الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

المحبة توطِّد الشجاعة

المحبة توطِّد الشجاعة

اَلْمَحَبَّةُ تُوَطِّدُ ٱلشَّجَاعَةَ

‏«اَللهُ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ جُبْنٍ،‏ بَلْ رُوحَ قُوَّةٍ وَمَحَبَّةٍ وَرَزَانَةٍ».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٧‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ صِفَةٍ تَدْفَعُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْبَشَرَ إِلَى إِظْهَارِهَا؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا كَانَتْ شَجَاعَةُ يَسُوعَ فَرِيدَةً مِنْ نَوْعِهَا؟‏

قُرْبَ بَلْدَةٍ عَلَى ٱلسَّاحِلِ ٱلشَّرْقِيِّ لِأُوسْتْرَالْيَا،‏ كَانَ عَرُوسَانِ يَقُومَانِ بِٱلْغَطْسِ تَحْتَ ٱلْمَاءِ.‏ وَفِيمَا كَانَا عَلَى وَشْكِ ٱلْوُصُولِ إِلَى ٱلسَّطْحِ،‏ ٱنْدَفَعَ قِرْشٌ أَبْيَضُ نَحْوَ ٱلْمَرْأَةِ.‏ وَبِحَرَكَةٍ بُطُولِيَّةٍ،‏ دَفَعَ ٱلرَّجُلُ زَوْجَتَهُ جَانِبًا تَارِكًا نَفْسَهُ فَرِيسَةً لِلْقِرْشِ.‏ عَبَّرَتْ أَرْمَلَتُهُ فِي ٱلْمَأْتَمِ قَائِلَةً:‏ «لَقَدْ ضَحَّى بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجْلِي».‏

٢ نَعَمْ،‏ تَدْفَعُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْبَشَرَ إِلَى إِظْهَارِ شَجَاعَةٍ مُمَيَّزَةٍ.‏ فَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ قَالَ:‏ «لَيْسَ لِأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هٰذِهِ:‏ أَنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَنْ أَصْدِقَائِهِ».‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٣‏)‏ وَبَعْدَ أَقَلَّ مِنْ ٢٤ سَاعَةً مِنْ قَوْلِهِ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ بَذَلَ حَيَاتَهُ عَنْ كُلِّ ٱلْبَشَرِ وَلَيْسَ عَنْ شَخْصٍ وَاحِدٍ فَقَطْ.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ وَتَضْحِيَةُ يَسُوعَ بِحَيَاتِهِ لَمْ تَكُنْ عَمَلًا بُطُولِيًّا وَلِيدَ سَاعَتِهِ.‏ فَقَدْ عَرَفَ مُسْبَقًا أَنَّهُ سَيُسْخَرُ مِنْهُ،‏ يُعَامَلُ مُعَامَلَةً سَيِّئَةً،‏ يُحْكَمُ عَلَيْهِ ظُلْمًا،‏ وَيُعْدَمُ عَلَى خَشَبَةِ آلَامٍ.‏ حَتَّى إِنَّهُ أَعَدَّ تَلَامِيذَهُ لِهذَا ٱلْأَمْرِ قَائِلًا:‏ «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ وَٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ سَيُسَلَّمُ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَإِلَى ٱلْكَتَبَةِ،‏ فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ،‏ فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ».‏ —‏ مرقس ١٠:‏٣٣،‏ ٣٤‏.‏

٣ مَاذَا سَاعَدَ يَسُوعَ عَلَى إِظْهَارِ شَجَاعَةٍ كَبِيرَةٍ؟‏

٣ وَمَاذَا سَاعَدَ يَسُوعَ عَلَى إِظْهَارِ هذِهِ ٱلشَّجَاعَةِ ٱلْخَارِقَةِ؟‏ لَقَدْ لَعِبَ ٱلْإِيمَانُ وَٱلتَّقْوَى دَوْرًا بَارِزًا.‏ (‏عبرانيين ٥:‏٧؛‏ ١٢:‏٢‏)‏ لكِنَّ ٱلصِّفَةَ ٱلْأَهَمَّ ٱلَّتِي نَبَعَتْ مِنْهَا شَجَاعَتُهُ هِيَ مَحَبَّتُهُ للهِ وَرُفَقَائِهِ ٱلْبَشَرِ.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ سَنَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْإِعْرَابِ عَنْ شَجَاعَةٍ كَشَجَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ إِذَا ٱمْتَلَكْنَا ٱلْمَحَبَّةَ إِلَى جَانِبِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّقْوَى.‏ (‏افسس ٥:‏٢‏)‏ فَكَيْفَ نُنَمِّي مَحَبَّةً كَهذِهِ؟‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ يَجِبُ أَنْ نَعْرِفَ مَصْدَرَ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏

‏«اَلْمَحَبَّةُ هِيَ مِنَ ٱللهِ»‏

٤ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَهْوَه هُوَ مَصْدَرُ ٱلْمَحَبَّةِ؟‏

٤ يَهْوَه هُوَ مُجَسَّمُ ٱلْمَحَبَّةِ وَمَصْدَرُهَا عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ لِنَسْتَمِرَّ فِي مَحَبَّةِ بَعْضِنَا بَعْضًا،‏ لِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ ٱللهِ،‏ وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَهُوَ مَوْلُودٌ مِنَ ٱللهِ وَيُحْرِزُ ٱلْمَعْرِفَةَ عَنِ ٱللهِ.‏ وَمَنْ لَا يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ ٱللهَ،‏ لِأَنَّ ٱللهَ مَحَبَّةٌ».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَبِإِمْكَانِ ٱلْمَرْءِ أَنْ يُنَمِّيَ مَحَبَّةً كَمَحَبَّةِ ٱللهِ بِٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَه مِنْ خِلَالِ نَيْلِهِ مَعْرِفَةً دَقَيقَةً وَتَطْبِيقِهِ هذِهِ ٱلْمَعْرِفَةَ بِطَاعَةٍ قَلْبِيَّةٍ.‏ —‏ فيلبي ١:‏٩؛‏ يعقوب ٤:‏٨؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

٥،‏ ٦ مَاذَا سَاعَدَ أَتْبَاعَ يَسُوعَ ٱلْأَوَّلِينَ عَلَى تَنْمِيَةِ مَحَبَّةٍ شَبِيهَةٍ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ؟‏

٥ أَظْهَرَ يَسُوعُ فِي صَلَاتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ مَعَ رُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلـ‍ ١١ ٱلْعَلَاقَةَ بَيْنَ مَعْرِفَةِ ٱللهِ وَٱلنُّمُوِّ فِي ٱلْمَحَبَّةِ.‏ قَالَ:‏ «عَرَّفْتُهُمْ بِٱسْمِكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ بِهِ،‏ لِتَكُونَ فِيهِمِ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي أَحْبَبْتَنِي بِهَا وَأَكُونَ أَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِمْ».‏ (‏يوحنا ١٧:‏٢٦‏)‏ فَقَدْ سَاعَدَ تَلَامِيذَهُ عَلَى تَنْمِيَةِ مَحَبَّةٍ كَتِلْكَ ٱلَّتِي تَرْبِطُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ،‏ وَذلِكَ حِينَ عَكَسَ قَوْلًا وَعَمَلًا مَا يُمَثِّلُهُ ٱسْمُ ٱللهِ —‏ أَيْ صِفَاتِ ٱللهِ ٱلرَّائِعَةَ.‏ وَهكَذَا تَمَكَّنَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْقَوْلِ:‏ «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا».‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١٧:‏٨‏.‏

٦ وَٱلْمَحَبَّةُ ٱلشَّبِيهَةُ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ هِيَ مِنْ نِتَاجِ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢‏)‏ فَعِنْدَمَا نَالَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ لَمْ يَتَذَكَّرُوا مَا عَلَّمَهُمْ إِيَّاهُ يَسُوعُ فَحَسْبُ،‏ بَلْ فَهِمُوا بِشَكْلٍ أَكْمَلَ أَيْضًا مَعْنَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هذَا ٱلْفَهْمَ ٱلْأَعْمَقَ قَوَّى مَحَبَّتَهُمْ للهِ.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢٦؛‏ ١٥:‏٢٦‏)‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ كَرَزُوا بِٱلْبِشَارَةِ بِجُرْأَةٍ وَغَيْرَةٍ رَغْمَ أَنَّ حَيَاتَهُمْ كَانَتْ مُعَرَّضَةً لِلْخَطَرِ.‏ —‏ اعمال ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

اَلْإِعْرَابُ بِشَكْلٍ عَمَلِيٍّ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْمَحَبَّةِ

٧ مَاذَا ٱضْطُرَّ بُولُسُ وَبَرْنَابَا إِلَى ٱحْتِمَالِهِ فِي رِحْلَتِهِمَا ٱلْإِرْسَالِيَّةِ؟‏

٧ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «اَللهُ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ جُبْنٍ،‏ بَلْ رُوحَ قُوَّةٍ وَمَحَبَّةٍ وَرَزَانَةٍ».‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏٧‏)‏ وَبُولُسُ كَانَ يَتَكَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِهِ ٱلشَّخْصِيِّ.‏ تَأَمَّلْ فِي مَا عَانَاهُ هُوَ وَبَرْنَابَا فِي رِحْلَتِهِمَا ٱلْإِرْسَالِيَّةِ.‏ فَقَدْ كَرَزَا فِي عَدَدٍ مِنَ ٱلْمُدُنِ،‏ بِمَا فِيهَا أَنْطَاكِيَةُ وَإِيقُونِيَةُ وَلِسْتَرَةُ.‏ وَفِي كُلٍّ مِنْ هذِهِ ٱلْمُدُنِ،‏ صَارَ ٱلْبَعْضُ مُؤْمِنِينَ فِي حِينِ أَنَّ آخَرِينَ كَانُوا مُقَاوِمِينَ عِدَائِيِّينَ.‏ (‏اعمال ١٣:‏٢،‏ ١٤،‏ ٤٥،‏ ٥٠؛‏ ١٤:‏١،‏ ٥‏)‏ حَتَّى إِنَّ رُعَاعًا مُهْتَاجِينَ فِي لِسْتَرَةَ رَجَمُوا بُولُسَ وَتَرَكُوهُ،‏ ظَانِّينَ أَنَّهُ مَاتَ.‏ لكِنَّ ٱلرِّوَايَةَ تَقُولُ:‏ «لَمَّا أَحَاطَ بِهِ ٱلتَّلَامِيذُ،‏ قَامَ وَدَخَلَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ.‏ وَفِي ٱلْغَدِ مَضَى مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دِرْبَةَ».‏ —‏ اعمال ١٤:‏٦،‏ ١٩،‏ ٢٠‏.‏

٨ كَيْفَ عَكَسَتِ ٱلشَّجَاعَةُ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا بُولُسُ وَبَرْنَابَا مَحَبَّتَهُمَا ٱلْعَمِيقَةَ لِلنَّاسِ؟‏

٨ وَهَلْ مُحَاوَلَةُ ٱلْقَتْلِ هذِهِ أَخَافَتْ بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَجَعَلَتْهُمَا يَتَوَقَّفَانِ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ.‏ فَبَعْدَمَا «تَلْمَذَا كَثِيرِينَ» فِي دِرْبَةَ،‏ «عَادَا إِلَى لِسْتَرَةَ فَإِيقُونِيَةَ فَأَنْطَاكِيَةَ».‏ لِمَاذَا؟‏ لِكَيْ يُشَجِّعَا ٱلْجُدُدَ أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْإِيمَانِ.‏ قَالَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا:‏ «بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ لَا بُدَّ أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللهِ».‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ شَجَاعَتَهُمَا نَبَعَتْ مِنْ مَحَبَّتِهِمَا ٱلْعَمِيقَةِ ‹لِخِرَافِ ٱلْمَسِيحِ ٱلصَّغِيرَةِ›.‏ (‏اعمال ١٤:‏٢١-‏٢٣؛‏ يوحنا ٢١:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَبَعْدَمَا عَيَّنَا شُيُوخًا فِي كُلٍّ مِنَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمُشَكَّلَةِ حَدِيثًا،‏ صَلَّيَا و «ٱسْتَوْدَعَاهُمْ يَهْوَهَ ٱلَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ».‏

٩ كَيْفَ تَجَاوَبَ شُيُوخُ أَفَسُسَ مَعَ مَحَبَّةِ بُولُسَ لَهُمْ؟‏

٩ كَانَ بُولُسُ شَخْصًا مُحِبًّا وَشُجَاعًا حَتَّى أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ أَكَنُّوا لَهُ مَحَبَّةً كَبِيرَةً.‏ تَذَكَّرْ مَا جَرَى فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ ٱلَّذِي عَقَدَهُ مَعَ شُيُوخِ أَفَسُسَ،‏ حَيْثُ كَانَ قَدْ أَمْضَى ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ وَوَاجَهَ مُقَاوَمَةً شَدِيدَةً.‏ (‏اعمال ٢٠:‏١٧-‏٣١‏)‏ فَبَعْدَمَا شَجَّعَهُمْ أَنْ يَرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِمْ،‏ جَثَا مَعَهُمْ وَصَلَّى.‏ ثُمَّ «كَانَ بُكَاءٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْجَمِيعِ،‏ وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ وَقَبَّلُوهُ،‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُتَوَجِّعِينَ خُصُوصًا مِنَ ٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا:‏ إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ بَعْدُ».‏ فَمَا أَشَدَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَكَنَّهَا هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ لِبُولُسَ!‏ وَعِنْدَمَا أَتَى وَقْتُ ٱلرَّحِيلِ،‏ ٱضْطُرَّ بُولُسُ وَرِفَاقُهُ فِي ٱلسَّفَرِ أَنْ ‹يَنْسَلِخُوا› لِأَنَّ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمَحَلِيِّينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَدَعُوهُمْ يَذْهَبُونَ.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٦–‏٢١:‏١‏.‏

١٠ كَيْفَ يُعْرِبُ شُهُودُ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلشَّجَاعَةِ؟‏

١٠ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُبَادَلُ ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَائِلُونَ وَشُيُوخُ ٱلْجَمَاعَةِ وَكَثِيرُونَ غَيْرُهُمْ بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلشَّدِيدَةِ لِأَنَّهُمْ يُظْهِرُونَ ٱلْمَحَبَّةَ لِخِرَافِ يَهْوَه.‏ مَثَلًا،‏ فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي تُمَزِّقُهَا ٱلْحَرْبُ ٱلْأَهْلِيَّةُ أَوِ ٱلَّتِي يُحْظَرُ فِيهَا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ،‏ يُعَرِّضُ ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَائِلُونَ وَزَوْجَاتُهُمْ حَيَاتَهُمْ وَحُرِّيَّتَهُمْ لِلْخَطَرِ لِيَزُورُوا ٱلْجَمَاعَاتِ.‏ وَيُقَاسِي أَيْضًا شُهُودٌ كَثِيرُونَ عَلَى أَيْدِي ٱلْحُكَّامِ ٱلْعِدَائِيِّينَ وَأَتْبَاعِهِمْ لِأَنَّهُمْ يَأْبَوْنَ خِيَانَةَ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَوِ ٱلْكَشْفَ عَنِ ٱلْمَصْدَرِ ٱلَّذِي يَأْخُذُونَ مِنْهُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ.‏ كَمَا أَنَّ آلَافًا آخَرِينَ يُضْطَهَدُونَ،‏ يُعَذَّبُونَ،‏ أَوْ حَتَّى يُقْتَلُونَ لِأَنَّهُمْ يَرْفُضُونَ ٱلتَّوَقُّفَ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ بَٱلْبِشَارَةِ أَوْ مُعَاشَرَةِ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ فَلْنَقْتَدِ بِإِيمَانِ وَمَحَبَّةِ هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلشُّجْعَانِ!‏ —‏ ١ تسالونيكي ١:‏٦‏.‏

لَا تَدَعْ مَحَبَّتَكَ تَبْرُدُ

١١ بِأَيَّةِ طَرِيقَتَيْنِ يَشُنُّ ٱلشَّيْطَانُ حَرْبًا رُوحِيَّةً عَلَى خُدَّامِ يَهْوَه،‏ مِمَّا يَسْتَدْعِي أَيَّ أَمْرٍ مِنْ جِهَتِهِمْ؟‏

١١ عِنْدَمَا طُرِحَ ٱلشَّيْطَانُ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ كَانَ عَاقِدَ ٱلْعَزْمِ أَنْ يَصُبَّ جَامَ غَضَبِهِ عَلَى خُدَّامِ يَهْوَه لِأَنَّهُمْ «يَحْفَظُونَ وَصَايَا ٱللهِ [وَيَشْهَدُونَ] لِيَسُوعَ».‏ (‏رؤيا ١٢:‏٩،‏ ١٧‏)‏ وَأَحَدُ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱلشَّيْطَانُ هُوَ ٱلِٱضْطِهَادُ.‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلْإِسْتْرَاتِيجِيَّةَ غَالِبًا مَا تَرْتَدُّ عَلَى صَاحِبِهَا لِأَنَّهَا تُقَرِّبُ شَعْبَ ٱللهِ وَاحِدَهُمْ إِلَى ٱلْآخَرِ وَتُقَوِّي أَوَاصِرَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بَيْنَهُمْ وَتَدْفَعُ كَثِيرِينَ مِنْهُمْ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ غَيْرَةٍ أَكْبَرَ.‏ وَٱلْأُسْلُوبُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُهُ ٱلشَّيْطَانُ هُوَ ٱلْإِغْرَاءُ بِأُمُورٍ تَرُوقُ ٱلْمُيُولَ ٱلْبَشَرِيَّةَ ٱلْخَاطِئَةَ.‏ وَٱلتَّغَلُّبُ عَلَى هذِهِ ٱلْحِيلَةِ يَتَطَلَّبُ نَوْعًا مُخْتَلِفًا مِنَ ٱلشَّجَاعَةِ لِأَنَّ ٱلصِّرَاعَ ٱلَّذِي نَخُوضُهُ دَاخِلِيٌّ،‏ صِرَاعٌ ضِدَّ ٱلرَّغَبَاتِ غَيْرِ ٱللَّائِقَةِ فِي قَلْبِنَا ‹ٱلْغَادِرِ ٱلَّذِي يَسْتَمِيتُ إِلَى غَايَتِهِ›.‏ —‏ ارميا ١٧:‏٩؛‏ يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

١٢ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ «رُوحَ ٱلْعَالَمِ» فِي مُحَاوَلَاتِهِ لِجَعْلِ مَحَبَّتِنَا للهِ تَخْبُو؟‏

١٢ يَحْمِلُ ٱلشَّيْطَانُ فِي جَعْبَتِهِ سِلَاحًا فَتَّاكًا آخَرَ:‏ «رُوحَ ٱلْعَالَمِ»،‏ ٱلدَّافِعَ أَوِ ٱلْمَيْلَ ٱلسَّائِدَ ٱلَّذِي يَتَنَاقَضُ تَمَامًا مَعَ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١٢‏)‏ وَرُوحُ ٱلْعَالَمِ يُرَوِّجُ «شَهْوَةَ ٱلْعُيُونِ»:‏ ٱلْجَشَعَ وَٱلْمَادِّيَّةَ.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٦؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلْمَادِّيَّةَ وَٱلْمَالَ لَيْسَتْ خَاطِئَةً بِحَدِّ ذَاتِهَا،‏ فَإِذَا حَلَّتْ مَحَبَّتُنَا لَهَا مَحَلَّ مَحَبَّتِنَا للهِ،‏ يَنْتَصِرُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَيْنَا.‏ وَتَكْمُنُ «سُلْطَةُ» —‏ أَوْ قُوَّةُ —‏ رُوحِ ٱلْعَالَمِ فِي أَنَّهُ يَرُوقُ جَسَدَنَا ٱلنَّاقِصَ،‏ يَتَسَلَّلُ إِلَيْنَا بِمَكْرٍ،‏ يُلَاحِقُنَا دُونَ هَوَادَةٍ،‏ وَيَنْتَشِرُ ٱنْتِشَارَ ٱلْهَوَاءِ.‏ فَلَا تَدَعْ رُوحَ ٱلْعَالَمِ يُفسِدُ قلبَك!‏ —‏ افسس ٢:‏٢،‏ ٣؛‏ امثال ٤:‏٢٣‏.‏

١٣ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُوضَعَ شَجَاعَتُنَا فِي فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ عَلَى ٱلْمِحَكِّ؟‏

١٣ لكِنَّ مُقَاوَمَةَ وَرَفْضَ رُوحِ ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ يَتَطَلَّبَانِ ٱلشَّجَاعَةَ فِي فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ.‏ مَثَلًا،‏ تَلْزَمُ ٱلشَّجَاعَةُ لِمُغَادَرَةِ ٱلْمَسْرَحِ أَوْ إِطْفَاءِ ٱلْكُمْبْيُوتَرِ أَوِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ عِنْدَمَا نَرَى مَشَاهِدَ أَوْ صُوَرًا إِبَاحِيَّةً.‏ وَٱلشَّجَاعَةُ أَيْضًا لَازِمَةٌ لِمُقَاوَمَةِ ضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ ٱلسَّلْبِيِّ وَٱلتَّوَقُّفِ عَنِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ.‏ كَمَا تَلْزَمُ ٱلشَّجَاعَةُ لِتَأْيِيدِ شَرَائِعِ وَمَبَادِئِ ٱللهِ فِي وَجْهِ ٱلِٱسْتِهْزَاءِ،‏ سَوَاءٌ كَانَ مِنْ رُفَقَاءِ ٱلْمَدْرَسَةِ أَوْ زُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْجِيرَانِ أَوِ ٱلْأَقْرِبَاءِ.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

١٤ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ إِذَا ٱكْتَشَفْنَا أَنَّ رُوحَ ٱلْعَالَمِ أَثَّرَ فِينَا؟‏

١٤ إِذًا،‏ كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نُرَسِّخَ مَحَبَّتَنَا للهِ وَلِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ!‏ خَصِّصِ ٱلْوَقْتَ لِفَحْصِ أَهْدَافِكَ وَطَرِيقَةِ حَيَاتِكَ لِكَيْ تَعْرِفَ هَلْ أَثَّرَ فِيكَ رُوحُ ٱلْعَالَمِ بِطَرِيقَةٍ مَا.‏ وَإِذَا ٱكْتَشَفْتَ أَنَّهُ أَثَّرَ فِيكَ،‏ وَلَوْ قَلِيلًا،‏ فَصَلِّ إِلَى يَهْوَه لِيَمْنَحَكَ ٱلشَّجَاعَةَ بُغْيَةَ ٱسْتِئْصَالِ هذَا ٱلتَّأْثِيرِ وَتَجَنُّبِهِ.‏ وَيَهْوَه لَنْ يَتَجَاهَلَ طِلْبَاتِكَ ٱلْمُخْلِصَةَ هذِهِ.‏ (‏مزمور ٥١:‏١٧‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ إِنَّ رُوحَ ٱللهِ أَقْوَى بِكَثِيرٍ مِنْ رُوحِ ٱلْعَالَمِ.‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏٤‏.‏

مُوَاجَهَةُ ٱلْمِحَنِ ٱلشَّخْصِيَّةِ بِشَجَاعَةٍ

١٥،‏ ١٦ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلشَّبِيهَةُ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ عَلَى تَخَطِّي ٱلْمِحَنِ ٱلشَّخْصِيَّةِ،‏ وَأَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ ذلِكَ؟‏

١٥ تَشْمُلُ ٱلصُّعُوبَاتُ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي يُضْطَرُّ خُدَّامُ يَهْوَه إِلَى مُجَابَهَتِهَا آثَارَ ٱلنَّقْصِ وَٱلشَّيْخُوخَةِ ٱلَّتِي غَالِبًا مَا تُؤَدِّي إِلَى ٱلْأَمْرَاضِ،‏ ٱلْإِعَاقَةِ،‏ ٱلْكَآبَةِ،‏ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ (‏روما ٨:‏٢٢‏)‏ وَٱلْمَحَبَّةُ ٱلشَّبِيهَةُ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَخَطِّي هذِهِ ٱلْمِحَنِ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ نَامَانْڠُولْوَا ٱلَّتِي تَرَعْرَعَتْ فِي عَائِلَةٍ مَسِيحِيَّةٍ فِي زَامْبيَا.‏ فَقَدْ أُصِيبَتْ بِإِعَاقَةٍ عِنْدَمَا كَانَتْ فِي ٱلثَّانِيَةِ مِنْ عُمْرِهَا.‏ تَقُولُ:‏ «كُنْتُ خَجُولَةً جِدًّا لِأَنِّي ٱعْتَقَدْتُ أَنَّ مَظْهَرِي سَيَصْدِمُ ٱلنَّاسَ حَوْلِي.‏ لكِنَّ إِخْوَتِي ٱلرُّوحِيِّينَ سَاعَدُونِي أَنْ أَرَى ٱلْأُمُورَ مِنْ زَاوِيَةٍ مُخْتَلِفَةٍ.‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ تَغَلَّبْتُ عَلَى خَجَلِي وَٱعْتَمَدْتُ بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ».‏

١٦ رَغْمَ أَنْ نَامَانْڠُولْوَا لَدَيْهَا كُرْسِيٌّ مُتَحَرِّكٌ،‏ كَثِيرًا مَا تُضْطَرُّ إِلَى ٱلسَّيْرِ عَلَى يَدَيْهَا وَرُكْبَتَيْهَا عِنْدَمَا تَكُونُ فِي طَرِيقٍ رَمْلِيٍّ وَسِخٍ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ فَهِيَ تَخْدُمُ كَفَاتِحَةٍ إِضَافِيَّةٍ شَهْرَيْنِ فِي ٱلسَّنَةِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ وَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ بَكَتْ إِحْدَى ٱلنِّسَاءِ عِنْدَمَا كَانَتْ نَامَانْڠُولْوَا تَشْهَدُ لَهَا.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهَا تَأَثَّرَتْ حِينَ رَأَتْ إِيمَانَهَا وَشَجَاعَتَهَا.‏ وَقَدْ بَارَكَهَا يَهْوَه بِسَخَاءٍ،‏ إِذِ ٱعْتَمَدَ خَمْسَةٌ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ تَدْرُسُ مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ كَمَا أَنَّ أَحَدَ ٱلَّذِينَ دَرَسَتْ مَعَهُمْ يَخْدُمُ ٱلْآنَ كَشَيْخٍ.‏ تَقُولُ نَامَانْڠُولْوُا:‏ «كَثِيرًا مَا أَشْعُرُ بِأَلَمٍ شَدِيدٍ فِي سَاقَيَّ،‏ لكِنَّنِي لَا أَسْمَحُ لِذلِكَ بِإِعَاقَتِي عَنْ خِدْمَتِي».‏ هذِهِ ٱلْأُخْتُ هِيَ مُجَرَّدُ شَاهِدَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ بَيْنِ شُهُودٍ كَثِيرِينَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ لَدَيْهِمْ جَسَدٌ وَاهِنٌ وَلكِنَّ رُوحَهُمْ مُتَّقِدَةٌ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِمْ للهِ وَلِقَرِيبِهِمْ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ هؤُلَاءِ هُمْ «نَفَائِسُ» فِي نَظَرِ يَهْوَه.‏ —‏ حجاي ٢:‏٧‏.‏

١٧،‏ ١٨ مَاذَا يُسَاعِدُ كَثِيرِينَ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلْمَرَضِ وَٱلْمِحَنِ ٱلْأُخْرَى؟‏ اُذْكُرُوا ٱخْتِبَارَاتٍ مَحَلِّيَّةً.‏

١٧ يُمْكِنُ لِلْمَرَضِ ٱلْمُزْمِنِ أَنْ يُسَبِّبَ لَنَا ٱلتَّثَبُّطَ،‏ لَا بَلِ ٱلْكَآبَةَ أَيْضًا.‏ يَقُولُ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ:‏ «فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلَّذِي أَحْضُرُهُ،‏ هُنَالِكَ أُخْتٌ مُصَابَةٌ بِٱلدَّاءِ ٱلسُّكَّرِيِّ وَٱلْقُصُورِ ٱلْكَلَوِيِّ،‏ وَتُعَانِي أُخْتٌ أُخْرَى مِنَ ٱلسَّرَطَانِ.‏ وَثَمَّةَ أُخْتَانِ لَدَيْهِمَا ٱلْتِهَابُ مَفَاصِلَ حَادٌّ،‏ وَأُخْتٌ أُخْرَى مُصَابَةٌ بِٱلذَّأَبِ وَٱلْأَلَمِ ٱلْعَضَلِيِّ ٱللِّيفِيِّ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ وَهؤُلَاءِ ٱلْأَخَوَاتُ يَشْعُرْنَ أَحْيَانًا بِٱلتَّثَبُّطِ،‏ لكِنَّهُنَّ لَا يُفَوِّتْنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ إِلَّا عِنْدَمَا يَشْتَدُّ عَلَيْهِنَّ ٱلْمَرَضُ أَوْ يَدْخُلْنَ إِلَى ٱلْمُسْتَشْفَى.‏ وَجَمِيعُهُنَّ يَشْتَرِكْنَ بِٱنْتِظَامٍ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ وَهُنَّ يُذَكِّرْنَنِي بِبُولُسَ ٱلَّذِي قَالَ:‏ ‹عِنْدَمَا أَكُونُ ضَعِيفًا،‏ فَحِينَئِذٍ أَكُونُ قَوِيًّا›.‏ أَنَا مُعْجَبٌ بِمَحَبَّتِهِنَّ وَشَجَاعَتِهِنَّ.‏ فَرُبَّمَا حَالَتُهُنَّ ٱلصِّحِّيَّةُ هِيَ مَا يَجْعَلُهُنَّ يُرَكِّزْنَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْأَهَمِّ فِي ٱلْحَيَاةِ».‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٢:‏١٠‏.‏

١٨ فَإِذَا كُنْتَ تُصَارِعُ ٱلْإِعَاقَةَ أَوِ ٱلْمَرَضَ أَوْ أَيَّةَ مُشْكِلَةٍ أُخْرَى،‏ ‹فَصَلِّ بِلَا ٱنْقِطَاعٍ› طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ لِكَيْلَا تَقَعَ ضَحِيَّةَ ٱلتَّثَبُّطِ.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤،‏ ١٧‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ سَتُعَانِي تَقَلُّبَاتٍ فِي ٱلْمَزَاجِ.‏ وَلكِنْ حَاوِلْ أَنْ تُرَكِّزَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْمُشَجِّعَةِ،‏ وَخُصُوصًا عَلَى رَجَاءِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلثَّمِينِ.‏ قَالَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ:‏ «خِدْمَةُ ٱلْحَقْلِ هِيَ بِمَثَابَةِ دَوَاءٍ لِي».‏ فَإِخْبَارُ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْبِشَارَةِ يُسَاعِدُهَا أَنْ تُحَافِظَ عَلَى نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ.‏

اَلْمَحَبَّةُ تُسَاعِدُ ٱلْخُطَاةَ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى يَهْوَه

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَ ٱلَّذِينَ ٱرْتَكَبُوا خَطَأً مَا لِيَسْتَجْمِعُوا ٱلْجُرْأَةَ لِكَيْ يَعُودُوا إِلَى يَهْوَه؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٩ إِنَّ كَثِيرِينَ مِمَّنْ ضَعُفُوا رُوحِيًّا أَوِ ٱرْتَكَبُوا خَطَأً مَا يَسْتَصْعِبُونَ ٱلْعَوْدَةَ إِلَى يَهْوَه.‏ لكِنَّ أَمْثَالَ هؤُلَاءِ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَجِدُوا ٱلشَّجَاعَةَ ٱللَّازِمَةَ إِذَا تَابُوا تَوْبَةً أَصِيلَةً وَأَضْرَمُوا مَحَبَّتَهُمْ للهِ مِنْ جَدِيدٍ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ مَارْيُو * ٱلَّذِي يَعِيشُ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ.‏ فَقَدْ تَرَكَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ،‏ صَارَ مُدْمِنًا عَلَى ٱلْكُحُولِ وَٱلْمُخَدِّرَاتِ،‏ وَبَعْدَ ٢٠ سَنَةً ٱنْتَهَى بِهِ ٱلْمَطَافُ إِلَى ٱلسِّجْنِ.‏ يَقُولُ:‏ «اِبْتَدَأْتُ أُفَكِّرُ مَلِيًّا فِي مُسْتَقْبَلِي وَأَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مُجَدَّدًا.‏ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ صِرْتُ أُقَدِّرُ صِفَاتِ يَهْوَه،‏ وَخُصُوصًا رَحْمَتَهُ ٱلَّتِي كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَطْلُبُهَا فِي صَلَاتِي.‏ بَعْدَ إِطْلَاقِ سَرَاحِي مِنَ ٱلسِّجْنِ،‏ تَجَنَّبْتُ عُشَرَائِي ٱلسَّابِقِينَ،‏ ذَهَبْتُ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ وَأُعِدْتُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ بَعْدَ فَتْرَةٍ.‏ وَرَغْمَ أَنَّنِي أَحْصُدُ ٱلْعَوَاقِبَ ٱلْجَسَدِيَّةَ لِمَا زَرَعْتُ،‏ فَعَلَى ٱلْأَقَلِّ لَدَيَّ ٱلْآنَ رَجَاءٌ رَائِعٌ.‏ فَكَمْ أَنَا شَاكِرٌ لِيَهْوَه عَلَى رَأْفَتِهِ وَغُفْرَانِهِ!‏».‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏٩-‏١٣؛‏ ١٣٠:‏٣،‏ ٤؛‏ غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨‏.‏

٢٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلَّذِينَ مَرُّوا بِٱخْتِبَارٍ مُمَاثِلٍ لِٱخْتِبَارِ مَارْيُو عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْمَلُوا جَاهِدِينَ لِلْعَوْدَةِ إِلَى يَهْوَه.‏ لكِنَّ مَحَبَّتَهُمُ ٱلَّتِي أَعَادُوا إِضْرَامَهَا مِنْ خِلَالِ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّأَمُّلِ سَتَمْنَحُهُمُ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلتَّصْمِيمَ ٱللَّازِمَيْنِ.‏ وَٱلْأَمْرُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي قَوَّى مَارْيُو هُوَ رَجَاءُ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَإِلَى جَانِبِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّقْوَى،‏ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجَاءِ تَأْثِيرٌ إِيجَابِيٌّ فِي حَيَاتِنَا.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَتَحَدَّثُ بِٱلتَّفْصِيلِ عَنْ هذِهِ ٱلْهِبَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلثَّمِينَةِ.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 19‏ جَرَى تَغْيِيرُ ٱلِٱسْمِ.‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا؟‏

‏• كَيْفَ سَاعَدَتِ ٱلْمَحَبَّةُ يَسُوعَ عَلَى إِظْهَارِ شَجَاعَةٍ مُمَيَّزَةٍ؟‏

‏• كَيْفَ مَنَحَتِ ٱلْمَحَبَّةُ لِلْإِخْوَةِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا شَجَاعَةً فَرِيدَةً مِنْ نَوْعِهَا؟‏

‏• بِأَيَّةِ وَسَائِلَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ جَعْلَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ تَخْبُو؟‏

‏• أَيَّةُ مِحَنٍ تَمْنَحُنَا ٱلْمَحَبَّةُ لِيَهْوَه ٱلشَّجَاعَةَ لِٱحْتِمَالِهَا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

مَحَبَّةُ بُولُسَ لِلنَّاسِ بَثَّتْ فِيهِ ٱلشَّجَاعَةَ عَلَى ٱلْمُثَابَرَةِ

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

اَلشَّجَاعَةُ لَازِمَةٌ لِتَأْيِيدِ مَقَايِيسِ ٱللهِ

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

نَامَانْڠُولْوَا سُوتُوتُو