ايها الوالدون، درِّبوا اولادكم بمحبة
أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ، دَرِّبُوا أَوْلَادَكُمْ بِمَحَبَّةٍ
«لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ بِمَحَبَّةٍ». — ١ كورنثوس ١٦:١٤.
١ أَيَّةُ مَشَاعِرَ يُحِسُّ بِهَا ٱلْوَالِدُونَ عِنْدَمَا يُولَدُ لَهُمْ طِفْلٌ؟
يُوَافِقُ مُعْظَمُ ٱلْوَالِدِينَ أَنَّ وِلَادَةَ طِفْلٍ هِيَ إِحْدَى أَبْهَجِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ فِي ٱلْحَيَاةِ. تَقُولُ أُمٌّ ٱسْمُهَا آلِيَا: «عِنْدَمَا وَقَعَ نَظَرِي لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى عَلَى طِفْلَتِي ٱلصَّغِيرَةِ، غَمَرَنِي شُعُورٌ رَائِعٌ. لَقَدْ كَانَتْ أَجْمَلَ طِفْلَةٍ رَأَيْتُهَا فِي حَيَاتِي». لكِنَّ مَشَاعِرَ ٱلْقَلَقِ قَدْ تُعَكِّرُ صَفْوَ هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلْمُبْهِجَةِ. يَقُولُ زَوْجُ آلِيَا: «كَانَ يَشْغَلُ بَالِي سُؤَالٌ هُوَ: هَلْ أَنْجَحُ فِي إِعْدَادِ ٱبْنَتِي لِمُوَاجَهَةِ مِحَنِ هذِهِ ٱلْحَيَاةِ؟». لكِنَّهُ لَيْسَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي تَنْتَابُهُ هذِهِ ٱلْمَشَاعِرُ. فَوَالِدُونَ كَثِيرُونَ يُشَاطِرُونَهُ مَشَاعِرَهُ وَهُمْ يُدْرِكُونَ ٱلْحَاجَةَ إِلَى تَدْرِيبِ أَوْلَادِهِمْ بِمَحَبَّةٍ. إِلَّا أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي مَنْحِ أَوْلَادِهِمْ هذَا ٱلتَّدْرِيبَ ٱلْحُبِّيَّ يُوَاجِهُونَ ٱلصُّعُوبَاتِ. فَمَا هِيَ بَعْضُهَا؟
٢ أَيَّةُ صُعُوبَاتٍ يُوَاجِهُهَا ٱلْوَالِدُونَ؟
٢ نَحْنُ مُتَوَغِّلُونَ جِدًّا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ لِهذَا ٱلنِّظَامِ. فَكَمَا أُنْبِئَ، يَفْتَقِرُ مُجْتَمَعُنَا إِلَى ٱلْمَحَبَّةِ. حَتَّى أَفْرَادُ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْوَاحِدَةِ هُمْ «بِلَا حُنُوٍّ» وَصَارُوا «غَيْرَ شَاكِرِينَ، غَيْرَ أَوْلِيَاءَ، . . . بِلَا ضَبْطِ نَفْسٍ، شَرِسِينَ». (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) وَٱلِٱحْتِكَاكُ ٱلْيَوْمِيُّ بِأَشْخَاصٍ يَمْتَلِكُونَ صِفَاتٍ كَهذِهِ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَثِّرَ فِي تَعَامُلَاتِ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَاحِدِهِمْ مَعَ ٱلْآخَرِ. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، يُجَاهِدُ ٱلْوَالِدُونَ لِلتَّحَكُّمِ فِي مَيْلِهِمِ ٱلْمَوْرُوثِ إِلَى فُقْدَانِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ، ٱلتَّفَوُّهِ بِكَلِمَاتٍ جَارِحَةٍ لَا يَعْنُونَهَا، وَعَدَمِ ٱسْتِخْدَامِ ٱلتَّمْيِيزِ فِي مَجَالَاتٍ أُخْرَى. — روما ٣:٢٣؛ يعقوب ٣:٢، ٨، ٩.
٣ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ أَنْ يُرَبُّوا أَوْلَادَهُمْ لِيَكُونُوا سُعَدَاءَ فِي حَيَاتِهِمْ؟
٣ رَغْمَ هذِهِ ٱلصُّعُوبَاتِ، بِإِمْكَانِ ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يُرَبُّوا أَوْلَادَهُمْ لِيَكُونُوا أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا وَسُعَدَاءَ فِي حَيَاتِهِمْ. كَيْفَ ذلِكَ؟ بِٱتِّبَاعِ نَصِيحَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: «لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ بِمَحَبَّةٍ». (١ كورنثوس ١٦:١٤) حَقًّا، إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ «رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ». (كولوسي ٣:١٤) فَلْنَسْتَعْرِضْ ثَلَاثَةَ أَوْجُهٍ لِلْمَحَبَّةِ وَصَفَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ ٱلْأُولَى إِلَى ٱلْكُورِنْثِيِّينَ. وَلْنُنَاقِشْ بَعْضَ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ مِنْ خِلَالِهَا أَنْ يَضَعُوا هذِهِ ٱلصِّفَةَ مَوْضِعَ ٱلْعَمَلِ عِنْدَ تَدْرِيبِ أَوْلَادِهِمْ. — ١ كورنثوس ١٣:٤-٨.
لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ تَتَحَلَّوْا بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ؟
٤ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَتَحَلَّى ٱلْوَالِدُونَ بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ؟
٤ كَتَبَ بُولُسُ: «اَلْمَحَبَّةُ طَوِيلَةُ ٱلْأَنَاةِ». ١ كورنثوس ١٣:٤) إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ إِلَى «طَوِيلَةُ ٱلْأَنَاةِ» تُشِيرُ إِلَى ٱلصَّبْرِ وَبُطْءِ ٱلْغَضَبِ. وَلِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَتَحَلَّى ٱلْوَالِدُونَ بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ؟ لَا شَكَّ أَنَّ أَسْبَابًا كَثِيرَةً قَدْ تَخْطُرُ عَلَى بَالِ مُعْظَمِ ٱلْوَالِدِينَ. لكِنَّنَا سَنَذْكُرُ فِي مَا يَلِي بَعْضًا مِنْهَا فَقَطْ. نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ مِنْ طَبْعِ ٱلْأَوْلَادِ أَنْ يَطْلُبُوا تَكْرَارًا ٱلْأَمْرَ ٱلَّذِي يَرْغَبُونَ فِيهِ. حَتَّى لَوْ كَانَ ٱلْوَالِدُونَ حَازِمِينَ فِي رَفْضِهِمْ، يُمْكِنُ أَنْ يُلِحَّ ٱلْوَلَدُ فِي طَلَبِهِ عَلَى أَمَلِ ٱلْحُصُولِ عَلَى مُرَادِهِ. وَٱلْمُرَاهِقُونَ يُجَادِلُونَ مُطَوَّلًا لِإِقْنَاعِ وَالِدِيهِمْ بِأَنْ يَسْمَحُوا لَهُمْ بِفِعْلِ أَمْرٍ يَعْرِفُ ٱلْوَالِدُونَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّهُ حَمَاقَةٌ. (امثال ٢٢:١٥) كَمَا أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ، مِثْلَنَا جَمِيعًا، مَيَّالُونَ إِلَى تَكْرَارِ أَخْطَائِهِمْ. — مزمور ١٣٠:٣.
(٥ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدِينَ عَلَى ٱلتَّحَلِّي بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ؟
٥ وَمَاذَا يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يُعَامِلُوا أَوْلَادَهُمْ بِطُولِ أَنَاةٍ وَصَبْرٍ؟ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ: «بَصِيرَةُ ٱلْإِنْسَانِ تُبْطِئُ غَضَبَهُ». (امثال ١٩:١١) إِنَّ ٱلْبَصِيرَةَ تُسَاعِدُ ٱلْوَالِدِينَ عَلَى فَهْمِ تَصَرُّفَاتِ أَوْلَادِهِمْ، وَذلِكَ حِينَ يَتَذَكَّرُونَ أَنَّهُمْ هُمْ أَيْضًا كَانُوا فِي مَا مَضَى ‹يَتَكَلَّمُونَ كَأَطْفَالٍ، وَيُفَكِّرُونَ كَأَطْفَالٍ، وَيَسْتَعْمِلُونَ عَقْلَهُمْ كَأَطْفَالٍ›. (١ كورنثوس ١٣:١١) فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ، هَلْ تَتَذَكَّرُونَ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَلِجُّونَ عَلَى وَالِدِيكُمْ لِيُوَافِقُوا عَلَى طَلَبَاتِكُمُ ٱلصِّبْيَانِيَّةِ؟ وَعِنْدَمَا كُنْتُمْ مُرَاهِقِينَ، هَلْ فَكَّرْتُمْ أَنَّ وَالِدِيكُمْ لَا يَفْهَمُونَ مَشَاعِرَكُمْ أَوْ مَشَاكِلَكُمْ؟ إِذًا، أَنْتُمْ تَفْهَمُونَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ سَبَبَ تَصَرُّفَاتِ أَوْلَادِكُمْ وَتَعْرِفُونَ لِمَاذَا يَلْزَمُ دَائِمًا أَنْ تُذَكِّرُوهُمْ بِصَبْرٍ بِقَرَارَاتِكُمْ. (كولوسي ٤:٦) وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ يَهْوَه أَوْصَى ٱلْوَالِدِينَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ ‹يُلَقِّنُوا› صِغَارَهُمْ شَرَائِعَهُ. (تثنية ٦:٦، ٧) فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلَّتِي تُقَابِلُ «لَقَّنَ» تَعْنِي «كَرَّرَ»، «قَالَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى»، «طَبَعَ فِي ٱلذِّهْنِ». وَهذَا مَا يَدُلُّ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ قَدْ يُضْطَرُّونَ إِلَى تَكْرَارِ ٱلْحَدِيثِ نَفْسِهِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ لِكَيْ يَتَعَلَّمَ ٱلْوَلَدُ أَنْ يُطَبِّقَ شَرَائِعَ ٱللهِ. وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى تَعَلُّمِ دُرُوسٍ أُخْرَى فِي ٱلْحَيَاةِ.
٦ لِمَاذَا طُولُ ٱلْأَنَاةِ لَا يَعْنِي ٱلتَّسَاهُلَ؟
٦ إِلَّا أَنَّ طُولَ ٱلْأَنَاةِ لَا يَعْنِي ٱلتَّسَاهُلَ. تُحَذِّرُ كَلِمَةُ ٱللهِ: «اَلصَّبِيُّ ٱلْمُطْلَقُ إِلَى هَوَاهُ يُخْزِي أُمَّهُ». وَلِتَجَنُّبِ هذِهِ ٱلْعَاقِبَةِ، يَذْكُرُ ٱلْمَثَلُ نَفْسُهُ: «اَلْعَصَا وَٱلتَّوْبِيخُ يُعْطِيَانِ حِكْمَةً». (امثال ٢٩:١٥) فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، قَدْ يَرْفُضُ ٱلْأَوْلَادُ ٱلِٱعْتِرَافَ بِحَقِّ وَالِدِيهِمْ فِي تَأْدِيبِهِمْ. لكِنَّ ٱلْعَائِلَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ لَيْسَتْ حُكُومَةً دِيمُوقْرَاطِيَّةً يَعْتَمِدُ فِيهَا حَقُّ ٱلْوَالِدِينَ فِي وَضْعِ ٱلْقَوَاعِدِ عَلَى مُوَافَقَةِ ٱلْأَوْلَادِ. فَيَهْوَه، رَأْسُ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْأَعْظَمُ، قَدْ خَوَّلَ ٱلْوَالِدِينَ سُلْطَةَ تَدْرِيبِ أَوْلَادِهِمْ وَتَأْدِيبِهِمْ بِمَحَبَّةٍ. (١ كورنثوس ١١:٣؛ افسس ٣:١٥؛ ٦:١-٤) وَٱلتَّأْدِيبُ يَرْتَبِطُ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِٱلْوَجْهِ ٱلتَّالِي لِلْمَحَبَّةِ ٱلَّذِي ذَكَرَهُ بُولُسُ.
كَيْفَ تُؤَدِّبُونَهُمْ بِمَحَبَّةٍ؟
٧ لِمَاذَا يُؤَدِّبُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلَّذِينَ يَتَّصِفُونَ بِٱللُّطْفِ أَوْلَادَهُمْ، وَمَاذَا يَشْمُلُ هذَا ٱلتَّأْدِيبُ؟
٧ كَتَبَ بُولُسُ: «اَلْمَحَبَّةُ . . . لَطِيفَةٌ». (١ كورنثوس ١٣:٤) وَٱلْوَالِدُونَ ٱلَّذِينَ يَتَّصِفُونَ بِٱللُّطْفِ فِعْلًا يُؤَدِّبُونَ أَوْلَادَهُمْ بِثَبَاتٍ، أَيْ دُونَ أَنْ يُغَيِّرُوا قَوَاعِدَهُمْ بِٱسْتِمْرَارٍ. وَبِذلِكَ يَقْتَدُونَ بِيَهْوَه. فَقَدْ كَتَبَ بُولُسُ: «اَلَّذِي يُحِبُّهُ يَهْوَهُ يُؤَدِّبُهُ». لَاحِظُوا أَنَّ ٱلتَّأْدِيبَ ٱلَّذِي يُشِيرُ إِلَيْهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْعِقَابِ، بَلْ يَشْمُلُ أَيْضًا فِكْرَةَ ٱلتَّدْرِيبِ وَٱلتَّعْلِيمِ. وَمَا هُوَ هَدَفُ هذَا ٱلتَّأْدِيبِ؟ يَقُولُ بُولُسُ إِنَّهُ «يُعْطِي مَنْ تَدَرَّبَ بِهِ ثَمَرَ سَلَامٍ، أَيْ بِرًّا». (عبرانيين ١٢:٦، ١١) فَعِنْدَمَا يُعْرِبُ ٱلْوَالِدُونَ عَنِ ٱللُّطْفِ مِنْ خِلَالِ تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ مَشِيئَةَ ٱللهِ، يُتِيحُونَ لَهُمْ فُرْصَةَ ٱلصَّيْرُورَةِ رَاشِدِينَ مُسَالِمِينَ وَمُسْتَقِيمِينَ. وَإِذَا قَبِلَ ٱلْأَوْلَادُ «تَأْدِيبَ يَهْوَهَ»، يَرْبَحُونَ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْمَعْرِفَةَ وَٱلتَّمْيِيزَ — مُقْتَنَيَاتٌ أَثْمَنُ مِنَ ٱلْفِضَّةِ أَوِ ٱلذَّهَبِ. — امثال ٣:١١-١٨.
٨ مَاذَا يَنْتِجُ عَادَةً إِذَا لَمْ يُؤَدِّبِ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ؟
٨ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، لَا يُعْرِبُ ٱلْوَالِدُونَ عَنِ ٱللُّطْفِ إِذَا امثال ١٣:٢٤) فَٱلْأَوْلَادُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤَدِّبُهُمْ وَالِدُوهُمْ بِثَبَاتٍ يُصْبِحُونَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَانِيِّينَ وَغَيْرَ سُعَدَاءَ. بِٱلتَّبَايُنِ، فَإِنَّ ٱلْأَوْلَادَ ٱلَّذِينَ يُرَبِّيهِمْ وَالِدُونَ مُتَعَاطِفُونَ وَلكِنْ يَرْسُمُونَ حُدُودًا وَاضِحَةً وَثَابِتَةً يَكُونُونَ تَلَامِيذَ مُجْتَهِدِينَ، يَكْتَسِبُونَ مَهَارَاتٍ ٱجْتِمَاعِيَّةً أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَتَكُونُ حَيَاتُهُمْ فِي ٱلْعُمُومِ حَيَاةً سَعِيدَةً. وَهكَذَا نَرَى أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ ٱلَّذِينَ يُؤَدِّبُونَ أَوْلَادَهُمْ يُظْهِرُونَ لَهُمُ ٱللُّطْفَ.
ٱمْتَنَعُوا عَنْ تَأْدِيبِ أَوْلَادِهِمْ. أَوْحَى يَهْوَه إِلَى سُلَيْمَانَ أَنْ يَكْتُبَ: «مَنْ يَمْنَعُ عَصَاهُ يُبْغِضُ ٱبْنَهُ، وَمَنْ يُحِبُّهُ يَطْلُبُ لَهُ ٱلتَّأْدِيبَ». (٩ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَوْلَادَهُمْ، وَكَيْفَ يَجِبُ ٱعْتِبَارُ هذِهِ ٱلْمَطَالِبِ؟
٩ وَمَاذَا يَشْمُلُ ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱللُّطْفِ عِنْدَ تَأْدِيبِ ٱلْأَوْلَادِ؟ يَجِبُ أَنْ يُخْبِرَ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ بِوُضُوحٍ ٱلْأُمُورَ ٱلْمَطْلُوبَةَ مِنْهُمْ. مَثَلًا، يُعَلِّمُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَوْلَادَهُمْ مُنْذُ ٱلطُّفُولِيَّةِ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَسَاسِيَّةَ وَضَرُورَةَ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي مُخْتَلِفِ أَوْجُهِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. (خروج ٢٠:١٢-١٧؛ متى ٢٢:٣٧-٤٠؛ ٢٨:١٩؛ عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) وَيَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْأَوْلَادُ أَنَّ هذِهِ ٱلْمَطَالِبَ غَيْرُ قَابِلَةٍ لِلْمُنَاقَشَةِ.
١٠، ١١ لِمَاذَا قَدْ يَأْخُذُ ٱلْوَالِدُونَ آرَاءَ أَوْلَادِهِمْ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ عِنْدَمَا يَضَعُونَ ٱلْقَوَاعِدَ ٱلَّتِي سَتَتْبَعُهَا ٱلْعَائِلَةُ؟
١٠ وَلكِنْ قَدْ يَرْغَبُ ٱلْوَالِدُونَ أَحْيَانًا أَنْ يَتَنَاقَشُوا مَعَ أَوْلَادِهِمْ عِنْدَ وَضْعِ ٱلْقَوَاعِدِ ٱلَّتِي سَتَتْبَعُهَا ٱلْعَائِلَةُ. فَٱشْتِرَاكُ ٱلْأَوْلَادِ فِي مُنَاقَشَةِ هذِهِ ٱلْقَوَاعِدِ يُسَهِّلُ عَلَيْهِمِ ٱتِّبَاعَهَا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بِإِمْكَانِ ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يُقَرِّرُوا هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ أَيَّةَ سَاعَةٍ يَجِبُ أَنْ يَرْجِعَ ٱلْأَوْلَادُ إِلَى ٱلْمَنْزِلِ. أَوْ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَسْمَحُوا لِأَوْلَادِهِمْ بِأَنْ يَقْتَرِحُوا سَاعَةً مُعَيَّنَةً وَيَذْكُرُوا لِمَاذَا يُفَضِّلُونَهَا. ثُمَّ يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ أَنْ يَذْكُرُوا ٱلسَّاعَةَ ٱلَّتِي يُرِيدُونَهَا وَيُوضِحُوا لِمَاذَا يَشْعُرُونَ أَنَّهَا مُنَاسِبَةٌ. وَلكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ فِي حَالِ وُجُودِ ٱخْتِلَافٍ فِي ٱلْآرَاءِ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي سَيَحْدُثُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ؟ فِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ، يُمْكِنُ أَنْ يُقَرِّرَ ٱلْوَالِدُونَ أَخْذَ رَغَبَاتِ أَوْلَادِهِمْ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ مَا دَامَتْ مَبَادِئُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَا تُنْتَهَكُ. وَهَلْ يُعْتَبَرُ ذلِكَ بِمَثَابَةِ تَنَازُلٍ عَنِ ٱلسُّلْطَةِ؟
١١ لِلْإِجَابَةِ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ، لِنَتَأَمَّلْ كَيْفَ مَارَسَ يَهْوَه سُلْطَتَهُ بِمَحَبَّةٍ عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ لُوطٍ وَعَائِلَتِهِ. فَبَعْدَمَا أَخْرَجَ مَلَاكَانِ لُوطًا وَزَوْجَتَهُ وَٱبْنَتَيْهِ مِنْ سَدُومَ، قَالَا لَهُمْ أَنْ ‹يَهْرُبُوا إِلَى ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ لِئَلَّا يَهْلِكُوا›. لكِنَّ لُوطًا تكوين ١٩:١٧-٢٢) فَهَلْ تَنَازَلَ يَهْوَه عَنْ سُلْطَتِهِ؟ قَطْعًا لَا. لكِنَّهُ أَخَذَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ طَلَبَ لُوطٍ وَٱخْتَارَ أَنْ يُظْهِرَ لَهُ لُطْفًا زَائِدًا فِي هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ، هَلْ تَأْخُذُونَ أَحْيَانًا آرَاءَ أَوْلَادِكُمْ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ عِنْدَمَا تَضَعُونَ ٱلْقَوَاعِدَ؟
أَجَابَ: «لَا، أَرْجُوكَ، يَا يَهْوَهُ!». ثُمَّ ٱقْتَرَحَ حَلًّا بَدِيلًا قَائِلًا: «هَا إِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةَ قَرِيبَةٌ لِلْهَرَبِ إِلَيْهَا وَهِيَ صَغِيرَةٌ. دَعْنِي، مِنْ فَضْلِكَ، أَهْرُبُ إِلَى هُنَاكَ». فَمَاذَا كَانَ جَوَابُ يَهْوَه؟ قَالَ لَهُ: «هَا أَنَا أُكْرِمُكَ هٰكَذَا أَيْضًا». (١٢ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلْوَلَدَ عَلَى ٱلشُّعُورِ بِٱلْأَمْنِ؟
١٢ طَبْعًا، لَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْأَوْلَادُ ٱلْقَوَاعِدَ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا مَا هُوَ عِقَابُهُمْ إِذَا خَالَفُوهَا. وَبَعْدَمَا تُنَاقَشُ ٱلْعُقُوبَاتُ وَتَصِيرُ وَاضِحَةً فِي ذِهْنِ ٱلْأَوْلَادِ، يَلْزَمُ تَطْبِيقُ ٱلْقَوَاعِدِ. فَلَيْسَ لُطْفًا مِنْ جِهَةِ ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يُهَدِّدُوا أَوْلَادَهُمْ بِٱسْتِمْرَارٍ بِتَنْفِيذِ ٱلْعِقَابِ ثُمَّ يُعْفُوهُمْ مِنْهُ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «لَمَّا كَانَ ٱلْحُكْمُ عَلَى ٱلْعَمَلِ ٱلرَّدِيءِ لَا يُنَفَّذُ بِسُرْعَةٍ، فَلِذٰلِكَ قَدِ ٱمْتَلَأَ قَلْبُ بَنِي ٱلْبَشَرِ فِيهِمْ إِصْرَارًا عَلَى فِعْلِ ٱلسُّوءِ». (جامعة ٨:١١) وَفِي حِينِ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ قَدْ يَمْتَنِعُونَ عَنْ مُعَاقَبَةِ ٱلْوَلَدِ أَمَامَ ٱلنَّاسِ أَوْ أَمَامَ نُظَرَائِهِ لِئَلَّا يُحْرِجُوهُ، إِلَّا أَنَّ شُعُورَ ٱلْأَوْلَادِ بِٱلْأَمْنِ وَكَذلِكَ بِٱلِٱحْتِرَامِ وَٱلْمَحَبَّةِ لِوَالِدِيهِمْ يَزْدَادُ حِينَ يَعْرِفُونَ أَنَّ كَلِمَةَ وَالِدِيهِمْ «نَعَمْ» تَعْنِي نَعَمْ وَكَلِمَتَهُمْ «لَا» تَعْنِي لَا، حَتَّى لَوْ عَنَى ذلِكَ ٱلْعِقَابَ. — متى ٥:٣٧.
١٣، ١٤ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَهْوَه عِنْدَ تَدْرِيبِ أَوْلَادِهِمْ؟
١٣ يُعْرِبُ ٱلْوَالِدُونَ عَنِ ٱللُّطْفِ أَيْضًا حِينَ يُكَيِّفُونَ ٱلْعِقَابَ وَٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُونَهَا لِلْعِقَابِ حَسَبَ حَاجَةِ ٱلْوَلَدِ. تَتَذَكَّرُ پَامْ: «كَانَتْ حَاجَاتُ ٱبْنَتَيْنَا مُخْتَلِفَةً فِي مَجَالِ ٱلتَّأْدِيبِ. فَمَا كَانَ فَعَّالًا مَعَ إِحْدَاهُمَا لَمْ يَنْجَحْ مَعَ ٱلْأُخْرَى». وَيُوضِحُ زَوْجُهَا لَارِي: «كَانَتِ ٱبْنَتُنَا ٱلْكُبْرَى صَعْبَةَ ٱلْمِرَاسِ وَلَمْ تَتَجَاوَبْ إِلَّا مَعَ ٱلتَّأْدِيبِ ٱلْقَاسِي. أَمَّا ٱلصُّغْرَى فَكَانَتْ تَتَجَاوَبُ فَوْرًا مَعَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْحَازِمَةِ أَوْ حَتَّى حِينَ نَرْمُقُهَا بِنَظْرَةٍ تَدُلُّ عَلَى عَدَمِ رِضَانَا». حَقًّا إِنَّ ٱلْوَالِدِينَ ٱلَّذِينَ يَتَحَلَّوْنَ بِٱللُّطْفِ يَبْذُلُونَ ٱلْجُهْدَ لِيُمَيِّزُوا أَيُّ تَأْدِيبٍ هُوَ نَافِعٌ لِكُلٍّ مِنْ أَوْلَادِهِمْ.
١٤ وَيَهْوَه هُوَ خَيْرُ مِثَالٍ لِلْوَالِدِينَ. فَهُوَ يَعْرِفُ مَوَاطِنَ ٱلْقُوَّةِ وَٱلضُّعْفِ لَدَى كُلٍّ مِنْ خُدَّامِهِ. (عبرانيين ٤:١٣) إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، يَهْوَه لَيْسَ قَاسِيًا أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ أَوْ مُتَسَاهِلًا جِدًّا عِنْدَ تَنْفِيذِ ٱلْعِقَابِ. بِٱلْأَحْرَى، إِنَّهُ دَائِمًا يُؤَدِّبُ شَعْبَهُ «بِٱعْتِدَالٍ». (ارميا ٣٠:١١) فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ، هَلْ تَعْرِفُونَ مَوَاطِنَ ٱلْقُوَّةِ وَٱلضُّعْفِ لَدَى أَوْلَادِكُمْ؟ هَلْ تَسْتَخْدِمُونَ هذِهِ ٱلْمَعْرِفَةَ لِتُدَرِّبُوهُمْ بِطَرِيقَةٍ بَنَّاءَةٍ تَنِمُّ عَنِ ٱللُّطْفِ؟ إِنَّ فِعْلَكُمْ ذلِكَ يُظْهِرُ أَنَّكُمْ تُحِبُّونَهُمْ.
شَجِّعُوهُمْ عَلَى ٱلتَّوَاصُلِ مَعَكُمْ بِصَرَاحَةٍ
١٥، ١٦ كَيْفَ يُشَجِّعُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ عَلَى ٱلتَّوَاصُلِ بِصَرَاحَةٍ، وَأَيُّ أُسْلُوبٍ وَجَدَهُ بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فَعَّالًا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ؟
١٥ اَلْوَجْهُ ٱلْآخَرُ لِلْمَحَبَّةِ هُوَ أَنَّهَا «لَا تَفْرَحُ بِٱلْإِثْمِ، بَلْ تَفْرَحُ بِٱلْحَقِّ». (١ كورنثوس ١٣:٦) فَكَيْفَ يُدَرِّبُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ لِيُحِبُّوا مَا هُوَ صَائِبٌ وَحَقٌّ؟ إِحْدَى ٱلْخُطُوَاتِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ هِيَ تَشْجِيعُ ٱلْأَوْلَادِ عَلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ مَشَاعِرِهِمْ بِصَرَاحَةٍ، حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُنْ كَلَامُهُمْ سَيُعْجِبُ وَالِدِيهِمْ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ يَفْرَحُونَ عِنْدَمَا يُعَبِّرُ ٱلْأَوْلَادُ عَنْ آرَاءٍ وَمَشَاعِرَ تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْبَارَّةِ، لكِنَّ تَعْلِيقَاتِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلصَّرِيحَةَ قَدْ تَكْشِفُ أَحْيَانًا عَنْ مَيْلٍ نَحْوَ ٱلشَّرِّ فِي قَلْبِهِمْ. (تكوين ٨:٢١) فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَجَاوَبَ ٱلْوَالِدُونَ؟ رُبَّمَا تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِهِمِ ٱلْأَوَّلِيَّةُ مُعَاقَبَةَ أَوْلَادِهِمْ فَوْرًا عَلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ آرَاءٍ كَهذِهِ. غَيْرَ أَنَّ تَجَاوُبَ ٱلْوَالِدِينَ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ قَدْ يُعَلِّمُ ٱلْأَوْلَادَ أَلَّا يَقُولُوا إِلَّا مَا يُحِبُّ وَالِدُوهُمْ سَمَاعَهُ. لَا شَكَّ أَنَّهُ يَجِبُ تَقْوِيمُ ٱلْأَوْلَادِ فَوْرًا إِذَا تَفَوَّهُوا بِكَلَامٍ يَنِمُّ عَنْ قِلَّةِ ٱحْتِرَامٍ. وَلكِنْ شَتَّانَ مَا بَيْنَ تَعْلِيمِ ٱلْأَوْلَادِ كَيْفَ يَتَكَلَّمُونَ بِتَهْذِيبٍ وَٱلْإِمْلَاءِ عَلَيْهِمْ مَاذَا يَتَكَلَّمُونَ!
١٦ فَكَيْفَ يُشَجِّعُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ عَلَى ٱلتَّوَاصُلِ مَعَهُمْ بِصَرَاحَةٍ؟ تَقُولُ آلِيَا ٱلَّتِي يَرِدُ ذِكْرُهَا آنِفًا: «خَلَقْنَا جَوًّا مِنَ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلصَّرِيحِ بِعَدَمِ ٱلْمُبَالَغَةِ فِي رَدِّ فِعْلِنَا حِينَ يُخْبِرُنَا أَوْلَادُنَا أُمُورًا لَا تُعْجِبُنَا». وَيَقُولُ أَبٌ ٱسْمُهُ طُومْ: «شَجَّعْنَا ٱبْنَتَنَا أَنْ تُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِهَا لَنَا، حَتَّى عِنْدَمَا تَتَعَارَضُ آرَاؤُهَا مَعَ آرَائِنَا. فَقَدْ شَعَرْنَا أَنَّهُ إِذَا قَاطَعْنَاهَا تَكْرَارًا وَهِيَ تَتَكَلَّمُ وَفَرَضْنَا عَلَيْهَا بِٱلْقُوَّةِ أَنْ تَفْعَلَ مَا نُرِيدُهُ نَحْنُ، فَسَتُحِسُّ بِٱلْإِحْبَاطِ وَتَتَعَلَّمُ أَلَّا تَبُوحَ لَنَا بِمَا فِي قَلْبِهَا. بِٱلْمُقَابِلِ، فَإِنَّ إِصْغَاءَنَا إِلَيْهَا شَجَّعَهَا أَنْ تُصْغِيَ إِلَيْنَا». دُونَ شَكٍّ، يَنْبَغِي لِلْأَوْلَادِ أَنْ يُطِيعُوا وَالِدِيهِمْ. (امثال ٦:٢٠) لكِنَّ ٱلْحِوَارَ ٱلصَّرِيحَ يُتِيحُ لِلْوَالِدِينَ فُرْصَةً لِمُسَاعَدَةِ أَوْلَادِهِمْ عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلْمَقْدِرَةِ ٱلتَّفْكِيرِيَّةِ. يَقُولُ ڤِنْسِنْت، وَهُوَ أَبٌ لِأَرْبَعِ فَتَيَاتٍ: «كَثِيرًا مَا كُنَّا نُنَاقِشُ حَسَنَاتِ وَسَيِّئَاتِ حَالَةٍ مُعَيَّنَةٍ لِكَيْ تَصِلَ بَنَاتُنَا بِأَنْفُسِهِنَّ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ ٱلْأَفْضَلِ. وَهذَا مَا سَاعَدَهُنَّ عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلْمَقْدِرَةِ ٱلتَّفْكِيرِيَّةِ». — امثال ١:١-٤.
١٧ بِمَ يُمْكِنُ أَنْ يَثِقَ ٱلْوَالِدُونَ؟
١٧ طَبْعًا، مَا مِنْ وَالِدٍ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يُطَبِّقَ كَامِلًا مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَوْلَ تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ. رَغْمَ ذلِكَ، بِإِمْكَانِكُمْ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ أَنْ تَثِقُوا أَنَّ أَوْلَادَكُمْ سَيُقَدِّرُونَ كَثِيرًا ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي تَبْذُلُونَهَا لِتَدْرِيبِهِمْ بِطُولِ أَنَاةٍ وَلُطْفٍ وَمَحَبَّةٍ. وَلَا شَكَّ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَه سَيُبَارِكُ جُهُودَكُمْ هذِهِ. (امثال ٣:٣٣) وَمِنْ حَيْثُ ٱلْأَسَاسُ، يُرِيدُ كُلُّ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ تَعْلِيمَ أَوْلَادِهِمْ أَنْ يُحِبُّوا يَهْوَه مِثْلَمَا يُحِبُّونَهُ هُمْ. فَكَيْفَ يَبْلُغُ ٱلْوَالِدُونَ هذَا ٱلْهَدَفَ ٱلسَّامِيَ؟ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ بَعْضَ ٱلْأَسَالِيبِ لِتَحْقِيقِ هذِهِ ٱلْغَايَةِ.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• كَيْفَ تُسَاعِدُ ٱلْبَصِيرَةُ ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يَتَحَلَّوْا بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ؟
• مَا ٱرْتِبَاطُ ٱللُّطْفِ بِٱلتَّأْدِيبِ؟
• لِمَاذَا ٱلْحِوَارُ ٱلصَّرِيحُ بَيْنَ ٱلْوَالِدِينَ وَأَوْلَادِهِمْ أَمْرٌ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورتان في الصفحة ٢٣]
أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ، هَلْ تَتَذَكَّرُونَ كَيْفَ كُنْتُمْ تَتَصَرَّفُونَ وَتُفَكِّرُونَ عِنْدَمَا كُنْتُمْ أَوْلَادًا؟
[الصورة في الصفحة ٢٤]
هَلْ تُشَجِّعُونَ أَوْلَادَكُمْ عَلَى ٱلتَّوَاصُلِ مَعَكُمْ بِصَرَاحَةٍ؟