الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ١٥

النضال في سبيل حرية العبادة

النضال في سبيل حرية العبادة

مِحْوَرُ ٱلْفَصْلِ

اَلْمَسِيحُ يُسَاعِدُ أَتْبَاعَهُ فِي نِضَالِهِمْ لِيُثَبِّتُوا حَقَّهُمْ فِي إِطَاعَةِ وَصَايَا ٱللّٰهِ وَلِيَنَالُوا ٱعْتِرَافًا رَسْمِيًّا

١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَا ٱلدَّلِيلُ أَنَّكَ مِنْ مُوَاطِنِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ ٱضْطُرَّ شُهُودُ يَهْوَهَ أَحْيَانًا أَنْ يُنَاضِلُوا فِي سَبِيلِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلدِّينِيَّةِ؟‏

 بِمَا أَنَّكَ وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ،‏ فَأَنْتَ حَتْمًا مِنْ مُوَاطِنِي ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَمَا ٱلدَّلِيلُ عَلَى مُوَاطِنِيَّتِكَ؟‏ لَا يَكْمُنُ ٱلدَّلِيلُ فِي جَوَازِ سَفَرٍ تَحْمِلُهُ أَوْ أَيِّ مُسْتَنَدٍ رَسْمِيٍّ آخَرَ،‏ بَلْ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلَّتِي تُقَدِّمُهَا لِيَهْوَهَ ٱللّٰهِ.‏ وَٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ لَا تَقْتَصِرُ عَلَى مُعْتَقَدَاتِكَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ تَشْمُلُ أَيْضًا أَعْمَالَكَ أَيْ إِطَاعَتَكَ قَوَانِينَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏ وَهِيَ تُؤَثِّرُ فِي كَافَّةِ نَوَاحِي حَيَاتِنَا،‏ بِمَا فِي ذٰلِكَ تَرْبِيَةُ أَوْلَادِنَا وَمُعَالَجَةُ بَعْضِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ.‏

٢ وَلٰكِنْ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ لَا يَحْتَرِمُ عَالَمُنَا ٱلْيَوْمَ مُوَاطِنِيَّتَنَا ٱلْغَالِيَةَ وَلَا مُتَطَلَّبَاتِهَا.‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَ ٱلْحُكُومَاتِ تُحَاوِلُ أَنْ تُقَيِّدَ عِبَادَتَنَا أَوْ تَقْضِيَ عَلَيْهَا مِنَ ٱلْأَسَاسِ.‏ فَيُضْطَرُّ رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ حِينَئِذٍ أَنْ يُنَاضِلُوا فِي سَبِيلِ حُرِّيَّةِ ٱلْعَيْشِ بِمُقْتَضَى قَوَانِينِ مَلِكِهِمْ.‏ وَلَا عَجَبَ فِي ذٰلِكَ.‏ فَفِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ غَالِبًا مَا تَوَجَّبَ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ أَنْ يُنَاضِلُوا فِي سَبِيلِ حُرِّيَّةِ عِبَادَتِهِ.‏

٣ لِمَ كَافَحَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَيَّامَ ٱلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ؟‏

٣ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَافَحَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَيَّامَ ٱلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ لِكَيْلَا يُبَادُوا.‏ فَٱلْوَزِيرُ ٱلْأَوَّلُ ٱلشِّرِّيرُ هَامَانُ ٱقْتَرَحَ عَلَى ٱلْمَلِكِ ٱلْفَارِسِيِّ أَحَشْوِيرُوشَ قَتْلَ كُلِّ ٱلْيَهُودِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي مَمْلَكَتِهِ لِأَنَّ «قَوَانِينَهُمْ مُخْتَلِفَةٌ عَنْ سَائِرِ ٱلشُّعُوبِ».‏ (‏اس ٣:‏​٨،‏ ٩،‏ ١٣‏)‏ فَهَلْ تَخَلَّى يَهْوَهُ عَنْ خُدَّامِهِ؟‏ إِطْلَاقًا!‏ بَلْ إِنَّهُ بَارَكَ جُهُودَ أَسْتِيرَ وَمُرْدَخَايَ ٱللَّذَيْنِ رَفَعَا ٱلْمَسْأَلَةَ إِلَى ٱلْمَلِكِ ٱلْفَارِسِيِّ وَنَاشَدَاهُ أَنْ يَحْمِيَ شَعْبَ ٱللّٰهِ.‏ —‏ اس ٩:‏​٢٠-‏٢٢‏.‏

٤ مَاذَا نَسْتَعْرِضُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟‏

٤ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي أَيَّامِنَا؟‏ رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ أَنَّ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلدُّنْيَوِيَّةَ قَاوَمَتْ أَحْيَانًا شُهُودَ يَهْوَهَ.‏ وَفِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ،‏ نَسْتَعْرِضُ كَيْفَ حَاوَلَتْ حُكُومَاتٌ كَهٰذِهِ تَقْيِيدَ عِبَادَتِنَا.‏ فَنُرَكِّزُ عَلَى ثَلَاثِ نِقَاطٍ رَئِيسِيَّةٍ:‏ (‏١)‏ حَقِّنَا بِٱلْعَمَلِ فِي إِطَارِ هَيْئَةٍ مُنَظَّمَةٍ وَتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي نَسْتَحْسِنُهَا؛‏ (‏٢)‏ حُرِّيَّةِ ٱخْتِيَارِ عِلَاجَاتٍ طِبِّيَّةٍ تَتَوَافَقُ مَعَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؛‏ (‏٣)‏ حَقِّ ٱلْوَالِدِينَ فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ وَفْقَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ.‏ وَفِي كُلِّ نُقْطَةٍ سَنَرَى كَيْفَ كَافَحَ مُوَاطِنُو ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ ٱلْأَوْلِيَاءُ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ لِيَصُونُوا مُوَاطِنِيَّتَهُمُ ٱلْغَالِيَةَ،‏ وَكَيْفَ بَارَكَ يَهْوَهُ جُهُودَهُمْ.‏

اَلنِّضَالُ فِي سَبِيلِ ٱلِٱعْتِرَافِ ٱلرَّسْمِيِّ وَٱلْحُرِّيَّاتِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ

٥ مَا فَائِدَةُ ٱلِٱعْتِرَافِ ٱلرَّسْمِيِّ؟‏

٥ بِدَايَةً،‏ هَلْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ أَنْ تَعْتَرِفَ بِنَا ٱلْحُكُومَاتُ ٱلْبَشَرِيَّةُ كَيْ نَعْبُدَ يَهْوَهَ؟‏ كَلَّا.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْفَائِدَةَ مِنَ ٱلِٱعْتِرَافِ ٱلرَّسْمِيِّ هُوَ أَنَّهُ يُسَهِّلُ عَلَيْنَا ٱلِٱسْتِمْرَارَ فِي عِبَادَتِنَا.‏ فَنَتَمَكَّنُ مَثَلًا مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعِ بِحُرِّيَّةٍ فِي قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْمَحَافِلِ،‏ وَمِنْ طِبَاعَةِ وَٱسْتِيرَادِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَمِنَ ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ عَلَنًا دُونَ عَائِقٍ.‏ وَشُهُودُ يَهْوَهَ مُسَجَّلُونَ قَانُونًا فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ وَيَتَمَتَّعُونَ بِٱلْحُرِّيَّاتِ عَيْنِهَا ٱلْمُتَاحَةِ لِأَعْضَاءِ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْأُخْرَى ٱلْمُعْتَرَفِ بِهَا.‏ لٰكِنَّ بَعْضَ ٱلْحُكُومَاتِ رَفَضَتِ ٱلِٱعْتِرَافَ بِنَا أَوْ حَاوَلَتْ أَنْ تَحُدَّ مِنْ حُرِّيَّاتِنَا ٱلْأَسَاسِيَّةِ.‏ فَمَاذَا فَعَلْنَا؟‏

٦ أَيُّ تَحَدٍّ وَاجَهَهُ شُهُودُ يَهْوَهَ فِي أُوسْتْرَالِيَا فِي مَطْلَعِ أَرْبَعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي؟‏

٦ أُوسْتْرَالِيَا.‏ فِي مَطْلَعِ أَرْبَعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي،‏ ٱعْتَبَرَ ٱلْحَاكِمُ ٱلْعَامُّ فِي أُوسْتْرَالِيَا مُعْتَقَدَاتِنَا «مُضِرَّةً» بِٱلْمَجْهُودِ ٱلْحَرْبِيِّ.‏ فَفُرِضَ حَظْرٌ عَلَى ٱلشُّهُودِ وَمَا عَادَ بِإِمْكَانِهِمِ ٱلِٱجْتِمَاعُ مَعًا أَوِ ٱلْكِرَازَةُ بِحُرِّيَّةٍ.‏ كَمَا أُوقِفَ ٱلْعَمَلُ فِي بَيْتَ إِيلَ وَصُودِرَتْ قَاعَاتُ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ حَتَّى إِنَّ مُجَرَّدَ ٱمْتِلَاكِ إِحْدَى مَطْبُوعَاتِنَا ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بَاتَ مُخَالِفًا لِلْقَانُونِ.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَمَا وَاصَلَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْعَمَلَ سِرًّا طَوَالَ سَنَوَاتٍ،‏ ٱنْفَرَجُوا أَخِيرًا مِنْ ضِيقِهِمْ فِي ١٤ حَزِيرَانَ (‏يُونْيُو)‏ عَامَ ١٩٤٣ حِينَ أَبْطَلَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا قَرَارَ ٱلْحَظْرِ.‏

٧،‏ ٨ كَيْفَ نَاضَلَ إِخْوَتُنَا فِي رُوسِيَا فِي سَبِيلِ حُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ؟‏

٧ رُوسِيَا.‏ حُظِرَ عَمَلُ شُهُودِ يَهْوَهَ طَوَالَ عُقُودٍ تَحْتَ ٱلْحُكْمِ ٱلشُّيُوعِيِّ،‏ لٰكِنَّهُمْ سُجِّلُوا أَخِيرًا عَامَ ١٩٩١.‏ وَبَعْدَ ٱنْهِيَارِ ٱلِٱتِّحَادِ ٱلسُّوفْيَاتِيِّ ٱلسَّابِقِ،‏ ٱعْتُرِفَ بِنَا فِي رُوسِيَا ٱلِٱتِّحَادِيَّةِ عَامَ ١٩٩٢.‏ وَلٰكِنْ لَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى أَقْلَقَتْ أَعْدَادُنَا ٱلْمُتَزَايِدَةُ بَعْضَ ٱلْمُقَاوِمِينَ وَبِٱلْأَخَصِّ أُولٰئِكَ ٱلْمُرْتَبِطِينَ بِٱلْكَنِيسَةِ ٱلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ ٱلرُّوسِيَّةِ.‏ فَقَدَّمُوا سِلْسِلَةً مِنْ خَمْسِ شَكَاوًى جِنَائِيَّةٍ ضِدَّ ٱلشُّهُودِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٩٥ وَ ١٩٩٨.‏ وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ،‏ عَجِزَ ٱلْمُدَّعِي ٱلْعَامُّ عَنْ إِيجَادِ أَدِلَّةٍ عَلَى مُخَالَفَاتٍ قَانُونِيَّةٍ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ ٱلْمُصَمِّمِينَ عَلَى بُلُوغِ مَأْرَبِهِمْ رَفَعُوا شَكْوًى مَدَنِيَّةً عَامَ ١٩٩٨.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلشُّهُودَ رَبِحُوا فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ رَفَضَ ٱلْمُقَاوِمُونَ ٱلْقُبُولَ بِٱلْحُكْمِ وَٱسْتَأْنَفُوا ٱلْقَضِيَّةَ.‏ فَخَسِرْنَا دَعْوَى ٱلِٱسْتِئْنَافِ فِي أَيَّارَ (‏مَايُو)‏ عَامَ ٢٠٠١،‏ وَبَدَأَتْ إِعَادَةُ ٱلْمُحَاكَمَةِ فِي تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (‏أُكْتُوبِر)‏ مِنَ ٱلسَّنَةِ نَفْسِهَا.‏ ثُمَّ عَامَ ٢٠٠٤،‏ حُكِمَ بِتَصْفِيَةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱلشُّهُودُ فِي مُوسْكُو وَحَظْرِ نَشَاطَاتِهَا.‏

٨ عَلَى ٱلْأَثَرِ،‏ ٱنْدَلَعَتْ مَوْجَةُ ٱضْطِهَادٍ وَاسِعَةٌ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏.‏)‏ فَتَعَرَّضَ ٱلشُّهُودُ لِلْمُضَايَقَاتِ وَٱلِٱعْتِدَاءَاتِ،‏ وَصُودِرَتْ مَطْبُوعَاتُهُمُ ٱلدِّينِيَّةُ.‏ كَمَا فُرِضَتْ عَلَيْهِمْ قُيُودٌ صَارِمَةٌ يَتَعَذَّرُ مَعَهَا ٱسْتِئْجَارُ وَبِنَاءُ أَمَاكِنِ عِبَادَةٍ.‏ فَهَلْ تَتَخَيَّلُ مَشَاعِرَ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا عِنْدَمَا وَاجَهُوا هٰذِهِ ٱلشَّدَائِدَ وَٱلْمِحَنَ؟‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يَقِفُوا مَكْتُوفِي ٱلْأَيْدِي.‏ فَعَامَ ٢٠٠١،‏ ٱلْتَجَأُوا إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ ثُمَّ عَامَ ٢٠٠٤،‏ قَدَّمُوا إِلَيْهَا مَعْلُومَاتٍ إِضَافِيَّةً حَوْلَ ٱلْقَضِيَّةِ.‏ وَأَخِيرًا تَوَصَّلَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ إِلَى قَرَارِهَا عَامَ ٢٠١٠.‏ فَقَدْ تَبَيَّنَتْ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ ٱلتَّعَصُّبَ ٱلدِّينِيَّ هُوَ وَرَاءَ ٱلْحَظْرِ ٱلرُّوسِيِّ عَلَى ٱلشُّهُودِ.‏ وَلَمْ تَرَ أَيَّ دَاعٍ لِتَأْيِيدِ قَرَارَاتِ ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْأَدْنَى،‏ إِذْ مَا مِنْ دَلِيلٍ أَنَّ ٱلشُّهُودَ خَالَفُوا ٱلْقَانُونَ.‏ وَأَشَارَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ أَيْضًا أَنَّ ٱلْهَدَفَ مِنَ ٱلْحَظْرِ هُوَ تَجْرِيدُ ٱلشُّهُودِ مِنْ حُقُوقِهِمِ ٱلْقَانُونِيَّةِ.‏ بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ،‏ أَيَّدَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ حَقَّ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي حُرِّيَّةِ ٱلدِّينِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ سُلُطَاتٍ رُوسِيَّةً عِدَّةً لَا تَمْتَثِلُ لِحُكْمِ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ،‏ إِلَّا أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ فِي ذٰلِكَ ٱلْبَلَدِ يَسْتَمِدُّ شَجَاعَةً كَبِيرَةً مِنِ ٱنْتِصَارَاتٍ كَهٰذِهِ.‏

تِيتُوس مَانُوسَّاكِيس (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٩.‏)‏

٩-‏١١ كَيْفَ جَاهَدَ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْيُونَانِ كَيْ يَعْبُدُوا يَهْوَهَ مَعًا بِحُرِّيَّةٍ،‏ وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟‏

٩ اَلْيُونَانُ.‏ عَامَ ١٩٨٣،‏ ٱسْتَأْجَرَ تِيتُوس مَانُوسَّاكِيس غُرْفَةً فِي هِيرَاكْلِيُون فِي كِرِيت كَيْ يَجْتَمِعَ فِيهَا فَرِيقٌ صَغِيرٌ مِنَ ٱلشُّهُودِ لِيَعْبُدُوا يَهْوَهَ.‏ (‏عب ١٠:‏​٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وَلٰكِنْ سُرْعَانَ مَا قَدَّمَ كَاهِنٌ أُرْثُوذُكْسِيٌّ شَكْوًى إِلَى ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْحُكُومِيَّةِ مُعْتَرِضًا عَلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلشُّهُودِ ٱلْغُرْفَةَ لِغَرَضٍ دِينِيٍّ،‏ لِمُجَرَّدِ أَنَّ مُعْتَقَدَاتِهِمْ تَخْتَلِفُ عَنْ مُعْتَقَدَاتِ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ!‏ فَبَاشَرَتِ ٱلسُّلُطَاتُ دَعْوًى جِنَائِيَّةً بِحَقِّ تِيتُوس مَانُوسَّاكِيس وَثَلَاثَةِ إِخْوَةٍ مَحَلِّيِّينَ آخَرِينَ.‏ وَقَدْ حَكَمَ عَلَيْهِمِ ٱلْقَاضِي بِٱلْغَرَامَةِ وَٱلسَّجْنِ مُدَّةَ شَهْرَيْنِ.‏ أَمَّا ٱلْإِخْوَةُ فَبِصِفَتِهِمْ مُوَاطِنِينَ أَوْلِيَاءَ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ ٱعْتَبَرُوا ٱلْحُكْمَ ٱنْتِهَاكًا لِحُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ.‏ فَحَمَلُوا ٱلْقَضِيَّةَ مِنْ مَحْكَمَةٍ مَحَلِّيَّةٍ إِلَى أُخْرَى حَتَّى وَصَلُوا فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ.‏

١٠ وَأَخِيرًا عَامَ ١٩٩٦،‏ وَجَّهَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ ضَرْبَةً صَاعِقَةً لِمُقَاوِمِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ فَأَشَارَتْ أَنَّ «شُهُودَ يَهْوَهَ يَنْدَرِجُونَ ضِمْنَ فِئَةِ ‹ٱلْأَدْيَانِ ٱلْمَعْرُوفَةِ› ٱلَّتِي يَتَنَاوَلُهَا ٱلْقَانُونُ ٱلْيُونَانِيُّ».‏ وَٱعْتَبَرَتْ أَنَّ قَرَارَاتِ ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْأَدْنَى تَتْرُكُ «وَقْعًا مُبَاشِرًا عَلَى حُرِّيَّةِ ٱلدِّينِ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا مُقَدِّمُو ٱلطَّلَبِ».‏ كَمَا لَحَظَتْ أَنَّ دَوْلَةَ ٱلْيُونَانِ لَيْسَتْ مُخَوَّلَةً أَنْ «تَبُتَّ فِي شَرْعِيَّةِ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ وَطَرِيقَةِ ٱلتَّعْبِيرِ عَنْهَا».‏ لِذٰلِكَ نُقِضَتِ ٱلْأَحْكَامُ ٱلصَّادِرَةُ بِحَقِّ ٱلشُّهُودِ وَأُيِّدَتْ حُرِّيَّةُ ٱلْعِبَادَةِ.‏

١١ وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْأَسَفِ لَمْ يَحْسِمْ هٰذَا ٱلِٱنْتِصَارُ ٱلْمَسْأَلَةَ فِي ٱلْيُونَانِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ رُفِعَتْ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَضِيَّةٌ مُشَابِهَةٌ فِي بَلْدَةِ كَاسَانْدْرِيَ ٱلْيُونَانِيَّةِ.‏ وَلَمْ تُبَتَّ إِلَّا عَامَ ٢٠١٢ بَعْدَ مَعْرَكَةٍ قَضَائِيَّةٍ دَامَتْ ١٢ سَنَةً تَقْرِيبًا.‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ كَانَ ٱلْمُحَرِّضَ أُسْقُفٌ أُرْثُوذُكْسِيٌّ.‏ غَيْرَ أَنَّ مَجْلِسَ ٱلدَّوْلَةِ،‏ وَهُوَ أَعْلَى مَحْكَمَةٍ إِدَارِيَّةٍ يُونَانِيَّةٍ،‏ حَكَمَ لِصَالِحِ شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ وَقَدِ ٱسْتَنَدَ قَرَارُهُ إِلَى حُرِّيَّةِ ٱلدِّينِ ٱلَّتِي يَضْمَنُهَا ٱلدُّسْتُورُ ٱلْيُونَانِيُّ نَفْسُهُ.‏ وَرُفِضَتِ ٱلتُّهْمَةُ ٱلَّتِي غَالِبًا مَا يُنَادِي بِهَا ٱلْمُقَاوِمُونَ ٱلْقَائِلَةُ بِأَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ لَيْسُوا دِينًا مَعْرُوفًا.‏ فَقَدْ خَلَصَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ إِلَى ٱلْآتِي:‏ «إِنَّ عَقَائِدَ ‹شُهُودِ يَهْوَهَ› لَيْسَتْ مَخْفِيَّةً،‏ وَهُمْ بِٱلتَّالِي يُنَادُونَ بِدِينٍ مَعْرُوفٍ».‏ وَهٰذَا ٱلْقَرَارُ أَدْخَلَ ٱلْبَهْجَةَ إِلَى قُلُوبِ أَعْضَاءِ جَمَاعَةِ كَاسَانْدْرِيَ ٱلصَّغِيرَةِ إِذْ بَاتُوا قَادِرِينَ عَلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا لِيَعْبُدُوا يَهْوَهَ فِي قَاعَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.‏

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ حَاوَلَ ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي فَرَنْسَا أَنْ يَخْتَلِقُوا «ٱلْمَتَاعِبَ بِمَرْسُومٍ»،‏ وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟‏

١٢ فَرَنْسَا.‏ يَلْجَأُ بَعْضُ مُقَاوِمِي شَعْبِ ٱللّٰهِ إِلَى ‹ٱخْتِلَاقِ ٱلْمَتَاعِبِ بِمَرْسُومٍ›.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٩٤:‏٢٠‏.‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ بَاشَرَتْ مَصْلَحَةُ ٱلضَّرَائِبِ ٱلْفَرَنْسِيَّةُ أَوَاسِطَ تِسْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي ٱلتَّدْقِيقَ فِي حِسَابَاتِ جَمْعِيَّةُ شُهُودِ يَهْوَهَ (‏Association Les Témoins de Jéhovah‏)‏،‏ وَهِيَ مُؤَسَّسَةٌ شَرْعِيَّةٌ يَسْتَخْدِمُهَا شُهُودُ يَهْوَهَ فِي فَرَنْسَا.‏ وَكَشَفَ وَزِيرُ ٱلْمِيزَانِيَّةِ ٱلْهَدَفَ ٱلْحَقِيقِيَّ مِنْ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءِ حِينَمَا ذَكَرَ:‏ «قَدْ يُؤَدِّي ٱلتَّدْقِيقُ إِلَى تَصْفِيَةٍ قَضَائِيَّةٍ أَوْ دَعْوًى جِنَائِيَّةٍ .‏ .‏ .‏ مِمَّا سَيُقَوِّضُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَعْمَالَ ٱلْجَمْعِيَّةِ أَوْ يُجْبِرُهَا أَنْ تُوقِفَ نَشَاطَاتِهَا فِي أَرَاضِينَا».‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلتَّدْقِيقَ لَمْ يَكْشِفْ عَنْ أَيِّ مُخَالَفَاتٍ،‏ فَرَضَتْ مَصْلَحَةُ ٱلضَّرَائِبِ ضَرِيبَةً بَاهِظَةً عَلَى تِلْكَ ٱلْمُؤَسَّسَةِ ٱلشَّرْعِيَّةِ.‏ وَلَوْ نَجَحَتْ هٰذِهِ ٱلْخُطَّةُ،‏ لَوَجَدَ ٱلْإِخْوَةُ أَنْفُسَهُمْ مُجْبَرِينَ أَنْ يُقْفِلُوا مَكْتَبَ ٱلْفَرْعِ وَيَبِيعُوا ٱلْأَبْنِيَةَ لِيُسَدِّدُوا ٱلضَرِيبَةَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ آنَذَاكَ تَلَقَّى ضَرْبَةً مُوجِعَةً،‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَسْتَسْلِمْ.‏ فَقَدْ رَفَعَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلصَّوْتَ عَالِيًا ضِدَّ هٰذِهِ ٱلْمُعَامَلَةِ ٱلْجَائِرَةِ حَتَّى وَصَلَتِ ٱلْقَضِيَّةُ عَامَ ٢٠٠٥ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ.‏

١٣ وَفِي ٣٠ حَزِيرَانَ (‏يُونْيُو)‏ ٢٠١١ أَصْدَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ قَرَارَهَا.‏ فَٱعْتَبَرَتْ أَنَّ ٱلْحَقَّ فِي حُرِّيَّةِ ٱلدِّينِ يَمْنَعُ ٱلدَّوْلَةَ،‏ إِلَّا عِنْدَ ٱلضَّرُورَةِ ٱلْقُصْوَى،‏ مِنْ تَقْيِيمِ شَرْعِيَّةِ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ وَطَرِيقَةِ ٱلتَّعْبِيرِ عَنْهَا.‏ وَأَضَافَتْ:‏ «إِنَّ فَرْضَ ٱلضَّرِيبَةِ .‏ .‏ .‏ هُوَ بِمَثَابَةِ قَطْعِ ٱلْمَوَارِدِ ٱلْحَيَوِيَّةِ عَنِ ٱلْجَمْعِيَّةِ،‏ فَلَا تَتَمَكَّنُ فِعْلِيًّا مِنْ أَنْ تَكْفَلَ لِأَعْضَائِهَا مُمَارَسَةَ شَعَائِرِهِمِ ٱلدِّينِيَّةِ بِحُرِّيَّةٍ».‏ وَقَدْ حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ بِٱلْإِجْمَاعِ لِصَالِحِ شُهُودِ يَهْوَهَ.‏ وَٱلْخَبَرُ ٱلْمُفْرِحُ هُوَ أَنَّ ٱلْحُكُومَةَ ٱلْفَرَنْسِيَّةَ أَعَادَتْ أَخِيرًا ٱلضَّرِيبَةَ ٱلَّتِي حَصَّلَتْهَا مِنَ ٱلْجَمْعِيَّةِ مَعَ فَوَائِدِهَا وَأَزَالَتِ ٱلْحَجْزَ عَنْ مُمْتَلَكَاتِ ٱلْفَرْعِ نُزُولًا عِنْدَ أَوَامِرِ ٱلْمَحْكَمَةِ.‏

بِإِمْكَانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِٱنْتِظَامٍ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكَ وَأَخَوَاتِكَ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَقَعُونَ ضَحِيَّةَ مَظَالِمَ قَضَائِيَّةٍ

١٤ كَيْفَ تُسَاهِمُ فِي ٱلنِّضَالِ مِنْ أَجْلِ حُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ؟‏

١٤ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ،‏ يُنَاضِلُ شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ عَلَى غِرَارِ أَسْتِيرَ وَمُرْدَخَايَ قَدِيمًا مِنْ أَجْلِ حُرِّيَّةِ عِبَادَةِ ٱللّٰهِ بِحَسَبِ وَصَايَاهُ.‏ (‏اس ٤:‏​١٣-‏١٦‏)‏ فَهَلْ فِي وِسْعِكَ أَنْ تُسَاهِمَ فِي ٱلنِّضَالِ؟‏ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ!‏ فَبِإِمْكَانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِٱنْتِظَامٍ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكَ وَأَخَوَاتِكَ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَقَعُونَ ضَحِيَّةَ مَظَالِمَ قَضَائِيَّةٍ.‏ وَصَلَوَاتٌ كَهٰذِهِ قَادِرَةٌ أَنْ تَمُدَّهُمْ بِٱلدَّعْمِ ٱلْفَعَّالِ حِينَمَا يُعَانُونَ ٱلْمِحَنَ وَٱلِٱضْطِهَادَ.‏ ‏(‏اقرأ يعقوب ٥:‏١٦‏.‏)‏ فَهَلْ يَسْتَجِيبُهَا يَهْوَهُ؟‏ يَكْفِي فَقَطْ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي ٱنْتِصَارَاتِنَا ٱلْقَانُونِيَّةِ حَتَّى نَعْرِفَ ٱلْجَوَابَ.‏ —‏ عب ١٣:‏​١٨،‏ ١٩‏.‏

حُرِّيَّةُ ٱخْتِيَارِ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ لَا يَتَعَارَضُ مَعَ مُعْتَقَدَاتِنَا

١٥ مَاذَا يُؤَثِّرُ فِي نَظْرَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ إِلَى نَقْلِ ٱلدَّمِ؟‏

١٥ حَسْبَمَا مَرَّ مَعَنَا فِي ٱلْفَصْلِ ١١‏،‏ تَلَقَّى مُوَاطِنُو ٱلْمَلَكُوتِ إِرْشَادًا وَاضِحًا مُؤَسَّسًا عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ حَوْلَ نَظْرَةِ ٱللّٰهِ إِلَى نَقْلِ ٱلدَّمِ ٱلَّذِي بَاتَ شَائِعًا جِدًّا فِي أَيَّامِنَا.‏ (‏تك ٩:‏​٥،‏ ٦؛‏ لا ١٧:‏١١‏؛‏ اقرإ الاعمال ١٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏.‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَقْبَلُ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءَ،‏ لٰكِنَّنَا نَرْغَبُ فِي تَأْمِينِ أَفْضَلِ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ مُمْكِنٍ لَنَا وَلِأَحِبَّائِنَا مَا دَامَ لَا يَتَعَارَضُ مَعَ شَرَائِعِ ٱللّٰهِ.‏ وَقَدْ أَقَرَّتْ مَحَاكِمُ عُلْيَا فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ ٱلْحَقَّ فِي ٱخْتِيَارِ أَوْ رَفْضِ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ مُعَيَّنٍ وَفْقًا لِمَا يُمْلِيهِ ٱلضَّمِيرُ وَتَتَطَلَّبُهُ ٱلْمُعْتَقَدَاتُ ٱلدِّينِيَّةُ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ يُوَاجِهُ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ تَحَدِّيَاتٍ هَائِلَةً فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.‏

١٦،‏ ١٧ أَيُّ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ خَضَعَتْ لَهُ أُخْتٌ فِي ٱلْيَابَانِ مِنْ دُونِ عِلْمِهَا،‏ وَكَيْفَ ٱسْتُجِيبَتْ صَلَوَاتُهَا؟‏

١٦ اَلْيَابَانُ.‏ اِحْتَاجَتْ مِيسَاي تَاكِيدَا،‏ وَهِيَ رَبَّةُ مَنْزِلٍ فِي ٱلثَّالِثَةِ وَٱلسِّتِّينَ مِنَ ٱلْعُمْرِ،‏ إِلَى جِرَاحَةٍ خَطِيرَةٍ.‏ وَلِكَوْنِهَا مُوَاطِنَةً وَلِيَّةً لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ أَوْضَحَتْ لِطَبِيبِهَا رَغْبَتَهَا أَنْ تُعَالَجَ دُونَ نَقْلِ دَمٍ.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ،‏ صُدِمَتْ حِينَ ٱكْتَشَفَتْ أَنَّ ٱلْفَرِيقَ ٱلطِّبِّيَّ نَقَلَ إِلَيْهَا دَمًا خِلَالَ ٱلْجِرَاحَةِ.‏ فَشَعَرَتِ ٱلْأُخْتُ أَنَّهَا ٱنْتُهِكَتْ وَخُدِعَتْ.‏ فَرَفَعَتْ دَعْوًى بِحَقِّ ٱلْأَطِبَّاءِ وَٱلْمُسْتَشْفَى فِي حَزِيرَانَ (‏يُونْيُو)‏ مِنْ عَامِ ١٩٩٣.‏ وَقَدْ تَحَلَّتْ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلْوَدِيعَةُ وَٱلرَّقِيقَةُ بِإِيمَانٍ ثَابِتٍ لَا يَتَزَعْزَعُ.‏ فَقَدَّمَتْ شَهَادَةً جَرِيئَةً فِي قَاعَةِ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْمَلِيئَةِ بِٱلْحَاضِرِينَ،‏ وَدَامَتْ شَهَادَتُهَا أَكْثَرَ مِنْ سَاعَةٍ رَغْمَ صِحَّتِهَا ٱلْوَاهِنَةِ.‏ حَتَّى قَبْلَ وَفَاتِهَا بِشَهْرٍ وَاحِدٍ تَوَجَّهَتْ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ.‏ أَفَلَا يَسْتَحِقُّ إِيمَانُهَا وَشَجَاعَتُهَا إِعْجَابَنَا؟‏!‏ خِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ أَخْبَرَتِ ٱلْأُخْتُ تَاكِيدَا أَنَّهَا تَلْتَمِسُ مِنْ يَهْوَهَ عَلَى ٱلدَّوَامِ أَنْ يُبَارِكَ نِضَالَهَا.‏ وَهِيَ لَمْ تَشُكَّ قَطُّ أَنَّهُ سَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِهَا.‏ فَهَلْ كَانَتْ ثِقَتُهَا فِي مَحَلِّهَا؟‏

١٧ بَعْدَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ عَلَى وَفَاةِ ٱلْأُخْتِ تَاكِيدَا،‏ حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا لِصَالِحِهَا مُدِينَةً نَقْلَ ٱلدَّمِ إِلَيْهَا خِلَافًا لِرَغَبَاتِهَا ٱلْمُحَدَّدَةِ.‏ وَجَاءَ فِي ٱلْقَرَارِ ٱلصَّادِرِ فِي ٢٩ شُبَاطَ (‏فِبْرَايِر)‏ عَامَ ٢٠٠٠ أَنَّ «ٱلْحَقَّ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ» فِي حَالَاتٍ كَهٰذِهِ «يَجِبُ ٱحْتِرَامُهُ بِوَصْفِهِ أَحَدَ ٱلْحُقُوقِ ٱلشَّخْصِيَّةِ».‏ وَبِفَضْلِ تَصْمِيمِ ٱلْأُخْتِ تَاكِيدَا عَلَى ٱلْكِفَاحِ مِنْ أَجْلِ حُرِّيَّتِهَا فِي ٱخْتِيَارِ عِلَاجٍ لَا يَتَعَارَضُ مَعَ ضَمِيرِهَا ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ صَارَ بِإِمْكَانِ ٱلشُّهُودِ فِي ٱلْيَابَانِ أَنْ يُعَالَجُوا دُونَ ٱلْخَوْفِ مِنْ نَقْلِ ٱلدَّمِ إِلَيْهِمْ عَنْوَةً.‏

بَابْلُو أَلْبَارَاسِينِي (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٨ إِلَى ٢٠.‏)‏

١٨-‏٢٠ (‏أ)‏ كَيْفَ أَيَّدَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْأَرْجَنْتِينِ ٱلْحَقَّ فِي رَفْضِ نَقْلِ ٱلدَّمِ فِي حَالِ وُجُودِ تَوْجِيهٍ طِبِّيٍّ مُسْبَقٍ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُظْهِرُ إِذْعَانَنَا لِرِئَاسَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فِي مَا يَخْتَصُّ بِنَقْلِ ٱلدَّمِ؟‏

١٨ اَلْأَرْجَنْتِينُ.‏ كَيْفَ يَسْتَعِدُّ مُوَاطِنُو ٱلْمَلَكُوتِ مُسْبَقًا لِقَرَارٍ طِبِّيٍّ يَجِبُ ٱتِّخَاذُهُ وَهُمْ غَائِبُونَ عَنِ ٱلْوَعْيِ؟‏ مِنَ ٱلْمُفِيدِ عَادَةً أَنْ يَحْمِلُوا وَثِيقَةً قَانُونِيَّةً تَنُوبُ عَنْهُمْ.‏ وَهٰذَا مَا فَعَلَهُ بَابْلُو أَلْبَارَاسِينِي.‏ فَفِي أَيَّارَ (‏مَايُو)‏ عَامَ ٢٠١٢،‏ أُصِيبَ بَابْلُو بِعِدَّةِ طَلَقَاتٍ نَارِيَّةٍ خِلَالَ عَمَلِيَّةِ سَطْوٍ.‏ فَأُدْخِلَ إِلَى ٱلْمُسْتَشْفَى فَاقِدَ ٱلْوَعْيِ وَعَاجِزًا بِٱلتَّالِي عَنْ إِيضَاحِ مَوْقِفِهِ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِنَقْلِ ٱلدَّمِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ كَانَ يَحْمِلُ تَوْجِيهًا طِبِّيًّا مُجَهَّزًا وَفْقًا لِلْأُصُولِ ٱلْمَرْعِيَّةِ وَقَّعَهُ قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِ سَنَوَاتٍ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ حَالَتَهُ كَانَتْ حَرِجَةً وَشَعَرَ بَعْضُ ٱلْأَطِبَّاءِ أَنَّ نَقْلَ ٱلدَّمِ ضَرُورِيٌّ لِإِنْقَاذِ حَيَاتِهِ،‏ أَبْدَى ٱلْفَرِيقُ ٱلطِّبِّيُّ ٱسْتِعْدَادَهُ أَنْ يَحْتَرِمَ رَغَبَاتِهِ.‏ إِلَّا أَنَّ وَالِدَهُ،‏ وَهُوَ مِنْ غَيْرِ ٱلشُّهُودِ،‏ ٱسْتَحْصَلَ عَلَى أَمْرٍ قَضَائِيٍّ بِهَدَفِ إِبْطَالِ تَعْلِيمَاتِ ٱبْنِهِ.‏

١٩ عَلَى ٱلْفَوْرِ،‏ ٱسْتَأْنَفَ ٱلْقَضِيَّةَ مُحَامٍ يُمَثِّلُ زَوْجَةَ بَابْلُو.‏ وَفِي غُضُونِ سَاعَاتٍ،‏ أَلْغَتْ مَحْكَمَةُ ٱلِٱسْتِئْنَافِ أَمْرَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةِ وَحَكَمَتْ بِوُجُوبِ ٱحْتِرَامِ رَغَبَاتِ ٱلْمَرِيضِ ٱلْمَنْصُوصِ عَلَيْهَا فِي ٱلتَّوْجِيهِ ٱلطِّبِّيِّ.‏ فَمَا كَانَ مِنْ وَالِدِهِ إِلَّا أَنْ رَفَعَ ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْأَرْجَنْتِينِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلْعُلْيَا بِدَوْرِهَا لَمْ تَجِدْ «مُبَرِّرًا لِلشَّكِّ فِي أَنَّ [تَوْجِيهَ بَابْلُوَ ٱلطِّبِّيَّ] قَدْ صِيغَ بِتَمْيِيزٍ وَحُرِّيَّةٍ وَعَنْ سَابِقِ تَصْمِيمٍ».‏ وَذَكَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ:‏ «بِإِمْكَانِ كُلِّ رَاشِدٍ كُفُؤٍ أَنْ يُصْدِرَ تَوْجِيهَاتٍ صِحِّيَّةً مُسْبَقَةً وَأَنْ يَقْبَلَ أَوْ يَرْفُضَ عِلَاجَاتٍ طِبِّيَّةً مُعَيَّنَةً .‏ .‏ .‏ وَمِنْ وَاجِبِ ٱلطَّبِيبِ ٱلْمَسْؤُولِ ٱحْتِرَامُ هٰذِهِ ٱلتَّوْجِيهَاتِ».‏

هَلْ مَلَأْتَ تَوْجِيهًا طِبِّيًّا خَاصًّا بِكَ؟‏

٢٠ وَٱلْيَوْمَ ٱسْتَعَادَ ٱلْأَخُ أَلْبَارَاسِينِي عَافِيَتَهُ.‏ وَإِذْ يَسْتَذْكِرُ هُوَ وَزَوْجَتُهُ مَا حَصَلَ،‏ يَفْرَحَانِ كَثِيرًا لِأَنَّهُ حَضَّرَ مُسْبَقًا تَوْجِيهًا طِبِّيًّا.‏ فَبِٱتِّخَاذِ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءِ ٱلْبَسِيطِ وَٱلْمُهِمِّ فِي آنٍ،‏ أَظْهَرَ إِذْعَانَهُ لِحُكْمِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَلِرَئِيسِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ فَهَلِ ٱتَّخَذْتَ أَنْتَ وَعَائِلَتُكَ إِجْرَاءً مُمَاثِلًا؟‏

أَبْرِيل كَادُورِيه (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٢١ إِلَى ٢٤.‏)‏

٢١-‏٢٤ (‏أ)‏ مَا ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي حَمَلَتِ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلْعُلْيَا فِي كَنَدَا عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ بَارِزٍ بِخُصُوصِ ٱلْقَاصِرِينَ وَنَقْلِ ٱلدَّمِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُشَجِّعُ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ ٱلشَّبَابَ بَيْنَ خُدَّامِ يَهْوَهَ؟‏

٢١ كَنَدَا.‏ تُقِرُّ ٱلْمَحَاكِمُ عُمُومًا بِحَقِّ ٱلْوَالِدِينَ فِي تَقْرِيرِ مَا ٱلرِّعَايَةُ ٱلطِّبِّيَّةُ ٱلْمُثْلَى لِأَوْلَادِهِمْ.‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَ ٱلْمَحَاكِمِ حَكَمَتْ بِإِيلَاءِ ٱلْقَاصِرِينَ ٱلنَّاضِجِينَ ٱلِٱحْتِرَامَ حِينَمَا يَتَوَجَّبُ ٱتِّخَاذُ قَرَارَاتٍ طِبِّيَّةٍ بِشَأْنِهِمْ.‏ إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَصَلَ مَعَ أَبْرِيل كَادُورِيهَ ٱلَّتِي أُدْخِلَتْ إِلَى ٱلْمُسْتَشْفَى بِعُمْرِ ١٤ سَنَةً عَلَى إِثْرِ نَزِيفٍ دَاخِلِيٍّ حَادٍّ.‏ فَقَبْلَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ،‏ كَانَتْ أَبْرِيل قَدْ مَلَأَتْ بِطَاقَةَ تَوْجِيهٍ طِبِّيٍّ مُسْبَقٍ تَتَضَمَّنُ إِرْشَادَاتٍ مَكْتُوبَةً تَرْفُضُ فِيهَا أَنْ يُنْقَلَ إِلَيْهَا دَمٌ حَتَّى فِي ٱلْحَالَاتِ ٱلطَّارِئَةِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ قَرَّرَ ٱلطَّبِيبُ ٱلْمُعَالِجُ أَنْ يَتَجَاهَلَ رَغَبَاتِهَا ٱلْوَاضِحَةَ وَٱلْمُحَدَّدَةَ وَسَعَى لِلْحُصُولِ عَلَى أَمْرٍ مِنَ ٱلْمَحْكَمَةِ يُجِيزُ نَقْلَ ٱلدَّمِ إِلَيْهَا.‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ نُقِلَ إِلَى أَبْرِيل رُغْمًا عَنْهَا ثَلَاثُ وَحَدَاتٍ مِنْ كُرَيَّاتِ ٱلدَّمِ ٱلْحَمْرَاءِ.‏ أَمَّا هِيَ فَشَبَّهَتْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةَ لَاحِقًا بِٱلِٱغْتِصَابِ.‏

٢٢ لَجَأَتْ أَبْرِيل وَوَالِدَاهَا إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ طَلَبًا لِلْعَدْلِ.‏ وَبَعْدَ سَنَتَيْنِ،‏ وَصَلَتِ ٱلْقَضِيَّةُ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي كَنَدَا.‏ صَحِيحٌ أَنَّ أَبْرِيل خَسِرَتْ عَمَلِيًّا ٱلطَّعْنَ ٱلَّذِي قَدَّمَتْهُ،‏ لٰكِنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ قَرَّرَتْ تَعْوِيضَهَا عَنِ ٱلنَّفَقَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلَّتِي تَكَبَّدَتْهَا.‏ كَمَا أَيَّدَتْهَا هِيَ وَسَائِرَ ٱلْقَاصِرِينَ ٱلنَّاضِجِينَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ مُمَارَسَةَ حَقِّهِمْ فِي ٱخْتِيَارِ عِلَاجِهِمِ ٱلطِّبِّيِّ بِأَنْفُسْهِمْ.‏ ذَكَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ:‏ «فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْعِلَاجِ ٱلطِّبِّيِّ،‏ يَجِبُ أَنْ يُعْطَى ٱلشَّبَابُ دُونَ ١٦ ٱلْفُرْصَةَ لِيُبَرْهِنُوا أَنَّ رَأْيَهُمْ فِي عِلَاجٍ طِبِّيٍّ مُعَيَّنٍ يَنِمُّ عَنْ مِقْدَارٍ كَافٍ مِنَ ٱلنُّضْجِ وَٱسْتِقْلَالِيَّةِ ٱلْفِكْرِ».‏

٢٣ إِنَّ أَهَمِّيَّةَ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ تَكْمُنُ فِي أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلْعُلْيَا نَظَرَتْ خِلَالَهَا فِي حُقُوقِ ٱلْقَاصِرِينَ ٱلنَّاضِجِينَ ٱلدُّسْتُورِيَّةِ.‏ فَقَبْلَ هٰذَا ٱلْحُكْمِ،‏ كَانَ بِمَقْدُورِ مَحْكَمَةٍ كَنَدِيَّةٍ أَنْ تَأْمُرَ بِإِجْرَاءِ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ مُعَيَّنٍ لِلْأَوْلَادِ تَحْتَ سِنِّ ٱلسَّادِسَةَ عَشْرَةَ،‏ مَا دَامَتْ تَشْعُرُ أَنَّ ٱلْعِلَاجَ يَصُبُّ فِي مَصْلَحَتِهِمِ ٱلْفُضْلَى.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَمَا أُصْدِرَ ٱلْحُكْمُ فِي قَضِيَّةِ أَبْرِيل،‏ لَمْ تَعُدِ ٱلْمَحَاكِمُ قَادِرَةً أَنْ تَأْمُرَ بِأَيِّ عِلَاجٍ ضِدَّ إِرَادَتِهِمْ مَا لَمْ تَمْنَحْهُمُ ٱلْفُرْصَةَ أَوَّلًا أَنْ يُبَرْهِنُوا أَنَّهُمْ نَاضِجُونَ كِفَايَةً لِٱتِّخَاذِ قَرَارَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.‏

‏«أَفْرَحُ مِنْ كُلِّ قَلْبِي لِأَنِّي سَاهَمْتُ وَلَوْ مُسَاهَمَةً صَغِيرَةً فِي ٱلْمَسْعَى ٱلرَّامِي إِلَى تَمْجِيدِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَتَشْهِيرِ كَذِبِ ٱلشَّيْطَانِ»‏

٢٤ وَلٰكِنْ هَلْ تَسْتَأْهِلُ هٰذِهِ ٱلنَّتِيجَةُ ٱلْخَوْضَ فِي مَعْرَكَةٍ قَضَائِيَّةٍ دَامَتْ ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ؟‏ تُجِيبُ أَبْرِيل:‏ «نَعَمْ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ!‏».‏ تُعَبِّرُ ٱلْيَوْمَ بَعْدَمَا ٱسْتَعَادَتْ عَافِيَتَهَا وَأَصْبَحَتْ فَاتِحَةً عَادِيَّةً:‏ «أَفْرَحُ مِنْ كُلِّ قَلْبِي لِأَنِّي سَاهَمْتُ وَلَوْ مُسَاهَمَةً صَغِيرَةً فِي ٱلْمَسْعَى ٱلرَّامِي إِلَى تَمْجِيدِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَتَشْهِيرِ كَذِبِ ٱلشَّيْطَانِ».‏ وَتَجْرِبَةُ أَبْرِيل تُظْهِرُ أَنَّ ٱلشَّبَابَ بَيْنَنَا قَادِرُونَ أَنْ يَتَبَنَّوْا مَوَاقِفَ شُجَاعًةً مُبَرْهِنِينَ أَنَّهُمْ مِنْ مُوَاطِنِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمُخْلِصِينَ.‏ —‏ مت ٢١:‏١٦‏.‏

حُرِّيَّةُ تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ وَفْقَ ٱلْمَقَايِيسِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ

٢٥،‏ ٢٦ أَيُّ ظَرْفٍ يَنْشَأُ أَحْيَانًا بَعْدَ ٱلطَّلَاقِ؟‏

٢٥ يُوكِلُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْوَالِدِينَ مَسْؤُولِيَّةَ تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ بِحَسَبِ مَقَايِيسِهِ.‏ (‏تث ٦:‏​٦-‏٨؛‏ اف ٦:‏٤‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلتَّفْوِيضَ صَعْبٌ،‏ لٰكِنَّ صُعُوبَتَهُ تَتَضَاعَفُ فِي حَالِ ٱلطَّلَاقِ.‏ فَٱلْوَالِدَانِ قَدْ يَخْتَلِفَانِ ٱخْتِلَافًا كَبِيرًا فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمَا.‏ فَفِي نَظَرِ ٱلْوَالِدِ ٱلْمُؤْمِنِ مَثَلًا،‏ يَجِبُ أَنْ يُرَبَّى ٱلْوَلَدُ وَفْقًا لِلْمَقَايِيسِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ أَمَّا ٱلْوَالِدُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ فَقَدْ يُخَالِفُهُ ٱلرَّأْيَ.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ يَنْبَغِي لِلْوَالِدِ ٱلْمَسِيحِيِّ أَنْ يُقِرَّ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ أَنَّ ٱلطَّلَاقَ لَا يُؤَثِّرُ عَلَى عَلَاقَةِ ٱلْوَالِدِ بِأَوْلَادِهِ مَعَ أَنَّهُ يُنْهِي ٱلْعَلَاقَةَ ٱلزَّوْجِيَّةَ.‏

٢٦ وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يَلْجَأُ ٱلْوَالِدُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ لِيَنَالَ ٱلْوِصَايَةَ عَلَى أَوْلَادِهِ وَيَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلتَّحَكُّمِ فِي تَرْبِيَتِهِمِ ٱلدِّينِيَّةِ.‏ وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يَزْعَمُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ نَشْأَةَ ٱلْوَلَدِ كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ مُضِرَّةٌ بِهِ.‏ فَيَدَّعُونَ أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ يُحْرَمُونَ مِنَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِٱلْأَعْيَادِ،‏ كَعِيدِ مِيلَادِهِمْ مَثَلًا،‏ وَيُمْنَعُ عَنْهُمْ نَقْلُ ٱلدَّمِ فِي ٱلْحَالَاتِ ٱلطَّارِئَةِ فَتُعَرَّضُ حَيَاتُهُمْ لِلْخَطَرِ.‏ وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمَحَاكِمِ لَا تَنْظُرُ إِلَّا فِي مَصْلَحَةِ ٱلْوَلَدِ ٱلْفُضْلَى،‏ وَلَا تَعْتَبِرُ أَنَّ ٱلْقَضِيَّةَ قَيْدَ ٱلْبَحْثِ هِيَ هَلْ دِينُ أَحَدِ ٱلْوَالِدَيْنِ مُؤْذٍ أَمْ لَا.‏ لِنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.‏

٢٧،‏ ٢٨ كَيْفَ رَدَّتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي أُوهَايُو عَلَى ٱلتُّهْمَةِ بِأَنَّ تَرْبِيَةَ ٱلْوَلَدِ كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ تُلْحِقُ بِهِ ٱلضَّرَرَ؟‏

٢٧ اَلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ.‏ عَامَ ١٩٩٢،‏ نَظَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي أُوهَايُو فِي قَضِيَّةٍ زَعَمَ فِيهَا ٱلْوَالِدُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ أَنَّ تَرْبِيَةَ ٱبْنِهِ كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ تُلْحِقُ بِهِ ٱلضَّرَرَ.‏ وَكَانَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةُ قَدْ أَخَذَتْ بِٱدِّعَاءِ ٱلْوَالِدِ وَمَنَحَتْهُ حَقَّ ٱلْوِصَايَةِ.‏ أَمَّا ٱلْوَالِدَةُ جِنِيفِر بَاتِر فَسُمِحَ لَهَا أَنْ تَزُورَ ٱبْنَهَا،‏ إِنَّمَا أُمِرَتْ أَلَّا «تُعَلِّمَهُ مُعْتَقَدَاتِ شُهُودِ يَهْوَهَ بِأَيِّ شَكْلٍ مِنَ ٱلْأَشْكَالِ وَأَلَّا تَعْرِضَهَا عَلَيْهِ».‏ وَبِمَا أَنَّ مَدْلُولَ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةِ وَاسِعٌ جِدًّا،‏ فَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ تُفَسَّرَ بِطَرِيقَةٍ تَمْنَعُ جِنِيفِر مِنَ ٱلتَّحَدُّثِ مَعَ ٱبْنِهَا بُوبِي عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَقَايِيسِهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ.‏ فَهَلْ تَتَخَيَّلُ مَشَاعِرَهَا؟‏ لَا شَكَّ أَنَّهَا سُحِقَتْ لِهَوْلِ مَا حَدَثَ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ تَقُولُ إِنَّهَا تَعَلَّمَتِ ٱلصَّبْرَ وَٱنْتِظَارَ يَهْوَهَ.‏ وَتُضِيفُ:‏ «كَانَ يَهْوَهُ إِلَى جَانِبِي عَلَى ٱلدَّوَامِ».‏ وَفِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ،‏ رَفَعَ مُحَامِيهَا ٱلْقَضِيَّةَ بِمُسَاعَدَةِ ٱلْهَيْئَةِ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي أُوهَايُو.‏

٢٨ فَجَاءَ قَرَارُ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا مُخَالِفًا لِقَرَارِ سَابِقَتِهَا.‏ ذَكَرَتْ:‏ «لِلْوَالِدِينِ حَقٌّ أَسَاسِيٌّ فِي تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ،‏ بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلْحَقُّ فِي نَقْلِ قِيَمِهِمِ ٱلْأَدَبِيَّةِ وَٱلدِّينِيَّةِ إِلَيْهِمْ».‏ وَوَفْقًا لِلْمَحَكَمَةِ،‏ لَا يَحِقُّ لِلْمَحْكَمَةِ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةِ أَنْ تَحُدَّ مِنْ حَقِّ ٱلْوَالِدِ فِي زِيَارَةِ أَوْلَادِهِ لِدَوَاعٍ دِينِيَّةٍ،‏ إِلَّا إِذَا تَبَرْهَنَ أَنَّ قِيَمَ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلدِّينِيَّةَ تُؤْذِي ٱلْوَلَدَ جَسَدِيًّا أَوْ عَقْلِيًّا.‏ وَٱلْمَحْكَمَةُ مِنْ جِهَتِهَا لَمْ تَجِدْ أَيَّ دَلِيلٍ يُبَيِّنُ أَنَّ مُعْتَقَدَاتِ ٱلشُّهُودِ ٱلدِّينِيَّةَ تُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى صِحَّةِ ٱلْوَلَدِ ٱلْجَسَدِيَّةِ أَوِ ٱلْعَقْلِيَّةِ.‏

أَعْطَتْ مَحَاكِمُ كَثِيرَةٌ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ حَقَّ ٱلْوِصَايَةِ

٢٩-‏٣١ لِمَ خَسِرَتْ أُخْتٌ فِي ٱلدَّانِمَارْكِ ٱلْوِصَايَةَ عَلَى ٱبْنَتِهَا،‏ وَلٰكِنْ أَيُّ قَرَارٍ ٱتَّخَذَتْهُ مَحْكَمَةُ ٱلنَّقْضِ؟‏

٢٩ اَلدَّانِمَارْكُ.‏ وَاجَهَتْ أَنِيتَا هَانْسِن تَحَدِّيًا مُمَاثِلًا حِينَ رَفَعَ زَوْجُهَا ٱلسَّابِقُ عَرِيضَةً لِإِحْدِى ٱلْمَحَاكِمِ بِهَدَفِ نَيْلِ حَقِّ ٱلْوِصَايَةِ عَلَى ٱبْنَتِهِمَا أَمَانْدَا ٱلْبَالِغَةِ مِنَ ٱلْعُمْرِ سَبْعَ سَنَوَاتٍ.‏ وَمَعَ أَنَّ مَحْكَمَةَ ٱلْمُقَاطَعَةِ مَنَحَتِ ٱلْوِصَايَةَ لِلْأُخْتِ هَانْسِن عَامَ ٢٠٠٠،‏ رَفَعَ وَالِدُ أَمَانْدَا ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا ٱلَّتِي أَبْطَلَتْ قَرَارَ سَابِقَتِهَا وَمَنَحَتْهُ هُوَ حَقَّ ٱلْوِصَايَةِ.‏ فَقَدْ لَحَظَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ أَنَّ هُنَاكَ تَبَايُنًا فِي آرَائِهِمَا عَائِدٌ إِلَى مُعْتَقَدَاتِهِمَا ٱلدِّينِيَّةِ،‏ وَٱرْتَأَتْ عَلَى ضَوْءِ ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْوَالِدَ أَكْثَرُ كَفَاءَةً لِمُعَالَجَةِ ٱلْوَضْعِ.‏ بِعِبَارَةٍ أُخْرَى:‏ خَسِرَتِ ٱلْأُخْتُ هَانْسِنُ ٱلْوِصَايَةَ عَلَى أَمَانْدَا لِأَنَّهَا وَاحِدَةٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ!‏

٣٠ خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْمِحْنَةِ ٱلْأَلِيمَةِ،‏ ٱسْتَحْوَذَ ٱلْقَلَقُ أَحْيَانًا عَلَى ٱلْأُخْتِ هَانْسِن لِدَرَجَةِ أَنَّهَا لَمْ تَعْلَمْ مَا يَجِبُ أَنْ تُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِ.‏ لٰكِنَّهَا تَقُولُ:‏ «كَانَتِ ٱلْكَلِمَاتُ فِي رُومَا ٨:‏٢٦ وَ ٢٧ خَيْرَ مُعَزٍّ لِي.‏ فَقَدْ شَعَرْتُ أَنَّ يَهْوَهَ يَفْهَمُ دَائِمًا مَا أَعْنِيهِ،‏ وَأَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّ عَنِّي قَطُّ بَلْ كَانَتْ عَيْنُهُ عَلَيَّ كُلَّ حِينٍ».‏ —‏ اقرإ ٱلمزمور ٣٢:‏٨؛‏ اشعيا ٤١:‏١٠‏.‏

٣١ فِي مُوَازَاةِ ذٰلِكَ،‏ لَجَأَتِ ٱلْأُخْتُ هَانْسِن إِلَى مَحْكَمَةِ ٱلنَّقْضِ،‏ وَهِيَ أَعْلَى مَرْجِعٍ قَضَائِيٍّ فِي ٱلْبِلَادِ.‏ فَبَتَّتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْقَضِيَّةَ،‏ وَجَاءَ فِي قَرَارِهَا:‏ «يَجِبُ ٱلْفَصْلُ فِي قَضِيَّةِ ٱلْوِصَايَةِ عَلَى أَسَاسِ تَقْيِيمٍ وَاقِعِيٍّ يُحَدِّدُ مَا ٱلْحَلُّ ٱلْأَنْسَبُ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْوَلَدِ».‏ وَفِي هٰذَا ٱلْإِطَارِ،‏ ٱعْتَبَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ أَنَّ ٱلْقَرَارَ فِي ٱلْوِصَايَةِ يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَنِدَ إِلَى أُسْلُوبِ كُلٍّ مِنَ ٱلْوَالِدَيْنِ فِي بَتِّ ٱلْخِلَافَاتِ وَلَيْسَ إِلَى «عَقَائِدِ وَمَوَاقِفِ» شُهُودِ يَهْوَهَ.‏ وَكَمْ فَرِحَتِ ٱلْأُخْتُ هَانْسِن حِينَ أَقَرَّتِ ٱلْمَحْكَمَةُ بِكَفَاءَتِهَا وَأَعَادَتْ إِلَيْهَا وِصَايَةَ أَمَانَدَا!‏

٣٢ كَيْفَ حَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْوَالِدِينَ ٱلشُّهُودَ مِنَ ٱلتَّمْيِيزِ وَٱلتَّحَيُّزِ؟‏

٣٢ بُلْدَانٌ أُورُوبِّيَّةٌ مُخْتَلِفَةٌ.‏ فِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ،‏ تَعَدَّتِ ٱلْمُعْضِلَاتُ ٱلْقَانُونِيَّةُ حَوْلَ وِصَايَةِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلْمَحَاكِمَ ٱلْوَطَنِيَّةَ ٱلْعُلْيَا،‏ إِذْ نَظَرَتْ فِيهَا ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ وَفِي قَضِيَّتَيْنِ،‏ أَقَرَّتِ ٱلْمَحْكَمَةُ أَنَّ ٱلْمَحَاكِمَ ٱلْمَحَلِّيَّةَ ٱلْأَدْنَى لَمْ تُسَاوِ بَيْنَ ٱلْوَالِدِينَ ٱلشُّهُودِ مِنْ جِهَةٍ وَغَيْرِ ٱلشُّهُودِ مِنْ جِهَةٍ ثَانِيَةٍ لِمُجَرَّدِ أَنَّهُمْ يَنْتَمُونَ إِلَى دِينٍ مُخْتَلِفٍ.‏ وَقَدْ وَصَفَتْ هٰذِهِ ٱلْمُعَامَلَةَ بِٱلْمُتَحَيِّزَةِ وَٱعْتَبَرَتْ أَنَّ «ٱلتَّمْيِيزَ لِمُجَرَّدِ ٱلِٱخْتِلَافِ فِي ٱلدِّينِ لَيْسَ مَقْبُولًا».‏ وَإِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ ٱللَّوَاتِي ٱسْتَفَدْنَ مِنْ قَرَارٍ كَهٰذَا عَبَّرَتْ عَنِ ٱرْتِيَاحِهَا قَائِلَةً:‏ «آلَمَنِي كَثِيرًا أَنْ أُتَّهَمَ بِإِيذَاءِ وَلَدَيَّ فِي حِينِ أَنَّ هَدَفِي ٱلْوَحِيدَ كَانَ مَنْحَهُمَا أَفْضَلَ هِبَةٍ فِي نَظَرِي،‏ أَلَا وَهِيَ ٱلتَّرْبِيَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ».‏

٣٣ كَيْفَ لِلْوَالِدِينَ ٱلشُّهُودِ أَنْ يُطَبِّقُوا ٱلْمَبْدَأَ فِي فِيلِبِّي ٤:‏٥‏؟‏

٣٣ غَيْرَ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ ٱلشُّهُودَ يُعْرِبُونَ بِلَا شَكٍّ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ حِينَ يُطْعَنُ قَضَائِيًّا فِي حَقِّهِمْ أَنْ يَغْرِسُوا ٱلْمَبَادِئَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ فِي قُلُوبِ أَوْلَادِهِم.‏ ‏(‏اقرأ فيلبي ٤:‏٥‏.‏)‏ فَمِثْلَمَا يُقَدِّرُونَ حَقَّهُمْ أَنْ يُدَرِّبُوا أَوْلَادَهُمْ فِي طَرِيقِ ٱللّٰهِ،‏ يَعْتَرِفُونَ أَيْضًا أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ غَيْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُشَاطِرُونَهُمْ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ إِنْ رَغِبُوا فِي ذٰلِكَ.‏ فَإِلَى أَيِّ حَدٍّ إِذًا يَحْمِلُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلشُّهُودُ مَسْؤُولِيَّةَ تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ؟‏

٣٤ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ مِنْ مِثَالِ ٱلْيَهُودِ أَيَّامَ نَحَمْيَا؟‏

٣٤ لِإِيجَادِ ٱلْجَوَابِ،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَفَحَّصَ مِثَالًا مِنْ أَيَّامِ نَحَمْيَا.‏ آنَذَاكَ عَمِلَ ٱلْيَهُودُ جَاهِدِينَ لِتَرْمِيمِ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ وَإِعَادَةِ بِنَائِهَا.‏ فَقَدْ عَرَفُوا أَنَّهُمْ بِذٰلِكَ يَحْمُونَ أَنْفُسَهُمْ وَعَائِلَاتِهِمْ مِنَ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُعَادِيَةِ ٱلْمُحِيطَةِ.‏ لِذَا حَضَّهُمْ نَحَمْيَا قَائِلًا:‏ «حَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَزَوْجَاتِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ».‏ (‏نح ٤:‏١٤‏)‏ وَفِي نَظَرِهِمْ،‏ كَانَ ٱلنِّضَالُ يَسْتَحِقُّ ٱلْعَنَاءَ.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَعْمَلُ ٱلْوَالِدُونَ مِنَ ٱلشُّهُودِ ٱلْيَوْمَ جَاهِدِينَ لِتَرْبِيَةِ صِغَارِهِمْ فِي طَرِيقِ ٱلْحَقِّ.‏ فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّ ٱلْمُؤَثِّرَاتِ ٱلْمُؤْذِيَةَ تَنْهَالُ عَلَيْهِمْ سَوَاءٌ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوْ فِي مِنْطَقَةِ سَكَنِهِمْ.‏ حَتَّى إِنَّهَا قَدْ تَتَسَلَّلُ إِلَى مَنْزِلِهِمْ مِنْ خِلَالِ وَسَائِلِ ٱلْإِعْلَامِ.‏ فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ،‏ فِي سَعْيِكُمْ كَيْ تُؤَمِّنُوا لِبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ مُحِيطًا آمِنًا يَزْدَهِرُونَ فِيهِ رُوحِيًّا،‏ لَا تَنْسَوْا أَبْدًا أَنَّ ٱلنِّضَالَ فِي سَبِيلِهِمْ يَسْتَحِقُّ كُلَّ عَنَاءٍ!‏

ثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ

٣٥،‏ ٣٦ أَيَّةُ فَوَائِدَ نَالَهَا شُهُودُ يَهْوَهَ نَتِيجَةَ نِضَالِهِمْ فِي سَبِيلِ حُقُوقِهِمِ ٱلْقَانُونِيَّةِ،‏ وَعَلَامَ أَنْتَ مُصمِّمٌ؟‏

٣٥ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ جُهُودَ هَيْئَتِهِ ٱلْعَصْرِيَّةِ فِي نِضَالِهَا لِتُثَبِّتَ حَقَّهَا فِي حُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ.‏ فَغَالِبًا مَا قَدَّمْنَا نَحْنُ شَعْبَ ٱللّٰهِ شَهَادَةً مُدَوِّيَّةً أَمَامَ ٱلْمَحَاكِمِ وَعُمُومِ ٱلنَّاسِ فِي مَعَارِكِنَا ٱلْقَانُونِيَّةِ.‏ (‏رو ١:‏٨‏)‏ كَمَا عَزَّزْنَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ ٱلْحُقُوقَ ٱلْمَدَنِيَّةَ ٱلَّتِي تَتَمَتَّعُ بِهَا فِئَاتٌ أُخْرَى.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ نَحْنُ لَسْنَا مُصْلِحِينَ ٱجْتِمَاعِيِّينَ وَلَا نَسْعَى مِمَّا فَعَلْنَاهُ إِلَى تَبْرِئَةِ سَاحَتِنَا.‏ بَلْ إِنَّ هَدَفَنَا ٱلْأَوَّلَ وَٱلْأَخِيرَ مِنَ ٱلنِّضَالِ ٱلْقَضَائِيِّ لِنَيْلِ حُقُوقِنَا هُوَ تَثْبِيتُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَدَعْمُهَا.‏ —‏ اقرأ فيلبي ١:‏٧‏.‏

٣٦ خِتَامًا،‏ لِنُقَدِّرْ عَلَى ٱلدَّوَامِ إِيمَانَ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ نَاضَلُوا لِيَحْصُلُوا عَلَى ٱلْحَقِّ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ بِحُرِّيَّةٍ،‏ وَلْنُحَافِظْ عَلَى أَمَانَتِنَا وَاثِقِينَ أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُ عَمَلَنَا وَيُقَوِّينَا لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ.‏ —‏ اش ٥٤:‏١٧‏.‏