الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ١٠

ماذا يقول الكتاب المقدس عن الملائكة والشياطين؟‏

ماذا يقول الكتاب المقدس عن الملائكة والشياطين؟‏

١ لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ نَتَعَرَّفَ إِلَى ٱلْمَلَائِكَةِ؟‏

يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَتَعَرَّفَ إِلَى عَائِلَتِهِ،‏ وَٱلْمَلَائِكَةُ جُزْءٌ مِنْهَا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُسَمِّيهِمْ «بَنِي ٱللهِ».‏ (‏ايوب ٣٨:‏٧‏)‏ فَمَاذَا نَعْرِفُ عَنْهُمْ؟‏ مَا هُوَ عَمَلُهُمْ؟‏ كَيْفَ سَاعَدُوا ٱلْبَشَرَ فِي ٱلْمَاضِي؟‏ وَهَلْ يُسَاعِدُونَنَا ٱلْيَوْمَ؟‏ —‏ اُنْظُرْ ‏«مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٨‏.‏

٢ مَنْ خَلَقَ ٱلْمَلَائِكَةَ؟‏ وَكَمْ عَدَدُهُمْ؟‏

٢ تُخْبِرُنَا ٱلْآيَةُ فِي كُولُوسِّي ١:‏١٦ أَنَّ يَهْوَهَ خَلَقَ يَسُوعَ ثُمَّ خَلَقَ مَا «فِي ٱلسَّمٰوَاتِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ»،‏ بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلْمَلَائِكَةُ.‏ وَكَمْ عَدَدُهُمْ؟‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ هُنَاكَ مِئَاتِ ٱلْمَلَايِينِ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ.‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏٢٠؛‏ رؤيا ٥:‏١١‏.‏

٣ مَاذَا تُخْبِرُنَا ٱلْآيَةُ فِي أَيُّوب ٣٨:‏٤-‏٧ عَنِ ٱلْمَلَائِكَةِ؟‏

٣ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ خَلَقَ ٱلْمَلَائِكَةَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ ٱلْأَرْضَ.‏ وَكَيْفَ شَعَرُوا عِنْدَمَا رَأَوُا ٱلْأَرْضَ؟‏ يُخْبِرُنَا سِفْرُ أَيُّوبَ أَنَّهُمْ فَرِحُوا كَثِيرًا.‏ فَٱلْمَلَائِكَةُ كَانُوا يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ كَعَائِلَةٍ مُوَحَّدَةٍ.‏ —‏ ايوب ٣٨:‏٤-‏٧‏.‏

اَلْمَلَائِكَةُ يُسَاعِدُونَ خُدَّامَ ٱللهِ

٤ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ يَهْتَمُّونَ لِأَمْرِ ٱلْبَشَرِ؟‏

٤ يَهْتَمُّ ٱلْمَلَائِكَةُ لِأَمْرِ ٱلْبَشَرِ وَيُحِبُّونَ أَنْ يَعْرِفُوا كَيْفَ سَيُحَقِّقُ يَهْوَهُ قَصْدَهُ لِلْبَشَرِ وَٱلْأَرْضِ.‏ (‏امثال ٨:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ ١ بطرس ١:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ حَزِنُوا جِدًّا عِنْدَمَا تَمَرَّدَ آدَمُ وَحَوَّاءُ عَلَى يَهْوَهَ.‏ وَطَبْعًا يَحْزَنُونَ أَكْثَرَ ٱلْيَوْمَ عِنْدَمَا يَرَوْنَ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْبَشَرِ لَا يُطِيعُونَ يَهْوَهَ.‏ لٰكِنَّهُمْ يَفْرَحُونَ عِنْدَمَا يَتُوبُ شَخْصٌ مَا وَيَرْجِعُ إِلَى ٱللهِ.‏ (‏لوقا ١٥:‏١٠‏)‏ وَٱلْمَلَائِكَةُ يَهْتَمُّونَ كَثِيرًا لِأَمْرِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ.‏ وَهُوَ يُرْسِلُهُمْ لِيُسَاعِدُوا وَيَحْمُوا خُدَّامَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏عبرانيين ١:‏٧،‏ ١٤‏)‏ لِنَرَ أَمْثِلَةً عَلَى ذٰلِكَ.‏

‏«إِلٰهِي أَرْسَلَ مَلَاكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ ٱلْأُسُودِ».‏ —‏ دانيال ٦:‏٢٢

٥ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلْمَلَائِكَةُ خُدَّامَ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي؟‏

٥ عِنْدَمَا أَرَادَ يَهْوَهُ أَنْ يُدَمِّرَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ،‏ أَرْسَلَ مَلَاكَيْنِ لِيُخَلِّصَا حَيَاةَ لُوطٍ وَعَائِلَتِهِ.‏ (‏تكوين ١٩:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وَبَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ،‏ عِنْدَمَا رُمِيَ ٱلنَّبِيُّ دَانِيَالُ إِلَى ٱلْأُسُودِ،‏ «أَرْسَلَ [ٱللهُ] مَلَاكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ ٱلْأُسُودِ» كَيْ لَا تُؤْذِيَ دَانِيَالَ.‏ (‏دانيال ٦:‏٢٢‏)‏ وَلَاحِقًا،‏ حَرَّرَ أَحَدُ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ مِنَ ٱلسِّجْنِ.‏ (‏اعمال ١٢:‏٦-‏١١‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ سَاعَدُوا يَسُوعَ عِنْدَمَا كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ مَثَلًا،‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ «ٱلْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَخْدُمُ» يَسُوعَ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ.‏ (‏مرقس ١:‏١٣‏)‏ وَقَبْلَ مَوْتِهِ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ،‏ ظَهَرَ لَهُ مَلَاكٌ وَ «قَوَّاهُ».‏ —‏ لوقا ٢٢:‏٤٣‏.‏

٦ (‏أ)‏ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ يُسَاعِدُونَ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنُجِيبُ عَنْهُمَا ٱلْآنَ؟‏

٦ فِي أَيَّامِنَا،‏ لَمْ يَعُدِ ٱلْمَلَائِكَةُ يَظْهَرُونَ لِلْبَشَرِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ مَا زَالَ يَهْوَهُ يَسْتَخْدِمُهُمْ لِيُسَاعِدُوا خُدَّامَهُ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «مَلَاكُ يَهْوَهَ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ،‏ وَيُنَجِّيهِمْ».‏ (‏مزمور ٣٤:‏٧‏)‏ وَلٰكِنْ لِمَاذَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْحِمَايَةِ؟‏ لِأَنَّ هُنَاكَ أَعْدَاءً أَقْوِيَاءَ يُرِيدُونَ أَنْ يُؤْذُونَا.‏ فَمَنْ هُمْ؟‏ وَكَيْفَ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُؤْذُونَا؟‏ كَيْ نُجِيبَ عَنْ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ،‏ يَجِبُ أَنْ نَعْرِفَ مَاذَا حَصَلَ بَعْدَمَا خَلَقَ ٱللهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ بِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ.‏

أَعْدَاءٌ لَا نَرَاهُمْ

٧ كَيْفَ أَثَّرَ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى ٱلْبَشَرِ؟‏

٧ رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٣ أَنَّ أَحَدَ ٱلْمَلَائِكَةِ تَمَرَّدَ عَلَى ٱللهِ وَأَرَادَ أَنْ يَعْبُدَهُ ٱلنَّاسُ.‏ وَٱسْمُ هٰذَا ٱلْمَلَاكِ بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هُوَ ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٩‏)‏ وَٱلشَّيْطَانُ يُرِيدُ أَنْ يَتَمَرَّدَ ٱلْبَشَرُ أَيْضًا عَلَى ٱللهِ.‏ وَتَمَكَّنَ فِي ٱلْمَاضِي أَنْ يَخْدَعَ حَوَّاءَ،‏ وَهُوَ لَا يَزَالُ يَخْدَعُ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ،‏ مِثْلَ هَابِيلَ وَأَخْنُوخَ وَنُوحٍ‏،‏ بَقُوا طَائِعِينَ لِيَهْوَهَ.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٤،‏ ٥،‏ ٧‏.‏

٨ (‏أ)‏ كَيْفَ صَارَ بَعْضُ ٱلْمَلَائِكَةِ شَيَاطِينَ أَوْ أَبَالِسَةً؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا فَعَلَ ٱلْمَلَائِكَةُ ٱلْأَشْرَارُ كَيْ لَا يَمُوتُوا فِي ٱلطُّوفَانِ؟‏

٨ فِي أَيَّامِ نُوحٍ،‏ تَمَرَّدَ بَعْضُ ٱلْمَلَائِكَةِ وَتَرَكُوا ٱلسَّمَاءَ لِيَعِيشُوا كَبَشَرٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَتَزَوَّجُوا بَنَاتِ ٱلنَّاسِ.‏ ‏(‏اقرإ التكوين ٦:‏٢‏.‏)‏ لٰكِنَّ هٰذَا خَطَأٌ.‏ (‏يهوذا ٦‏)‏ وَمُعْظَمُ ٱلنَّاسِ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ صَارُوا فَاسِدِينَ وَعَنِيفِينَ مِثْلَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْأَشْرَارِ.‏ فَجَلَبَ يَهْوَهُ طُوفَانًا عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ لِيَقْضِيَ عَلَى ٱلْبَشَرِ ٱلْأَشْرَارِ.‏ لٰكِنَّهُ خَلَّصَ خُدَّامَهُ ٱلطَّائِعِينَ.‏ (‏تكوين ٧:‏١٧،‏ ٢٣‏)‏ وَمَاذَا عَنِ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْأَشْرَارِ؟‏ عَادُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ كَيْ لَا يَمُوتُوا فِي ٱلطُّوفَانِ.‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُسَمِّيهِمْ شَيَاطِينَ أَوْ أَبَالِسَةً.‏ فَهُمُ ٱخْتَارُوا أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى ٱلشَّيْطَانِ،‏ وَصَارَ هُوَ رَئِيسًا عَلَيْهِمْ.‏ —‏ متى ٩:‏٣٤‏.‏

٩ (‏أ)‏ مَاذَا حَصَلَ عِنْدَمَا عَادَ ٱلشَّيَاطِينُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنَرَى ٱلْآنَ؟‏

٩ لَمْ يَقْبَلْ يَهْوَهُ ٱلشَّيَاطِينَ فِي عَائِلَتِهِ لِأَنَّهُمْ تَمَرَّدُوا عَلَيْهِ.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٤‏)‏ وَلَمْ يَعُودُوا قَادِرِينَ أَنْ يَعِيشُوا كَبَشَرٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَا يَزَالُونَ ‹يُضِلُّونَ›،‏ أَيْ يَخْدَعُونَ،‏ ٱلْأَرْضَ كُلَّهَا.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٩؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ لِنَرَ كَيْفَ يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ.‏ —‏ اقرأ ٢ كورنثوس ٢:‏١١‏.‏

كَيْفَ يَخْدَعُ ٱلشَّيَاطِينُ ٱلنَّاسَ؟‏

١٠ كَيْفَ يَخْدَعُ ٱلشَّيَاطِينُ ٱلنَّاسَ؟‏

١٠ يَخْدَعُ ٱلشَّيَاطِينُ ٱلنَّاسَ بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ.‏ يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَامَلَ ٱلشَّخْصُ مَعَ ٱلشَّيَاطِينِ بِطَرِيقَةٍ مُبَاشِرَةٍ أَوْ مِنْ خِلَالِ شَخْصٍ آخَرَ،‏ مِثْلِ وَسِيطٍ أَوْ طَبِيبٍ رُوحَانِيٍّ.‏ وَٱلتَّعَامُلُ مَعَ ٱلشَّيَاطِينِ يُسَمَّى ٱلْأَرْوَاحِيَّةَ.‏ لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُوصِينَا أَنْ نَبْتَعِدَ عَنْ أَيِّ شَيْءٍ لَهُ عَلَاقَةٌ بِٱلشَّيَاطِينِ.‏ (‏غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏)‏ لِمَاذَا؟‏ مِثْلَمَا يَسْتَعْمِلُ ٱلصَّيَّادُ فَخًّا لِيُمْسِكَ بِفَرِيسَتِهِ،‏ يَسْتَعْمِلُ ٱلشَّيَاطِينُ خُدَعًا لِيُسَيْطِرُوا عَلَى ٱلنَّاسِ.‏ —‏ اُنْظُرْ ‏«مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٢٦‏.‏

١١ مَا هِيَ ٱلْعِرَافَةُ،‏ وَلِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَجَنَّبَهَا؟‏

١١ يُحَاوِلُ ٱلشَّيَاطِينُ أَنْ يَخْدَعُوا ٱلنَّاسَ بِوَاسِطَةِ ٱلْعِرَافَةِ،‏ أَيْ مَعْرِفَةِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ أَوِ ٱلْغَيْبِ مِنْ خِلَالِ قُوًى تَفُوقُ ٱلطَّبِيعَةَ.‏ وَتَشْمُلُ ٱلْعِرَافَةُ ٱلتَّنْجِيمَ،‏ مُتَابَعَةَ ٱلْأَبْرَاجِ،‏ ٱلتَّبْصِيرَ بِٱلْوَرَقِ،‏ ٱسْتِعْمَالَ ٱلْكُرَةِ ٱلْبِلَّوْرِيَّةِ،‏ قِرَاءَةَ ٱلْكَفِّ أَوِ ٱلْفَأْلِ،‏ تَفْسِيرَ ٱلْأَحْلَامِ،‏ قِرَاءَةَ ٱلْفِنْجَانِ،‏ وَضَرْبَ ٱلرَّمْلِ وَٱلْمَنْدَلِ.‏ وَيَظُنُّ كَثِيرُونَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ لَيْسَتْ مُؤْذِيَةً،‏ لٰكِنَّهُمْ مُخْطِئُونَ.‏ فَهِيَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ مُؤْذِيَةٌ جِدًّا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْعَرَّافِينَ يَتَعَامَلُونَ مَعَ ٱلشَّيَاطِينِ.‏ فَهُوَ يُخْبِرُنَا فِي ٱلْأَعْمَال ١٦:‏١٦-‏١٨ عَنْ بِنْتٍ كَانَ «بِهَا رُوحُ شَيْطَانٍ يُمَكِّنُهَا مِنَ ٱلْعِرَافَةِ».‏ وَعِنْدَمَا أَخْرَجَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هٰذَا ٱلرُّوحَ مِنْهَا،‏ لَمْ تَعُدْ تَقْدِرُ أَنْ تَتَنَبَّأَ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

١٢ (‏أ)‏ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ تُحَاوِلَ ٱلتَّكَلُّمَ مَعَ ٱلْمَوْتَى؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا لَا يُشَارِكُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي بَعْضِ ٱلْعَادَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْمَوْتَى؟‏

١٢ يَسْتَعْمِلُ ٱلشَّيَاطِينُ طَرِيقَةً أُخْرَى لِيَخْدَعُوا ٱلنَّاسَ.‏ فَهُمْ يُقْنِعُونَهُمْ أَنَّ ٱلْمَوْتَى لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً فِي مَكَانٍ مَا،‏ وَأَنَّهُمْ قَادِرُونَ أَنْ يُكَلِّمُونَا أَوْ يُسَاعِدُونَا أَوْ يُؤْذُونَا.‏ لِذٰلِكَ عِنْدَمَا يَمُوتُ شَخْصٌ،‏ يَذْهَبُ ٱلْبَعْضُ إِلَى وَسِيطٍ يَقُولُ إِنَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَتَكَلَّمَ مَعَ ٱلْمَوْتَى.‏ وَقَدْ يُخْبِرُهُمْ مَعْلُومَاتٍ مُهِمَّةً عَنِ ٱلْمَيِّتِ أَوْ يُسْمِعُهُمْ صَوْتَهُ.‏ (‏١ صموئيل ٢٨:‏٣-‏١٩‏)‏ وَٱلْفِكْرَةُ أَنَّ ٱلْمَوْتَى لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً فِي مَكَانٍ مَا تُؤَثِّرُ فِي ٱلْكَثِيرِ مِنْ عَادَاتِ ٱلدَّفْنِ وَٱلْمَآتِمِ.‏ وَتَشْمُلُ هٰذِهِ ٱلْعَادَاتُ ٱلصَّلَاةَ عَنْ رُوحِ ٱلْمَيِّتِ أَوْ لِرَاحَةِ نَفْسِهِ،‏ إِحْيَاءَ ذِكْرَى مَوْتِهِ،‏ ذَبْحَ ٱلْحَيَوَانَاتِ لِإِرْضَائِهِ،‏ ٱلسَّهَرَ عَلَى جُثَّتِهِ،‏ وَعَادَاتِ ٱلْحِدَادِ ٱلْمُتَطَرِّفَةَ.‏ وَعِنْدَمَا يَرْفُضُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يَتْبَعُوا هٰذِهِ ٱلْعَادَاتِ،‏ رُبَّمَا يَنْتَقِدُهُمْ أَقَارِبُهُمْ وَجِيرَانُهُمْ أَوْ يُهِينُونَهُمْ أَوْ يَقْطَعُونَ عَلَاقَتَهُمْ بِهِمْ.‏ لٰكِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَعْرِفُونَ أَنَّ ٱلْمَوْتَى لَيْسُوا أَحْيَاءً فِي مَكَانٍ آخَرَ،‏ وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُكَلِّمُونَا أَوْ يُؤْذُونَا.‏ (‏مزمور ١١٥:‏١٧‏)‏ فَٱنْتَبِهْ جَيِّدًا.‏ لَا تُحَاوِلْ أَبَدًا أَنْ تَتَكَلَّمَ مَعَ ٱلْمَوْتَى أَوِ ٱلشَّيَاطِينِ،‏ وَلَا تُشَارِكْ فِي ٱلْعَادَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏ —‏ اقرإ التثنية ١٨:‏١٠،‏ ١١؛‏ اشعيا ٨:‏١٩‏.‏

١٣ مَاذَا قَدِرَ آلَافُ ٱلْأَشْخَاصِ أَنْ يَفْعَلُوا؟‏

١٣ اَلشَّيَاطِينُ لَا يَخْدَعُونَ ٱلنَّاسَ فَقَطْ،‏ بَلْ يُخِيفُونَهُمْ أَيْضًا.‏ فَٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ يَعْرِفُونَ أَنَّ ٱللهَ سَيَقْضِي عَلَيْهِمْ بَعْدَ ‹زَمَانٍ قَصِيرٍ›.‏ لِذٰلِكَ يَتَصَرَّفُونَ بِعُنْفٍ وَشَرَاسَةٍ أَكْثَرَ مِنْ قَبْلُ.‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ لٰكِنَّ آلَافَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَخَافُونَ مِنَ ٱلشَّيَاطِينِ لَمْ يَعُودُوا يَخَافُونَ مِنْهُمْ.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏

كَيْفَ نُقَاوِمُ ٱلشَّيَاطِينَ وَنَتَحَرَّرُ مِنْ سَيْطَرَتِهِمْ؟‏

١٤ كَيْفَ نَتَحَرَّرُ مِنَ ٱلشَّيَاطِينِ مِثْلَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ قَدِيمًا؟‏

١٤ يُعَلِّمُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَيْفَ نُقَاوِمُ ٱلشَّيَاطِينَ وَنَتَحَرَّرُ مِنْ سَيْطَرَتِهِمْ.‏ مَثَلًا،‏ كَانَ ٱلْبَعْضُ فِي مَدِينَةِ أَفَسُسَ يَتَعَامَلُونَ مَعَ ٱلشَّيَاطِينِ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفُوا أَنَّ هٰذَا ٱلْأَمْرَ لَا يُرْضِي ٱللهَ.‏ فَكَيْفَ تَحَرَّرُوا مِنْهُمْ؟‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْفُنُونَ ٱلسِّحْرِيَّةَ جَمَعُوا كُتُبَهُمْ وَأَحْرَقُوهَا أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ».‏ (‏اعمال ١٩:‏١٩‏)‏ فَكَيْ يَصِيرُوا مَسِيحِيِّينَ،‏ تَخَلَّصُوا مِنْ كُلِّ كُتُبِ ٱلسِّحْرِ.‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ كُلُّ شَخْصٍ يُرِيدُ أَنْ يَخْدُمَ يَهْوَهَ يَجِبُ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ لَهُ عَلَاقَةٌ بِٱلشَّيَاطِينِ.‏ مَثَلًا،‏ هُنَاكَ كُتُبٌ وَمَجَلَّاتٌ وَأَفْلَامٌ وَمُوسِيقَى وَأَلْعَابٌ تَتَكَلَّمُ عَنْ أُمُورٍ فَوْقَ ٱلطَّبِيعَةِ وَتَجْعَلُ ٱلسِّحْرَ وَٱلشَّيَاطِينَ وَٱلْأَرْوَاحَ تَبْدُو مُسَلِّيَةً وَغَيْرَ مُؤْذِيَةٍ.‏ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَتَخَلَّصَ ٱلشَّخْصُ مِنْ كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلَّتِي يَعْتَقِدُ أَنَّهَا تَحْمِيهِ مِنَ ٱلشَّرِّ.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٢١‏.‏

١٥ أَيُّ أَمْرٍ آخَرَ يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَهُ كَيْ نُقَاوِمَ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ؟‏

١٥ هَلْ كَانَ يَكْفِي أَنْ يُحْرِقَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي أَفَسُسَ كُتُبَ ٱلسِّحْرِ؟‏ كَلَّا.‏ فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ ذَكَرَ بَعْدَ سَنَوَاتٍ أَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي مُحَارَبَةِ «ٱلْقُوَى ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلشِّرِّيرَةِ».‏ (‏افسس ٦:‏١٢‏)‏ فَٱلشَّيَاطِينُ ظَلُّوا يُحَاوِلُونَ أَنْ يُؤْذُوهُمْ.‏ فَمَاذَا لَزِمَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِذًا؟‏ قَالَ لَهُمْ بُولُسُ:‏ «اِحْمِلُوا تُرْسَ ٱلْإِيمَانِ ٱلْكَبِيرَ،‏ ٱلَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْمُشْتَعِلَةِ».‏ (‏افسس ٦:‏١٦‏)‏ فَمِثْلَمَا يَحْمِي ٱلتُّرْسُ ٱلْجُنْدِيَّ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ،‏ يَحْمِي ٱلْإِيمَانُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ فَعِنْدَمَا نَكُونُ وَاثِقِينَ مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَحْمِينَا،‏ نَقْدِرُ أَنْ نُقَاوِمَ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ.‏ —‏ متى ١٧:‏٢٠‏.‏

١٦ كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا بِيَهْوَهَ؟‏

١٦ كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا بِيَهْوَهَ؟‏ يَجِبُ أَنْ نَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ كُلَّ يَوْمٍ وَنَتَعَلَّمَ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ لِيَحْمِيَنَا.‏ وَإِذَا كَانَ إِيمَانُنَا بِيَهْوَهَ قَوِيًّا،‏ فَلَنْ يَقْدِرَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ أَنْ يُؤْذُونَا.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٥‏.‏

١٧ مَاذَا يَحْمِينَا مِنَ ٱلشَّيَاطِينِ؟‏

١٧ أَوْصَى بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَفَسُسَ:‏ ‹دَاوِمُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ فِي كُلِّ مُنَاسَبَةٍ›.‏ (‏افسس ٦:‏١٨‏)‏ فَلِأَنَّهُمْ عَاشُوا فِي مَدِينَةٍ مَلِيئَةٍ بِٱلْأَرْوَاحِيَّةِ،‏ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَطْلُبُوا دَائِمًا حِمَايَةَ يَهْوَهَ.‏ نَحْنُ أَيْضًا نَعِيشُ فِي عَالَمٍ مَلِيءٍ بِٱلْأَرْوَاحِيَّةِ.‏ لِذٰلِكَ يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يَحْمِيَنَا،‏ وَنَسْتَعْمِلَ ٱسْمَهُ عِنْدَمَا نُصَلِّي.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ١٨:‏١٠‏.‏)‏ وَإِذَا طَلَبْنَا دَائِمًا مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنَ ٱلشَّيْطَانِ،‏ فَسَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا بِٱلتَّأْكِيدِ.‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٩؛‏ متى ٦:‏١٣‏.‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ كَيْفَ نَرْبَحُ ٱلْحَرْبَ ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالٍ سَنُجِيبُ عَنْهُ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي‏؟‏

١٨ عِنْدَمَا نَتَخَلَّصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ لَهُ عَلَاقَةٌ بِٱلشَّيَاطِينِ وَنَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ كَيْ يَحْمِيَنَا،‏ نَقْدِرُ أَنْ نُقَاوِمَ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ.‏ فَلَا دَاعِيَ أَنْ نَخَافَ مِنْهُمْ.‏ ‏(‏اقرأ يعقوب ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏)‏ يَهْوَهُ أَقْوَى مِنْهُمْ بِكَثِيرٍ.‏ وَهُوَ عَاقَبَهُمْ فِي أَيَّامِ نُوحٍ،‏ وَسَيَقْضِي عَلَيْهِمْ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ (‏يهوذا ٦‏)‏ وَلَا نَنْسَ أَنَّنَا لَسْنَا وَحْدَنَا فِي ٱلْحَرْبِ ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ.‏ فَيَهْوَهُ يَسْتَخْدِمُ مَلَائِكَتَهُ لِيَحْمُونَا.‏ (‏٢ ملوك ٦:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّنَا سَنَرْبَحُ هٰذِهِ ٱلْحَرْبَ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٩‏.‏

١٩ وَلٰكِنْ إِذَا كَانَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ يُسَبِّبُونَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأَذَى‏،‏ فَلِمَاذَا لَمْ يَقْضِ يَهْوَهُ عَلَيْهِمْ بَعْدُ؟‏ سَنُجِيبُ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي.‏