الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ٤

يهوه يرفِّع اسمه

يهوه يرفِّع اسمه

مِحْوَرُ ٱلْفَصْلِ

شَعْبُ ٱللّٰهِ يُمَيِّزُ مَكَانَةَ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ

١،‏ ٢ كَيْفَ تُرَفِّعُ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱسْمَ ٱللّٰهِ؟‏

 في يَوْمٍ مُشْمِسٍ وَبَارِدٍ،‏ تَحْدِيدًا يَوْمَ ٱلثُّلَاثَاءِ ٱلْوَاقِعِ فِيهِ ٢ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (‏دِيسَمْبِر)‏ ١٩٤٧،‏ بَاشَرَ فَرِيقٌ صَغِيرٌ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْعَامِلِينَ فِي بَيْتَ إِيلَ فِي بْرُوكْلِين بِنْيُويُورْك مُهِمَّةً ضَخْمَةً.‏ اَلْعَمَلُ كَانَ هَائِلًا وَٱسْتَلْزَمَ سَنَوَاتٍ مِنَ ٱلْجِدِّ وَٱلْمُثَابَرَةِ حَتَّى يَكْتَمِلَ.‏ وَبَعْدَ طُولِ ٱنْتِظَارٍ،‏ تَحَقَّقَ ٱلْهَدَفُ ٱلْمَنْشُودُ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ فِي ١٣ آذَارَ (‏مَارِس)‏ عَامَ ١٩٦٠،‏ أَيْ بَعْدَ ١٢ سَنَةً،‏ حِينَ وَضَعَ ٱلْفَرِيقُ لَمَسَاتِهِ ٱلْأَخِيرَةَ عَلَى تَرْجَمَةٍ جَدِيدَةٍ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ،‏ أَعْلَنَ ٱلْأَخُ نَاثَان نُور فِي ١٨ حَزِيرَانَ (‏يُونْيُو)‏ عَنْ إِصْدَارِ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَخِيرِ مِنْ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ —‏ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ أَمَامَ حُضُورٍ مُتَحَمِّسٍ فِي مَحْفِلٍ عُقِدَ فِي مَانْتْشِيسْتِر بِإِنْكِلْتَرَا.‏ ثُمَّ عَبَّرَ عَنْ مَشَاعِرِ ٱلْجَمِيعِ قَائِلًا:‏ «اَلْيَوْمَ يَوْمُ فَرَحٍ عَظِيمٍ لِجَمِيعِ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي كُلِّ بِقَاعِ ٱلْأَرْضِ!‏».‏ وَلَعَلَّ أَكْثَرَ مَا فَرَّحَهُمْ فِي هٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةِ ٱلْجَدِيدَةِ أَنَّهَا تُورِدُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ ٱلشَّخْصِيَّ مِرَارًا وَتَكْرَارًا.‏

صَدَرَتْ اَلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ —‏ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ فِي مَحْفِلِ «نُمُوُّ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ» عَامَ ١٩٥٠ (‏الى اليمين:‏ غَانَا؛‏ الى اليسار:‏ يَانْكِي سْتَادِيُوم،‏ مَدِينَةُ نْيُويُورْك)‏

٢ فَفِي حِينِ حَذَفَتْ تَرْجَمَاتٌ عَدِيدَةٌ ٱسْمَ ٱللّٰهِ،‏ جَابَهَ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْمَمْسُوحُونَ مَكِيدَةَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّامِيَةَ إِلَى مَحْوِ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ مِنْ ذَاكِرَةِ ٱلْبَشَرِ.‏ ذَكَرَتْ مُقَدَّمَةُ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلصَّادِرَةِ آنَذَاكَ:‏ «إِنَّ أَبْرَزَ مَا تَتَمَيَّزُ بِهِ هٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةُ هُوَ رَدُّ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ إِلَى مَكَانِهِ».‏ وَبِٱلْفِعْلِ يَرِدُ فِيهَا ٱسْمُ ٱللّٰهِ ٱلشَّخْصِيُّ يَهْوَهُ أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠‏,٧ مَرَّةٍ.‏ فَهَلْ مِنْ شَكٍّ أَنَّ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ تُرَفِّعُ ٱسْمَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ وَتُمَجِّدُهُ؟‏!‏

٣ (‏أ)‏ مَاذَا أَدْرَكَ إِخْوَتُنَا عَنِ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلْمَقْصُودُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْخُرُوج ٣:‏​١٣،‏ ١٤‏؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ مَا مَعْنَى ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟‏‏».‏)‏

٣ قَبْلَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ ٱعْتَقَدَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱسْمَ ٱللّٰهِ يَعْنِي «أَنَا هُوَ ٱلَّذِي هُوَ».‏ (‏خر ٣:‏١٤‏،‏ ترجمة الملك جيمس‏)‏ لِذَا ذَكَرَ عَدَدُ ١ كَانُونَ ٱلثَّانِي (‏يَنَايِر)‏ ١٩٢٦ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مَا يَلِي:‏ «يُشِيرُ ٱلِٱسْمُ يَهْوَهُ إِلَى ذَاكَ ٱلْقَائِمِ بِذَاتِهِ .‏ .‏ .‏ ٱلَّذِي لَا بِدَايَةَ لَهُ وَلَا نِهَايَةَ».‏ وَلٰكِنْ حِينَ بَدَأَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْعَمَلَ عَلَى تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ كَانَ يَهْوَهُ قَدْ سَاعَدَ شَعْبَهُ لِيُمَيِّزُوا أَنَّ ٱسْمَهُ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى هٰذَا ٱلْمَعْنَى فَحَسْبُ،‏ بَلْ يَعْنِي بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى أَنَّهُ إِلٰهُ قَصْدٍ وَعَمَلٍ.‏ فَقَدْ فَهِمُوا أَنَّ ٱسْمَهُ يَعْنِي حَرْفِيًّا «يُصَيِّرُ».‏ فَهُوَ مَنْ صَيَّرَ ٱلْكَوْنَ وَٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلذَّكِيَّةَ مَوْجُودَةً،‏ وَلَا يَزَالُ يُصَيِّرُ مَشِيئَتَهُ وَقَصْدَهُ وَاقِعًا مَلْمُوسًا.‏ وَلٰكِنْ مَا أَهَمِّيَّةُ أَنْ يُرَفَّعَ ٱسْمُ ٱللّٰهِ،‏ وَكَيْفَ نُسَاهِمُ فِي تَرْفِيعِهِ؟‏

كَيْفَ يَتَقَدَّسُ ٱسْمُ ٱللّٰهِ؟‏

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ مَاذَا نَطْلُبُ حِينَ نُصَلِّي قَائِلِينَ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ»؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ سَيُقَدِّسُ ٱللّٰهُ ٱسْمَهُ،‏ وَمَتَى؟‏

٤ يَشَاءُ يَهْوَهُ أَنْ يُرَفَّعَ ٱسْمُهُ.‏ حَتَّى إِنَّ تَقْدِيسَ هٰذَا ٱلِٱسْمِ هُوَ قَصْدُهُ ٱلرَّئِيسِيُّ حَسْبَمَا تَدُلُّ أُولَى ٱلطَّلِبَاتِ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ.‏ فَقَدْ صَلَّى يَسُوعُ قَائِلًا:‏ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ».‏ (‏مت ٦:‏٩‏)‏ وَلٰكِنْ مَا مَعْنَى هٰذِهِ ٱلطِّلْبَةِ؟‏

٥ كَمَا تَعَلَّمْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلْأَوَّلِ‏،‏ إِنَّ ٱلطِّلْبَةَ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ» وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلَاثِ طَلِبَاتٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِقَصْدِ يَهْوَهَ.‏ فَقَدْ عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَيْضًا أَنْ نُصَلِّيَ قَائِلِينَ:‏ «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.‏ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ».‏ (‏مت ٦:‏١٠‏)‏ إِذًا مِثْلَمَا نَطْلُبُ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً لِيَأْتِيَ مَلَكُوتُهُ وَتَتِمَّ مَشِيئَتُهُ،‏ كَذٰلِكَ نَسْأَلُهُ أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً لِتَقْدِيسِ ٱسْمِهِ.‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ نَحْنُ نَلْتَمِسُ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُبَادِرَ وَيُزِيلَ عَنِ ٱسْمِهِ كُلَّ تَعْيِيرٍ لَحِقَ بِهِ مُنْذُ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ.‏ فَكَيْفَ سَيَتَجَاوَبُ مَعَ صَلَاةٍ كَهٰذِهِ؟‏ ذَكَرَ:‏ «أُقَدِّسُ ٱسْمِي ٱلْعَظِيمَ ٱلَّذِي دُنِّسَ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏حز ٣٦:‏٢٣؛‏ ٣٨:‏٢٣‏)‏ فَحِينَ يَقْضِي عَلَى ٱلشَّرِّ فِي هَرْمَجِدُّونَ،‏ سَيُقَدِّسُ يَهْوَهُ ٱسْمَهُ عَلَى مَرْأًى مِنَ ٱلْخَلِيقَةِ بِأَسْرِهَا.‏

٦ كَيْفَ نُقَدِّسُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ؟‏

٦ وَعَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ،‏ أَتَاحَ يَهْوَهُ لِخُدَّامِهِ أَنْ يُسَاهِمُوا فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِهِ.‏ وَلٰكِنْ هَلْ لَنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ أَنْ نَجْعَلَ ٱسْمَ ٱللّٰهِ أَكْثَرَ قُدْسِيَّةً؟‏ حَاشَا!‏ فَهُوَ مُقَدَّسٌ تَقْدِيسًا كَامِلًا.‏ فَكَيْفَ نُقَدِّسُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ إِذًا؟‏ لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَهْوَهُ نَفْسُهُ عَنْ شَعْبِهِ:‏ «يُقَدِّسُونَ ٱسْمِي .‏ .‏ .‏ وَيَهَابُونَ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ».‏ (‏اش ٢٩:‏٢٣‏)‏ إِذًا نَحْنُ نُقَدِّسُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ حِينَ نَضَعُهُ فِي مَنْزِلَةٍ خَاصَّةٍ،‏ نَعْتَبِرُهُ أَرْفَعَ مِنْ سَائِرِ ٱلْأَسْمَاءِ،‏ نَحْتَرِمُ مَا يُمَثِّلُهُ،‏ وَنُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَعْتَبِرُوهُ هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسًا.‏ كَمَا أَنَّنَا نَحْتَرِمُ هٰذَا ٱلِٱسْمَ وَنَهَابُهُ خُصُوصًا حِينَ نَعْتَرِفُ بِيَهْوَهَ حَاكِمًا عَلَيْنَا وَنُطِيعُهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا.‏ —‏ ام ٣:‏١؛‏ رؤ ٤:‏١١‏.‏

اَلِٱسْتِعْدَادُ لِحَمْلِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَتَرْفِيعِهِ

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ لِمَ سَمَحَ ٱللّٰهُ بِمُرُورِ وَقْتٍ قَبْلَ أَنْ يَحْمِلَ شَعْبُهُ ٱسْمَهُ؟‏ (‏ب)‏ فِيمَ سَنَتَأَمَّلُ ٱلْآنَ؟‏

٧ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ،‏ ٱسْتَعْمَلَ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلِٱسْمَ ٱلْإِلٰهِيَّ فِي مَطْبُوعَاتِهِمْ مُنْذُ سَبْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ.‏ مَثَلًا يَرِدُ ٱلِٱسْمُ يَهْوَهُ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدِ آبَ (‏أُغُسْطُس)‏ مِنْ عَامِ ١٨٧٩ وَفِي كِتَابِ تَرَانِيمَ بِعُنْوَانِ تَرَانِيمُ ٱلْعَرُوسِ صَدَرَ فِي ٱلسَّنَةِ عَيْنِهَا.‏ وَلٰكِنْ عَلَى مَا يَبْدُو،‏ لَمْ يَسْمَحْ يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ أَنْ يُطْلِقُوا ٱسْمَهُ ٱلْمُقَدَّسَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ عَلَانِيَةً إِلَّا بَعْدَمَا تَأَكَّدَ أَنَّهُمُ ٱسْتَوْفَوُا ٱلْمُتَطَلَّبَاتِ لِنَيْلِ هٰذَا ٱلشَّرَفِ ٱلْعَظِيمِ.‏ فَكَيْفَ هَيَّأَ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَوَائِلَ هٰؤُلَاءِ لِحَمْلِ ٱسْمِهِ؟‏

٨ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ وَأَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ نَرَى كَيْفَ وَضَّحَ يَهْوَهُ فَهْمَ شَعْبِهِ لِحَقَائِقَ مُهِمَّةٍ تَرْتَبِطُ بِٱسْمِهِ.‏ فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا.‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ لِمَ رَكَّزَتْ مَقَالَاتُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْبَاكِرَةُ عَلَى يَسُوعَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ تَغَيُّرٍ طَرَأَ بَعْدَ عَامِ ١٩١٩،‏ وَبِأَيَّةِ نَتَائِجَ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ ‏«‏ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُرَفِّعُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ‏».‏)‏

٩ أَوَّلًا،‏ تَبَنَّى خُدَّامُ يَهْوَهَ مَعَ ٱلْوَقْتِ ٱلنَّظْرَةَ ٱلصَّائِبَةَ إِلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ.‏ فَفِي بِدَايَاتِهِمِ،‏ ٱعْتَبَرَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّ تَرْتِيبَ ٱلْفِدْيَةِ هُوَ ٱلتَّعْلِيمُ ٱلْأَسَاسِيُّ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ لِذٰلِكَ غَالِبًا مَا رَكَّزَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ قَدِيمًا عَلَى يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ ذَكَرَتِ ٱلْمَجَلَّةُ فِي عَامِهَا ٱلْأَوَّلِ ٱسْمَ يَسُوعَ أَكْثَرَ بِعَشَرَةِ أَضْعَافٍ مِنِ ٱسْمِ يَهْوَهَ.‏ يُعَلِّقُ عَدَدُ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (‏نُوفَمْبِر)‏ ١٩٧٦ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ ١٥ آذَارَ [مَارِس])‏ قَائِلًا إِنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذَ ٱلْأَوَائِلَ أَوْلَوْا يَسُوعَ «أَهَمِّيَّةً مُفْرِطَةً».‏ وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ سَاعَدَهُمْ يَهْوَهُ كَيْ يُمَيِّزُوا مَكَانَةَ ٱسْمِهِ ٱلشَّخْصِيِّ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَكَيْفَ ٱنْعَكَسَ ذٰلِكَ عَلَيْهِمْ؟‏ تُجِيبُ مَقَالَةُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْآنِفَةُ ٱلذِّكْرِ:‏ «بَدَأُوا يُظْهِرُونَ مَزِيدًا مِنَ ٱلتَّقْدِيرِ لِأَبِي ٱلْمَسِيَّا ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ يَهْوَهَ»،‏ لَا سِيَّمَا بَعْدَ عَامِ ١٩١٩.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ وَرَدَ ٱسْمُ يَهْوَهَ أَكْثَرَ مِنْ ٥٠٠‏,٦ مَرَّةٍ فِي ٱلْمَجَلَّةِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٢٠ وَ ١٩٢٩!‏

١٠ خُلَاصَةُ ٱلْقَوْلِ:‏ أَظْهَرَ ٱلْإِخْوَةُ مَحَبَّتَهُمْ لِلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ إِذْ أَوْفَوْهُ حَقَّهُ مِنَ ٱلتَّقْدِيرِ.‏ وَعَلَى غِرَارِ مُوسَى قَدِيمًا،‏ رَاحُوا ‹يُعْلِنُونَ ٱسْمَ يَهْوَهَ›.‏ (‏تث ٣٢:‏٣؛‏ مز ٣٤:‏٣‏)‏ أَمَّا هُوَ فَأَخَذَ مَحَبَّتَهُمْ لِٱسْمِهِ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ وَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمِ ٱنْسِجَامًا مَعَ وَعْدِهِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ —‏ مز ١١٩:‏١٣٢؛‏ عب ٦:‏١٠‏.‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ مَطْبُوعَاتُنَا بُعَيْدَ عَامِ ١٩١٩؟‏ (‏ب)‏ إِلَامَ كَانَ يَهْوَهُ يَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَ خُدَّامِهِ وَلِمَاذَا؟‏

١١ ثَانِيًا،‏ ٱكْتَسَبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْفَهْمَ ٱلصَّحِيحَ لِلْعَمَلِ ٱلْإِلٰهِيِّ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهِمْ.‏ فَبُعَيْدَ عَامِ ١٩١٩،‏ رَاحَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوُا ٱلْقِيَادَةَ يَتَفَحَّصُونَ نُبُوَّةَ إِشَعْيَا.‏ وَعَلَى ٱلْأَثَرِ،‏ طَرَأَ تَغْيِيرٌ فِي مَضْمُونِ مَطْبُوعَاتِنَا.‏ وَتَبَيَّنَ لَاحِقًا أَنَّ هٰذَا ٱلتَّعْدِيلَ ‹طَعَامٌ فِي حِينِهِ›.‏ لِمَاذَا؟‏ —‏ مت ٢٤:‏٤٥‏.‏

١٢ قَبْلَ عَامِ ١٩١٩،‏ لَمْ تُنَاقِشْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ لَا مِنْ قَرِيبٍ وَلَا مِنْ بَعِيدٍ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا:‏ «‹أَنْتُمْ شُهُودِي›،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ،‏ ‹وَخَادِمِي ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ›».‏ ‏(‏اقرأ اشعيا ٤٣:‏​١٠-‏١٢‏.‏)‏ وَلٰكِنْ بُعَيْدَ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ،‏ رَاحَتْ مَطْبُوعَاتُنَا تُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَيْهَا مُحَرِّضَةً كُلَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ يَهْوَهُ لَهُمْ،‏ أَلَا وَهُوَ ٱلشَّهَادَةُ عَنْهُ.‏ فَفِي ٱلْفَتْرَةِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٢٥ وَ ١٩٣١ فَقَطْ،‏ تَنَاوَلَ ٥٧ عَدَدًا مِنْ أَعْدَادِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ إِشَعْيَا ٱلْإِصْحَاحَ ٤٣‏،‏ وَكُلٌّ مِنْهَا طَبَّقَ كَلِمَاتِ ٱلنَّبِيِّ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ يَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَ خُدَّامِهِ خِلَالَ تِلْكَ ٱلسَّنَوَاتِ إِلَى ٱلْعَمَلِ ٱلْمَفْرُوضِ عَلَيْهِمْ.‏ لِمَاذَا؟‏ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ «لِيُمْتَحَنَ هٰؤُلَاءِ مِنْ حَيْثُ ٱلْجَدَارَةُ أَوَّلًا».‏ (‏١ تي ٣:‏١٠‏)‏ فَقَبْلَ أَنْ يَحْمِلُوا ٱسْمَ ٱللّٰهِ عَنْ جَدَارَةٍ،‏ وَجَبَ عَلَى تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يُبَرْهِنُوا أَمَامَ يَهْوَهَ بِأَعْمَالِهِمْ أَنَّهُمْ فِعْلًا شُهُودُهُ.‏ —‏ لوقا ٢٤:‏​٤٧،‏ ٤٨‏.‏

١٣ كَيْفَ تَكْشِفُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ مَا أَهَمُّ قَضِيَّةٍ يَجِبُ بَتُّهَا؟‏

١٣ ثَالِثًا،‏ مَيَّزَ شَعْبُ يَهْوَهَ أَخِيرًا أَهَمِّيَّةَ تَقْدِيسِ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ.‏ فَخِلَالَ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي،‏ أَدْرَكُوا أَنَّ تَقْدِيسَ ٱسْمِ ٱللّٰهِ هُوَ أَهَمُّ قَضِيَّةٍ يَجِبُ بَتُّهَا.‏ فَكَيْفَ تَكْشِفُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْبَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ:‏ مَا أَهَمُّ سَبَبٍ دَفَعَ ٱللّٰهَ إِلَى إِنْقَاذِ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟‏ يُجِيبُ يَهْوَهُ نَفْسُهُ:‏ «لِكَيْ يُعْلَنَ ٱسْمِي فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ».‏ (‏خر ٩:‏١٦‏)‏ وَلِمَ رَحِمَ ٱللّٰهُ إِسْرَائِيلَ حِينَ تَمَرَّدُوا عَلَيْهِ؟‏ يُجِيبُ مَرَّةً ثَانِيَةً:‏ «عَمِلْتُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي لِئَلَّا يَتَدَنَّسَ أَمَامَ عُيُونِ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏حز ٢٠:‏​٨-‏١٠‏)‏ فَمَاذَا تَعَلَّمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ ٱلْمُلْهَمَةِ وَغَيْرِهَا؟‏

١٤ (‏أ)‏ مَاذَا مَيَّزَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَوَاخِرَ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱنْعَكَسَ فَهْمُ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُوَضَّحُ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «‏ دَافِعٌ قَوِيٌّ إِلَى ٱلْكِرَازَةِ‏».‏)‏

١٤ بِحُلُولِ أَوَاخِرِ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي،‏ مَيَّزَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مَغْزَى كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٱلْمُدَوَّنَةِ قَبْلَ نَحْوِ ٧٠٠‏,٢ سَنَةٍ.‏ قَالَ ٱلنَّبِيُّ مُخَاطِبًا يَهْوَهَ:‏ «هٰكَذَا قُدْتَ شَعْبَكَ لِتَصْنَعَ لِنَفْسِكَ ٱسْمًا بَهِيًّا».‏ (‏اش ٦٣:‏١٤‏)‏ فَقَدْ أَدْرَكُوا أَنَّ ٱلْقَضِيَّةَ ٱلْأَهَمَّ لَيْسَتْ خَلَاصَ ٱلْبَشَرِ،‏ بَلْ تَقْدِيسُ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ.‏ (‏اش ٣٧:‏٢٠؛‏ حز ٣٨:‏٢٣‏)‏ وَفِي عَامِ ١٩٢٩،‏ لَخَّصَ كِتَابُ اَلنُّبُوَّةُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ كَمَا يَلِي:‏ «اِسْمُ يَهْوَهَ أَهَمُّ قَضِيَّةٍ تُوَاجِهُ ٱلْخَلِيقَةَ بِأَسْرِهَا».‏ وَهٰذَا ٱلْفَهْمُ ٱلْمُوَضَّحُ شَدَّدَ عَزْمَ خُدَّامِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلشَّهَادَةِ عَنْهُ وَتَبْرِئَةِ ٱسْمِهِ.‏

١٥ (‏أ)‏ مَاذَا حَقَّقَ إِخْوَتُنَا بِحُلُولِ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي؟‏ (‏ب)‏ لِأَيِّ أَمْرٍ أَصْبَحَ ٱلْإِخْوَةُ مُجَهَّزِينَ؟‏

١٥ وَهٰكَذَا كَانَ إِخْوَتُنَا بِحُلُولِ مَطْلَعِ ٱلثَّلَاثِينَاتِ قَدْ تَبَنَّوُا ٱلنَّظْرَةَ ٱلصَّائِبَةَ إِلَى أَهَمِّيَّةِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ،‏ وَرَأَوْا صُورَةً أَوْضَحَ عَنِ ٱلْعَمَلِ ٱلْإِلٰهِيِّ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهِمْ،‏ وَٱكْتَسَبُوا فَهْمًا أَعْمَقَ لِلْقَضِيَّةِ ٱلْعُظْمَى ٱلَّتِي يَجِبُ بَتُّهَا.‏ عِنْدَئِذٍ ٱسْتَحْسَنَ يَهْوَهُ أَنْ يُشَرِّفَ خُدَّامَهُ بِحَمْلِ ٱسْمِهِ عَلَانِيَةً.‏ كَيْفَ؟‏ لِنُرَاجِعْ مَعًا بَعْضَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ.‏

يَهْوَهُ يَأْخُذُ «شَعْبًا لِٱسْمِهِ»‏

١٦ (‏أ)‏ كَيْفَ يُرَفِّعُ يَهْوَهُ ٱسْمَهُ؟‏ (‏ب)‏ مَنْ كَانُوا أَوَّلًا شَعْبًا عَلَى ٱسْمِ ٱللّٰهِ؟‏

١٦ إِنَّ إِحْدَى ٱلطُّرُقِ ٱلْبَارِزَةِ ٱلَّتِي يُرَفِّعُ بِهَا يَهْوَهُ ٱسْمَهُ هِيَ بِٱخْتِيَارِ شَعْبٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَحْمِلُ هٰذَا ٱلِٱسْمَ.‏ فَلِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ بَعْدَ عَامِ ١٥١٣ ق‌م،‏ مَثَّلَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ يَهْوَهَ بِصِفَتِهَا شَعْبَهُ ٱلْمُخْتَارَ.‏ (‏اش ٤٣:‏١٢‏)‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لَمْ يُتَمِّمُوا دَوْرَهُمْ فِي ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ،‏ فَخَسِرُوا عَلَاقَتَهُمُ ٱلْمُمَيَّزَةَ بِهِ عَامَ ٣٣ ب‌م.‏ وَلٰكِنْ سُرْعَانَ مَا «ٱفْتَقَدَ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ .‏ .‏ .‏ لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا لِٱسْمِهِ».‏ (‏اع ١٥:‏١٤‏)‏ وَهٰذَا ٱلشَّعْبُ ٱلْمُخْتَارُ حَدِيثًا بَاتَ يُعْرَفُ بِٱلِٱسْمِ «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ»،‏ وَهُوَ مُؤَلَّفٌ مِنْ مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ مَجْمُوعِينَ مِنْ شَتَّى ٱلْأُمَمِ.‏ —‏ غل ٦:‏١٦‏.‏

١٧ أَيُّ مَكِيدَةٍ نَجَحَ ٱلشَّيْطَانُ فِي تَحْقِيقِهَا؟‏

١٧ وَنَحْوَ عَامِ ٤٤ ب‌م،‏ دُعِيَ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ «بِعِنَايَةٍ إِلٰهِيَّةٍ مَسِيحِيِّينَ».‏ (‏اع ١١:‏٢٦‏)‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ كَانَ هٰذَا ٱلِٱسْمُ مُمَيَّزًا لِأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ حَصْرًا.‏ (‏١ بط ٤:‏١٦‏)‏ وَلٰكِنْ حَسْبَمَا أَشَارَ يَسُوعُ فِي مَثَلِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ،‏ نَجَحَتْ مَكِيدَةُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّامِيَةُ إِلَى إِطْلَاقِ هٰذَا ٱلِٱسْمِ ٱلْفَرِيدِ عَلَى مَسِيحِيِّينَ زَائِفِينَ أَيْضًا.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ لَمْ يَعُدْ مُمْكِنًا طَوَالَ قُرُونٍ تَمْيِيزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ مِنَ ٱلزَّائِفِينَ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْأُمُورَ تَغَيَّرَتْ خِلَالَ مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ ٱلَّذِي ٱبْتَدَأَ عَامَ ١٩١٤.‏ فَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ،‏ ٱبْتَدَأَ ٱلْمَلَائِكَةُ يَفْصِلُونَ ٱلْحِنْطَةَ عَنِ ٱلزِّوَانِ.‏ —‏ مت ١٣:‏​٣٠،‏ ٣٩-‏٤١‏.‏

١٨ كَيْفَ أَدْرَكَ إِخْوَتُنَا ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱسْمٍ جَدِيدٍ؟‏

١٨ وَبَعْدَ تَعْيِينِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ عَامَ ١٩١٩،‏ سَاعَدَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ كَيْ يَتَبَيَّنُوا أَيُّ عَمَلٍ أُوكِلَ إِلَيْهِمْ.‏ وَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكُوا أَنَّ ٱلْكِرَازَةَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ تُمَيِّزُهُمْ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ كُلِّهِمْ.‏ وَعَلَيْهِ،‏ فَهِمُوا أَنَّ ٱلِٱسْمَ «تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ» لَا يَكْفِي لِتَمْيِيزِهِمْ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ.‏ فَهَدَفُهُمُ ٱلْأَوَّلُ فِي ٱلْحَيَاةِ لَمْ يَكُنْ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ بَلِ ٱلشَّهَادَةَ عَنِ ٱللّٰهِ وَتَرْفِيعَ ٱسْمِهِ وَإِكْرَامَهُ.‏ فَأَيُّ ٱسْمٍ يُنَاسِبُ عَمَلَهُمْ إِذًا؟‏ أُجِيبَ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ عَامَ ١٩٣١.‏

بَرْنَامَجُ ٱلْمَحْفِلِ سَنَةَ ١٩٣١

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ أَيُّ قَرَارٍ مُفْرِحٍ تَبَنَّاهُ ٱلْحُضُورُ فِي مَحْفِلٍ عَامَ ١٩٣١؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَجَاوَبَ إِخْوَتُنَا مَعَ تَبَنِّي ٱلِٱسْمِ ٱلْجَدِيدِ؟‏

١٩ فِي تَمُّوزَ (‏يُولْيُو)‏ مِنْ عَامِ ١٩٣١،‏ وَصَلَ نَحْوُ ٠٠٠‏,١٥ تِلْمِيذٍ مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى كُولُومْبُس بِوِلَايَةِ أُوهَايُو ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ لِحُضُورِ مَحْفِلٍ.‏ وَمَا إِنْ رَأَوُا ٱلْبَرْنَامَجَ حَتَّى أُثِيرَ فُضُولُهُمْ.‏ فَعَلَى ٱلْغِلَافِ ٱلْخَارِجِيِّ طُبِعَ حَرْفَانِ إِنْكِلِيزِيَّانِ (‏JW)‏ بِحَجْمٍ كَبِيرٍ.‏ فَرَاحُوا يَتَسَاءَلُونَ مَا عَسَاهُمَا يَعْنِيَانِ.‏ وَخَطَرَتْ لَهُمُ ٱقْتِرَاحَاتٌ عَدِيدَةٌ،‏ لٰكِنَّ سُؤَالَهُمْ بَقِيَ مُعَلَّقًا حَتَّى أَلْقَى جُوزِيف رَذَرْفُورْد خِطَابًا يَوْمَ ٱلْأَحَدِ ٢٦ تَمُّوزَ (‏يُولْيُو)‏.‏ فَقَدْ تَلَا قَرَارًا تَضَمَّنَ ٱلْعِبَارَةَ ٱلْمُدَوِّيَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «نرْغَبُ فِي أَنْ نُعْرَفَ وَنُدْعَى بِٱلِٱسْمِ .‏ .‏ .‏ شُهُودِ يَهْوَهَ».‏ وَأَخِيرًا فَهِمَ جَمِيعُ ٱلْحَاضِرِينَ مَعْنَى ٱلْحَرْفَيْنِ ٱلْمُحَيِّرَيْنِ وَعَرَفُوا أَنَّهُمَا يَرْمُزَانِ إِلَى ٱلِٱسْمِ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى إِشَعْيَا ٤٣:‏١٠‏.‏

٢٠ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ،‏ عَلَتْ صَرْخَةٌ مُدَوِّيَةٌ تَلَاهَا تَصْفِيقٌ حَادٌّ.‏ وَرَدَّةُ ٱلْفِعْلِ ٱلْحَمَاسِيَّةُ هٰذِهِ بَلَغَتِ ٱلْجَانِبَ ٱلْآخَرَ مِنَ ٱلْكُرَةِ ٱلْأَرْضِيَّةِ عَبْرَ ٱلرَّادِيُو.‏ أَخْبَرَ إِرْنِسْت وَنَايُومِي بَارْبِر مِنْ أُوسْتْرَالِيَا:‏ «حِينَ دَوَّى ٱلتَّصْفِيقُ فِي أَمِيرْكَا،‏ ٱنْتَصَبَ ٱلْإِخْوَةُ فِي مَلْبُورْن وَاقِفِينَ وَرَاحُوا يُصَفِّقُونَ هُمْ أَيْضًا.‏ لَنْ نَنْسَى تِلْكَ ٱللَّحْظَةَ مَا حَيِينَا!‏».‏ a

اِسْمُ ٱللّٰهِ يُرَفَّعُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ

٢١ كَيْفَ شَجَّعَ ٱلِٱسْمُ ٱلْجَدِيدُ ٱلْإِخْوَةَ عَلَى ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ؟‏

٢١ تَنَشَّطَ ٱلْإِخْوَةُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ لِلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ بَعْدَمَا تَبَنَّوُا ٱلِٱسْمَ ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ شُهُودَ يَهْوَهَ.‏ يَتَذَكَّرُ إِدْوَارْد وَجِيسِّي غْرَايْمْز،‏ زَوْجَانِ فَاتِحَانِ مِنَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ حَضَرَا ٱلْمَحْفِلَ عَامَ ١٩٣١ فِي كُولُومْبُس:‏ «غَادَرْنَا ٱلْمَنْزِلَ تَلَامِيذَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَعُدْنَا إِلَيْهِ شُهُودًا لِيَهْوَهَ.‏ وَكَمْ سُرِرْنَا لِأَنَّنَا بِتْنَا نَحْمِلُ ٱسْمًا يُسَاعِدُنَا عَلَى إِكْرَامِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ!‏».‏ وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ ٱتَّبَعَ بَعْضُ ٱلشُّهُودِ أُسْلُوبًا جَدِيدًا بَعْدَ ٱلْمَحْفِلِ.‏ فَكَانُوا يُعَرِّفُونَ بِأَنْفُسِهِمْ بِتَقْدِيمِ بِطَاقَةٍ لِأَصْحَابِ ٱلْبُيُوتِ مَكْتُوبٍ عَلَيْهَا:‏ «أَنَا وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ وَأَكْرِزُ بِمَلَكُوتِ يَهْوَهَ إِلٰهِنَا».‏ نَعَمْ،‏ لَقَدِ ٱفْتَخَرَ شَعْبُ يَهْوَهَ بِحَمْلِ ٱسْمِهِ وَكَانُوا مُسْتَعِدِّينَ لِلْمُنَادَاةِ بِأَهَمِّيَّةِ هٰذَا ٱلِٱسْمِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ.‏ —‏ اش ١٢:‏٤‏.‏

‏«غَادَرْنَا ٱلْمَنْزِلَ تَلَامِيذَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَعُدْنَا إِلَيْهِ شُهُودًا لِيَهْوَهَ»‏

٢٢ مَاذَا يُبَرْهِنُ أَنَّ هُوِيَّةَ شَعْبِ يَهْوَهَ فَرِيدَةٌ؟‏

٢٢ وَٱلْيَوْمَ مَرَّتْ سَنَوَاتٌ عَدِيدَةٌ مُنْذُ دَفَعَ يَهْوَهُ إِخْوَتَنَا ٱلْمَمْسُوحِينَ إِلَى تَبَنِّي ٱسْمِهِمِ ٱلْمُمَيَّزِ.‏ فَهَلْ تَمَكَّنَ ٱلشَّيْطَانُ مُذَّاكَ أَنْ يَطْمِسَ هُوِيَّتَنَا كَشَعْبٍ لِلّٰهِ؟‏ وَهَلْ نَجَحَ أَنْ يُذَوِّبَنَا فِي ٱلْمَشْهَدِ ٱلدِّينِيِّ ٱلْعَالَمِيِّ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏ فَهُوِيَّتُنَا ٱلْفَرِيدَةُ كَشُهُودٍ لِلّٰهِ بَاتَتْ مُمَيَّزَةً أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى.‏ ‏(‏اقرأ ميخا ٤:‏٥؛‏ ملاخي ٣:‏١٨‏.‏)‏ وَلَقَدْ صِرْنَا مُقْتَرِنِينَ بِٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ لِدَرَجَةِ أَنَّ أَيَّ شَخْصٍ يَذْكُرُ هٰذَا ٱلِٱسْمَ مِرَارًا يُعْرَفُ عَلَى ٱلْفَوْرِ بِأَنَّهُ وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ!‏ وَعِوَضَ أَنْ تَتَوَارَى عِبَادَةُ يَهْوَهَ ٱلْحَقَّةُ وَرَاءَ جِبَالٍ مِنَ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ،‏ نَجِدُ هٰذِهِ ٱلْعِبَادَةَ ثَابِتَةً ‏«فَوْقَ رُؤُوسِ ٱلْجِبَالِ».‏ (‏اش ٢:‏٢‏)‏ أَوَلَيْسَتْ عِبَادَةُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ وَٱسْمُهُ ٱلْمُقَدَّسُ مُرَفَّعَيْنِ أَسْمَى تَرْفِيعِ؟‏!‏

٢٣ وَفْقًا لِلْمَزْمُور ١٢١:‏​٥‏،‏ أَيُّ حَقِيقَةٍ مُهِمَّةٍ عَنْ يَهْوَهَ تُشَجِّعُنَا كَثِيرًا؟‏

٢٣ عَلَى ضَوْءِ مَا تَقَدَّمَ،‏ نَحْنُ نَتَشَجَّعُ كَثِيرًا لِأَنَّ يَهْوَهَ يَحْمِينَا مِنْ هَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْيَوْمَ وَغَدًا.‏ (‏مز ١٢١:‏٥‏)‏ وَنَضُمُّ صَوْتَنَا دُونَ تَرَدُّدٍ إِلَى صَوْتِ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ ٱلَّذِي قَالَ:‏ «سَعِيدَةٌ هِيَ ٱلْأُمَّةُ ٱلَّتِي إِلٰهُهَا يَهْوَهُ،‏ ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ مِيرَاثًا لَهُ»!‏ —‏ مز ٣٣:‏١٢‏.‏

a يُنَاقِشُ ٱلْفَصْلُ ٧ ٱلصَّفْحَاتُ ٨١-‏٨٤ كَيْفَ ٱسْتَعَانَ ٱلْإِخْوَةُ بِٱلرَّادِيُو فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏