الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ٢١

ملكوت اللّٰه يقضي على اعدائه

ملكوت اللّٰه يقضي على اعدائه

مِحْوَرُ ٱلْفَصْلِ

تَتَابُعُ ٱلْأَحْدَاثِ قَبْلَ هَرْمَجِدُّونَ

١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ بَرَاهِينَ تُظْهِرُ أَنَّ مَلِكَنَا يَحْكُمُ مُنْذُ عَامِ ١٩١٤؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَفَحَّصُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟‏

 أَوَلَمْ يَتَقَوَّى إِيمَانُنَا بَعْدَمَا ٱسْتَعْرَضْنَا إِنْجَازَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي حَقَّقَهَا وَسْطَ أَعْدَائِهِ؟‏!‏ (‏مز ١١٠:‏٢‏)‏ فَقَدْ حَشَدَ مَلِكُنَا جَيْشًا مِنَ ٱلْمُبَشِّرِينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ.‏ كَمَا طَهَّرَ وَمَحَّصَ أَتْبَاعَهُ أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا.‏ وَرَغْمَ كَافَّةِ جُهُودِ أَعْدَاءِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلرَّامِيَةِ إِلَى تَقْسِيمِنَا،‏ تَجْمَعُ بَيْنَنَا ٱلْيَوْمَ وَحْدَةٌ عَالَمِيَّةٌ.‏ وَهٰذِهِ لَيْسَتْ سِوَى عَيِّنَةٍ مِنْ إِنْجَازَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا،‏ إِنْجَازَاتٍ تُشَكِّلُ بَرَاهِينَ قَاطِعَةً تُؤَكِّدُ أَنَّ مَلِكَنَا يَحْكُمُ مُنْذُ عَامِ ١٩١٤ وَسْطَ أَعْدَاءِ مَلَكُوتِهِ.‏

٢ وَهَلِ ٱنْتَهَتْ بِذٰلِكَ إِنْجَازَاتُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلرَّائِعَةُ؟‏ كَلَّا.‏ فَهُوَ ‹سَيَأْتِي› فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ ‹لِيَسْحَقَ وَيُفْنِيَ› أَعْدَاءَهُ.‏ (‏مت ٦:‏١٠؛‏ دا ٢:‏٤٤‏)‏ غَيْرَ أَنَّ أَحْدَاثًا بَارِزَةً أُخْرَى سَتَقَعُ قَبْلَ حُلُولِ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ.‏ عَمَّ نَتَكَلَّمُ؟‏ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي عَدَدٍ مِنْ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ لِنَتَفَحَّصْ بَعْضًا مِنْهَا فَنَرَى أَيَّةُ أَحْدَاثٍ لَا تَزَالُ بِٱنْتِظَارِنَا.‏

حَدَثٌ يُنْذِرُ ‹بِهَلَاكٍ مُفَاجِئٍ›‏

٣ مَا أَوَّلُ حَدَثٍ نَنْتَظِرُهُ؟‏

٣ إِعْلَانُ ٱلسَّلَامِ.‏ فِي ٱلرِّسَالَةِ إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي،‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ أَوَّلِ حَدَثٍ نَنْتَظِرُهُ.‏ ‏(‏اقرأ ١ تسالونيكي ٥:‏​٢،‏ ٣‏.‏)‏ فَفِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنْ «يَوْمِ يَهْوَهَ» ٱلَّذِي يَبْدَأُ بِهُجُومٍ عَلَى «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ»،‏ ذَكَرَ أَنَّ ٱلْأُمَمَ سَتُنَادِي «سَلَامٌ وَأَمْنٌ!‏» قُبَيْلَ بِدَايَةِ هٰذَا ٱلْيَوْمِ.‏ (‏رؤ ١٧:‏٥‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْعِبَارَةُ تُشِيرُ إِمَّا إِلَى إِعْلَانٍ وَاحِدٍ أَوْ سِلْسِلَةِ تَصْرِيحَاتٍ بَارِزَةٍ.‏ وَهَلْ يَكُونُ لِلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ أَيُّ دَخْلٍ فِي هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ؟‏ هٰذَا أَمْرٌ وَارِدٌ.‏ فَبِمَا أَنَّهُمْ جُزْءٌ مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏ فَمِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى ٱلْأُمَمِ قَائِلِينَ:‏ ‏«سَلَامٌ!‏».‏ (‏ار ٦:‏١٤؛‏ ٢٣:‏​١٦،‏ ١٧؛‏ رؤ ١٧:‏​١،‏ ٢‏)‏ وَإِعْلَانُ ‹ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ› هٰذَا هُوَ بِمَثَابَةِ إِنْذَارٍ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ مُوشِكٌ أَنْ يَبْدَأَ.‏ إِذَّاكَ لَنْ «يُفْلِتَ» أَيٌّ مِنْ أَعْدَاءِ ٱلْمَلَكُوتِ مِنَ ٱلْعِقَابِ.‏

٤ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ فَهْمِ نُبُوَّةِ بُولُسَ عَنْ إِعْلَانِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ؟‏

٤ وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ فَهْمِ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ؟‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «لَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ كَمَا يُدْرِكُ ٱلسَّارِقِينَ».‏ (‏١ تس ٥:‏​٣،‏ ٤‏)‏ فَبِخِلَافِ عُمُومِ ٱلنَّاسِ،‏ نَحْنُ نُمَيِّزُ إِلَامَ سَتُؤَدِّي ٱلْأَحْدَاثُ ٱلرَّاهِنَةُ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَظِرَ وَنَرَى ٱلْمُسْتَجِدَّاتِ عَلَى ٱلسَّاحَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ حَتَّى نَعْرِفَ كَيْفَ سَتَتِمُّ بِٱلضَّبْطِ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ عَنِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ.‏ لِذَا «لِنَبْقَ مُسْتَيْقِظِينَ وَوَاعِينَ» مُرَاقِبِينَ مَا سَيَحْدُثُ.‏ —‏ ١ تس ٥:‏٦؛‏ صف ٣:‏٨‏.‏

بِدَايَةُ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ

٥ مَا ٱلْمَرْحَلَةُ ٱلْأُولَى مِنَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›؟‏

٥ اَلْهُجُومُ عَلَى ٱلدِّينِ.‏ لَاحِظْ مُجَدَّدًا مَا ذَكَرَهُ بُولُسُ:‏ «حِينَ يَقُولُونَ:‏ ‹سَلَامٌ وَأَمْنٌ!‏›،‏ حِينَئِذٍ يَدْهَمُهُمْ سَرِيعًا هَلَاكٌ مُفَاجِئٌ».‏ فَكَمَا يُدَوِّي ٱلرَّعْدُ مُبَاشَرَةً بَعْدَ وَمِيضِ ٱلْبَرْقِ،‏ كَذٰلِكَ يَأْتِي «هَلَاكٌ مُفَاجِئٌ» فَوْرَ إِعْلَانِ ‹ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ›.‏ وَمَنْ سَيَهْلِكُ آنَذَاكَ؟‏ أَوَّلُ ٱلْهَالِكِينَ هِيَ «بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ»،‏ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ،‏ ٱلَّتِي تُدْعَى أَيْضًا «ٱلْعَاهِرَةَ».‏ (‏رؤ ١٧:‏​٥،‏ ٦،‏ ١٥‏)‏ وَدَمَارُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ وَسَائِرِ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ يُشَكِّلُ ٱلْمَرْحَلَةَ ٱلْأُولَى مِنَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›.‏ (‏مت ٢٤:‏٢١؛‏ ٢ تس ٢:‏٨‏)‏ وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ كَثِيرِينَ سَيَتَفَاجَأُونَ بِهٰذَا ٱلْحَدَثِ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ ٱلْعَاهِرَةَ سَتَظَلُّ تَظُنُّ نَفْسَهَا حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ ‹مَلِكَةً .‏ .‏ .‏ لَنْ تَرَى نَوْحًا أَبَدًا›.‏ فَإِذَا بِهَا تَكْتَشِفُ فَجْأَةً أَنَّهَا وَضَعَتْ ثِقَتَهَا فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا!‏ وَسُقُوطُهَا هٰذَا سَيَكُونُ سَرِيعًا كَمَا لَوْ أَنَّهُ «فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ».‏ —‏ رؤ ١٨:‏​٧،‏ ٨‏.‏

٦ مَا هُوِيَّةُ مُنَفِّذِ ٱلْهُجُومِ عَلَى «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ»؟‏

٦ وَهَلْ نَعْرِفُ هُوِيَّةَ مُنَفِّذِ ٱلْهُجُومِ عَلَى «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ»؟‏ نَعَمْ.‏ إِنَّهُ «وَحْشٌ» لَهُ «عَشَرَةُ قُرُونٍ».‏ وَسِفْرُ ٱلرُّؤْيَا يُشِيرُ أَنَّ هٰذَا ٱلْوَحْشَ هُوَ ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ.‏ أَمَّا ٱلْقُرُونُ ٱلْعَشَرَةُ فَتَرْمُزُ إِلَى كَافَّةِ ٱلْقِوَى ٱلسِّيَاسِيَّةِ فِي أَيَّامِنَا ٱلَّتِي تَدْعَمُ هٰذَا ‹ٱلْوَحْشَ ٱلْقِرْمِزِيَّ ٱللَّوْنِ›.‏ (‏رؤ ١٧:‏​٣،‏ ٥،‏ ١١،‏ ١٢‏)‏ وَٱلضَّرْبَةُ ٱلْمُوَجَّهَةُ إِلَى ٱلْعَاهِرَةِ سَتَكُونُ قَاضِيَةً،‏ إِذْ إِنَّ ٱلدُّوَلَ ٱلْأَعْضَاءَ فِي ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ سَيَنْهَبُونَ ثَرَاءَهَا وَيَلْتَهِمُونَهَا «وَيُحْرِقُونَهَا كَامِلًا».‏ —‏ اقرإ الرؤيا ١٧:‏١٦‏.‏ a

٧ كَيْفَ تَمَّتْ كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٢٤:‏​٢١،‏ ٢٢ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ،‏ وَكَيْفَ تَتِمُّ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

٧ تَقْصِيرُ تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ.‏ كَشَفَ مَلِكُنَا مَاذَا سَيَحْدُثُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَرْحَلَةِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.‏ قَالَ:‏ «لِأَجْلِ ٱلْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ ٱلْأَيَّامُ».‏ ‏(‏اقرأ متى ٢٤:‏​٢١،‏ ٢٢‏.‏)‏ تَمَّتْ كَلِمَاتُ يَسُوعَ عَلَى نِطَاقٍ ضَيِّقٍ عَامَ ٦٦ ب‌م حِينَ «قَصَّرَ» يَهْوَهُ هُجُومَ ٱلْجَيْشِ ٱلرُّومَانِيِّ عَلَى أُورُشَلِيمَ.‏ (‏مر ١٣:‏٢٠‏)‏ وَهٰكَذَا أُتِيحَ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْيَهُودِيَّةِ أَنْ يَخْلُصُوا.‏ فَمَاذَا سَيَحْصُلُ إِذًا عَلَى نِطَاقٍ عَالَمِيٍّ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْقَادِمِ؟‏ سَوْفَ «يُقَصِّرُ» يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ مَلِكِنَا هُجُومَ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ عَلَى ٱلدِّينِ بِحَيْثُ لَا يُدَمَّرُ ٱلدِّينُ ٱلْحَقُّ مَعَ ٱلْبَاطِلِ.‏ وَبِٱلنَّتِيجَةِ يَنْجُو ٱلدِّينُ ٱلْحَقُّ ٱلْوَحِيدُ فِي حِينِ تَزُولُ جَمِيعُ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ (‏مز ٩٦:‏٥‏)‏ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي تَتْلُو هٰذَا ٱلْجُزْءَ مِنَ ٱلضِّيقِ.‏

تَطَوُّرَاتٌ تَتَوَالَى قَبْلَ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ

٨،‏ ٩ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ٱلظَّوَاهِرُ ٱلَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا يَسُوعُ،‏ وَمَا رَدَّةُ فِعْلِ ٱلنَّاسِ تِجَاهَهَا؟‏

٨ تُشِيرُ نُبُوَّةُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ إِلَى عِدَّةِ تَطَوُّرَاتٍ بَارِزَةٍ تَقَعُ قُبَيْلَ هَرْمَجِدُّونَ.‏ وَٱلْحَدَثَانِ ٱلْأَوَّلَانِ ٱللَّذَانِ نُنَاقِشُهُمَا فِي مَا يَلِي مَذْكُورَانِ فِي أَنَاجِيلِ مَتَّى وَمَرْقُسَ وَلُوقَا.‏ —‏ اقرأ متى ٢٤:‏​٢٩-‏٣١؛‏ مر ١٣:‏​٢٣-‏٢٧؛‏ لو ٢١:‏​٢٥-‏٢٨‏.‏

٩ اَلظَّوَاهِرُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ.‏ أَنْبَأَ يَسُوعُ:‏ «تُظْلِمُ ٱلشَّمْسُ،‏ وَلَا يُعْطِي ٱلْقَمَرُ نُورَهُ،‏ وَتَسْقُطُ ٱلنُّجُومُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ».‏ طَبْعًا لَنْ يَعْتَبِرَ أَحَدٌ فِي مَا بَعْدُ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ أَنْوَارًا يَسْتَرْشِدُونَ بِهَا.‏ وَلٰكِنْ هَلْ قَصَدَ يَسُوعُ بِكَلِمَاتِهِ أَيْضًا ظَوَاهِرَ خَارِقَةً تُرَى فِعْلِيًّا فِي ٱلسَّمَاءِ؟‏ يَجُوزُ ذٰلِكَ.‏ (‏اش ١٣:‏​٩-‏١١؛‏ يوء ٢:‏​١،‏ ٣٠،‏ ٣١‏)‏ وَمَاذَا تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلنَّاسِ حِينَ يَرَوْنَ إِتْمَامَ هٰذِهِ ٱلْآيَةِ؟‏ سَيَسْتَوْلِي عَلَيْهِمْ «كَرْبٌ» إِذْ ‹لَا يَدْرُونَ أَيْنَ ٱلْمَنْفَذُ›.‏ (‏لو ٢١:‏٢٥؛‏ صف ١:‏١٧‏)‏ فَأَعْدَاءُ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ جَمِيعًا،‏ مِنَ ‹ٱلْمُلُوكِ إِلَى ٱلْعَبِيدِ›،‏ «يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ ٱلْخَوْفِ وَتَرَقُّبِ مَا يَأْتِي» وَيَفِرُّونَ طَلَبًا لِلسُّتْرَةِ.‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا أَيَّ مَخْبَإٍ قَادِرٍ أَنْ يَقِيَهِمْ مِنْ سُخْطِ مَلِكِنَا.‏ —‏ لو ٢١:‏٢٦؛‏ ٢٣:‏٣٠؛‏ رؤ ٦:‏​١٥-‏١٧‏.‏

١٠ أَيُّ فَرْزٍ سَيَقُومُ بِهِ يَسُوعُ،‏ وَمَا رَدَّةُ فِعْلِ أَتْبَاعِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَأَعْدَائِهِ؟‏

١٠ فَرْزُ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْجِدَاءِ.‏ فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ،‏ سَيَشْهَدُ أَعْدَاءُ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ جَمِيعًا غَصْبًا عَنْهُمْ حَدَثًا سَيُضَاعِفُ عَذَابَاتِهِمْ.‏ ذَكَرَ يَسُوعُ:‏ «وَيَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا فِي ٱلسُّحُبِ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمَيْنِ».‏ (‏مر ١٣:‏٢٦‏)‏ إِنَّ عَرْضَ ٱلْقُوَّةِ ٱلْخَارِقَ هٰذَا سَيَخْدُمُ مُؤَشِّرًا أَنَّ يَسُوعَ أَتَى لِيَفْرِزَ ٱلْبَشَرَ.‏ وَفِي جُزْءٍ آخَرَ مِنَ ٱلنُّبُوَّةِ نَفْسِهَا عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ يُقَدِّمُ يَسُوعُ تَفَاصِيلَ إِضَافِيَّةً عَنْ هٰذَا ٱلْفَرْزِ.‏ فَفِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ،‏ يُخْبِرُنَا مَا مَصِيرُ أَتْبَاعِ ٱلْمَلَكُوتِ مِنْ جِهَةٍ وَأَعْدَائِهِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى.‏ ‏(‏اقرأ متى ٢٥:‏​٣١-‏٣٣،‏ ٤٦‏.‏)‏ فَأَتْبَاعُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءُ سَيُفْرَزُونَ بِصِفَتِهِمْ ‹خِرَافًا›.‏ ‹فَيَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ› عِنْدَئِذٍ إِذْ يُدْرِكُونَ أَنَّ ‹نَجَاتَهُمْ تَقْتَرِبُ›.‏ (‏لو ٢١:‏٢٨‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ سَيُدَانُ أَعْدَاءُ ٱلْمَلَكُوتِ بِوَصْفِهِمْ «جِدَاءً»،‏ ‹فَيَلْطِمُونَ صُدُورَهُمْ حُزْنًا› إِذْ يَسْتَوْعِبُونَ أَنَّهُمْ مَاضُونَ إِلَى «قَطْعٍ أَبَدِيٍّ».‏ —‏ مت ٢٤:‏٣٠؛‏ رؤ ١:‏٧‏.‏

١١ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا فِيمَا نَتَنَاوَلُ ٱثْنَيْنِ مِنَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُرْتَقَبَةِ؟‏

١١ وَبَعْدَمَا يَفْرِزُ يَسُوعُ «كُلَّ ٱلْأُمَمِ»،‏ يَبْقَى عَدَدٌ مِنَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْبَارِزَةِ ٱلْمُرْتَقَبَةِ قَبْلَ بِدَايَةِ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ.‏ (‏مت ٢٥:‏٣٢‏)‏ لِنَتَنَاوَلِ ٱلْآنَ ٱثْنَيْنِ مِنْهَا،‏ تَحْدِيدًا هُجُومَ جُوجٍ وَتَجْمِيعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ وَلْنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ لَا تَكْشِفُ بِٱلضَّبْطِ عَنْ زَمَنِ وُقُوعِهِمَا.‏ وَعَلَى مَا يَبْدُو،‏ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنْ يَتَدَاخَلَ هٰذَانِ ٱلْحَدَثَانِ إِلَى حَدٍّ مَا.‏

١٢ أَيُّ هُجُومٍ شَامِلٍ سَيَشُنُّهُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

١٢ هُجُومٌ شَامِلٌ.‏ سَيَنْقَضُّ جُوجٌ ٱلْمَاجُوجِيُّ عَلَى ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ وَرِفَاقِهِمْ مِنَ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ.‏ ‏(‏اقرأ حزقيال ٣٨:‏​٢،‏ ١١‏.‏)‏ وَهٰذَا ٱلِٱعْتِدَاءُ عَلَى حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي سَبَقَ وَتَأَسَّسَ عَامَ ١٩١٤ سَيَكُونُ مَعْرَكَةَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْأَخِيرَةَ فِي ٱلْحَرْبِ ٱلَّتِي يَشُنُّهَا عَلَى ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ مُنْذُ طَرْدِهِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏رؤ ١٢:‏​٧-‏٩،‏ ١٧‏)‏ فَهُوَ حَاوَلَ قَبْلًا أَنْ يَقْضِيَ عَلَى ٱزْدِهَارِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ،‏ خُصُوصًا مُنْذُ بِدَايَةِ تَجْمِيعِهِمْ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُسْتَرَدَّةِ.‏ إِلَّا أَنَّ مُحَاوَلَاتِهِ كُلَّهَا بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ.‏ (‏مت ١٣:‏٣٠‏)‏ لِذَا بَعْدَمَا تَزُولُ كُلُّ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ وَيَبْقَى شَعْبُ ٱللّٰهِ كَأَنَّمَا «بِلَا سُورٍ،‏ وَلَيْسَ لَهُمْ مَزَالِيجُ وَلَا مَصَارِيعُ»،‏ يَرَى ٱلشَّيْطَانُ فِي هٰذَا ٱلْوَضْعِ فُرْصَتَهُ ٱلذَّهَبِيَّةَ.‏ فَيُحَرِّضُ مُنَاصِرِيهِ أَنْ يَشُنُّوا هُجُومًا شَامِلًا عَلَى أَتْبَاعِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏

١٣ كَيْفَ سَيَتَدَخَّلُ يَهْوَهُ لِمَصْلَحَةِ خُدَّامِهِ؟‏

١٣ يَصِفُ حَزْقِيَالُ مَا يَحْصُلُ تَالِيًا.‏ فَيُخَاطِبُ جُوجًا قَائِلًا:‏ «تَأْتِي مِنْ مَكَانِكَ،‏ مِنْ أَقَاصِي ٱلشَّمَالِ،‏ أَنْتَ وَشُعُوبٌ كَثِيرَةٌ مَعَكَ،‏ كُلُّهُمْ رَاكِبُونَ خَيْلًا،‏ جَمَاعَةٌ عَظِيمَةٌ وَجَيْشٌ كَثِيرٌ.‏ وَتَصْعَدُ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ كَسَحَابٍ يُغَطِّي ٱلْأَرْضَ».‏ (‏حز ٣٨:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ وَكَيْفَ يَرُدُّ يَهْوَهُ عَلَى هٰذَا ٱلْهُجُومِ ٱلْمُدَمِّرِ فِي ٱلظَّاهِرِ؟‏ يَقُولُ:‏ «سُخْطِي يَصْعَدُ إِلَى أَنْفِي .‏ .‏ .‏ وَأَسْتَدْعِي ٱلسَّيْفَ».‏ (‏حز ٣٨:‏​١٨،‏ ٢١‏؛‏ اقرأ زكريا ٢:‏٨‏.‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ سَيَتَدَخَّلُ يَهْوَهُ لِمَصْلَحَةِ خُدَّامِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَتَدَخُّلُهُ هٰذَا يَتَلَخَّصُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ:‏ هَرْمَجِدُّونَ!‏

١٤،‏ ١٥ أَيُّ حَدَثٍ آخَرَ سَيَقَعُ فِي وَقْتٍ مَا بَعْدَ بِدَايَةِ هُجُومِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشَّامِلِ؟‏

١٤ قَبْلَ أَنْ نَنْتَقِلَ لِنَتَفَحَّصَ كَيْفَ سَيُدَافِعُ يَهْوَهُ عَنْ شَعْبِهِ خِلَالَ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ،‏ لِنَتَرَيَّثْ قَلِيلًا وَلْنَتَنَاوَلِ ٱلْحَدَثَ ٱلثَّانِيَ ٱلْمُشَارَ إِلَيْهِ فِي ٱلْفِقْرَةِ ١١،‏ أَلَا وَهُوَ تَجْمِيعُ آخِرِ أَعْضَاءِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ.‏ وَهٰذَا ٱلْحَدَثُ سَيَقَعُ فِي وَقْتٍ مَا بَيْنَ بِدَايَةِ هُجُومِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشَّامِلِ وَتَدَخُّلِ يَهْوَهَ فِي هَرْمَجِدُّونَ.‏

١٥ تَجْمِيعُ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ سَجَّلَ مَتَّى وَمَرْقُسُ كِلَاهُمَا كَلِمَاتِ يَسُوعَ عَنِ ‹ٱلْمُخْتَارِينَ›،‏ أَيِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنْ سِلْسِلَةٍ مِنَ ٱلْأَحْدَاثِ تَسْبِقُ ٱنْدِلَاعَ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٧.‏)‏ أَنْبَأَ يَسُوعُ عَمَّا سَيَفْعَلُهُ خِلَالَ مُلْكِهِ:‏ «يُرْسِلُ بَعْدَ ذٰلِكَ ٱلْمَلَائِكَةَ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ ٱلرِّيَاحِ ٱلْأَرْبَعِ،‏ مِنْ أَقْصَى ٱلْأَرْضِ إِلَى أَقْصَى ٱلسَّمَاءِ».‏ (‏مر ١٣:‏٢٧؛‏ مت ٢٤:‏٣١‏)‏ فَعَنْ أَيِّ تَجْمِيعٍ تَحَدَّثَ يَسُوعُ؟‏ لَمْ يَكُنْ يَقْصِدُ بِكَلَامِهِ خَتْمَ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلنِّهَائِيَّ ٱلَّذِي يَحْدُثُ قُبَيْلَ بِدَايَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.‏ (‏رؤ ٧:‏​١-‏٣‏)‏ بَلْ كَانَ يَتَطَرَّقُ إِلَى حَدَثٍ سَيَقَعُ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْقَادِمِ.‏ وَعَلَيْهِ،‏ يَبْدُو أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ سَيُجْمَعُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ فِي وَقْتٍ مَا بَعْدَ بِدَايَةِ هُجُومِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشَّامِلِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏

١٦ كَيْفَ يَشْتَرِكُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْمُقَامُونَ فِي حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ؟‏

١٦ وَمَا عَلَاقَةُ تَجْمِيعِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ بِٱلْحَدَثِ ٱلتَّالِي،‏ أَيْ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ؟‏ يَدُلُّ تَوْقِيتُ ٱلتَّجْمِيعِ أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ كُلَّهُمْ سَيَكُونُونَ فِي ٱلسَّمَاءِ قَبْلَ بِدَايَةِ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ.‏ وَهُنَاكَ سَيُمْنَحُ ٱلْحُكَّامُ ٱلْمُعَاوِنُونَ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ ٱلسُّلْطَةَ لِيَشْتَرِكُوا مَعَ يَسُوعَ فِي إِهْلَاكِ كُلِّ أَعْدَاءِ ٱلْمَلَكُوتِ «بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ».‏ (‏رؤ ٢:‏​٢٦،‏ ٢٧‏)‏ إِذَّاكَ سَيَتْبَعُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْمُقَامُونَ وَٱلْمَلَائِكَةُ ٱلْقَدِيرُونَ ٱلْمَلِكَ ٱلْمُحَارِبَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ فِيمَا يَنْطَلِقُ لِمُوَاجَهَةِ «جَيْشٍ كَثِيرٍ» مِنَ ٱلْأَعْدَاءِ ٱلَّذِينَ يُحَاوِطُونَ شَعْبَ يَهْوَهَ.‏ (‏حز ٣٨:‏١٥‏)‏ وَمَعَ وُقُوعِ هٰذِهِ ٱلْمُوَاجَهَةِ ٱلْعَنِيفَةِ تَنْدَلِعُ حَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ.‏ —‏ رؤ ١٦:‏١٦‏.‏

خَاتِمَةُ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ

اِنْدِلَاعُ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ!‏

١٧ مَا مَصِيرُ «ٱلْجِدَاءِ» خِلَالَ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ؟‏

١٧ تَنْفِيذُ ٱلدَّيْنُونَةِ.‏ تُشَكِّلُ حَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ خَاتِمَةَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.‏ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ سَيَتَوَلَّى يَسُوعُ مُهِمَّةً إِضَافِيَّةً.‏ فَبَعْدَمَا يَدِينُ «كُلَّ ٱلْأُمَمِ»،‏ يَحِينُ ٱلْوَقْتُ كَيْ يُنَفِّذَ دَيْنُونَتَهُ.‏ (‏مت ٢٥:‏​٣٢،‏ ٣٣‏)‏ فَمَلِكُنَا سَوْفَ «يَضْرِبَ .‏ .‏ .‏ ٱلْأُمَمَ» مُسْتَخْدِمًا ‹سَيْفًا طَوِيلًا مَاضِيًا›،‏ أَيْ أَنَّهُ سَيُهْلِكُ ٱلَّذِينَ أَدَانَهُمْ سَابِقًا بِوَصْفِهِمْ «جِدَاءً».‏ فَيَذْهَبُ هٰؤُلَاءِ جَمِيعًا،‏ ‹مُلُوكًا› كَانُوا أَمْ ‹عَبِيدًا›،‏ «إِلَى قَطْعٍ أَبَدِيٍّ».‏ —‏ رؤ ١٩:‏​١٥،‏ ١٨؛‏ مت ٢٥:‏٤٦‏.‏

١٨ (‏أ)‏ كَيْفَ تَنْقَلِبُ حَالُ «ٱلْخِرَافِ»؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُتِمُّ يَسُوعُ ٱنْتِصَارَهُ؟‏

١٨ وَلٰكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ فِي مَنِ ٱعْتَبَرَهُمْ يَسُوعُ ‹خِرَافًا›؟‏ لَقَدِ ٱنْقَلَبَتْ حَالُهُمْ مِئَةً وَثَمَانِينَ دَرَجَةً!‏ فَهٰذَا ‹ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ› كَادَ أَنْ يُسْحَقَ تَحْتَ أَقْدَامِ جَيْشِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْجَرَّارِ.‏ وَلٰكِنْ هَا هُمُ ٱلْآنَ،‏ هٰؤُلَاءِ «ٱلْخِرَافُ» ٱلْعَاجِزُونَ فِي ٱلظَّاهِرِ،‏ يَنْجُونَ مِنْ هُجُومِ «ٱلْجِدَاءِ» ثُمَّ «يَأْتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ».‏ (‏رؤ ٧:‏​٩،‏ ١٤‏)‏ وَحِينَ يَهْزِمُ يَسُوعُ كُلَّ ٱلْبَشَرِ ٱلْمُعَادِينَ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَيُهْلِكُهُمْ،‏ سَيَطْرَحُ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ فِي ٱلْمَهْوَاةِ حَيْثُ سَيَخْتَبِرُونَ حَالَةً مِنَ ٱلْخُمُولِ شَبِيهَةً بِٱلْمَوْتِ مُدَّةَ أَلْفِ سَنَةٍ.‏ —‏ اقرإ الرؤيا ٦:‏٢؛‏ ٢٠:‏​١-‏٣‏.‏

كَيْفَ نَسْتَعِدُّ لِمَا يَنْتَظِرُنَا؟‏

١٩،‏ ٢٠ كَيْفَ نُطَبِّقُ مَغْزَى ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي إِشَعْيَا ٢٦:‏٢٠ وَ ٣٠:‏٢١‏؟‏

١٩ كَيْفَ نَسْتَعِدُّ لِمَا يَنْتَظِرُنَا مِنْ أَحْدَاثٍ سَتَهُزُّ ٱلْمَسْكُونَةَ بِأَسْرِهَا؟‏ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي كَلِمَاتٍ وَرَدَتْ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ قَرِيبَةٍ.‏ فَفِي حَدِيثِهَا عَنْ نِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا،‏ ذَكَرَتِ ٱلْمَجَلَّةُ:‏ «تَعْتَمِدُ ٱلنَّجَاةُ عَلَى ٱلطَّاعَةِ».‏ وَكَيْفَ تَوَصَّلَتْ إِلَى هٰذَا ٱلِٱسْتِنْتَاجِ؟‏ تَذَكَّرِ ٱلتَّحْذِيرَ ٱلَّذِي وَجَّهَهُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْيَهُودِ ٱلْأَسْرَى ٱلْعَائِشِينَ فِي بَابِلَ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ فَبَعْدَمَا أَنْبَأَ بِغَزْوِهَا،‏ ذَكَرَ مَاذَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِمْ فِعْلُهُ ٱسْتِعْدَادًا لِهٰذَا ٱلْحَدَثِ.‏ قَالَ:‏ «هَلُمَّ يَا شَعْبِي ٱدْخُلْ مَخَادِعَكَ،‏ وَأَغْلِقْ أَبْوَابَكَ وَرَاءَكَ.‏ اِخْتَبِئْ لَحْظَةً إِلَى أَنْ تَعْبُرَ ٱلْإِدَانَةُ».‏ (‏اش ٢٦:‏٢٠‏)‏ هَلْ لَاحَظْتَ سِلْسِلَةَ ٱلْأَوَامِرِ ٱلَّتِي وَجَّهَهَا يَهْوَهُ إِلَى شَعْبِهِ:‏ «هَلُمَّ»،‏ «ٱدْخُلْ»،‏ «أَغْلِقْ»،‏ وَ «ٱخْتَبِئْ»؟‏ إِنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ ٱمْتَثَلُوا لِهٰذِهِ ٱلْأَوَامِرِ لَزِمُوا مَنَازِلَهُمْ،‏ فَبَقُوا فِي مَأْمَنٍ مِنَ ٱلْغُزَاةِ ٱلْمُنْتَشِرِينَ فِي ٱلشَّوَارِعِ.‏ خُلَاصَةُ ٱلْقَوْلِ:‏ اِعْتَمَدَتْ نَجَاةُ شَعْبِ يَهْوَهَ عَلَى إِطَاعَتِهِمْ إِرْشَادَاتِهِ.‏ b

٢٠ وَعَلَى غِرَارِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا،‏ تَعْتَمِدُ نَجَاتُنَا مِنَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُقْبِلَةِ عَلَى إِطَاعَتِنَا إِرْشَادَاتِ يَهْوَهَ.‏ (‏اش ٣٠:‏٢١‏)‏ وَإِرْشَادَاتٌ كَهٰذِهِ تَأْتِينَا مِنْ خِلَالِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَلْنَعْتَدْ إِذًا أَنْ نُطِيعَ تَعْلِيمَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ طَاعَةً قَلْبِيَّةً.‏ (‏١ يو ٥:‏٣‏)‏ وَإِذَا فَعَلْنَا ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ،‏ نُسَهِّلُ عَلَيْنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ أَنْ نُطِيعَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ،‏ فَنَنْعَمُ بِحِمَايَةِ أَبِينَا يَهْوَهَ وَمَلِكِنَا يَسُوعَ.‏ (‏صف ٢:‏٣‏)‏ وَبِفَضْلِ هٰذِهِ ٱلْحِمَايَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ،‏ سَنَشْهَدُ بِأُمِّ عَيْنِنَا كَيْفَ سَيَمْحُو مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ أَعْدَاءَهُ عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهِمْ.‏ أَوَلَا تَتُوقُ أَنْ تَعِيشَ هٰذَا ٱلْحَدَثَ ٱلِٱسْتِثْنَائِيَّ؟‏!‏

a مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يُشِيرَ دَمَارُ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ» بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ إِلَى دَمَارِ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ،‏ لَا إِلَى إِبَادَةِ ٱلْمُتَدَيِّنِينَ إِبَادَةً جَمَاعِيَّةً.‏ وَعَلَيْهِ،‏ سَيَنْجُو مُعْظَمُ ٱلْمُنْتَسِبِينَ ٱلسَّابِقِينَ إِلَى بَابِلَ مِنْ دَمَارِهَا،‏ ثُمَّ سَيُحَاوِلُونَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنْ يَنْأَوْا بِأَنْفُسِهِمْ عَنِ ٱلدِّينِ،‏ أَقَلُّهُ فِي ٱلظَّاهِرِ،‏ حَسْبَمَا تُشِيرُ زَكَرِيَّا ١٣:‏​٤-‏٦‏.‏