الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الشجاعة تنبع من الايمان والتقوى

الشجاعة تنبع من الايمان والتقوى

اَلشَّجَاعَةُ تَنْبَعُ مِنَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّقْوَى

‏«تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ .‏ .‏ .‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ مَعَكَ».‏ —‏ يشوع ١:‏٩‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ كَيْفَ بَدَتْ إِمْكَانِيَّةُ ٱنْتِصَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى ٱلْكَنْعَانِيِّينَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ تَأْكِيدٍ نَالَهُ يَشُوعُ؟‏

سَنَةَ ١٤٧٣ ق‌م،‏ كَانَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ عَلَى عَتَبَةِ دُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ.‏ وَقَدْ ذَكَّرَهُمْ مُوسَى بِٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُهُمْ،‏ قَائِلًا:‏ «أَنْتَ ٱلْيَوْمَ عَابِرٌ ٱلْأُرْدُنَّ لِتَدْخُلَ وَتَطْرُدَ أُمَمًا أَعْظَمَ وَأَقْوَى مِنْكَ،‏ مُدُنًا عَظِيمَةً وَمُحَصَّنَةً إِلَى ٱلسَّمَاءِ،‏ شَعْبًا عِظَامًا وَطِوَالًا،‏ بَنِي ٱلْعَنَاقِيِّينَ،‏ ٱلَّذِينَ عَرَفْتَ عَنْهُمْ وَسَمِعْتَ ٱلْقَوْلَ:‏ ‹مَنْ يَقِفُ أَمَامَ بَنِي عَنَاقَ؟‏›».‏ (‏تثنية ٩:‏١،‏ ٢‏)‏ فَهؤُلَاءِ ٱلْمُحَارِبُونَ ٱلْعَمَالِقَةُ كَانُوا مَشْهُورِينَ جِدًّا.‏ كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ كَانَ لَدَيْهِمْ جَيْشٌ مُجَهَّزٌ بِأَفْضَلِ ٱلْمُعَدَّاتِ وَيَسْتَعْمِلُ ٱلْأَحْصِنَةَ وَٱلْمَرْكَبَاتِ ذَاتَ ٱلْعَجَلَاتِ ٱلَّتِي لَهَا مَنَاجِلُ مِنْ حَدِيدٍ.‏ —‏ قضاة ٤:‏١٣‏.‏

٢ أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَكَانَتْ أُمَّةً مُسْتَعْبَدَةً وَقَدْ قَضَتْ ٤٠ سَنَةً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ لِذلِكَ بَدَتْ إِمْكَانِيَّةُ ٱلِٱنْتِصَارِ ضَئِيلَةً جِدًّا مِنْ وُجْهَةِ ٱلنَّظَرِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ تَحَلَّى مُوسَى بِٱلْإِيمَانِ،‏ مِمَّا سَاعَدَهُ كَيْ «يَرَى» أَنَّ يَهْوَه يَقُودُهُمْ.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٧‏)‏ قَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ:‏ «يَهْوَه إِلٰهُكَ عَابِرٌ أَمَامَكَ .‏ .‏ .‏ هُوَ يُفْنِيهِمْ وَيُخْضِعُهُمْ أَمَامَكَ».‏ (‏تثنية ٩:‏٣؛‏ مزمور ٣٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ بَعْدَ مَوْتِ مُوسَى،‏ أَكَّدَ يَهْوَه لِيَشُوعَ أَنَّهُ سَيَدْعَمُهُ قَائِلًا:‏ «قُمِ ٱلْآنَ وَٱعْبُرِ ٱلْأُرْدُنَّ هٰذَا،‏ أَنْتَ وَجَمِيعُ هٰذَا ٱلشَّعْبِ،‏ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لَهُمْ،‏ أَيْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ.‏ لَا يَقِفُ أَحَدٌ أَمَامَكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.‏ كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ».‏ —‏ يشوع ١:‏٢،‏ ٥‏.‏

٣ مَاذَا سَاعَدَ يَشُوعَ عَلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ؟‏

٣ أَوْصَى يَهْوَه يَشُوعَ أَنْ يَقْرَأَ شَرِيعَتَهُ وَيَتَأَمَّلَ فِيهَا وَيُطَبِّقَهَا لِكَيْ يَنَالَ دَعْمَهُ وَإِرْشَادَهُ.‏ ثُمَّ قَالَ لَهُ:‏ «حِينَئِذٍ تُنْجِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تَعْمَلُ بِحِكْمَةٍ.‏ أَمَا أَمَرْتُكَ؟‏ تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ.‏ لَا تَرْتَعِدْ وَلَا تَرْتَعْ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا ذَهَبْتَ».‏ (‏يشوع ١:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَلِأَنَّ يَشُوعَ أَطَاعَ ٱللهَ،‏ فَقَدْ تَشَجَّعَ وَتَقَوَّى وَنَجَحَ.‏ بِٱلتَّبَايُنِ،‏ لَمْ يُعْرِبْ مُعْظَمُ أَبْنَاءِ جِيلِهِ فِي ٱلسَّابِقِ عَنِ ٱلطَّاعَةِ للهِ،‏ لِذلِكَ لَمْ يَنْجَحُوا وَمَاتُوا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏

شَعْبٌ عَدِيمُ ٱلْإِيمَانِ تَنْقُصُهُ ٱلشَّجَاعَةُ

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ أَيُّ تَبَايُنٍ هُنَالِكَ بَيْنَ مَوْقِفِ ٱلْجَوَاسِيسِ ٱلْعَشَرَةِ وَمَوْقِفِ يَشُوعَ وَكَالِبَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ يَهْوَه تِجَاهَ قِلَّةِ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا ٱلشَّعْبُ؟‏

٤ عِنْدَمَا صَارَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قَرِيبِينَ مِنْ كَنْعَانَ قَبْلَ ٤٠ سَنَةً،‏ أَرْسَلَ مُوسَى ١٢ رَجُلًا لِتَجَسُّسِ ٱلْأَرْضِ.‏ فَعَادَ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ خَائِفِينَ،‏ وَتَذَمَّرُوا قَائِلِينَ:‏ «جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي رَأَيْنَاهُ فِيهَا أُنَاسٌ مَرَدَةٌ.‏ فَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ ٱلنَّفِيلِيمَ،‏ بَنِي عَنَاقَ،‏ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلنَّفِيلِيمِ،‏ فَصِرْنَا فِي عُيُونِنَا كَٱلْجَنَادِبِ».‏ فَهَلْ كَانَ «جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ» —‏ وَلَيْسَ ٱلْعَنَاقِيُّونَ فَقَطْ —‏ عَمَالِقَةً؟‏ كَلَّا.‏ وَهَلْ كَانَ ٱلْعَنَاقِيُّونَ مُتَحَدِّرِينَ مِنَ ٱلنَّفِيلِيمِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ؟‏ بِٱلطَّبْعِ لَا.‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلْمُبَالَغَةَ أَنْتَجَتْ مَوْجَةَ ذُعْرٍ ٱجْتَاحَتِ ٱلْمُخَيَّمَ كُلَّهُ.‏ حَتَّى إِنَّ ٱلشَّعْبَ أَرَادُوا ٱلرُّجُوعَ إِلَى مِصْرَ،‏ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي كَانُوا مُسْتَعْبَدِينَ فِيهَا.‏ —‏ عدد ١٣:‏٣١–‏١٤:‏٤‏.‏

٥ إِلَّا أَنَّ يَشُوعَ وَكالِبَ،‏ جَاسُوسَانِ مِنَ ٱلْجَوَاسِيسِ ٱلـ‍ ١٢،‏ كَانَا مُتَحَمِّسَيْنِ لِدُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ.‏ قَالَا عَنِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ:‏ «إِنَّهُمْ خُبْزٌ لَنَا.‏ قَدْ تَحَوَّلَ عَنْهُمْ ظِلُّ ٱلْحِمَايَةِ،‏ وَيَهْوَهُ مَعَنَا.‏ لَا تَخَافُوهُمْ».‏ (‏عدد ١٤:‏٩‏)‏ فَهَلْ كَانَ يَشُوعُ وَكَالِبُ مُتَفَائِلَيْنِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ؟‏ كَلَّا!‏ فَقَدْ سَبَقَا وَشَاهَدَا مَعَ بَاقِي ٱلْأُمَّةِ كَيْفَ أَذَلَّ يَهْوَه مِصْرَ ٱلْجَبَّارَةَ وَآلِهَتَهَا بِوَاسِطَةِ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلْعَشْرِ.‏ ثُمَّ رَأَيَا بِأُمِّ عُيُونِهِمَا كَيْفَ أَغْرَقَ يَهْوَه فِرْعَوْنَ وَقُوَّتَهُ ٱلْعَسْكَرِيَّةَ فِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ.‏ (‏مزمور ١٣٦:‏١٥‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ خَوْفَ ٱلْجَواسِيسِ ٱلْعَشَرَةِ وَٱلَّذِينَ تَأَثَّرُوا بِهِمْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَيُّ مُبَرِّرٍ.‏ قَالَ يَهْوَه:‏ «إِلَى مَتَى لَا يُؤْمِنُونَ بِي بِٱلرَّغْمِ مِنْ جَمِيعِ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي صَنَعْتُهَا فِي وَسْطِهِمْ؟‏».‏ —‏ عدد ١٤:‏١١‏.‏

٦ كَيْفَ تَرْتَبِطُ ٱلشَّجَاعَةُ بِٱلْإِيمَانِ،‏ وَكَيْفَ يُرَى ذلِكَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ؟‏

٦ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ بَلَغَ يَهْوَه صَمِيمَ ٱلْمُشْكِلَةِ:‏ إِنَّ جُبْنَ ٱلشَّعْبِ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ إِيمَانِهِمْ.‏ نَعَمِ،‏ ٱلْإِيمَانُ وَٱلشَّجَاعَةُ مُرْتَبِطَانِ مَعًا ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِحَيْثُ تَمَكَّنَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا مِنَ ٱلْكِتَابَةِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَخَيْرِهَا ٱلرُّوحِيِّ:‏ «هٰذِهِ هِيَ ٱلْغَلَبَةُ ٱلَّتِي غَلَبَتِ ٱلْعَالَمَ:‏ إِيمَانُنَا».‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٤‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُسَاهِمُ ٱلْإِيمَانُ ٱلَّذِي هُوَ كَإِيمَانِ يَشُوعَ وَكَالِبَ فِي دَفْعِ أَكْثَرَ مِنْ سِتَّةِ مَلَايِينِ شَاهِدٍ لِيَهْوَه —‏ صِغَارًا وَكِبَارًا،‏ أَقْوِيَاءَ وَضُعَفَاءَ —‏ إِلَى ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ وَلَمْ يَقْدِرْ أَيُّ عَدُوٍّ أَنْ يُسْكِتَ هذَا ٱلْجَيْشَ ٱلْبَاسِلَ ٱلْجَبَّارَ.‏ —‏ روما ٨:‏٣١‏.‏

لَا ‏‹تَتَرَاجَعْ›‏

٧ مَاذَا يَعْنِي ‹ٱلتَّرَاجُعُ›؟‏

٧ إِنَّ خُدَّامَ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ يَكْرِزُونَ بِٱلْبِشَارَةِ بِشَجَاعَةٍ لِأَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ تَمَامًا كَٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلَّذِي كَتَبَ:‏ «لَسْنَا مِمَّنْ يَتَرَاجَعُونَ لِلْهَلَاكِ،‏ بَلْ مِمَّنْ لَهُمْ إِيمَانٌ لِٱسْتِحْيَاءِ ٱلنَّفْسِ».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٣٩‏)‏ وَ ‹ٱلتَّرَاجُعُ› ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ بُولُسُ لَا يَعْنِي مُجَرَّدَ شُعُورٍ مُؤَقَّتٍ بِٱلْخَوْفِ،‏ لِأَنَّ كَثِيرِينَ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱنْتَابَهُمُ ٱلْخَوْفُ أَحْيَانًا.‏ (‏١ صموئيل ٢١:‏١٢؛‏ ١ ملوك ١٩:‏١-‏٤‏)‏ بَلْ يُشِيرُ إِلَى «ٱلِٱرْتِدَادِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ،‏ ٱلِٱنْسِحَابِ»،‏ وَ «ٱلتَّقَاعُسِ عَنِ ٱلتَّمَسُّكِ بِٱلْحَقِّ»،‏ كَمَا يُوضِحُ أَحَدُ قَوَامِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَيُضِيفُ ٱلْقَامُوسُ أَنَّ هذَا ٱلتَّعْبِيرَ قَدْ يَكُونُ مَجَازًا مُسْتَوْحًى مِنْ «إِنْزَالِ ٱلشِّرَاعِ وَتَخْفِيفِ ٱلسُّرْعَةِ» وَمُسْتَخْدَمًا فِي مَجَالِ خِدْمَةِ ٱللهِ.‏ طَبْعًا،‏ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ إِيمَانًا قَوِيًّا لَا يُفَكِّرُونَ فِي «تَخْفِيفِ ٱلسُّرْعَةِ» عِنْدَمَا تَنْشَأُ ٱلصُّعُوبَاتُ —‏ سَوَاءٌ كَانَتْ هذِهِ ٱلصُّعُوبَاتُ ٱضْطِهَادًا أَوْ مَرَضًا أَوْ أَيَّةَ مِحْنَةٍ أُخْرَى.‏ بَدَلًا مِنْ ذلِكَ،‏ إِنَّهُمْ يَجِدُّونَ فِي ٱلتَّقَدُّمِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه،‏ مُدْرِكِينَ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِهِمْ كَثِيرًا وَيَعْرِفُ حُدُودَهُمْ.‏ (‏مزمور ٥٥:‏٢٢؛‏ ١٠٣:‏١٤‏)‏ فَهَلْ لَدَيْكَ إِيمَانٌ كَهذَا؟‏

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كَيْفَ قَوَّى يَهْوَه إِيمَانَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِتَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا؟‏

٨ ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ شَعَرَ ٱلرُّسُلُ أَنَّهُ يَنْقُصُهُمُ ٱلْإِيمَانُ.‏ لِذلِكَ قَالُوا لِيَسُوعَ:‏ «زِدْنَا إِيمَانًا».‏ (‏لوقا ١٧:‏٥‏)‏ وَقَدِ ٱسْتُجِيبَ طَلَبُهُمُ ٱلْمُخْلِصُ هذَا،‏ خُصُوصًا يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م حِينَ حَلَّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ وَمَنَحَهُمْ فَهْمًا أَعْمَقَ لِكَلِمَةِ ٱللهِ وَقَصْدِهِ.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢٦؛‏ اعمال ٢:‏١-‏٤‏)‏ وَإِذْ قَوِيَ إِيمَانُهُمْ،‏ شَرَعُوا فِي حَمْلَةٍ كِرَازِيَّةٍ أَوْصَلُوا بِوَاسِطَتِهَا ٱلْبِشَارَةَ إِلَى «كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ» رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلَّتِي تَعَرَّضُوا لَهَا.‏ —‏ كولوسي ١:‏٢٣؛‏ اعمال ١:‏٨؛‏ ٢٨:‏٢٢‏.‏

٩ نَحْنُ أَيْضًا،‏ يَجِبُ أَنْ نَدْرُسَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَنُصَلِّيَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِكَيْ نُقَوِّيَ إِيمَانَنَا وَنَجِدَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ.‏ فَلَنْ نُنَمِّيَ ٱلْإِيمَانَ ٱلَّذِي يَبُثُّ فِينَا ٱلشَّجَاعَةَ ٱللَّازِمَةَ لِلِٱحْتِمَالِ وَٱلِٱنْتِصَارِ فِي حَرْبِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ إِلَّا إِذَا غَرَسْنَا كَلِمَةَ ٱللهِ فِي عَقْلِنَا وَقَلْبِنَا،‏ تَمَامًا كَمَا فَعَلَ يَشُوعُ وَكَالِبُ وَٱلتَّلَامِيذُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ.‏ —‏ روما ١٠:‏١٧‏.‏

اَلْإِيمَانُ بِوُجُودِ ٱللهِ لَا يَكْفِي

١٠ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟‏

١٠ كَمَا يُظْهِرُ مِثَالُ ٱلْمُحَافِظِينَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلْحَقِيقِيَّ ٱلَّذِي يُنْتِجُ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلِٱحْتِمَالَ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى مُجَرَّدِ ٱلْإِيمَانِ بِوُجُودِ ٱللهِ.‏ (‏يعقوب ٢:‏١٩‏)‏ فَهُوَ يَتَطَلَّبُ أَنْ نَتَعَرَّفَ بِشَخْصِيَّةِ يَهْوَه وَنَمْتَلِكَ ثِقَةً مُطْلَقَةً بِهِ.‏ (‏مزمور ٧٨:‏٥-‏٨؛‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَيَعْنِي أَيْضًا أَنْ نُؤْمِنَ بِكُلِّ قَلْبِنَا أَنَّ ٱتِّبَاعَ شَرَائِعِهِ وَمَبَادِئِهِ هُوَ لِمَصْلَحَتِنَا.‏ (‏اشعيا ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ كَمَا يَشْمُلُ أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ مِنْ أَنَّ يَهْوَه سَيُتَمِّمُ كُلَّ وُعُودِهِ وَأَنَّهُ «يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ».‏ —‏ عبرانيين ١١:‏١،‏ ٦؛‏ اشعيا ٥٥:‏١١‏.‏

١١ كَيْفَ بُورِكَ يَشُوعُ وَكَالِبُ عَلَى إِيمَانِهِمَا وَشَجَاعَتِهِمَا؟‏

١١ وَهذَا ٱلْإِيمَانُ يَنْمُو حِينَ نُطَبِّقُ ٱلْحَقَّ،‏ ‹نَذُوقُ› ٱلْفَوَائِدَ،‏ نَرَى ٱسْتِجَابَةَ صَلَوَاتِنَا،‏ وَنَلْمُسُ بِطَرَائِقَ أُخْرَى إِرْشَادَ يَهْوَه فِي حَيَاتِنَا.‏ (‏مزمور ٣٤:‏٨؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ إِيمَانَ يَشُوعَ وَكَالِبَ ٱزْدَادَ عِنْدَمَا ذَاقَا مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ.‏ (‏يشوع ٢٣:‏١٤‏)‏ فَقَدْ بَقِيَا عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ بَعْدَ ٱلرِّحْلَةِ ٱلَّتِي دَامَتْ ٤٠ سَنَةً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ،‏ تَمَامًا كَمَا وَعَدَهُمَا ٱللهُ.‏ (‏عدد ١٤:‏٢٧-‏٣٠؛‏ ٣٢:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وَكَانَ لَهُمَا دَوْرٌ بَارِزٌ فِي ٱلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى كَنْعَانَ خِلَالَ سِتِّ سَنَوَاتٍ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ أُنْعِمَ عَلَيْهِمَا بِحَيَاةٍ مَدِيدَةٍ وَصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ،‏ حَتَّى إِنَّهُمَا نَالَا مِيرَاثَهُمَا مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ يَهْوَه يُكَافِئُ بِسَخَاءٍ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ بِأَمَانَةٍ وَشَجَاعَةٍ.‏ —‏ يشوع ١٤:‏٦،‏ ٩-‏١٤؛‏ ١٩:‏٤٩،‏ ٥٠؛‏ ٢٤:‏٢٩‏.‏

١٢ كَيْفَ ‹يُعَظِّمُ يَهْوَه قَوْلَهُ›؟‏

١٢ يُذَكِّرُنَا ٱللُّطْفُ ٱلْحُبِّيُّ ٱلَّذِي أَظْهَرَهُ ٱللهُ لِيَشُوعَ وَكَالِبَ بِكَلِمَاتِ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «عَظَّمْتَ قَوْلَك عَلَى كُلِّ ٱسْمِكَ».‏ (‏مزمور ١٣٨:‏٢‏)‏ فَعِنْدَمَا يَسْتَخْدِمُ يَهْوَه ٱسْمَهُ كَضَمَانَةٍ لِإِتْمَامِ وَعْدٍ مَا،‏ ‹يَتَعَظَّمُ› إِتْمَامُ هذَا ٱلْوَعْدِ بِمَعْنَى أَنَّهُ يَفُوقُ جِدًّا كُلَّ مَا نَتَخَيَّلُ.‏ (‏افسس ٣:‏٢٠‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ يَهْوَه لَا يُخَيِّبُ أَمَلَ ٱلَّذِينَ ‹يَتَلَذَّذُونَ› بِهِ.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٣،‏ ٤‏.‏

رَجُلٌ «أَرْضَى ٱللهَ»‏

١٣،‏ ١٤ لِمَاذَا كَانَ أَخْنُوخُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ؟‏

١٣ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي مِثَالٍ رَسَمَهُ شَاهِدٌ آخَرُ عَاشَ فِي أَزْمِنَةِ مَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَهذَا ٱلشَّاهِدُ هُوَ أَخْنُوخُ.‏ فَحَتَّى قَبْلَمَا ٱبْتَدَأَ أَخْنُوخُ بِٱلتَّنَبُّؤِ،‏ عَرَفَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ إِيمَانَهُ وَشَجَاعَتَهُ سَيَكُونَانِ عَلَى ٱلْمِحَكِّ.‏ كَيْفَ؟‏ لَقَدْ ذَكَرَ يَهْوَه فِي عَدْنٍ أَنَّهُ سَتَكُونُ هُنَالِكَ عَدَاوَةٌ،‏ أَوْ بُغْضٌ،‏ بَيْنَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱللهَ وَٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ وَعَرَفَ أَخْنُوخُ أَيْضًا أَنَّ هذَا ٱلْبُغْضَ نَشَأَ فِي فَجْرِ ٱلتَّارِيخِ حِينَ قَتَلَ قَايِينُ أَخَاهُ هَابِيلَ.‏ فَأَبُوهُمَا آدَمُ عَاشَ قُرَابَةَ ٣١٠ سَنَوَاتٍ بَعْدَ وِلَادَةِ أَخْنُوخَ.‏ —‏ تكوين ٥:‏٣-‏١٨‏.‏

١٤ رَغْمَ ذلِكَ،‏ «سَارَ أَخْنُوخُ [بِشَجَاعَةٍ] مَعَ ٱللهِ» وَدَانَ «ٱلْأُمُورَ ٱلْفَظِيعَةَ» ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا ٱلنَّاسُ عَلَى يَهْوَه.‏ (‏تكوين ٥:‏٢٢؛‏ يهوذا ١٤،‏ ١٥‏)‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هذَا ٱلْمَوْقِفَ ٱلشُّجَاعَ إِلَى جَانِبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ جَلَبَ لَهُ أَعْدَاءً كُثْرًا،‏ مِمَّا عَرَّضَ حَيَاتَهُ لِلْخَطَرِ.‏ وَهذَا مَا دَفَعَ يَهْوَه آنَذَاكَ إِلَى تَجْنِيبِ نَبِيِّهِ أَوْجَاعَ ٱلْمَوْتِ.‏ فَبَعْدَمَا كَشَفَ لَهُ يَهْوَه أَنَّهُ ‹أَرْضَاهُ›،‏ ‹نَقَلَهُ› مِنَ ٱلْحَيَاةِ إِلَى ٱلْمَوْتِ،‏ رُبَّمَا خِلَالَ غَيْبُوبَةٍ نَالَ فِيهَا رُؤْيَا.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٥،‏ ١٣؛‏ تكوين ٥:‏٢٤‏.‏

١٥ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ أَخْنُوخُ لِخُدَّامِ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ؟‏

١٥ بَعْدَمَا تَحَدَّثَ بُولُسُ عَنِ ٱنْتِقَالِ أَخْنُوخَ،‏ شَدَّدَ مَرَّةً أُخْرَى عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْإِيمَانِ قَائِلًا إِنَّهُ ‹بِدُونِ إِيمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاءُ› ٱللهِ.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ نَعَمْ،‏ مَنَحَ ٱلْإِيمَانُ أَخْنُوخَ ٱلشَّجَاعَةَ لِيَسِيرَ مَعَ يَهْوَه وَيُعْلِنَ دَيْنُونَتَهُ عَلَى عَالَمٍ أَثِيمٍ.‏ وَهُوَ خَيْرُ مِثَالٍ لَنَا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَلَدَيْنَا عَمَلٌ مُمَاثِلٌ لِعَمَلِهِ لِنَقُومَ بِهِ فِي عَالَمٍ مُقَاوِمٍ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَمَلْآنٍ بِشَتَّى أَنْوَاعِ ٱلشُّرُورِ.‏ —‏ مزمور ٩٢:‏٧؛‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ رؤيا ١٢:‏١٧‏.‏

اَلشَّجَاعَةُ تَنْبَعُ مِنَ ٱلتَّقْوَى

١٦،‏ ١٧ مَنْ كَانَ عُوبَدْيَا،‏ وَفِي أَيِّ مُحِيطٍ كَانَ يَعِيشُ؟‏

١٦ إِلَى جَانِبِ ٱلْإِيمَانِ،‏ هُنَالِكَ صِفَةٌ أُخْرَى تُوَلِّدُ ٱلشَّجَاعَةَ.‏ إِنَّهَا ٱلْخَوْفُ ٱلتَّوْقِيرِيُّ مِنَ ٱللهِ.‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ بَارِزٍ لِرَجُلٍ خَائِفٍ للهِ كَانَ يَعِيشُ فِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا وَٱلْمَلِكِ أَخْآبَ.‏ وَقَدْ حَكَمَ أَخْآبُ عَلَى مَمْلَكَةِ إِسْرَائِيلَ ٱلشَّمَالِيَّةِ حَيْثُ تَفَشَّتْ عِبَادَةُ ٱلْبَعْلِ بِشَكْلٍ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ.‏ وَكَانَ أَنْبِيَاءُ ٱلْبَعْلِ ٱلْأَرْبَعُ مِئَةٍ وَٱلْخَمْسُونَ وَأَنْبِيَاءُ ٱلسَّارِيَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْأَرْبَعُ مِئَةٍ «يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابِلَ».‏ —‏ ١ ملوك ١٦:‏٣٠-‏٣٣؛‏ ١٨:‏١٩‏.‏

١٧ وَبِمَا أَنَّ إِيزَابِلَ كَانَتْ عَدُوَّةً لَدُودَةً لِيَهْوَه،‏ فَقَدْ حَاوَلَتِ ٱسْتِئْصَالَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏ لِذلِكَ قَتَلَتْ بَعْضَ أَنْبِيَاءِ يَهْوَه،‏ حَتَّى إِنَّهَا حَاوَلَتْ قَتْلَ إِيلِيَّا.‏ لكِنَّهُ عَبَرَ ٱلْأُرْدُنَّ هَرَبًا مِنْهَا كَمَا أَوْصَاهُ ٱللهُ.‏ (‏١ ملوك ١٧:‏١-‏٣؛‏ ١٨:‏١٣‏)‏ فَهَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ كُنْتَ سَتَسْتَصْعِبُ تَأْيِيدَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ لَوْ كُنْتَ عَائِشًا فِي ٱلْمَمْلَكَةِ ٱلشَّمَالِيَّةِ فِي ذلِكَ ٱلزَّمَنِ؟‏ وَٱلْأَسْوَأُ مِنْ ذلِكَ،‏ مَاذَا لَوْ كُنْتَ تَعْمَلُ فِي ٱلْبَلَاطِ ٱلْمَلَكِيِّ؟‏ هذَا كَانَ ٱلْمُحِيطَ ٱلَّذِي عَاشَ فِيهِ عُوبَدْيَا ٱلْخَائِفُ ٱللهِ،‏ * ٱلْوَكِيلُ ٱلَّذِي كَانَ عَلَى بَيْتِ أَخْآبَ.‏ —‏ ١ ملوك ١٨:‏٣‏.‏

١٨ مَاذَا جَعَلَ عُوبَدْيَا خَادِمًا لِيَهْوَه يَنْدُرُ مَثِيلُهُ؟‏

١٨ لَا شَكَّ أَنَّ عُوبَدْيَا كَانَ حَذِرًا وَفَطِينًا فِي عِبَادَتِهِ لِيَهْوَه.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ لَمْ يُسَايِرْ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِهِ.‏ تُخْبِرُنَا ١ ملوك ١٨:‏٣‏:‏ «كَانَ عُوبَدْيَا يَخَافُ يَهْوَهَ جِدًّا».‏ نَعَمْ،‏ كَانَ خَوْفُ عُوبَدْيَا مِنَ ٱللهِ يَنْدُرُ مَثِيلُهُ.‏ وَهذَا ٱلْخَوْفُ ٱلسَّلِيمُ جَعَلَهُ يَتَحَلَّى بِشَجَاعَةٍ بَارِزَةٍ أَظْهَرَهَا فَوْرًا بَعْدَمَا قَتَلَتْ إِيزَابِلُ أَنْبِيَاءَ يَهْوَه.‏

١٩ أَيُّ أَمْرٍ قَامَ بِهِ عُوبَدْيَا يَدُلُّ عَلَى شَجَاعَتِهِ؟‏

١٩ نَقْرَأُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ:‏ «كَانَ لَمَّا قَطَعَتْ إِيزَابِلُ أَنْبِيَاءَ يَهْوَهَ أَنَّ عُوبَدْيَا أَخَذَ مِئَةَ نَبِيٍّ وَخَبَّأَهُمْ،‏ كُلَّ خَمْسِينَ فِي مَغَارَةٍ،‏ وَزَوَّدَهُمْ بِٱلْخُبْزِ وَٱلْمَاءِ».‏ (‏١ ملوك ١٨:‏٤‏)‏ كَمَا تَرَى،‏ كَانَ إِطْعَامُ مِئَةِ رَجُلٍ خُفْيَةً أَمْرًا مَحْفُوفًا بِٱلْمَخَاطِرِ.‏ فَلَمْ يَكُنْ عَلَى عُوبَدْيَا أَنْ يَحْتَرِسَ لِئَلَّا يَكْتَشِفَ أَخْآبُ وَإِيزَابِلُ أَمْرَهُ فَحَسْبُ،‏ بَلْ كَانَ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يَحْتَرِسَ مِنَ ٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلدَّجَّالِينَ ٱلـ‍ ٨٥٠ ٱلَّذِينَ يَتَرَدَّدُونَ إِلَى ٱلْقَصْرِ.‏ كَمَا أَنَّ عَبَدَةَ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلْكَثِيرِينَ ٱلَّذِينَ يَنْتَمُونَ إِلَى كُلِّ طَبَقَاتِ ٱلْمُجْتَمَعِ فِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُونُوا حَتْمًا لِيُوَفِّرُوا أَيَّةَ فُرْصَةٍ لِفَضْحِهِ،‏ وَذلِكَ سَعْيًا إِلَى نَيْلِ ٱسْتِحْسَانِ ٱلْمَلِكِ وَٱلْمَلِكَةِ.‏ وَلكِنْ عَلَى مَرْأًى مِنْ كُلِّ عَبَدَةِ ٱلْأَصْنَامِ هؤُلَاءِ،‏ ٱهْتَمَّ عُوبَدْيَا بِحَاجَاتِ أَنْبِيَاءِ يَهْوَه.‏ فَمَا أَقْوَى تَأْثِيرَ خَوْفِ ٱللهِ!‏

٢٠ كَيْفَ سَاعَدَتِ ٱلتَّقْوَى عُوبَدْيَا،‏ وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُهُ؟‏

٢٠ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَه حَمَى عُوبَدْيَا مِنْ أَعْدَائِهِ لِأَنَّهُ أَظْهَرَ ٱلشَّجَاعَةَ ٱلَّتِي تَنْبَعُ مِنَ ٱلتَّقْوَى.‏ تَقُولُ ٱلْأَمْثَالُ ٢٩:‏٢٥‏:‏ «اَلْخَوْفُ مِنَ ٱلنَّاسِ يَضَعُ شَرَكًا،‏ وَٱلْمُتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ يَنَالُ ٱلْحِمَايَةَ».‏ فَعُوبَدْيَا لَمْ يَكُنْ شَخْصًا فَوْقَ ٱلطَّبِيعَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ،‏ إِذْ إِنَّهُ خَافَ مِنْ أَنْ يُقْبَضَ عَلَيْهِ وَيُقْتَلَ،‏ تَمَامًا كَمَا نَخَافُ نَحْنُ.‏ (‏١ ملوك ١٨:‏٧-‏٩،‏ ١٢‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلتَّقْوَى بَثَّتْ فِيهِ ٱلشَّجَاعَةَ لِيَتَغَلَّبَ عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَمَلَّكَهُ.‏ وَهُوَ مِثَالٌ رَائِعٌ لَنَا جَمِيعًا،‏ وَخُصُوصًا لِلَّذِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَه حَتَّى لَوْ كَانَتْ حُرِّيَّتُهُمْ أَوْ حَيَاتُهُمْ مُعَرَّضَةً لِلْخَطَرِ.‏ (‏متى ٢٤:‏٩‏)‏ فَلْنَسْعَ جَمِيعًا إِلَى خِدْمَةِ يَهْوَه «بِتَقْوَى وَمَهَابَةٍ»!‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏٢٨‏.‏

٢١ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

٢١ لَيْسَ ٱلْإِيمَانُ وَٱلتَّقْوَى ٱلصِّفَتَيْنِ ٱلْوَحِيدَتَيْنِ ٱللَّتَيْنِ تُقَوِّيَانِ إِيمَانَنَا.‏ فَٱلْمَحَبَّةُ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ لَهَا قُوَّةٌ أَكْبَرُ.‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «اَللهُ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ جُبْنٍ،‏ بَلْ رُوحَ قُوَّةٍ وَمَحَبَّةٍ وَرَزَانَةٍ».‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏٧‏)‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْمَحَبَّةِ أَنْ تُسَاعِدَنَا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَه بِشَجَاعَةٍ خِلَالَ هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلْحَرِجَةِ.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 17‏ لَيْسَ ٱلنَّبِيَّ عُوبَدْيَا.‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا؟‏

‏• مَاذَا سَاعَدَ يَشُوعَ وَكَالِبَ عَلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلشَّجَاعَةِ؟‏

‏• مَاذَا يَشْمُلُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟‏

‏• لِمَاذَا كَانَ أَخْنُوخُ شُجَاعًا فِي إِعْلَانِ رِسَالَةِ دَيْنُونَةِ ٱللهِ؟‏

‏• كَيْفَ تُوَلِّدُ ٱلتَّقْوَى ٱلشَّجَاعَةَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحتين ١٦ و ١٧]‏

أَوْصَى يَهْوَه يَشُوعَ:‏ «تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ»‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

اِهْتَمَّ عُوبَدْيَا بِأَنْبِيَاءِ ٱللهِ وَحَمَاهُمْ

‏[الصور في الصفحة ١٩]‏

تَكَلَّمَ أَخْنُوخُ بِجُرْأَةٍ بِكَلِمَةِ ٱللهِ