الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الدرس ١٣

‏«صِف الهيكل»‏

‏«صِف الهيكل»‏

حزقيال ٤٣:‏١٠

فكرة الدرس الرئيسية:‏ معنى الهيكل الضخم الذي رآه حزقيال في رؤيا

١-‏٣ (‏أ)‏ لماذا ربما تشجَّع حزقيال بالرؤيا عن الهيكل الضخم؟‏ (‏أُنظر الصورة في بداية الدرس.‏)‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقش في هذا الدرس؟‏

 تخيَّل حزقيال وهو في الخمسين من عمره.‏ لقد أمضى حتى الآن نصف حياته في الأسر.‏ تُرى،‏ كم مرة شرد بأفكاره وراح يتخيل نفسه يخدم ككاهن في الهيكل؟‏ في هذه الحال،‏ لا بد أنه عاد إلى أرض الواقع وعرف أن أحلامه لن تتحقق.‏ فالهيكل مدمَّر منذ فترة طويلة،‏ ولا يزال على اليهود الانتظار ٥٦ سنة حتى ينتهي أسرهم ويعودوا إلى أورشليم.‏ لذلك لا بد أنه فكَّر بمنطق وعرف أنه لن يظل حيًّا ليرى شعب يهوه يعودون إلى أرضهم ويبدأون مشروعهم الطويل في بناء الهيكل.‏ (‏إر ٢٥:‏١١‏)‏ على كل حال،‏ إذا مرَّت هذه الأفكار في بال حزقيال،‏ فلا شك أنها أحزنته.‏

٢ ولكن في هذه الفترة،‏ يُقرِّر إله حزقيال المحب والحنون أن يُعطي نبيَّه الأمين رؤيا رائعة،‏ رؤيا ستحمل معها دون شك الكثير من التشجيع والأمل.‏ في هذه الرؤيا،‏ يجد حزقيال نفسه في موطنه على جبل عالٍ جدًّا.‏ وهناك،‏ يرى «رجلًا بدا وكأنه من نحاس»،‏ يُمثِّل ملاك يهوه.‏ ‏(‏إقرأ حزقيال ٤٠:‏١-‏٤‏.‏)‏ بعدئذٍ،‏ يأخذ هذا الملاك حزقيال في جولة ضمن هيكل ضخم.‏ وفي هذه الرؤيا،‏ بدا كل شيء حقيقيًّا جدًّا.‏ لذلك لا بد أن ما رآه حزقيال قوَّى إيمانه وفرَّحه.‏ مع ذلك،‏ ربما شعر هذا النبي بالحيرة أيضًا.‏ فمع أن هذا الهيكل يُشبه إلى حد ما هيكل أورشليم،‏ فقد كانت هناك اختلافات كبيرة بينهما.‏

٣ إن الفصول التسعة الأخيرة من سفر حزقيال تُخبرنا بالتفصيل عن هذه الرؤيا المشوِّقة.‏ ولكن لنفهمها،‏ سنتحدث أولًا عن طريقة التحليل التي يجب أن نعتمدها.‏ بعد ذلك،‏ سنرى هل هذا الهيكل هو نفسه الهيكل الروحي العظيم الذي تحدَّث عنه بولس بعد مئات السنين.‏ وفي النهاية،‏ سنُناقش ماذا عنت هذه الرؤيا لحزقيال وباقي الأسرى.‏

طريقة تحليل جديدة

٤ أي طريقة تحليل اتَّبعناها في الماضي لنفهم رؤيا حزقيال عن الهيكل،‏ ولكن ماذا تبيَّن بعد الدرس والصلاة؟‏

٤ في الماضي،‏ ذكرت مطبوعاتنا أن الهيكل الذي رآه حزقيال هو نفسه هيكل يهوه الروحي العظيم،‏ أي الهيكل الذي كتب عنه بولس بالوحي في رسالته إلى العبرانيين.‏ a لذلك كان منطقيًّا أن نعتبر أن أشياء كثيرة في هذا الهيكل ترمز إلى أمور أعظم.‏ وكي نعرف إلامَ رمزت،‏ كنا نستعين بشرح بولس للخيمة المقدسة.‏ ولكن بعد الدرس العميق والصلاة،‏ تبيَّن أن هناك طريقة أبسط لنفهم هذه الرؤيا.‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ ماذا قال بولس عن بعض التفاصيل في الخيمة المقدسة،‏ وكيف أظهر أنه متواضع؟‏ (‏ب)‏ كيف نُطبِّق المبدأ نفسه على هيكل حزقيال؟‏

٥ على ما يبدو،‏ من الأفضل أن لا نفتش عن معانٍ نبوية أو رموز لكل تفصيل في هيكل حزقيال.‏ لماذا؟‏ تأمَّل في هذه الفكرة.‏ عندما تحدَّث بولس عن الخيمة المقدسة والهيكل الروحي،‏ ذكر تفاصيل كثيرة مثل المبخرة الذهبية وغطاء صندوق العهد والجرَّة الذهبية التي تحتوي على المن.‏ ولكن هل أخبرنا إلامَ يرمز كل واحد منها؟‏ من الواضح أن الروح القدس لم يدفعه إلى ذلك.‏ كتب:‏ «ليس الوقت الآن للتكلم بالتفصيل عن هذه الأشياء».‏ (‏عب ٩:‏٤،‏ ٥‏)‏ وبولس أطاع توجيه الروح القدس وانتظر يهوه بتواضع.‏ —‏ عب ٩:‏٨‏.‏

٦ بإمكاننا أن نُطبِّق المبدأ نفسه على هيكل حزقيال.‏ فهذا الهيكل أيضًا فيه تفاصيل كثيرة.‏ وإذا أراد يهوه أن يكشف مسائل معينة،‏ فهو سيفعل ذلك في الوقت المناسب.‏ لذلك من الأفضل أن ننتظر يهوه.‏ ‏(‏إقرأ ميخا ٧:‏٧‏.‏)‏ ولكن هل يعني هذا أن روح يهوه لم يكشف أي نور جديد بخصوص هذه الرؤيا؟‏ كلا على الإطلاق.‏

هل رأى حزقيال الهيكل الروحي العظيم؟‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ ماذا استنتجنا بعد المزيد من الدرس؟‏ (‏ب)‏ ما الفرق بين هيكل حزقيال والهيكل الروحي الذي وصفه بولس؟‏

٧ مثلما ذكرنا،‏ قالت مطبوعاتنا لسنوات طويلة إن الهيكل الذي رآه حزقيال هو نفسه هيكل يهوه الروحي العظيم،‏ أي الهيكل الذي كتب عنه بولس بالوحي في رسالته إلى العبرانيين.‏ ولكن بعد المزيد من الدرس،‏ استنتجنا أن هيكل حزقيال لا يمكن أن يكون هو نفسه الهيكل الروحي العظيم.‏ لماذا؟‏

٨ أولًا،‏ الهيكل الذي رآه حزقيال لا يُطابق شرح بولس.‏ قال بولس بوضوح إن الخيمة المقدسة أيام موسى كانت ظلًّا ونموذجًا لشيء أعظم.‏ وهذه الخيمة المقدسة،‏ إضافةً إلى هيكل سليمان وهيكل زربابل اللذين بُنيا حسب التصميم نفسه،‏ تضمنت جزءًا يُدعى «قدس الأقداس».‏ وحين تكلَّم بولس عن ‹قدس الأقداس المصنوع بأيدٍ›،‏ قال إنه «نسخة عن الحقيقة»،‏ لا الحقيقة نفسها.‏ فماذا كانت الحقيقة؟‏ قال بولس:‏ «السماء عينها»،‏ حيث عرش يهوه.‏ (‏عب ٩:‏٣،‏ ٢٤‏)‏ فهل ينطبق هذا الشرح على هيكل حزقيال؟‏ هل رأى «السماء عينها»؟‏ كلا.‏ فليس هناك أي إشارة في رؤيا حزقيال أنه كان يرى أمورًا سماوية.‏ —‏ قارن دانيال ٧:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

٩،‏ ١٠ كيف تختلف الذبائح بين هيكل حزقيال والهيكل الروحي العظيم؟‏

٩ إضافة إلى ذلك،‏ يختلف هيكل حزقيال عن الهيكل الروحي العظيم من ناحية الذبائح.‏ فحزقيال أخبرنا عن الإرشادات الكثيرة التي أُعطيت للشعب والرؤساء والكهنة حول تقديم الذبائح.‏ فقد لزم أن يُقدِّموا ذبائح عن خطاياهم،‏ ولزم أيضًا أن يُقدِّموا ذبائح مشاركة كانوا يأكلونها على الأرجح في غرف الطعام في الهيكل.‏ (‏حز ٤٣:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ٤٤:‏١١،‏ ١٥،‏ ٢٧؛‏ ٤٥:‏١٥-‏٢٠،‏ ٢٢-‏٢٥‏)‏ ولكن ماذا عن الهيكل الروحي العظيم؟‏ هل تُقدَّم فيه الذبائح باستمرار؟‏

الهيكل الذي رآه حزقيال لم يكن الهيكل الروحي العظيم

١٠ الجواب واضح وبسيط.‏ شرح بولس:‏ «عندما جاء المسيح رئيسَ كهنة للخيرات التي تحقَّقت،‏ اجتاز الخيمة الأعظم والأكمل غير المصنوعة بأيدٍ،‏ التي ليست من هذه الخليقة،‏ ودخل مرة لا غير إلى قدس الأقداس،‏ لا بدم معزى وعجول،‏ بل بدمه الخاص،‏ وحصل على إنقاذ أبدي لنا».‏ (‏عب ٩:‏١١،‏ ١٢‏)‏ إذًا في الهيكل الروحي العظيم،‏ لم تُقدَّم إلا ذبيحة واحدة،‏ ذبيحة فدتنا مرة وإلى الأبد.‏ وقد قدَّمها رئيس الكهنة الأعظم،‏ يسوع المسيح.‏ واضح إذًا أن هيكل حزقيال،‏ بذبائحه العديدة من ماعز وعجول،‏ ليس هو نفسه الهيكل الروحي العظيم.‏

١١ لماذا لم يكن الوقت مناسبًا أن يكشف يهوه أيام حزقيال عن الهيكل الروحي العظيم؟‏

١١ يوصلنا هذا إلى السبب الثاني الذي يُبرهن أن هيكل حزقيال ليس هو نفسه الهيكل الروحي العظيم.‏ فالوقت لم يكن قد حان بعد ليكشف يهوه حقائق كهذه.‏ لماذا؟‏ لنُبقِ في بالنا أن يهوه وجَّه هذه الرؤيا إلى اليهود الأسرى في بابل.‏ وهؤلاء الأسرى كانوا لا يزالون تحت شريعة موسى.‏ وبعدما انتهى أسرهم،‏ عادوا إلى أورشليم وبنوا الهيكل والمذبح من جديد ليُطبِّقوا الشريعة ويعبدوا إلههم عبادة نقية.‏ وهكذا عادوا يقدِّمون الذبائح هناك.‏ وظلُّوا يفعلون ذلك ٦٠٠ سنة تقريبًا.‏ ولكن تخيَّل ردة فعلهم لو كشف لهم يهوه عن الهيكل الروحي أيام حزقيال.‏ ففي هذا الهيكل،‏ يُقدِّم رئيس الكهنة حياته ذبيحة ويُلغي كل الذبائح الأخرى.‏ فكيف كانت هذه الرؤيا ستؤثر فيهم وفي نظرتهم إلى شريعة موسى؟‏ هل كانوا سيُطيعونها بنفس الحماسة؟‏ نحن أكيدون أن يهوه كعادته يكشف الحقائق في الوقت المناسب وعندما يكون شعبه مستعدًّا لها.‏

١٢-‏١٤ ما العلاقة بين الهيكل الذي رآه حزقيال والشرح الذي أعطاه بولس عن الهيكل الروحي؟‏ (‏أُنظر الإطار «‏هيكلان مختلفان ودروس مختلفة‏».‏)‏

١٢ إذًا ما العلاقة بين الهيكل الذي رآه حزقيال والشرح الذي أعطاه بولس عن الهيكل الروحي؟‏ لنُبقِ في بالنا أن شرح بولس لم يكن مؤسسًا على الهيكل الذي رآه حزقيال،‏ بل على الخيمة المقدسة أيام موسى.‏ طبعًا،‏ إن أشياء كثيرة ذكرها بولس كانت موجودة في هيكل سليمان وهيكل زربابل،‏ وأيضًا في هيكل حزقيال.‏ ولكن بشكل عام،‏ لم تركِّز رؤيا حزقيال وشرح بولس على الأمر نفسه.‏ b فلم يكن هدف يهوه أن يوصل الرسالة نفسها من خلال حزقيال وبولس،‏ بل أن تُكمِّل كتاباتهما إحداها الأخرى.‏ كيف ذلك؟‏

١٣ ما كتبه بولس يُعلِّمنا عن ترتيب يهوه للعبادة النقية.‏ لذلك أخبرنا إلامَ ترمز تفاصيل كثيرة في الهيكل الروحي مثل الذبائح والمذبح وقدس الأقداس ورئيس الكهنة.‏ أما رؤيا حزقيال فتُعلِّمنا عن مقاييس يهوه الرفيعة للعبادة النقية.‏ لذلك أعطانا صورة مفصَّلة تُعلِّمنا دروسًا كثيرة عن مقاييس يهوه وتطبعها في عقولنا وقلوبنا.‏

١٤ ولكن هل هذا الفهم الجديد يُقلِّل من أهمية رؤيا حزقيال في نظرنا؟‏ أبدًا.‏ فلا بد أن هذه الرؤيا أفادت كثيرًا اليهود الأمناء قديمًا ولا تزال مفيدة لنا اليوم.‏ لنرَ معًا كيف كانت هذه الرؤيا مفيدة أيام حزقيال.‏

ماذا عنت هذه الرؤيا لليهود الأسرى؟‏

١٥ (‏أ)‏ أي رسالة أراد يهوه أن يوصلها لليهود من خلال هذه الرؤيا؟‏ (‏ب)‏ ما الفرق بين حزقيال الفصل ٨ وحزقيال الفصول ٤٠ إلى ٤٨‏؟‏

١٥ كي نعرف جواب الكتاب المقدس،‏ سنُجيب أولًا عن أسئلة تُساعدنا أن نفهم الصورة الكبيرة.‏ أولًا،‏ أي رسالة أراد يهوه أن يوصلها لليهود؟‏ ببساطة،‏ أعلنت هذه النبوة أن العبادة النقية ستُرَد.‏ ولا شك أن هذه الفكرة وصلت بوضوح إلى حزقيال.‏ فيهوه سبق وأراه مشاهد صادمة في الهيكل بأورشليم تكشف الانحطاط الذي وصل إليه الشعب.‏ وحزقيال كتب ما رآه في سفره في الفصل ٨‏.‏ أما الآن فيُعطيه يهوه رؤيا لا تُشبه لا من قريب ولا من بعيد الرؤيا السابقة،‏ رؤيا تُقدَّم فيها العبادة النقية ليهوه كما يجب وتُحتَرم فيها شريعة موسى.‏ فلا شك أن حزقيال كاد يطير من الفرح وهو يكتب بالتفصيل هذه الرؤيا في الفصول ٤٠ إلى ٤٨ من سفره.‏

١٦ كيف أكَّدَت رؤيا حزقيال ما تنبَّأ به إشعيا قبل أكثر من ١٠٠ سنة؟‏

١٦ ولكن كي تُرَد العبادة النقية،‏ يجب أولًا أن تكون مُرفَّعة.‏ أوحى يهوه إلى النبي إشعيا أن يكتب:‏ «ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت يهوه يكون ثابتًا فوق رؤوس الجبال،‏ ويرتفع فوق التلال،‏ وتجري إليه كل الأمم».‏ (‏إش ٢:‏٢‏)‏ إذًا،‏ قبل أكثر من مئة سنة من أيام حزقيال،‏ رأى إشعيا بوضوح أن عبادة يهوه النقية ستُرَد وتكون مرفَّعة،‏ كأنها على جبل أعلى من كل الجبال.‏ وماذا عن رؤيا حزقيال؟‏ لقد رأى هو أيضًا بيت يهوه «على جبل عالٍ جدًّا».‏ (‏حز ٤٠:‏٢‏)‏ وهكذا أكَّدت هذه الرؤيا أن العبادة النقية ستُرَد.‏

الهيكل الذي رآه حزقيال كان موجودًا على جبل عالٍ جدًّا (‏أُنظر الفقرة ١٦)‏

١٧ أعطِ لمحة عن الفصول ٤٠ إلى ٤٨ من سفر حزقيال‏.‏

١٧ إليك لمحة سريعة عن ما رآه حزقيال وسمعه،‏ بحسب الفصول ٤٠ إلى ٤٨‏.‏ فهو كان ينظر إلى الملاك الذي يقيس البوابات والسور والساحتين والمكان المقدس في الهيكل.‏ (‏حز ٤٠–‏٤٢‏)‏ بعدئذٍ يحصل حدث مميَّز:‏ يصل يهوه إلى الهيكل ويملأه بمجده.‏ ثم يُعطي شعبه المتمرد والكهنة والرؤساء بعض الإرشادات والتوجيهات.‏ (‏حز ٤٣:‏١-‏١٢؛‏ ٤٤:‏١٠-‏٣١؛‏ ٤٥:‏٩-‏١٢‏)‏ بعد ذلك،‏ يرى حزقيال نهرًا يخرج من المكان المقدس ويصبُّ في البحر الميت.‏ وكان أينما يمرَّ،‏ يُعيد الحياة ويجلب بركات كثيرة.‏ (‏حز ٤٧:‏١-‏١٢‏)‏ كما رأى الأرض مقسَّمة إلى أقسام محدَّدة.‏ أما الهيكل حيث تُقدَّم عبادة نقية ليهوه،‏ فكان يقع في وسط الأرض تقريبًا.‏ (‏حز ٤٥:‏١-‏٨؛‏ ٤٧:‏١٣–‏٤٨:‏٣٥‏)‏ فماذا كانت الرسالة من هذه الرؤيا؟‏ واضح أن يهوه أراد أن يُطمئن شعبه أن العبادة النقية ستُرَد وتُرفَّع،‏ وأنه هو بنفسه سيكون موجودًا في الهيكل.‏ إضافة إلى ذلك،‏ سيجعل البركات تفيض من الهيكل،‏ حين يجلب الصحة والحياة والسلام إلى الأرض المُسترَدة.‏

هيكل حزقيال كان صورة رائعة عن العبادة النقية التي سيردُّها يهوه (‏أُنظر الفقرة ١٧)‏

١٨ هل أراد يهوه أن تُفهَم الرؤيا عن الهيكل بطريقة حرفية؟‏ أوضح.‏

١٨ ثانيًا،‏ هل أراد يهوه أن تُفهَم هذه الرؤيا بطريقة حرفية؟‏ كلا.‏ فعلى الأرجح،‏ فهم حزقيال والأسرى فورًا أن هذه الرؤيا مجازية.‏ لماذا؟‏ لقد رأى حزقيال الهيكل «على جبل عالٍ جدًّا».‏ صحيح أن هذا التفصيل يربط بوضوح بين هذه النبوة ونبوة إشعيا،‏ ولكن مستحيل أن تكون الإشارة هنا إلى موقع الهيكل الحرفي.‏ فهيكل سليمان كان مبنيًّا على جبل المُرَيَّا في أورشليم،‏ وكان سيُعاد بناؤه في المستقبل على الجبل نفسه.‏ وهل جبل المُرَيَّا «عالٍ جدًّا»؟‏ كلا.‏ فهناك جبال حوله بنفس علوه وجبال أخرى أعلى منه.‏ إضافة إلى ذلك،‏ كان الهيكل الذي رآه حزقيال ضخمًا.‏ فمساحته مع السور الذي يُحيط به أكبر من أن تسع على قمة جبل المُرَيَّا،‏ حتى إنها لا تسَع ضمن حدود أورشليم أيام سليمان.‏ ولا شك أن الأسرى لم يتوقعوا أن يخرج نهر حرفي من المكان المقدس في الهيكل ويصبَّ في البحر الميت ليُعيد الحياة إليه.‏ وأخيرًا،‏ كان مستحيلًا أن تُقسَّم حدود الأراضي بين الأسباط بطريقة متوازية ومستقيمة بسبب الطبيعة الجبلية في أرض الموعد.‏ إذًا،‏ بناءً على كل ما ذكرناه،‏ لا يجب أن تُفهَم هذه الرؤيا بطريقة حرفية.‏

١٩-‏٢١ كيف أراد يهوه أن تؤثِّر رؤيا حزقيال في الشعب،‏ وأي أسلوب استعمل؟‏

١٩ ثالثًا،‏ أي تأثير ربما تركته هذه الرؤيا في الأسرى؟‏ طلب يهوه من حزقيال أن ‹يصف الهيكل لبيت إسرائيل›.‏ وأراد أن يكون الوصف مفصَّلًا جدًّا،‏ لدرجة أن الإسرائيليين سيُصبحون قادرين أن «يدرسوا خريطته».‏ طبعًا،‏ مثلما رأينا،‏ لم يكن مطلوبًا من الإسرائيليين أن يبنوا هذا الهيكل.‏ مع ذلك،‏ كان مهمًّا أن يتأملوا في تفاصيله.‏ لماذا؟‏ «كي يخجلوا من ذنوبهم».‏ فلا بد أنهم شعروا بالخجل بعدما تأملوا في المقاييس الرفيعة التي وضعها يهوه للعبادة النقية.‏ —‏ إقرأ حزقيال ٤٣:‏١٠-‏١٢‏.‏

٢٠ ولماذا كانت هذه الرؤيا قادرة أن تُحرِّك ضمائر الأسرى وتجعلهم يخجلون من أفعالهم؟‏ لاحِظ ماذا قال يهوه لحزقيال:‏ «يا ابن الإنسان،‏ انتبه وانظر جيدًا واسمع بدقة كل ما أقوله لك عن قوانين هيكل يهوه وشرائعه».‏ (‏حز ٤٤:‏٥‏)‏ هذه لم تكن المرة الأولى أو الأخيرة في هذه الرؤيا التي يسمع فيها حزقيال عن قوانين وشرائع.‏ (‏حز ٤٣:‏١١،‏ ١٢؛‏ ٤٤:‏٢٤؛‏ ٤٦:‏١٤‏)‏ كما أن الملاك ذكَّره عدة مرات بمقاييس يهوه،‏ بما في ذلك المقاييس التي تُحدِّد طول الذراع والمقاييس الدقيقة للأوزان.‏ (‏حز ٤٠:‏٥؛‏ ٤٥:‏١٠-‏١٢‏؛‏ قارن الأمثال ١٦:‏١١‏.‏)‏ لذلك ليس غريبًا أن يستعمل حزقيال أكثر من ٥٠ مرة في هذه الرؤيا كلمة «قياس» بصيغ مختلفة في اللغة الأصلية.‏

٢١ قياسات،‏ أوزان،‏ قوانين،‏ شرائع .‏ .‏ .‏ ماذا أراد يهوه أن يوصل للأسرى؟‏ كما يبدو،‏ أراد أن لا ينسى شعبه هذه الحقيقة المهمة:‏ يهوه هو وحده مَن يضع مقاييس العبادة النقية.‏ والذين ابتعدوا عن هذه المقاييس لا بد أن يخجلوا مما فعلوه.‏ فأي تفاصيل محدَّدة في رؤيا الهيكل أوصلت هذه الرسالة؟‏ سنُناقش بعض هذه التفاصيل في الدرس التالي،‏ وسنرى كيف تُفيدنا اليوم.‏

لماذا كانت الرؤيا عن الهيكل قادرة أن تُحرِّك ضمائر الأسرى وتدفعهم إلى الخجل؟‏ (‏أُنظر الفقرات ١٩-‏٢١)‏

a الهيكل الروحي هو الترتيب الذي هيَّأه يهوه،‏ من خلال فدية يسوع المسيح،‏ لنقدر أن نعبده عبادة نقية.‏ وعلى ما يبدو،‏ صار هذا الهيكل موجودًا سنة ٢٩  ب‌م.‏

b مثلًا،‏ ركَّز بولس على رئيس الكهنة ودوره في يوم الكفارة كل سنة.‏ (‏عب ٢:‏١٧؛‏ ٣:‏١؛‏ ٤:‏١٤-‏١٦؛‏ ٥:‏١-‏١٠؛‏ ٧:‏١-‏١٧،‏ ٢٦-‏٢٨؛‏ ٨:‏١-‏٦؛‏ ٩:‏٦-‏٢٨‏)‏ ولكن في رؤيا حزقيال،‏ لم يُذكر لا رئيس الكهنة ولا يوم الكفارة.‏