الفصل ١١
شعب طاهر ادبيا: الاقتداء بقداسة اللّٰه
تَخَيَّلْ نَفْسَكَ تَدْخُلُ مِنَ ٱلْبَوَّابَةِ ٱلْمُؤَدِّيَةِ إِلَى ٱلدَّارِ ٱلْخَارِجِيَّةِ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْعَظِيمِ
١ أَيُّ رُؤْيَا مَهِيبَةٍ رَآهَا حَزْقِيَالُ؟
اِرْجِعْ بِٱلزَّمَنِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ ٢٥ قَرْنًا تَقْرِيبًا وَتَخَيَّلْ نَفْسَكَ مَكَانَ ٱلنَّبِيِّ حَزْقِيَالَ. هَا أَنْتَ تَقْتَرِبُ مِنْ هَيْكَلٍ ضَخْمٍ بَرَّاقٍ يُرَافِقُكَ مَلَاكٌ قَدِيرٌ لِيُعَرِّفَكَ بِهٰذَا ٱلْمَوْقِعِ ٱلْخَلَّابِ. تَصْعَدُ سَبْعَ دَرَجَاتٍ وَإِذَا بِكَ تَصِلُ إِلَى إِحْدَى بَوَّابَاتِهِ ٱلْخَارِجِيَّةِ ٱلثَّلَاثِ. فَتَعْتَرِيكَ ٱلدَّهْشَةُ وَٱلْإِعْجَابُ حَالَمَا يَقَعُ بَصَرُكَ عَلَى تِلْكَ ٱلْمَدَاخِلِ ٱلْمَهِيبَةِ، مَدَاخِلَ يَصِلُ ٱرْتِفَاعُهَا حَتَّى ٣٠ مِتْرًا! وَفِيمَا تَدْخُلُ، تَتَلَفَّتُ حَوْلَكَ فَتَرَى غُرَفًا لِلْحَرَسِ وَأَشْكَالَ نَخِيلٍ تُزَيِّنُ ٱلْعَضَائِدَ. — حز ٤٠:١-٤، ١٠، ١٤، ١٦، ٢٢؛ ٤١:٢٠.
٢ (أ) مَاذَا يُمَثِّلُ ٱلْهَيْكَلُ ٱلرُّوحِيُّ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ.) (ب) كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا ٱلتَّفَاصِيلُ عَنْ مَدَاخِلِ ٱلْهَيْكَلِ؟
٢ عَنْ أَيِّ هَيْكَلٍ نَتَكَلَّمُ؟ إِنَّهُ ٱلْهَيْكَلُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلَّذِي رَآهُ حَزْقِيَالُ فِي رُؤْيَا. وَقَدْ وَصَفَهُ ٱلنَّبِيُّ وَصْفًا دَقِيقًا يَشْغَلُ ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٤٠ إِلَى ٤٨ مِنْ سِفْرِهِ. وَٱلْيَوْمَ يُمَثِّلُ هٰذَا ٱلْبِنَاءُ تَرْتِيبَ يَهْوَهَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. أَمَّا خَصَائِصُهُ فَتَحْمِلُ أَهَمِّيَّةً لَنَا نَحْنُ عُبَّادَ يَهْوَهَ ٱلْعَائِشِينَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. a فَتُذَكِّرُنَا ٱلْبَوَّابَاتُ ٱلْعَالِيَةُ مَثَلًا أَنَّ مَنْ يَدْخُلُونَ تَرْتِيبَ يَهْوَهَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ يَجِبُ أَنْ يَعِيشُوا وَفْقَ مَبَادِئِهِ ٱلسَّامِيَةِ وَٱلْبَارَّةِ. وَٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى أَشْجَارِ ٱلنَّخِيلِ ٱلْمَنْقُوشَةِ، إِذْ يُقْرَنُ شَجَرُ ٱلنَّخِيلِ أَحْيَانًا بِٱلْبِرِّ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (مز ٩٢:١٢) وَمَاذَا عَنْ غُرَفِ ٱلْحَرَسِ؟ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ كُلَّ مَنْ لَا يَحْتَرِمُونَ ٱلْمَبَادِئَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ يُمْنَعُونَ مِنَ ٱلدُّخُولِ إِلَى طَرِيقِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ ٱلْمُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ. — حز ٤٤:٩.
٣ لِمَ ظَلَّ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ بِحَاجَةٍ إِلَى تَمْحِيصٍ؟
٣ فَكَيْفَ تَنْطَبِقُ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ؟ كَمَا أَشَرْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلثَّانِي، ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ لِيُمَحِّصَ شَعْبَهُ مِنْ عَامِ ١٩١٤ حَتَّى أَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩. وَهَلِ ٱنْتَهَى آنَذَاكَ تَمْحِيصُ شَعْبِ ٱللّٰهِ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ! فَعَلَى مَدَى ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، ظَلَّ ٱلْمَسِيحُ مُتَمَسِّكًا بِمَبَادِئِ يَهْوَهَ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي لِأَتْبَاعِهِ ٱلسُّلُوكُ بِمُوجَبِهَا. لِذَا ٱحْتَاجُوا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ إِلَى مَزِيدٍ مِنَ ٱلتَّمْحِيصِ. فَلَا نَنْسَ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَجْمَعُهُمْ مِنْ وَسْطِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمُنْحَطِّ أَدَبِيًّا، فِي حِينِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُحَاوِلُ إِعَادَتَهُمْ إِلَى حَمْأَةِ ٱلْفَسَادِ تِلْكَ. (اقرأ ٢ بطرس ٢:٢٠-٢٢.) فَلْنَتَفَحَّصْ فِي مَا يَلِي ثَلَاثَةَ مَجَالَاتٍ مَحَّصَ فِيهَا ٱلْمَسِيحُ أَتْبَاعَهُ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. فَنَتَأَمَّلُ أَوَّلًا كَيْفَ طَهَّرُوا سُلُوكَهُمْ وَحَيَاتَهُمْ، ثُمَّ نُرَكِّزُ عَلَى تَدْبِيرٍ مُهِمٍّ يُبْقِي ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ طَاهِرَةً، وَنَتَطَرَّقُ أَخِيرًا إِلَى ٱلزَّوَاجِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ.
تَمْحِيصُ سُلُوكِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَحَيَاتِهِمْ
٤، ٥ أَيُّ تَكْتِيكٍ يَسْتَخْدِمُهُ ٱلشَّيْطَانُ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ، وَبِأَيَّةِ نَتَائِجَ؟
٤ لَطَالَمَا أَقَامَ شَعْبُ يَهْوَهَ وَزْنًا كَبِيرًا لِلسُّلُوكِ ٱلْمُسْتَقِيمِ وَٱلْآدَابِ ٱلرَّفِيعَةِ. لِذَا تَبَنَّوْا إِرْشَادَاتٍ تَبَلْوَرَتْ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ. إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.
٥ اَلْعَهَارَةُ. حِينَ أَوْجَدَ يَهْوَهُ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةَ بَيْنَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ، قَصَدَ أَنْ تَكُونَ نَقِيَّةً وَمُسِرَّةً. إِلَّا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَلْتَذُّ بِتَشْوِيهِ هٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةِ ٱلثَّمِينَةِ بِإِخْرَاجِهَا مِنْ إِطَارِهَا ٱلصَّحِيحِ وَتَحْوِيلِهَا إِلَى مُمَارَسَةٍ قَذِرَةٍ. وَهُوَ يَسْتَعْمِلُهَا لِإِغْوَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِحَيْثُ يَخْسَرُونَ رِضَا يَهْوَهَ. وَقَدْ سَبَقَ لَهُ أَنِ ٱسْتَخْدَمَ هٰذَا ٱلتَّكْتِيكَ أَيَّامَ بَلْعَامَ، فَأَتَتِ ٱلنَّتَائِجُ مَأْسَاوِيَّةً عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ. وَفِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، يَلْجَأُ إِبْلِيسُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْوَسِيلَةِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى. — عد ٢٥:١-٣، ٩؛ رؤ ٢:١٤.
٦ أَيُّ عَهْدٍ نَشَرَتْهُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، مَنْ تَعَهَّدَ بِهِ، وَلِمَ قَرَّرَ ٱلْإِخْوَةُ لَاحِقًا ٱلتَّوَقُّفَ عَنِ ٱسْتِعْمَالِهِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ.)
٦ وَبِهَدَفِ إِحْبَاطِ جُهُودِ ٱلشَّيْطَانِ، نَشَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدُ ١٥ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) ١٩٠٨ عَهْدًا تَضَمَّنَ ٱلِٱلْتِزَامَ ٱلتَّالِي: «فِي كُلِّ مَكَانٍ وَفِي أَيِّ زَمَانٍ، أَتَعَهَّدُ أَنْ أَتَصَرَّفَ مَعَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ عَلَى ٱنْفِرَادٍ تَمَامًا كَمَا أَتَصَرَّفُ فِي ٱلْعَلَنِ». b وَمَعَ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَمْ يَكُونُوا مُلْزَمِينَ بِقَطْعِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ، فَقَدَ أَخَذَهُ كَثِيرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَطَلَبُوا إِدْرَاجَ أَسْمَائِهِمْ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ. وَلٰكِنْ بَعْدَ سَنَوَاتٍ، أَدْرَكَتِ ٱلْهَيْئَةُ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَهْدَ تَحَوَّلَ إِلَى مُجَرَّدِ طَقْسٍ رَغْمَ أَنَّهُ سَاعَدَ كَثِيرِينَ فِي وَقْتٍ مِنَ ٱلْأَوْقَاتِ. لِذٰلِكَ بَطَلَ ٱسْتِعْمَالُهُ فِي مَا بَعْدُ. إِلَّا أَنَّ ٱلْمَبَادِئَ ٱلسَّامِيَةَ ٱلَّتِي تَمَثَّلَتْ فِيهِ ظَلَّتْ قَيْدَ ٱلتَّطْبِيقِ.
٧ أَيُّ مُشْكِلَةٍ نَاقَشَتْهَا بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٣٥، وَعَلَى أَيِّ مِقْيَاسٍ شَدَّدَتْ؟
٧ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، ٱشْتَدَّتْ هُجُومَاتُ ٱلشَّيْطَانِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. فَنَاقَشَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، فِي عَدَدِهَا ٱلصَّادِرِ فِي ١ آذَارَ (مَارِس) ١٩٣٥، مُشْكِلَةً مُتَفَاقِمَةً بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ. فَٱلْبَعْضُ ظَنُّوا أَنَّ ٱلِٱشْتِرَاكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ يُعْفِيهِمْ بِشَكْلٍ أَوْ بِآخَرَ مِنَ ٱلِٱلْتِصَاقِ بِمَبَادِئِ يَهْوَهَ ٱلْأَدَبِيَّةِ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْمَقَالَةَ حَثَّتْ بِكُلِّ وُضُوحٍ قَائِلَةً: «لِنُبْقِ فِي بَالِنَا جَمِيعًا أَنَّ مُجَرَّدَ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ لَا يَفِي بِٱلْغَرَضِ. فَشُهُودُ يَهْوَهَ هُمْ مُمَثِّلُوهُ، وَهُمْ مُلْزَمُونَ بِأَنْ يُحْسِنُوا تَمْثِيلَهُ هُوَ وَمَلَكُوتِهِ». وَمِنْ ثُمَّ قَدَّمَتِ ٱلْمَقَالَةُ إِرْشَادَاتٍ صَرِيحَةً حَوْلَ ٱلزَّوَاجِ وَٱلْآدَابِ ٱلْجِنْسِيَّةِ لِمُسَاعَدَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ أَنْ ‹يَهْرُبُوا مِنَ ٱلْعَهَارَةِ›. — ١ كو ٦:١٨.
٨ لِمَ شَدَّدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تَكْرَارًا عَلَى ٱلتَّعْرِيفِ ٱلشَّامِلِ لِلْكَلِمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَنْقُولَةِ إِلَى عَهَارَةٍ؟
٨ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، شَدَّدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلْأَخِيرَةِ عَلَى ٱلتَّعْرِيفِ ٱلصَّحِيحِ لِلْكَلِمَةِ ٱلْمَنْقُولَةِ إِلَى عَهَارَةٍ (پورنِيا) فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ. فَمَعْنَاهَا لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْجِمَاعِ فَحَسْبُ، بَلْ يَشْتَمِلُ أَيْضًا عَلَى عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْفَاسِدَةِ. فَهِيَ تَتَضَمَّنُ عُمُومًا كُلَّ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْمُنْحَطَّةِ ٱلْمُنْتَشِرَةِ فِي بُيُوتِ ٱلدَّعَارَةِ. وَبِفَضْلِ هٰذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ، ٱحْتَمَى أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ مِنْ وَبَإِ ٱلِٱنْحِرَافِ ٱلْجِنْسِيِّ ٱلَّذِي أَصَابَ أَعْدَادًا هَائِلَةً فِي عَالَمِنَا ٱلْيَوْمَ. — اقرأ افسس ٤:١٧-١٩.
٩، ١٠ (أ) أَيُّ مَسْأَلَةٍ أَدَبِيَّةٍ أَثَارَتْهَا بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٣٥؟ (ب) مَا نَظْرَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُتَّزِنَةُ إِلَى ٱلْكُحُولِ؟
٩ اَلْكُحُولُ. أَثَارَ عَدَدُ ١ آذَارَ (مَارِس) ١٩٣٥ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مَسْأَلَةً أَدَبِيَّةً إِضَافِيَّةً. ذَكَرَ: «لُوحِظَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَشْتَرِكُونَ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ وَيُؤَدُّونَ تَعْيِينَاتٍ أُخْرَى فِي ٱلْهَيْئَةِ وَهُمْ تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلْكُحُولِ. فَمَا ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي تُجِيزُ شُرْبَ ٱلْخَمْرِ وَفْقًا لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟ هَلْ يَجُوزُ شُرْبُهَا إِلَى حَدٍّ تَتَأَثَّرُ مَعَهُ خِدْمَةُ ٱلْمَرْءِ فِي هَيْئَةِ ٱلرَّبِّ؟».
١٠ أَجَابَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَنْ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ مُوضِحَةً نَظْرَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُتَّزِنَةَ إِلَى ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةِ. فَهُوَ لَا يَدِينُ شُرْبَ ٱلْخَمْرِ وَسَائِرِ ٱلْكُحُولِ بِٱعْتِدَالٍ، إِلَّا أَنَّهُ يَشْجُبُ ٱلسُّكْرَ بِلَهْجَةٍ حَادَّةٍ. (مز ١٠٤:١٤، ١٥؛ ١ كو ٦:٩، ١٠) أَمَّا بِخُصُوصِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلْكُحُولِ، فَلَطَالَمَا ذَكَّرَتِ ٱلْهَيْئَةُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ بِٱلرِّوَايَةِ عَنِ ٱبْنَيْ هَارُونَ. فَهٰذَانِ أَمَاتَهُمَا ٱللّٰهُ لِتَقْرِيبِهِمَا نَارًا غَيْرَ مَشْرُوعَةٍ عَلَى مَذْبَحِهِ. وَمَاذَا دَفَعَهُمَا إِلَى ٱرْتِكَابِ خَطَإٍ فَادِحٍ كَهٰذَا؟ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ تَكْشِفُ ٱلرِّوَايَةُ ٱلسَّبَبَ، إِذْ تُخْبِرُنَا أَنَّ ٱللّٰهَ أَوْصَى وَصِيَّةً بُعَيْدَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ تَمْنَعُ كُلَّ ٱلْكَهَنَةِ مِنْ شُرْبِ ٱلْكُحُولِ خِلَالَ تَأْدِيَةِ وَاجِبَاتِهِمِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (لا ١٠:١، ٢، ٨-١١) وَبُغْيَةَ تَطْبِيقِ ٱلْمَبْدَإِ ٱلْكَامِنِ وَرَاءَ تِلْكَ ٱلْوَصِيَّةِ، يَحْرِصُ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيَوْمَ أَلَّا يَكُونُوا تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلْكُحُولِ عِنْدَ تَأْدِيَةِ خِدْمَتِهِمِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
١١ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مِنْ فَهْمِهِمِ ٱلْمُوَضَّحِ حَوْلَ مُشْكِلَةِ ٱلْإِدْمَانِ عَلَى ٱلْكُحُولِ؟
١١ وَفِي ٱلْعُقُودِ ٱلْأَخِيرَةِ، أُنْعِمَ عَلَى أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ بِفَهْمٍ مُوَضَّحٍ حَوْلَ مُشْكِلَةِ ٱلْإِدْمَانِ عَلَى ٱلْكُحُولِ. وَبِفَضْلِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ، نَالَ كَثِيرُونَ ٱلْمُسَاعَدَةَ لِيَتَغَلَّبُوا عَلَى هٰذِهِ ٱلْمُشْكِلَةِ وَيَسْتَعِيدُوا ٱلسَّيْطَرَةَ عَلَى حَيَاتِهِمْ، فِيمَا تَمَكَّنَ آخَرُونَ مِنْ تَفَادِي ٱلْوُقُوعِ فِي هٰذَا ٱلْفَخِّ أَسَاسًا. فَمَنْ مِنَّا يَقْبَلُ أَنْ يَسْلُبَهُ ٱلْكُحُولُ كَرَامَتَهُ وَعَائِلَتَهُ، وَٱلْأَهَمُّ ٱمْتِيَازَهُ أَنْ يَعْبُدَ يَهْوَهَ عِبَادَةً نَقِيَّةً؟!
«لَا نَتَخَيَّلُ رَوَائِحَ ٱلتَّبْغِ تَفُوحُ مِنْ رَبِّنَا أَوْ نَتَصَوَّرُهُ يُدْخِلُ إِلَى فَمِهِ شَيْئًا يُدَنِّسُهُ».— ت. ت. رَصِل
١٢ كَيْفَ نَظَرَ خُدَّامُ ٱلْمَسِيحِ إِلَى ٱسْتِخْدَامِ ٱلتَّبْغِ حَتَّى قَبْلَ بِدَايَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
١٢ اَلتَّبْغُ. نَظَرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ نَظْرَةً سَلْبِيَّةً إِلَى ٱسْتِخْدَامِ ٱلتَّبْغِ حَتَّى قَبْلَ بِدَايَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا ٱسْتَذْكَرَهُ قَبْلَ سَنَوَاتٍ أَخٌ مُسِنٌّ يُدْعَى تْشَارْلْز كَايْبِن عَنْ أَوَّلِ لِقَاءٍ جَمَعَهُ بِتْشَارْلْز تَاز رَصِل أَوَاخِرَ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ. فَبَيْنَمَا كَانَ كَايْبِنُ، ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ١٣ سَنَةً، وَاقِفًا مَعَ ثَلَاثَةٍ مِنْ إِخْوَتِهِ عَلَى ٱلدَّرَجِ فِي بَيْتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي أَللِّيغِينِي بِبِنْسِلْفَانْيَا، مَرَّ بِهِمْ رَصِل وَسَأَلَهُمْ: «هَلْ يُدَخِّنُ أَيٌّ مِنْكُمْ؟ إِنِّي أَشْتَمُّ رَائِحَةَ تَبْغٍ فِي ٱلْمَكَانِ». فَأَكَّدُوا لَهُ أَنَّهُمْ مَا كَانُوا يُدَخِّنُونَ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ تَبَيَّنُوا آنَذَاكَ بِوُضُوحٍ مَا نَظْرَتُهُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. وَفِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدِ ١ آبَ (أَغُسْطُس) ١٨٩٥ عَلَّقَ ٱلْأَخُ رَصِل عَلَى ٢ كُورِنْثُوس ٧:١ قَائِلًا: «لَا أَرَى كَيْفَ لِأَيِّ مَسِيحِيٍّ أَنْ يَنْفَعَ نَفْسَهُ أَوْ يُمَجِّدَ ٱللّٰهَ حِينَ يَسْتَعْمِلُ ٱلتَّبْغَ بِشَكْلٍ أَوْ بِآخَرَ». ثُمَّ أَضَافَ: «لَا نَتَخَيَّلُ رَوَائِحَ ٱلتَّبْغِ تَفُوحُ مِنْ رَبِّنَا أَوْ نَتَصَوَّرُهُ يُدْخِلُ إِلَى فَمِهِ شَيْئًا يُدَنِّسُهُ».
١٣ أَيُّ إِرْشَادٍ مَحَّصَ شَعْبَ ٱللّٰهِ أَدَبِيًّا عَامَ ١٩٧٣؟
١٣ وَفِي عَامِ ١٩٣٥، دَعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلتَّبْغَ «ٱلْحَشِيشَةَ ٱلْقَذِرَةَ» وَذَكَرَتْ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُقَرِّرُ مَضْغَهَا أَوْ تَدْخِينَهَا لَا يَظَلُّ عُضْوًا فِي عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ وَلَا يُمَثِّلُ هَيْئَةَ ٱللّٰهِ لَا فِي عَمَلِ ٱلْفَتْحِ وَلَا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْجَائِلِ. ثُمَّ عَامَ ١٩٧٣، صَدَرَ إِرْشَادٌ مَحَّصَ شَعْبَ ٱللّٰهِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. فَوَفْقًا لِعَدَدِ ١ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلصَّادِرِ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ ١ كَانُونَ ٱلثَّانِي [يَنَايِر] ١٩٧٤)، لَا يُمْكِنُ لِأَيِّ شَاهِدٍ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى مَوْقِفٍ جَيِّدٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ إِذَا وَاصَلَ مُمَارَسَةَ هٰذِهِ ٱلْعَادَةِ ٱلْمُمِيتَةِ وَٱلنَّجِسَةِ وَٱلْأَنَانِيَّةِ. وَعَلَيْهِ، أَوْصَتِ ٱلْمَقَالَةُ بِفَصْلِ كُلِّ مَنْ يَرْفُضُ ٱلتَّوَقُّفَ عَنْ إِسَاءَةِ ٱسْتِخْدَامِ ٱلتَّبْغِ. c وَبِذٰلِكَ ٱتَّخَذَ ٱلْمَسِيحُ خُطْوَةً مُهِمَّةً أُخْرَى لِتَمْحِيصِ أَتْبَاعِهِ أَدَبِيًّا.
١٤ مَا ٱلْمِقْيَاسُ ٱلْإِلٰهِيُّ حَوْلَ ٱلدَّمِ، وَكَيْفَ رَاجَ نَقْلُ ٱلدَّمِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ؟
١٤ اَلدَّمُ. قَدِيمًا أَيَّامَ نُوحٍ نَهَى ٱللّٰهُ عَنْ تَنَاوُلِ ٱلدَّمِ. ثُمَّ كَرَّرَ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ فِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ. وَبَعْدَ قُرُونٍ، عَادَ وَأَوْصَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ «يَمْتَنِعُوا عَنِ . . . ٱلدَّمِ». (اع ١٥:٢٠، ٢٩؛ تك ٩:٤؛ لا ٧:٢٦) إِلَّا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ ٱبْتَكَرَ فِي زَمَنِنَا طَرِيقَةً تَدْفَعُ كَثِيرِينَ أَنْ يَعْصُوا هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ. فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ، كَانَ ٱلْأَطِبَّاءُ يُجْرُونَ تَجَارِبَ عِلْمِيَّةً فِي مَجَالِ نَقْلِ ٱلدَّمِ. وَلٰكِنْ حِينَ ٱكْتُشِفَتْ فِئَاتُ ٱلدَّمِ ٱلْمُخْتَلِفَةُ، ٱنْتَشَرَتْ هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَةُ أَكْثَرَ. وَعَامَ ١٩٣٧، بَدَأَ ٱلدَّمُ يُجْمَعُ وَيُخْزَنُ فِي بُنُوكٍ مُتَخَصِّصَةٍ. بُعَيْدَ ذٰلِكَ، أَعْطَتِ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلثَّانِيَةُ هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَةَ زَخْمًا كَبِيرًا. وَلَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى أَصْبَحَ نَقْلُ ٱلدَّمِ رَائِجًا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.
١٥، ١٦ (أ) أَيُّ مَوقِفٍ ٱتَّخَذَهُ شُهُودُ يَهْوَهَ بِخُصُوصِ نَقْلِ ٱلدَّمِ؟ (ب) أَيُّ دَعْمٍ يَنَالُهُ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ فِي مَجَالِ نَقْلِ ٱلدَّمِ وَٱلْعِلَاجَاتِ ٱلْبَدِيلَةِ، وَبِأَيَّةِ نَتَائِجَ؟
١٥ رَدًّا عَلَى هٰذِهِ ٱلتَّطَوُّرَاتِ، أَشَارَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي وَقْتٍ بَاكِرٍ، تَحْدِيدًا عَامَ ١٩٤٤، أَنَّ تَلَقِّيَ ٱلدَّمِ عَبْرَ ٱلشَّرَايِينِ هُوَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ شَكْلٌ مِنْ أَشْكَالِ تَنَاوُلِهِ. وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ، ٱزْدَادَ هٰذَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْمُؤَسَّسُ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ قُوَّةً وَوُضُوحًا. ثُمَّ عَامَ ١٩٥١، نُشِرَتْ بَعْضُ ٱلْأَسْئِلَةِ وَٱلْأَجْوِبَةِ لِمُسَاعَدَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ فِي ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلِٱخْتِصَاصِيِّينَ فِي ٱلطِّبِّ. وَمِنْ جِهَتِهِمِ، ٱتَّخَذَ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأُمَنَاءُ مَوَاقِفَ شُجَاعَةً رَغْمَ أَنَّهُمْ وَاجَهُوا فِي ٱلْغَالِبِ ٱلِٱسْتِهْزَاءَ وَٱلْعِدَاءَ وَٱلْمُقَاوَمَةَ ٱلشَّرِسَةَ. أَمَّا ٱلْمَسِيحُ فَظَلَّ يُوَجِّهُ هَيْئَتَهُ لِتُزَوِّدَهُمْ بِٱلدَّعْمِ ٱللَّازِمِ، فَنُشِرَتْ عَلَى ٱلْأَثَرِ كُرَّاسَاتٌ مُفَصَّلَةٌ وَمُؤَسَّسَةٌ عَلَى أَبْحَاثٍ دَقِيقَةٍ.
١٦ وَعَامَ ١٩٧٩، بَدَأَ بَعْضُ ٱلشُّيُوخِ بِزِيَارَةِ ٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ كَيْ يُسَاعِدُوا ٱلْأَطِبَّاءَ عَلَى تَفَهُّمِ مَوْقِفِنَا وَٱلْأَسْبَابِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى تَبَنِّيهِ. كَمَا تَحَدَّثُوا مَعَهُمْ عَنْ بَدَائِلِ نَقْلِ ٱلدَّمِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ. ثُمَّ عَامَ ١٩٨٠، تَدَرَّبَ شُيُوخٌ فِي ٣٩ مَدِينَةً أَمِيرْكِيَّةً تَدْرِيبًا مُتَخَصِّصًا لِزِيَارَةِ ٱلْأَطِبَّاءِ. وَبَعْدَ مُدَّةٍ، قَرَّرَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ إِنْشَاءَ «لِجَانُ ٱلِٱتِّصَالِ بِٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ» فِي مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ. وَهَلْ حَقَّقَتْ هٰذِهِ ٱلْجُهُودُ نَتَائِجَ مَلْمُوسَةً عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ؟ بِٱلتَّأْكِيدِ. فَٱلْيَوْمَ يَتَعَاوَنُ مَعَ ٱلْمَرْضَى مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ عَشَرَاتُ آلَافِ ٱلِٱخْتِصَاصِيِّينَ فِي حَقْلِ ٱلطِّبِّ، مِنْ أَطِبَّاءَ وَجَرَّاحِينَ وَأَطِبَّاءِ تَبْنِيجٍ، وَيَحْتَرِمُونَ حُرِّيَّتَنَا فِي ٱخْتِيَارِ عِلَاجَاتٍ دُونَ نَقْلِ دَمٍ. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، يَزْدَادُ عَدَدُ ٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ ٱلَّتِي تُوَفِّرُ رِعَايَةً طِبِّيَّةً دُونَ نَقْلِ دَمٍ، حَتِّى إِنَّ بَعْضَهَا يَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْعِلَاجَاتِ أَرْفَعَ مُسْتَوًى مِنَ ٱلْعِنَايَةِ ٱلطِّبِّيَّةِ. أَوَلَا تَفْرَحُ حِينَ تُفَكِّرُ كَيْفَ يَحْمِي يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ مِنْ جُهُودِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّامِيَةِ إِلَى تَدْنِيسِهِمْ؟! — اقرأ افسس ٥:٢٥-٢٧.
يَزْدَادُ عَدَدُ ٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ ٱلَّتِي تُوَفِّرُ رِعَايَةً طِبِّيَّةً دُونَ نَقْلِ دَمٍ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهَا يَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْعِلَاجَاتِ أَرْفَعَ مُسْتَوًى مِنَ ٱلْعِنَايَةِ ٱلطِّبِّيَّةِ
١٧ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنْ تَقْدِيرِنَا لِمَا يَفْعَلُهُ ٱلْمَسِيحُ لِتَطْهِيرِ أَتْبَاعِهِ؟
١٧ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، لِنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ نُقَدِّرُ مَا يَفْعَلُهُ ٱلْمَسِيحُ لِتَطْهِيرِ أَتْبَاعِهِ وَتَدْرِيبِهِمْ عَلَى ٱلِٱلْتِصَاقِ بِمَقَايِيسِ يَهْوَهَ ٱلْأَدَبِيَّةِ ٱلرَّفِيعَةِ؟›. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، لِنَتَذَكَّرْ دَائِمًا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَسْتَمِيتُ إِلَى إِبْعَادِنَا عَنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ بِإِضْعَافِ ٱحْتِرَامِنَا لِلْآدَابِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ. وَلَا نَنْسَ أَنَّ هَيْئَةَ يَهْوَهَ تُسَاعِدُنَا لِنُحَارِبَ هٰذَا ٱلتَّأْثِيرَ، فَتُزَوِّدُنَا بِٱنْتِظَامٍ بِٱلتَّحْذِيرَاتِ وَٱلْمُذَكِّرَاتِ ٱلْحُبِّيَّةِ حَوْلَ ٱلْفَسَادِ ٱلْمُسْتَشْرِي فِي ٱلْعَالَمِ. لِنُصَمِّمْ إِذًا عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُتَنَبِّهِينَ وَمُتَجَاوِبِينَ وَطَائِعِينَ لِهٰذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُفِيدَةِ. — ام ١٩:٢٠.
اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ أَدَبِيًّا
١٨ أَيُّ مُذَكِّرٍ تُقَدِّمُهُ لَنَا رُؤْيَا حَزْقِيَالَ بِخُصُوصِ مَنْ يَتَمَرَّدُونَ عَمْدًا عَلَى ٱلْمَقَايِيسِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ؟
١٨ نَصِلُ ٱلْآنَ إِلَى ٱلْمَجَالِ ٱلثَّانِي ٱلَّذِي مَحَّصَ فِيهِ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ، وَهُوَ يَشْمُلُ ٱلتَّدَابِيرَ ٱلْمُتَّخَذَةَ لِلْحِفَاظِ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَبِكُلِّ أَسَفٍ، ثَمَّةَ مَنْ يَتَبَنَّوْنَ ٱلْمَقَايِيسَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ فِي ٱلسُّلُوكِ وَيَنْذُرُونَ أَنْفُسَهُمْ لِلّٰهِ، لٰكِنَّهُمْ بَعْدَ فَتْرَةٍ يَنْكُثُونَ بِهٰذَا ٱلِٱلْتِزَامِ، فَيُبَدِّلُونَ مَوْقِفَهُمْ وَيَتَمَرَّدُونَ عَمْدًا عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَقَايِيسِ. فَمَا ٱلْعَمَلُ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ؟ لَعَلَّ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ عَنِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ تُسَاعِدُنَا عَلَى إِيجَادِ ٱلْجَوَابِ. هَلْ تَذْكُرُ ٱلْبَوَّابَاتِ ٱلْعَالِيَةَ ٱلْمُشَارَ إِلَيْهَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْفَصْلِ؟ تَصِفُ لَنَا ٱلرُّؤْيَا غُرَفًا لِلْحَرَسِ مَوْجُودَةً فِي كُلٍّ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَدَاخِلِ. وَهٰؤُلَاءِ ٱلْحَرَسُ يَحْمُونَ ٱلْهَيْكَلَ وَيَمْنَعُونَ كَمَا يَبْدُو كُلَّ «أَغْلَفِ ٱلْقَلْبِ» مِنَ ٱلدُّخُولِ. (حز ٤٤:٩) وَفِي هٰذَا مُذَكِّرٌ وَاضِحٌ لَنَا أَنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلنَّقِيَّةَ ٱمْتِيَازٌ يُمْنَحُ فَقَطْ لِمَنْ يَسْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّلُوكِ وَفْقَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ ٱلنَّقِيَّةِ. وَإِلَى يَوْمِنَا هٰذَا، لَا يَحْظَى ٱلْجَمِيعُ بِٱمْتِيَازِ تَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ كَتِفًا إِلَى كَتِفٍ إِلَى جَانِبِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.
١٩، ٢٠ (أ) كَيْفَ سَاعَدَ ٱلْمَسِيحُ أَتْبَاعَهُ تَدْرِيجِيًّا أَنْ يُحَسِّنُوا آلِيَّةَ ٱلْبَتِّ فِي ٱلْقَضَايَا ٱلْخَطِيرَةِ؟ (ب) مَا ٱلْأَسْبَابُ ٱلثَّلَاثَةُ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى فَصْلِ ٱلْخُطَاةِ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ؟
١٩ اِنْسِجَامًا مَعَ مَا تَقَدَّمَ، ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٨٩٢ أَنَّ «وَاجِبَنَا يَقْتَضِي أَنْ نَفْصِلَ (عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ) كُلَّ مَنْ يُنْكِرُ بِصُورَةٍ مُبَاشِرَةٍ أَوْ غَيْرِ مُبَاشِرَةٍ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً . . . عَنِ ٱلْجَمِيعِ». (اقرأ ٢ يوحنا ١٠.) ثُمَّ بَيَّنَ كِتَابُ اَلْخَلِيقَةُ ٱلْجَدِيدَةُ عَامَ ١٩٠٤ أَنَّ مَنْ يُمْعِنُونَ فِي ٱلسُّلُوكِ ٱلْخَاطِئِ يُشَكِّلُونَ خَطَرًا دَاهِمًا يُهَدِّدُ بِإِفْسَادِ ٱلْجَمَاعَةِ. وَفِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، وَجَبَ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ بِأَكْمَلِهَا أَنْ تَعْقِدَ «مُحَاكَمَاتٍ كَنَسِيَّةً» لِلنَّظَرِ فِي ٱلْقَضَايَا ٱلَّتِي تَشْمُلُ أَخْطَاءً خَطِيرَةً. لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْمُحَاكَمَاتِ كَانَتْ نَادِرَةً. وَبِٱلِٱنْتِقَالِ إِلَى عَامِ ١٩٤٤، أَظْهَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ هُمُ ٱلْوَحِيدُونَ ٱلْمُخَوَّلُونَ مُعَالَجَةَ هٰذِهِ ٱلْقَضَايَا. وَأَخِيرًا نَشَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٥٢ مَنْهَجًا مُؤَسَّسًا عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُعَالَجُ بِمُوجَبِهِ ٱلْقَضَايَا ٱلْقَضَائِيَّةُ. وَقَدْ شَدَّدَتْ عَلَى سَبَبٍ مُهِمٍّ يَسْتَدْعِي فَصْلَ ٱلْخُطَاةِ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ، أَلَا وَهُوَ ٱلْحِفَاظُ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ.
٢٠ وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ، مَحَّصَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَكْثَرَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ وَمَنَحَهُمْ فَهْمًا أَوْضَحَ لِطَرِيقَةِ مُعَالَجَةِ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ. فَٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَثَلًا يُدَرَّبُونَ جَيِّدًا لِلْبَتِّ فِي ٱلْقَضَايَا ٱلْقَضَائِيَّةِ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ مُوَازِنِينَ بَيْنَ ٱلْعَدْلِ وَٱلرَّحمَةِ. كَمَا تَوَضَّحَتْ ثَلَاثَةُ أَسْبَابٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ لِفَصْلِ ٱلْخُطَاةِ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ: (١) لِئَلَّا يَلْحَقَ أَيُّ تَعْيِيرٍ بِٱسْمِ يَهْوَهَ، (٢) لِحِمَايَةِ ٱلْجَمَاعَةِ مِنَ ٱلْأَذَى ٱلنَّاجِمِ عَنِ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ، وَ (٣) لِحَمْلِ ٱلْخَاطِئِ عَلَى ٱلتَّوْبَةِ إِنْ أَمْكَنَ.
٢١ كَيْفَ يَعُودُ تَرْتِيبُ ٱلْفَصْلِ بِٱلْفَوَائِدِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ؟
٢١ بِٱلنَّظَرِ إِلَى مَا وَرَدَ أَعْلَاهُ، أَلَا تُوَافِقُ أَنَّ تَرْتِيبَ ٱلْفَصْلِ يَعُودُ بِٱلْفَوَائِدِ عَلَى أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيَوْمَ؟ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، غَالِبًا مَا كَانَ ٱلْخُطَاةُ يُفْسِدُونَ ٱلْأُمَّةَ، حَتَّى إِنَّ عَدَدَهُمْ تَجَاوَزَ أَحْيَانًا عَدَدَ مُحِبِّي يَهْوَهَ وَٱلرَّاغِبِينَ فِي فِعْلِ مَشِيئَتِهِ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، كَثِيرًا مَا عَيَّرَتِ ٱلْأُمَّةُ ٱسْمَ يَهْوَهَ وَخَسِرَتْ رِضَاهُ. (ار ٧:٢٣-٢٨) فَمَا حَالُنَا نَحْنُ شَعْبَ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟ يَتَعَامَلُ يَهْوَهُ فِي أَيَّامِنَا مَعَ جَمَاعَةٍ مُؤَلَّفَةٍ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ رُوحِيِّينَ. أَمَّا ٱلْخُطَاةُ بَيْنَنَا ٱلَّذِينَ تَتَقَسَّى قُلُوبُهُمْ فَيُنْزَعُونَ مِنْ وَسْطِنَا، كَيْ لَا يَصِيرُوا أَسْلِحَةً فِي يَدِ ٱلشَّيْطَانِ يُؤْذِي بِهَا ٱلْجَمَاعَةَ وَيُفْسِدُ طَهَارَتَهَا. وَبِفِعْلِنَا ذٰلِكَ نَحُدُّ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ مِنْ تَأْثِيرِهِمْ وَلَا نَخْسَرُ كَمَجْمُوعَةٍ رِضَى يَهْوَهَ ٱلَّذِي وَعَدَنَا قَائِلًا: «كُلُّ سِلَاحٍ يُصَوَّرُ ضِدَّكِ لَا يَنْجَحُ». (اش ٥٤:١٧) فَلْنُعْرِبْ عَنِ ٱلْوَلَاءِ إِذًا وَلْنَدْعَمِ ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِهِمْ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةُ ٱلثَّقِيلَةُ، مَسْؤُولِيَّةُ ٱلْبَتِّ فِي ٱلْقَضَايَا ٱلْقَضَائِيَّةِ.
تَمْجِيدُ مَنْ تَدِينُ لَهُ كُلُّ عَائِلَةٍ بِٱسْمِهَا
٢٢، ٢٣ لِمَ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ لِلْمَسِيحِيِّينَ أَوَائِلَ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ، وَلٰكِنْ أَيُّ دَلِيلٍ يُظْهِرُ ٱلْحَاجَةَ إِلَى مَزِيدٍ مِنَ ٱلِٱتِّزَانِ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟
٢٢ طَهَّرَ ٱلْمَسِيحُ أَتْبَاعَهُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ فِي مَجَالٍ ثَالِثٍ أَيْضًا، وَهُوَ ٱلزَّوَاجُ وَٱلْحَيَاةُ ٱلْعَائِلِيَّةُ. فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنْ تَحَسَّنَتْ نَظْرَتُنَا إِلَى ٱلْعَائِلَةِ عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَا يَسَعُنَا إِلَّا أَنْ نُعْجَبَ وَنَتَأَثَّرَ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا خُدَّامُ ٱللّٰهِ أَوَائِلَ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ. وَنَحْنُ مُمْتَنُّونَ لِأَنَّهُمْ وَضَعُوا خِدْمَتَهُمُ ٱلْمُقَدَّسَةَ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ. لٰكِنَّنَا فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ نُلَاحِظُ ٱلْحَاجَةَ إِلَى مَزِيدٍ مِنَ ٱلِٱتِّزَانِ. لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟
٢٣ شَاعَ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ أَنْ يَتَوَلَّى ٱلْإِخْوَةُ تَعْيِينَاتٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ ٱلْجَائِلِ تُبْعِدُهُمْ عَنْ بُيُوتِهِمْ أَشْهُرًا مُتَتَالِيَةً. وَشَجَّعَتِ ٱلْهَيْئَةُ أَحْيَانًا عَلَى ٱلْعُزُوبَةِ بِلَهْجَةٍ أَقْوَى مِمَّا هُوَ وَارِدٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، لَمْ يُنْشَرْ إِلَّا ٱلْقَلِيلُ عَنْ تَقْوِيَةِ ٱلرَّوَابِطِ ٱلْعَائِلِيَّةِ بَيْنَ ٱلْأَزْوَاجِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَهَلْ مَا زَالَ ٱلْوَضْعُ عَلَى حَالِهِ؟ قَطْعًا لَا!
لَا يَسْعَى ٱلْمَسِيحِيُّونَ وَرَاءَ ٱلتَّعْيِينَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ عَلَى حِسَابِ ٱلْوَاجِبَاتِ ٱلْعَائِلِيَّةِ
٢٤ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلْمَسِيحُ شَعْبَهُ ٱلْأَمِينَ أَنْ يَكْتَسِبَ نَظْرَةً أَكْثَرَ ٱتِّزَانًا إِلَى ٱلزَّوَاجِ وَٱلْعَائِلَةِ؟
٢٤ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ، لَا يَسْعَى ٱلْمَسِيحِيُّونَ وَرَاءَ ٱلتَّعْيِينَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ عَلَى حِسَابِ ٱلْوَاجِبَاتِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. (اقرأ ١ تيموثاوس ٥:٨.) أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ حَرِصَ أَنْ يُمِدَّ عَلَى ٱلدَّوَامِ أَتْبَاعَهُ ٱلْأُمَنَاءَ بِٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُفِيدَةِ وَٱلْمُتَّزِنَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ حَوْلَ ٱلزَّوَاجِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. (اف ٣:١٤، ١٥) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، صَدَرَ عَامَ ١٩٧٨ كِتَابُ جَعْلُ حَيَاتِكُمُ ٱلْعَائِلِيَّةِ سَعِيدَةً (بِٱلْعَرَبِيَّةِ سَنَةَ ١٩٨٠). ثُمَّ تَلَاهُ كِتَابُ سِرُّ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ سَنَةَ ١٩٩٦. كَمَا بَدَأَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِنَشْرِ مَقَالَاتٍ عَدِيدَةٍ هَدَفُهَا مُسَاعَدَةُ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ عَلَى تَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلْعَائِلِيَّةِ.
٢٥-٢٧ كَيْفَ أَوْلَتِ ٱلْهَيْئَةُ حَاجَاتِ ٱلشَّبَابِ وَٱلصِّغَارِ ٱهْتِمَامًا مُتَزَايِدًا عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ؟
٢٥ وَمَاذَا عَنْ فِئَةِ ٱلشَّبَابِ وَٱلصِّغَارِ؟ عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ، أَوْلَتْ هَيْئَةُ يَهْوَهَ حَاجَاتِهِمِ ٱهْتِمَامًا مُتَزَايِدًا. فَلَطَالَمَا قَدَّمَتْ لَهُمُ ٱلْأَطَايِبَ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي تُنَاسِبُ أَعْمَارَهُمْ، لٰكِنَّ ٱلْجَدْوَلَ ٱلصَّغِيرَ سُرْعَانَ مَا تَحَوَّلَ نَهْرًا غَزِيرًا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، نَشَرَتْ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ بَيْنَ عَامَيْ ١٩١٩ وَ ١٩٢١ مَقَالَاتٍ بِعُنْوَانِ «اَلشَّبَابُ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ». ثُمَّ صَدَرَتْ كُرَّاسَةُ أَلِفُ بَاءُ ٱلْعَصْرِ ٱلذَّهَبِيِّ سَنَةَ ١٩٢٠ وَكِتَابُ اَلْأَوْلَادُ عَامَ ١٩٤١. بَعْدَئِذٍ أُعِدَّتْ فِي سَبْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي ٱلْكُتُبُ ٱلتَّالِيَةُ: اَلِٱسْتِمَاعُ إِلَى ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ، حَدَاثَتُكُمْ — نَائِلِينَ أَفْضَلَ مَا فِيهَا (بِٱلْعَرَبِيَّةِ عَامَ ١٩٨٠)، وَ كِتَابِي لِقِصَصِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ عَامَ ١٩٨٩). وَبَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٨٢، رَاحَتْ سِلْسِلَةُ مَقَالَاتٍ بِعُنْوَانِ «اَلْأَحْدَاثُ يَسْأَلُونَ» (اَلْآنَ «قَضَايَا ٱلشَّبَابِ») تَظْهَرُ فِي مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ!، ثُمَّ جُمِعَ عَدَدٌ مِنْهَا فِي كِتَابِ أَسْئِلَةٌ يَطْرَحُهَا ٱلْأَحْدَاثُ — أَجْوِبَةٌ تَنْجَحُ ٱلصَّادِرِ عَامَ ١٩٨٩ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ عَامَ ١٩٩٠).
حُضُورٌ فَرْحَانٌ فِي أَحَدِ ٱلْمَحَافِلِ فِي أَلْمَانِيَا بِصُدُورِ كُرَّاسَةِ دُرُوسِي فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ
٢٦ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يَنَالُ ٱلشَّبَابُ وَٱلْأَوْلَادُ كِفَايَتَهُمْ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ. فَفِي مُتَنَاوَلِهِمْ كِتَابُ أَسْئِلَةٌ يَطْرَحُهَا ٱلْأَحْدَاثُ بِجُزْءَيْهِ، فِيمَا تَتَوَاصَلُ ٱلسِّلْسِلَةُ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت (jw.org). وَلَا نَنْسَ أَيْضًا كِتَابَ اِسْتَمِعْ إِلَى ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ، وَمَوْقِعَنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّ ٱلَّذِي يُقَدِّمُ ٱلْكَثِيرَ وَٱلْكَثِيرَ لِلصِّغَارِ. فَهُنَاكَ أَنْشِطَةٌ تَعْلِيمِيَّةٌ لِلْأَوْلَادِ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْأَعْمَارِ وَأَحَاجٍ وَأَفْلَامٌ وَقِصَصٌ مُصَوَّرَةٌ وَبِطَاقَاتٌ تُصَوِّرُ شَخْصِيَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، فَضْلًا عَنْ دُرُوسٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِلْأَوْلَادِ دُونَ ٱلثَّالِثَةِ مِنَ ٱلْعُمْرِ. مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ نَظْرَةَ يَسُوعَ إِلَى ٱلصِّغَارِ لَمْ تَتَغَيَّرْ مُنْذُ ضَمَّهُمْ بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. (مر ١٠:١٣-١٦) فَهُوَ يَرْغَبُ أَنْ يَتَغَذَّوْا رُوحِيًّا وَيَشْعُرُوا أَنَّهُمْ مَحْبُوبُونَ.
٢٧ وَفَوْقَ ذٰلِكَ، يَرْغَبُ يَسُوعُ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَوْلَادُ فِي مَأْمَنٍ مِنْ أَيِّ أَذًى. فَبَيْنَمَا يَغْرَقُ هٰذَا ٱلْعَالَمُ ٱلْفَاسِدُ فِي ٱلِٱنْحِطَاطِ، يَتَفَشَّى فِيهِ وَبَأُ ٱلتَّحَرُّشِ ٱلْجِنْسِيِّ بِٱلْأَوْلَادِ. لِذَا تَنْشُرُ ٱلْهَيْئَةُ مَوَادَّ وَاضِحَةً وَمُبَاشِرَةً تُسَاعِدُ ٱلْوَالِدِينَ عَلَى حِمَايَةِ أَوْلَادِهِمْ مِنْ هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْمُنْحَطِّ. d
٢٨ (أ) مَا مُتَطَلَّبَاتُ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ حَسْبَمَا تُظْهِرُ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ؟ (ب) عَلَامَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ؟
٢٨ خِتَامًا، أَوَلَمْ نَتَشَجَّعْ بَعْدَمَا رَأَيْنَا كَيْفَ مَحَّصَ ٱلْمَسِيحُ أَتْبَاعَهُ وَدَرَّبَهُمْ لِيَحْتَرِمُوا وَيُطِيعُوا مَبَادِئَ يَهْوَهَ ٱلْأَدَبِيَّةَ ٱلسَّامِيَةَ وَيَسْتَفِيدُوا مِنْهَا؟! وَلٰكِنْ لِنَرْجِعْ قَلِيلًا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِي رَآهُ حَزْقِيَالُ وَلْنَتَذَكَّرْ بَوَّابَاتِهِ ٱلْعَالِيَةَ. أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هٰذَا ٱلْهَيْكَلَ لَيْسَ مَكَانًا حَرْفِيًّا بَلْ رُوحِيٌّ، لِذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَسْأَلَ هَلْ هُوَ حَقِيقِيٌّ فِي نَظَرِكَ. لَا يَغِبْ عَنْ بَالِكَ أَنَّنَا لَا نَدْخُلُ مَكَانًا كَهٰذَا بِمُجَرَّدِ ٱلذَّهَابِ إِلَى قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوْ فَتْحِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوْ قَرْعِ ٱلْأَبْوَابِ فِي ٱلْخِدْمَةِ. فَهٰذِهِ لَيْسَتْ سِوَى نَشَاطَاتٍ مُرْتَبِطَةٍ بَأَشْيَاءَ مَحْسُوسَةٍ، نَشَاطَاتٍ يُمْكِنُ حَتَّى لِلْمُرَائِينَ أَنْ يُزَاوِلُوهَا دُونَ أَنْ يَدْخُلُوا هَيْكَلَ يَهْوَهَ إِطْلَاقًا. أَمَّا إِذَا أَدَّيْنَا هٰذِهِ ٱلْوَاجِبَاتِ وَعِشْنَا فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ وَفْقًا لِمَقَايِيسِ يَهْوَهَ ٱلْأَدَبِيَّةِ ٱلرَّفِيعَةِ وَٱشْتَرَكْنَا بِقَلْبٍ طَاهِرٍ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ، فَحِينَئِذٍ نَدْخُلُ وَنَخْدُمُ فِي أَقْدَسِ مَكَانٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ: تَرْتِيبِ يَهْوَهَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. فَلْنُعِزَّ عَلَى ٱلدَّوَامِ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلثَّمِينَ وَلْنَبْذُلْ قُصَارَى جُهْدِنَا فِي ٱلتَّمَثُّلِ بِقَدَاسَةِ يَهْوَهَ مُلْتَصِقِينَ بِمَقَايِيسِهِ ٱلْبَارَّةِ!
a عَامَ ١٩٣٢، أَظْهَرَ ٱلْمُجَلَّدُ ٱلثَّانِي مِنْ كِتَابِ اَلتَّبْرِئَةُ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى أَنَّ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَوْلَ رَدِّ شَعْبِ ٱللّٰهِ إِلَى مَوْطِنِهِمْ تَنْطَبِقُ عَصْرِيًّا عَلَى إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ لَا ٱلْحَرْفِيِّ. فَهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّاتُ تُشِيرُ إِلَى رَدِّ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. وَقَدْ أَوْضَحَ عَدَدُ ١ آذَارَ (مَارِس) ١٩٩٩ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ عَنِ ٱلْهَيْكَلِ هِيَ إِحْدَى نُبُوَّاتِ ٱلرَّدِّ وَلَهَا بِٱلتَّالِي إِتْمَامٌ رُوحِيٌّ هَامٌّ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
b مَنَعَ ٱلنَّذْرُ أَيَّ رَجُلٍ وَٱمْرَأَةٍ مِنَ ٱلتَّوَاجُدِ مَعًا عَلَى ٱنْفِرَادٍ إِلَّا إِذَا تُرِكَ بَابُ ٱلْغُرْفَةِ مَفْتُوحًا، أَوْ كَانَا مُتَزَوِّجَيْنِ أَوْ قَرِيبَيْنِ لَصِيقَيْنِ. وَطَوَالَ سَنَوَاتٍ، تُلِيَ هٰذَا ٱلنَّذْرُ يَوْمِيًّا خِلَالَ بَرْنَامَجِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلصَّبَاحِيَّةِ فِي بَيْتَ إِيلَ.
c تَشْمُلُ إِسَاءَةُ ٱسْتِخْدَامِ ٱلتَّبْغِ تَدْخِينَهُ أَوْ مَضْغَهُ أَوْ زِرَاعَتَهُ لِأَغْرَاضٍ كَهٰذِهِ.
d عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، ٱنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ٣٢ مِنْ كِتَابِ اِسْتَمِعْ إِلَى ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ، وَٱلْمَقَالَاتِ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّةَ «اِحْمِ أَوْلَادَكَ!» فِي إِسْتَيْقِظْ! عَدَدِ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ٢٠٠٧.