نمِّ الصفات التي تساعدك في عمل التلمذة
نَمِّ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُكَ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ
«اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». — متى ٢٨:١٩.
١ أَيَّةُ مَهَارَاتٍ وَمَوَاقِفَ عَقْلِيَّةٍ ٱحْتَاجَ إِلَيْهَا بَعْضُ خُدَّامِ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي؟
فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يَحْتَاجُ خُدَّامُ يَهْوَه إِلَى ٱكْتِسَابِ مَهَارَاتٍ وَحِيَازَةِ مَوَاقِفَ عَقْلِيَّةٍ تُسَاعِدُهُمْ عَلَى فِعْلِ مَشِيئَتِهِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، تَرَكَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ مَدِينَةَ أُورَ ٱلْمُزْدَهِرَةِ إِطَاعَةً لِأَمْرِ ٱللهِ، وَٱحْتَاجَا مَعَ ٱلْوَقْتِ إِلَى تَنْمِيَةِ صِفَاتٍ وَٱكْتِسَابِ مَهَارَاتٍ ٱسْتَلْزَمَتْهَا ٱلْحَيَاةُ فِي خِيَامٍ. (عبرانيين ١١:٨، ٩، ١٥) كَمَا ٱحْتَاجَ يَشُوعُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ، ٱلثِّقَةِ بِيَهْوَه، وَمَعْرِفَةِ ٱلشَّرِيعَةِ لِكَيْ يَقُودَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. (يشوع ١:٧-٩) وَمَهْمَا كَانَتِ ٱلْمَهَارَاتُ ٱلَّتِي ٱمْتَلَكَهَا بَصَلْئِيلُ وَأُهُولِيآبُ، فَلَا شَكَّ أَنَّهُمَا نَمَّيَاهَا وَصَقَلَاهَا بِعَوْنِ رُوحِ ٱللهِ لِكَيْ يَنْجَحَا فِي ٱلْإِشْرَافِ عَلَى بِنَاءِ ٱلْمَسْكَنِ وَصُنْعِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْأُخْرَى ٱلْمُرْتَبِطَةِ بِهِ. — خروج ٣١:١-١١.
٢ أَيُّ سُؤَالَيْنِ حَوْلَ عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ سَنُنَاقِشُهُمَا ٱلْآنَ؟
٢ بَعْدَ قُرُونٍ، أَوْكَلَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ إِلَى أَتْبَاعِهِ مُهِمَّةَ ٱلتَّلْمَذَةِ حِينَ أَوْصَاهُمْ: «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، . . . وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ». (متى ٢٨:١٩، ٢٠) وَقَبْلَ ذلِكَ ٱلْحِينِ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ قَدْ نَالَ ٱمْتِيَازًا بِهذِهِ ٱلضَّخَامَةِ. فَأَيَّةُ صِفَاتٍ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِلْقِيَامِ بِهذَا ٱلْعَمَلِ؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُ تَنْمِيَتُهَا؟
أَعْرِبْ عَنْ مَحَبَّةٍ عَمِيقَةٍ للهِ
٣ أَيَّةُ فُرْصَةٍ تُتِيحُهَا لَنَا ٱلْوَصِيَّةُ أَنْ نَقُومَ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
٣ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّحَدُّثُ إِلَى ٱلنَّاسِ وَإِقْنَاعُهُمْ بِعِبَادَةِ ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِّ مَحَبَّةً عَمِيقَةً لِيَهْوَه. فِي ٱلْمَاضِي، كَانَ بِٱسْتِطَاعَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يُبَرْهِنُوا عَنْ مَحَبَّتِهِمْ للهِ بِإِطَاعَتِهِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ، تَسْبِيحِهِ بِكُلِّ ٱلنَّفْسِ فِي ٱلتَّرَانِيمِ، وَتَقْدِيمِهِمْ بِإِخْلَاصٍ ذَبَائِحَ مَقْبُولَةً لَدَيْهِ. (تثنية ١٠:١٢، ١٣؛ ٣٠:١٩، ٢٠؛ مزمور ٢١:١٣؛ ٩٦:١، ٢؛ ١٣٨:٥) وَنَحْنُ أَيْضًا كَأَشْخَاصٍ يَقُومُونَ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ نُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِنَا للهِ لَا بِإِطَاعَةِ شَرَائِعِهِ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا بِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ وَعَنْ مَقَاصِدِهِ. وَيَلْزَمُ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِٱقْتِنَاعٍ وَنَخْتَارَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةَ لِلتَّعْبِيرِ عَنْ مَشَاعِرِنَا ٱلْقَلْبِيَّةِ تِجَاهَ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي مَنَحَنَا إِيَّاهُ ٱللهُ. — ١ تسالونيكي ١:٥؛ ١ بطرس ٣:١٥.
٤ لِمَاذَا فَرِحَ يَسُوعُ بِتَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ عَنْ يَهْوَه؟
لوقا ٨:١؛ يوحنا ٤:٢٣، ٢٤، ٣١) فَقَدْ قَالَ ذَاتَ مَرَّةٍ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُنْهِيَ عَمَلَهُ». (يوحنا ٤:٣٤) وَٱنْطَبَقَتْ عَلَيْهِ كَلِمَاتُ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ: «أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلٰهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي. بَشَّرْتُ بِٱلْبِرِّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْعَظِيمَةِ. هُوَذَا شَفَتَايَ لَا أَمْنَعُهُمَا. أَنْتَ يَا يَهْوَهُ تَعْلَمُ ذٰلِكَ يَقِينًا». — مزمور ٤٠:٨، ٩؛ عبرانيين ١٠:٧-١٠.
٤ إِنَّ مَحَبَّةَ يَسُوعَ ٱلْعَمِيقَةَ لِيَهْوَه جَعَلَتْهُ يَفْرَحُ كَثِيرًا بِٱلتَّحَدُّثِ عَنْ مَقَاصِدِ ٱللهِ وَٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. (٥، ٦ مَا هِيَ ٱلصِّفَةُ ٱلْأَسَاسِيَّةُ ٱلَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
٥ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، تَدْفَعُ ٱلْمَحَبَّةُ للهِ ٱلْجُدُدَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ سِوَى ٱلْقَلِيلِ عَنْ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلتَّحَدُّثِ عَنْ يَهْوَه وَٱلْمَلَكُوتِ بِٱقْتِنَاعٍ رَاسِخٍ يَدْفَعُ ٱلْآخَرِينَ إِلَى فَحْصِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (يوحنا ١:٤١) فَمَحَبَّةُ ٱللهِ هِيَ ٱلدَّافِعُ ٱلْأَسَاسِيُّ إِلَى ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. لِذلِكَ فَلْنَسْعَ إِلَى تَأْجِيجِهَا بِقِرَاءَةِ كَلِمَةِ ٱللهِ بِٱنْتِظَامٍ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا بِٱسْتِمْرَارٍ. — ١ تيموثاوس ٤:٦، ١٥؛ رؤيا ٢:٤.
٦ لَا شَكَّ أَنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه لَعِبَتْ دَوْرًا بَارِزًا فِي جَعْلِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مُعَلِّمًا غَيُورًا. لكِنَّهَا لَيْسَتِ ٱلْعَامِلَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي أَدَّى إِلَى صَيْرُورَتِهِ مُنَادِيًا فَعَّالًا بِٱلْمَلَكُوتِ. فَأَيَّةُ صِفَاتٍ أُخْرَى مَكَّنَتْ يَسُوعَ مِنَ ٱلنَّجَاحِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
اِهْتَمَّ بِٱلنَّاسِ ٱهْتِمَامًا حُبِّيًّا
٧، ٨ كَيْفَ نَظَرَ يَسُوعُ إِلَى ٱلنَّاسِ؟
٧ فَكَّرَ يَسُوعُ فِي ٱلنَّاسِ وَٱهْتَمَّ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا حَقِيقِيًّا. حَتَّى خِلَالَ وُجُودِهِ ٱلسَّابِقِ لِبَشَرِيَّتِهِ ‹كَعَامِلٍ مَاهِرٍ› إِلَى جَانِبِ ٱللهِ، كَانَتْ لَذَّاتُهُ مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ. (امثال ٨:٣٠، ٣١) وَكَإِنْسَانٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ، تَرَأَّفَ يَسُوعُ عَلَى ٱلنَّاسِ وَأَنْعَشَ ٱلَّذِينَ أَتَوْا إِلَيْهِ. (متى ١١:٢٨-٣٠) وَبِفِعْلِهِ ذلِكَ أَعْرَبَ عَنْ مَحَبَّةِ وَرَأْفَةِ يَهْوَه نَفْسِهِ، وَهذَا مَا جَذَبَ ٱلنَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ. وَقَدْ أَصْغَى شَتَّى ٱلنَّاسِ إِلَى يَسُوعَ لِأَنَّهُ ٱهْتَمَّ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا حُبِّيًّا وَرَاعَى ظُرُوفَهُمْ. — لوقا ٧:٣٦-٥٠؛ ١٨:١٥-١٧؛ ١٩:١-١٠.
٨ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، حِينَ سَأَلَ رَجُلٌ يَسُوعَ مَاذَا عَلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ لِيَرِثَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ، «نَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَشَعَرَ بِمَحَبَّةٍ نَحْوَهُ». (مرقس ١٠:١٧-٢١) وَنَقْرَأُ عَنْ بَعْضِ ٱلْأَفْرَادِ ٱلَّذِينَ عَلَّمَهُمْ يَسُوعُ فِي بَيْتَ عَنْيَا: «كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ». (يوحنا ١١:١، ٥) وَقَدِ ٱهْتَمَّ يَسُوعُ بِٱلنَّاسِ إِلَى حَدِّ أَنَّهُ ضَحَّى بِرَاحَتِهِ لِكَيْ يُعَلِّمَهُمْ. (مرقس ٦:٣٠-٣٤) وَهذَا ٱلِٱهْتِمَامُ ٱلْحُبِّيُّ ٱلْعَمِيقُ بِٱلرُّفَقَاءِ ٱلْبَشَرِ جَعَلَ يَسُوعَ أَبْرَعَ ٱلْمُعَلِّمِينَ قَاطِبَةً فِي ٱجْتِذَابِ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.
٩ مَاذَا كَانَ مَوْقِفُ بُولُسَ مِنَ ٱلَّذِينَ تَلْمَذَهُمْ؟
٩ اِهْتَمَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا ٱهْتِمَامًا عَمِيقًا بِٱلَّذِينَ كَرَزَ لَهُمْ. فَقَدْ قَالَ مَرَّةً لِلَّذِينَ صَارُوا مَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي: «إِذْ كُنَّا نَحِنُّ عَلَيْكُمْ، سَرَّنَا جِدًّا أَنْ نَمْنَحَكُمْ، لَا بِشَارَةَ ٱللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لِأَنَّكُمْ صِرْتُمْ أَحِبَّاءَ إِلَيْنَا». وَنَتِيجَةَ جُهُودِ بُولُسَ ٱلْحُبِّيَّةِ، ‹رَجَعَ ٱلْبَعْضُ عَنْ أَصْنَامِهِمْ لِيَصِيرُوا عَبِيدًا لِلْإِلٰهِ ٱلْحَيِّ›. (١ تسالونيكي ١:٩؛ ٢:٨) نَحْنُ أَيْضًا، إِذَا ٱهْتَمَمْنَا بِٱلنَّاسِ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا كَمَا فَعَلَ يَسُوعُ وَبُولُسُ، سَنَفْرَحُ حِينَ نَرَى ٱلْبِشَارَةَ تُؤَثِّرُ فِي «ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». — اعمال ١٣:٤٨.
تَحَلَّ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ
١٠، ١١ لِمَاذَا نَحْتَاجُ إِلَى رُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ فِي جُهُودِنَا لِإِتْمَامِ عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
١٠ يَتَحَلَّى ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْفَعَّالُونَ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ. فَهُمْ لَا يَعْتَبِرُونَ ٱلْغِنَى ٱلْمَسْعَى ٱلْأَهَمَّ فِي ٱلْحَيَاةِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «مَا أَصْعَبَ دُخُولَ مَلَكُوتِ ٱللهِ عَلَى ذَوِي ٱلْمَالِ!». فَدُهِشَ ٱلتَّلَامِيذُ مِنْ كَلَامِهِ، لكِنَّ يَسُوعَ أَضَافَ: «يَا أَوْلَادِي، مَا أَصْعَبَ دُخُولَ مَلَكُوتِ مرقس ١٠:٢٣-٢٥) وَقَدْ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَحْيَوْا حَيَاةً بَسِيطَةً لِكَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلتَّرْكِيزِ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. (متى ٦:٢٢-٢٤، ٣٣) وَلكِنْ أَيُّ دَوْرٍ تَلْعَبُهُ رُوحُ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
ٱللهِ! فَمُرُورُ جَمَلٍ فِي ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَسْهَلُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱللهِ». (١١ إِنَّ تَعْلِيمَ ٱلنَّاسِ جَمِيعَ مَا أَوْصَى بِهِ يَسُوعُ يَتَطَلَّبُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْجُهْدِ. فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي يُحِبُّ عَمَلَ ٱلتَّلْمَذَةِ يَسْعَى عُمُومًا أَنْ يُدِيرَ كُلَّ أُسْبُوعٍ ٱلدَّرْسَ ٱلَّذِي يَعْقِدُهُ مَعَ شَخْصٍ مُهْتَمٍّ. وَيَتَخَلَّى بَعْضُ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ عَنْ عَمَلِهِمْ بِدَوَامٍ كَامِلٍ وَيَتَّخِذُونَ عَمَلًا بِدَوَامٍ جُزْئِيٍّ لِكَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ إِيجَادِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُخْلِصِينَ. كَمَا يَتَعَلَّمُ آلَافُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لُغَةً أُخْرَى لِلْوُصُولِ إِلَى بَعْضِ ٱلْفِرَقِ ٱلْإِثْنِيَّةِ فِي مَنْطِقَتِهِمْ. وَيَتْرُكُ غَيْرُهُمْ بُيُوتَهُمْ وَيَنْتَقِلُونَ إِلَى مَنْطِقَةٍ أَوْ بَلَدٍ آخَرَ لِكَيْ يُشَارِكُوا بِشَكْلٍ أَكْمَلَ فِي عَمَلِ ٱلْحَصَادِ. (متى ٩:٣٧، ٣٨) وَكُلُّ ذلِكَ يَتَطَلَّبُ رُوحَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ. وَلكِنْ يَحْتَاجُ ٱلْمَسِيحِيُّ إِلَى صِفَةٍ أُخْرَى لِيَكُونَ فَعَّالًا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.
كُنْ صَبُورًا دُونَ أَنْ تُهْدِرَ ٱلْوَقْتَ
١٢، ١٣ لِمَاذَا ٱلصَّبْرُ مُهِمٌّ جِدًّا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
١٢ اَلصَّبْرُ صِفَةٌ أُخْرَى تُسَاعِدُنَا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. فَرَغْمَ أَنَّ رِسَالَتَنَا ٱلْمَسِيحِيَّةَ مُلِحَّةٌ، غَالِبًا مَا يَتَطَلَّبُ عَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلصَّبْرِ. (١ كورنثوس ٧:٢٩) وَقَدْ رَسَمَ يَسُوعُ ٱلْمِثَالَ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ بِإِعْرَابِهِ عَنِ ٱلصَّبْرِ تِجَاهَ يَعْقُوبَ أَخِيهِ مِنْ أُمِّهِ. فَمَعَ أَنَّ يَعْقُوبَ كَانَ مُطَّلِعًا عَلَى كِرَازَةِ يَسُوعَ، مَنَعَهُ أَمْرٌ مَا لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ أَنْ يَصِيرَ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ. (يوحنا ٧:٥) لكِنَّهُ صَارَ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ كَمَا يَتَّضِحُ فِي ٱلْفَتْرَةِ ٱلْقَصِيرَةِ بَيْنَ مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ وَيَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، لِأَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُظْهِرُ أَنَّهُ كَانَ يَجْتَمِعُ مَعَ أُمِّهِ وَإِخْوَتِهِ وَٱلرُّسُلِ مِنْ أَجْلِ ٱلصَّلَاةِ. (اعمال ١:١٣، ١٤) وَقَدْ أَحْرَزَ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا بَارِزًا وَتَوَلَّى لَاحِقًا مَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. — اعمال ١٥:١٣؛ ١ كورنثوس ١٥:٧.
١٣ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ أَشْبَهُ بِمُزَارِعِينَ يَغْرِسُونَ ثَمَرًا غَالِبًا مَا يَنْمُو بِبُطْءٍ، مِثْلَ مَحَبَّةِ يَهْوَه وَفَهْمِ كَلِمَتِهِ وَٱلرُّوحِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَهذَا يَتَطَلَّبُ ٱلصَّبْرَ. كَتَبَ يَعْقُوبُ: «اِصْبِرُوا، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، إِلَى حُضُورِ ٱلرَّبِّ. هَا إِنَّ ٱلْمُزَارِعَ يَبْقَى مُنْتَظِرًا ثَمَرَ ٱلْأَرْضِ ٱلثَّمِينَ، صَابِرًا عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ ٱلْمَطَرَ ٱلْمُبَكِّرَ وَٱلْمُتَأَخِّرَ. اِصْبِرُوا أَنْتُمْ أَيْضًا، ثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لِأَنَّ حُضُورَ ٱلرَّبِّ قَدِ ٱقْتَرَبَ». (يعقوب ٥:٧، ٨) لَقَدْ كَانَ يَعْقُوبُ يَحُثُّ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنْ ‹يَصْبِرُوا إِلَى حُضُورِ ٱلرَّبِّ›. فِي ٱلْمَاضِي، حِينَ كَانَ ٱلتَّلَامِيذُ يَسْتَصْعِبُونَ فَهْمَ أَمْرٍ مَا، كَانَ يَسُوعُ يَصْبِرُ عَلَيْهِمْ وَيَشْرَحُهُ لَهُمْ أَوْ يُقَدِّمُ مَثَلًا يُوضِحُ ٱلْفِكْرَةَ. (متى ١٣:١٠-٢٣؛ لوقا ١٩:١١؛ ٢١:٧؛ اعمال ١:٦-٨) وَٱلْآنَ بِمَا أَنَّ ٱلرَّبَّ حَاضِرٌ، يَلْزَمُ أَنْ نُعْرِبَ نَحْنُ أَيْضًا عَنِ ٱلصَّبْرِ فِيمَا نَسْعَى إِلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. فَٱلَّذِينَ يَصِيرُونَ مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ فِي أَيَّامِنَا يَحْتَاجُونَ إِلَى مُعَلِّمِينَ يُلَقِّنُونَهُمُ ٱلْحَقَّ بِصَبْرٍ. — يوحنا ١٤:٩.
١٤ رَغْمَ أَنَّنَا نُعْرِبُ عَنِ ٱلصَّبْرِ، كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ وَقْتَنَا بِحِكْمَةٍ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
متى ١٣:١٨-٢٣) لِذلِكَ بَعْدَ أَنْ نَبْذُلَ جُهُودًا مَعْقُولَةً لِمُسَاعَدَتِهِمْ، نَتَوَقَّفُ بِحِكْمَةٍ عَنْ صَرْفِ ٱلْوَقْتِ مَعَهُمْ وَنَسْعَى إِلَى إِيجَادِ آخَرِينَ قَدْ يُقَدِّرُونَ أَكْثَرَ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (جامعة ٣:١، ٦) وَبِٱلطَّبْعِ، حَتَّى ٱلَّذِينَ يُقَدِّرُونَ ٱلْحَقَّ قَدْ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ مُدَّةً طَوِيلَةً لِكَيْ يُغَيِّرُوا وُجْهَةَ نَظَرِهِمْ وَمَوَاقِفَهُمْ وَأَوْلَوِيَّاتِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ. وَهذَا مَا يَسْتَلْزِمُ ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلصَّبْرِ، تَمَامًا كَمَا صَبَرَ يَسُوعُ عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ صَعُبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَبَنَّوُا ٱلْمَوْقِفَ ٱلصَّائِبَ. — مرقس ٩:٣٣-٣٧؛ ١٠:٣٥-٤٥.
١٤ وَرَغْمَ أَنَّنَا نُعْرِبُ عَنِ ٱلصَّبْرِ، لَا تُثْمِرُ كَلِمَةُ ٱللهِ فِي قُلُوبِ مُعْظَمِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نَبْدَأُ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَهُمْ. (اِكْتَسِبْ فَنَّ ٱلتَّعْلِيمِ
١٥، ١٦ لِمَاذَا ٱلْبَسَاطَةُ وَٱلِٱسْتِعْدَادُ ٱلْجَيِّدُ مُهِمَّانِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
١٥ فَضْلًا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ للهِ وَٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلنَّاسِ وَرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ وَٱلصَّبْرِ، يَلْزَمُنَا ٱكْتِسَابُ فَنِّ ٱلتَّعْلِيمِ لِنَتَمَكَّنَ مِنْ تَعْلِيمِ ٱلْحَقِّ بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ وَخَالٍ مِنَ ٱلتَّعْقِيدِ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلْكَثِيرَ مِنْ أَقْوَالِ ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّتِي تَرَكَتْ أَبْعَدَ ٱلْأَثَرِ فِي ٱلنَّاسِ بِسَبَبِ بَسَاطَتِهَا. وَمِنْ هذِهِ ٱلْأَقْوَالِ: «اِدَّخِرُوا لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ»، «لَا تُعْطُوا ٱلْكِلَابَ مَا هُوَ مُقَدَّسٌ»، «ٱلْحِكْمَةُ تَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِهَا»، «أَوْفُوا . . . مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ، وَمَا للهِ للهِ». (متى ٦:٢٠؛ ٧:٦؛ ١١:١٩؛ ٢٢:٢١) لكِنَّ أَقْوَالَ يَسُوعَ لَمْ تَقْتَصِرْ عَلَى عِبَارَاتٍ مُوجَزَةٍ. فَقَدْ عَلَّمَ بِوُضُوحٍ وَشَرَحَ ٱلْحَقَائِقَ حِينَ ٱقْتَضَتِ ٱلْحَاجَةُ. فَكَيْفَ تَقْتَدِي بِيَسُوعَ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ؟
١٦ إِنَّ ٱلِٱسْتِعْدَادَ ٱلْجَيِّدَ مِفْتَاحُ ٱلْبَسَاطَةِ وَٱلْوُضُوحِ. فَٱلنَّاشِرُ غَيْرُ ٱلْمُسْتَعِدِّ غَالِبًا مَا يُكْثِرُ مِنَ ٱلْكَلَامِ وَقَدْ يَحْجُبُ بِٱلتَّالِي ٱلنِّقَاطَ ٱلرَّئِيسِيَّةَ، ذَاكِرًا كُلَّ مَا يَعْرِفُهُ عَنْ مَوْضُوعٍ مَا. وَبِٱلتَّبَايُنِ، فَإِنَّ ٱلنَّاشِرَ ٱلْمُسْتَعِدَّ جَيِّدًا يُفَكِّرُ فِي ٱلتِّلْمِيذِ، يَتَأَمَّلُ فِي ٱلْمَوْضُوعِ، وَيَكْتَفِي بِذِكْرِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱللَّازِمَةِ بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ. (امثال ١٥:٢٨؛ ١ كورنثوس ٢:١، ٢) وَهُوَ يَأْخُذُ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ مَا يَعْرِفُهُ ٱلتِّلْمِيذُ عَنِ ٱلْمَسْأَلَةِ وَأَيَّةَ نِقَاطٍ يَلْزَمُ ٱلتَّشْدِيدُ عَلَيْهَا خِلَالَ ٱلدَّرْسِ. وَمَعَ أَنَّهُ قَدْ يَعْرِفُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلشَّيِّقَةِ عَنِ ٱلْمَوْضُوعِ، يَقْتَضِي ٱلْوُضُوحُ عَدَمَ ٱلتَّطَرُّقِ إِلَى مَعْلُومَاتٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ.
١٧ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلتِّلْمِيذَ عَلَى تَحْلِيلِ ٱلنِّقَاطِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟
١٧ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ، سَاعَدَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ عَلَى تَحْلِيلِ ٱلْأُمُورِ بَدَلَ أَنْ يَتْلُوَ عَلَيْهِمِ ٱلْمَعْلُومَاتِ مُبَاشَرَةً. فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ، سَأَلَ: «مَاذَا تَظُنُّ، يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ ٱلْأَرْضِ ٱلرُّسُومَ أَوْ ضَرِيبَةَ ٱلرَّأْسِ؟ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ؟». (متى ١٧:٢٥) فَمَعَ أَنَّنَا قَدْ نَتَمَتَّعُ بِإِيضَاحِ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلتِّلْمِيذِ، يَلْزَمُ أَنْ نَتَحَلَّى بِضَبْطِ ٱلنَّفْسِ بِحَيْثُ نَسْمَحُ لَهُ بِأَنْ يُعَبِّرَ عَنْ رَأْيِهِ وَيُوضِحَ ٱلنِّقَاطَ ٱلَّتِي تُنَاقَشُ خِلَالَ ٱلدَّرْسِ ٱلْبَيْتِيِّ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَبِٱلطَّبْعِ، لَا يَلْزَمُ أَنْ نَغْمُرَ ٱلتِّلْمِيذَ بِأَسْئِلَتِنَا ٱلْكَثِيرَةِ، بَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَاعِدَهُ بِلَبَاقَةٍ عَلَى فَهْمِ ٱلنِّقَاطِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْمَطْبُوعَاتِ مُسْتَخْدِمِينَ ٱلْأَمْثِلَةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ وَٱلْأَسْئِلَةَ ٱلذَّكِيَّةَ.
١٨ مَاذَا يَشْمُلُ ‹فَنُّ ٱلتَّعْلِيمِ›؟
٢ تيموثاوس ٤:٢؛ تيطس ١:٩) وَهذِهِ ٱلْمَقْدِرَةُ ٱلتَّعْلِيمِيَّةُ لَا تَقْتَصِرُ أَبَدًا عَلَى مُسَاعَدَةِ ٱلتِّلْمِيذِ أَنْ يَحْفَظَ ٱلْحَقَائِقَ. فَيَلْزَمُ أَنْ نُسَاعِدَهُ أَنْ يَفْهَمَ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ ٱلْحَقِّ وَٱلْبَاطِلِ، ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ، ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْحَمَاقَةِ. وَفِيمَا نَفْعَلُ ذلِكَ وَنَسْعَى إِلَى تَنْمِيَةِ مَحَبَّةِ يَهْوَه فِي قَلْبِهِ، قَدْ يُدْرِكُ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يُطِيعَ ٱللهَ.
١٨ تَتَحَدَّثُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَنْ ‹فَنِّ ٱلتَّعْلِيمِ›. (اِشْتَرِكْ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ
١٩ كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
١٩ تُعْنَى ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ بِكَامِلِهَا بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. وَحِينَ يَصِيرُ أَحَدُ ٱلْجُدُدِ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ، لَا يَكُونُ ٱلْفَرَحُ نَصِيبَ ٱلشَّاهِدِ ٱلَّذِي لَقِيَهُ وَسَاعَدَهُ عَلَى مَعْرِفَةِ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ دُونَ سِوَاهُ. تَأَمَّلْ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلتَّالِي: إِذَا أَضَاعَ وَالِدَانِ ٱبْنَهُمَا ٱلصَّغِيرَ، فَقَدْ يُسَاهِمُ كَثِيرُونَ فِي ٱلْبَحْثِ عَنْهُ. لكِنَّ شَخْصًا وَاحِدًا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ سَوْفَ يَجِدُهُ. وَمَعَ ذلِكَ، حِينَ يَجْتَمِعُ شَمْلُ ٱلْعَائِلَةِ يَفْرَحُ كُلُّ مَنْ شَارَكَ فِي ٱلْبَحْثِ. (لوقا ١٥:٦، ٧) بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، إِنَّ عَمَلَ ٱلتَّلْمَذَةِ هُوَ عَمَلٌ جَمَاعِيٌّ لِأَنَّ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يُشَارِكُونَ فِي ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلَّذِينَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرُوا مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ. وَحِينَ يَبْدَأُ شَخْصٌ جَدِيدٌ بِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، يُشَارِكُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَاضِرِينَ فِي زِيَادَةِ تَقْدِيرِهِ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. (١ كورنثوس ١٤:٢٤، ٢٥) لِذلِكَ، فَإِنَّ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يُمْكِنُ أَنْ يَفْرَحُوا لِأَنَّ مِئَاتِ ٱلْآلَافِ يُتَلْمَذُونَ كُلَّ سَنَةٍ.
٢٠ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُعَلِّمَ ٱلْآخَرِينَ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٢٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ يَفْرَحُونَ إِذَا ٱسْتَطَاعُوا تَعْلِيمَ شَخْصٍ مَا عَنْ يَهْوَه وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. وَلكِنْ رَغْمَ جُهُودِهِمِ ٱلْمُخْلِصَةِ، قَدْ لَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ فِعْلِ ذلِكَ. فَإِذَا كَانَتْ هذِهِ هِيَ حَالَكَ، فَٱسْتَمِرَّ فِي تَقْوِيَةِ مَحَبَّتِكَ لِيَهْوَه، ٱهْتَمَّ بِٱلنَّاسِ، تَحَلَّ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ، أَعْرِبْ عَنِ ٱلصَّبْرِ، وَٱسْعَ إِلَى ٱكْتِسَابِ فَنِّ ٱلتَّعْلِيمِ. وَفَوْقَ ذلِكَ كُلِّهِ، عَبِّرْ فِي صَلَوَاتِكَ إِلَى ٱللهِ عَنْ رَغْبَتِكَ فِي تَعْلِيمِ ٱلْآخَرِينَ ٱلْحَقَّ. (جامعة ١١:١) وَتَشَجَّعْ لِأَنَّ كُلَّ مَا تَفْعَلُهُ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه يُسَاهِمُ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ ٱلَّذِي يَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ للهِ.
هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟
• لِمَاذَا عَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ هُوَ بُرْهَانٌ عَلَى مَحَبَّتِنَا للهِ؟
• أَيَّةُ صِفَاتٍ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
• مَاذَا يَشْمُلُ ‹فَنُّ ٱلتَّعْلِيمِ›؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢١]
عَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ بُرْهَانٌ عَلَى مَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعَمِيقَةِ للهِ
[الصورة في الصفحة ٢٣]
لِمَاذَا يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ أَنْ يَهْتَمُّوا بِٱلْآخَرِينَ؟
[الصورة في الصفحة ٢٤]
مَا هِيَ بَعْضُ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
[الصورة في الصفحة ٢٥]
يَفْرَحُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِرُؤْيَةِ ٱلنَّتَائِجِ ٱلرَّائِعَةِ لِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ