الفصل ١
«ليأتِ ملكوتك»
١، ٢ أَيُّ كَلِمَاتٍ تَفَوَّهَ بِهَا يَهْوَهُ ٱللّٰهُ شَخْصِيًّا عَلَى مَسْمَعِ ثَلَاثَةٍ مِنْ رُسُلِ يَسُوعَ، وَمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِمْ؟
اِفْرِضْ أَنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ شَخْصِيًّا أَوْصَاكَ وَصِيَّةً مُعَيَّنَةً، فَمَاذَا يَكُونُ رَدُّ فِعْلِكَ؟ أَوَلَا تَنْكَبُّ بِحَمَاسَةٍ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِمُوجَبِهَا مَهْمَا كَانَ مَضْمُونُهَا؟!
٢ هٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا ٱخْتَبَرَهُ ٱلرُّسُلُ ٱلثَّلَاثَةُ بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا فِي وَقْتٍ مَا بَعْدَ ٱلْفِصْحِ عَامَ ٣٢ بم. (اقرأ متى ١٧:١-٥.) فَفِيمَا كَانُوا مُجْتَمِعِينَ مَعَ يَسُوعَ عَلَى «جَبَلٍ شَامِخٍ»، رَأَوْا فِي رُؤْيَا لَمْحَةً مُسْبَقَةً عَنْ سَيِّدِهِمْ وَهُوَ مَلِكٌ سَمَاوِيٌّ مَجِيدٌ. وَكَانَتِ ٱلرُّؤْيَا نَابِضَةً بِٱلْحَيَاةِ لِدَرَجَةِ أَنَّ بُطْرُسَ حَاوَلَ ٱلْمُشَارَكَةَ فِيهَا. وَبَيْنَمَا ٱلرَّسُولُ يَتَكَلَّمُ، تَشَكَّلَتْ فَوْقَهُمْ سَحَابَةٌ. بَعْدَئِذٍ نَعِمَ ٱلْحَاضِرُونَ بِٱمْتِيَازِ أَنْ يَسْمَعُوا بِكُلِّ وُضُوحٍ صَوْتَ يَهْوَهَ نَفْسِهِ؛ اِمْتِيَازٌ لَمْ تَحْظَ بِهِ سِوَى قِلَّةٍ قَلِيلَةٍ مِنَ ٱلْبَشَرِ. فَأَكَّدَ يَهْوَهُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُهُ ثُمَّ أَوْصَاهُمْ وَصِيَّةً مُحَدَّدَةً، قَائِلًا: «لَهُ ٱسْمَعُوا». وَعَمَلًا بِهٰذَا ٱلْإِرْشَادِ ٱلْإِلٰهِيِّ، سَمِعَ ٱلرُّسُلُ لِمَا عَلَّمَهُ يَسُوعُ وَشَجَّعُوا ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ هُمْ بِدَوْرِهِمْ. — اع ٣:١٩-٢٣؛ ٤:١٨-٢٠.
اِسْتَفَاضَ يَسُوعُ فِي ٱلْحَدِيثِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ ٱلْمَوَاضِيعِ
٣ لِمَ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَسْمَعَ لِٱبْنِهِ، وَأَيُّ مَوْضُوعٍ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَدْرُسَهُ؟
٣ حُفِظَتْ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِمَنْفَعَتِنَا نَحْنُ. (رو ١٥:٤) فَيَسُوعُ هُوَ ٱلنَّاطِقُ بِٱسْمِ يَهْوَهَ. وَكَانَ كُلَّمَا فَتَحَ فَاهُ لِيُعَلِّمَ، يُجَاهِرُ بِحَقَائِقَ يَرْغَبُ أَبُوهُ أَنْ نَطَّلِعَ عَلَيْهَا. (يو ١:١، ١٤) فَأَيُّ مَوْضُوعٍ طَغَى عَلَى سَائِرِ ٱلْمَوَاضِيعِ فِي كَلَامِ يَسُوعَ؟ إِنَّهُ ٱلْحَدِيثُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، ٱلْحُكُومَةِ ٱلْمَسِيَّانِيَّةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنَ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ وَحُكَّامِهِ ٱلْمُعَاوِنِينَ ٱلْبَالِغِ عَدَدُهُمْ ٠٠٠,١٤٤. أَفَلَا يَحْسُنُ بِنَا إِذًا أَنْ نَدْرُسَ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعَ ٱلْبَالِغَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ بِتَمَعُّنٍ؟! (رؤ ٥:٩، ١٠؛ ١٤:١-٣؛ ٢٠:٦) وَلٰكِنْ لِمَ ٱسْتَفَاضَ يَسُوعُ فِي ٱلْحَدِيثِ عَنْ ٱلْمَلَكُوتِ؟
«مِنْ فَيْضِ ٱلْقَلْبِ . . .»
٤ كَيْفَ بَيَّنَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ فِي نَظَرِهِ؟
٤ يَحْتَلُّ ٱلْمَلَكُوتُ دُونَ شَكٍّ مَكَانَةً بَارِزَةً عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ. وَمَا ٱلدَّلِيلُ؟ اَلْكَلِمَاتُ عُمُومًا نَافِذَةٌ إِلَى ٱلْقَلْبِ، أَيْ أَنَّهَا تَكْشِفُ حَقِيقَةً مَا يُقِيمُ لَهُ ٱلْمَرْءُ وَزْنًا. حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ قَالَ: «مِنْ فَيْضِ ٱلْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ ٱلْفَمُ». (مت ١٢:٣٤) وَفِي حَالَتِهِ هُوَ، نَجِدُهُ يَسْتَغِلُّ كُلَّ فُرْصَةٍ سَانِحَةٍ لِيُعَلِّمَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَٱلْأَنَاجِيلُ ٱلْأَرْبَعَةُ تَتَضَمَّنُ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ إِشَارَةٍ إِلَى هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ بِٱلذَّاتِ، مُعْظَمُهَا بِلِسَانِهِ. حَتَّى إِنَّهُ مَحْوَرَ عَمَلَهُ ٱلْكِرَازِيَّ حَوْلَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، إِذْ قَالَ: «لَا بُدَّ لِي أَنْ أُبَشِّرَ ٱلْمُدُنَ ٱلْأُخْرَى أَيْضًا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، لِأَنِّي لِهٰذَا أُرْسِلْتُ». (لو ٤:٤٣) وَبَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَاصَلَ ٱلتَّكَلُّمَ عَنْهُ مَعَ تَلَامِيذِهِ. (اع ١:٣) وَعَلَيْهِ، لَا بُدَّ أَنَّ قَلْبَ يَسُوعَ فَاضَ تَقْدِيرًا لِلْمَلَكُوتِ، فَٱنْدَفَعَ إِلَى ٱلْمُجَاهَرَةِ بِهِ.
٥-٧ (أ) مَا ٱلدَّلِيلُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ؟ أَوْضِحُوا. (ب) كَيْفَ نُبَيِّنُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ فِي نَظَرِنَا؟
٥ وَٱلْمَلَكُوتُ يَحْتَلُّ مَكَانَةً بَارِزَةً عِنْدَ يَهْوَهَ أَيْضًا. فَهُوَ مَنْ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ ٱلْمَوْلُودَ ٱلْوَحِيدَ إِلَى ٱلْعَالَمِ، وَهُوَ مَصْدَرُ جَمِيعِ أَقْوَالِ ٱلْمَسِيحِ وَتَعَالِيمِهِ. (يو ٧:١٦؛ ١٢:٤٩، ٥٠) وَلَا نَنْسَ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَنْ أَوْحَى بِكُلِّ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْأَنَاجِيلِ ٱلْأَرْبَعَةِ عَنْ حَيَاةِ يَسُوعَ وَخِدْمَتِهِ. فَلْنَتَأَمَّلْ قَلِيلًا فِي أَبْعَادِ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ.
يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ يَحْتَلُّ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ مَكَانَةً بَارِزَةً عِنْدِي؟›
٦ تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَعْمَلُ عَلَى أَلْبُومِ صُوَرٍ عَائِلِيَّةٍ. صَحِيحٌ أَنَّكَ تَمْلِكُ تَشْكِيلَةً وَاسِعَةً مِنَ ٱلصُّوَرِ، لٰكِنَّ سِعَةَ ٱلْأَلْبُومِ مَحْدُودَةٌ. فَمَا عَسَاكَ تَفْعَلُ؟ بِٱلطَّبْعِ عَلَيْكَ أَنْ تَنْتَقِيَ بَعْضًا مِنْهَا. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلْأَنَاجِيلِ بِأَلْبُومٍ يَنْقُلُ لَنَا صُورَةً وَاضِحَةً عَنْ يَسُوعَ. فَيَهْوَهُ لَمْ يُوحِ إِلَى ٱلْكَتَبَةِ بِتَدْوِينِ كُلِّ أَقْوَالِ وَأَعْمَالِ ٱلْمَسِيحِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (يو ٢٠:٣٠؛ ٢١:٢٥) بَلْ إِنَّ رُوحَهُ وَجَّهَهُمْ إِلَى حِفْظِ تِلْكَ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْهَمَ مَا ٱلْأُمُورُ ٱلْأَكْثَرُ أَهَمِّيَّةً فِي نَظَرِهِ وَنُدْرِكَ مَا ٱلْقَصْدُ مِنْ خِدْمَةِ ٱبْنِهِ. (٢ تي ٣:١٦، ١٧؛ ٢ بط ١:٢١) وَبِمَا أَنَّ ٱلْأَنَاجِيلَ زَاخِرَةٌ بِتَعَالِيمِ ٱلْمَسِيحِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، فَلَا بُدَّ أَنَّ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعَ يَحْتَلُّ مَكَانَةً بَارِزَةً عِنْدَ يَهْوَهَ. خُلَاصَةُ ٱلْقَوْلِ: يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَتَعَرَّفَ إِلَى مَلَكُوتِهِ عَنْ كَثَبٍ.
٧ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ يَحْتَلُّ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ مَكَانَةً بَارِزَةً عِنْدِي؟›. وَإِذَا كَانَ كَذٰلِكَ، أَلَا نَتَشَوَّقُ أَنْ نَسْتَمِعَ إِلَى أَقْوَالِ وَتَعَالِيمِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ فَهِيَ تُعَرِّفُنَا مَا أَهَمِّيَّتُهُ وَتَكْشِفُ لَنَا كَيْفَ وَمَتَى سَيَأْتِي.
كَيْفَ ‹سَيَأْتِي ٱلْمَلَكُوتُ›؟
٨ كَيْفَ أَبْرَزَ يَسُوعُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ؟
٨ لِنَتَأَمَّلْ أَوَّلًا فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ. فَبِكَلِمَاتٍ بَلِيغَةٍ وَبَسِيطَةٍ، أَبْرَزَ يَسُوعُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ مُظْهِرًا إِنْجَازَاتِهِ ٱلْمُرْتَقَبَةَ. تَتَأَلَّفُ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةُ مِنْ سَبْعِ طَلِبَاتٍ. اَلثَّلَاثُ ٱلْأُولَى تَتَعَلَّقُ بِمَقَاصِدِ يَهْوَهَ، أَيْ تَقْدِيسِ ٱسْمِهِ وَإِتْيَانِ مَلَكُوتِهِ وَإِتْمَامِ مَشِيئَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ. (اقرأ متى ٦:٩، ١٠.) وَهٰذِهِ ٱلطَّلِبَاتُ مُتَرَابِطَةٌ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا، إِذْ إِنَّ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ هُوَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا يَهْوَهُ لِيُقَدِّسَ ٱسْمَهُ وَيُتَمِّمَ مَشِيئَتَهُ.
٩، ١٠ (أ) كَيْفَ سَيَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟ (ب) أَيٌّ مِنَ ٱلْوُعُودِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ تَتُوقُ إِلَى إِتْمَامِهِ؟
٩ وَكَيْفَ سَيَأْتِي ٱلْمَلَكُوتُ؟ إِنَّ ٱلصَّلَاةَ ٱلْتِمَاسًا ‹لِإِتْيَانِ مَلَكُوتِ› ٱللّٰهِ هِيَ بِمَثَابَةِ ٱلطَّلَبِ أَنْ يَتَّخِذَ هٰذَا ٱلْمَلَكُوتُ إِجْرَاءً حَاسِمًا. إِذَّاكَ سَيُمَارِسُ سُلْطَتَهُ كَامِلًا عَلَى ٱلْأَرْضِ، فَيُزِيلُ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرَ ٱلْحَاضِرَ، بِمَا فِيهِ كَامِلُ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ، وَيَأْتِي بِعَالَمٍ جَدِيدٍ بَارٍّ. (دا ٢:٤٤؛ ٢ بط ٣:١٣) وَتَحْتَ حُكْمِهِ سَتُصْبِحُ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا فِرْدَوْسًا. (لو ٢٣:٤٣) وَسَيُعَادُ مَنْ فِي ذَاكِرَةِ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ لِيَجْتَمِعُوا ثَانِيَةً بِأَحِبَّائِهِمْ. (يو ٥:٢٨، ٢٩) كَمَا سَيَبْلُغُ ٱلْبَشَرُ ٱلطَّائِعُونَ ٱلْكَمَالَ وَيَتَمَتَّعُونَ بِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. (رؤ ٢١:٣-٥) بَعْدَئِذٍ تَتِمُّ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ تَمَامًا كَمَا هِيَ ٱلْحَالُ فِي ٱلسَّمَاءِ. أَفَلَا تَتُوقُ إِلَى إِتْمَامِ هٰذِهِ ٱلْوُعُودِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ؟! لَا تَنْسَ أَنَّكَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ تُصَلِّي طَلَبًا لِإِتْيَانِ ٱلْمَلَكُوتِ، تَسْأَلُ ٱللّٰهَ أَنْ يُتَمِّمَ هٰذِهِ ٱلْوُعُودَ ٱلرَّائِعَةَ.
١٠ وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ لَمْ «يَأْتِ» بَعْدُ إِتْمَامًا لِلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ. فَنَحْنُ لَا نَعِيشُ فِي عَالَمٍ جَدِيدٍ بَارٍّ، وَٱلْحُكُومَاتُ ٱلْبَشَرِيَّةُ لَا تَزَالُ مُهَيْمِنَةً عَلَى ٱلْأَرْضِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَا دَاعِيَ إِلَى ٱلْقَلَقِ. فَمَلَكُوتُ ٱللّٰهِ سَبَقَ أَنْ تَأَسَّسَ كَمَا سَنَرَى فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي. أَمَّا ٱلْآنَ فَلْنَتَفَحَّصْ أَقْوَالَ يَسُوعَ ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِزَمَنِ تَأْسِيسِ وَإِتْيَانِ ٱلْمَلَكُوتِ.
مَتَى تَأَسَّسَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟
١١ إِلَامَ أَشَارَ يَسُوعُ فِي مَا يَخْتَصُّ بِتَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
١١ خِلَافًا لِتَوَقُّعَاتِ بَعْضِ ٱلتَّلَامِيذِ، أَشَارَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ لَنْ يَتَأَسَّسَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ. (اع ١:٦) وَلِإِبْرَازِ ٱلنُّقْطَةِ، لَاحِظْ فِي مَا يَلِي مَثَلَيْنِ قَدَّمَهُمَا يَسُوعُ فِي مُنَاسَبَتَيْنِ تَفْصِلُ بَيْنَهُمَا أَقَلُّ مِنْ سَنَتَيْنِ.
١٢ كَيْفَ يَدُلُّ مَثَلُ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ لَمْ يَتَأَسَّسْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ؟
١٢ مَثَلُ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ. (اقرأ متى ١٣:٢٤-٣٠.) قَدَّمَ يَسُوعُ هٰذَا ٱلْمَثَلَ وَشَرَحَهُ لِتَلَامِيذِهِ رُبَّمَا فِي رَبِيعِ عَامِ ٣١ بم. (مت ١٣:٣٦-٤٣) إِلَيْكَ خُلَاصَتَهُ وَمَغْزَاهُ: بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ، سَيَزْرَعُ إِبْلِيسُ ٱلزِّوَانَ (ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ) بَيْنَ ٱلْحِنْطَةِ (‹بَنِي ٱلْمَلَكُوتِ› أَوِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ). ثُمَّ تُتْرَكُ ٱلْحِنْطَةُ وَٱلزِّوَانُ لِيَنْمُوَا مَعًا فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ حَتَّى يَحِينَ ٱلْحَصَادُ، أَيِ «ٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». وَبَعْدَ بِدَايَةِ مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ، يُجْمَعُ ٱلزِّوَانُ أَوَّلًا وَمِنْ ثَمَّ ٱلْحِنْطَةُ. وَهٰكَذَا يُشِيرُ ٱلْمَثَلُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ مَا كَانَ لِيَتَأَسَّسَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لِلْمِيلَادِ، بَلْ بَعْدَ ‹نُمُوِّ ٱلْحِنْطَةِ›. وَبِحَسَبِ مُجْرَيَاتِ ٱلْأَحْدَاثِ، ٱنْتَهَى نُمُوُّ ٱلْحِنْطَةِ وَبَدَأَ مَوْسِمُ ٱلْحَصَادِ عَامَ ١٩١٤.
١٣ كَيْفَ أَوْضَحَ يَسُوعُ أَنَّهُ لَنْ يُنَصَّبَ مَلِكًا مَسِيَّانِيًّا فَوْرَ عَوْدَتِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟
١٣ مَثَلُ ٱلْأَمْنَاءِ. (اقرأ لوقا ١٩:١١-١٣.) قَدَّمَ يَسُوعُ هٰذَا ٱلْمَثَلَ عَامَ ٣٣ بم فِيمَا كَانَ مُتَّجِهًا إِلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأَخِيرَةِ. فَقَدِ ٱعْتَقَدَ بَعْضُ سَامِعِيهِ أَنَّهُ سَيُؤَسِّسُ مَلَكُوتَهُ فَوْرَ وُصُولِهِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ. وَلِيُصَحِّحَ مَفْهُومَهُمْ وَيُظْهِرَ أَنَّ تَأْسِيسَ ٱلْمَلَكُوتِ مَا زَالَ بَعِيدًا، شَبَّهَ نَفْسَهُ بِإِنْسَانٍ «شَرِيفِ ٱلنَّسَبِ سَافَرَ إِلَى أَرْضٍ بَعِيدَةٍ لِيُحْرِزَ سُلْطَةً مَلَكِيَّةً». a فَهُوَ كَانَ سَيُسَافِرُ إِلَى «أَرْضٍ بَعِيدَةٍ»، هِيَ ٱلسَّمَاءُ، حَيْثُ يَتَسَلَّمُ سُلْطَةً مَلَكِيَّةً مِنْ أَبِيهِ. لٰكِنَّهُ عَرَفَ أَنَّهُ لَنْ يُنَصَّبَ مَلِكًا مَسِيَّانِيًّا فَوْرَ عَوْدَتِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، بَلْ سَيَجْلِسُ عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ مُنْتَظِرًا ٱلْوَقْتَ ٱلْمُعَيَّنَ. وَكَمَا ٱتَّضَحَ لَاحِقًا، دَامَ ٱنْتِظَارُهُ عِدَّةَ قُرُونٍ. — مز ١١٠:١، ٢؛ مت ٢٢:٤٣، ٤٤؛ عب ١٠:١٢، ١٣.
مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟
١٤ (أ) بِمَ أَجَابَ يَسُوعُ عَنْ سُؤَالٍ طَرَحَهُ عَلَيْهِ أَرْبَعَةٌ مِنْ رُسُلِهِ؟ (ب) مَاذَا يَكْشِفُ لَنَا إِتْمَامُ نُبُوَّةِ يَسُوعَ عَنْ حُضُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ؟
١٤ قَبْلَ بِضْعَةِ أَيَّامٍ مِنْ إِعْدَامِ يَسُوعَ، طَرَحَ عَلَيْهِ أَرْبَعَةٌ مِنْ رُسُلِهِ ٱلسُّؤَالَ ٱلتَّالِيَ: «مَاذَا تَكُونُ عَلَامَةُ حُضُورِكَ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ؟». (مت ٢٤:٣؛ مر ١٣:٤) وَلِلْإِجَابَةِ عَنْ سُؤَالِهِمْ، أَنْبَأَ يَسُوعُ بِٱلنُّبُوَّةِ ٱلْمُفَصَّلَةِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي مَتَّى ٱلْإِصْحَاحَيْنِ ٢٤ وَ ٢٥. فَقَدْ عَدَّدَ أَحْدَاثًا عَالَمِيَّةً مُتَنَوِّعَةً تُشَكِّلُ عَلَامَةً فَارِقَةً. وَهٰذِهِ ٱلْعَلَامَةُ تَسِمُ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ تُدْعَى «حُضُورَ» ٱلْمَسِيحِ. بِدَايَةُ حُضُورِهِ تُطَابِقُ تَأْسِيسَ ٱلْمَلَكُوتِ، فِي حِينِ أَنَّ ذُرْوَةَ حُضُورِهِ تُوَافِقُ إِتْيَانَ ٱلْمَلَكُوتِ. وَٱلْيَوْمَ لَدَيْنَا أَدِلَّةٌ وَافِرَةٌ تُبَيِّنُ أَنَّ نُبُوَّةَ يَسُوعَ هِيَ قَيْدُ ٱلْإِتْمَامِ مُنْذُ عَامِ ١٩١٤. b بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، تَسِمُ هٰذِهِ ٱلسَّنَةُ بِدَايَةَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ وَتَأْسِيسَ ٱلْمَلَكُوتِ.
١٥، ١٦ إِلَى مَنْ تُشِيرُ عِبَارَةُ «هٰذَا ٱلْجِيلِ»؟
١٥ فَمَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟ لَمْ يُقَدِّمْ يَسُوعُ جَوَابًا مُحَدَّدًا عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ. (مت ٢٤:٣٦) إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ مَعْلُومَاتٍ مِنْ شَأْنِهَا إِثْبَاتُ أَنَّ إِتْيَانَ ٱلْمَلَكُوتِ بَاتَ قَرِيبًا جِدًّا. فَقَدْ أَشَارَ أَنَّهُ سَيَأْتِي بَعْدَ أَنْ يَشْهَدَ «هٰذَا ٱلْجِيلُ» إِتْمَامَ ٱلْعَلَامَةِ ٱلنَّبَوِيَّةِ. (اقرأ متى ٢٤:٣٢-٣٤.) فَمَنْ قَصَدَ بِعِبَارَةِ «هٰذَا ٱلْجِيلِ»؟
١٦ «هٰذَا ٱلْجِيلُ». هَلِ ٱلْمَقْصُودُ بِهٰذِهِ ٱلْعِبَارَةِ أَشْخَاصٌ لَيْسُوا مُؤْمِنِينَ؟ كَلَّا. فَكِّرْ بِدَايَةً فِي مُسْتَمِعِي يَسُوعَ. فَقَدْ كَشَفَ ٱلْمَسِيحُ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ لِبَعْضِ ٱلرُّسُلِ ٱلَّذِينَ ٱقْتَرَبُوا مِنْهُ «عَلَى ٱنْفِرَادٍ». (مت ٢٤:٣) وَهٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ كَانُوا سَيُمْسَحُونَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ عَمَّا قَرِيبٍ. تَأَمَّلْ كَذٰلِكَ فِي سِيَاقِ ٱلْكَلَامِ. فَقَبْلَ أَنْ يَتَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنْ «هٰذَا ٱلْجِيلِ»، قَالَ: «وَمِنْ مَثَلِ شَجَرَةِ ٱلتِّينِ تَعَلَّمُوا هٰذَا: حَالَمَا يَصِيرُ غُصْنُهَا ٱلصَّغِيرُ رَخْصًا وَيُخْرِجُ أَوْرَاقًا، تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلصَّيْفَ قَرِيبٌ. كَذٰلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ كُلَّهَا، فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ». وَعَلَيْهِ، فَإِنَّ أَتْبَاعَ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، وَلَيْسَ أَشْخَاصًا غَيْرَ مُؤْمِنِينَ، هُمْ مَنْ يَرَوْنَ إِتْمَامَ نُبُوَّتِهِ وَيُمَيِّزُونَ مَغْزَاهَا، فَيَعْرِفُونَ أَنَّ يَسُوعَ «قَرِيبٌ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ». وَهٰكَذَا يَتَّضِحُ أَنَّ يَسُوعَ قَصَدَ أَتْبَاعَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ حِينَ تَكَلَّمَ عَنْ «هٰذَا ٱلْجِيلِ».
١٧ مَا مَعْنَى عِبَارَتَي «ٱلْجِيلِ» وَ «هٰذِهِ كُلِّهَا»؟
١٧ «لَنْ يَزُولَ هٰذَا ٱلْجِيلُ أَبَدًا حَتَّى تَكُونَ هٰذِهِ كُلُّهَا». كَيْفَ سَتَتَحَقَّقُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ؟ لِإِيجَادِ ٱلْجَوَابِ، عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ مَعْنَى ٱلْعِبَارَتَيْنِ: «اَلْجِيلِ» وَ «هٰذِهِ كُلِّهَا». فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، غَالِبًا مَا يَدُلُّ «ٱلْجِيلُ» عَلَى أَشْخَاصٍ مِنْ أَعْمَارٍ مُتَفَاوِتَةٍ يَعِيشُونَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ فَتْرَةً مِنَ ٱلزَّمَنِ. وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى مُدَّةٍ غَيْرِ طَوِيلَةٍ وَلَهَا نِهَايَةٌ. (خر ١:٦) أَمَّا ٱلتَّعْبِيرُ «هٰذِهِ كُلُّهَا» فَيَشْمُلُ كُلَّ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُنْبَإِ بِهَا ٱلَّتِي سَتَتِمُّ خِلَالَ حُضُورِ يَسُوعَ، مِنْ بِدَايَتِهِ عَامَ ١٩١٤ حَتَّى ذُرْوَتِهِ فِي ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›. — مت ٢٤:٢١.
١٨، ١٩ مَا مَعْنَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ عَنْ «هٰذَا ٱلْجِيلِ»، وَمَاذَا نَسْتَنْتِجُ؟
١٨ فَمَا مَعْنَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ عَنْ «هٰذَا ٱلْجِيلِ» إِذًا؟ يَتَأَلَّفُ ٱلْجِيلُ مِنْ مَجْمُوعَتَيْنِ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَاصَرَتِ ٱلْوَاحِدَةُ ٱلْأُخْرَى. اَلْمَجْمُوعَةُ ٱلْأُولَى مُؤَلَّفَةٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ شَهِدُوا بِدَايَةَ إِتْمَامِ ٱلْعَلَامَةِ عَامَ ١٩١٤. أَمَّا ٱلْمَجْمُوعَةُ ٱلثَّانِيَةُ فَتَتَضَمَّنُ مَمْسُوحِينَ عَاصَرُوا أَفْرَادًا مِنَ ٱلْمَجْمُوعَةِ ٱلْأُولَى فَتْرَةً مِنَ ٱلزَّمَنِ. وَٱلْبَعْضُ عَلَى ٱلْأَقَلِّ مِنَ ٱلْمَجْمُوعَةِ ٱلثَّانِيَةِ سَيَشْهَدُونَ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ ٱلْآتِي. وَٱلْمَجْمُوعَتَانِ تُؤَلِّفَانِ مَعًا جِيلًا وَاحِدًا لِأَنَّهُمْ عَاشُوا فِي فَتْرَةٍ مُشْتَرَكَةٍ بَعْدَمَا مُسِحُوا بِٱلرُّوحِ. c
١٩ فَمَاذَا نَسْتَنْتِجُ عَلَى ضَوْءِ مَا تَقَدَّمَ؟ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ عَلَامَةَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ بِصِفَتِهِ مَلِكًا لِلْمَلَكُوتِ ظَاهِرَةٌ بِوُضُوحٍ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. وَنَرَى أَيْضًا أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ لَا يَزَالُونَ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ وَيُشَكِّلُونَ جُزْءًا مِنْ «هٰذَا ٱلْجِيلِ» يَتَقَدَّمُونَ فِي ٱلسِّنِّ. وَبِمَا أَنَّهُمْ لَنْ يَمُوتُوا جَمِيعًا قَبْلَ بِدَايَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، نَسْتَنْتِجُ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ سَيَأْتِي قَرِيبًا جِدًّا وَيَحْكُمُ ٱلْأَرْضَ بِرُمَّتِهَا. أَوَلَيْسَ مُشَوِّقًا أَنْ نَشْهَدَ آنَذَاكَ إِتْمَامَ ٱلصَّلَاةِ ٱلَّتِي عَلَّمَنَا إِيَّاهَا يَسُوعُ حِينَمَا قَالَ: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ»؟!
٢٠ أَيُّ مَوْضُوعٍ مُهِمٍّ تُنَاقِشُهُ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةُ، وَمَاذَا يَسْتَعْرِضُ ٱلْفَصْلُ ٱلتَّالِي؟
٢٠ فِي ٱلْخِتَامِ، لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا إِطْلَاقًا أَنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ شَخْصِيًّا تَكَلَّمَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ آمِرًا بِخُصُوصِ ٱبْنِهِ: «لَهُ ٱسْمَعُوا». وَمِنْ جِهَتِنَا، نَمْتَثِلُ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لِهٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ، فَنَهْتَمُّ أَشَدَّ ٱهْتِمَامٍ بِمَا قَالَ وَعَلَّمَ يَسُوعُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَهٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةُ تَتَنَاوَلُ إِنْجَازَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَاضِيَةَ وَٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةَ. بِدَايَةً، سَيَسْتَعْرِضُ ٱلْفَصْلُ ٱلتَّالِي ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلْمُثِيرَةَ ٱلْمُرْتَبِطَةَ بِوِلَادَةِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ فِي ٱلسَّمَاءِ.
a مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ مَثَلَ يَسُوعَ ذَكَّرَ سَامِعِيهِ بِأَرْخِيلَاوُسَ ٱبْنِ هِيرُودُسَ ٱلْكَبِيرِ. فَهِيرُودُسُ عَيَّنَ أَرْخِيلَاوُسَ خَلَفًا لَهُ عَلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ وَمَنَاطِقَ أُخْرَى. وَلٰكِنْ مَا كَانَ بِإِمْكَانِ أَرْخِيلَاوُسَ أَنْ يَسْتَهِلَّ حُكْمَهُ قَبْلَ أَنْ يُسَافِرَ فِي رِحْلَةٍ طَوِيلَةٍ إِلَى رُومَا لِيَنَالَ أَوَّلًا مُوَافَقَةَ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ.
b لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ، ٱنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ٩ مِنْ كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟.