الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«ايها الاولاد،‏ اطيعوا والديكم»‏

‏«ايها الاولاد،‏ اطيعوا والديكم»‏

‏«أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ،‏ أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ»‏

‏«أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ،‏ أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلرَّبِّ،‏ لِأَنَّ هٰذَا بِرٌّ».‏ —‏ افسس ٦:‏١‏.‏

١ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلطَّاعَةِ وَٱلتَّجَاوُبِ مَعَ ٱلتَّحْذِيرَاتِ أَنْ يَحْمِيَانَا؟‏

قَدْ نَكُونُ ٱلْآنَ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ بِسَبَبِ ٱلطَّاعَةِ وَٱلتَّجَاوُبِ مَعَ ٱلتَّحْذِيرَاتِ،‏ فِي حِينِ أَنَّ آخَرِينَ رُبَّمَا خَسِرُوا حَيَاتَهُمْ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا ذلِكَ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ مِنْ أَجْسَامِنَا ٱلَّتِي «صُنِعَتْ بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ .‏ .‏ .‏ ٱلْعَجَبَ».‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١٤‏)‏ لِنَفْرِضْ أَنَّنَا نَرَى غُيُومًا سَوْدَاءَ وَنَسْمَعُ ٱلرَّعْدَ وَنُحِسُّ بِأَنَّ شَعْرَنَا تَكَهْرَبَ.‏ إِذَا كُنَّا نَعْرِفُ ٱلْمَخَاطِرَ ٱلْمُحْتَمَلَةَ،‏ فَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَعْتَبِرُ هذِهِ ٱلْأُمُورَ تَحْذِيرَاتٍ تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْبَحْثِ عَنْ مَكَانٍ آمِنٍ لِلِٱخْتِبَاءِ فِيهِ مِنَ ٱلْعَاصِفَةِ ٱلْوَشِيكَةِ ٱلَّتِي يُرَافِقُهَا بَرْقٌ وَبَرَدٌ قَدْ يُعَرِّضَانِ حَيَاتَنَا لِلْخَطَرِ.‏

٢ لِمَاذَا يَحْتَاجُ ٱلْأَوْلَادُ إِلَى ٱلتَّحْذِيرَاتِ،‏ وَلِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُطِيعُوا وَالِدِيهِمْ؟‏

٢ يَحْتَاجُ ٱلْأَوْلَادُ إِلَى تَحْذِيرَاتٍ مِنَ ٱلْمَخَاطِرِ ٱلْمُحْتَمَلَةِ،‏ وَتُلْقَى عَلَى ٱلْوَالِدِينَ مَسْؤُولِيَّةُ إِعْطَاءِ هذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ.‏ فَقَدْ تَتَذَكَّرُ أَنَّ وَالِدَيْكَ قَالَا لَكَ:‏ «لَا تَضَعْ يَدَكَ عَلَى ٱلْفُرْنِ.‏ إِنَّهُ سَاخِنٌ جِدًّا».‏ «اِبْتَعِدْ عَنِ ٱلنَّهْرِ.‏ إِنَّهُ خَطِرٌ».‏ «تَطَلَّعْ يَمِينًا وَشِمَالًا قَبْلَ أَنْ تَقْطَعَ ٱلطَّرِيقَ».‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ بَعْضَ ٱلْأَوْلَادِ لَمْ يُطِيعُوا وَالِدِيهِمْ وَيَتَجَاوَبُوا مَعَ هذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ،‏ لِذلِكَ قُتِلُوا أَوْ جُرِحُوا.‏ وَٱلطَّاعَةُ لِوَالِدَيْكَ هِيَ «بِرٌّ»،‏ أَيْ شَيْءٌ صَائِبٌ وَلَائِقٌ،‏ كَمَا أَنَّهَا أَمْرٌ حَكِيمٌ.‏ (‏امثال ٨:‏٣٣‏)‏ وَتَقُولُ آيَةٌ أُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِنَّهَا أَمْرٌ «مَرْضِيٌّ جِدًّا» لَدَى رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يَأْمُرُكَ ٱللهُ بِأَنْ تُطِيعَ وَالِدَيْكَ.‏ —‏ كولوسي ٣:‏٢٠؛‏ ١ كورنثوس ٨:‏٦‏.‏

فَوَائِدُ ٱلطَّاعَةِ ٱلطَّوِيلَةُ ٱلْأَمَدِ

٣ مَا هِيَ «ٱلْحَيَاةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ» بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى مُعْظَمِنَا،‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأَوْلَادِ أَنْ يَنَالُوا هذِهِ ٱلْحَيَاةَ؟‏

٣ لَا تَحْمِي ٱلطَّاعَةُ لِوَالِدَيْكَ ‹حَيَاتَكَ ٱلْحَاضِرَةَ› فَحَسْبُ،‏ بَلْ تُمَكِّنُكَ أَيْضًا مِنْ نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ «ٱلْآتِيَةِ» ٱلَّتِي تُدْعَى «ٱلْحَيَاةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ».‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏٨؛‏ ٦:‏١٩‏)‏ وَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَى مُعْظَمِنَا،‏ ٱلْحَيَاةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي يَعِدُ بِهِ ٱللهُ ٱلَّذِينَ يَلْتَصِقُونَ بِوَصَايَاهُ بِأَمَانَةٍ.‏ تَقُولُ وَصِيَّةٌ مُهِمَّةٌ مِنْ هذِهِ ٱلْوَصَايَا:‏ «‹أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ›.‏ تِلْكَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ وَهُوَ:‏ ‹لِكَيْ يُحَالِفَكَ ٱلتَّوْفِيقُ وَيَطُولَ عُمْرُكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ›».‏ فَٱلطَّاعَةُ لِوَالِدَيْكَ تَجْعَلُكَ سَعِيدًا وَتَجْعَلُ مُسْتَقْبَلَكَ آمِنًا وَتُؤَهِّلُكَ لِنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏ —‏ افسس ٦:‏٢،‏ ٣‏.‏

٤ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأَوْلَادِ أَنْ يُكْرِمُوا ٱللهَ وَبِٱلتَّالِي أَنْ يَنْتَفِعُوا؟‏

٤ عِنْدَمَا تُكْرِمُ وَالِدَيْكَ بِإِطَاعَتِهِمَا،‏ تُكْرِمُ ٱللهَ أَيْضًا لِأَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي يَأْمُرُكَ بِذلِكَ.‏ كَمَا أَنَّ طَاعَتَكَ تَجْلُبُ لَكَ ٱلْفَوَائِدَ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «أَنَا يَهْوَهَ إِلٰهُكَ،‏ مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ».‏ (‏اشعيا ٤٨:‏١٧؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ وَكَيْفَ تَنْفَعُكَ ٱلطَّاعَةُ؟‏ إِنَّهَا تُفَرِّحُ أُمَّكَ وَأَبَاكَ،‏ وَسَعَادَتُهُمَا سَتَنْعَكِسُ عَلَيْكَ إِذْ إِنَّهُمَا سَيُعَبِّرَانِ عَنْهَا بِطَرَائِقَ تَجْعَلُ حَيَاتَكَ أَسْعَدَ.‏ (‏امثال ٢٣:‏٢٢-‏٢٥‏)‏ لكِنَّ ٱلْأَمْرَ ٱلْأَهَمَّ هُوَ أَنَّ طَاعَتَكَ تُفَرِّحُ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ،‏ وَهُوَ بِدَوْرِهِ سَيَمْنَحُكَ مُكَافَآتٍ رَائِعَةً.‏ فَلْنَرَ كَيْفَ بَارَكَ يَهْوَه وَحَمَى يَسُوعَ ٱلَّذِي قَالَ عَنْ نَفْسِهِ:‏ «دَائِمًا أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».‏ —‏ يوحنا ٨:‏٢٩‏.‏

يَسُوعُ —‏ عَامِلٌ نَشِيطٌ

٥ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَسُوعَ كَانَ عَامِلًا نَشِيطًا؟‏

٥ كَانَ يَسُوعُ ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبِكْرَ.‏ وَأَبُوهُ بِٱلتَّبَنِّي يُوسُفُ كَانَ نَجَّارًا.‏ وَكَمَا يَبْدُو،‏ تَعَلَّمَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْمِهْنَةَ مِنْ يُوسُفَ،‏ فَصَارَ هُوَ أَيْضًا نَجَّارًا.‏ (‏متى ١٣:‏٥٥؛‏ مرقس ٦:‏٣؛‏ لوقا ١:‏٢٦-‏٣١‏)‏ وَبِمَاذَا تَمَيَّزَ يَسُوعُ كَنَجَّارٍ؟‏ عِنْدَمَا كَانَ فِي ٱلسَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ تَحْمِلَ بِهِ أُمُّهُ ٱلْعَذْرَاءُ بِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ،‏ قَالَ هُوَ نَفْسُهُ بِصِفَتِهِ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْمُجَسَّمَةَ:‏ «كُنْتُ بِجَانِبِ [ٱللهِ] عَامِلًا مَاهِرًا،‏ وَكُنْتُ يَوْمًا فَيَوْمًا لَذَّتَهُ».‏ فَقَدْ كَانَ ٱللهُ رَاضِيًا عَنْ يَسُوعَ حِينَ كَانَ فِي ٱلسَّمَاءِ عَامِلًا نَشِيطًا.‏ فَهَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّهُ بَذَلَ جُهْدَهُ أَيْضًا لِيَكُونَ عَامِلًا نَشِيطًا وَنَجَّارًا مُجْتَهِدًا عِنْدَمَا كَانَ حَدَثًا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏ —‏ امثال ٨:‏٣٠؛‏ كولوسي ١:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

٦ (‏أ)‏ لِمَاذَا كَانَ يَسُوعُ يَقُومُ بِٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَنْزِلِيَّةِ عِنْدَمَا كَانَ وَلَدًا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأَوْلَادِ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ؟‏

٦ لَا شَكَّ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ يَلْعَبُ فِي صِغَرِهِ مَثَلُهُ مَثَلُ بَاقِي ٱلْأَوْلَادِ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏زكريا ٨:‏٥؛‏ متى ١١:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ بِمَا أَنَّهُ ٱلِٱبْنُ ٱلْبِكْرُ فِي عَائِلَةٍ كَبِيرَةٍ فَقِيرَةٍ،‏ كَانَ عَلَيْهِ حَتْمًا ٱلْقِيَامُ بِبَعْضِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَنْزِلِيَّةِ إِضَافَةً إِلَى ٱلتَّدَرُّبِ عَلَى ٱلنِّجَارَةِ.‏ وَلَاحِقًا،‏ صَارَ يَسُوعُ كَارِزًا وَوَقَفَ نَفْسَهُ لِخِدْمَتِهِ إِلَى حَدِّ أَنَّهُ ضَحَّى بِرَاحَتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ (‏لوقا ٩:‏٥٨؛‏ يوحنا ٥:‏١٧‏)‏ فَهَلْ يُمْكِنُكَ إِيجَادُ طَرَائِقَ لِلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ؟‏ مَثَلًا،‏ هَلْ يَطْلُبُ مِنْكَ وَالِدَاكَ أَنْ تُنَظِّفَ غُرْفَتَكَ أَوْ تَقُومَ بِأَعْمَالٍ مَنْزِلِيَّةٍ أُخْرَى؟‏ هَلْ يُشَجِّعَانِكَ عَلَى عِبَادَةِ ٱللهِ بِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ بِمُعْتَقَدَاتِكَ؟‏ مَاذَا كَانَ يَسُوعُ سَيَفْعَلُ فِي رَأْيِكَ لَوْ طُلِبَتْ مِنْهُ أُمُورٌ مُمَاثِلَةٌ؟‏

تِلْمِيذٌ وَمُعَلِّمٌ مُجْتَهِدٌ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ

٧ (‏أ)‏ مَعَ مَنْ سَافَرَ يَسُوعُ لِلِٱحْتِفَالِ بِٱلْفِصْحِ؟‏ (‏ب)‏ أَيْنَ كَانَ يَسُوعُ عِنْدَمَا ٱبْتَدَأَتْ عَائِلَتُهُ بِرِحْلَةِ ٱلْعَوْدَةِ،‏ وَمَاذَا كَانَ يَفْعَلُ هُنَاكَ؟‏

٧ أَوْصَتِ ٱلشَّرِيعَةُ جَمِيعَ ٱلذُّكُورِ فِي ٱلْعَائِلَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّةِ بِٱلصُّعُودِ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلْأَعْيَادِ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلثَّلَاثَةِ لِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ لِيَهْوَه.‏ (‏تثنية ١٦:‏١٦‏)‏ وَعِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ فِي ٱلثَّانِيَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ،‏ سَافَرَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِلِٱحْتِفَالِ بِٱلْفِصْحِ رُبَّمَا مَعَ عَائِلَتِهِ كُلِّهَا،‏ بِمَنْ فِيهِمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِخْوَتُهُ وَأَخَوَاتُهُ مِنْ أُمِّهِ.‏ وَرُبَّمَا ذَهَبَتْ مَعَهُمْ أَيْضًا سَالُومَةُ (‏ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أُخْتَ مَرْيَمَ)‏ وَزَوْجُهَا زَبَدِي مَعَ ٱبْنَيْهِمَا يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا،‏ ٱللَّذَيْنِ صَارَا لَاحِقًا رَسُولَيْنِ.‏ * (‏متى ٤:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ١٣:‏٥٤-‏٥٦؛‏ ٢٧:‏٥٦؛‏ مرقس ١٥:‏٤٠؛‏ يوحنا ١٩:‏٢٥‏)‏ وَفِي رِحْلَةِ ٱلْعَوْدَةِ،‏ حَسِبَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ أَنَّ يَسُوعَ مَعَ ٱلْأَقْرِبَاءِ،‏ لِذلِكَ لَمْ يُلَاحِظَا فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنَّهُ غَيْرُ مَوْجُودٍ مَعَهُمْ.‏ وَعِنْدَمَا وَجَدَاهُ أَخِيرًا بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ،‏ كَانَ فِي ٱلْهَيْكَلِ «جَالِسًا وَسْطَ ٱلْمُعَلِّمِينَ،‏ يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ».‏ —‏ لوقا ٢:‏٤٤-‏٤٦‏.‏

٨ مَاذَا كَانَ يَسُوعُ يَفْعَلُ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ وَلِمَاذَا بُهِتَ ٱلنَّاسُ؟‏

٨ وَكَيْفَ كَانَ يَسُوعُ «يَسْأَلُ» ٱلْمُعَلِّمِينَ؟‏ لَمْ تَكُنْ أَسْئِلَتُهُ لِمُجَرَّدِ إِشْبَاعِ فُضُولِهِ أَوْ جَمْعِ ٱلْمَعْلُومَاتِ.‏ فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمُسْتَعْمَلَةُ هُنَا يُمْكِنُ أنْ تُشِيرَ إِلَى ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُسْتَخْدَمَةِ فِي ٱلِٱسْتِجْوَابِ وَبِٱلتَّالِي يُمْكِنُ أَنْ تَشْمُلَ ٱلِٱسْتِنْطَاقَ.‏ نَعَمْ،‏ حَتَّى عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ حَدَثًا،‏ كَانَ تِلْمِيذًا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَدْهَشَ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْمُثَقَّفِينَ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «كَانَ كُلُّ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَهُ مَبْهُوتِينَ مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ».‏ —‏ لوقا ٢:‏٤٧‏.‏

٩ كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَمَثَّلَ بِيَسُوعَ فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

٩ وَكَيْفَ ٱسْتَطَاعَ يَسُوعُ فِي رَأْيِكَ فِي هذِهِ ٱلسِّنِّ ٱلصَّغِيرَةِ أَنْ يُذْهِلَ حَتَّى ٱلْمُعَلِّمِينَ ذَوِي ٱلْخِبْرَةِ بِمَعْرِفَتِهِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ أَحَدَ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّ وَالِدَيْهِ ٱلتَّقِيَّيْنِ أَعْطَيَاهُ ٱلْإِرْشَادَ ٱلْإِلهِيَّ مُنْذُ طُفُولَتِهِ.‏ (‏خروج ١٢:‏٢٤-‏٢٧؛‏ تثنية ٦:‏٦-‏٩؛‏ متى ١:‏١٨-‏٢٠‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ يُوسُفَ كَانَ يَأْخُذُ يَسُوعَ ٱلصَّغِيرَ إِلَى ٱلْمَجْمَعِ لِيُصْغِيَ فِيمَا كَانَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُقْرَأُ وَتُنَاقَشُ.‏ فَهَلْ لَدَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا وَالِدَانِ يَدْرُسَانِ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَكَ وَيَأْخُذَانِكَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏ هَلْ تُقَدِّرُ جُهُودَهُمَا كَمَا قَدَّرَ يَسُوعُ جُهُودَ وَالِدَيْهِ؟‏ وَهَلْ تُخْبِرُ ٱلْآخَرِينَ بِمَا تَتَعَلَّمُهُ كَمَا فَعَلَ يَسُوعُ؟‏

يَسُوعُ كَانَ خَاضِعًا

١٠ (‏أ)‏ لِمَاذَا كَانَ يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ وَالِدَا يَسُوعَ أَيْنَ يَجِدَانِهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مِثَالٍ رَائِعٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ لِلْأَوْلَادِ؟‏

١٠ كَيْفَ شَعَرَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ عِنْدَمَا وَجَدَا يَسُوعَ أَخِيرًا بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّهُمَا شَعَرَا بِرَاحَةٍ كَبِيرَةٍ.‏ لكِنَّ يَسُوعَ ٱسْتَغْرَبَ أَنَّهُمَا لَمْ يَعْرِفَا أَيْنَ هُوَ.‏ فَقَدْ كَانَا كِلَاهُمَا يَعْلَمَانِ أَنَّ وِلَادَتَهُ كَانَتْ عَجَائِبِيَّةً.‏ وَمَعَ أَنَّهُمَا لَمْ يَعْرِفَا كُلَّ ٱلتَّفَاصِيلِ،‏ فَمِنَ ٱلْمُفْتَرَضِ أَنَّهُمَا كَانَا يَعْرِفَانِ بَعْضَ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنْ دَوْرِهِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيِّ كَمُخَلِّصٍ وَحَاكِمٍ لِمَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ (‏متى ١:‏٢١؛‏ لوقا ١:‏٣٢-‏٣٥؛‏ ٢:‏١١‏)‏ لِذلِكَ سَأَلَهُمَا يَسُوعُ:‏ «لِمَاذَا تُفَتِّشَانِ عَنِّي؟‏ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّنِي لَا بُدَّ أَنْ أَكُونَ فِي بَيْتِ أَبِي؟‏».‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ أَظْهَرَ طَاعَتَهُ لَهُمَا بِٱلذَّهَابِ مَعَهُمَا وَٱلْعَوْدَةِ إِلَى بَلْدَتِهِمَا ٱلنَّاصِرَةِ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «بَقِيَ خَاضِعًا لَهُمَا.‏ وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ بِٱعْتِنَاءٍ كُلَّ هٰذَا ٱلْكَلَامِ فِي قَلْبِهَا».‏ —‏ لوقا ٢:‏٤٨-‏٥١‏.‏

١١ أَيُّ دَرْسٍ عَنِ ٱلطَّاعَةِ يُمْكِنُ تَعَلُّمُهُ مِنْ يَسُوعَ؟‏

١١ هَلْ تَشْعُرُ أَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ تُطِيعَ وَالِدَيْكَ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ؟‏ أَمْ هَلْ تَشْعُرُ أَنَّهُمَا لَا يُوَاكِبَانِ عَصْرَنَا هذَا وَأَنَّكَ تَعْرِفُ أَكْثَرَ مِنْهُمَا؟‏ رُبَّمَا يَكُونُ هذَا صَحِيحًا فِي مَجَالَاتٍ مِثْلِ ٱسْتِخْدَامِ ٱلْهَاتِفِ ٱلْخَلَوِيِّ،‏ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ،‏ أَوِ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْمُتَطَوِّرَةِ ٱلْأُخْرَى.‏ وَلكِنْ فَكِّرْ فِي يَسُوعَ ٱلَّذِي بُهِتَ ٱلْمُعَلِّمُونَ ذَوُو ٱلْخِبْرَةِ مِنْ «فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ».‏ أَنْتَ تُوَافِقُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ مَعْرِفَتَكَ زَهِيدَةٌ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ مَعْرِفَتِهِ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ كَانَ يَسُوعُ خَاضِعًا لِوَالِدَيْهِ.‏ وَهذَا لَا يَعْنِي بِٱلضَّرُورَةِ أَنَّهُ كَانَ يُوَافِقُ دَائِمًا عَلَى قَرَارَاتِهِمَا.‏ لكِنَّهُ «بَقِيَ خَاضِعًا لَهُمَا» خِلَالَ سَنَوَاتِ مُرَاهَقَتِهِ.‏ فَأَيُّ دَرْسٍ تَتَعَلَّمُهُ مِنْ مِثَالِهِ؟‏ —‏ تثنية ٥:‏١٦،‏ ٢٩‏.‏

اَلطَّاعَةُ لَيْسَتْ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ

١٢ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلطَّاعَةِ أَنْ تُنْقِذَ ٱلْحَيَاةَ؟‏

١٢ لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ طَائِعًا.‏ وَهذَا مَا تُوضِحُهُ قِصَّةٌ حَصَلَتْ مُنْذُ سَنَوَاتٍ.‏ فَقَدْ كَانَتْ فَتَاتَانِ تُرِيدَانِ عُبُورَ طَرِيقٍ عَامٍّ لَهُ سِتَّةُ مَسَارِبَ.‏ لكِنَّ رَفِيقَهُمَا أَرَادَ ٱلسَّيْرَ عَلَى جِسْرِ ٱلْمُشَاةِ ٱلْمَبْنِيِّ فَوْقَ ٱلطَّرِيقِ.‏ فَقَالَتَا لَهُ:‏ «تَعَالَ يَا جُونْ.‏ أَلَا تُرِيدُ أَنْ تَأْتِيَ مَعَنَا؟‏».‏ وَعِنْدَمَا تَرَدَّدَ،‏ ٱسْتَهْزَأَتْ بِهِ ٱلْفَتَاتَانِ قَائِلَتَيْنِ:‏ «أَنْتَ جَبَانٌ!‏».‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ خَائِفًا،‏ قَالَ لَهُمَا:‏ «يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ أُطِيعَ أُمِّي».‏ وَفِيمَا هُوَ يَعْبُرُ جِسْرَ ٱلْمُشَاةِ،‏ سَمِعَ صَوْتَ فَرْمَلَةٍ قَوِيَّةٍ.‏ فَنَظَرَ إِلَى تَحْتُ وَرَأَى سَيَّارَةً تَصْدُمُ ٱلْفَتَاتَيْنِ،‏ فَمَاتَتْ إِحْدَاهُمَا وَأُصِيبَتِ ٱلْأُخْرَى بِجِرَاحٍ بَالِغَةٍ مِمَّا ٱسْتَلْزَمَ بَتْرَ سَاقِهَا.‏ قَالَتْ لَاحِقًا أُمُّ ٱلْفَتَاتَيْنِ ٱلَّتِي أَوْصَتْهُمَا بِٱسْتِخْدَامِ جِسْرِ ٱلْمُشَاةِ لِأُمِّ جُونْ:‏ «لَيْتَهُمَا كَانَتَا طَائِعَتَيْنِ مِثْلَ ٱبْنِكِ!‏».‏ —‏ افسس ٦:‏١‏.‏

١٣ (‏أ)‏ لِمَاذَا يَنْبَغِي إِطَاعَةُ ٱلْوَالِدَيْنِ؟‏ (‏ب)‏ فِي أَيَّةِ حَالَةٍ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُطِيعَ ٱلْوَلَدُ مَا يَطْلُبُهُ وَالِدَاهُ؟‏

١٣ وَلِمَاذَا يَقُولُ ٱللهُ:‏ «أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ،‏ أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ»؟‏ لِأَنَّهُ إِذَا أَطَاعَ ٱلْوَلَدُ وَالِدَيْهِ،‏ يَكُونُ بِذلِكَ قَدْ أَطَاعَ ٱللهَ أَيْضًا.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ لَدَى وَالِدَيْكَ خِبْرَةٌ أَكْثَرَ مِنْكَ.‏ مَثَلًا،‏ قَبْلَ خَمْسِ سَنَوَاتٍ فَقَطْ مِنَ ٱلْحَادِثَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ آنِفًا،‏ قُتِلَ ٱبْنُ صَدِيقَةِ أُمِّ جُونْ وَهُوَ يُحَاوِلُ عُبُورَ هذَا ٱلطَّرِيقِ ٱلْعَامِّ نَفْسِهِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ لَا يَسْهُلُ عَلَيْكَ دَائِمًا أَنْ تُطِيعَ وَالِدَيْكَ،‏ لكِنَّ ٱللهَ يُوصِيكَ بِذلِكَ.‏ أَمَّا إِذَا طَلَبَ مِنْكَ وَالِدَاكَ أَوْ أَشْخَاصٌ آخَرُونَ أَنْ تَكْذِبَ أَوْ تَسْرِقَ أَوْ تَفْعَلَ أَمْرًا لَا يَرْضَى عَنْهُ ٱللهُ،‏ فَيَجِبُ أَنْ ‹تُطِيعَ ٱللهَ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسَ›.‏ لِهذَا ٱلسَّبَبِ يُوصِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ ‹تُطِيعَ وَالِدَيْكَ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلرَّبِّ›.‏ وَهذَا يَشْمُلُ إِطَاعَتَهُمَا فِي كُلِّ أَمْرٍ يَنْسَجِمُ مَعَ شَرَائِعِ ٱللهِ.‏ —‏ اعمال ٥:‏٢٩‏.‏

١٤ لِمَاذَا ٱلطَّاعَةُ أَسْهَلُ عَلَى ٱلشَّخْصِ ٱلْكَامِلِ،‏ وَلِمَاذَا لَزِمَ أَنْ يَتَعَلَّمَ يَسُوعُ دَرْسًا عَنْهَا؟‏

١٤ هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّهُ إِذَا كُنْتَ كَامِلًا،‏ أَيْ ‹غَيْرَ مُدَنَّسٍ وَمُنْفَصِلًا عَنِ ٱلْخُطَاةِ› كَمَا كَانَ يَسُوعُ،‏ يَصِيرُ مِنَ ٱلْأَسْهَلِ عَلَيْكَ أَنْ تُطِيعَ وَالِدَيْكَ؟‏ (‏عبرانيين ٧:‏٢٦‏)‏ هذَا صَحِيحٌ.‏ فَلَوْ كُنْتَ كَامِلًا لَمَا كَانَ لَدَيْكَ مَيْلٌ إِلَى ٱلشَّرِّ،‏ كَمَا هِيَ حَالُكَ ٱلْآنَ.‏ (‏تكوين ٨:‏٢١؛‏ مزمور ٥١:‏٥‏)‏ وَلكِنْ حَتَّى يَسُوعُ ٱلْكَامِلُ،‏ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ دُرُوسًا عَنِ ٱلطَّاعَةِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ عَنْهُ:‏ «مَعَ كَوْنِهِ ٱبْنًا،‏ تَعَلَّمَ ٱلطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ».‏ (‏عبرانيين ٥:‏٨‏)‏ فَكَيْفَ سَاعَدَ ٱلْأَلَمُ يَسُوعَ أَنْ يَتَعَلَّمَ ٱلطَّاعَةَ،‏ دَرْسٌ لَمْ يُضْطَرَّ إِلَى تَعَلُّمِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ؟‏

١٥،‏ ١٦ كَيْفَ تَعَلَّمَ يَسُوعُ ٱلطَّاعَةَ؟‏

١٥ بِتَوْجِيهٍ مِنْ يَهْوَه،‏ حَمَى يُوسُفُ وَمَرْيَمُ يَسُوعَ مِنَ ٱلْأَذَى عِنْدَمَا كَانَ صَغِيرًا.‏ (‏متى ٢:‏٧-‏٢٣‏)‏ لكِنَّ ٱللهَ أَزَالَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ ٱلْحِمَايَةَ ٱلْعَجَائِبِيَّةَ عَنْ يَسُوعَ.‏ فَصَارَ ٱلْعَذَابُ ٱلنَّفْسِيُّ وَٱلْجَسَدِيُّ ٱلَّذِي عَانَاهُ شَدِيدًا جِدًّا،‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّهُ «قَدَّمَ تَضَرُّعَاتٍ وَطَلِبَاتٍ أَيْضًا،‏ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ».‏ (‏عبرانيين ٥:‏٧‏)‏ فَمَتَى حَدَثَ ذلِكَ؟‏

١٦ حَصَلَ ذلِكَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ فِي ٱلسَّاعَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ حِينَ بَذَلَ ٱلشَّيْطَانُ كُلَّ مَا فِي وُسْعِهِ لِكَسْرِ ٱسْتِقَامَتِهِ.‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَسُوعَ تَعَذَّبَ كَثِيرًا عِنْدَمَا فَكَّرَ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَنْعَكِسَ مَوْتُهُ كَشَخْصٍ شِرِّيرٍ فِي نَظَرِ ٱلنَّاسِ ٱنْعِكَاسًا سَلْبِيًّا عَلَى سُمْعَةِ أَبِيهِ.‏ فَفِيمَا ‹ٱسْتَمَرَّ يُصَلِّي [فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِيَ]،‏ صَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ›.‏ وَبَعْدَ سَاعَاتٍ قَلِيلَةٍ،‏ مَاتَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ مِيتَةً مُؤْلِمَةً جِدًّا بِحَيْثُ أَنَّهُ صَرَخَ ‹صُرَاخا شَدِيدًا بِدُمُوعٍ›.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٤٢-‏٤٤؛‏ مرقس ١٥:‏٣٤‏)‏ وَهكَذَا،‏ «تَعَلَّمَ ٱلطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ» وَفَرَّحَ قَلْبَ أَبِيهِ.‏ وَٱلْآنَ،‏ يَسُوعُ مَوْجُودٌ فِي ٱلسَّمَاءِ وَهُوَ يَتَعَاطَفُ مَعَنَا حِينَ يَرَانَا نَتَأَلَّمُ وَنَحْنُ نُجَاهِدُ لِنَكُونَ طَائِعِينَ.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١؛‏ عبرانيين ٢:‏١٨؛‏ ٤:‏١٥‏.‏

تَعَلَّمِ ٱلطَّاعَةَ

١٧ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَى نَيْلِ ٱلتَّأْدِيبِ؟‏

١٧ إِنَّ ٱلتَّأْدِيبَ ٱلَّذِي تَنَالُهُ مِنْ أَبِيكَ وَأُمِّكَ هُوَ دَلِيلٌ أَنَّهُمَا يُرِيدَانِ ٱلْأَفْضَلَ لَكَ وَأَنَّهُمَا يُحِبَّانِكَ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَسْأَلُ:‏ «أَيُّ ٱبْنٍ لَا يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟‏».‏ أَفَلَيْسَ أَمْرًا مُؤْسِفًا أَلَّا يُحِبَّكَ وَالِدَاكَ إِلَى حَدِّ صَرْفِ ٱلْوَقْتِ وَبَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِتَقْوِيمِكَ؟‏ يَهْوَه أَيْضًا يُقَوِّمُكَ لِأَنَّهُ يُحِبُّكَ.‏ تَقُولُ كَلِمَتُهُ:‏ «صَحِيحٌ أَنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ لَا يَبْدُو فِي ٱلْحَاضِرِ مُفْرِحًا بَلْ مُحْزِنًا،‏ وَلٰكِنَّهُ بَعْدَ ذٰلِكَ يُعْطِي مَنْ تَدَرَّبَ بِهِ ثَمَرَ سَلَامٍ،‏ أَيْ بِرًّا».‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏٧-‏١١‏.‏

١٨ (‏أ)‏ عَلَامَ يَدُلُّ ٱلتَّأْدِيبُ ٱلْحُبِّيُّ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱنْتَفَعَ بَعْضُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ تَعْرِفُونَهُمْ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ؟‏

١٨ كَانَ هُنَالِكَ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ مَلِكٌ ٱسْمُهُ سُلَيْمَانُ قَالَ عَنْهُ يَسُوعُ إِنَّهُ حَكِيمٌ جِدًّا.‏ وَقَدْ تَحَدَّثَ سُلَيْمَانُ عَنِ ٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلتَّقْوِيمِ ٱلْأَبَوِيِّ ٱلْحُبِّيِّ قَائِلًا:‏ «مَنْ يَمْنَعُ عَصَاهُ يُبْغِضُ ٱبْنَهُ،‏ وَمَنْ يُحِبُّهُ يَطْلُبُ لَهُ ٱلتَّأْدِيبَ».‏ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يَنَالُ ٱلتَّقْوِيمَ ٱلْحُبِّيَّ يُنْقَذُ مِنَ ٱلْمَوْتِ.‏ (‏امثال ١٣:‏٢٤؛‏ ٢٣:‏١٣،‏ ١٤؛‏ متى ١٢:‏٤٢‏)‏ تَتَذَكَّرُ إِحْدَى ٱلنِّسَاءِ ٱلْمَسِيحِيَّاتِ أَنَّ أَبَاهَا كَانَ يَقُولُ لَهَا حِينَ تُسِيءُ ٱلتَّصَرُّفَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ إِنَّهُ سَيُؤَدِّبُهَا لَاحِقًا.‏ وَهذَا مَا كَانَ يَفْعَلُهُ بَعْدَ ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْبَيْتِ.‏ وَٱلْآنَ تَتَذَكَّرُ هذِهِ ٱلْأُخْتُ أَبَاهَا بِكُلِّ إِعْزَازٍ لِأَنَّهُ كَانَ يُؤَدِّبُهَا بِمَحَبَّةٍ تَأْدِيبًا غَيَّرَ حَيَاتَهَا إِلَى ٱلْأَفْضَلِ.‏

١٩ مَا هُوَ ٱلسَّبَبُ ٱلرَّئِيسِيُّ لِإِطَاعَةِ ٱلْوَالِدَيْنِ؟‏

١٩ إِذَا كَانَ وَالِدَاكَ يُحِبَّانِكَ إِلَى حَدِّ صَرْفِ ٱلْوَقْتِ وَبَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِتَأْدِيبِكَ بِمَحَبَّةٍ،‏ فَأَعْرِبْ عَنْ تَقْدِيرِكَ لَهُمَا.‏ أَظْهِرْ لَهُمَا ٱلطَّاعَةَ،‏ تَمَامًا كَمَا أَظْهَرَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلطَّاعَةَ لِوَالِدَيْهِ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ.‏ وَلْيَكُنِ ٱلسَّبَبُ ٱلرَّئِيسِيُّ وَرَاءَ طَاعَتِكَ لَهُمَا أَنَّ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْوَه ٱللهَ هُوَ مَنْ يَأْمُرُكَ بِذلِكَ.‏ وَهكَذَا،‏ تَنْتَفِعُ وَ «يُحَالِفُكَ ٱلتَّوْفِيقُ وَيَطُولَ عُمْرُكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ —‏ افسس ٦:‏٢،‏ ٣‏.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 7‏ اُنْظُرْ بَصِيرَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ ٱلْمُجَلَّدَ ٢،‏ ٱلصَّفْحَةَ ٨٤١،‏ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏ إِصْدَارُ شُهُودِ يَهْوَه.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• أَيَّةُ فَوَائِدَ يَنَالُهَا ٱلْأَوْلَادُ مِنْ إِطَاعَةِ وَالِدِيهِمْ؟‏

‏• كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ عِنْدَمَا كَانَ صَغِيرًا مِثَالًا فِي إِطَاعَةِ ٱلْوَالِدَيْنِ؟‏

‏• كَيْفَ تَعَلَّمَ يَسُوعُ ٱلطَّاعَةَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

كَانَ يَسُوعُ مُتَضَلِّعًا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَهُوَ فِي ٱلثَّانِيَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

كَيْفَ تَعَلَّمَ يَسُوعُ ٱلطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ؟‏