُمَا أَيْضًا «نَبِيَّيْنِ» تَمَامًا كَبَرْنَابَا وَبُولُسَ وَغَيْرِهِمَا.‏ فَقَدْ أُطْلِقَ هٰذَا ٱللَّقَبُ عَلَى مَنْ أَعْلَنَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ وَعَرَّفَ ٱلنَّاسَ بِهَا.‏ —‏ اع ١٣:‏١؛‏ ١٥:‏٣٢؛‏ خر ٧:‏١،‏ ٢‏.‏

١٦ لَقَدْ آلَتِ ٱلْأُمُورُ إِلَى نِهَايَةٍ سَعِيدَةٍ.‏ وَمَا مِفْتَاحُ هٰذَا ٱلنَّجَاحِ؟‏ إِنَّهُ بِلَا رَيْبٍ ٱلْإِرْشَادُ ٱلْوَاضِحُ ٱلَّذِي قَدَّمَتْهُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ بِنَاءً عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَتَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ ٱلْأُسْلُوبَ ٱلْحُبِّيَّ ٱلَّذِي ٱعْتُمِدَ فِي إِبْلَاغِ ٱلْجَمَاعَاتِ بِٱلْقَرَارِ.‏ وَلَا شَكَّ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ كُلَّ ٱلْجُهُودِ ٱلْمَبْذُولَةِ لِبَتِّ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ.‏

١٧ مَا أَوْجُهُ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ ٱلْعَمَلِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ وَخِدْمَةِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ ٱلْيَوْمَ؟‏

١٧ وَفِي أَيَّامِنَا،‏ تَسِيرُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ عَلَى دَرْبِ مَثِيلَتِهَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ فَتُقَدِّمُ ٱلْإِرْشَادَ فِي حِينِهِ لِمَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْعَالَمِيِّ.‏ وَعِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ،‏ تُبَلَّغُ ٱلْجَمَاعَاتُ بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ وَمُبَاشِرٍ.‏ كَيْفَ؟‏ إِحْدَى ٱلْوَسَائِلِ هِيَ زِيَارَاتُ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ.‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمُتَفَانُونَ يَزُورُونَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْوَاحِدَةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى مُقَدِّمِينَ ٱلْإِرْشَادَ ٱلْوَاضِحَ وَٱلتَّشْجِيعَ ٱلْحُبِّيَّ.‏ وَعَلَى غِرَارِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا،‏ يَقْضُونَ وَقْتًا طَوِيلًا ‹يُعَلِّمُونَ وَيُبَشِّرُونَ بِكَلِمَةِ يَهْوَهَ مَعَ آخَرِينَ كَثِيرِينَ›.‏ (‏اع ١٥:‏٣٥‏)‏ وَهُمْ يَتَمَثَّلُونَ بِيَهُوذَا وَسِيلَا أَيْضًا إِذْ ‹يُشَجِّعُونَ ٱلْإِخْوَةَ بِكَلَامٍ كَثِيرٍ وَيُقَوُّونَهُمْ›.‏

١٨ كَيْفَ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ أَلَّا يَخْسَرَ بَرَكَتَهُ؟‏

١٨ وَمَاذَا عَنِ ٱلْجَمَاعَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ؟‏ مَاذَا يَحْفَظُ ٱلسَّلَامَ وَٱلِٱنْسِجَامَ بَيْنَ أَعْضَائِهَا وَسْطَ عَالَمٍ يُرَوِّجُ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ؟‏ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلتِّلْمِيذَ يَعْقُوبَ نَفْسَهُ كَتَبَ لَاحِقًا:‏ «أَمَّا ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ،‏ ثُمَّ مُسَالِمَةٌ،‏ مُتَعَقِّلَةٌ،‏ مُسْتَعِدَّةٌ لِلطَّاعَةِ .‏ .‏ .‏ وَثَمَرُ ٱلْبِرِّ يُزْرَعُ فِي ٱلسَّلَامِ لِصَانِعِي ٱلسَّلَامِ».‏ (‏يع ٣:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ تُرَى هَلْ كَتَبَ يَعْقُوبُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ وَفِي بَالِهِ ٱلِٱجْتِمَاعُ فِي أُورُشَلِيمَ؟‏ لَا نَعْرِفُ ٱلْجَوَابَ عَلَى وَجْهِ ٱلْيَقِينِ.‏ لٰكِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْإِصْحَاحِ ١٥ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنْ لَا سَبِيلَ إِلَى نَيْلِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ إِلَّا بِٱلْوَحْدَةِ وَٱلتَّعَاوُنِ.‏

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ مَا ٱلدَّلِيلُ أَنَّ جَمَاعَةَ أَنْطَاكِيَةَ نَعِمَتْ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ؟‏ (‏ب)‏ لِأَيِّ عَمَلٍ تَفَرَّغَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا ٱلْآنَ؟‏

١٩ خِتَامًا،‏ نَعِمَتْ جَمَاعَةُ أَنْطَاكِيَةَ دُونَ شَكٍّ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ.‏ فَعِوَضَ مُجَادَلَةِ ٱلْوَفْدِ مِنْ أُورُشَلِيمَ،‏ أَعَزَّ ٱلْإِخْوَةُ هُنَاكَ زِيَارَةَ يَهُوذَا وَسِيلَا وَلَمْ يُطْلِقُوهُمَا إِلَّا «بَعْدَ أَنْ قَضَيَا زَمَانًا».‏ d (‏اع ١٥:‏٣٣‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ فِي أُورُشَلِيمَ فَرِحُوا هُمْ أَيْضًا حِينَ سَمِعُوا تَقْرِيرَهُمَا عَنِ ٱلرِّحْلَةِ.‏ فَبِفَضْلِ نِعْمَةِ يَهْوَهَ،‏ أَنْجَزَا مُهِمَّتَهُمَا بِنَجَاحٍ.‏

٢٠ وَٱلْآنَ بَاتَ بِإِمْكَانِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا ٱللَّذَيْنِ مَكَثَا فِي أَنْطَاكِيَةَ أَنْ يُرَكِّزَا جُهُودَهُمَا عَلَى تَوَلِّي ٱلْقِيَادَةِ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ مَرَّةً جَدِيدَةً،‏ أَلَا يُذَكِّرُنَا عَمَلُهُمَا بِزِيَارَاتِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ لِلْجَمَاعَاتِ؟‏ حَقًّا،‏ إِنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ بَرَكَةٌ قَيِّمَةٌ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ!‏ (‏اع ١٣:‏٢،‏ ٣‏)‏ وَفِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي،‏ سَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ تَالِيًا بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَبَارَكَهُمَا.‏

اخوة يستفيدون من التدابير الروحية التي تقدمها الهيئة الحاكمة وممثليها

a اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ يَعْقُوبُ ‹أَخُو ٱلرَّبِّ›‏‏».‏

b أَشَارَ يَعْقُوبُ عَنْ حِكْمَةٍ إِلَى كِتَابَاتِ مُوسَى.‏ فَهٰذِهِ ٱلْكِتَابَاتُ لَمْ تَضُمَّ ٱلشَّرِيعَةَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ رَوَتْ أَيْضًا عَنْ تَعَامُلَاتِ ٱللّٰهِ مَعَ ٱلْبَشَرِ وَكَشَفَتْ عَنْ مَشِيئَتِهِ حَتَّى قَبْلَمَا كَانَتِ ٱلشَّرِيعَةُ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ إِنَّ نَظْرَةَ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلدَّمِ وَٱلزِّنَى وَٱلصَّنَمِيَّةِ وَاضِحَةٌ تَمَامَ ٱلْوُضُوحِ فِي سِفْرِ ٱلتَّكْوِينِ.‏ (‏تك ٩:‏٣،‏ ٤؛‏ ٢٠:‏٢-‏٩؛‏ ٣٥:‏٢،‏ ٤‏)‏ وَهٰكَذَا كَشَفَ يَهْوَهُ مَبَادِئَ تَسْرِي عَلَى ٱلْبَشَرِ جَمِيعًا،‏ يَهُودًا كَانُوا أَمْ أُمَمِيِّينَ.‏

d فِي ٱلْعَدَدِ ٣٤،‏ تُضِيفُ بَعْضُ تَرْجَمَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَلِمَاتٍ مُفَادُهَا أَنَّ سِيلَا ٱخْتَارَ ٱلْبَقَاءَ فِي أَنْطَاكِيَةَ.‏ (‏اُنْظُرْ مَثَلًا تَرْجَمَةُ فَانْدَايْك وَ اَلتَّرْجَمَةُ ٱلْيَسُوعِيَّةُ.‏‏)‏ غَيْرَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ زِيدَتْ لَاحِقًا كَمَا يَظْهَرُ عَلَى ٱلنَّصِّ ٱلْأَصْلِيِّ.‏