الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اسئلة يطرحها الوالدون

اسئلة يطرحها الوالدون

الملحق

اسئلة يطرحها الوالدون

‏«كيف اشجِّع ابني او ابنتي ان يفتحا قلبهما لي؟‏»‏

‏«هل احدِّد لهما وقت العودة الى البيت؟‏»‏

‏«كيف اساعد ابنتي كي لا تكون مهووسة بالريجيم؟‏»‏

ان الاسئلة المطروحة اعلاه ليست سوى عيِّنة من ١٧ سؤالا يُجيب عنها هذا الملحق.‏ كما تُلاحظون،‏ يُقسم الملحق الى ستة اقسام.‏ وفي كل قسم،‏ يُشار الى فصول من كتاب اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح الجزءين ١ و ٢.‏

نشجِّعك ان تقرأ هذا الملحق وتناقشه مع رفيق زواجك إن امكن.‏ ثم طبِّق النصائح الواردة فيه لتساعد اولادك.‏ والاجوبة التي ستجدها هي الاجوبة الصحيحة.‏ فهي ليست مؤسسة على حكمة البشر بل على كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس،‏ المعصومة من الخطإ.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

٢٩٠  التواصل

٢٩٧  القواعد

٣٠٢  الاستقلالية

٣٠٧  الجنس والحب

٣١١  المشاعر

٣١٥  الروحيات

 التواصل

هل يتأثر اولادي اذا كنت اتشاجر دائما مع رفيق زواجي او معهم؟‏

لا يخلو اي زواج من الخلافات.‏ مع ذلك،‏ انت مَن تختار كيف تحلُّها.‏ والاولاد يتأثرون كثيرا بخناقات الاهل.‏ فإذا تزوجوا مثلا،‏ فسيتمثلون بك على الارجح في زواجهم.‏ لذا حين تنشأ الخلافات،‏ استغل الفرصة لتعلِّمهم كيف يحلُّونها بطريقة مناسبة.‏ جرِّب الاقتراحات التالية:‏

أصغِ.‏ يوصي الكتاب المقدس كلًّا منا ان يكون «سريعا في الاستماع،‏ بطيئا في التكلم،‏ بطيئا في السخط».‏ (‏يعقوب ١:‏١٩‏)‏ فلا تصبَّ الزيت على النار و ‹تبادل السوء بالسوء›.‏ (‏روما ١٢:‏١٧‏)‏ ولو بدا ان رفيق زواجك لا يريد ان يُصغي اليك،‏ فأصغِ انت اليه.‏

حاوِل ان تشرح الوضع بدل ان تنتقد.‏ أخبِر رفيق زواجك بهدوء كيف يؤثر سلوكه فيك.‏ (‏«أنزعجُ حين تقول لي كذا وكذا».‏)‏ ولا تسمح لنفسك ان تتهمه او تنتقده.‏ (‏«انا لا اساوي شيئا في نظرك».‏ «انت لا تسمعني ابدا».‏)‏

أجِّل النقاش.‏ من الافضل احيانا ان تسكت وتؤجل النقاش الى ان تهدأ اعصابكما.‏ فالكتاب المقدس يقول:‏ «بدء النزاع كتفجُّر المياه.‏ فانصرِف قبل انفجار الخصومة».‏ —‏ امثال ١٧:‏١٤‏.‏

اعتذِر الى رفيق زواجك وإلى اولادك اذا لزم الامر.‏ تقول بريان (‏١٤ سنة)‏:‏ «احيانا بعد ان يتخانق ابي وأمي يعتذران الينا انا وأخي الاكبر لأنهما يعرفان ان هذا يُضايقنا».‏ وبالفعل،‏ ان احد افضل الدروس التي تعلِّمها لولدك هو ان يقول بتواضع:‏ «انا آسف».‏

وما العمل اذا كنت تتخانق مع اولادك؟‏ اسأل نفسك:‏ ‹هل أصبُّ الزيت على النار دون ان اقصد؟‏›.‏ فكِّر مثلا في السيناريو المذكور في الصفحة ١٥ في بداية الفصل ٢ من هذا الجزء.‏ برأيك،‏ كيف ساهمت الام في اشعال الخلاف مع ابنتها؟‏ كيف تتجنب انت الخناقات مع اولادك؟‏ اليك بعض الاقتراحات:‏

● لا تُطلِق احكاما عامة مثل «انت دائما كذا وكذا» او «انت لا تفعل كذا وكذا ابدا».‏ فعبارات كهذه تدفع الطرف الآخر ان يتخذ موقفا دفاعيا.‏ وهي على الارجح تضخيم للواقع،‏ وولدك يعرف ذلك.‏ وقد يعرف ايضا انك تقول ما تقول بسبب الغضب،‏ وليس بسبب عدم احساسه هو بالمسؤولية.‏

● بدل ان تستعمل عبارات جازمة تبدأ بـ‍ «انت»،‏ جرِّب ان تُخبر ولدك كيف تؤثر تصرفاته فيك.‏ قل له مثلا:‏ «عندما تعمل هذا الامر اشعر بكذا وكذا».‏ وقد تتفاجأ حين تعرف ان ولدك المراهق يهتم بمشاعرك.‏ فإذا اخبرته ماذا تشعر،‏ يزيد الاحتمال ان تكسبه في صفِّك.‏ *

● انتظِر حتى تهدأ اعصابك لتحلَّ المشكلة مهما كان ذلك صعبا عليك.‏ (‏امثال ٢٩:‏٢٢‏)‏ ناقِش المشكلة مع ولدك بصراحة.‏ مثلا،‏ اذا كنتما تتخانقان لأنه لا يرتِّب سريره او يوضِّب اغراضه،‏ فاكتب له بالتحديد ماذا يجب ان يفعل.‏ وإن لزم الامر،‏ فأخبره عن العواقب في حال لم يلتزم بقرارك.‏ كن صبورا واسمع له ولو كان رأيه خاطئا في نظرك.‏ فمعظم المراهقين يتجاوبون اكثر مع مَن يصغي اليهم،‏ لا مَن يعظهم.‏

● قبل ان تتسرع وتستنتج ان ولدك متمرد،‏ تذكَّر ان الكثير من تصرفاته طبيعي وجزء من نموه.‏ فقد يجادلك حول موضوع ما فقط ليبرهن انه لم يعد صغيرا.‏ لذا لا تنجرَّ معه الى الخناقات.‏ ولا تنسَ ان طريقة تجاوبك عندما تُستفَز تُعلِّمه درسا.‏ فارسم له مثالا في الصبر وطول الاناة.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

انظر الفصل ٢ من الجزء ١‏،‏ والفصل ٢٤ من الجزء ٢

هل أُخبر اولادي كل شيء عن ماضيَّ؟‏

لنفرض انك تتعشى مع عائلتك وبعض الاصدقاء.‏ وخلال الحديث،‏ يذكر احد اصدقائك شخصا كنت على علاقة به قبل ان تلتقي برفيق زواجك.‏ فتتفاجأ ابنتك حتى تكاد الشوكة تقع من يدها،‏ وتشهق وتقول:‏ «هل أحببت احدا غير امي؟‏!‏».‏ انت لم تتحدث معها بهذا الموضوع ولا مرة من قبل،‏ لكنها الآن تريد ان تعرف ماذا حصل.‏ فماذا ستفعل؟‏

من الافضل عادةً ان تستمع الى اسئلة ولدك برحابة صدر.‏ فالوقت الذي فيه يطرح الاسئلة عليك ويستمع الى اجوبتك هو في الواقع وقت تتواصلان فيه معا.‏ ولا شك ان هذا ما يتمناه معظم الوالدين.‏

ولكن هل يجب ان تُخبره كل شيء عن ماضيك؟‏ قد تفضِّل ان لا تُخبره بأمور محرجة حصلت معك،‏ وهذا طبيعي.‏ مع ذلك،‏ من المفيد ان تُخبره عندما يكون الوقت مناسبا عن بعض المشاكل التي واجهتها.‏

فكِّر مثلا بالرسول بولس.‏ فمرة من المرات قال عن نفسه:‏ «حينما اريد ان افعل ما هو صواب،‏ يكون ما هو رديء حاضرا عندي .‏ .‏ .‏ يا لي من انسان بائس!‏».‏ (‏روما ٧:‏٢١-‏٢٤‏)‏ ويهوه اللّٰه اوحى بأن تُسجَّل هذه الكلمات وتُحفَظ في الكتاب المقدس لنستفيد نحن منها.‏ وبالفعل،‏ مَن منا لا يشعر ان كلمات بولس الصريحة هذه تعبِّر عن حالته؟‏!‏

بشكل مماثل،‏ اذا اخبرت اولادك عن القرارات الجيدة التي اخذتها وكذلك عن اغلاطك،‏ فسيشعرون انك تفهم ما يمرُّون به.‏ صحيح ان ايامك غير ايامهم،‏ لكن مهما تغيَّر الزمن،‏ فلا الطبيعة البشرية تتغير ولا مبادئ الاسفار المقدسة.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٤٤‏)‏ لذلك حين تخبرهم عن المشاكل التي واجهتها وكيف حللتها،‏ تساعدهم ان يتعلموا كيف يحلُّون مشاكلهم.‏ يقول شاب اسمه كاميرون:‏ «عندما تكتشف ان والدَيك واجها مشاكل مثل مشاكلك،‏ لا يعودان في نظرك من العصر الحجري».‏ ويضيف:‏ «تصير حين تواجه مشكلة،‏ تتساءل هل مرَّ اهلك بهذه المشكلة ايضا».‏

نصيحة:‏ لا تُنهِ قصصك دائما بموعظة.‏ حتى عندما تخاف ان يتوصل ولدك الى استنتاج خاطئ او يتحجج بأغلاطك ليبرِّر نفسه،‏ لا تُنهِ الحديث بذكر الدرس الذي تريد ان يتعلمه ابنك.‏ (‏«لهذا السبب لا يلزم ابدا ان تفعل كذا وكذا».‏)‏ بدل ذلك،‏ أخبِره باختصار كيف تشعر انت.‏ (‏«ولكن يا ليتني لم افعل ما فعلت لأنني الآن كذا وكذا».‏)‏ وهكذا يتعلم ولدك درسا مهمًّا من تجربتك دون ان يشعر انك تلقي عليه موعظة.‏ —‏ افسس ٦:‏٤‏.‏

انظر الفصل ١ من الجزء ١

كيف اشجِّع ولدي ان يفتح قلبه لي؟‏

عندما كان اولادك صغارا،‏ كانوا على الارجح يخبرونك بكل شيء.‏ فإذا سألتهم سؤالا،‏ جاوبوك دون تردد.‏ وفي اغلب الاحيان حتى إن لم تسأل كانوا يخبرونك بكل شاردة وواردة.‏ اما الآن بعدما اصبحوا مراهقين فأنت تحاول كثيرا ان تشجعهم ليفتحوا قلبهم لك،‏ ولكن لا حياة لمَن تُنادي.‏ فتتساءل:‏ ‹لمَ يخبرون رفاقهم بما يحصل معهم اما انا فلا يخبرونني شيئا؟‏!‏›.‏

بدايةً،‏ لا تستنتج ان سكوت اولادك يعني انهم يرفضونك او لا يريدون ان تتدخل في حياتهم.‏ بل هم في الواقع بحاجة اليك الآن اكثر من اي وقت.‏ وإليك خبرا سارا:‏ تكشف الدراسات ان اغلبية المراهقين لا يزالون يقدِّرون نصائح والديهم اكثر من نصائح رفاقهم او الاعلام.‏

اذًا لمَ لا يحب اولادك ابدا ان يخبروك بما يفكِّرون؟‏ اقرأ ما قاله بعض الشباب عن هذا الموضوع،‏ ثم اسأل نفسك الاسئلة التالية وافتح الآيات المشار اليها.‏

‏«أستصعب ان اتكلم مع ابي لأن مشاغله لا تنتهي في العمل وفي الجماعة.‏ فليس هناك كما يبدو وقت مناسب كي اتكلم معه».‏ —‏ اندرو.‏

‏‹هل أُوحي،‏ ولو عن غير قصد،‏ انني مشغول جدا ولا وقت لدي لأتكلم مع اولادي؟‏ في هذه الحال،‏ ماذا سأفعل لأغيِّر الصورة وأشجعهم ان يتكلموا معي؟‏ ومتى استطيع ان اخصص لهم وقتا ثابتا لنتكلم معا؟‏›.‏ —‏ تثنية ٦:‏٧‏.‏

‏«اخبرتُ امي وأنا ابكي كثيرا عن خناقة حصلت معي في المدرسة.‏ توقعت ان تهدِّئني،‏ لكنها بدل ذلك قست عليَّ بالكلام.‏ ومنذ ذلك الوقت،‏ لم اعد أحكي معها عن اي شيء مهم».‏ —‏ كينجي.‏

‏‹ماذا يكون رد فعلي عندما يُخبرني اولادي عن مشكلة يواجهونها؟‏ حتى لو كان من الضروري ان اؤدبهم،‏ فهل أُصغي اليهم قبلا وأُحسُّ معهم؟‏›.‏ —‏ يعقوب ١:‏١٩‏.‏

‏«كل مرة يعد فيها الاهل اولادهم انهم سيُكلِّمونهم بهدوء دون ان يغضبوا،‏ لا يفون بوعدهم ويغضبون.‏ فيُحسُّ الاولاد ان اهلهم غشُّوهم».‏ —‏ رايتشل.‏

‏‹كيف اضبط ردة فعلي اذا اخبرني ولدي امرا يُغضبني؟‏›.‏ —‏ امثال ١٠:‏١٩‏.‏

‏«مرات كثيرة فتحت قلبي لأمي وأخبرتها مواضيع خاصة،‏ فراحت فورا وأخبرت صاحباتها.‏ بسبب ذلك،‏ لم اعد اثق بها لفترة طويلة».‏ —‏ شانتل.‏

‏‹هل احترم مشاعر ولدي ولا اذيع مواضيعه الخاصة التي وثق بي وأخبرني اياها؟‏›.‏ —‏ امثال ٢٥:‏٩‏.‏

‏«عندي مواضيع كثيرة اريد ان أحكي عنها مع والديَّ،‏ لكنني احتاج ان يساعداني كي اقوِّي قلبي وأبدأ بالكلام».‏ —‏ كورتني.‏

‏‹لمَ لا ابدأ انا بالحديث مع ولدي؟‏ اي وقت هو الانسب؟‏›.‏ —‏ جامعة ٣:‏٧‏.‏

تأكد انك ستربح الكثير والكثير اذا عرفت كيف تتواصل مع اولادك.‏ تأمل في ما حصل مع شابة يابانية عمرها ١٧ سنة اسمها دجونكو.‏ تقول:‏ «مرة من المرات قلت لأمي اني ارتاح مع رفاقي في المدرسة اكثر من الاخوان في الجماعة.‏ فوجدت في اليوم التالي رسالة منها على الطاولة عندي اخبرتني فيها انها هي ايضا لم يكن عندها رفقة من الاخوان.‏ وذكَّرَتني بأشخاص من الكتاب المقدس خدموا اللّٰه حتى عندما كانوا وحدهم ولم يكن معهم احد.‏ وشجَّعتني ايضا لأني احاول ان اربح اصدقاء جيدين.‏ لقد تفاجأت حين عرفت اني لست الوحيدة التي عندها هذه المشكلة.‏ حتى اني بكيت عندما عرفت ان امي كانت مثلي.‏ وما قالته شجَّعني كثيرا وقوَّاني لأفعل ما هو صح».‏

يُبيِّن لنا ما حصل مع دجونكو ان المراهقين عموما يفتحون قلبهم لوالديهم عندما يَطمئنون انهم لن يستخفوا بأفكارهم ومشاعرهم او ينتقدوها.‏ ولكن ما العمل اذا تكلَّم معك ولدك وهو مزعوج او غاضب؟‏ جرِّب ان لا تردَّ عليه بنفس الطريقة.‏ (‏روما ١٢:‏٢١؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢٣‏)‏ بل علِّمه من خلال ردة فعلك كيف يجب ان يتصرف وماذا يقول،‏ مهما كان ذلك صعبا.‏

ولا تنسَ ان المراهقة مرحلة انتقالية بين الطفولة والرشد.‏ وقد لاحظ الخبراء ان المراهقين يكونون في هذه المرحلة عادةً متقلبين،‏ اذ يتصرفون احيانا كالراشدين وفي احيان اخرى كالاطفال.‏ فماذا تفعل اذا لاحظت ان هذا هو حال ولدك؟‏ ما العمل اذا كان يتصرف مثل الاطفال؟‏

اضبط نفسك ولا تنزل عليه بالانتقادات او تتخانق معه كالاولاد الصغار.‏ بل تكلَّم معه كما لو انك تتكلم مع راشد.‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ مثلا،‏ اذا اظهر ولدك جانبه الطفولي وقال لك:‏ «لمَ دائما تنقُّ عليَّ؟‏»،‏ فربما تنجرُّ ان تجيبه بغضب.‏ لكنك بهذه الطريقة تفقد السيطرة على الحديث فيتحول الى خناقة.‏ بدل ذلك قل له:‏ «اشعر انك متضايق كثيرا الآن.‏ ما رأيك ان نناقش هذا الموضوع عندما تهدأ؟‏».‏ وهكذا تسيطر على الوضع وتمهِّد لمناقشة،‏ لا لخناقة.‏

انظر الفصلين ١ و ٢ من الجزء ١

 القواعد

هل احدِّد لابني او ابنتي وقت العودة الى البيت؟‏

تخيَّل الوضع التالي:‏ من المفروض ان يرجع ابنك الى البيت منذ نصف ساعة،‏ لكنه لم يأتِ بعد.‏ ولكن الآن تسمع الباب يُفتح،‏ فتقول في نفسك:‏ ‹هو يتمنى ان اكون نائما الآن›.‏ نائم؟‏ وهل هذا معقول؟‏!‏ فأنت مُتمَسمر امام الباب منذ حان وقت عودته.‏ وها هو الآن يصل،‏ فتتلاقى عيونكما.‏ فماذا ستقول؟‏ وماذا ستفعل؟‏

هناك اكثر من احتمال.‏ يمكنك ان تتجاهل الموضوع وتقول لنفسك:‏ ‹الولد ولد›.‏ او يمكنك ان تأخذ قرارا مختلفا تماما وتقول له:‏ «هذه آخر مرة تسهر فيها خارج البيت».‏ ولكن بدل ان تتهور هكذا،‏ أصغِ اليه اولا.‏ فربما عنده سبب مقنع لما حصل.‏ ثم استغلَّ هذه الحادثة لتعلِّمه درسا مهمًّا.‏ كيف؟‏

اقتراح:‏ قُل لولدك انك ستناقش معه الموضوع في اليوم التالي.‏ ثم اختر وقتا مناسبا لتجلسا معا وتتكلَّما في الموضوع.‏ وقد جرَّب بعض الوالدين ما يلي:‏ اذا لم يلتزم ابنهم او ابنتهم بوقت العودة،‏ يقدِّمون الموعد نصف ساعة في المرة الثانية.‏ اما اذا كان ولدك يأتي دائما في الوقت المحدَّد وأثبت انه يستاهل ثقتك،‏ فيمكنك ان تعطيه المزيد من الحرية،‏ ضمن حدود طبعا.‏ وربما تؤخِّر احيانا موعد العودة الى البيت.‏ ولكن من المهم ان يعرف ولدك ما وقت العودة الى البيت وما العواقب التي ستفرضها اذا لم يحترمه.‏ وفي هذه الحالة،‏ عليك بالطبع ان تنفِّذ العقاب الذي حدَّدته.‏

ولكن تذكَّر ان الكتاب المقدس يقول:‏ «ليُعرَف تعقُّلكم عند جميع الناس».‏ (‏فيلبي ٤:‏٥‏)‏ لذلك قبل ان تحدِّد وقت العودة،‏ من المناسب ان تناقش الموضوع مع ولدك وتسمح له ان يقترح وقتا يراه مناسبا وأن يذكر الاسباب.‏ خذ رأيه بعين الاعتبار.‏ وإذا برهن انه يتحمل المسؤولية،‏ يمكنك ان تفعل ما يريده اذا كان منطقيا.‏

تلعب الدقة في المواعيد دورا مهما في الحياة اليومية.‏ لذلك اذا حدَّدت موعد العودة الى البيت،‏ تساعد ولدك ان يتحاشى المشاكل وينمِّي عادة تنفعه كل حياته.‏ —‏ امثال ٢٢:‏٦‏.‏

انظر الفصل ٣ من الجزء ١ والفصل ٢٢ من الجزء ٢‏.‏

كيف احل خلافاتي مع اولادي حول اللباس؟‏

فكِّر في السيناريو على الصفحة ٧٧ من هذا الجزء وتخيَّل انك والد هيذر.‏ ما إن ترى ثيابها حتى تُصعق.‏ فهي تُظهر من جسمها اكثر مما تغطي.‏ فتقول لها في الحال:‏ «اذهبي الى غرفتك وغيِّري ثيابك،‏ وإلا فلن تخرجي من البيت‏»‏‏.‏  على الارجح ستسمع ابنتك كلمتك.‏ فلا خيار آخر امامها.‏ ولكن كيف تعلِّمها ان تغيِّر تفكيرها،‏ لا ثيابها فقط؟‏

● اولا،‏ تذكَّر ما يلي:‏ لا بد ان عواقب اللباس الفاضح تهمُّ ولدك المراهق مثلما تهمك انت،‏ هذا اذا لم نقل اكثر.‏ فهو،‏ في اعماقه،‏ لا يريد ان يبدو مسخرة او يترك انطباعا خاطئا بلباسه.‏ لذا فسِّر له لماذا لا تزيد الثياب الفاضحة من جاذبيته،‏ واقترح ثيابا بديلة.‏ *

● ثانيا،‏ كن مرنا.‏ اسأل نفسك:‏ ‹هل يتعارض لباس ابني او ابنتي مع مبادئ الكتاب المقدس،‏ ام انه ليس على ذوقي فقط؟‏›.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٢٤؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وإذا كانت المسألة مسألة ذوق ليس اكثر،‏ فهل يمكنك ان تغضَّ النظر وتدع ابنك او ابنتك يلبسان ما يريدان؟‏

● ثالثا،‏ لا تُخبر ولدك بما هو غير مقبول فقط.‏ بل ساعده ان يجد ثيابا لائقة.‏ استعمل الاسئلة في الصفحتين ٨٢ و ٨٣ من هذا الجزء حين تناقش الموضوع معه.‏ فهذا امر يستاهل الوقت والجهد.‏

انظر الفصل ١١ من الجزء ١

هل اسمح لولدي ان يلعب بالالعاب الالكترونية؟‏

لقد تغيَّرت الالعاب الالكترونية كثيرا منذ كنتَ في سن المراهقة.‏ فكيف يمكنك ان تساعد ابنك او ابنتك ليريا المخاطر المحتملة ويتجنباها؟‏

لن تستفيد شيئا اذا حكمت على الالعاب الالكترونية كلها بأنها سيئة ومضيعة للوقت.‏ أبقِ في بالك ان هذه الالعاب ليست كلها مؤذية.‏ مع ذلك،‏ قد تجعل الشخص يُدمن عليها.‏ لذلك فكِّر في كمية الوقت التي يُمضيها ولدك وهو يلعب بها.‏ وحدِّد نوع الالعاب الذي يحبه اكثر من غيره.‏ ويمكنك ايضا ان تسأله هذه الاسئلة:‏

● اي لعبة يحبها رفاقك في المدرسة اكثر من غيرها؟‏

● ما هي هذه اللعبة؟‏

● لماذا برأيك يحبونها الى هذه الدرجة؟‏

قد تكتشف ان ولدك يعرف عن الالعاب الالكترونية اكثر بكثير مما كنت تظن.‏ وربما تكتشف ايضا انه يلعب بألعاب غير مقبولة في نظرك.‏ في هذه الحالة لا تنفعل،‏ بل استغل الفرصة لتساعده ان ينمِّي قوى ادراكه.‏ —‏ عبرانيين ٥:‏١٤‏.‏

اطرح اسئلة تساعده ان يميِّز لماذا يحب هذا النوع السيئ من الالعاب.‏ مثلا،‏ يمكنك ان تسأله:‏

● هل تشعر انك محروم عندما ترى رفاقك يلعبون هذه اللعبة وأنت لا تلعب بها؟‏

قد يلعب بعض الشباب لعبة معيَّنة فقط ليجدوا موضوعا يتحدثون به مع رفاقهم.‏ فإذا كانت هذه هي حالة ولدك،‏ فلا تعالج الوضع بنفس الطريقة كما لو كان يحب العابا عنيفة او دموية،‏ او العابا تتضمن تلميحات جنسية.‏ —‏ كولوسي ٤:‏٦‏.‏

ولكن ما العمل اذا كان ولدك يحب الاشياء الخاطئة في لعبة ما؟‏ بعض المراهقين يؤكِّدون ان المشاهد الدموية في الالعاب لا تؤثر فيهم.‏ ويقولون:‏ ‹حتى لو كنت اقتل في اللعبة فهذا لا يعني انني سأقتل في الحقيقة›.‏ اذا كانت هذه هي حال ولدك،‏ فالفت نظره الى الآية في المزمور ١١:‏٥ التي تُبيِّن ان يهوه لا يرفض الشخص العنيف فقط بل الذي يحب العنف ايضا.‏ والفكرة نفسها تنطبق على الفساد الجنسي او اي سلوك آخر يكرهه يهوه.‏ —‏ مزمور ٩٧:‏١٠‏.‏

وإذا رأيت ان الالعاب الالكترونية تسبِّب مشكلة لولدك،‏ فجرِّب هذه الاقتراحات:‏

● لا تسمح لولدك ان يلعب في مكان لا يراه احد،‏ مثل غرفة النوم.‏

● ضع قواعد اساسية مثل:‏ ممنوع ان تلعب قبل ان تُنجز فروضك او تتعشى او تُنهي اشياء ضرورية اخرى.‏

● شدِّد على قيمة النشاطات التي تتطلب مجهودا جسديا.‏

● راقِب اولادك حين يلعبون بالالعاب الالكترونية،‏ ويكون من الافضل ان تلعب معهم احيانا.‏

طبعا،‏ كي تعلِّم ولدك كيف يختار الالعاب التي سيلعبها،‏ عليك ان تكون مثالا امامه.‏ لذلك اسأل نفسك:‏ ‹اي برامج تلفزيونية وأفلام اشاهد؟‏›.‏ ولا تخدع نفسك،‏ فولدك سيعرف إن كنت تطبِّق ما تعلِّمه اياه ام لا.‏

انظر الفصل ٣٠ من الجزء ٢

ما العمل اذا كان ولدي مدمنا على استعمال الهاتف الخلوي،‏ الكمبيوتر،‏ او اي جهاز الكتروني آخر؟‏

هل يقضي ولدك الكثير من الوقت على الانترنت؟‏ هل الرسائل النصية هي شغله الشاغل؟‏ هل تجده متعلقا بأجهزته الالكترونية اكثر منك؟‏ ماذا تفعل في هذه الحالة؟‏

يقرِّر البعض بكل بساطة ان يحرموا ابنهم او ابنتهم من الجهاز.‏ ولكن لا تفعل ذلك إلا لسبب وجيه.‏ فالاجهزة الالكترونية ليست كلها سيئة.‏ وأنت على الارجح تستعمل الآن اجهزة لم تكن على ايام والدَيك.‏ لذا من الافضل ان تستغل الفرصة وتعلِّمه كيف يستعمل الجهاز بوعي وضمن الحدود.‏ كيف؟‏

ناقش الموضوع مع ولدك.‏ اولا،‏ أخبِره ما الذي يشغل بالك،‏ ثم أصغِ اليه.‏ (‏امثال ١٨:‏١٣‏)‏ بعدئذ،‏ حاولا التوصل الى حلول.‏ لا تَخف ان تضع قواعد واضحة،‏ لكن منطقية.‏ تقول مراهقة اسمها ايلين:‏ «عندما كنت أصرف وقتا كثيرا وأنا اتبادل الرسائل،‏ لم يكن والداي يأخذان مني التلفون بل كانا يضعان لي قواعد.‏ وهكذا ساعداني لأتعلم كيف استعمل التلفون ضمن الحدود حتى عندما لا يكونان موجودَين».‏

ولكن ماذا لو حاول ولدك ان يبرِّر نفسه؟‏ لا تستنتج بسرعة ان ما قلته دخل من اذن وخرج من الاذن الاخرى.‏ بالاحرى،‏ كن صبورا وأعطهِ الوقت ليفكِّر في الموضوع.‏ فهو على الارجح يعرف في اعماقه ان الحق معك وسوف يقوم بالتعديلات اللازمة.‏ تقول مراهقة اسمها هايلي:‏ «في البداية،‏ غضبت عندما قال لي والداي اني مدمنة على الكمبيوتر.‏ لكنني فكَّرت لاحقا في الموضوع وعرفت ان الحق معهما».‏

انظر الفصل ٣٦ من الجزء ١

 الاستقلالية

الى اي حد اعطي ابني او ابنتي استقلالية؟‏

ربما تستصعب ان تجاوب عن هذا السؤال حين تأخذ بعين الاعتبار ان عليك ان تحترم خصوصياته.‏ مثلا اذا كان ابنك في غرفته والباب مغلق،‏ فهل تفكِّر ان تُباغته وتدخل غرفته فجأة دون ان تدقَّ على الباب؟‏ او اذا نسيَت ابنتك هاتفها لأنها راحت الى المدرسة مستعجلة،‏ فهل تُلقي نظرة على رسائلها؟‏

من الصعب ان تجاوب عن هذين السؤالين.‏ فمن جهة،‏ يحقُّ لك كوالد ان تعرف ماذا يجري في حياة ابنك او ابنتك،‏ ومن واجبك ان تحميهما.‏ ولكن من جهة ثانية،‏ لا يمكنك ان تظل تُلاحق كل تحركاتهما مثل كاميرات المراقبة.‏ فكيف توازن بين هذين الامرين؟‏

اولا،‏ عليك ان تعرف ان رغبة المراهق في الخصوصية لا تعني دائما انه يفعل امرا خاطئا.‏ فغالبا ما يكون ذلك جزءا من نموه الطبيعي.‏ والمراهقون يكتسبون خبرة عندما ينمُّون صداقاتهم ويحلُّون مشاكلهم هم بأنفسهم مستخدمين ‹قوتهم العقلية›.‏ (‏روما ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وتساعدهم الخصوصية ايضا ان ينمُّوا المقدرة التفكيرية،‏ وهذا ضروري جدا ليصيروا راشدين يتحملون المسؤولية.‏ كما تساعدهم ان يتأملوا قبل اتخاذ القرارات او الاجابة عن اسئلة صعبة.‏ —‏ امثال ١٥:‏٢٨‏.‏

ثانيا،‏ اذا حاولت ان تتدخَّل في كل شاردة وواردة في حياة ولدك المراهق،‏ فربما ينزعج كثيرا او يتمرد عليك.‏ (‏افسس ٦:‏٤؛‏ كولوسي ٣:‏٢١‏)‏ لكن هذا لا يعني ألَّا تتدخَّل في حياته بالمرَّة.‏ فأنت ما زلت مسؤولا عنه.‏ ولكن تذكَّر ان هدفك الاول والاخير هو مساعدته ليصير ضميره مدرَّبا جيدا.‏ (‏تثنية ٦:‏٦،‏ ٧؛‏ امثال ٢٢:‏٦‏)‏ لذا فإن توجيهه مفيد اكثر بكثير من مراقبة تحركاته.‏

ثالثا،‏ ناقش الموضوع مع ولدك.‏ اسمع له وهو يعبِّر عما يزعجه.‏ وفكِّر هل بمقدورك ان تفعل احيانا كما يريد.‏ وأخبره انك ستحترم بعض خصوصياته شرط ان يكون على قدِّ المسؤولية.‏ ثم أوضح له ما العقاب الذي ستفرضه اذا لم يسمع لكلمتك،‏ ونفِّذ العقاب عند اللزوم.‏ وتأكَّد ان بإمكانك ان تعطي ابنك او ابنتك بعض الخصوصية وتبقى في الوقت نفسه والدا محبا يهتم بخير اولاده.‏

انظر الفصلين ٣ و ١٥ من الجزء ١

متى اسمح لولدي ان يترك المدرسة؟‏

‏«اساتذتي مضجرون»،‏ «عندي درس كثير»،‏ «أتعب كثيرا وبالكاد اصل الى المعدل،‏ فلمَ أُوجِّع رأسي؟‏!‏».‏ لهذه الاسباب يفكِّر بعض الشباب ان يتركوا المدرسة حتى قبل ان ينمُّوا مهارات تساعدهم ليؤمِّنوا ضرورات الحياة.‏ فماذا تفعل اذا كان ابنك او ابنتك من هؤلاء الشباب؟‏ جرِّب هذه الاقتراحات.‏

حلِّل نظرتك انت الى التعليم.‏ هل كنت تعتبر انك تضيِّع وقتك في المدرسة؟‏ وهل كانت في نظرك ‹سجنا› عليك تحمُّله الى ان تُنهي عقوبتك وتخرج لتحقِّق اهدافا اهم؟‏ اذا كانت هذه هي حالتك،‏ فربما تأثَّر اولادك بنظرتك.‏ لكن هذه النظرة خاطئة.‏ فالتعليم الجيد مهم ليصير عندهم «الحكمة العملية والمقدرة التفكيرية».‏ وهاتان الصفتان ضروريتان ليصلوا الى اهدافهم.‏ —‏ امثال ٣:‏٢١‏.‏

هيِّئ ما يحتاج اليه.‏ يقدر بعض التلاميذ ان يحصلوا على علامات اعلى لو انهم يعرفون كيف يدرسون،‏ او لو هُيِّئ لهم جو يناسب الدرس مثل مكتب مرتَّب مع اضاءة جيدة وأدوات البحث اللازمة.‏ لذا بإمكانك ان تساعد ولدك ليتقدم روحيا او ليتقدم في المدرسة اذا جهَّزت له الجو المناسب ليتمعَّن في مواضيع وأفكار جديدة.‏ —‏ قارن ١ تيموثاوس ٤:‏١٥‏.‏

اهتمَّ بتعليم ولدك.‏ لا تعتبر المعلِّمين والمرشدين في المدرسة اعداءك بل حلفاءك.‏ قابِلهم وتعرَّف بهم.‏ اخبرهم عن اهداف ولدك ومشاكله.‏ وإذا كان يستصعب ان يحصل على علامات جيدة،‏ فحاوِل ان تكتشف السبب.‏ مثلا هل يشعر ان رفاقه سيستقوون عليه اذا كان شاطرا؟‏ هل عنده مشكلة مع احد الاساتذة؟‏ هل يلاقي مشكلة بالمواد؟‏ هل ينمِّي المنهج قدراته ام يفوق امكانياته؟‏ او لربما تكون المشكلة جسدية لكنك لم تكتشفها بعد.‏ مثلا لعلَّ نظره ضعيف،‏ او انه يعاني عجزا في التعلُّم.‏

وأبقِ في بالك:‏ كلما ساعدت ولدك اكثر في تعليمه الدنيوي والروحي،‏ ازدادت فرص نجاحه في الحياة.‏ —‏ مزمور ١٢٧:‏٤،‏ ٥‏.‏

انظر الفصل ١٩ من الجزء ١

كيف اعرف ان ولدي صار جاهزا ليترك البيت؟‏

سيرينا،‏ المذكورة في الفصل ٧ من هذا الجزء،‏ تخاف ان تترك البيت.‏ تقول:‏ «لا يدعني ابي اشتري شيئا بمالي،‏ فهو يقول ان هذه مسؤوليته هو.‏ لذلك اخاف عندما افكر ان عليَّ انا ان ادفع فواتيري».‏ لا شك ان والد سيرينا يفعل ذلك عن نية حسنة،‏ ولكن هل يساعدها ان تتعلم كيف تهتم بشؤون بيتها في المستقبل؟‏ —‏ امثال ٣١:‏١٠،‏ ١٨،‏ ٢٧‏.‏

ماذا عنك؟‏ هل تُبالغ في حماية اولادك،‏ فلا تجهِّزهم ليتَّكلوا على انفسهم؟‏ لتعرف الجواب،‏ فكِّر في اربعة مجالات مذكورة ادناه وواردة ايضا في الفصل ٧ تحت العنوان الفرعي «‏هل انا على قدِّ هذه الخطوة؟‏‏».‏ اقرأها وفكِّر فيها من وجهة نظرك كوالد.‏

صرف المال.‏ هل يعرف اولادك الكبار ما اسعار الطعام والايجارات والاغراض الاساسية؟‏ (‏روما ١٣:‏٧‏)‏ هل يستعملون بطاقة الائتمان بمسؤولية؟‏ (‏امثال ٢٢:‏٧‏)‏ هل يعرفون كيف يضعون ميزانية ويعيشون ضمن امكانياتهم؟‏ (‏لوقا ١٤:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ هل فرحوا حين اشتروا شيئا بمال هم كسبوه؟‏ وهل احسوا بفرح كبير لأنهم ضحوا بوقتهم وممتلكاتهم من اجل غيرهم؟‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

شغل البيت.‏ هل يعرف ولدك كيف يطبخ؟‏ هل علَّمته كيف يغسل الثياب ويكويها؟‏ اذا كان عنده سيارة،‏ فهل يقدر ان يغيِّر الزيت او الدولاب دون ان يؤذي نفسه؟‏

التعامل مع الناس.‏ عندما يتخانق اولادك الكبار،‏ هل تقف دائما حَكَما بينهم،‏ ام علَّمتهم كيف يحلُّون خناقاتهم وحدهم وبعد ذلك يخبرونك بما حصل؟‏ —‏ متى ٥:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

النشاطات الدينية.‏ هل تفرض على اولادك المعتقدات الدينية،‏ ام تحاول اقناعهم بها؟‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ هل تُجاوبهم كل مرة عن اسئلتهم عن الدين والاخلاق،‏ ام تعلِّمهم كيف ينمُّون «مقدرة تفكيرية»؟‏ (‏امثال ١:‏٤‏)‏ هل تريد ان يقلِّدوك في درسهم الشخصي للكتاب المقدس،‏ ام تتمنى حتى ان يكونوا احسن منك؟‏ *

لا شك ان تدريب اولادك في هذه المجالات يستلزم الوقت والكثير من الجهد.‏ لكنك ستحصد نتيجة تعبك عندما تحين لحظة الفراق المُرة والحلوة في آن ويترك ولدك البيت.‏

انظر الفصل ٧ من الجزء ١

 الجنس والحب

هل اتكلم مع ولدي عن الجنس؟‏

صار الاولاد يعرفون عن الجنس بعمر صغير جدا.‏ والكتاب المقدس انبأ منذ وقت طويل عن ‹ازمنة حرجة ستأتي في الايام الاخيرة› يكون فيها الناس «بلا ضبط نفس» و «محبين للملذات دون محبة للّٰه».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٣،‏ ٤‏)‏ وموضة العلاقات العابرة واحدة من الادلة الكثيرة التي تشير ان هذه النبوة تتم.‏

صحيح ان هذا الزمن يختلف تماما عن الزمن الذي تربيتَ فيه،‏ لكن المشاكل لا تزال هي نفسها الى حد ما.‏ لذلك لا تخَف او تغرق في الهم بسبب التأثيرات السيئة التي تحيط بأولادك.‏ بل صمِّم على مساعدتهم ان يطبِّقوا ما شجَّع الرسول بولس المسيحيين ان يفعلوه منذ ٠٠٠‏,٢ سنة تقريبا:‏ «البسوا سلاح اللّٰه الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس».‏ (‏افسس ٦:‏١١‏)‏ وهذا ما يفعله شباب مسيحيون كثيرون اذ يحاربون ليفعلوا ما هو صحيح وليقاوموا الامور الفاسدة من حولهم.‏ ونحن فخورون بهم ونقدِّرهم.‏ فكيف تساعد اولادك ان يفعلوا الشيء نفسه؟‏

يمكنك ان تختار فصولا محددة من القسم ٤ من هذا الكتاب والقسمَين ١ و ٧ من الجزء ٢ لتتكلم مع اولادك عن الجنس.‏ وفي هذه الفصول تجد آيات تساعد ابنك او ابنتك في هذا المجال.‏ بعض الآيات تخبرنا عن ناس حقيقيين لم يزيحوا عن الحق فبوركوا،‏ وناس تجاهلوا شرائع اللّٰه فدفعوا الثمن.‏ وتجد ايضا آيات اخرى فيها مبادئ تساعد اولادك ليقدِّروا الامتياز الكبير ان يعيشوا هم وأنت ايضا حسب شرائع اللّٰه.‏ اذًا من المفيد ان تخطط لمناقشة هذه المواد معهم قريبا.‏

انظر الفصول ٢٣‏،‏ ٢٥‏،‏ و ٣٢ من الجزء ١‏،‏ الفصول ٤-‏٦‏،‏ ٢٨‏،‏ و ٢٩ من الجزء ٢

متى اسمح لابني او ابنتي ان يدخلا في علاقة مع الجنس الآخر؟‏

اليوم او غدا،‏ سيواجه ولدك هذه المسألة.‏ يقول فيليب:‏ «البنات هن مَن يأتين ويدعونني لأخرج معهنَّ.‏ فأقف وأفكر:‏ ‹ماذا افعل الآن؟‏!‏›.‏ فبصراحة،‏ استصعب احيانا ان اقول لا لأن بعضهن جميلات جدا».‏

لذلك احسن شيء تفعله هو ان تتكلم مع ابنك المراهق عن هذا الموضوع.‏ يمكنك ان تناقش معه مثلا الفصل ١ من الجزء ٢‏.‏ اعرِف رأيه في المشاكل التي يواجهها في المدرسة او في الجماعة المسيحية.‏ ولا داعي ان تكون هذه الجلسات دائما رسمية.‏ فيمكنك مثلا ان تتحدث معه ‹حين تجلسان في البيت وحين تمشيان في الطريق›.‏ (‏تثنية ٦:‏٦،‏ ٧‏)‏ ولكن اينما كنتما،‏ لا تنسَ ان تكون دائما «سريعا في الاستماع،‏ بطيئا في التكلم».‏ —‏ يعقوب ١:‏١٩‏.‏

وإذا تبيَّن ان ولدك معجب بشخص من الجنس الآخر،‏ فحافظ على هدوئك.‏ تخبر احدى المراهقات:‏ «عندما عرف ابي اني اصاحب شابا،‏ تضايق كثيرا.‏ وجرَّب ان يخيفني ويسألني اسئلة لأكتشف اني لست مستعدة لأتزوج.‏ وهذا الاسلوب يدفع المراهق ان يُطيل العلاقة ليُبرهن لوالدَيه انهما مخطئان».‏

اذا كان ولدك المراهق معجبا بأحد وأحسَّ ان لا مجال لمناقشة الموضوع معك،‏ فمن الممكن ان تكبر المشكلة كثيرا.‏ فربما يصاحب من وراء ظهرك ويُبقي العلاقة سرية.‏ تقول احدى البنات:‏ «عندما يبالغ الاهل في رد فعلهم،‏ لا يقطع الولد العلاقة بل يحاول ان يحتال على اهله ويخفي علاقته اكثر من قبل».‏

بالمقابل،‏ اذا كنت تتكلم معه بصراحة فستستفيد اكثر بكثير.‏ تقول بريتاني (‏٢٠ سنة)‏:‏ «والداي يتحدثان معي دائما بكل صراحة عن موضوع الشبان.‏ فمن الضروري في رأيهما ان يعرفا مَن يلفت نظري.‏ وأنا احب اهتمامهما هذا.‏ فأبي يتعرف اليه ويتحدث معه.‏ وإذا لم يرتح له هو وأمي،‏ يخبرانني على الفور.‏ وغالبا ما اقرر ان هذا الشاب لا يناسبني حتى قبل الوصول الى مرحلة متقدمة».‏

بعدما تقرأ الفصل ٢ من الجزء ٢‏،‏ ربما تتساءل:‏ ‹هل معقول ان يصاحب ابني او ابنتي من وراء ظهري؟‏›.‏ ماذا يغري بعض الشباب كي يصاحبوا بالسر؟‏ اقرأ ما قالوه وفكِّر في الاسئلة.‏

‏«لا يجد بعض الاولاد الدعم الذي يريدونه في البيت،‏ فيبحثون عنه في صاحبهم او صاحبتهم».‏ —‏ ويندي.‏

كيف تتأكد انك تلبِّي حاجات اولادك العاطفية؟‏ هل يمكنك ان تقوم ببعض التحسينات؟‏

‏«عندما كان عمري ١٤ سنة،‏ طلب مني تلميذ اجنبي في المدرسة ان اصاحبه،‏ فقبلت.‏ احببت الفكرة ان يلفَّ شاب ذراعه حولي».‏ —‏ ديان.‏

لو كانت ديان هي ابنتك،‏ فكيف كنت ستحلُّ مشكلتها؟‏

‏«المصاحبة بالسر صارت هينة بوجود الهواتف الخلوية.‏ والاهل لا يعرفون ماذا يحصل».‏ —‏ أنيت.‏

اية تدابير يمكنك ان تتخذها مسبقا في ما يتعلق بهواتف اولادك الخلوية؟‏

‏«من السهل جدا ان يصاحب الشباب سرًّا اذا لم ينتبه الاهل الى اولادهم ويعرفوا ماذا يفعلون ومع مَن».‏ —‏ توماس.‏

كيف يمكنك ان تلعب دورا اكبر في حياة ولدك المراهق دون ان تخنق انفاسه؟‏

‏«في معظم الاوقات لا يتواجد الوالدون مع اولادهم في البيت،‏ او انهم يثقون بهم فوق اللزوم فلا يسألونهم لا اين راحوا ولا مع مَن».‏ —‏ نيكولاس.‏

فكِّر في اقرب صديق لولدك.‏ هل تعرف فعلا ماذا يفعلان عندما يكونان معا؟‏

‏«يصاحب الشباب بالسر عندما يكون اهلهم صارمين جدا معهم».‏ —‏ بول.‏

كيف يمكن ان «يُعرَف تعقُّلك»،‏ اي مرونتك،‏ دون ان تساوم في شرائع ومبادئ الكتاب المقدس؟‏ —‏ فيلبي ٤:‏٥‏.‏

‏«في اول مراهقتي،‏ لم اكن اثق بنفسي وكنت احتاج كثيرا الى شخص يهتم بي.‏ فبدأت اتواصل عبر البريد الالكتروني مع شاب من جماعة قريبة ووقعنا في الحب.‏ لقد كان يُحسِّسني انني مميَّزة».‏ —‏ ليندا.‏

برأيك،‏ كيف كان بمقدور والدَي ليندا ان يلبِّيا حاجاتها العاطفية بطريقة احسن؟‏

استعمِل الافكار في الفصل ٢ من الجزء ٢ والمعلومات الواردة في هذا القسم من الملحق وناقشها مع ابنك او ابنتك.‏ فأحسن طريقة لتعلِّم اولادك ان لا يخبئوا عنك شيئا هي الاحاديث الصادقة والصريحة.‏ —‏ امثال ٢٠:‏٥‏.‏

انظر الفصول ١-‏٣ من الجزء ٢

 المشاعر

ماذا افعل اذا كان ابني او ابنتي يتكلَّمان عن الانتحار؟‏

في بعض انحاء العالم،‏ تتفشى مشكلة انتحار الشباب بشكل مخيف.‏ ففي الولايات المتحدة مثلا،‏ يشكِّل الانتحار ثالث سبب للوفاة ضمن الذين تتراوح اعمارهم بين ١٥ و ٢٥ سنة.‏ وخلال العشرين سنة الماضية،‏ تضاعفت نسبة الانتحار ضمن الذين تتراوح اعمارهم بين ١٠ و ١٤ سنة.‏ والاكثر عرضة للانتحار هم الذين يعانون اضطرابا نفسيا،‏ او الذين عندهم في عائلاتهم حالات انتحار،‏ او الذين جرَّبوا من قبل ان ينتحروا.‏ فكيف يعرف الاهل هل يفكِّر ولدهم في الانتحار؟‏ اليك بعض العلامات:‏

● الانعزال عن عائلته وأصحابه

● تغيير في نمط اكله ونومه

● فقدان الاهتمام بنشاطات كان يحبها من قبل

● تغيير واضح في شخصيته

● تعاطي المخدرات وشرب الكثير من الكحول

● توزيع اغراضه الغالية

● التحدث عن الموت او التركيز على مواضيع تتعلق به

ان احد اكبر الاخطاء التي يمكن ان يقع فيها الوالد هو ان يتجاهل هذه العلامات.‏ خذها كلها على محمل الجد.‏ ولا تستنتج بسرعة ان ما يحصل مع ولدك امر طبيعي.‏

من ناحية اخرى،‏ لا تخجل ان تطلب المساعدة لولدك اذا كان يعاني من كآ‌بة حادة او غيرها من الاضطرابات النفسية.‏ وإذا كنت تشك انه يفكِّر في الانتحار،‏ فاسأله عن الموضوع.‏ ولا تظنَّ ان مجرد الحديث عن الانتحار يدفعه الى فعل ذلك.‏ بالعكس،‏ كثيرون من الشباب يرتاحون عندما يتحدث اهلهم معهم عن الموضوع.‏ وإذا اعترف ولدك بأنه يفكِّر في الانتحار،‏ فجرِّب ان تعرف هل خطَّط للموضوع وما هي تفاصيل الخطة.‏ فكلما كانت الخطة متقنة،‏ وجب عليك ان تتدخل بسرعة اكبر.‏

لا تفترض ان الكآ‌بة ستزول وحدها.‏ وإذا بدا انها زالت،‏ فلا تظن ان المشكلة انحلَّت.‏ بالعكس،‏ هذه المرحلة اخطر مرحلة.‏ لماذا؟‏ عندما يكون المراهق غارقا في الكآ‌بة،‏ يشعر انه ضعيف جدا ولا يقدر ان ينتحر.‏ ولكن عندما تزول المشاعر السوداوية ويعود اليه نشاطه،‏ ربما يصير عنده القوة الكافية لينتحر.‏

انها كارثة بالفعل ان ييأس بعض الشباب ويفكِّروا في الانتحار.‏ ولكن اذا انتبه الاهل او راشدون آخرون لعلامات التحذير وحاولوا ان يحلُّوا المشكلة،‏ فقد يقدرون ان ‹يُعَزُّوا النفوس المكتئبة› ويدعموا هؤلاء الشباب في الاوقات الصعبة.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏.‏

انظر الفصلين ١٣ و ١٤ من الجزء ١‏،‏ والفصل ٢٦ من الجزء ٢

هل اخفي حزني عن اولادي؟‏

ان خسارة الزوج او الزوجة امر مؤلم كثيرا.‏ ولكن في هذه اللحظات،‏ يحتاج ولدك المراهق ان تدعمه ليتخطى حزنه.‏ فكيف تساعده وفي الوقت نفسه لا تتجاهل حزنك انت ايضا؟‏ جرِّب هذه الاقتراحات:‏

لا تُخفِ مشاعرك.‏ لقد تعلَّم ولدك من مثالك الكثير من الدروس المهمة.‏ ويمكنه ايضا ان يتعلَّم منك كيف يتغلَّب على حزنه.‏ مع ذلك،‏ لا تجبر نفسك ان تخبِّئ حزنك عنه بالكامل لتبدو قويا.‏ لماذا؟‏ لأن ولدك سيتعلم ان يفعل الشيء نفسه.‏ ولكن اذا تكلمت عن حزنك وألمك،‏ فسيعرف ان التعبير عن المشاعر افضل من كبتها وسيدرك ان زعله او تثبطه او غضبه امر طبيعي في وضعه.‏

شجِّع ولدك ان يفتح قلبه.‏ مع ذلك،‏ لا تضغط عليه ليحكي.‏ وإذا احسست انه متردد،‏ فناقِش معه الفصل ١٦ من هذا الجزء.‏ ويمكنك ان تحكي له ايضا عن ذكرياتك الحلوة مع رفيق زواجك.‏ أخبِره بصراحة ان العيش بدون شريك حياتك سيكون صعبا.‏ فعندما يسمعك ولدك تعبِّر عن مشاعرك،‏ سيتعلَّم ان يفعل الشيء نفسه.‏

لا تضغط على نفسك.‏ طبعا انت تريد ان تدعم ولدك المراهق بقوة خلال هذا الوقت الصعب.‏ ولكن لا تنسَ ان فقدان رفيق زواجك الحبيب اثَّر فيك كثيرا،‏ وربما اضعف نوعا ما قوتك العاطفية والعقلية والجسدية لفترة من الوقت.‏ (‏امثال ٢٤:‏١٠‏)‏ لذلك ربما يلزم ان تطلب المساعدة والدعم من اقرباء راشدين وأصدقاء ناضجين.‏ فطلب المساعدة دليل نضج.‏ تقول الامثال ١١:‏٢ ان ‹الحكمة مع المحتشمين›.‏

مع ذلك،‏ لا تنسَ ان افضل دعم تناله هو من يهوه اللّٰه الذي يعِد عبَّاده:‏ «انا،‏ يهوه الهك،‏ الممسك بيمينك،‏ القائل لك:‏ ‹لا تخف.‏ انا اعينك›».‏ —‏ اشعيا ٤١:‏١٣‏.‏

انظر الفصل ١٦ من الجزء ١

كيف اساعد ابنتي كي لا تكون مهووسة بالريجيم؟‏

ما العمل اذا كانت ابنتك تعاني من اضطرابات الاكل؟‏ * اولا،‏ جرِّب ان تفهم لماذا وصلت الى هذه الحالة.‏

من الملاحظ ان الكثير من البنات اللواتي يعانين من اضطرابات الاكل غير راضيات عن انفسهن ويُردن ان يكنَّ كاملات.‏ فانتبه لئلا تُنمِّي طريقةَ التفكير هذه عند ابنتك.‏ بل على العكس،‏ جرِّب ان تقوِّي ثقتها بنفسها.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١١‏.‏

من جهة ثانية،‏ افحص جيدا نظرتك انت الى الاكل والوزن.‏ فهل تركِّز عليهما فوق اللزوم عن غير قصد،‏ سواء بكلامك او بأعمالك؟‏ تذكَّر ان الشباب يهتمون كثيرا بشكلهم.‏ لذلك لا تضايق ابنتك بعبارات تنتقد فيها شكلها حتى لو كنت تمزح.‏ ولا تضحك على نموِّها السريع.‏ فهي حساسة،‏ وملاحظات كهذه قد تؤثِّر فيها وتخلق لها مشاكل في المستقبل.‏

بعد ان تفكِّر بعمق في المسألة وتصلِّي بشأنها،‏ تحدَّث مع ابنتك حديثا من القلب الى القلب.‏ كيف؟‏ جرِّب هذه الاقتراحات:‏

● فكِّر جيدا ماذا ستقول ومتى.‏

● أخبرها بصراحة ماذا يقلقك،‏ وقل لها انك تريد ان تساعدها.‏

● لا تستغرب اذا جرَّبَت ابنتك ان تدافع عن نفسها.‏

● كُن صبورا وأصغِ.‏

وأهم من هذا كله،‏ قف الى جانب ابنتك وهي تحاول ان تتخلَّص من هذه المشكلة.‏ ولتعمل العائلة يدا واحدة لكي تُنهوا هذه المرحلة.‏

انظر الفصل ١٠ من الجزء ١ والفصل ٧ من الجزء ٢

  الروحيات

كيف اواصل تعليم الحق لأولادي بعدما يصيرون بعمر المراهقة؟‏

يخبرنا الكتاب المقدس ان تيموثاوس تعلَّم الحق «منذ الطفولية».‏ وعلى الارجح،‏ انت ايضا علَّمت اولادك الحق منذ كانوا اطفالا.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٥‏)‏ ولكن عندما يصير اولادك مراهقين،‏ عليك ان تغيِّر اسلوبك في التعليم ليناسب عمرهم.‏ فأولادك يكبرون وصاروا يفهمون شيئا فشيئا مواضيع صعبة ومعقَّدة ما كانوا يفهمونها من قبل.‏ لذا انت بحاجة الآن اكثر من اي وقت ان تساعدهم ليشغِّلوا ‹قوتهم العقلية›.‏ —‏ روما ١٢:‏١‏.‏

عندما كتب بولس رسالته الى تيموثاوس،‏ تكلَّم عن امور ‏«أُقنع»‏ بها هذا التلميذ «حتى آمن».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٤‏)‏ وربما عليك انت ايضا ان ‹تقنع› اولادك بحقائق الكتاب المقدس التي تعلَّموها منذ الطفولية ‹حتى يؤمنوا بها›.‏ وليصل الحق الى قلبهم،‏ لا يكفي فقط ان تخبرهم ماذا يفعلون او بمَ يؤمنون،‏ بل عليهم ان يقتنعوا هم بأنفسهم.‏ فكيف تساعدهم؟‏ اولا،‏ هيِّئ لهم دائما الفرص ليحلِّلوا ويناقشوا اسئلة مثل:‏

● ماذا يقنعني ان اللّٰه موجود؟‏ —‏ روما ١:‏٢٠‏.‏

● كيف اعرف ان ما يعلِّمني اياه والداي من الكتاب المقدس صحيح؟‏ —‏ اعمال ١٧:‏١١‏.‏

● ما الدليل ان مبادئ الكتاب المقدس تفيدني؟‏ —‏ اشعيا ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

● كيف اتأكد ان نبوات الكتاب المقدس ستتم؟‏ —‏ يشوع ٢٣:‏١٤‏.‏

● ماذا يقنعني ان لا شيء في هذا العالم بأهمية «القيمة الفائقة لمعرفة المسيح يسوع»؟‏ —‏ فيلبي ٣:‏٨‏.‏

● ما نظرتي انا الى فدية المسيح؟‏ —‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٤،‏ ١٥؛‏ غلاطية ٢:‏٢٠‏.‏

ربما لا تحب ان يتأمل اولادك في اسئلة كهذه لأنك تخاف ان لا يقدروا ان يجيبوا عنها.‏ لكن هذا يُشبه شخصا لا يريد ان ينظر الى لوحة القيادة في السيارة لئلا يكتشف ان الوقود قد نفد.‏ ألا يجدر به ان يكتشف ذلك وهو قادر بعد ان يعبِّئ سيارته؟‏!‏ بشكل مماثل،‏ استغِل الوقت الآن،‏ فيما لا يزال اولادك معك في البيت،‏ لتساعدهم ان يفحصوا ايمانهم ‹ويقتنعوا حتى يؤمنوا›.‏ *

ولا مشكلة ابدا في ان يسأل ولدك:‏ ‏«ما الذي يقنعني؟‏».‏ تتذكر ديان (‏٢٢ سنة)‏ انها كانت تسأل نفسها هذا السؤال عندما كانت مراهقة.‏ تقول:‏ «لم أُرِد ان يكون عندي شك بمعتقداتي.‏ وعندما وجدت اجوبة مقنعة جدا،‏ احببت الفكرة اني واحدة من شهود يهوه.‏ وصرت،‏ عندما يسألني احد لماذا لا افعل شيئا معينا،‏ أُجيب:‏ ‏‹برأيي هذا شيء غلط›،‏ بدل ان اقول:‏ ‏‹ديني لا يسمح لي›.‏ يعني،‏ صار رأيي يشبه تماما رأي الكتاب المقدس».‏

اقتراح:‏ ساعد ولدك ان يشغِّل قوته العقلية في ما يتعلق بمبادئ الكتاب المقدس.‏ كيف؟‏ دعه يأخذ دورك كوالد.‏ لنفرض مثلا ان ابنتك تطلب اذنك لتذهب الى حفلة.‏ وأنت تعرف (‏وعلى الارجح هي ايضا)‏ ان هذه الحفلة مشكوك فيها.‏ فبدل ان ترفض طلبها وتُنهي الحديث،‏ يمكنك ان تقول لها:‏ ‹ضعي نفسك مكاني.‏ فكِّري في الحفلة التي تريدين ان تذهبي اليها،‏ وفتِّشي قليلا عن الموضوع (‏بإمكانها مثلا ان تستعمل الفصل ٣٧ من هذا الكتاب والفصل ٣٢ من الجزء ٢‏)‏،‏ ثم تعالي غدا لنتحدث.‏ سآ‌خذ انا دورك وأطلب اذنك لأذهب الى هذه الحفلة.‏ وأنت ستقررين هل اذهب ام لا›.‏

انظر الفصل ٣٨ من الجزء ١‏،‏ والفصول ٣٤-‏٣٦ من الجزء ٢

ماذا افعل اذا لم يعد ولدي المراهق يهتم بالامور الروحية؟‏

لا تستنتج فورا ان ولدك يرفض معتقداتك.‏ ففي كثير من الحالات،‏ يوجد مشكلة مخبَّأة.‏ فربما هو:‏

● يتعرض لضغط من رفاقه لأنه يطبِّق مبادئ الكتاب المقدس،‏ وهو يستحي ان يكون مختلفا عنهم.‏

● يرى مراهقين غيره،‏ او اخوته،‏ يعيشون حياة مسيحية احسن من حياته،‏ وهو لا يقدر ابدا ان يكون مثلهم.‏

● يحب كثيرا ان يكون عنده اصحاب لكنه يُحسُّ انه وحيد،‏ او لا يشعر انه جزء من الجماعة.‏

● يرى اخوة من عمره يتظاهرون انهم مسيحيون،‏ لكن سلوكهم بشع.‏

● يحاول كثيرا ان تكون عنده شخصية مستقلة،‏ فيشعر ان عليه ان يشكك في معتقداتك التي تُعزُّها.‏

● يرى رفاقه في الصف يعيشون على ذوقهم ويفعلون اشياء خاطئة،‏ وهم كما يبدو يفلتون من العقاب.‏

● يحاول ان يكسب رضى رفيق زواجك غير المؤمن.‏

كما تلاحظ،‏ نحن لا نتحدث عن معتقداتك بحد ذاتها،‏ بل عن ظروف تُصعِّب على ولدك ان يطبِّق ما يتعلمه،‏ اقلُّه في الوقت الحاضر.‏ فماذا يمكنك ان تفعل لتشجِّعه؟‏

قدِّم بعض التنازلات،‏ لكن دون ان تكون متساهلا.‏ جرِّب ان تتفهم ما الذي يردُّ ولدك الى الوراء،‏ وقم بما يلزم لتؤمِّن له جوا يساعده ان ينمو روحيا.‏ (‏امثال ١٦:‏٢٠‏)‏ مثلا،‏ ان الاطار في الصفحتين ١٣٢ و ١٣٣ من الجزء ٢ يمكن ان يزيد ثقته بنفسه فيواجه ضغط رفاقه بثقة اكبر.‏ او اذا كان يشعر بالوحدة،‏ يمكنك ان تلعب دورا وتساعده ليجد رفقة جيدة.‏

اطلب المساعدة من راشد ناضج.‏ احيانا،‏ يستفيد الشباب حين يشجعهم راشد من خارج العائلة.‏ فهل تعرف شخصا ناضجا روحيا يمكن ان يساعد ولدك؟‏ رتِّب ان يُمضي معه بعض الوقت.‏ وأبقِ في بالك انك بذلك لا تنوي ان تتهرب من مسؤوليتك.‏ فكِّر مثلا في تيموثاوس.‏ فقد استفاد كثيرا من مثال الرسول بولس،‏ وبولس ايضا استفاد كثيرا من رفقته.‏ —‏ فيلبي ٢:‏٢٠،‏ ٢٢‏.‏

ما دام ولدك المراهق يعيش تحت سقف بيتك،‏ يحق لك ان تطلب منه ان يتَّبع روتينا روحيا معيَّنا.‏ لكن هدفك في الاخير هو ان تغرس محبة اللّٰه في قلبه،‏ لا ان يطيعك اوتوماتيكيا.‏ فإذا اردت ان تساعده كي يتمسك بالحق،‏ فكن مثالا امامه.‏ وكن منطقيا في ما تتوقعه منه.‏ اطلب مساعدة راشد ناضج وأمِّن لولدك رفقة جيدة،‏ على امل ان يأتي يوم يقول ولدك كما قال صاحب المزمور:‏ «يهوه صخري ومعقلي ومنقذي.‏ الهي صخرتي به احتمي».‏ —‏ مزمور ١٨:‏٢‏.‏

انظر الفصل ٣٩ من الجزء ١‏،‏ والفصلين ٣٧ و ٣٨ من الجزء ٢

‏[الحواشي]‏

^ في الوقت نفسه،‏ لا تُشعر ولدك بالذنب بهدف ان يتجاوب معك.‏

^ على الارجح،‏ يهتم ولدك المراهق كثيرا بشكله.‏ فانتبه جيدا كي لا توحي اليه ان فيه شيئا غلطا.‏

^ رغم ان الحديث موجَّه الى البنات،‏ تنطبق المبادئ المذكورة على الشبان ايضا.‏

^ الفصل ٣٦ من الجزء ٢ يساعد ولدك ان يستخدم مقدراته التفكيرية ليقتنع ان اللّٰه موجود.‏