الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ١

‏«ليأتِ ملكوتك»‏

‏«ليأتِ ملكوتك»‏

مِحْوَرُ ٱلْفَصْلِ

تَفَحَّصْ مَا عَلَّمَهُ يَسُوعُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ

١،‏ ٢ أَيُّ كَلِمَاتٍ تَفَوَّهَ بِهَا يَهْوَهُ ٱللّٰهُ شَخْصِيًّا عَلَى مَسْمَعِ ثَلَاثَةٍ مِنْ رُسُلِ يَسُوعَ،‏ وَمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِمْ؟‏

 اِفْرِضْ أَنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ شَخْصِيًّا أَوْصَاكَ وَصِيَّةً مُعَيَّنَةً،‏ فَمَاذَا يَكُونُ رَدُّ فِعْلِكَ؟‏ أَوَلَا تَنْكَبُّ بِحَمَاسَةٍ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِمُوجَبِهَا مَهْمَا كَانَ مَضْمُونُهَا؟‏!‏

٢ هٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا ٱخْتَبَرَهُ ٱلرُّسُلُ ٱلثَّلَاثَةُ بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا فِي وَقْتٍ مَا بَعْدَ ٱلْفِصْحِ عَامَ ٣٢ ب‌م.‏ ‏(‏اقرأ متى ١٧:‏​١-‏٥‏.‏)‏ فَفِيمَا كَانُوا مُجْتَمِعِينَ مَعَ يَسُوعَ عَلَى «جَبَلٍ شَامِخٍ»،‏ رَأَوْا فِي رُؤْيَا لَمْحَةً مُسْبَقَةً عَنْ سَيِّدِهِمْ وَهُوَ مَلِكٌ سَمَاوِيٌّ مَجِيدٌ.‏ وَكَانَتِ ٱلرُّؤْيَا نَابِضَةً بِٱلْحَيَاةِ لِدَرَجَةِ أَنَّ بُطْرُسَ حَاوَلَ ٱلْمُشَارَكَةَ فِيهَا.‏ وَبَيْنَمَا ٱلرَّسُولُ يَتَكَلَّمُ،‏ تَشَكَّلَتْ فَوْقَهُمْ سَحَابَةٌ.‏ بَعْدَئِذٍ نَعِمَ ٱلْحَاضِرُونَ بِٱمْتِيَازِ أَنْ يَسْمَعُوا بِكُلِّ وُضُوحٍ صَوْتَ يَهْوَهَ نَفْسِهِ؛‏ اِمْتِيَازٌ لَمْ تَحْظَ بِهِ سِوَى قِلَّةٍ قَلِيلَةٍ مِنَ ٱلْبَشَرِ.‏ فَأَكَّدَ يَهْوَهُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُهُ ثُمَّ أَوْصَاهُمْ وَصِيَّةً مُحَدَّدَةً،‏ قَائِلًا:‏ «لَهُ ٱسْمَعُوا».‏ وَعَمَلًا بِهٰذَا ٱلْإِرْشَادِ ٱلْإِلٰهِيِّ،‏ سَمِعَ ٱلرُّسُلُ لِمَا عَلَّمَهُ يَسُوعُ وَشَجَّعُوا ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ هُمْ بِدَوْرِهِمْ.‏ —‏ اع ٣:‏​١٩-‏٢٣؛‏ ٤:‏​١٨-‏٢٠‏.‏

اِسْتَفَاضَ يَسُوعُ فِي ٱلْحَدِيثِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ ٱلْمَوَاضِيعِ

٣ لِمَ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَسْمَعَ لِٱبْنِهِ،‏ وَأَيُّ مَوْضُوعٍ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَدْرُسَهُ؟‏

٣ حُفِظَتْ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِمَنْفَعَتِنَا نَحْنُ.‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ فَيَسُوعُ هُوَ ٱلنَّاطِقُ بِٱسْمِ يَهْوَهَ.‏ وَكَانَ كُلَّمَا فَتَحَ فَاهُ لِيُعَلِّمَ،‏ يُجَاهِرُ بِحَقَائِقَ يَرْغَبُ أَبُوهُ أَنْ نَطَّلِعَ عَلَيْهَا.‏ (‏يو ١:‏​١،‏ ١٤‏)‏ فَأَيُّ مَوْضُوعٍ طَغَى عَلَى سَائِرِ ٱلْمَوَاضِيعِ فِي كَلَامِ يَسُوعَ؟‏ إِنَّهُ ٱلْحَدِيثُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ ٱلْحُكُومَةِ ٱلْمَسِيَّانِيَّةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنَ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ وَحُكَّامِهِ ٱلْمُعَاوِنِينَ ٱلْبَالِغِ عَدَدُهُمْ ٠٠٠‏,١٤٤.‏ أَفَلَا يَحْسُنُ بِنَا إِذًا أَنْ نَدْرُسَ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعَ ٱلْبَالِغَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ بِتَمَعُّنٍ؟‏!‏ (‏رؤ ٥:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ١٤:‏​١-‏٣؛‏ ٢٠:‏٦‏)‏ وَلٰكِنْ لِمَ ٱسْتَفَاضَ يَسُوعُ فِي ٱلْحَدِيثِ عَنْ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

‏«مِنْ فَيْضِ ٱلْقَلْبِ .‏ .‏ .‏»‏

٤ كَيْفَ بَيَّنَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ فِي نَظَرِهِ؟‏

٤ يَحْتَلُّ ٱلْمَلَكُوتُ دُونَ شَكٍّ مَكَانَةً بَارِزَةً عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَمَا ٱلدَّلِيلُ؟‏ اَلْكَلِمَاتُ عُمُومًا نَافِذَةٌ إِلَى ٱلْقَلْبِ،‏ أَيْ أَنَّهَا تَكْشِفُ حَقِيقَةً مَا يُقِيمُ لَهُ ٱلْمَرْءُ وَزْنًا.‏ حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ قَالَ:‏ «مِنْ فَيْضِ ٱلْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ ٱلْفَمُ».‏ (‏مت ١٢:‏٣٤‏)‏ وَفِي حَالَتِهِ هُوَ،‏ نَجِدُهُ يَسْتَغِلُّ كُلَّ فُرْصَةٍ سَانِحَةٍ لِيُعَلِّمَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَٱلْأَنَاجِيلُ ٱلْأَرْبَعَةُ تَتَضَمَّنُ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ إِشَارَةٍ إِلَى هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ بِٱلذَّاتِ،‏ مُعْظَمُهَا بِلِسَانِهِ.‏ حَتَّى إِنَّهُ مَحْوَرَ عَمَلَهُ ٱلْكِرَازِيَّ حَوْلَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ إِذْ قَالَ:‏ «لَا بُدَّ لِي أَنْ أُبَشِّرَ ٱلْمُدُنَ ٱلْأُخْرَى أَيْضًا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ لِأَنِّي لِهٰذَا أُرْسِلْتُ».‏ (‏لو ٤:‏٤٣‏)‏ وَبَعْدَ قِيَامَتِهِ،‏ وَاصَلَ ٱلتَّكَلُّمَ عَنْهُ مَعَ تَلَامِيذِهِ.‏ (‏اع ١:‏٣‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ لَا بُدَّ أَنَّ قَلْبَ يَسُوعَ فَاضَ تَقْدِيرًا لِلْمَلَكُوتِ،‏ فَٱنْدَفَعَ إِلَى ٱلْمُجَاهَرَةِ بِهِ.‏

٥-‏٧ (‏أ)‏ مَا ٱلدَّلِيلُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ؟‏ أَوْضِحُوا.‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُبَيِّنُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ فِي نَظَرِنَا؟‏

٥ وَٱلْمَلَكُوتُ يَحْتَلُّ مَكَانَةً بَارِزَةً عِنْدَ يَهْوَهَ أَيْضًا.‏ فَهُوَ مَنْ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ ٱلْمَوْلُودَ ٱلْوَحِيدَ إِلَى ٱلْعَالَمِ،‏ وَهُوَ مَصْدَرُ جَمِيعِ أَقْوَالِ ٱلْمَسِيحِ وَتَعَالِيمِهِ.‏ (‏يو ٧:‏١٦؛‏ ١٢:‏​٤٩،‏ ٥٠‏)‏ وَلَا نَنْسَ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَنْ أَوْحَى بِكُلِّ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْأَنَاجِيلِ ٱلْأَرْبَعَةِ عَنْ حَيَاةِ يَسُوعَ وَخِدْمَتِهِ.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ قَلِيلًا فِي أَبْعَادِ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ.‏

يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ يَحْتَلُّ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ مَكَانَةً بَارِزَةً عِنْدِي؟‏›‏

٦ تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَعْمَلُ عَلَى أَلْبُومِ صُوَرٍ عَائِلِيَّةٍ.‏ صَحِيحٌ أَنَّكَ تَمْلِكُ تَشْكِيلَةً وَاسِعَةً مِنَ ٱلصُّوَرِ،‏ لٰكِنَّ سِعَةَ ٱلْأَلْبُومِ مَحْدُودَةٌ.‏ فَمَا عَسَاكَ تَفْعَلُ؟‏ بِٱلطَّبْعِ عَلَيْكَ أَنْ تَنْتَقِيَ بَعْضًا مِنْهَا.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلْأَنَاجِيلِ بِأَلْبُومٍ يَنْقُلُ لَنَا صُورَةً وَاضِحَةً عَنْ يَسُوعَ.‏ فَيَهْوَهُ لَمْ يُوحِ إِلَى ٱلْكَتَبَةِ بِتَدْوِينِ كُلِّ أَقْوَالِ وَأَعْمَالِ ٱلْمَسِيحِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏يو ٢٠:‏٣٠؛‏ ٢١:‏٢٥‏)‏ بَلْ إِنَّ رُوحَهُ وَجَّهَهُمْ إِلَى حِفْظِ تِلْكَ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْهَمَ مَا ٱلْأُمُورُ ٱلْأَكْثَرُ أَهَمِّيَّةً فِي نَظَرِهِ وَنُدْرِكَ مَا ٱلْقَصْدُ مِنْ خِدْمَةِ ٱبْنِهِ.‏ (‏٢ تي ٣:‏​١٦،‏ ١٧؛‏ ٢ بط ١:‏٢١‏)‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلْأَنَاجِيلَ زَاخِرَةٌ بِتَعَالِيمِ ٱلْمَسِيحِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ فَلَا بُدَّ أَنَّ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعَ يَحْتَلُّ مَكَانَةً بَارِزَةً عِنْدَ يَهْوَهَ.‏ خُلَاصَةُ ٱلْقَوْلِ:‏ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَتَعَرَّفَ إِلَى مَلَكُوتِهِ عَنْ كَثَبٍ.‏

٧ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ،‏ يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ يَحْتَلُّ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ مَكَانَةً بَارِزَةً عِنْدِي؟‏›.‏ وَإِذَا كَانَ كَذٰلِكَ،‏ أَلَا نَتَشَوَّقُ أَنْ نَسْتَمِعَ إِلَى أَقْوَالِ وَتَعَالِيمِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏ فَهِيَ تُعَرِّفُنَا مَا أَهَمِّيَّتُهُ وَتَكْشِفُ لَنَا كَيْفَ وَمَتَى سَيَأْتِي.‏

كَيْفَ ‹سَيَأْتِي ٱلْمَلَكُوتُ›؟‏

٨ كَيْفَ أَبْرَزَ يَسُوعُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

٨ لِنَتَأَمَّلْ أَوَّلًا فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ.‏ فَبِكَلِمَاتٍ بَلِيغَةٍ وَبَسِيطَةٍ،‏ أَبْرَزَ يَسُوعُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ مُظْهِرًا إِنْجَازَاتِهِ ٱلْمُرْتَقَبَةَ.‏ تَتَأَلَّفُ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةُ مِنْ سَبْعِ طَلِبَاتٍ.‏ اَلثَّلَاثُ ٱلْأُولَى تَتَعَلَّقُ بِمَقَاصِدِ يَهْوَهَ،‏ أَيْ تَقْدِيسِ ٱسْمِهِ وَإِتْيَانِ مَلَكُوتِهِ وَإِتْمَامِ مَشِيئَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ ‏(‏اقرأ متى ٦:‏​٩،‏ ١٠‏.‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلطَّلِبَاتُ مُتَرَابِطَةٌ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا،‏ إِذْ إِنَّ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ هُوَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا يَهْوَهُ لِيُقَدِّسَ ٱسْمَهُ وَيُتَمِّمَ مَشِيئَتَهُ.‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كَيْفَ سَيَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيٌّ مِنَ ٱلْوُعُودِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ تَتُوقُ إِلَى إِتْمَامِهِ؟‏

٩ وَكَيْفَ سَيَأْتِي ٱلْمَلَكُوتُ؟‏ إِنَّ ٱلصَّلَاةَ ٱلْتِمَاسًا ‹لِإِتْيَانِ مَلَكُوتِ› ٱللّٰهِ هِيَ بِمَثَابَةِ ٱلطَّلَبِ أَنْ يَتَّخِذَ هٰذَا ٱلْمَلَكُوتُ إِجْرَاءً حَاسِمًا.‏ إِذَّاكَ سَيُمَارِسُ سُلْطَتَهُ كَامِلًا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ فَيُزِيلُ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرَ ٱلْحَاضِرَ،‏ بِمَا فِيهِ كَامِلُ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ،‏ وَيَأْتِي بِعَالَمٍ جَدِيدٍ بَارٍّ.‏ (‏دا ٢:‏٤٤؛‏ ٢ بط ٣:‏١٣‏)‏ وَتَحْتَ حُكْمِهِ سَتُصْبِحُ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا فِرْدَوْسًا.‏ (‏لو ٢٣:‏٤٣‏)‏ وَسَيُعَادُ مَنْ فِي ذَاكِرَةِ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ لِيَجْتَمِعُوا ثَانِيَةً بِأَحِبَّائِهِمْ.‏ (‏يو ٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ كَمَا سَيَبْلُغُ ٱلْبَشَرُ ٱلطَّائِعُونَ ٱلْكَمَالَ وَيَتَمَتَّعُونَ بِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ.‏ (‏رؤ ٢١:‏​٣-‏٥‏)‏ بَعْدَئِذٍ تَتِمُّ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ تَمَامًا كَمَا هِيَ ٱلْحَالُ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ أَفَلَا تَتُوقُ إِلَى إِتْمَامِ هٰذِهِ ٱلْوُعُودِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ؟‏!‏ لَا تَنْسَ أَنَّكَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ تُصَلِّي طَلَبًا لِإِتْيَانِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ تَسْأَلُ ٱللّٰهَ أَنْ يُتَمِّمَ هٰذِهِ ٱلْوُعُودَ ٱلرَّائِعَةَ.‏

١٠ وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ لَمْ «يَأْتِ» بَعْدُ إِتْمَامًا لِلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ.‏ فَنَحْنُ لَا نَعِيشُ فِي عَالَمٍ جَدِيدٍ بَارٍّ،‏ وَٱلْحُكُومَاتُ ٱلْبَشَرِيَّةُ لَا تَزَالُ مُهَيْمِنَةً عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَا دَاعِيَ إِلَى ٱلْقَلَقِ.‏ فَمَلَكُوتُ ٱللّٰهِ سَبَقَ أَنْ تَأَسَّسَ كَمَا سَنَرَى فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي.‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَلْنَتَفَحَّصْ أَقْوَالَ يَسُوعَ ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِزَمَنِ تَأْسِيسِ وَإِتْيَانِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏

مَتَى تَأَسَّسَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟‏

١١ إِلَامَ أَشَارَ يَسُوعُ فِي مَا يَخْتَصُّ بِتَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

١١ خِلَافًا لِتَوَقُّعَاتِ بَعْضِ ٱلتَّلَامِيذِ،‏ أَشَارَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ لَنْ يَتَأَسَّسَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ.‏ (‏اع ١:‏٦‏)‏ وَلِإِبْرَازِ ٱلنُّقْطَةِ،‏ لَاحِظْ فِي مَا يَلِي مَثَلَيْنِ قَدَّمَهُمَا يَسُوعُ فِي مُنَاسَبَتَيْنِ تَفْصِلُ بَيْنَهُمَا أَقَلُّ مِنْ سَنَتَيْنِ.‏

١٢ كَيْفَ يَدُلُّ مَثَلُ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ لَمْ يَتَأَسَّسْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ؟‏

١٢ مَثَلُ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ.‏ (‏اقرأ متى ١٣:‏​٢٤-‏٣٠‏.‏)‏ قَدَّمَ يَسُوعُ هٰذَا ٱلْمَثَلَ وَشَرَحَهُ لِتَلَامِيذِهِ رُبَّمَا فِي رَبِيعِ عَامِ ٣١ ب‌م.‏ (‏مت ١٣:‏​٣٦-‏٤٣‏)‏ إِلَيْكَ خُلَاصَتَهُ وَمَغْزَاهُ:‏ بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ،‏ سَيَزْرَعُ إِبْلِيسُ ٱلزِّوَانَ (‏ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ)‏ بَيْنَ ٱلْحِنْطَةِ (‏‹بَنِي ٱلْمَلَكُوتِ› أَوِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ)‏.‏ ثُمَّ تُتْرَكُ ٱلْحِنْطَةُ وَٱلزِّوَانُ لِيَنْمُوَا مَعًا فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ حَتَّى يَحِينَ ٱلْحَصَادُ،‏ أَيِ «ٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ وَبَعْدَ بِدَايَةِ مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ،‏ يُجْمَعُ ٱلزِّوَانُ أَوَّلًا وَمِنْ ثَمَّ ٱلْحِنْطَةُ.‏ وَهٰكَذَا يُشِيرُ ٱلْمَثَلُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ مَا كَانَ لِيَتَأَسَّسَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لِلْمِيلَادِ،‏ بَلْ بَعْدَ ‹نُمُوِّ ٱلْحِنْطَةِ›.‏ وَبِحَسَبِ مُجْرَيَاتِ ٱلْأَحْدَاثِ،‏ ٱنْتَهَى نُمُوُّ ٱلْحِنْطَةِ وَبَدَأَ مَوْسِمُ ٱلْحَصَادِ عَامَ ١٩١٤.‏

١٣ كَيْفَ أَوْضَحَ يَسُوعُ أَنَّهُ لَنْ يُنَصَّبَ مَلِكًا مَسِيَّانِيًّا فَوْرَ عَوْدَتِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟‏

١٣ مَثَلُ ٱلْأَمْنَاءِ.‏ (‏اقرأ لوقا ١٩:‏​١١-‏١٣‏.‏)‏ قَدَّمَ يَسُوعُ هٰذَا ٱلْمَثَلَ عَامَ ٣٣ ب‌م فِيمَا كَانَ مُتَّجِهًا إِلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏ فَقَدِ ٱعْتَقَدَ بَعْضُ سَامِعِيهِ أَنَّهُ سَيُؤَسِّسُ مَلَكُوتَهُ فَوْرَ وُصُولِهِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ.‏ وَلِيُصَحِّحَ مَفْهُومَهُمْ وَيُظْهِرَ أَنَّ تَأْسِيسَ ٱلْمَلَكُوتِ مَا زَالَ بَعِيدًا،‏ شَبَّهَ نَفْسَهُ بِإِنْسَانٍ «شَرِيفِ ٱلنَّسَبِ سَافَرَ إِلَى أَرْضٍ بَعِيدَةٍ لِيُحْرِزَ سُلْطَةً مَلَكِيَّةً».‏ a فَهُوَ كَانَ سَيُسَافِرُ إِلَى «أَرْضٍ بَعِيدَةٍ»،‏ هِيَ ٱلسَّمَاءُ،‏ حَيْثُ يَتَسَلَّمُ سُلْطَةً مَلَكِيَّةً مِنْ أَبِيهِ.‏ لٰكِنَّهُ عَرَفَ أَنَّهُ لَنْ يُنَصَّبَ مَلِكًا مَسِيَّانِيًّا فَوْرَ عَوْدَتِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ،‏ بَلْ سَيَجْلِسُ عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ مُنْتَظِرًا ٱلْوَقْتَ ٱلْمُعَيَّنَ.‏ وَكَمَا ٱتَّضَحَ لَاحِقًا،‏ دَامَ ٱنْتِظَارُهُ عِدَّةَ قُرُونٍ.‏ —‏ مز ١١٠:‏​١،‏ ٢؛‏ مت ٢٢:‏​٤٣،‏ ٤٤؛‏ عب ١٠:‏​١٢،‏ ١٣‏.‏

مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟‏

١٤ (‏أ)‏ بِمَ أَجَابَ يَسُوعُ عَنْ سُؤَالٍ طَرَحَهُ عَلَيْهِ أَرْبَعَةٌ مِنْ رُسُلِهِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَكْشِفُ لَنَا إِتْمَامُ نُبُوَّةِ يَسُوعَ عَنْ حُضُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ؟‏

١٤ قَبْلَ بِضْعَةِ أَيَّامٍ مِنْ إِعْدَامِ يَسُوعَ،‏ طَرَحَ عَلَيْهِ أَرْبَعَةٌ مِنْ رُسُلِهِ ٱلسُّؤَالَ ٱلتَّالِيَ:‏ «مَاذَا تَكُونُ عَلَامَةُ حُضُورِكَ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ؟‏».‏ (‏مت ٢٤:‏٣؛‏ مر ١٣:‏٤‏)‏ وَلِلْإِجَابَةِ عَنْ سُؤَالِهِمْ،‏ أَنْبَأَ يَسُوعُ بِٱلنُّبُوَّةِ ٱلْمُفَصَّلَةِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي مَتَّى ٱلْإِصْحَاحَيْنِ ٢٤ وَ ٢٥‏.‏ فَقَدْ عَدَّدَ أَحْدَاثًا عَالَمِيَّةً مُتَنَوِّعَةً تُشَكِّلُ عَلَامَةً فَارِقَةً.‏ وَهٰذِهِ ٱلْعَلَامَةُ تَسِمُ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ تُدْعَى «حُضُورَ» ٱلْمَسِيحِ.‏ بِدَايَةُ حُضُورِهِ تُطَابِقُ تَأْسِيسَ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ فِي حِينِ أَنَّ ذُرْوَةَ حُضُورِهِ تُوَافِقُ إِتْيَانَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَٱلْيَوْمَ لَدَيْنَا أَدِلَّةٌ وَافِرَةٌ تُبَيِّنُ أَنَّ نُبُوَّةَ يَسُوعَ هِيَ قَيْدُ ٱلْإِتْمَامِ مُنْذُ عَامِ ١٩١٤.‏ b بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ،‏ تَسِمُ هٰذِهِ ٱلسَّنَةُ بِدَايَةَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ وَتَأْسِيسَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏

١٥،‏ ١٦ إِلَى مَنْ تُشِيرُ عِبَارَةُ «هٰذَا ٱلْجِيلِ»؟‏

١٥ فَمَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟‏ لَمْ يُقَدِّمْ يَسُوعُ جَوَابًا مُحَدَّدًا عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ.‏ (‏مت ٢٤:‏٣٦‏)‏ إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ مَعْلُومَاتٍ مِنْ شَأْنِهَا إِثْبَاتُ أَنَّ إِتْيَانَ ٱلْمَلَكُوتِ بَاتَ قَرِيبًا جِدًّا.‏ فَقَدْ أَشَارَ أَنَّهُ سَيَأْتِي بَعْدَ أَنْ يَشْهَدَ «هٰذَا ٱلْجِيلُ» إِتْمَامَ ٱلْعَلَامَةِ ٱلنَّبَوِيَّةِ.‏ ‏(‏اقرأ متى ٢٤:‏​٣٢-‏٣٤‏.‏)‏ فَمَنْ قَصَدَ بِعِبَارَةِ «هٰذَا ٱلْجِيلِ»؟‏

١٦ ‏«هٰذَا ٱلْجِيلُ».‏ هَلِ ٱلْمَقْصُودُ بِهٰذِهِ ٱلْعِبَارَةِ أَشْخَاصٌ لَيْسُوا مُؤْمِنِينَ؟‏ كَلَّا.‏ فَكِّرْ بِدَايَةً فِي مُسْتَمِعِي يَسُوعَ.‏ فَقَدْ كَشَفَ ٱلْمَسِيحُ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ لِبَعْضِ ٱلرُّسُلِ ٱلَّذِينَ ٱقْتَرَبُوا مِنْهُ «عَلَى ٱنْفِرَادٍ».‏ (‏مت ٢٤:‏٣‏)‏ وَهٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ كَانُوا سَيُمْسَحُونَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ عَمَّا قَرِيبٍ.‏ تَأَمَّلْ كَذٰلِكَ فِي سِيَاقِ ٱلْكَلَامِ.‏ فَقَبْلَ أَنْ يَتَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنْ «هٰذَا ٱلْجِيلِ»،‏ قَالَ:‏ «وَمِنْ مَثَلِ شَجَرَةِ ٱلتِّينِ تَعَلَّمُوا هٰذَا:‏ حَالَمَا يَصِيرُ غُصْنُهَا ٱلصَّغِيرُ رَخْصًا وَيُخْرِجُ أَوْرَاقًا،‏ تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلصَّيْفَ قَرِيبٌ.‏ كَذٰلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا،‏ مَتَى رَأَيْتُمْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ كُلَّهَا،‏ فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ».‏ وَعَلَيْهِ،‏ فَإِنَّ أَتْبَاعَ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ وَلَيْسَ أَشْخَاصًا غَيْرَ مُؤْمِنِينَ،‏ هُمْ مَنْ يَرَوْنَ إِتْمَامَ نُبُوَّتِهِ وَيُمَيِّزُونَ مَغْزَاهَا،‏ فَيَعْرِفُونَ أَنَّ يَسُوعَ «قَرِيبٌ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ».‏ وَهٰكَذَا يَتَّضِحُ أَنَّ يَسُوعَ قَصَدَ أَتْبَاعَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ حِينَ تَكَلَّمَ عَنْ «هٰذَا ٱلْجِيلِ».‏

١٧ مَا مَعْنَى عِبَارَتَي «ٱلْجِيلِ» وَ «هٰذِهِ كُلِّهَا»؟‏

١٧ ‏«لَنْ يَزُولَ هٰذَا ٱلْجِيلُ أَبَدًا حَتَّى تَكُونَ هٰذِهِ كُلُّهَا».‏ كَيْفَ سَتَتَحَقَّقُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ؟‏ لِإِيجَادِ ٱلْجَوَابِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ مَعْنَى ٱلْعِبَارَتَيْنِ:‏ «اَلْجِيلِ» وَ «هٰذِهِ كُلِّهَا».‏ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ غَالِبًا مَا يَدُلُّ «ٱلْجِيلُ» عَلَى أَشْخَاصٍ مِنْ أَعْمَارٍ مُتَفَاوِتَةٍ يَعِيشُونَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ فَتْرَةً مِنَ ٱلزَّمَنِ.‏ وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى مُدَّةٍ غَيْرِ طَوِيلَةٍ وَلَهَا نِهَايَةٌ.‏ (‏خر ١:‏٦‏)‏ أَمَّا ٱلتَّعْبِيرُ «هٰذِهِ كُلُّهَا» فَيَشْمُلُ كُلَّ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُنْبَإِ بِهَا ٱلَّتِي سَتَتِمُّ خِلَالَ حُضُورِ يَسُوعَ،‏ مِنْ بِدَايَتِهِ عَامَ ١٩١٤ حَتَّى ذُرْوَتِهِ فِي ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›.‏ —‏ مت ٢٤:‏٢١‏.‏

١٨،‏ ١٩ مَا مَعْنَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ عَنْ «هٰذَا ٱلْجِيلِ»،‏ وَمَاذَا نَسْتَنْتِجُ؟‏

١٨ فَمَا مَعْنَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ عَنْ «هٰذَا ٱلْجِيلِ» إِذًا؟‏ يَتَأَلَّفُ ٱلْجِيلُ مِنْ مَجْمُوعَتَيْنِ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَاصَرَتِ ٱلْوَاحِدَةُ ٱلْأُخْرَى.‏ اَلْمَجْمُوعَةُ ٱلْأُولَى مُؤَلَّفَةٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ شَهِدُوا بِدَايَةَ إِتْمَامِ ٱلْعَلَامَةِ عَامَ ١٩١٤.‏ أَمَّا ٱلْمَجْمُوعَةُ ٱلثَّانِيَةُ فَتَتَضَمَّنُ مَمْسُوحِينَ عَاصَرُوا أَفْرَادًا مِنَ ٱلْمَجْمُوعَةِ ٱلْأُولَى فَتْرَةً مِنَ ٱلزَّمَنِ.‏ وَٱلْبَعْضُ عَلَى ٱلْأَقَلِّ مِنَ ٱلْمَجْمُوعَةِ ٱلثَّانِيَةِ سَيَشْهَدُونَ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ ٱلْآتِي.‏ وَٱلْمَجْمُوعَتَانِ تُؤَلِّفَانِ مَعًا جِيلًا وَاحِدًا لِأَنَّهُمْ عَاشُوا فِي فَتْرَةٍ مُشْتَرَكَةٍ بَعْدَمَا مُسِحُوا بِٱلرُّوحِ.‏ c

١٩ فَمَاذَا نَسْتَنْتِجُ عَلَى ضَوْءِ مَا تَقَدَّمَ؟‏ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ عَلَامَةَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ بِصِفَتِهِ مَلِكًا لِلْمَلَكُوتِ ظَاهِرَةٌ بِوُضُوحٍ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ.‏ وَنَرَى أَيْضًا أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ لَا يَزَالُونَ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ وَيُشَكِّلُونَ جُزْءًا مِنْ «هٰذَا ٱلْجِيلِ» يَتَقَدَّمُونَ فِي ٱلسِّنِّ.‏ وَبِمَا أَنَّهُمْ لَنْ يَمُوتُوا جَمِيعًا قَبْلَ بِدَايَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ،‏ نَسْتَنْتِجُ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ سَيَأْتِي قَرِيبًا جِدًّا وَيَحْكُمُ ٱلْأَرْضَ بِرُمَّتِهَا.‏ أَوَلَيْسَ مُشَوِّقًا أَنْ نَشْهَدَ آنَذَاكَ إِتْمَامَ ٱلصَّلَاةِ ٱلَّتِي عَلَّمَنَا إِيَّاهَا يَسُوعُ حِينَمَا قَالَ:‏ «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ»؟‏!‏

٢٠ أَيُّ مَوْضُوعٍ مُهِمٍّ تُنَاقِشُهُ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةُ،‏ وَمَاذَا يَسْتَعْرِضُ ٱلْفَصْلُ ٱلتَّالِي؟‏

٢٠ فِي ٱلْخِتَامِ،‏ لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا إِطْلَاقًا أَنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ شَخْصِيًّا تَكَلَّمَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ آمِرًا بِخُصُوصِ ٱبْنِهِ:‏ «لَهُ ٱسْمَعُوا».‏ وَمِنْ جِهَتِنَا،‏ نَمْتَثِلُ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لِهٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ،‏ فَنَهْتَمُّ أَشَدَّ ٱهْتِمَامٍ بِمَا قَالَ وَعَلَّمَ يَسُوعُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةُ تَتَنَاوَلُ إِنْجَازَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَاضِيَةَ وَٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةَ.‏ بِدَايَةً،‏ سَيَسْتَعْرِضُ ٱلْفَصْلُ ٱلتَّالِي ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلْمُثِيرَةَ ٱلْمُرْتَبِطَةَ بِوِلَادَةِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏

a مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ مَثَلَ يَسُوعَ ذَكَّرَ سَامِعِيهِ بِأَرْخِيلَاوُسَ ٱبْنِ هِيرُودُسَ ٱلْكَبِيرِ.‏ فَهِيرُودُسُ عَيَّنَ أَرْخِيلَاوُسَ خَلَفًا لَهُ عَلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ وَمَنَاطِقَ أُخْرَى.‏ وَلٰكِنْ مَا كَانَ بِإِمْكَانِ أَرْخِيلَاوُسَ أَنْ يَسْتَهِلَّ حُكْمَهُ قَبْلَ أَنْ يُسَافِرَ فِي رِحْلَةٍ طَوِيلَةٍ إِلَى رُومَا لِيَنَالَ أَوَّلًا مُوَافَقَةَ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ.‏

c كُلُّ مَنْ مُسِحَ بَعْدَ مَوْتِ آخِرِ مَمْسُوحِي ٱلْمَجْمُوعَةِ ٱلْأُولَى (‏أَيِ بَعْدَ مَوْتِ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ شَهِدُوا «بِدَايَةَ ٱلْمَخَاضِ» عَامَ ١٩١٤)‏،‏ لَا يَكُونُ جُزْءًا مِنْ «هٰذَا ٱلْجِيلِ».‏ —‏ مت ٢٤:‏٨‏.‏