فِي بَعْضِ ٱلْأَوْقَاتِ،‏ يَضْحَكُ ٱلنَّاسُ عَلَيْنَا أَوْ يَغْضَبُونَ مِنَّا لَمَّا نُخَبِّرُهُمْ عَنْ يَهْوَهَ.‏ لِذٰلِكَ رُبَّمَا نُحِسُّ أَنَّنَا لَا نُرِيدُ أَنْ نُخَبِّرَ عَنِ ٱللهِ مَرَّةً ثَانِيَةً.‏ هَلْ شَعَرْتَ هٰكَذَا مِنْ قَبْلُ؟‏ —‏ يَحْكِي لَنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ شَابٍّ أَحَبَّ يَهْوَهَ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ أَرَادَ أَنْ يَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ عَنْهُ.‏ اِسْمُ هٰذَا ٱلشَّابِّ إِرْمِيَا.‏ فَمَا رَأْيُكَ أَنْ نَتَعَرَّفَ إِلَيْهِ؟‏

لَمَّا كَانَ إِرْمِيَا شَابًّا،‏ قَالَ لَهُ يَهْوَهُ أَنْ يَطْلُبَ مِنَ ٱلنَّاسِ أَنْ يَتَغَيَّرُوا وَلَا يَظَلُّوا أَشْرَارًا.‏ وَهٰذَا كَانَ صَعْبًا جِدًّا عَلَى إِرْمِيَا،‏ فَخَافَ كَثِيرًا وَقَالَ لِيَهْوَهَ:‏ ‹لَا أَعْرِفُ مَاذَا أَقُولُ لَهُمْ.‏ فَأَنَا مَا زِلْتُ صَغِيرًا›.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ جَاوَبَهُ:‏ ‹لَا تَخَفْ؛‏ أَنَا أُسَاعِدُكَ›.‏

 وَهٰكَذَا بَدَأَ إِرْمِيَا يُخَبِّرُ ٱلنَّاسَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقَاصِصُهُمْ إِذَا لَمْ يَتَغَيَّرُوا.‏ فَهَلْ سَمِعُوا لِكَلِمَتِهِ؟‏ —‏ كَلَّا.‏ بَلْ هُنَاكَ مَنْ ضَحِكُوا عَلَيْهِ وَهُنَاكَ مَنْ غَضِبُوا مِنْهُ.‏ حَتَّى إِنَّ أَشْخَاصًا أَشْرَارًا أَرَادُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ!‏ فَكَيْفَ شَعَرَ إِرْمِيَا؟‏ —‏ خَافَ وَقَالَ:‏ ‹لَنْ أُخَبِّرَ عَنْ يَهْوَهَ بَعْدَ ٱلْيَوْمِ›.‏ وَلٰكِنْ هَلْ قَدِرَ أَنْ يَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلْكَلَامِ؟‏ —‏ كَلَّا.‏ فَهُوَ أَحَبَّ يَهْوَهَ كَثِيرًا.‏ وَلِأَنَّهُ ظَلَّ يَتَكَلَّمُ عَنْهُ،‏ حَمَاهُ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْأَشْرَارِ.‏

مَثَلًا،‏ كَبَّ رِجَالٌ أَشْرَارٌ إِرْمِيَا فِي حُفْرَةٍ عَمِيقَةٍ مَلْآنَةٍ بِٱلْوَحْلِ.‏ وَلَمْ يُعْطُوهُ مَاءً أَوْ طَعَامًا.‏ فَهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَبْقَى هُنَاكَ حَتَّى يَمُوتَ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ سَاعَدَهُ،‏ فَقَدِرَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ ٱلْحُفْرَةِ.‏

مَاذَا تَعَلَّمْتَ مِنْ إِرْمِيَا؟‏ —‏ ظَلَّ إِرْمِيَا يُخَبِّرُ عَنْ يَهْوَهَ مَعَ أَنَّهُ خَافَ أَحْيَانًا.‏ وَأَنْتَ أَيْضًا لَمَّا تُخَبِّرُ عَنْ يَهْوَهَ،‏ رُبَّمَا يَضْحَكُ ٱلنَّاسُ عَلَيْكَ أَوْ يَغْضَبُونَ مِنْكَ.‏ لِذٰلِكَ يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَحِيَ أَوْ تَخَافَ مِنْهُمْ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَا تَتَوَقَّفْ أَبَدًا عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ عَنْ يَهْوَهَ.‏ وَهُوَ سَيُسَاعِدُكَ دَائِمًا مِثْلَمَا سَاعَدَ إِرْمِيَا.‏