الفصل ٥
الملك يسلط الضوء على الملكوت
١، ٢ كَيْفَ بَيَّنَ يَسُوعُ أَنَّهُ مُرْشِدٌ حَكِيمٌ؟
تَخَيَّلْ نَفْسَكَ تَجُولُ مَعَ أَصْدِقَائِكَ فِي مَدِينَةٍ عَظِيمَةٍ أَخَّاذَةٍ بِرِفْقَةِ مُرْشِدٍ سِيَاحِيٍّ مَاهِرٍ. إِنَّهَا ٱلْمَرَّةُ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي تَطَأُ أَقْدَامُكُمْ أَرْضَهَا، فَتُلَازِمُونَ ٱلْمُرْشِدَ مُصْغِينَ إِلَى كُلِّ كَلِمَةٍ يَقُولُهَا. وَلِشِدَّةِ حَمَاسَتِكُمْ تُمْطِرُونَهُ بِوَابِلٍ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ عَنْ مَعَالِمَ لَمْ تَرَوْهَا بَعْدُ. غَيْرَ أَنَّهُ يَلْزَمُ ٱلصَّمْتَ بِٱنْتِظَارِ ٱللَّحْظَةِ ٱلْمُؤَاتِيَةِ حِينَ تُصْبِحُ ٱلْمَعَالِمُ عَلَى مَرْأًى مِنْكُمْ. وَشَيْئًا فَشَيْئًا، يَزْدَادُ إِعْجَابُكُمْ بِحِكْمَتِهِ لِأَنَّهُ يُطْلِعُكُمْ عَلَى ٱلْمَعْلُومَةِ ٱلْمُنَاسِبَةِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ.
٢ اَلْفِكْرَةُ نَفْسُهَا تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. فَنَحْنُ نَسْتَكْشِفُ بِكُلِّ حَمَاسَةٍ أَعْظَمَ ٱلْمُدُنِ قَاطِبَةً، «ٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي لَهَا أَسَاسَاتٌ حَقِيقِيَّةٌ»: مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ. (عب ١١:١٠) وَحِينَ كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، أَرْشَدَ أَتْبَاعَهُ بِنَفْسِهِ وَعَمَّقَ مَعْرِفَتَهُمْ عَنْ هٰذَا ٱلْمَلَكُوتِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يُجِبْ عَنْ أَسْئِلَتِهِمْ كُلِّهَا كَاشِفًا لَهُمْ جَمِيعَ ٱلتَّفَاصِيلِ دُفْعَةً وَاحِدَةً. فَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ أَحْكَمُ ٱلْمُرْشِدِينَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ، فَلَمْ يُثَقِّلْ قَطُّ عَلَى تَلَامِيذِهِ بِمَعْلُومَاتٍ مَا كَانُوا قَادِرِينَ عَلَى ٱسْتِيعَابِهَا. أَخْبَرَهُمْ ذَاتَ مَرَّةٍ: «عِنْدِي بَعْدُ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ أَقُولُهَا لَكُمْ، وَلٰكِنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَتَحَمَّلُوهَا ٱلْآنَ». — يو ١٦:١٢.
٣، ٤ (أ) كَيْفَ يُوَاصِلُ يَسُوعُ تَعْلِيمَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ (ب) مَاذَا نُنَاقِشُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟
٣ لَقَدْ تَفَوَّهَ يَسُوعُ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ. وَمِنْ هُنَا يَنْشَأُ ٱلسُّؤَالُ: كَيْفَ لَهُ أَنْ يُوَاصِلَ تَعْلِيمَ أَتْبَاعِهِ ٱلْأُمَنَاءِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ بَعْدَ مَوْتِهِ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي كَلِمَاتِهِ لِرُسُلِهِ: «رُوحُ ٱلْحَقِّ . . . يُرْشِدُكُمْ إِلَى ٱلْحَقِّ كُلِّهِ». a (يو ١٦:١٣) إِذًا يُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِمُرْشِدٍ صَبُورٍ يَسْتَخْدِمُهُ يَسُوعُ لِيُعَلِّمَ أَتْبَاعَهُ ٱلْحَقَائِقَ ٱلضَّرُورِيَّةَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ.
٤ وَفِي مَا يَلِي سَنُنَاقِشُ كَيْفَ يُرْشِدُ رُوحُ يَهْوَهَ ٱلْقُدُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ إِلَى مَعْرِفَةٍ أَعْمَقَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، لِنَتَنَاوَلْ بِدَايَةً كَيْفَ عَرَفْنَا مَتَى بَدَأَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ يَحْكُمُ. ثُمَّ لِنَتَأَمَّلْ فِي هُوِيَّةِ وَرَجَاءِ كُلٍّ مِنْ حُكَّامِ ٱلْمَلَكُوتِ وَرَعَايَاهُ. وَأَخِيرًا لِنَرَ كَيْفَ تَوَضَّحَ لِأَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ مَا يَتَطَلَّبُهُ ٱلْوَلَاءُ لِلْمَلَكُوتِ.
حَقَائِقُ تَتَوَضَّحُ حَوْلَ سَنَةِ ١٩١٤
٥، ٦ (أ) أَيَّةُ أَفْكَارٍ مَغْلُوطَةٍ تَبَنَّاهَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ تَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْحَصَادِ؟ (ب) لِمَ لَا تُزَعْزِعُ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارُ ٱلْمَغْلُوطَةُ ثِقَتَنَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ يُرْشِدُ أَتْبَاعَهُ؟
٥ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلثَّانِي، ظَلَّ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ طَوَالَ عُقُودٍ يُنَادُونَ بِأَنَّ نُبُوَّاتٍ بَارِزَةً سَتَتِمُّ عَامَ ١٩١٤. لٰكِنَّهُمُ ٱعْتَقَدُوا آنَذَاكَ أَنَّ حُضُورَ ٱلْمَسِيحِ كَانَ قَدِ ٱبْتَدَأَ مُنْذُ عَامِ ١٨٧٤، وَأَنَّهُ بَاشَرَ حُكْمَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ عَامَ ١٨٧٨، وَأَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ لَنْ يَتَأَسَّسَ كَامِلًا حَتَّى تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) عَامَ ١٩١٤. وَظَنُّوا أَيْضًا أَنَّ عَمَلَ ٱلْحَصَادِ سَيُنْجَزُ بَيْنَ عَامَيْ ١٨٧٤ وَ ١٩١٤ وَيَصِلُ إِلَى ذُرْوَتِهِ عِنْدَ تَجْمِيعِ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. فَهَلْ تُزَعْزِعُ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارُ ٱلْمَغْلُوطَةُ ثِقَتَنَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ يُرْشِدُ هٰؤُلَاءِ ٱلْأُمَنَاءَ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
٦ فَكِّرْ مُجَدَّدًا فِي ٱلْمَثَلِ ٱلْوَارِدِ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْفَصْلِ. أَيُعْقَلُ أَنْ تَتَزَعْزَعَ ثِقَتُنَا فِي أَهْلِيَّةِ ٱلْمُرْشِدِ بِسَبَبِ لَهْفَةِ ٱلسُّيَّاحِ وَأَسْئِلَتِهِمِ ٱلْمُتَسَرِّعَةِ؟ قَطْعًا لَا! بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُحَاوِلُ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَحْيَانًا أَنْ يَفْهَمَ تَفَاصِيلَ عَنِ ٱلْقَصْدِ ٱلْإِلٰهِيِّ قَبْلَ أَنْ يَحِينَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُنَاسِبُ لِيُرْشِدَهُمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ إِلَى فَهْمِهَا. مَعَ ذٰلِكَ، لَا شَكَّ أَلْبَتَّةَ أَنَّ يَسُوعَ يُوَجِّهُهُمْ. وَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ يَقْبَلُونَ ٱلتَّقْوِيمَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ وَيُعَدِّلُونَ نَظْرَتَهُمْ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ. — يع ٤:٦.
٧ أَيُّ نُورٍ رُوحِيٍّ أَشْرَقَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ بِفَضْلِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ؟
٧ وَفِي هٰذَا ٱلسِّيَاقِ، أَشْرَقَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ نُورٌ رُوحِيٌّ مُتَزَايِدٌ بِفَضْلِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي تَلَتْ عَامَ ١٩١٩. (اقرإ المزمور .) فَفِي عَامِ ١٩٢٥، صَدَرَتْ مَقَالَةٌ مُهِمَّةٌ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِعُنْوَانِ «وِلَادَةُ ٱلْأُمَّةِ». وَقَدَّمَتْ بَرَاهِينَ مُقْنِعَةً مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَدُلُّ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ وُلِدَ عَامَ ١٩١٤، مُتَمِّمًا ٱلنُّبُوَّةَ فِي ٩٧:١١ٱلرُّؤْيَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ عَنِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ ٱلَّتِي تَلِدُ ٱبْنًا. b كَمَا تَطَرَّقَتْ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ إِلَى ٱلِٱضْطِهَادَاتِ وَٱلْمَشَقَّاتِ ٱلَّتِي أَلَمَّتْ بِشَعْبِ ٱللّٰهِ خِلَالَ سَنَوَاتِ ٱلْحَرْبِ. وَقَالَتْ إِنَّ هٰذِهِ ٱلْمِحَنَ تَدُلُّ بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ طُرِحَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ «وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ، عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا». — رؤ ١٢:١٢.
٨، ٩ (أ) كَيْفَ ظَهَرَتْ أَهَمِّيَّةُ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ (ب) أَيَّ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُ؟
٨ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، أَدْرَكَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ. فَفِي عَامِ ١٩٢٨، رَاحَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُشَدِّدُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ هُوَ أَهَمُّ مِنْ خَلَاصِنَا ٱلشَّخْصِيِّ ٱلَّذِي بَاتَ مُمْكِنًا بِفَضْلِ ٱلْفِدْيَةِ. فَلَا نَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقَدِّسُ ٱسْمَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ وَيُبَرِّئُ سُلْطَانَهُ وَيُتَمِّمُ جَمِيعَ مَقَاصِدِهِ لِلْبَشَرِ.
٩ وَٱلْآنَ لِنُنَاقِشِ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ: مَنْ سَيَحْكُمُ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ؟ مَنْ هُمْ رَعَايَاهُ ٱلْأَرْضِيُّونَ؟ وَأَيُّ عَمَلٍ يَجِبُ أَنْ يَشْغَلَ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ؟
عَمَلُ ٱلْحَصَادِ يُرَكِّزُ عَلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ
١٠ مَاذَا أَدْرَكَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ عَنِ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤؟
١٠ أَدْرَكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ قَبْلَ عُقُودٍ مِنْ سَنَةِ ١٩١٤ أَنَّ ٠٠٠,١٤٤ مِنْ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأُمَنَاءِ سَيَحْكُمُونَ مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ. c وَعَرَفَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هٰؤُلَاءِ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَدَدَ حَرْفِيٌّ وَأَنَّ تَجْمِيعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱبْتَدَأَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ.
١١ كَيْفَ أَدْرَكَ ٱلْأَعْضَاءُ ٱلْمُحْتَمَلُونَ فِي صَفِّ ٱلْعَرُوسِ أَيُّ تَعْيِينٍ مُوكَلٍ إِلَيْهِمْ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
١١ وَلٰكِنْ أَيُّ عَمَلٍ أُوكِلَ لِلْأَعْضَاءِ ٱلْمُحْتَمَلِينَ فِي صَفِّ ٱلْعَرُوسِ فِيمَا لَا يَزَالُونَ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ أَدْرَكَ هٰؤُلَاءِ أَنَّ يَسُوعَ شَدَّدَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَرَبَطَهُ بِمَوْسِمِ حَصَادٍ. (مت ٩:٣٧؛ يو ٤:٣٥) مَعَ ذٰلِكَ، ظَنُّوا لِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ مِثْلَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلثَّانِي أَنَّ ٱلْحَصَادَ سَيَدُومُ ٤٠ سَنَةً وَيَصِلُ إِلَى ذُرْوَتِهِ بِتَجْمِيعِ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. وَبِمَا أَنَّ ٱلْعَمَلَ ٱسْتَمَرَّ بَعْدَ ٱنْقِضَاءِ ٱلْأَرْبَعِينَ سَنَةً، لَزِمَ أَنْ تَتَبَلْوَرَ نَظْرَتُهُمْ. وَٱلْيَوْمَ بِتْنَا نُدْرِكُ أَنَّ مَوْسِمَ ٱلْحَصَادِ بَدَأَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ سَنَةَ ١٩١٤، وَهُوَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُخَصَّصُ لِفَرْزِ ٱلْحِنْطَةِ عَنِ ٱلزِّوَانِ، أَيِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأُمَنَاءِ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ. عِنْدَئِذٍ آنَ ٱلْأَوَانُ لِلتَّرْكِيزِ عَلَى تَجْمِيعِ بَقِيَّةِ ٱلصَّفِّ ٱلسَّمَاوِيِّ.
١٢، ١٣ كَيْفَ تَمَّ مَثَلَا يَسُوعَ عَنِ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ وَٱلْوَزَنَاتِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
١٢ وَمِنْ سَنَةِ ١٩١٩ فَصَاعِدًا، رَاحَ ٱلْمَسِيحُ يُوَجِّهُ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ كَيْ يُشَدِّدَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَى تَلَامِيذِهِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَسَبَقَ لَهُ أَنْ بَيَّنَ أَيَّةُ صِفَاتٍ تَلْزَمُ أَتْبَاعَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ كي يُتَمِّمُوا مَسْؤُولِيَّةَ ٱلْكِرَازَةِ. فَفِي مَثَلِ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ، بَيَّنَ ضَرُورَةَ أَنْ يَبْقَى ٱلْمَمْسُوحُونَ وَاعِينَ وَمُتَنَبِّهِينَ رُوحِيًّا. لِمَاذَا؟ لِيُحَقِّقُوا هَدَفَهُمُ ٱلْأَهَمَّ، أَلَا وَهُوَ ٱلْمُشَارَكَةُ فِي وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ ٱلْعَظِيمَةِ فِي ٱلسَّمَاءِ حِينَ يَتَّحِدُ ٱلْمَسِيحُ مَعَ عَرُوسِهِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤. (رؤ ٢١:٢) أَمَّا فِي مَثَلِ ٱلْوَزَنَاتِ فَعَلَّمَ يَسُوعُ أَنَّ خُدَّامَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَجْتَهِدُونَ فِي إِتْمَامِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهِمْ. — مت ٢٥:١-٣٠.
١٣ وَبِٱلْفِعْلِ ظَلَّ ٱلْمَمْسُوحُونَ مُتَيَقِّظِينَ وَمُجْتَهِدِينَ خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي. وَهُمْ بِٱلتَّأْكِيدِ سَيَلْقَوْنَ مُكَافَأَةً عَلَى سَهَرِهِمْ وَتَيَقُّظِهِمْ هٰذَا. وَلٰكِنْ هَلْ يَقْتَصِرُ عَمَلُ ٱلْحَصَادِ ٱلْعَظِيمُ عَلَى تَجْمِيعِ بَقِيَّةِ مُعَاوِنِي ٱلْمَسِيحِ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤؟
اَلْمَلَكُوتُ يَجْمَعُ رَعَايَاهُ ٱلْأَرْضِيِّينَ
١٤، ١٥ مَا هِيَ ٱلْمَجْمُوعَاتُ ٱلْأَرْبَعُ ٱلَّتِي أَخْبَرَ عَنْهَا كِتَابُ اَلسِّرُّ ٱلْمُنْتَهِي؟
١٤ لَطَالَمَا ٱهْتَمَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱهْتِمَامًا شَدِيدًا بِهُوِيَّةِ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ› ٱلْمَذْكُورِ فِي ٱلرُّؤْيَا ٧:٩-١٤. إِلَّا أَنَّ مُعْظَمَ مَا قَالُوهُ عَنْ هٰذَا ٱلْجَمْعِ مُخْتَلِفٌ ٱخْتِلَافًا كَبِيرًا عَنِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْوَاضِحَةِ وَٱلْبَسِيطَةِ ٱلَّتِي نَعْرِفُهَا وَنُعِزُّهَا ٱلْيَوْمَ. وَلَا نَسْتَغْرِبُ ذٰلِكَ لِأَنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَانَ بَعْدُ فِي نَظَرِ ٱلْمَسِيحِ لِيَكْشِفَ هُوِيَّةَ هٰذَا ٱلْفَرِيقِ ٱلْكَبِيرِ.
١٥ فَفِي عَامِ ١٩١٧ مَثَلًا، أَخْبَرَ كِتَابُ اَلسِّرُّ ٱلْمُنْتَهِي عَنْ وُجُودِ «دَرَجَتَيْنِ أَوْ نَوْعَيْنِ مِنَ ٱلْخَلَاصِ ٱلسَّمَاوِيِّ، وَدَرَجَتَيْنِ أَوْ نَوْعَيْنِ مِنَ ٱلْخَلَاصِ ٱلْأَرْضِيِّ». وَمِمَّنْ تَأَلَّفَتْ هٰذِهِ ٱلْمَجْمُوعَاتُ ٱلْأَرْبَعُ عَلَى ٱخْتِلَافِ رَجَائِهَا؟ ضَمَّتِ ٱلْمَجْمُوعَةُ ٱلْأُولَى ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ ٱلَّذِينَ يَحْكُمُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ. أَمَّا ٱلْمَجْمُوعَةُ ٱلثَّانِيَةُ فَتَأَلَّفَتْ مِنَ ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ. وَسَادَ ٱلِٱعْتِقَادُ آنَذَاكَ أَنَّ أَعْضَاءَ هٰذِهِ ٱلْمَجْمُوعَةِ مَسِيحِيُّونَ إِسْمِيُّونَ لَا يَزَالُونَ يَنْتَمُونَ إِلَى كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ. وَقِيلَ إِنَّ هٰؤُلَاءِ يَتَحَلَّوْنَ بِٱلْإِيمَانِ، وَلٰكِنْ لَيْسَ بِٱلْقَدْرِ ٱلْكَافِي لِيَتَّخِذُوا مَوْقِفًا إِلَى جَانِبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. لِذَا كَانُوا سَيُعْطَوْنَ مَرَاتِبَ سَمَاوِيَّةً أَدْنَى. أَمَّا عَلَى ٱلْأَرْضِ فَتَعِيشُ ٱلْمَجْمُوعَةُ ٱلثَّالِثَةُ ٱلَّتِي ضَمَّتْ أَشْخَاصًا أُمَنَاءَ، أَمْثَالَ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ، عُرِفُوا بِٱلِٱسْمِ «ٱلْوُجَهَاءُ ٱلْقُدَامَى». وَهٰذِهِ ٱلْمَجْمُوعَةُ كَانَتْ سَتَحْكُمُ عَلَى ٱلْمَجْمُوعَةِ ٱلرَّابِعَةِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنْ سَائِرِ ٱلْبَشَرِ.
١٦ مَاذَا كُشِفَ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ عَامَيْ ١٩٢٣ وَ ١٩٣٢؟
١٦ فَكَيْفَ أَرْشَدَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ لِيَفْهَمُوا ٱلْحَقَائِقَ ٱلَّتِي نَتَبَنَّاهَا وَنُعِزُّهَا ٱلْيَوْمَ؟ لَقَدْ وَجَّهَهُمْ تَدْرِيجِيًّا مِنْ خِلَالِ وَمَضَاتٍ مُتَتَابِعَةٍ مِنَ ٱلنُّورِ ٱلرُّوحِيِّ. فَفِي وَقْتٍ بَاكِرٍ، تَحْدِيدًا عَامَ ١٩٢٣، لَفَتَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى وُجُودِ فَرِيقٍ وَاحِدٍ لَا يَرْجُو ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ بَلْ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ. ثُمَّ عَامَ ١٩٣٢، تَحَدَّثَتِ ٱلْمَجَلَّةُ عَنْ يُونَادَابَ (يَهُونَادَابَ) ٱلَّذِي ٱلْتَصَقَ بِيَاهُو، مَلِكِ يَهْوَهَ ٱلْمَمْسُوحِ، لِيَدْعَمَهُ فِي حَرْبِهِ عَلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. (٢ مل ١٠:١٥-١٧) وَأَخْبَرَتْ عَنْ وُجُودِ صَفٍّ عَصْرِيٍّ شَبِيهٍ بِيُونَادَابَ سَيُسَاعِدُهُ يَهْوَهُ أَنْ يَعْبُرَ «ضِيقَاتِ هَرْمَجِدُّونَ» لِيَعِيشَ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.
١٧ (أ) أَيُّ وَمْضَةٍ رُوحِيَّةٍ سَاطِعَةٍ أَبْرَقَتْ عَامَ ١٩٣٥؟ (ب) أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَتْهُ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْجَدِيدَةُ إِلَى ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ فِي ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « نُورٌ جَدِيدٌ يُسْعِدُ جَمْعًا كَثِيرًا».)
١٧ وَأَخِيرًا حَمَلَ عَامُ ١٩٣٥ وَمْضَةً رُوحِيَّةً سَاطِعَةً. فَفِي مَحْفِلٍ عُقِدَ فِي ٱلْعَاصِمَةِ وَاشِنْطُن، تَحَدَّدَتْ هُوِيَّةُ ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ بِوَصْفِهِ صَفًّا أَرْضِيًّا هُوَ نَفْسُهُ صَفُّ ٱلْخِرَافِ فِي مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ. (مت ٢٥:٣٣-٤٠) وَأُخْبِرَ أَيْضًا أَنَّ ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ سَيَكُونُ بَيْنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› ٱلَّذِينَ قَصَدَهُمْ يَسُوعُ حِينَ قَالَ: «لَا بُدَّ لِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا». (يو ١٠:١٦) وَفِي ذٰلِكَ ٱلْمَحْفِلِ، تَوَجَّهَ ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد إِلَى ٱلْحَاضِرِينَ قَائِلًا: «لِيَتَفَضَّلْ بِٱلْوُقُوفِ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ». فَإِذَا بِأَكْثَرَ مِنْ نِصْفِ ٱلْحَاضِرِينَ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ طَلَبِهِ وَيَقِفُونَ! فَأَعْلَنَ رَذَرْفُورْد: «هُوَذَا ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ!». فَٱهْتَزَّتْ مَشَاعِرُ ٱلْكَثِيرِينَ حِينَ أَدْرَكُوا أَخِيرًا مَا رَجَاؤُهُمْ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
١٨ عَلَامَ رَكَّزَ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ فِي خِدْمَتِهِمْ، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
١٨ وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ، يُرْشِدُ ٱلْمَسِيحُ أَتْبَاعَهُ لِيُرَكِّزُوا عَلَى تَجْمِيعِ أَعْضَاءٍ مُحْتَمَلِينَ يُؤَلِّفُونَ ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ ٱلَّذِي سَيَعْبُرُ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ سَلِيمًا مُعَافًى. وَلٰكِنْ تَجْدُرُ ٱلْإِشَارَةُ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَمَلَ لَمْ يَأْتِ بِنَتِيجَةٍ تُذْكَرُ فِي بِدَايَاتِهِ. حَتَّى إِنَّ ٱلْأَخَ رَذَرْفُورْد قَالَ ذَاتَ مَرَّةٍ: «يَبْدُو أَنَّ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ› لَنْ يَكُونَ ٱسْمًا عَلَى مُسَمًى كَمَا تَوَقَّعْنَا». فَهَلْ بَقِيَ ٱلْوَضْعُ عَلَى حَالِهِ؟ كَلَّا. فَلَا يَخْفَى عَلَيْنَا أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ عَمَلَ ٱلْحَصَادِ بَرَكَةً عَظِيمَةً جِدًّا مُذَّاكَ. وَتَحْتَ تَوْجِيهِ يَسُوعَ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، يُؤَلِّفُ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَرِفَاقُهُمْ مِنَ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ «رَعِيَّةً وَاحِدَةً» لَهَا «رَاعٍ وَاحِدٌ» إِتْمَامًا لِنُبُوَّةِ ٱلْمَسِيحِ.
١٩ كَيْفَ نُشَارِكُ فِي زِيَادَةِ عَدَدِ ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ؟
١٩ لَقَدْ أَدْرَكْنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنَّ ٱلْأَغْلَبِيَّةَ ٱلسَّاحِقَةَ مِنَ ٱلْأُمَنَاءِ سَتَعِيشُ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي فِرْدَوْسٍ أَرْضِيٍّ تَحْتَ حُكْمِ يَسُوعَ وَمُعَاوِنِيهِ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤. أَفَلَا تَفْرَحُ حِينَ تَرَى كَيْفَ أَرْشَدَ ٱلْمَسِيحُ شَعْبَ ٱللّٰهِ إِلَى هٰذَا ٱلرَّجَاءِ ٱلْوَاضِحِ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟! أَوَلَيْسَ ٱمْتِيَازًا عَظِيمًا أَنْ نُبَشِّرَ مَنْ نَلْتَقِيهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ بِهٰذَا ٱلرَّجَاءِ؟! لِنَبْذُلْ إِذًا مَا فِي وِسْعِنَا كَيْ يَنْمُوَ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَيَعْلُوَ هُتَافُ ٱلتَّسْبِيحِ لِٱسْمِ يَهْوَهَ! — اقرأ لوقا ١٠:٢.
عَلَامَ يَشْتَمِلُ ٱلْوَلَاءُ لِلْمَلَكُوتِ؟
٢٠ أَيَّةُ عَنَاصِرَ تُؤَلِّفُ هَيْئَةَ ٱلشَّيْطَانِ، وَكَيْفَ يُمْتَحَنُ وَلَاءُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟
٢٠ بَيْنَمَا وَاصَلَ شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلتَّعَلُّمَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ، لَزِمَ أَيْضًا أَنْ يَفْهَمَ بِوُضُوحٍ مَا يَتَطَلَّبُهُ ٱلْوَلَاءُ لِهٰذِهِ ٱلْحُكُومَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ. وَفِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ، ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٢٢ أَنَّ هُنَاكَ هَيْئَتَيْنِ نَاشِطَتَيْنِ فِي ٱلْكَوْنِ: هَيْئَةَ يَهْوَهَ وَهَيْئَةَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُؤَلَّفَةَ مِنْ عَنَاصِرَ تِجَارِيَّةٍ وَدِينِيَّةٍ وَسِيَاسِيَّةٍ. وَعَلَى كُلِّ ٱلْأَوْلِيَاءِ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَمَلِكِهِ أَلَّا يُقِيمُوا عَلَاقَاتٍ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا مَعَ هَيْئَةِ ٱلشَّيْطَانِ، كَيْ لَا يَنْقُضُوا وَلَاءَهُمْ لِلّٰهِ. (٢ كو ٦:١٧) فَمَا ٱلْمَقْصُودُ بِذٰلِكَ؟
٢١ (أ) كَيْفَ حَذَّرَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ شَعْبَ ٱللّٰهِ مِنْ فَسَادِ ٱلْعَالَمِ ٱلتِّجَارِيِّ؟ (ب) مَاذَا كَشَفَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَنْ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ» عَامَ ١٩٦٣؟
٢١ لَطَالَمَا فَضَحَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ مِنْ خِلَالِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فَسَادَ ٱلْعَالَمِ ٱلتِّجَارِيِّ وَحَذَّرَ شَعْبَ ٱللّٰهِ أَلَّا يَنْجَرِفُوا مَعَ رُوحِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلْمُتَفَشِّيَةِ فِيهِ. (مت ٦:٢٤) كَمَا سَلَّطَتْ مَطْبُوعَاتُنَا ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلدِّينِيِّ مِنْ هَيْئَةِ ٱلشَّيْطَانِ. وَفِي عَامِ ١٩٦٣، أَظْهَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِكُلِّ وُضُوحٍ فِي إِحْدَى ٱلْمَقَالَاتِ أَنَّ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ» لَا تُمَثِّلُ ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ فَحَسْبُ، بَلْ كَامِلَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. d وَهٰكَذَا أُعِينَ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي مُخْتَلِفِ ٱلْبُلْدَانِ وَٱلْحَضَارَاتِ عَلَى ‹ٱلْخُرُوجِ مِنْهَا›، مُطَهِّرِينَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ كُلِّ مُمَارَسَاتِهَا ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ حَسْبَمَا نَرَى بِٱلتَّفْصِيلِ فِي ٱلْفَصْلِ ١٠. — رؤ ١٨:٢، ٤.
٢٢ كَيْفَ فَهِمَ كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْوَصِيَّةَ فِي رُومَا ١٣:١ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟
٢٢ وَمَا ٱلْقَوْلُ أَيْضًا فِي ٱلْجُزْءِ ٱلسِّيَاسِيِّ مِنْ هَيْئَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يُشَارِكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي حُرُوبِهِ وَنِزَاعَاتِهِ ٱلدَّوْلِيَّةِ؟ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، فَهِمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عُمُومًا أَنَّ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ يَجِبُ أَلَّا يَقْتُلُوا أَحَدًا. (مت ٢٦:٥٢) لٰكِنَّ كَثِيرِينَ ٱعْتَبَرُوا أَنَّ ٱلْوَصِيَّةَ فِي رُومَا ١٣:١ بِٱلْخُضُوعِ «لِلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةِ» تُلْزِمُهُمُ ٱلِٱلْتِحَاقَ بِٱلْجَيْشِ، لُبْسَ ٱلْبِزَّةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ، وَحَمْلَ ٱلسِّلَاحِ. أَمَّا حِينَ يُؤْمَرُونَ بِقَتْلِ ٱلْعَدُوِّ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يُطْلِقُوا ٱلرَّصَاصَ فِي ٱلْهَوَاءِ.
٢٣، ٢٤ كَيْفَ كُنَّا نَفْهَمُ رُومَا ١٣:١ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، وَأَيُّ فَهْمٍ أَوْضَحَ تَوَصَّلَ إِلَيْهِ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ بِفَضْلِ إِرْشَادِ ٱلرُّوحِ؟
٢٣ وَلٰكِنْ مَعَ ٱنْدِلَاعِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ عَامَ ١٩٣٩، نَشَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مُنَاقَشَةً مُعَمَّقَةً لِمَوْضُوعِ ٱلْحِيَادِ. وَأَظْهَرَتْ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَلَّا يَشْتَرِكُوا نِهَائِيًّا فِي حُرُوبِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ وَنِزَاعَاتِهِ ٱلدَّوْلِيَّةِ. فَجَاءَ هٰذَا ٱلْإِرْشَادُ فِي حِينِهِ لِيُجَنِّبَهُمْ ذَنْبَ سَفْكِ ٱلدَّمِ ٱلْمُرَوِّعَ ٱلَّذِي لَحِقَ بِشَتَّى ٱلْأُمَمِ فِي تِلْكَ ٱلْحَرْبِ. غَيْرَ أَنَّ مَطْبُوعَاتِنَا بَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٢٩ تَوَصَّلَتْ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةَ فِي رُومَا ١٣:١ لَا تُمَثِّلُ ٱلْحُكَّامَ ٱلدُّنْيَوِيِّينَ، بَلْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ. لِذَا لَزِمَ أَنْ يَتَبَلْوَرَ فَهْمُهُمْ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱللَّاحِقَةِ.
٢٤ وَبِٱلْفِعْلِ أَرْشَدَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ إِلَى فَهْمٍ أَوْضَحَ عَامَ ١٩٦٢. فَنَشَرُوا مَقَالَاتٍ مُهِمَّةً تَنَاوَلَتْ رُومَا ١٣:١-٧ فِي عَدَدَيْ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) وَ ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ. e وَهٰكَذَا فَهِمَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مَبْدَأَ ٱلْخُضُوعِ ٱلنِّسْبِيِّ ٱلَّذِي كَشَفَ عَنْهُ يَسُوعُ حِينَ قَالَ: «أَوْفُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ، وَمَا لِلّٰهِ لِلّٰهِ». (لو ) فَأَدْرَكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ مُذَّاكَ أَنَّ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةَ هِيَ ٱلسُّلُطَاتُ ٱلدُّنْيَوِيَّةُ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ، وَعَرَفُوا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُلْزَمُونَ بِٱلْخُضُوعِ لَهَا. مَعَ ذٰلِكَ، يَبْقَى هٰذَا ٱلْخُضُوعُ نِسْبِيًّا. فَعِنْدَمَا تَأْمُرُنَا ٱلسُّلُطَاتُ ٱلدُّنْيَوِيَّةُ أَنْ نَعْصِيَ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ، نُجِيبُ مِثْلَمَا أَجَابَ ٱلرُّسُلُ قَدِيمًا: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسُ». ( ٢٠:٢٥اع ٥:٢٩) وَفِي ٱلْفَصْلَيْنِ ١٣ وَ ١٤، سَنَرَى كَيْفَ بَدَأَ شَعْبُ ٱللّٰهِ بِتَطْبِيقِ مَبْدَإِ ٱلْحِيَادِ ٱلْمَسِيحِيِّ.
٢٥ لِمَ تُقَدِّرُ إِرْشَادَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فِي فَهْمِ ٱلْحَقَائِقِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
٢٥ خِتَامًا، فَكِّرْ فِي كُلِّ ٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا نَحْنُ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ عَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ. لَقَدْ تَعَلَّمْنَا مَتَى تَأَسَّسَ ٱلْمَلَكُوتُ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَا أَهَمِّيَّتُهُ. وَٱكْتَسَبْنَا فَهْمًا أَوْضَحَ لِلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ ٱلْمُتَاحَيْنِ لِلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ. وَبِتْنَا نَعْرِفُ كَيْفَ نُبَرْهِنُ وَلَاءَنَا لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَنَخْضَعُ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ خُضُوعًا نِسْبِيًّا لِلسُّلُطَاتِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ. وَٱلْآنَ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹كَيْفَ كَانَ لِي أَنْ أَعْرِفَ أَيًّا مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلثَّمِينَةِ لَوْ لَمْ يُرْشِدْ يَسُوعُ عَبْدَهُ ٱلْأَمِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِيَفْهَمَهَا ثُمَّ يُعَلِّمَهَا بِدَوْرِهِ لِلْآخَرِينَ؟›. أَوَلَيْسَتْ بَرَكَةً عَظِيمَةً إِذًا أَنْ يُرْشِدَنَا ٱلْمَسِيحُ وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟!
a إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «يُرْشِدُ» فِي هٰذِهِ ٱلْآيَةِ تَعْنِي «يَدُلُّ عَلَى ٱلطَّرِيقِ» وَفْقًا لِأَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ.
b قَبْلَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، ٱعْتُقِدَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا تَدُلُّ عَلَى حَرْبٍ بَيْنَ ٱلدِّينِ ٱلْوَثَنِيِّ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ وَٱلْكَنِيسَةِ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ.
c فِي حَزِيرَانَ (يُونْيُو) عَامَ ١٨٨٠، ٱعْتَبَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ سَيَكُونُونَ يَهُودًا طَبِيعِيِّينَ ٱهْتَدَوْا إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِحُلُولِ عَامِ ١٩١٤. وَلٰكِنْ سُرْعَانَ مَا نُشِرَ فِي ٱلْعَامِ نَفْسِهِ تَفْسِيرٌ أَقْرَبُ إِلَى ٱلْفَهْمِ ٱلَّذِي نَتَبَنَّاهُ ٱلْيَوْمَ.
d نُشِرَتْ ٱلْمَقَالَةُ بِٱلْعَرَبِيَّةِ سَنَةَ ١٩٦٤.
e نُشِرَتْ بِٱللُّغَةِ ٱلْعَرَبِيَّةِ فِي عَدَدَيْ حَزِيرَانَ وَتَمُّوزَ (يُونْيُو وَيُولْيُو) ١٩٦٣ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.