الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يهوه يحب العدل

يهوه يحب العدل

يَهْوَه يُحِبُّ ٱلْعَدْلَ

‏«أَنَا يَهْوَهَ مُحِبُّ ٱلْعَدْلِ».‏ —‏ اشعيا ٦١:‏٨‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ بِمَاذَا يَرْتَبِطُ ٱلْعَدْلُ،‏ وَبِمَاذَا يَرْتَبِطُ ٱلظُّلْمُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ صِفَةِ ٱلْعَدْلِ لَدَى يَهْوَه؟‏

يَرْتَبِطُ ٱلْعَدْلُ بِعَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ،‏ ٱلْإِنْصَافِ،‏ ٱلِٱسْتِقَامَةِ،‏ وَٱلصَّلَاحِ.‏ أَمَّا ٱلظُّلْمُ فَيَرْتَبِطُ بِعَدَمِ ٱلْإِنْصَافِ،‏ ٱلتَّحَامُلِ،‏ ٱلشَّرِّ،‏ وَإِلْحَاقِ ٱلْأَذَى بِٱلْأَبْرِيَاءِ.‏

٢ مُنْذُ ٣٬٥٠٠ سَنَةٍ تَقْرِيبًا،‏ كَتَبَ مُوسَى عَنْ سَيِّدِ ٱلْكَوْنِ يَهْوَه:‏ «جَمِيعُ طُرُقِهِ عَدْلٌ.‏ إِلٰهُ أَمَانَةٍ لَا ظُلْمَ عِنْدَهُ».‏ (‏تثنية ٣٢:‏٤‏)‏ بَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعَةِ قُرُونٍ،‏ أَوْحَى ٱللهُ إِلَى إِشَعْيَا أَنْ يَكْتُبَ:‏ «أَنَا يَهْوَهَ مُحِبُّ ٱلْعَدْلِ».‏ (‏اشعيا ٦١:‏٨‏)‏ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «أَيَكُونُ عِنْدَ ٱللهِ ظُلْمٌ؟‏ حَاشَا!‏».‏ (‏روما ٩:‏١٤‏)‏ وَقَالَ بُطْرُسُ فِي ٱلْقَرْنِ نَفْسِهِ:‏ «اَللهُ لَيْسَ مُحَابِيًا،‏ بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ،‏ مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ».‏ (‏اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ حَقًّا،‏ إِنَّ «يَهْوَهَ يُحِبُّ ٱلْعَدْلَ».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٢٨؛‏ ملاخي ٣:‏٦‏.‏

تَفَشِّي ٱلظُّلْمِ

٣ كَيْفَ ٱبْتَدَأَتِ ٱلْعَائِلَةُ ٱلْبَشَرِيَّةُ تُقَاسِي ٱلظُّلْمَ؟‏

٣ اَلْعَدْلُ صِفَةٌ مَفْقُودَةٌ فِي أَيَّامِنَا.‏ فَنَحْنُ نُعَانِي ٱلظُّلْمَ فِي جَمِيعِ ٱلْمَجَالَاتِ:‏ فِي ٱلْعَمَلِ،‏ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ فِي ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ،‏ عِنْدَمَا نَتَعَامَلُ مَعَ ٱلرَّسْمِيِّينَ،‏ وَهَلُمَّ جَرًّا.‏ إِلَّا أَنَّ مُعَانَاةَ ٱلظُّلْمِ لَيْسَتْ بِٱلْأَمْرِ ٱلْجَدِيدِ.‏ فَقَدِ ٱبْتَدَأَتِ ٱلْعَائِلَةُ ٱلْبَشَرِيَّةُ تُقَاسِي ٱلظُّلْمَ عِنْدَمَا تَمَرَّدَ أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ عَلَى وَصِيَّةِ ٱللهِ بِتَحْرِيضٍ مِنْ مَخْلُوقٍ رُوحَانِيٍّ مُتَمَرِّدٍ صَارَ يُعْرَفُ بِٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ.‏ فَلَمْ يَكُنْ مِنَ ٱلْعَدْلِ أَنْ يُسِيءَ آدَمُ وَحَوَّاءُ وَٱلشَّيْطَانُ ٱسْتِخْدَامَ هِبَةِ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي مَنَحَهُمْ إِيَّاهَا يَهْوَه،‏ وَذلِكَ لِأَنَّ تَصَرُّفَهُمُ ٱلْخَاطِئَ هذَا كَانَ سَيُنْتِجُ ٱلْأَلَمَ وَٱلْمَوْتَ لِلْعَائِلَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ بِأَسْرِهَا.‏ —‏ تكوين ٣:‏١-‏٦؛‏ روما ٥:‏١٢؛‏ عبرانيين ٢:‏١٤‏.‏

٤ مُنْذُ مَتَى صَارَ ٱلظُّلْمُ جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ تَارِيخِ ٱلْبَشَرِ؟‏

٤ مُنْذُ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ قَبْلَ ٦٬٠٠٠ سَنَةٍ،‏ صَارَ ٱلظُّلْمُ جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ حَيَاةِ ٱلْبَشَرِ.‏ وَهذَا أَمْرٌ مُتَوَقَّعٌ لِأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ إِلهُ هذَا ٱلْعَالَمِ.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ فَهُوَ كَذَّابٌ وَأَبُو ٱلْكَذِبِ،‏ مُفْتَرٍ وَمُقَاوِمٌ لِيَهْوَه.‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ وَلَطَالَمَا ٱرْتَكَبَ هذَا ٱلْمَخْلُوقُ ٱلرُّوحَانِيُّ مَظَالِمَ فَظِيعَةً.‏ مَثَلًا قَبْلَ طُوفَانِ أَيَّامِ نُوحٍ،‏ رَأَى ٱللهُ أَنَّ «شَرَّ ٱلْإِنْسَانِ كَثِيرٌ فِي ٱلْأَرْضِ وَكُلَّ مَيْلِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ»،‏ وَذلِكَ إِلَى حَدٍّ مَا بِسَبَبِ تَأْثِيرِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ (‏تكوين ٦:‏٥‏)‏ وَفِي أَيَّامِ يَسُوعَ،‏ سَادَتْ هذِهِ ٱلْحَالَةُ أَيْضًا.‏ فَقَدْ قَالَ إِنَّهُ «يَكْفِي كُلَّ يَوْمٍ مَا فِيهِ مِنْ سُوءٍ»،‏ أَيْ مَشَاكِلَ وَضِيقَاتٍ مِثْلِ ٱلظُّلْمِ.‏ (‏متى ٦:‏٣٤‏)‏ وَمَا أَصَحَّ كَلِمَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ:‏ «اَلْخَلِيقَةُ كُلُّهَا تَئِنُّ وَتَتَوَجَّعُ مَعًا إِلَى ٱلْآنَ»!‏ —‏ روما ٨:‏٢٢‏.‏

٥ لِمَاذَا تُرْتَكَبُ مَظَالِمُ فِي زَمَنِنَا أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى؟‏

٥ وَهكَذَا نَرَى أَنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلرَّدِيئَةَ ٱلَّتِي تُنْتِجُ مَظَالِمَ فَظِيعَةً تَحْصُلُ طَوَالَ ٱلتَّارِيخِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْوَضْعَ ٱلْآنَ أَسْوَأُ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرَ ٱلْحَاضِرَ دَخَلَ ‹أَيَّامَهُ ٱلْأَخِيرَةَ› مُنْذُ عُقُودٍ.‏ وَفِيمَا هُوَ يَدْنُو مِنْ نِهَايَتِهِ،‏ يَعِيشُ ٱلْبَشَرُ «أَزْمِنَةً حَرِجَةً».‏ فَقَدْ أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلنَّاسَ خِلَالَ هذِهِ ٱلْحِقْبَةِ مِنَ ٱلتَّارِيخِ سَيَكُونُونَ ‏«مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ،‏ مُحِبِّينَ لِلْمَالِ،‏ مَغْرُورِينَ،‏ مُتَكَبِّرِينَ،‏ مُجَدِّفِينَ،‏ .‏ .‏ .‏ غَيْرَ شَاكِرِينَ،‏ غَيْرَ أَوْلِيَاءَ،‏ بِلَا حُنُوٍّ،‏ غَيْرَ مُسْتَعِدِّينَ لِقُبُولِ أَيِّ ٱتِّفَاقٍ،‏ مُفْتَرِينَ،‏ بِلَا ضَبْطِ نَفْسٍ،‏ شَرِسِينَ،‏ غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلَاحِ،‏ خَائِنِينَ،‏ جَامِحِينَ،‏ مُنْتَفِخِينَ بِٱلْكِبْرِيَاءِ».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ وَصِفَاتٌ سَيِّئَةٌ كَهذِهِ تُؤَدِّي إِلَى ٱرْتِكَابِ شَتَّى أَنْوَاعِ ٱلظُّلْمِ.‏

٦،‏ ٧ أَيَّةُ مَظَالِمَ فَاضِحَةٍ تُصِيبُ ٱلْعَائِلَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ فِي أَزْمِنَتِنَا؟‏

٦ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْمِئَةِ ٱلْمَاضِيَةِ،‏ ٱرْتُكِبَتْ مَظَالِمُ عَلَى نِطَاقٍ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ.‏ وَأَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّ هذِهِ هِيَ ٱلْفَتْرَةُ ٱلَّتِي شَهِدَ فِيهَا ٱلْعَالَمُ أَكْبَرَ عَدَدٍ مِنَ ٱلْحُرُوبِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يُقَدِّرُ بَعْضُ ٱلْمُؤَرِّخِينَ أَنَّ ٱلْحَرْبَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلثَّانِيَةَ وَحْدَهَا حَصَدَتْ مَا بَيْنَ ٥٠ و ٦٠ مِلْيُونَ قَتِيلٍ تَقْرِيبًا،‏ وَمُعْظَمُهُمْ مِنَ ٱلْمَدَنِيِّينَ ٱلْأَبْرِيَاءِ —‏ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ وَٱلْأَوْلَادِ.‏ وَمُنْذُ نِهَايَةِ هذِهِ ٱلْحَرْبِ،‏ يَلْقَى ٱلْمَلَايِينُ مَصْرَعَهُمْ فِي مُخْتَلِفِ ٱلنِّزَاعَاتِ —‏ وَمُعْظَمُ هؤُلَاءِ أَيْضًا هُمْ مِنَ ٱلْمَدَنِيِّينَ.‏ وَٱلشَّيْطَانُ هُوَ وَرَاءَ هذِهِ ٱلْمَظَالِمِ لِأَنَّهُ يَحْتَدِمُ غَيْظًا بِسَبَبِ مَعْرِفَتِهِ أَنَّ يَهْوَه سَيَهْزِمُهُ هَزِيمَةً سَاحِقَةً عَمَّا قَرِيبٍ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ:‏ «وَيْلٌ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَحْرِ،‏ لِأَنَّ إِبْلِيسَ قَدْ نَزَلَ إِلَيْكُمَا،‏ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ،‏ عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا!‏».‏ —‏ رؤيا ١٢:‏١٢‏.‏

٧ وَهُنَالِكَ سَبَبٌ آخَرُ لِتَفَشِّي ٱلظُّلْمِ فِي أَيَّامِنَا.‏ فَٱلْإِنْفَاقُ ٱلْعَسْكَرِيُّ ٱلْعَالَمِيُّ يَبْلُغُ ترِيلْيُونَ دُولَارٍ أَمِيركِيٍّ سَنَوِيًّا فِي حِينِ أَنَّ مِئَاتِ مَلَايِينِ ٱلْأَشْخَاصِ لَا يَسْتَطِيعُونَ تَأْمِينَ ضَرُورِيَّاتِ ٱلْحَيَاةِ.‏ أَفَلَيْسَ مِنَ ٱلْأَجْدَى أَنْ تُنْفَقَ كُلُّ هذِهِ ٱلْأَمْوَالِ فِي سَبِيلِ تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ؟‏!‏ تَأَمَّلْ فِي سَبَبٍ آخَرَ أَيْضًا.‏ إِنَّ حَوَالَيْ بَلْيُونِ شَخْصٍ لَا يَحْصُلُونَ عَلَى مَا يَكْفِي لِيَسُدُّوا جُوعَهُمْ فِيمَا يَتَمَتَّعُ آخَرُونَ بِفَيْضٍ مِنَ ٱلطَّعَامِ.‏ فَٱسْتِنَادًا إِلَى مُنَظَّمَةٍ تَابِعَةٍ لِلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ،‏ يَمُوتُ نَحْوُ خَمْسَةِ مَلَايِينِ وَلَدٍ كُلَّ سَنَةٍ بِسَبَبِ ٱلْجُوعِ.‏ حَقًّا،‏ هذَا هُوَ ٱلظُّلْمُ بِعَيْنِهِ!‏ مَا قَوْلُكَ أَيْضًا فِي ٱلْأَعْدَادِ ٱلْهَائِلَةِ مِنَ ٱلْأَجِنَّةِ ٱلْأَبْرِيَاءِ ٱلَّذِينَ يُجْهَضُونَ؟‏ فَبِحَسَبِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ،‏ تُجْرَى سَنَوِيًّا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ مَا بَيْنَ ٤٠ و ٦٠ مِلْيُونَ عَمَلِيَّةِ إِجْهَاضٍ.‏ فَيَا لَهُ مِنْ ظُلْمٍ فَاضِحٍ!‏

٨ مَنْ وَحْدَهُ بِإِمْكَانِهِ تَحْقِيقُ ٱلْعَدْلِ لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ؟‏

٨ وَٱلْحُكَّامُ ٱلْبَشَرُ لَا يَجِدُونَ ٱلْحُلُولَ لِلْمَشَاكِلِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي تَبْتَلِي ٱلنَّاسَ ٱلْيَوْمَ.‏ وَٱلْجُهُودُ ٱلَّتِي يَبْذُلُهَا ٱلْبَشَرُ لِتَحْسِينِ ٱلْوَضْعِ تَبُوءُ بِٱلْفَشَلِ.‏ أَنْبَأَتْ كَلِمَةُ ٱللهِ عَنْ زَمَنِنَا:‏ «أَمَّا ٱلنَّاسُ ٱلْأَشْرَارُ وَٱلدَّجَّالُونَ فَسَيَتَقَدَّمُونَ مِنْ سَيِّئٍ إِلَى أَسْوَأَ،‏ مُضِلِّينَ وَمُضَلِّينَ».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٣‏)‏ فَٱلظُّلْمُ بَاتَ مُتَغَلْغِلًا جِدًّا فِي حَيَاةِ ٱلْبَشَرِ بِحَيْثُ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ ٱسْتِئْصَالَهُ.‏ لكِنَّ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي فِي مَقْدُورِهِ ذلِكَ هُوَ إِلهُ ٱلْعَدْلِ.‏ فَهُوَ،‏ وَلَا أَحَدَ سِوَاهُ،‏ بِإِمْكَانِهِ ٱلْقَضَاءُ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْأَبَالِسَةِ وَٱلْبَشَرِ ٱلْأَشْرَارِ.‏ —‏ ارميا ١٠:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

تَسَاؤُلٌ مُبَرَّرٌ

٩،‏ ١٠ لِمَاذَا تَثَبَّطَ آسَافُ؟‏

٩ فِي ٱلْمَاضِي،‏ تَسَاءَلَ بَعْضُ كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِمَاذَا لَمْ يَتَدَخَّلِ ٱللهُ فِي شُؤُونِ ٱلْبَشَرِ وَيَجْلُبِ ٱلْعَدْلَ ٱلْحَقِيقِيَّ وَٱلْبِرَّ.‏ وَفِي مَا يَلِي سَنَتَحَدَّثُ عَنْ أَحَدِ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ.‏ يَتَضَمَّنُ عُنْوَانُ ٱلْمَزْمُورِ ٧٣ ٱسْمَ آسَافَ،‏ مِمَّا يُشِيرُ إِلَى مُوسِيقِيٍّ بَارِزٍ مِنْ سِبْطِ لَاوِي عَاشَ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ أَوْ إِلَى مُوسِيقِيِّينَ مُتَحَدِّرِينَ مِنْهُ.‏ وَقَدْ نَظَمَ آسَافُ وَٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْهُ مُؤَلَّفَاتٍ مُوسِيقِيَّةً عَدِيدَةً ٱسْتُخْدِمَتْ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ أُصِيبَ كَاتِبُ هذَا ٱلْمَزْمُورِ فِي مَرْحَلَةٍ مِنْ مَرَاحِلِ حَيَاتِهِ بِٱلتَّثَبُّطِ.‏ فَقَدْ رَأَى ٱزْدِهَارَ ٱلْأَشْرَارِ ٱلْمَادِّيَّ،‏ وَلَاحَظَ أَنَّهُمْ يَبْدُونَ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ سُعَدَاءَ فِي حَيَاتِهِمْ وَلَا يَحْصُدُونَ عَوَاقِبَ مَسْلَكِهِمِ ٱلْوَخِيمَةَ.‏

١٠ عَبَّرَ قَائِلًا:‏ «حَسَدْتُ ٱلْمُفْتَخِرِينَ،‏ حِينَ رَأَيْتُ سَلَامَ ٱلْأَشْرَارِ.‏ لِأَنَّهُ لَا تُصِيبُهُمْ أَوْجَاعُ ٱلْمَوْتِ،‏ وَبُطُونُهُمْ سَمِينَةٌ.‏ لَيْسُوا فِي شَقَاءِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْفَانِي،‏ وَلَا يُصَابُونَ كَبَاقِي ٱلْبَشَرِ».‏ (‏مزمور ٧٣:‏٢-‏٨‏)‏ وَلكِنَّهُ أَدْرَكَ بَعْدَ فَتْرَةٍ كَمْ هُوَ مُخْطِئٌ فِي وُجْهَةِ نَظَرِهِ ٱلسَّلْبِيَّةِ هذِهِ.‏ (‏مزمور ٧٣:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ حَاوَلَ تَغْيِيرَ تَفْكِيرِهِ،‏ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَفْهَمَ كَامِلًا لِمَاذَا يَبْدُو أَنَّ ٱلْأَشْرَارَ يَنْجُونَ بِفَعْلَتِهِمْ فِي حِينِ يُعَانِي ٱلْمُسْتَقِيمُونَ ٱلْمَشَقَّاتِ.‏

١١ مَاذَا أَدْرَكَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ آسَافُ؟‏

١١ غَيْرَ أَنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ ٱلْأَمِينَ أَدْرَكَ فِي مَا بَعْدُ مَاذَا يَكْمُنُ أَمَامَ ٱلْأَشْرَارِ.‏ فَيَهْوَه سَيُقَوِّمُ ٱلْأُمُورَ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ.‏ (‏مزمور ٧٣:‏١٧-‏١٩‏)‏ وَهذَا مَا أَكَّدَهُ دَاوُدُ حِينَ كَتَبَ:‏ «اُرْجُ يَهْوَهَ وَٱحْفَظْ طَرِيقَهُ،‏ فَيَرْفَعَكَ لِتَرِثَ ٱلْأَرْضَ.‏ إِلَى ٱنْقِرَاضِ ٱلْأَشْرَارِ تَنْظُرُ».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٩،‏ ١١،‏ ٣٤‏.‏

١٢ (‏أ)‏ مَا هُوَ قَصْدُ يَهْوَه فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلشَّرِّ وَٱلظُّلْمِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَشْعُرُونَ شَخْصِيًّا حِيَالَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي سَيَحُلُّ بِهَا يَهْوَه مُشْكِلَةَ ٱلظُّلْمِ؟‏

١٢ حَتْمًا،‏ إِنَّ قَصْدَ يَهْوَه هُوَ إِزَالَةُ ٱلشَّرِّ وَٱلْمَظَالِمِ مِنْ هذِهِ ٱلْأَرْضِ فِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ.‏ وَهذَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يُذَكِّرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوْلِيَاءُ أَنْفُسَهُمْ بِهِ بِٱسْتِمْرَارٍ.‏ فَيَهْوَه سَيُهْلِكُ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ مَشِيئَتَهُ وَسَيُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَهَا.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْهُ:‏ «عَيْنَاهُ تَنْظُرَانِ،‏ وَنَظَرَاتُهُ تَفْحَصُ بَنِي ٱلْبَشَرِ.‏ يَهْوَهُ يَفْحَصُ ٱلْبَارَّ وَٱلشِّرِّيرَ،‏ وَمُحِبُّ ٱلْعُنْفِ تُبْغِضُهُ نَفْسُهُ.‏ يُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ فِخَاخًا،‏ نَارًا وَكِبْرِيتًا،‏ وَرِيحًا لَافِحَةً .‏ .‏ .‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ بَارٌّ وَيُحِبُّ ٱلْبِرَّ».‏ —‏ مزمور ١١:‏٤-‏٧‏.‏

عَالَمٌ جَدِيدٌ يَسُودُهُ ٱلْعَدْلُ

١٣،‏ ١٤ لِمَاذَا سَيَسُودُ ٱلْبِرُّ وَٱلْعَدْلُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ؟‏

١٣ بَعْدَ أَنْ يُهْلِكَ يَهْوَه نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلظَّالِمَ هذَا ٱلَّذِي يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ،‏ سَيَجْلُبُ عَالَمًا جَدِيدًا مَجِيدًا يَحْكُمُهُ مَلَكُوتُهُ ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلَّذِي عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَطْلُبُوهُ فِي صَلَاتِهِمْ.‏ وَسَيَحِلُّ ٱلْبِرُّ وَٱلْعَدْلُ مَحَلَّ ٱلشَّرِّ وَٱلظُّلْمِ،‏ لِأَنَّهُ آنَذَاكَ سَتَتِمُّ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ ٱلصَّلَاةُ:‏ «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.‏ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ —‏ متى ٦:‏١٠‏.‏

١٤ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُخْبِرُنَا أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْحُكْمِ سَيَسُودُ آنَذَاكَ،‏ حُكْمٌ يَتُوقُ إِلَيْهِ ٱلْآنَ كُلُّ ٱلْمُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ.‏ فَسَتَتِمُّ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ كَلِمَاتُ ٱلْمَزْمُورِ ١٤٥:‏١٦ ٱلَّتِي تَقُولُ عَنْ يَهْوَه ٱللهِ:‏ «تَفْتَحُ يَدَكَ فَتُشْبِعُ رَغْبَةَ كُلِّ حَيٍّ».‏ وَسَتَتِمُّ أَيْضًا كَلِمَاتُ إِشَعْيَا ٣٢:‏١‏:‏ «هُوَذَا بِٱلْبِرِّ يَمْلِكُ مَلِكٌ [ٱلْمَسِيحُ يَسُوعُ فِي ٱلسَّمَاءِ]،‏ وَرُؤَسَاءُ [مُمَثِّلُو ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَرْضِيُّونَ] بِٱلْعَدْلِ يَتَرَأَّسُونَ».‏ وَتُنْبِئُ إِشَعْيَا ٩:‏٧ عَنِ ٱلْمَلِكِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ:‏ «لِنُمُوِّ رِئَاسَتِهِ وَلِلسَّلَامِ لَا نِهَايَةَ عَلَى عَرْشِ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ،‏ لِيُثَبِّتَهَا وَيَسْنُدَهَا بِٱلْعَدْلِ وَٱلْبِرِّ،‏ مِنَ ٱلْآنَ وَإِلَى ٱلدَّهْرِ.‏ غَيْرَةُ يَهْوَهِ ٱلْجُنُودِ تَفْعَلُ هٰذَا».‏ فَهَلْ تَتَخَيَّلُ نَفْسَكَ بَيْنَ ٱلَّذِينَ سَيَحْيَوْنَ فِي ظِلِّ هذَا ٱلْحُكْمِ ٱلْعَادِلِ؟‏

١٥ مَاذَا سَيَفْعَلُ يَهْوَه لِلْبَشَرِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ؟‏

١٥ وَفِي عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ،‏ لَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ مَا يَجْعَلُنَا نَقُولُ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي ٱلْجَامِعَةِ ٤:‏١‏:‏ «عُدْتُ أَنَا أَتَأَمَّلُ كُلَّ ٱلْمَظَالِمِ ٱلَّتِي تُجْرَى تَحْتَ ٱلشَّمْسِ،‏ فَإِذَا دُمُوعُ ٱلْمَظْلُومِينَ وَلَا مُعَزِّيَ لَهُمْ،‏ وَٱلْقُوَّةُ فِي يَدِ ظَالِمِيهِمْ،‏ أَمَّا هُمْ فَلَا مُعَزِّيَ لَهُمْ».‏ لَا شَكَّ أَنَّهُ يَصْعُبُ عَلَى عُقُولِنَا ٱلنَّاقِصَةِ ٱلْآنَ تَخَيُّلُ مَدَى رَوْعَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ.‏ فَٱلشَّرُّ لَنْ يَكُونَ فِي مَا بَعْدُ،‏ بَلْ سَتَحِلُّ مَحَلَّهُ ٱلْأُمُورُ ٱلصَّالِحَةُ.‏ نَعَمْ،‏ سَيُعِيدُ يَهْوَه كُلَّ ٱلْأُمُورِ إِلَى نِصَابِهَا بِطَرِيقَةٍ تَفُوقُ تَوَقُّعَاتِنَا.‏ فَكَمْ مُلَائِمَةٌ هِيَ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي أَوْحَى يَهْوَه ٱللهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ أَنْ يَكْتُبَهَا:‏ «نَنْتَظِرُ بِحَسَبِ وَعْدِهِ سَمٰوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً،‏ فِيهَا يَسْكُنُ ٱلْبِرُّ»!‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

١٦ كَيْفَ تَأَسَّسَتِ ‹ٱلسَّموَاتُ ٱلْجَدِيدَةُ›،‏ وَكَيْفَ يُوضَعُ أَسَاسُ ‹ٱلْأَرْضِ ٱلْجَدِيدَةِ› ٱلْيَوْمَ؟‏

١٦ وَهذِهِ ‹ٱلسَّموَاتُ ٱلْجَدِيدَةُ›،‏ حُكُومَةُ ٱللهِ ٱلسَّمَاوِيَّةُ بِرِئَاسَةِ ٱلْمَسِيحِ،‏ قَدْ تَأَسَّسَتْ.‏ وَٱلَّذِينَ يُشَكِّلُونَ نَوَاةَ ‹ٱلْأَرْضِ ٱلْجَدِيدَةِ›،‏ مُجْتَمَعٌ أَرْضِيٌّ جَدِيدٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ ذَوِي ٱلْقُلُوبِ ٱلْمُسْتَقِيمَةِ،‏ يُجْمَعُونَ خِلَالَ هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏ وَقَدْ جُمِعَ حَتَّى ٱلْآنَ مَا يُقَارِبُ سَبْعَةَ مَلَايِينِ شَخْصٍ يَعِيشُونَ فِي نَحْوِ ٢٣٥ بَلَدًا وَيُؤَلِّفُونَ حَوَالَيْ ١٠٠٬٠٠٠ جَمَاعَةٍ.‏ وَهؤُلَاءِ ٱلْمَلَايِينُ يَتَعَلَّمُونَ طُرُقَ يَهْوَه ٱلْبَارَّةَ وَٱلْعَادِلَةَ.‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ يَتَمَتَّعُونَ بِوَحْدَةٍ عَالَمِيَّةٍ تُوَطِّدُهَا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ.‏ وَوَحْدَتُهُمْ هذِهِ وَاضِحَةٌ وُضُوحَ ٱلشَّمْسِ وَرَاسِخَةٌ لَا تَتَزَعْزَعُ وَلَيْسَ لَهَا مَثِيلٌ فِي كُلِّ ٱلتَّارِيخِ،‏ وَحْدَةٌ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَشْعُرَ بِهَا إِطْلَاقًا رَعَايَا ٱلشَّيْطَانِ.‏ وَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ وَٱلْوَحْدَةُ تُشَكِّلَانِ لَمَحَاتٍ مُسْبَقَةً لِمَا سَيَحْصُلُ فِي عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلرَّائِعِ،‏ حَيْثُ سَيَسُودُ ٱلْبِرُّ وَٱلْعَدْلُ.‏ —‏ اشعيا ٢:‏٢-‏٤؛‏ يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ كولوسي ٣:‏١٤‏.‏

هُجُومُ ٱلشَّيْطَانِ سَيَبُوءُ بِٱلْفَشَلِ

١٧ لِمَاذَا هُجُومُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْأَخِيرُ عَلَى شَعْبِ يَهْوَه سَيَبُوءُ بِٱلْفَشَلِ لَا مَحَالَةَ؟‏

١٧ عَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيَشُنُّ ٱلشَّيْطَانُ وَأَتْبَاعُهُ هُجُومًا عَلَى عُبَّادِ يَهْوَه فِي مُحَاوَلَةٍ لِإِبَادَتِهِمْ.‏ (‏حزقيال ٣٨:‏١٤-‏٢٣‏)‏ وَسَيَكُونُ ذلِكَ جُزْءًا مِمَّا قَالَ عَنْهُ يَسُوعُ إِنَّهُ «ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ مُنْذُ بَدْءِ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآنَ،‏ وَلَنْ يَحْدُثَ ثَانِيَةً».‏ (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ فَهَلْ يَنْجَحُ ٱلشَّيْطَانُ فِي هُجُومِهِ؟‏ كَلَّا.‏ تُطَمْئِنُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ:‏ «يَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْعَدْلَ،‏ وَلَا يَتْرُكُ أَوْلِيَاءَهُ.‏ إِلَى ٱلدَّهْرِ يُحْفَظُونَ،‏ أَمَّا نَسْلُ ٱلْأَشْرَارِ فَيُقْطَعُونَ.‏ اَلْأَبْرَارُ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ،‏ وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

١٨ (‏أ)‏ كَيْفَ سَيَكُونُ رَدُّ فِعْلِ ٱللهِ عِنْدَمَا يَشُنُّ ٱلشَّيْطَانُ هُجُومًا عَلَى شَعْبِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱسْتَفَدْتُمْ شَخْصِيًّا مِنْ مُرَاجَعَةِ هذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَوْلَ ٱنْتِصَارِ ٱلْعَدْلِ؟‏

١٨ إِنَّ هُجُومَ ٱلشَّيْطَانِ وَحُشُودِهِ عَلَى خُدَّامِ يَهْوَه سَيَكُونُ آخِرَ مَرَّةٍ يَجْرِي ٱلتَّطَاوُلُ فِيهَا عَلَى يَهْوَه.‏ أَنْبَأَ يَهْوَه بِفَمِ زَكَرِيَّا:‏ «مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ بُؤْبُؤَ عَيْنِي».‏ (‏زكريا ٢:‏٨‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلِٱعْتِدَاءَ عَلَى خُدَّامِ يَهْوَه هُوَ أَشْبَهُ بِوَضْعِ شَخْصٍ إِصْبَعَهُ عَلَى بُؤْبُؤِ عَيْنِ يَهْوَه.‏ لِذلِكَ سَيَكُونُ رَدُّ فِعْلِهِ فَوْرِيًّا وَيَضَعُ حَدًّا لِلْمُعْتَدِينَ.‏ فَبِمَا أَنَّهُ مَا مِنْ شَعْبٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ مُحِبٌّ وَمُوَحَّدٌ وَمُسَالِمٌ وَيُطِيعُ ٱلْقَانُونَ كَخُدَّامِ يَهْوَه،‏ فَإِنَّ ٱلْهُجُومَ عَلَيْهِمْ سَيَكُونُ ظَالِمًا وَغَيْرَ مُبَرَّرٍ.‏ وَيَهْوَه —‏ أَعْظَمُ ‹مُحِبٍّ لِلْعَدْلِ› —‏ لَنْ يَحْتَمِلَهُ،‏ بَلْ سَيَتَّخِذُ إِجْرَاءً لِمَصْلَحَتِهِمْ.‏ وَهذَا مَا سَيُؤَدِّي إِلَى إِهْلَاكِ أَعْدَاءِ شَعْبِهِ هَلَاكًا أَبَدِيًّا،‏ ٱنْتِصَارِ ٱلْعَدْلِ،‏ وَخَلَاصِ ٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَ ٱلْإِلهَ ٱلْحَقَّ ٱلْوَحِيدَ.‏ فَكَمْ هِيَ رَائِعَةٌ وَشَيِّقَةٌ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلَّتِي تَكْمُنُ أَمَامَنَا!‏ —‏ امثال ٢:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• لِمَاذَا ٱلظُّلْمُ مُتَفَشٍّ جِدًّا؟‏

‏• كَيْفَ سَيَحُلُّ يَهْوَه مُشْكِلَةَ ٱلظُّلْمِ ٱلْمُتَفَشِّي فِي ٱلْأَرْضِ؟‏

‏• أَيَّةُ نُقْطَةٍ فِي هذَا ٱلدَّرْسِ عَنِ ٱنْتِصَارِ ٱلْعَدْلِ أَثَّرَتْ فِيكُمْ شَخْصِيًّا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

كَانَ ٱلشَّرُّ كَثِيرًا قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ،‏ وَهُوَ كَثِيرٌ أَيْضًا فِي هذِهِ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ»‏

‏[الصورة في الصفحتين ٢٤ و ٢٥]‏

فِي عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ،‏ سَيَحِلُّ ٱلْعَدْلُ وَٱلْبِرُّ مَحَلَّ ٱلشَّرِّ