الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الدرس ٧

الأمم ‹ستعرف أني أنا يهوه›‏

الأمم ‹ستعرف أني أنا يهوه›‏

حزقيال ٢٥:‏١٧

فكرة الدرس الرئيسية:‏ دروس من تاريخ إسرائيل مع الشعوب التي أهانت اسم يهوه

١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف كانت إسرائيل مثل خروف ضعيف بين ذئاب مفترسة؟‏ (‏أُنظر الصورة في بداية الدرس.‏)‏ (‏ب)‏ كيف تأثَّر الإسرائيليون وملوكهم بالشعوب حولهم؟‏

 طوال مئات السنين،‏ بدت إسرائيل مثل خروف ضعيف بين ذئاب مفترسة.‏ فمن الشرق،‏ كان العمونيون والموآبيون والأدوميون يهددِّون حدودها.‏ ومن الغرب،‏ ظلَّ الفلسطيون يهدِّدون شعب اللّٰه لفترة طويلة.‏ أما في الشمال فكانت تقع مدينةٌ غنية وقوية هي مدينة صور،‏ وقد شكَّلت المحطة الأساسية في إمبراطورية تجارية ضخمة.‏ وفي الجنوب،‏ كانت مصر موجودة وعلى رأسها فرعون الذي اعتبر نفسه إلهًا.‏

٢ عندما اتَّكل شعب إسرائيل على يهوه،‏ حماهم من أعدائهم.‏ ولكن مرة بعد أخرى،‏ سمحوا لأنفسهم هم وملوكهم أن يتأثَّروا بالشعوب التي حولهم ويصيروا فاسدين مثلها.‏ وأحد هؤلاء الملوك هو الملك آخاب.‏ حكم هذا الملك مملكة إسرائيل المؤلفة من عشرة أسباط وعاش في نفس الفترة مع الملك يهوشافاط الذي حكم يهوذا.‏ تزوج آخاب ابنة ملك صيدون الذي كان يحكم مدينة صور المزدهرة.‏ وهذه المرأة،‏ التي اسمها إيزابل،‏ نشرت عبادة بعل على نطاق واسع في إسرائيل.‏ حتى إنها أثَّرت على زوجها الضعيف الإرادة كي يلوِّث العبادة النقية أكثر من أي ملك قبله.‏ —‏ ١ مل ١٦:‏٣٠-‏٣٣؛‏ ١٨:‏٤،‏ ١٩‏.‏

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ على مَن ركَّز الآن حزقيال؟‏ (‏ب)‏ أي سؤالين سنناقشهما؟‏

٣ لقد حذَّر يهوه شعبه من العواقب التي ستُصيبهم إذا تمرَّدوا عليه،‏ وصبر عليهم فترة طويلة.‏ ولكن الآن جاء وقت الحساب.‏ (‏إر ٢١:‏٧،‏ ١٠؛‏ حز ٥:‏٧-‏٩‏)‏ فسنة ٦٠٩ ق‌م،‏ عاد الجيش البابلي إلى أرض الموعد للمرة الثالثة.‏ لقد مضى عشر سنوات تقريبًا على هجومهم الأخير.‏ ولكن هذه المرة،‏ سيهدمون أسوار أورشليم وينتقمون من الشعب الذي تمرَّد على نبوخذنصر.‏ والآن،‏ بعدما بدأ الحصار وتمَّت نبوات حزقيال بالتفصيل،‏ يركِّز هذا النبي كلامه على الشعوب التي تُحيط بأرض الموعد.‏

الشعوب التي أهانت اسم يهوه لن تنجو من العقاب

٤ كشف يهوه لحزقيال أن أعداء يهوذا سيفرحون بدمار أورشليم ويضايقون الناجين.‏ لكن هذه الشعوب التي أهانت اسم يهوه وأفسدت شعبه واضطهدته لن تنجو من العقاب.‏ فأي دروس نتعلَّمها من تاريخ إسرائيل مع الشعوب المحيطة بها؟‏ وكيف نستفيد من نبوات حزقيال عن هذه الشعوب؟‏

أقرباء شعب اللّٰه ‹يسخرون› منهم

٥،‏ ٦ أي علاقة ربطت بين العمونيين والإسرائيليين؟‏

٥ كان العمونيون والموآبيون والأدوميون أقرباء الإسرائيليين.‏ ولكن رغم هذه الروابط العائلية وتاريخهم المشترك،‏ أظهرَت هذه الشعوب مرة بعد أخرى كرهًا كبيرًا لشعب اللّٰه ‹وسخرت› منهم.‏ —‏ حز ٢٥:‏٦‏.‏

٦ فكِّر مثلًا في العمونيين.‏ فهم نسل لوط من ابنته الصغرى.‏ (‏تك ١٩:‏٣٨‏)‏ ولوط هو ابن أخي إبراهيم.‏ وكانت لغتهم قريبة جدًّا من اللغة العبرانية،‏ فاستطاع شعب اللّٰه على الأرجح أن يفهموها.‏ وبسبب هذا الرابط العائلي،‏ طلب يهوه من الإسرائيليين أن لا يبدأوا حربًا ضد العمونيين.‏ (‏تث ٢:‏١٩‏)‏ مع ذلك،‏ في أيام القضاة،‏ تحالف العمونيون مع عجلون ملك الموآبيين واستمروا يُضايقون إسرائيل.‏ (‏قض ٣:‏١٢-‏١٥،‏ ٢٧-‏٣٠‏)‏ ولاحقًا،‏ عندما صار شاول ملكًا،‏ هاجم العمونيون إسرائيل.‏ (‏١ صم ١١:‏١-‏٤‏)‏ وفي أيام الملك يهوشافاط،‏ تحالف العمونيون من جديد مع الموآبيين وهجموا على أرض الموعد.‏ —‏ ٢ أخ ٢٠:‏١،‏ ٢‏.‏

٧ كيف عامل الموآبيون أقرباءهم الإسرائيليين؟‏

٧ والموآبيون أيضًا كانوا من نسل لوط ولكن من ابنته الكبرى.‏ (‏تك ١٩:‏٣٦،‏ ٣٧‏)‏ ويهوه طلب من الإسرائيليين أن لا يدخلوا في حرب مع موآب.‏ (‏تث ٢:‏٩‏)‏ لكن الموآبيين لم يُقدِّروا هذا المعروف.‏ فبدل أن يُساعدوا أقرباءهم الذين تحرَّروا من العبودية في مصر،‏ حاولوا أن يمنعوهم من الدخول إلى أرض الموعد.‏ فبالاق،‏ ملك الموآبيين،‏ عرض المال على بلعام كي يلعن الإسرائيليين.‏ وعندما فشلَا،‏ أعطى بلعام خطة لبالاق كي يوقع الرجال الإسرائيليين في العهارة وعبادة الأصنام.‏ (‏عد ٢٢:‏١-‏٨؛‏ ٢٥:‏١-‏٩؛‏ رؤ ٢:‏١٤‏)‏ واستمر الموآبيون يُضايقون أقرباءهم طوال مئات السنين حتى أيام حزقيال.‏ —‏ ٢ مل ٢٤:‏١،‏ ٢‏.‏

٨ لماذا قال يهوه إن الأدوميين هم إخوة الإسرائيليين،‏ ولكن كيف عاملوا شعب اللّٰه؟‏

٨ كان الأدوميون من نسل عيسو،‏ أخي يعقوب التوأم.‏ وبسبب القرابة اللصيقة بينهم وبين الإسرائيليين،‏ وصفَهم يهوه بأنهم إخوة الإسرائيليين.‏ (‏تث ٢:‏١-‏٥؛‏ ٢٣:‏٧،‏ ٨‏)‏ مع ذلك،‏ ضايق الأدوميون الإسرائيليين من وقت خروجهم من مصر حتى دمار أورشليم سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ (‏عد ٢٠:‏١٤،‏ ١٨؛‏ حز ٢٥:‏١٢‏)‏ ففي تلك السنة،‏ شمت الأدوميون بالإسرائيليين وطلبوا من البابليين أن يهدموا أورشليم حتى أساساتها.‏ لكنهم لم يكتفوا بذلك،‏ بل وقفوا أيضًا في طريق الإسرائيليين الهاربين وسلَّموهم إلى أعدائهم.‏ —‏ مز ١٣٧:‏٧؛‏ عو ١١،‏ ١٤‏.‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ماذا حصل لعمون وموآب وأدوم؟‏ (‏ب)‏ هل كان كل شخص في هذه الشعوب عدوًّا لشعب اللّٰه؟‏ أوضح.‏

٩ كان يهوه سيُحاسب أقرباء إسرائيل بسبب ما فعلوه بشعبه.‏ فقد قال إنه ‹سيُسلِّم العمونيين ليصيروا مِلكًا لسكان الشرق،‏ فلا يعود أحد بين الأمم يتذكر العمونيين›.‏ وقال أيضًا:‏ «سأُنفِّذ حكمي في موآب،‏ فيعرفون أني أنا يهوه».‏ (‏حز ٢٥:‏١٠،‏ ١١‏)‏ بعد خمس سنوات تقريبًا من دمار أورشليم،‏ بدأت هذه النبوات تتم.‏ فالبابليون هزموا العمونيين والموآبيين.‏ وقال يهوه أيضًا عن أدوم:‏ «أمحو منها البشر والمواشي،‏ وأجعلها خرابًا».‏ (‏حز ٢٥:‏١٣‏)‏ ومثلما أنبأ يهوه،‏ زالت أمة عمون وموآب وأدوم عن الوجود.‏ —‏ إر ٩:‏٢٥،‏ ٢٦؛‏ ٤٨:‏٤٢؛‏ ٤٩:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

١٠ مع ذلك،‏ لم يكن كل شخص في هذه الشعوب عدوًّا لشعب اللّٰه.‏ مثلًا،‏ كان صالق العموني ويثمة الموآبي من الرجال الأقوياء الذين حاربوا مع داود.‏ (‏١ أخ ١١:‏٢٦،‏ ٣٩،‏ ٤٦؛‏ ١٢:‏١‏)‏ وراعوث الموآبية أيضًا صارت واحدة من خدام يهوه الأولياء.‏ —‏ را ١:‏٤،‏ ١٦،‏ ١٧‏.‏

خطوة واحدة خاطئة تؤدي إلى كارثة كبيرة

١١ ماذا نتعلم من تاريخ إسرائيل مع شعوب عمون وموآب وأدوم؟‏

١١ أي دروس نتعلمها من تاريخ إسرائيل مع هذه الشعوب؟‏ أولًا،‏ لم ينتبه شعب إسرائيل لنفسه.‏ وبالنتيجة،‏ دخلت إليه شيئًا فشيئًا ممارسات أقربائه المرتبطة بالعبادة المزيفة،‏ مثل عبادة الموآبيين لبعل فغور وعبادة العمونيين للإله مولك.‏ (‏عد ٢٥:‏١-‏٣؛‏ ١ مل ١١:‏٧‏)‏ نحن أيضًا،‏ قد يحصل معنا أمر مشابه.‏ فقد يضغط علينا أقرباؤنا الذين لا يعبدون يهوه لنُقدِّم بعض التنازلات.‏ فهم مثلًا قد لا يفهمون لماذا لا نحتفل معهم بعيد الفصح،‏ أو لا نتبادل الهدايا بعيد الميلاد،‏ أو لا نشاركهم بعادات شائعة مرتبطة بالأديان المزيفة.‏ وبكل نية طيبة،‏ قد يطلبون منا أن نُسايرهم،‏ ولو قليلًا.‏ ولكن مهم جدًّا أن لا نسمح لهذا الضغط أن يؤثِّر فينا.‏ فمثل شخص يقف على منحدر عالٍ،‏ خطوة واحدة خاطئة تؤدي إلى كارثة كبيرة.‏ وهذا ما يؤكِّده تاريخ إسرائيل.‏

١٢،‏ ١٣ أي مقاومة نواجهها أحيانًا،‏ ولكن ماذا قد يحصل إذا بقينا أولياء؟‏

١٢ هناك درس آخر نتعلمه من تاريخ إسرائيل مع عمون وموآب وأدوم.‏ فقد نواجه مقاومة قوية من أفراد عائلتنا الذين لا يعبدون يهوه.‏ ويسوع حذَّرنا أن الرسالة التي نحملها قد تُسبِّب «انقسامًا:‏ الابن ضد أبيه،‏ والبنت ضد أمها».‏ (‏مت ١٠:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ لكن يهوه طلب من الإسرائيليين أن لا يبدأوا بحرب ضد أقربائهم.‏ ونحن أيضًا،‏ ليس هدفنا أن ندخل في مواجهة مع أفراد عائلتنا الذين لا يعبدون يهوه.‏ ولكن في الوقت نفسه،‏ لن نتفاجأ إذا قاومونا.‏ —‏ ٢ تي ٣:‏١٢‏.‏

١٣ وحتى لو لم يقاومنا أقرباؤنا مباشرة بسبب عبادتنا،‏ لا يجب أن يكون تأثيرهم علينا أقوى من تأثير يهوه.‏ لماذا؟‏ لأن يهوه يستاهل المكان الأول والأخير في قلوبنا.‏ ‏(‏إقرأ متى ١٠:‏٣٧‏.‏)‏ إضافة إلى ذلك،‏ إذا بقينا أولياء له،‏ فقد يتأثَّر بعض أقربائنا ويبدأون بعبادة يهوه مثلما حصل مع صالق ويثمة وراعوث.‏ (‏١ تي ٤:‏١٦‏)‏ وهكذا يفرحون هم أيضًا بعبادة الإله الحقيقي الوحيد ويُحسون بمحبته وحمايته.‏

أعداء يهوه يواجهون ‹عقابًا شديدًا›‏

١٤،‏ ١٥ كيف عامل الفلسطيون الإسرائيليين؟‏

١٤ هاجر الفلسطيون من جزيرة كريت إلى الأرض التي وعد يهوه لاحقًا بأن يُعطيها لإبراهيم ونسله.‏ وقد تعامل إبراهيم وإسحاق أكثر من مرة مع هذا الشعب.‏ (‏تك ٢١:‏٢٩-‏٣٢؛‏ ٢٦:‏١‏)‏ وعندما دخل الإسرائيليون إلى أرض الموعد،‏ كان الفلسطيون قد صاروا شعبًا قويًّا يمتلك قوة عسكرية يُحسَب لها حساب.‏ كما عبدوا آلهة باطلة،‏ مثل بعل زبوب وداجون.‏ (‏١ صم ٥:‏١-‏٤؛‏ ٢ مل ١:‏٢،‏ ٣‏)‏ وأحيانًا،‏ اشترك معهم الإسرائيليون في عبادة هذه الآلهة.‏ —‏ قض ١٠:‏٦‏.‏

١٥ وعندما تمرَّد الإسرائيليون،‏ سمح يهوه للفلسطيين أن يسيطروا على شعبه سنوات طويلة.‏ (‏قض ١٠:‏٧،‏ ٨؛‏ حز ٢٥:‏١٥‏)‏ فاضطهدوا الإسرائيليين وصعَّبوا حياتهم كثيرًا،‏ a كما قتلوا عددًا كبيرًا منهم.‏ (‏١ صم ٤:‏١٠‏)‏ ولكن عندما تاب الإسرائيليون ورجعوا إلى يهوه،‏ أنقذهم إلههم.‏ فهو عيَّن رجالًا مثل شمشون وشاول وداود ليُخلِّص شعبه.‏ (‏قض ١٣:‏٥،‏ ٢٤؛‏ ١ صم ٩:‏١٥-‏١٧؛‏ ١٨:‏٦،‏ ٧‏)‏ ومثلما أنبأ حزقيال،‏ واجه الفلسطيون ‹عقابًا شديدًا› عندما غزا البابليون أرضهم ولاحقًا اليونانيون.‏ —‏ حز ٢٥:‏١٥-‏١٧‏.‏

١٦،‏ ١٧ أي دروس نتعلمها من تاريخ الإسرائيليين مع الفلسطيين؟‏

١٦ أي دروس نتعلمها من تاريخ إسرائيل مع الفلسطيين؟‏ واجه شعب يهوه في القرن الماضي وفي أيامنا أيضًا مقاومة من دول قوية جدًّا.‏ لكننا،‏ بعكس الإسرائيليين،‏ بقينا أولياء ليهوه ولم نساير أبدًا.‏ مع ذلك،‏ بدا أحيانًا أن أعداء العبادة النقية ينتصرون.‏ مثلًا سنة ١٩١٨،‏ حاولت الحكومة الأميركية أن توقف عمل شهود يهوه.‏ فحكمت بالسجن سنوات طويلة على الإخوة الذين يأخذون القيادة.‏ وخلال الحرب العالمية الثانية،‏ حاول الحزب النازي في ألمانيا أن يُبيد شعب يهوه.‏ فسجن الآلاف وقتل المئات.‏ وبعد هذه الحرب،‏ قاوم الاتحاد السوفياتي بشراسة خدام اللّٰه.‏ فأرسل إخوتَنا إلى معسكرات الأشغال الشاقة أو نفاهم إلى سيبيريا.‏

١٧ قد تستمر الحكومات في حظر عملنا وسجننا،‏ وحتى في قتل البعض منا.‏ ولكن هل يدفعنا ذلك أن نستسلم للخوف ونخسر إيماننا؟‏ كلا.‏ فيهوه سيحمي شعبه الولي.‏ ‏(‏إقرأ متى ١٠:‏٢٨-‏٣١‏.‏)‏ وقد سبق أن رأينا كيف اختفت حكومات قوية ومستبدة بينما استمر شعب يهوه يزداد أكثر فأكثر.‏ وقريبًا،‏ كل حكومات البشر سيكون مصيرها مثل مصير الفلسطيين:‏ ستُجبَر أن تعترف بيهوه.‏ ومثل الفلسطيين،‏ ستزول عن الوجود.‏

‏‹الثروة› لا تؤمِّن حماية دائمة

١٨ أي نوع من الإمبراطوريات شكَّلتها صور؟‏

١٨ ربطت مدينة صور b بين الشرق والغرب وشكَّلت إمبراطورية تجارية ضخمة.‏ ففي الغرب،‏ اعتادت سفنها التجارية أن تسلك في شبكة طرقات بحرية تمتد على طول البحر الأبيض المتوسط.‏ وفي الشرق،‏ كانت هناك شبكة من الطرقات البرية التي تربط المدينة بالإمبراطوريات البعيدة.‏ وطوال مئات السنين،‏ ظلت صور تُراكِم الثروات من كل أنحاء الأرض.‏ فتُجَّارها صاروا أغنياء جدًّا لدرجة أنهم اعتبروا أنفسهم رؤساء.‏ —‏ إش ٢٣:‏٨‏.‏

١٩،‏ ٢٠ ما الفرق بين سكان صور وسكان جبعون؟‏

١٩ تحت حُكم الملكين داود وسليمان،‏ كانت هناك علاقة قوية بين إسرائيل وسكان صور.‏ فهم زوَّدوا الإسرائيليين بالمواد اللازمة والعمَّال الحِرَفيين ليُساعدوا في بناء قصر داود ولاحقًا هيكل سليمان.‏ (‏٢ أخ ٢:‏١،‏ ٣،‏ ٧-‏١٦‏)‏ لقد رأت صور أمة إسرائيل في أحسن أحوالها.‏ (‏١ مل ٣:‏١٠-‏١٢؛‏ ١٠:‏٤-‏٩‏)‏ فكِّر قليلًا في الفرصة التي كانت موجودة أمام الآلاف من سكان صور.‏ فكان بإمكانهم أن يتعلموا عن العبادة النقية،‏ ويتعرفوا إلى يهوه،‏ ويروا بعيونهم البركات التي تأتي من خدمة اللّٰه.‏

٢٠ لكنهم لم يُقدِّروا هذه الفرصة،‏ بل ظلَّ تجميع المال همَّهم الأول والأخير.‏ ولم يتمثَّلوا بالمدينة الكنعانية القوية جبعون.‏ فسكانها أرادوا أن يصيروا خدامًا ليهوه لمجرد أنهم سمعوا بأعماله العظيمة.‏ (‏يش ٩:‏٢،‏ ٣،‏ ٢٢–‏١٠:‏٢‏)‏ ويا ليت صور اكتفت فقط بتجميع المال!‏ ففي النهاية صارت تُقاوم شعب اللّٰه،‏ حتى إنها باعت بعضًا منهم كعبيد.‏ —‏ مز ٨٣:‏٢،‏ ٧؛‏ يوء ٣:‏٤،‏ ٦؛‏ عا ١:‏٩‏.‏

نحن لا نضع ثقتنا بالأمور المادية ولا نعتبرها سورًا يحمينا

٢١،‏ ٢٢ ماذا حصل لصور،‏ ولماذا؟‏

٢١ قال يهوه لهؤلاء المقاومين من خلال حزقيال:‏ «أنا ضدكِ يا صور،‏ وسأجلب عليكِ أممًا كثيرة مثلما يجلب البحر أمواجه.‏ فيُدمرون أسوار صور ويهدمون أبراجها،‏ وأجرف ترابها وأجعلها صخرة عارية».‏ (‏حز ٢٦:‏١-‏٥‏)‏ لقد ظنَّ سكان صور أن ثرواتهم ستحميهم،‏ تمامًا مثلما أن أسوارهم التي يبلغ ارتفاعها ٤٦ مترًا تحمي مدينتهم البحرية.‏ ولكن كم كانوا سيربحون لو سمعوا تحذير الملك سليمان الذي قال:‏ «ثروة الغني هي مدينته المحصَّنة،‏ وهي في مخيِّلته سور يحميه»!‏ —‏ أم ١٨:‏١١‏.‏

٢٢ عندما تمَّم البابليون ولاحقًا اليونانيون نبوة حزقيال،‏ اكتشف سكان صور أن الحماية التي تؤمِّنها أسوارهم وثرواتهم ليست إلا وهمًا.‏ فبعدما دُمرَت أورشليم،‏ هاجم البابليون صور،‏ وسقطت المدينة البرية بعد حصار دام ١٣ سنة.‏ (‏حز ٢٩:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ ثم في سنة ٣٣٢ ق‌م،‏ تمَّم الإسكندر الكبير جزءًا مميزًا من نبوة حزقيال.‏ c فجيشه جمع أنقاض مدينة صور البرية،‏ ورمى حجارتها وخشبها وترابها في البحر.‏ وهكذا صنع ممرًا يوصله إلى صور البحرية.‏ (‏حز ٢٦:‏٤،‏ ١٢‏)‏ وعندما وصل إليها،‏ ثقب أسوارها ونهبها وقتل آلاف الجنود والسكان وباع عشرات الآلاف كعبيد.‏ لقد دفع سكان صور ثمنًا غاليًا جدًّا ليتعلموا أن ‹الثروة الكبيرة› لا تؤمِّن حماية دائمة.‏ وهكذا أُجبِروا أن يعترفوا بيهوه.‏ —‏ حز ٢٧:‏٣٣،‏ ٣٤‏.‏

بدت صور أنها لا تُهزَم،‏ لكنها دُمرت مثلما تنبَّأ حزقيال (‏أُنظر الفقرة ٢٢)‏

٢٣ أي درس نتعلمه من سكان صور؟‏

٢٣ أي درس نتعلمه من سكان صور؟‏ لنحذر من «قوة الغنى الخادعة»،‏ ولننتبه كي لا نضع ثقتنا بالأمور المادية ونعتبرها مثل سور يحمينا.‏ (‏مت ١٣:‏٢٢‏)‏ فنحن ‹لا نقدر أن نكون عبيدًا للّٰه والمال›.‏ (‏إقرأ متى ٦:‏٢٤‏.‏‏)‏ وفقط الذين يعبدون يهوه من كل قلبهم هم فعلًا بأمان.‏ (‏مت ٦:‏٣١-‏٣٣؛‏ يو ١٠:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ فالنبوات عن نهاية هذا العالم ستتم بكل تفاصيلها،‏ تمامًا مثلما تمَّت النبوات عن صور.‏ وعندما يُدمِّر يهوه النظام التجاري المبني على الطمع والأنانية،‏ سيُجبَر كل الذين يثقون بثرواتهم أن يعترفوا بيهوه.‏

قوة سياسية مثل «عكاز ضعيف من قصب»‏

٢٤-‏٢٦ (‏أ)‏ لماذا كانت مصر في نظر يهوه مثل «عكاز ضعيف من قصب»؟‏ (‏ب)‏ كيف تجاهل الملك صدقيا توجيه يهوه،‏ وماذا كان مصيره؟‏

٢٤ من قبل أيام يوسف وحتى آخر حصار لبابل على أورشليم،‏ كان لمصر تأثير سياسي قوي في المنطقة حيث توجد أرض الموعد.‏ وتاريخها الطويل جعلها تبدو كشجرة قديمة لها جذور عميقة يصعب اقتلاعها.‏ ولكن مقارنة بيهوه،‏ لم تكن هذه الشجرة سوى «عكاز ضعيف من قصب».‏ —‏ حز ٢٩:‏٦‏.‏

٢٥ لم يكن الملك المرتد صدقيا يعرف ذلك عن مصر.‏ ففي وقت سابق،‏ استعمل يهوه النبي إرميا ليطلب من صدقيا أن يخضع لملك بابل.‏ (‏إر ٢٧:‏١٢‏)‏ وهذا ما حصل.‏ حتى إن صدقيا حلف باسم يهوه أن لا يتمرَّد على نبوخذنصر.‏ لكنه لاحقًا تجاهل توجيه يهوه،‏ لم يلتزم بما حلفه لنبوخذنصر،‏ وطلب مساعدة مصر في صراعه مع البابليين.‏ (‏٢ أخ ٣٦:‏١٣؛‏ حز ١٧:‏١٢-‏٢٠‏)‏ لكن الإسرائيليين الذين اتَّكلوا على قوة مصر العسكرية،‏ تأذوا كثيرًا بسبب قرارهم هذا.‏ (‏حز ٢٩:‏٧‏)‏ صحيح أن مصر كانت تبدو قوية مثل ‹وحش بحر عظيم›،‏ لكن يهوه قال إنه سيتعامل معها مثلما يتعامل الصيادون مع التماسيح في نهر النيل:‏ ‹سيضع شناكل في فكِّها› ويجرُّها نحو الهلاك.‏ (‏حز ٢٩:‏٣،‏ ٤‏)‏ وقد تمَّت هذه النبوة عندما أرسل يهوه البابليين ليغزوا هذه الأرض القديمة.‏ —‏ حز ٢٩:‏٩-‏١٢،‏ ١٩‏.‏

٢٦ وماذا كان مصير الملك صدقيا غير الأمين؟‏ بسبب تمرده على يهوه،‏ تنبَّأ حزقيال أن «رئيس إسرائيل الشرير» هذا لن يعود ملكًا،‏ ومُلكه سيصير خرابًا.‏ لكن حزقيال أعطى أملًا أيضًا.‏ (‏حز ٢١:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ فهو تنبَّأ بوحي من اللّٰه عن ملك من السلالة الحاكمة،‏ «لديه الحق الشرعي»،‏ سيأتي بعد فترة ويجلس على العرش.‏ وفي الدرس التالي،‏ سنرى مَن هو هذا الملك.‏

٢٧ ماذا نتعلم من تاريخ إسرائيل مع مصر؟‏

٢٧ أي درس نتعلمه من تاريخ إسرائيل مع مصر؟‏ لا يجب أن يضع شعب يهوه اليوم ثقتهم في القوى السياسية ويظنوا أنها قادرة أن تؤمِّن لهم حماية دائمة.‏ حتى في أفكارنا،‏ يجب أن نحترم وصية يسوع:‏ «لستم جزءًا من العالم».‏ (‏يو ١٥:‏١٩؛‏ يع ٤:‏٤‏)‏ صحيح أن النظام السياسي قد يبدو قويًّا،‏ لكنه ليس سوى «عكاز ضعيف من قصب»،‏ مثلما كانت مصر قديمًا.‏ تخيَّل كم ستكون نظرتنا محدودة إذا وضعنا أملنا في إنسان يفنى بدل أن نضع أملنا في سيد الكون العظيم القادر على كل شيء.‏ —‏ إقرإ المزمور ١٤٦:‏٣-‏٦‏.‏

نحن لا نأخذ طرفًا في المسائل السياسية،‏ لا أمام الناس ولا حتى في بيوتنا (‏أُنظر الفقرة ٢٧)‏

الأمم ‹ستعرف أني أنا يهوه›‏

٢٨-‏٣٠ ما الفرق بين الطريقة التي ‹ستعرف بها الأمم يهوه› وبين الطريقة التي نعرفه نحن بها؟‏

٢٨ في سفر حزقيال،‏ قال يهوه عدة مرات عن الأمم:‏ «سيعرفون أني أنا يهوه».‏ (‏حز ٢٥:‏١٧‏)‏ ولا شك أن هذه الكلمات تمَّت عندما نفَّذ يهوه حكمه على أعداء شعبه.‏ ولكن هذه النبوة لها إتمام أعظم في أيامنا.‏ فما هو؟‏

٢٩ مثل أمة إسرائيل قديمًا،‏ نحن اليوم محاطون بشعوب تعتبرنا مثل خروف ضعيف لا يقدر أن يدافع عن نفسه.‏ (‏حز ٣٨:‏١٠-‏١٣‏)‏ ومثلما سنرى في الدرسين ١٧ و ١٨‏،‏ ستشنُّ هذه الشعوب هجومًا شرسًا على كل شعب يهوه.‏ ولكن عندما يفعلون ذلك،‏ سيعرفون كيف تكون القوة الحقيقية.‏ فعندما يُدمِّرهم يهوه في معركة هرمجدون ‹سيعرفونه› غصبًا عنهم؛‏ سيعرفون أنه هو سيد الكون العظيم.‏ —‏ رؤ ١٦:‏١٦؛‏ ١٩:‏١٧-‏٢١‏.‏

٣٠ بالمقابل،‏ سيحمينا إلهنا العظيم يهوه ويُباركنا.‏ لماذا؟‏ لأننا نثق به ونُطيعه ونُقدِّم له العبادة النقية التي يستحقها.‏ وبهذه الطريقة،‏ نُبرهن منذ الآن أننا نعرف يهوه.‏ —‏ إقرأ حزقيال ٢٨:‏٢٦‏.‏

a مثلًا،‏ منع الفلسطيون وجود أي حدَّاد في إسرائيل.‏ فكان على الإسرائيليين أن يذهبوا إلى الفلسطيين كي يسنُّوا أدوات الزراعة.‏ والكلفة كانت تُعادل أُجرة عامل لعدة أيام.‏ —‏ ١ صم ١٣:‏١٩-‏٢٢‏.‏

b يبدو أن مدينة صور بُنيَت أساسًا على صخر وسط الماء مقابل الساحل،‏ وهي تبعد نحو ٥٠ كلم شمالًا عن جبل الكرمل.‏ ولاحقًا،‏ تم بناء أجزاء إضافية للمدينة على البر.‏ واسم المدينة من أصل سامي ومعناه «صخر».‏

c تنبَّأ أيضًا إشعيا وإرميا ويوئيل وعاموس وزكريا ضد صور.‏ ونبواتهم تمَّت بكل تفاصيلها.‏ —‏ إش ٢٣:‏١-‏٨؛‏ إر ٢٥:‏١٥،‏ ٢٢،‏ ٢٧؛‏ يوء ٣:‏٤؛‏ عا ١:‏١٠؛‏ زك ٩:‏٣،‏ ٤‏.‏