الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لا تعرف ايّ زرع ينجح

لا تعرف ايّ زرع ينجح

لَا تَعْرِفُ أَيُّ زَرْعٍ يَنْجَحُ

‏«فِي ٱلصَّبَاحِ ٱزْرَعْ زَرْعَكَ،‏ وَإِلَى ٱلْمَسَاءِ لَا تُرِحْ يَدَكَ؛‏ لِأَنَّكَ لَا تَعْرِفُ أَيُّهُمَا يَنْجَحُ».‏ —‏ جا ١١:‏٦‏.‏

١ لِمَاذَا هُوَ رَائِعٌ أَنْ نَشْهَدَ نُمُوَّ ٱلنَّبْتَةِ،‏ وَلِمَاذَا تَحُثُّنَا هذِهِ ٱلْعَمَلِيَّةُ عَلَى ٱلتَّوَاضُعِ؟‏

اَلصَّبْرُ هُوَ صِفَةٌ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ٱلْمُزَارِعُ.‏ (‏يع ٥:‏٧‏)‏ فَبَعْدَ أَنْ يَزْرَعَ ٱلْبِذَارَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يَنْتَظِرَهُ حَتَّى يَنْبُتَ وَيَنْمُوَ.‏ فَحِينَ تَكُونُ ٱلْأَحْوَالُ مُؤَاتِيَةً،‏ تَبْتَدِئُ ٱلْفُرُوخُ تَدْرِيجِيًّا بِٱلظُّهُورِ مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏ ثُمَّ تَنْمُو لِتَصِيرَ نَبْتَاتٍ تَتَكَوَّنُ فِيهَا ٱلْحُبُوبُ.‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ يَصِيرُ ٱلْحَقْلُ جَاهِزًا لِيَحْصُدَهُ ٱلْمُزَارِعُ.‏ فَمَا أَرْوَعَ أَنْ نَشْهَدَ عَجِيبَةَ ٱلنُّمُوِّ هذِهِ!‏ وَمَعْرِفَةُ مَصْدَرِ هذَا ٱلنُّمُوِّ تَحُثُّنَا عَلَى ٱلتَّوَاضُعِ.‏ فَجُلُّ مَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ هُوَ أَنْ نُغَذِّيَ ٱلْبِذَارَ وَنُسَاهِمَ فِي سَقْيِهِ،‏ لكِنَّ ٱللهَ وَحْدَهُ هُوَ مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَجْعَلَهُ يَنْمُو.‏ —‏ قَارِنْ ١ كورنثوس ٣:‏٦‏.‏

٢ أَيَّةُ نُقْطَتَيْنِ عَلَّمَهُمَا يَسُوعُ عَنِ ٱلنُّمُوِّ ٱلرُّوحِيِّ فِي ٱلْمَثَلَيْنِ ٱللَّذَيْنِ نَاقَشْنَاهُمَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ؟‏

٢ كَمَا ذَكَرْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ شَبَّهَ يَسُوعُ فِي ٱلْمَثَلِ عَنْ أَنْوَاعِ ٱلتُّرْبَةِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ بِزَرْعِ ٱلْبِذَارِ.‏ وَقَدْ شَدَّدَ فِي هذَا ٱلْمَثَلِ أَنَّهُ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ أَنَّ ٱلزَّارِعَ يَزْرَعُ بِذَارًا جَيِّدًا،‏ لكِنَّ نَوْعِيَّةَ قَلْبِ ٱلشَّخْصِ هِيَ ٱلَّتِي تُحَدِّدُ هَلْ يَنْمُو ٱلْبِذَارُ إِلَى ٱلنُّضْجِ أَمْ لَا.‏ (‏مر ٤:‏٣-‏٩‏)‏ وَفِي مَثَلِ ٱلزَّارِعِ ٱلَّذِي يَنَامُ،‏ أَبْرَزَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلزَّارِعَ لَا يَفْهَمُ كَامِلًا عَمَلِيَّةَ ٱلنُّمُوِّ.‏ وَذلِكَ لِأَنَّ ٱلنُّمُوَّ يَحْصُلُ بِفَضْلِ قُدْرَةِ ٱللهِ،‏ وَلَيْسَ ٱلْجُهُودِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ (‏مر ٤:‏٢٦-‏٢٩‏)‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَسَنَسْتَعْرِضُ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ أُخْرَى قَدَّمَهَا يَسُوعُ:‏ مَثَلَ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ،‏ مَثَلَ ٱلْخَمِيرَةِ،‏ وَمَثَلَ ٱلشَّبَكَةِ.‏ *

مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ

٣،‏ ٤ أَيَّةُ نُقْطَتَيْنِ مُتَعَلِّقَتَيْنِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ يُبْرِزُهُمَا مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ؟‏

٣ يُبْرِزُ مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ ٱلْوَارِدُ فِي مَرْقُسَ ٱلْإِصْحَاحِ ٱلرَّابِعِ ٱلنُّقْطَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ:‏ أَوَّلًا،‏ ٱلنُّمُوَّ ٱلْهَائِلَ ٱلنَّاتِجَ عَنِ ٱلْمُنَادَاةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؛‏ ثَانِيًا،‏ ٱلْحِمَايَةَ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلَّذِينَ يَقْبَلُونَ ٱلرِّسَالَةَ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «بِمَاذَا نُشَبِّهُ مَلَكُوتَ ٱللهِ،‏ أَوْ بِأَيِّ مَثَلٍ نُمَثِّلُهُ؟‏ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ،‏ ٱلَّتِي حِينَ تُزْرَعُ فِي ٱلْأَرْضِ تَكُونُ أَصْغَرَ جَمِيعِ ٱلْبُزُورِ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَلٰكِنْ مَتَى زُرِعَتْ،‏ تَطْلُعُ وَتَصِيرُ أَكْبَرَ مِنْ سَائِرِ ٱلْبُقُولِ وَتَصْنَعُ أَغْصَانًا كَبِيرَةً،‏ حَتَّى إِنَّ طُيُورَ ٱلسَّمَاءِ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَجِدَ مَأْوًى فِي ظِلِّهَا».‏ —‏ مر ٤:‏٣٠-‏٣٢‏.‏

٤ تَتَحَدَّثُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ عَنْ نُمُوِّ «مَلَكُوتِ ٱللهِ».‏ وَهذَا ٱلنُّمُوُّ يَدُلُّ عَلَيْهِ نَشْرُ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَنُمُوُّ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ مِنْ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م فَصَاعِدًا.‏ فَحَبَّةُ ٱلْخَرْدَلِ هِيَ بِزْرَةٌ بَالِغَةُ ٱلصِّغَرِ،‏ وَهِيَ تُمَثِّلُ أُمُورًا مِقْدَارُهَا ضَئِيلٌ.‏ (‏قَارِنْ لوقا ١٧:‏٦‏.‏)‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلْبِزْرَةَ يُمْكِنُ أَنْ تَنْمُوَ لِتَصِيرَ نَبْتَةً ذَاتَ أَغْصَانٍ قَوِيَّةٍ وَقَدْ يَتَرَاوَحُ طُولُهَا بَيْنَ ثَلَاثَةِ وَخَمْسَةِ أَمْتَارٍ —‏ شَجَرَةٌ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ.‏ —‏ مت ١٣:‏٣١،‏ ٣٢‏.‏

٥ أَيُّ نُمُوٍّ شَهِدَتْهُ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏

٥ بَدَأَ نُمُوُّ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ مِنْ بِدَايَةٍ صَغِيرَةٍ سَنَةَ ٣٣ ب م حِينَ مُسِحَ نَحْوُ ١٢٠ تِلْمِيذًا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ وَفِي غُضُونِ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ نِسْبِيًّا،‏ نَمَتْ جَمَاعَةُ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلصَّغِيرَةُ هذِهِ وَصَارَتْ تَضُمُّ آلَافَ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ (‏اِقْرَأْ اعمال ٢:‏٤١؛‏ ٤:‏٤؛‏ ٥:‏٢٨؛‏ ٦:‏٧؛‏ ١٢:‏٢٤؛‏ ١٩:‏٢٠‏.‏‏)‏ وَخِلَالَ ثَلَاثَةِ عُقُودٍ،‏ ٱرْتَفَعَ عَدَدُ ٱلْحَصَّادِينَ ٱرْتِفَاعًا كَبِيرًا حَتَّى إِنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ تَمَكَّنَ مِنَ ٱلْقَوْلِ لِلْجَمَاعَةِ فِي كُولُوسِّي إِنَّ ٱلْبِشَارَةَ قَدْ «كُرِزَ بِهَا فِي كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ».‏ (‏كو ١:‏٢٣‏)‏ فَيَا لَهُ مِنْ نُمُوٍّ مُذْهِلٍ!‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ أَيُّ تَوَسُّعٍ يَجْرِي مُنْذُ سَنَةِ ١٩١٤؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ نُمُوٍّ إِضَافِيٍّ سَيَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

٦ مُنْذُ تَأْسِيسِ مَلَكُوتِ ٱللهِ فِي ٱلسَّمَاءِ سَنَةَ ١٩١٤،‏ ٱمْتَدَّتْ أَغْصَانُ «شَجَرَةِ» ٱلْخَرْدَلِ بِشَكْلٍ فَاقَ كُلَّ ٱلتَّوَقُّعَاتِ.‏ فَقَدْ شَهِدَ شَعْبُ ٱللهِ ٱلْإِتْمَامَ ٱلْحَرْفِيَّ لِنُبُوَّةِ إِشَعْيَا:‏ «اَلصَّغِيرُ يَصِيرُ أَلْفًا،‏ وَٱلْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً».‏ (‏اش ٦٠:‏٢٢‏)‏ فَٱلْفَرِيقُ ٱلصَّغِيرُ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ شَارَكُوا فِي عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي أَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ لَمْ يَكُونُوا لِيَتَخَيَّلُوا أَنَّ نَحْوَ سَبْعَةِ مَلَايِينِ شَاهِدٍ سَيَشْتَرِكُونَ سَنَةَ ٢٠٠٨ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ فِي أَكْثَرَ مِنْ ٢٣٠ بَلَدًا.‏ حَقًّا،‏ إِنَّهُ لَنُمُوٌّ مُذْهِلٌ مُمَاثِلٌ لِنُمُوِّ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ فِي مَثَلِ يَسُوعَ!‏

٧ وَلكِنْ هَلْ يَتَوَقَّفُ ٱلنُّمُوُّ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ؟‏ كَلَّا.‏ فَفِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ،‏ سَتَكُونُ ٱلْأَرْضُ بِأَسْرِهَا آهِلَةً بِرَعَايَا مَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ وَسَيَكُونُ ٱلْمُقَاوِمُونَ جَمِيعُهُمْ قَدْ أُبِيدُوا.‏ لكِنَّ ذلِكَ لَنْ يَحْدُثَ نَتِيجَةَ ٱلْجُهُودِ ٱلْبَشَرِيَّةِ،‏ بَلْ بِفَضْلِ تَدَخُّلِ ٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ يَهْوَه فِي شُؤُونِ ٱلْأَرْضِ.‏ (‏اِقْرَأْ دانيال ٢:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏‏)‏ وَآنَذَاكَ،‏ سَنَرَى بِأُمِّ أَعْيُنِنَا ٱلْإِتْمَامَ ٱلْأَخِيرَ لِنُبُوَّةٍ أُخْرَى سَجَّلَهَا إِشَعْيَا:‏ «اَلْأَرْضُ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ يَهْوَهَ كَمَا تُغَطِّي ٱلْمِيَاهُ ٱلْبَحْرَ».‏ —‏ اش ١١:‏٩‏.‏

٨ (‏أ)‏ مَنْ تُمَثِّلُهُمُ ٱلطُّيُورُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ عَنْ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ حِمَايَةٍ نَنَالُهَا ٱلْيَوْمَ؟‏

٨ يَقُولُ يَسُوعُ فِي مَثَلِ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ إِنَّ طُيُورَ ٱلسَّمَاءِ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَجِدَ مَأْوًى فِي ظِلِّ هذَا ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَهذِهِ ٱلطُّيُورُ لَا تُمَثِّلُ أَعْدَاءَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَأْكُلُوا ٱلْبِذَارَ ٱلْجَيِّدَ،‏ كَمَا هِيَ ٱلْحَالُ فِي مَثَلِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي نَثَرَ ٱلْبِذَارَ عَلَى أَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ ٱلتُّرْبَةِ.‏ (‏مر ٤:‏٤‏)‏ بَلْ تُمَثِّلُ ٱلْمُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ ٱلَّذِينَ يَنْشُدُونَ ٱلْحِمَايَةَ فِي كَنَفِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَفِي أَيَّامِنَا،‏ يَنَالُ هؤُلَاءِ ٱلْحِمَايَةَ مِنَ ٱلْعَادَاتِ ٱلْمُدَنِّسَةِ رُوحِيًّا وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلنَّجِسَةِ لِهذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ (‏قَارِنْ اشعيا ٣٢:‏١،‏ ٢‏.‏)‏ وَقَدْ شَبَّهَ يَهْوَه أَيْضًا ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ بِشَجَرَةٍ حِينَ قَالَ فِي إِحْدَى ٱلنُّبُوَّاتِ:‏ «عَلَى جَبَلِ إِسْرَائِيلَ ٱلْعَالِي أَغْرِسُهُ،‏ فَيَحْمِلُ فُرُوعًا وَيُنْتِجُ ثَمَرًا وَيَصِيرُ أَرْزًا جَلِيلًا.‏ فَيُقِيمُ تَحْتَهُ كُلُّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ،‏ فِي ظِلِّ فُرُوعِهِ ٱلْمُورِقَةِ يُقِيمُ».‏ —‏ حز ١٧:‏٢٣‏.‏

مَثَلُ ٱلْخَمِيرَةِ

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ أَيَّةُ نُقْطَةٍ شَدَّدَ عَلَيْهَا يَسُوعُ فِي مَثَلِ ٱلْخَمِيرَةِ؟‏ (‏ب)‏ إِلَامَ تَرْمُزُ ٱلْخَمِيرَةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ وَأَيُّ سُؤَالٍ عَنِ ٱسْتِخْدَامِ يَسُوعَ لِلْخَمِيرَةِ فِي مَثَلِهِ سَنُنَاقِشُهُ فِي مَا يَلِي؟‏

٩ لَا يَسْتَطِيعُ ٱلْبَشَرُ رُؤْيَةَ ٱلنُّمُوِّ دَائِمًا.‏ وَهذَا مَا يُشَدِّدُ عَلَيْهِ يَسُوعُ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلتَّالِي.‏ فَهُوَ يَقُولُ:‏ «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ خَمِيرَةً،‏ أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَأَخْفَتْهَا فِي ثَلَاثَةِ أَكْيَالٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلطَّحِينِ،‏ حَتَّى ٱخْتَمَرَ ٱلْجَمِيعُ».‏ (‏مت ١٣:‏٣٣‏)‏ فَمَاذَا تُمَثِّلُ هذِهِ ٱلْخَمِيرَةُ،‏ وَمَا عَلَاقَتُهَا بِنُمُوِّ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

١٠ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ تَرْمُزُ ٱلْخَمِيرَةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلْخَطِيَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ ٱسْتَخْدَمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْخَمِيرَةَ بِهذَا ٱلْمَعْنَى حِينَ تَحَدَّثَ عَنِ ٱلتَّأْثِيرِ ٱلْمُفْسِدِ ٱلَّذِي تَرَكَهُ شَخْصٌ خَاطِئٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ فِي كُورِنْثُوسَ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ (‏١ كو ٥:‏٦-‏٨‏)‏ فَهَلْ يَسْتَخْدِمُ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ ٱلْخَمِيرَةَ كَرَمْزٍ إِلَى نُمُوِّ أَمْرٍ سَلْبِيٍّ؟‏

١١ كَيْفَ كَانَتِ ٱلْخَمِيرَةُ تُسْتَعْمَلُ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ؟‏

١١ لِنَيْلِ ٱلْإِجَابَةِ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَنْتَبِهَ لِثَلَاثِ نِقَاطٍ أَسَاسِيَّةٍ.‏ أَوَّلًا،‏ رَغْمَ أَنَّ يَهْوَه لَمْ يَسْمَحْ بِٱسْتِعْمَالِ ٱلْخَمِيرَةِ فِي عِيدِ ٱلْفِصْحِ،‏ إِلَّا أَنَّهُ قَبِلَ تَقْدِمَاتٍ تَحْتَوِي عَلَى ٱلْخَمِيرَةِ فِي مُنَاسَبَاتٍ أُخْرَى.‏ فَقَدِ ٱسْتُخْدِمَتِ ٱلْخَمِيرَةُ فِي قَرَابِينِ ٱلشَّرِكَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ تُقَرَّبُ طَوْعًا تَعْبِيرًا عَنِ ٱلشُّكْرِ لِيَهْوَه عَلَى بَرَكَاتِهِ ٱلْجَزِيلَةِ.‏ وَكَانَتْ هذِهِ ٱلْوَلِيمَةُ تَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ لِمَنْ يُشَارِكُ فِيهَا.‏ —‏ لا ٧:‏١١-‏١٥‏.‏

١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱسْتِخْدَامِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلتَّشَابِيهِ؟‏

١٢ ثَانِيًا،‏ مَعَ أَنَّ أَمْرًا مَا قَدْ يَكُونُ لَهُ تَارَةً مَدْلُولٌ سَلْبِيٌّ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ لكِنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ قَدْ يَكُونُ لَهُ تَارَةً أُخْرَى مَدْلُولٌ إِيجَابِيٌّ.‏ مَثَلًا،‏ يُشَبَّهُ ٱلشَّيْطَانُ فِي ١ بطرس ٥:‏٨ بِأَسَدٍ لِلدَّلَالَةِ أَنَّهُ مُتَوَحِّشٌ وَخَطِيرٌ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يُشَبَّهُ يَسُوعُ فِي ٱلرُّؤْيَا ٥:‏٥ بِأَسَدٍ —‏ «ٱلْأَسَدُ ٱلَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا».‏ وَفِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ يُسْتَخْدَمُ ٱلْأَسَدُ كَرَمْزٍ إِلَى ٱلْعَدْلِ ٱلْمَقْرُونِ بِٱلشَّجَاعَةِ.‏

١٣ مَاذَا يُظْهِرُ مَثَلُ ٱلْخَمِيرَةِ عَنِ ٱلنُّمُوِّ ٱلرُّوحِيِّ؟‏

١٣ ثَالِثًا،‏ لَمْ يَقُلْ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ إِنَّ ٱلْخَمِيرَةَ أَفْسَدَتْ كَمِّيَّةَ ٱلطَّحِينِ كُلَّهَا فَجَعَلَتْهَا غَيْرَ صَالِحَةٍ لِلِٱسْتِعْمَالِ.‏ بَلْ كَانَ يُشِيرُ بِكُلِّ بَسَاطَةٍ إِلَى عَمَلِيَّةِ صُنْعِ ٱلْخُبْزِ ٱلْمُعْتَادَةِ.‏ فَٱلْمَرْأَةُ أَضَافَتِ ٱلْخَمِيرَةَ عَمْدًا وَحَصَلَتْ عَلَى نَتِيجَةٍ إِيجَابِيَّةٍ.‏ كَمَا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ إِنَّ ٱلْمَرْأَةَ أَخْفَتِ ٱلْخَمِيرَةَ فِي ٱلطَّحِينِ،‏ أَيْ إِنَّ عَمَلِيَّةَ ٱلتَّخَمُّرِ كَانَتْ مَخْفِيَّةً عَنْ عَيْنَيْهَا.‏ وَهذَا يُذَكِّرُنَا بِمَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَزْرَعُ ٱلْبِذَارَ وَيَنَامُ لَيْلًا.‏ فَكَمَا قَالَ يَسُوعُ:‏ «اَلْبِذَارُ يُفْرِخُ وَيَعْلُو،‏ وَهُوَ لَا يَعْرِفُ كَيْفَ».‏ (‏مر ٤:‏٢٧‏)‏ فَيَا لَهَا مِنْ طَرِيقَةٍ بَسِيطَةٍ لِلْإِيضَاحِ أَنَّ ٱلنُّمُوَّ ٱلرُّوحِيَّ يَحْدُثُ دُونَ أَنْ يُلَاحَظَ!‏ وَلكِنْ رَغْمَ أَنَّنَا قَدْ لَا نُلَاحِظُ ٱلنُّمُوَّ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ تَصِيرُ نَتَائِجُهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ ظَاهِرَةً لِلْعِيَانِ.‏

١٤ أَيُّ وَجْهٍ لِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ يُوضِحُهُ تَخَمُّرُ كَمِّيَّةِ ٱلْعَجِينِ كُلِّهَا؟‏

١٤ وَثَمَّةَ وَجْهٌ آخَرُ يُشَدِّدُ عَلَيْهِ مَثَلُ يَسُوعَ:‏ إِنَّ ٱلنُّمُوَّ ٱلرُّوحِيَّ شَامِلٌ إِذْ يَحْدُثُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ فَٱلْخَمِيرَةُ تُخَمِّرُ «ثَلَاثَةَ أَكْيَالٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلطَّحِينِ»،‏ أَيِ ٱلْكَمِّيَّةَ كُلَّهَا.‏ (‏لو ١٣:‏٢١‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ فَإِنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ،‏ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلنُّمُوِّ فِي عَدَدِ ٱلتَّلَامِيذِ،‏ تَوَسَّعَ إِلَى حَدِّ أَنَّ ٱلْبِشَارَةَ بِٱلْمَلَكُوتِ فِي أَيَّامِنَا قَدْ وَصَلَتْ «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ».‏ (‏اع ١:‏٨؛‏ مت ٢٤:‏١٤‏)‏ فَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ رَائِعٍ أَنْ نُسَاهِمَ فِي هذَا ٱلتَّوَسُّعِ ٱلْمُذْهِلِ لِعَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ!‏

مَثَلُ ٱلشَّبَكَةِ

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ مَا هُوَ فَحْوَى مَثَلِ ٱلشَّبَكَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُمَثِّلُ ٱلشَّبَكَةُ،‏ وَأَيُّ وَجْهٍ لِنُمُوِّ ٱلْمَلَكُوتِ يُشِيرُ إِلَيْهِ هذَا ٱلْمَثَلُ؟‏

١٥ إِنَّ نَوْعِيَّةَ ٱلَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ تَلَامِيذُ لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَهَمُّ مِنْ عَدَدِهِمْ.‏ وَقَدْ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى هذَا ٱلْوَجْهِ لِنُمُوِّ ٱلْمَلَكُوتِ فِي مَثَلٍ آخَرَ:‏ مَثَلِ ٱلشَّبَكَةِ.‏ قَالَ:‏ «أَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ شَبَكَةً جَارِفَةً أُلْقِيَتْ فِي ٱلْبَحْرِ فَجَمَعَتْ سَمَكًا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ».‏ —‏ مت ١٣:‏٤٧‏.‏

١٦ يُشَبِّهُ يَسُوعُ هُنَا عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ بِشَبَكَةٍ تَجْمَعُ سَمَكًا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ.‏ ثُمَّ يُتَابِعُ قَائِلًا:‏ «لَمَّا ٱمْتَلَأَتِ [ٱلشَّبَكَةُ] سَحَبُوهَا إِلَى ٱلشَّطِّ،‏ وَجَلَسُوا وَجَمَعُوا ٱلْجَيِّدَ فِي آنِيَةٍ،‏ أَمَّا ٱلرَّدِيءُ فَأَلْقَوْهُ بَعِيدًا.‏ هٰكَذَا يَكُونُ فِي ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ:‏ يَخْرُجُ ٱلْمَلَائِكَةُ وَيَفْرِزُونَ ٱلْأَشْرَارَ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَبْرَارِ وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ.‏ هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ».‏ —‏ مت ١٣:‏٤٨-‏٥٠‏.‏

١٧ إِلَى أَيَّةِ فَتْرَةٍ يُشِيرُ ٱلْفَرْزُ ٱلْمَذْكُورُ فِي مَثَلِ ٱلشَّبَكَةِ؟‏

١٧ وَهَلْ يُشِيرُ هذَا ٱلْفَرْزُ إِلَى ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلنِّهَائِيَّةِ لِلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ ٱلَّتِي قَالَ يَسُوعُ إِنَّهَا سَتُنَفَّذُ عِنْدَمَا يَأْتِي فِي مَجْدِهِ؟‏ (‏مت ٢٥:‏٣١-‏٣٣‏)‏ كَلَّا.‏ فَٱلدَّيْنُونَةُ ٱلنِّهَائِيَّةُ سَتُنَفَّذُ عِنْدَمَا يَأْتِي يَسُوعُ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.‏ أَمَّا ٱلْفَرْزُ ٱلْمُشَارُ إِلَيْهِ فِي مَثَلِ ٱلشَّبَكَةِ فَيَجْرِي خِلَالَ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ * وَٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هُوَ ٱلْفَتْرَةُ ٱلَّتِي نَعِيشُ فِيهَا وَٱلَّتِي تَبْلُغُ ذُرْوَتَهَا فِي ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.‏ فَكَيْفَ يَجْرِي عَمَلُ ٱلْفَرْزِ هذَا فِي أَيَّامِنَا؟‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ أَيُّ عَمَلِ فَرْزٍ يَجْرِي ٱلْآنَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ خُطْوَةٍ يَجِبُ أَنْ يَتَّخِذَهَا ٱلْمُسْتَقِيمُو ٱلْقُلُوبِ؟‏ (‏انظر ايضا الحاشية في الصفحة ٢١.‏)‏

١٨ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ،‏ ٱجْتُذِبَتْ مَلَايِينُ ٱلْأَسْمَاكِ ٱلْمَجَازِيَّةِ مِنْ بَحْرِ ٱلْبَشَرِيَّةِ إِلَى جَمَاعَةِ يَهْوَه.‏ وَبَعْضُ هؤُلَاءِ يَحْضُرُونَ ٱلذِّكْرَى،‏ وَآخَرُونَ يَأْتُونَ إِلَى ٱجْتِمَاعَاتِنَا،‏ وَغَيْرُهُمْ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ وَلكِنْ هَلْ يُثْبِتُونَ كُلُّهُمْ أَنَّهُمْ مَسِيحِيُّونَ حَقِيقِيُّونَ؟‏ صَحِيحٌ أَنَّهُمْ ‹يُسْحَبُونَ إِلَى ٱلشَّطِّ›،‏ لكِنَّ يَسُوعَ يَقُولُ إِنَّ ٱلْأَسْمَاكَ ‹ٱلْجَيِّدَةَ› فَقَطْ هِيَ ٱلَّتِي تُجْمَعُ فِي ٱلْآنِيَةِ،‏ ٱلَّتِي تُمَثِّلُ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ.‏ أَمَّا ٱلْأَسْمَاكُ ٱلرَّدِيئَةُ فَتُلْقَى بَعِيدًا،‏ ثُمَّ تُطْرَحُ فِي ٱلنِّهَايَةِ فِي أَتُونِ نَارٍ مَجَازِيٍّ،‏ مِمَّا يَرْمُزُ إِلَى ٱلْهَلَاكِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيِّ.‏

١٩ فَإِلَامَ تَرْمُزُ ٱلْأَسْمَاكُ ٱلرَّدِيئَةُ؟‏ إِنَّ كَثِيرِينَ مِمَّنْ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شَعْبِ يَهْوَه يَتَوَقَّفُونَ عَنِ ٱلدَّرْسِ.‏ كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلَّذِينَ رَبَّاهُمْ وَالِدُونَ مَسِيحِيُّونَ لَا يَرْغَبُونَ فِعْلًا فِي ٱتِّبَاعِ خُطُوَاتِ يَسُوعَ.‏ لِذلِكَ يَمْتَنِعُونَ عَنِ ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ بِخِدْمَةِ يَهْوَه،‏ أَوْ يَخْدُمُونَهُ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ ثُمَّ يَتَوَقَّفُونَ عَنْ ذلِكَ.‏ * (‏حز ٣٣:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَدَعَ كُلُّ ٱلْمُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ أَنْفُسَهُمْ يُجْمَعُونَ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمُشَبَّهَةِ بِآنِيَةٍ قَبْلَ يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْأَخِيرِ وَأَنْ يَبْقَوْا فِي مَكَانٍ آمِنٍ.‏

٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مُرَاجَعَةِ أَمْثَالِ يَسُوعَ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلنُّمُوِّ؟‏ (‏ب)‏ عَلَامَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ؟‏

٢٠ إِذًا،‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مُرَاجَعَةِ أَمْثَالِ يَسُوعَ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلنُّمُوِّ؟‏ أَوَّلًا،‏ كَمَا نَمَتْ حَبَّةُ ٱلْخَرْدَلِ إِلَى شَجَرَةٍ كَبِيرَةٍ،‏ كَذلِكَ فَإِنَّ أَعْدَادَ ٱلَّذِينَ يَقْبَلُونَ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ تَزْدَادُ ٱزْدِيَادًا هَائِلًا.‏ فَمَا مِنْ شَيْءٍ بِإِمْكَانِهِ عَرْقَلَةُ عَمَلِ يَهْوَه.‏ (‏اش ٥٤:‏١٧‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ تُزَوَّدُ ٱلْحِمَايَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ لِلَّذِينَ يَسْعَوْنَ إِلَى إِيجَادِ «مَأْوًى فِي ظِلِّ» ٱلشَّجَرَةِ.‏ ثَانِيًا،‏ إِنَّ ٱللهَ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي.‏ فَتَمَامًا كَٱلْخَمِيرَةِ ٱلْمَخْفِيَّةِ ٱلَّتِي خَمَّرَتْ كَمِّيَّةَ ٱلْعَجِينِ كُلَّهَا،‏ لَيْسَ بِٱلْإِمْكَانِ دَائِمًا مُلَاحَظَةُ ٱلنُّمُوِّ أَوْ فَهْمُهُ مَعَ أَنَّهُ يَحْدُثُ فِعْلًا.‏ ثَالِثًا،‏ لَيْسَ كُلُّ ٱلَّذِينَ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هُمْ أَسْمَاكًا مَجَازِيَّةً جَيِّدَةً.‏ فَبَعْضُهُمْ هُوَ كَٱلسَّمَكِ ٱلرَّدِيءِ فِي مَثَلِ يَسُوعَ.‏

٢١ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُشَجِّعِ أَنْ نَرَى كَيْفَ يَجْتَذِبُ يَهْوَه أَشْخَاصًا جَيِّدِينَ كَثِيرِينَ.‏ (‏يو ٦:‏٤٤‏)‏ وَهذَا مَا يُؤَدِّي إِلَى زِيَادَاتٍ كَبِيرَةٍ فِي بَلَدٍ بَعْدَ آخَرَ.‏ وَيَعُودُ ٱلْفَضْلُ فِي كُلِّ هذَا ٱلنُّمُوِّ إِلَى يَهْوَه ٱللهِ.‏ فَإِلَامَ يَنْبَغِي أَنْ تَدْفَعَنَا رُؤْيَةُ هذَا ٱلنُّمُوِّ؟‏ يَجِبُ أَنْ نَنْدَفِعَ إِلَى إِطَاعَةِ ٱلْحَضِّ ٱلْمُدَوَّنِ مُنْذُ قُرُونٍ:‏ «فِي ٱلصَّبَاحِ ٱزْرَعْ زَرْعَكَ،‏ .‏ .‏ .‏ لِأَنَّكَ لَا تَعْرِفُ أَيُّهُمَا يَنْجَحُ،‏ أَهٰذَا ٱلْمَزْرُوعُ هُنَا أَمْ ذَاكَ ٱلْمَزْرُوعُ هُنَاكَ،‏ أَمْ يَكُونُ كِلَاهُمَا جَيِّدَيْنِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ».‏ —‏ جا ١١:‏٦‏.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 2‏ إِنَّ ٱلشَّرْحَ ٱلْمُزَوَّدَ فِي مَا يَلِي هُوَ تَعْدِيلٌ لِمَا شُرِحَ سَابِقًا فِي برج المراقبة،‏ عدد ١٥ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٩٢،‏ الصفحات ١٧-‏٢٢‏،‏ وعدد حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٧٦.‏

^ ‎الفقرة 17‏ رَغْمَ أَنَّ مَتَّى ١٣:‏٣٩-‏٤٣ تُشِيرُ إِلَى وَجْهٍ مُخْتَلِفٍ لِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ،‏ إِلَّا أَنَّ وَقْتَ إِتْمَامِهَا يَتَطَابَقُ مَعَ وَقْتِ إِتْمَامِ مَثَلِ ٱلشَّبَكَةِ،‏ أَيْ خِلَالَ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ فَفَرْزُ ٱلْأَسْمَاكِ ٱلْمَجَازِيَّةِ هُوَ عَمَلِيَّةٌ مُسْتَمِرَّةٌ تَمَامًا كَمَا أَنَّ عَمَلَ ٱلزَّرْعِ وَٱلْحَصَادِ يَسْتَمِرُّ طَوَالَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ.‏ —‏ برج المراقبة،‏ عدد ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٠٠٠،‏ الصفحتان ٢٥-‏٢٦؛‏ اعبدوا الاله الحق الوحيد،‏ الصفحات ١٧٨-‏١٨١،‏ الفقرات ٨-‏١١‏.‏

^ ‎الفقرة 19‏ هَلْ يَعْنِي ذلِكَ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ تُلْقِي بَعِيدًا كُلَّ ٱلَّذِينَ تَوَقَّفُوا عَنِ ٱلدَّرْسِ مَعَ شَعْبِ يَهْوَه أَوْ مُعَاشَرَتِهِمْ بِٱعْتِبَارِهِمْ سَمَكًا رَدِيئًا؟‏ كَلَّا.‏ فَيَهْوَه يُرَحِّبُ بِكُلِّ مَنْ يَرْغَبُ بِإِخْلَاصٍ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ.‏ —‏ مل ٣:‏٧‏.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• مَاذَا يُعَلِّمُنَا مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ عَنْ نُمُوِّ ٱلْمَلَكُوتِ وَعَنِ ٱلْحِمَايَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟‏

‏• مَاذَا تُمَثِّلُ ٱلْخَمِيرَةُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ،‏ وَأَيُّ وَجْهٍ لِنُمُوِّ ٱلْمَلَكُوتِ شَدَّدَ عَلَيْهِ يَسُوعُ فِي هذَا ٱلْمَثَلِ؟‏

‏• أَيُّ وَجْهٍ لِنُمُوِّ ٱلْمَلَكُوتِ يُشَارُ إِلَيْهِ فِي مَثَلِ ٱلشَّبَكَةِ؟‏

‏• كَيْفَ نَبْقَى بَيْنَ ٱلَّذِينَ ‹يُجْمَعُونَ فِي ٱلْآنِيَةِ›؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحة ١٨]‏

مَاذَا يُعَلِّمُنَا مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ عَنِ ٱلنُّمُوِّ ٱلنَّاتِجِ عَنِ ٱلْمُنَادَاةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٩]‏

مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَثَلِ ٱلْخَمِيرَةِ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

إِلَامَ يُشِيرُ فَرْزُ ٱلسَّمَكِ ٱلْجَيِّدِ مِنَ ٱلرَّدِيءِ؟‏