الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لنبقَ ‹متيقظين›‏

لنبقَ ‹متيقظين›‏

لِنَبْقَ ‹مُتَيَقِّظِينَ›‏

‏«نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ ٱقْتَرَبَتْ.‏ .‏ .‏ .‏ تَيَقَّظُوا لِلصَّلَوَاتِ».‏ —‏ ١ بط ٤:‏٧‏.‏

١ مَاذَا كَانَ مِحْوَرُ كِرَازَةِ يَسُوعَ؟‏

كَانَ مَلَكُوتُ ٱللهِ مِحْوَرَ كِرَازَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَهُوَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَبِوَاسِطَةِ هذَا ٱلمَلَكُوتِ،‏ سَيُبَرِّئُ يَهْوَه سُلْطَانَهُ ٱلْكَوْنِيَّ وَيُقَدِّسُ ٱسْمَهُ.‏ لِذلِكَ عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُصَلُّوا إِلَى ٱللهِ:‏ «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.‏ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ (‏مت ٤:‏١٧؛‏ ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَقَرِيبًا جِدًّا سَتُنْهِي حُكُومَةُ ٱلْمَلَكُوتِ هذِهِ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ وَتُشْرِفُ عَلَى تَنْفِيذِ مَشِيئَةِ ٱللهِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ.‏ فَقَدْ أَنْبَأَ دَانِيَالُ أَنَّهَا سَوْفَ «تَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ [ٱلْحَاضِرَةِ]،‏ وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى ٱلدَّهْرِ».‏ —‏ دا ٢:‏٤٤‏.‏

٢ (‏أ)‏ كَيْفَ يَعْلَمُ أَتْبَاعُ يَسُوعَ أَنَّهُ حَاضِرٌ بِسُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تَسِمُ ٱلْعَلَامَةُ أَيْضًا؟‏

٢ كَانَ إِتْيَانُ مَلَكُوتِ ٱللهِ مُهِمًّا جِدًّا عِنْدَ أَتْبَاعِ يَسُوعَ،‏ فَسَأَلُوهُ:‏ «مَاذَا تَكُونُ عَلَامَةُ حُضُورِكَ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ؟‏».‏ (‏مت ٢٤:‏٣‏)‏ فَأَعْطَى ٱلْمَسِيحُ عَلَامَةً مَنْظُورَةً لِأَنَّ حُضُورَهُ بِسُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ لَنْ يَرَاهُ ٱلسَّاكِنُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَهذِهِ ٱلْعَلَامَةُ لَهَا عِدَّةُ أَوْجُهٍ مُنْبَإٍ عَنْهَا فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَبِمُوجِبِهَا بِإِمْكَانِ أَتْبَاعِ يَسُوعَ ٱلْعَائِشِينَ وَقْتَ حُضُورِهِ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّهُ ٱبْتَدَأَ يَحْكُمُ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ وَهِيَ تَسِمُ أَيْضًا بِدَايَةَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْمُسَمَّاةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ «ٱلْأَيَّامَ ٱلْأَخِيرَةَ» لِنِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلَّذِي يَسُودُ ٱلْأَرْضَ ٱلْيَوْمَ.‏ —‏ ٢ تي ٣:‏١-‏٥،‏ ١٣؛‏ مت ٢٤:‏٧-‏١٤‏.‏

لِنَتَيَقَّظْ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ

٣ لِمَاذَا يَحْتَاجُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى ٱلْيَقَظَةِ؟‏

٣ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ:‏ «نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ ٱقْتَرَبَتْ.‏ فَكُونُوا ذَوِي رَزَانَةٍ،‏ وَتَيَقَّظُوا لِلصَّلَوَاتِ».‏ (‏١ بط ٤:‏٧‏)‏ فَأَتْبَاعُ يَسُوعَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْيَقَظَةِ،‏ ٱلِٱنْتِبَاهِ لِأَحْدَاثِ ٱلْعَالَمِ ٱلَّتِي تَدُلُّ أَنَّهُ حَاضِرٌ بِسُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَحَاجَتُهُمْ إِلَى ٱلْيَقَظَةِ سَتَصِيرُ أَكْثَرَ إِلْحَاحًا كُلَّمَا ٱقْتَرَبَتْ نِهَايَةُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْحَاضِرِ.‏ فَقَدْ أَمَرَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ:‏ «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ إِذًا،‏ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَأْتِي سَيِّدُ ٱلْبَيْتِ [لِيُنَفِّذَ ٱلدَّيْنُونَةَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ]».‏ —‏ مر ١٣:‏٣٥،‏ ٣٦‏.‏

٤ كَيْفَ يَخْتَلِفُ مَوْقِفُ ٱلنَّاسِ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ عَنْ مَوْقِفِ خُدَّامِ يَهْوَه؟‏ (‏اُشْمُلِ ٱلْإِطَارَ.‏)‏

٤ إِنَّ ٱلنَّاسَ عُمُومًا خَاضِعُونَ لِنُفُوذِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ وَلَا يَنْتَبِهُونَ لِمَغْزَى أَحْدَاثِ ٱلْعَالَمِ.‏ فَهُمْ لَا يُدْرِكُونَ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ حَاضِرٌ بِسُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ أَمَّا أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فَمُتَيَقِّظُونَ وَيُدْرِكُونَ مَغْزَى ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي جَرَتْ فِي ٱلْمِئَةِ سَنَةٍ ٱلْمَاضِيَةِ.‏ فَفِي سَنَةِ ١٩٢٥،‏ أَدْرَكَ شُهُودُ يَهْوَه أَنَّ ٱلْحَرْبَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأُولَى وَٱلْأَحْدَاثَ ٱلَّتِي تَلَتْهَا هِيَ بُرْهَانٌ قَاطِعٌ أَنَّ حُضُورَ ٱلْمَسِيحِ بِسُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱبْتَدَأَ سَنَةَ ١٩١٤.‏ وَهذَا يَعْنِي أَنَّ ٱلْأَيَّامَ ٱلْأَخِيرَةَ لِنِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا تَحْتَ سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ قَدِ ٱبْتَدَأَتْ.‏ وَكَثِيرُونَ مِمَّنْ يَتَتَبَّعُونَ أَحْدَاثَ ٱلْعَالَمِ يُدْرِكُونَ ٱلْفَرْقَ ٱلشَّاسِعَ بَيْنَ فَتْرَةِ مَا قَبْلَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى وَمَا بَعْدَهَا،‏ وَلكِنَّهُمْ يَجْهَلُونَ مَغْزَى ذلِكَ.‏ —‏ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ  ‏«بِدَايَةُ عَصْرِ ٱلِٱضْطِرَابِ».‏

٥ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ؟‏

٥ تَشْهَدُ ٱلْحَوَادِثُ ٱلرَّهِيبَةُ ٱلْجَارِيَةُ مُنْذُ نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ أَنَّنَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏ وَيَهْوَه عَلَى وَشْكِ أَنْ يُعْطِيَ ٱلْمَسِيحَ ٱلْأَمْرَ بِقِيَادَةِ أَجْنَادِهِ ٱلْمَلَائِكِيِّينَ ٱلْأَقْوِيَاءِ لِضَرْبِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏رؤ ١٩:‏١١-‏٢١‏)‏ لِذلِكَ مِنَ ٱلْمُلِحِّ أَنْ يُدَاوِمَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ عَلَى ٱلسَّهَرِ إِطَاعَةً لِكَلِمَةِ ٱللهِ وَهُمْ يَتَرَقَّبُونَ نِهَايَةَ هذَا ٱلنِّظَامِ.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٢‏)‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ،‏ وَأَنْ نُنْجِزَ عَمَلًا مُحَدَّدًا فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ تَحْتَ تَوْجِيهِ ٱلْمَسِيحِ.‏

عَمَلٌ عَالَمِيٌّ

٦،‏ ٧ كَيْفَ تَقَدَّمَ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟‏

٦ يُشَكِّلُ ٱلْعَمَلُ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُنْجِزَهُ خُدَّامُ يَهْوَه جُزْءًا مِنَ ٱلْعَلَامَةِ ٱلْمُرَكَّبَةِ ٱلْمُنْبَإِ بِهَا ٱلَّتِي تَدُلُّ أَنَّنَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ لِنِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا.‏ فَقَدْ وَصَفَ يَسُوعُ هذَا ٱلْعَمَلَ ٱلْعَالَمِيَّ وَهُوَ يُعَدِّدُ ٱلْحَوَادِثَ ٱلْمُخْتَلِفَةَ ٱلَّتِي قَالَ إِنَّهَا سَتَجْرِي فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ.‏ وَتَضَمَّنَتْ نُبُوَّتُهُ ٱلْعِبَارَةَ ٱلْمُهِمَّةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،‏ ثُمَّ تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ».‏ —‏ مت ٢٤:‏١٤‏.‏

٧ فَكِّرْ فِي بَعْضِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْمُرْتَبِطَةِ بِهذَا ٱلْوَجْهِ ٱلْمَذْكُورِ فِي نُبُوَّةِ يَسُوعَ.‏ عِنْدَمَا بَدَأَتِ ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ سَنَةَ ١٩١٤،‏ كَانَ عَدَدُ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْبِشَارَةِ قَلِيلًا جِدًّا.‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَأَصْبَحَ عَدَدُهُمْ هَائِلًا،‏ إِذْ يُوجَدُ أَكْثَرُ مِنْ ٧٬٠٠٠٬٠٠٠ شَاهِدٍ لِيَهْوَه يَكْرِزُونَ بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ،‏ وَهُمْ مُنَظَّمُونَ فِي مَا يَزِيدُ عَنْ ١٠٠٬٠٠٠ جَمَاعَةٍ.‏ وَعَامَ ٢٠٠٨ ٱجْتَمَعَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَه ١٠٬٠٠٠٬٠٠٠ شَخْصٍ لِلِٱحْتِفَالِ بِذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ،‏ وَهذَا يُشَكِّلُ زِيَادَةً كَبِيرَةً فِي عَدَدِ ٱلْحُضُورِ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِقَةِ.‏

٨ لِمَاذَا يَنْجَحُ عَمَلُ كِرَازَتِنَا رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ؟‏

٨ يَا لَهَا مِنْ شَهَادَةٍ عَظِيمَةٍ تُقَدَّمُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ فِي كُلِّ ٱلْأُمَمِ قَبْلَ نِهَايَةِ هذَا ٱلنِّظَامِ!‏ وَهِيَ تَجْرِي عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ «إِلٰهُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا».‏ (‏٢ كو ٤:‏٤‏)‏ فَجَمِيعُ عَنَاصِرِ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ وَٱلدِّينِيَّةِ وَٱلتِّجَارِيَّةِ،‏ فَضْلًا عَنْ وَسَائِلِ ٱلدِّعَايَةِ،‏ هِيَ تَحْتَ تَأْثِيرِهِ.‏ مَا ٱلَّذِي يُفَسِّرُ إِذًا ٱلنَّجَاحَ ٱلْمُذْهِلَ ٱلَّذِي يُحَقِّقُهُ عَمَلُ ٱلشَّهَادَةِ؟‏ إِنَّهُ دَعْمُ يَهْوَه دُونَ أَدْنَى شَكٍّ.‏ فَبِفَضْلِهِ يَجْرِي عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ عَلَى قَدَمٍ وَسَاقٍ رَغْمَ مُحَاوَلَاتِ ٱلشَّيْطَانِ لِإِيقَافِهِ.‏

٩ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱزْدِهَارَنَا ٱلرُّوحِيَّ أُعْجُوبَةٌ؟‏

٩ إِنَّ نَجَاحَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱزْدِيَادَ شَعْبِ يَهْوَه وَنُمُوَّهُمُ ٱلرُّوحِيَّ يُمْكِنُ ٱعْتِبَارُهَا أُعْجُوبَةً.‏ فَلَوْلَا دَعْمُ ٱللهِ،‏ ٱلَّذِي يَشْمُلُ إِرْشَادَ شَعْبِهِ وَحِمَايَتَهُمْ،‏ لَكَانَ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ مُسْتَحِيلًا.‏ (‏اِقْرَأْ متى ١٩:‏٢٦‏.‏‏)‏ وَيُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ هذَا ٱلْعَمَلَ سَيُنْجَزُ بِنَجَاحٍ بِدَعْمِ رُوحِ ٱللهِ ٱلَّذِي يُحَرِّكُ قُلُوبَ ٱلْمُتَيَقِّظِينَ ٱلْمُسْتَعِدِّينَ لِخِدْمَتِهِ.‏ وَبَعْدَ ذلِكَ «تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ» ٱلَّتِي أَصْبَحَتْ وَشِيكَةً جِدًّا.‏

‏«اَلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ»‏

١٠ كَيْفَ وَصَفَ يَسُوعُ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ ٱلْقَادِمَ؟‏

١٠ سَتَأْتِي نِهَايَةُ هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ خِلَالَ مَا يُسَمَّى «ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ».‏ (‏رؤ ٧:‏١٤‏)‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لَا يُخْبِرُنَا كَمْ طُولُهُ،‏ لكِنَّ يَسُوعَ قَالَ:‏ «يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ مُنْذُ بَدْءِ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآنَ،‏ وَلَنْ يَحْدُثَ ثَانِيَةً».‏ (‏مت ٢٤:‏٢١‏)‏ فَهذَا ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ ٱلْقَادِمُ سَيَكُونُ أَشَدَّ هَوْلًا بِكَثِيرٍ مِنْ أَيِّ ضِيقٍ شَهِدَهُ ٱلْعَالَمُ،‏ كَٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ ٱلَّتِي مَاتَ فِيهَا مَا يُقَدَّرُ بِـ‍ ٥٠ إِلَى ٦٠ مِلْيُونَ نَسَمَةٍ.‏ وَسَيَبْلُغُ ذُرْوَتَهُ فِي مَعْرَكَةِ هَرْمَجِدُّونَ حِينَ يُطْلِقُ يَهْوَه قُوَّاتِهِ ٱلتَّنْفِيذِيَّةَ لِمَحْوِ كُلِّ أَثَرٍ لِنِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْأَرْضِيِّ.‏ —‏ رؤ ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏.‏

١١،‏ ١٢ أَيُّ حَدَثٍ يَسِمُ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟‏

١١ لَا تُحَدِّدُ نُبُوَّاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلتَّارِيخَ ٱلَّذِي تَبْدَأُ فِيهِ ٱلْمَرْحَلَةُ ٱلْأُولَى مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ،‏ لكِنَّهَا تُخْبِرُنَا أَيُّ حَدَثٍ غَيْرِ عَادِيٍّ سَيَسِمُ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ.‏ وَهذَا ٱلْحَدَثُ هُوَ دَمَارُ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ بِأَسْرِهِ عَلَى يَدِ ٱلْقِوَى ٱلسِّيَاسِيَّةِ.‏ فَفِي ٱلرُّؤْيَا ٱلْإِصْحَاحَيْنِ ١٧ وَ ١٨‏،‏ يُشَبَّهُ ٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ بِعَاهِرَةٍ لَهَا عَلَاقَاتٌ فَاسِقَةٌ بِأَنْظِمَةِ ٱلْأَرْضِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ.‏ وَتُظْهِرُ ٱلرُّؤْيَا ١٧:‏١٦ أَنَّ هذِهِ ٱلْعَنَاصِرَ ٱلسِّيَاسِيَّةَ عَمَّا قَرِيبٍ ‹سَتُبْغِضُ ٱلْعَاهِرَةَ وَتَجْعَلُهَا خَرِبَةً وَعُرْيَانَةً،‏ وَتَأْكُلُ لُحُومَهَا وَتُحْرِقُهَا كَامِلًا بِنَارٍ›.‏

١٢ ‏‹فَسَيَضَعُ ٱللهُ فِي قُلُوبِ [ٱلْحُكَّامِ ٱلسِّيَاسِيِّينَ] أَنْ يُنَفِّذُوا فِكْرَهُ› وَيُدَمِّرُوا ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ بِأَسْرِهِ.‏ (‏رؤ ١٧:‏١٧‏)‏ لِذلِكَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ هذَا ٱلدَّمَارَ يَأْتِي مِنَ ٱللهِ.‏ وَهُوَ تَعْبِيرٌ عَنْ دَيْنُونَتِهِ عَلَى ٱلدِّينِ ٱلرِّيَائِيِّ ٱلَّذِي يُعَلِّمُ عَقَائِدَ تُخَالِفُ مَشِيئَةَ ٱللهِ وَيَضْطَهِدُ خُدَّامَهُ.‏ إِنَّ ٱلْعَالَمَ عُمُومًا لَا يَتَوَقَّعُ دَمَارَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ ٱلْقَادِمَ،‏ أَمَّا خُدَّامُ يَهْوَه ٱلْأُمَنَاءُ فَيَتَرَقَّبُونَ حُدُوثَهُ.‏ وَهُمْ يُدَاوِمُونَ عَلَى إِخْبَارِ ٱلنَّاسِ عَنْهُ فِي هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏

١٣ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ دَمَارَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ سَيَكُونُ سَرِيعًا؟‏

١٣ سَيَصْدِمُ دَمَارُ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ ٱلنَّاسَ صَدْمَةً عَظِيمَةً.‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَ «مُلُوكِ ٱلْأَرْضِ»،‏ كَمَا تَذْكُرُ ٱلنُّبُوَّةُ،‏ سَيَقُولُونَ عَنْ هذَا ٱلدَّمَارِ:‏ «وَاأَسَفَاهْ،‏ وَاأَسَفَاهْ،‏ .‏ .‏ .‏ لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ جَاءَتْ دَيْنُونَتُكِ!‏».‏ (‏رؤ ١٨:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٦،‏ ١٩‏)‏ وَيُشِيرُ ٱسْتِعْمَالُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلتَّعْبِيرِ «سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ» أَنَّ هذَا ٱلْحَدَثَ سَيَكُونُ سَرِيعًا إِلَى حَدٍّ مَا.‏

١٤ كَيْفَ سَيَرُدُّ يَهْوَه عَلَى أَعْدَائِهِ حِينَ يُهَاجِمُونَ خُدَّامَهُ؟‏

١٤ بِحَسَبِ فَهْمِنَا لِلنُّبُوَّاتِ،‏ سَيَلِي دَمَارَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ هُجُومٌ عَلَى خُدَّامِ يَهْوَه ٱلَّذِينَ يُنَادُونَ بِرَسَائِلِ دَيْنُونَتِهِ.‏ (‏حز ٣٨:‏١٤-‏١٦‏)‏ وَعِنْدَمَا يُشَنُّ هذَا ٱلْهُجُومُ،‏ سَيَكُونُ عَلَى ٱلْمُهَاجِمِينَ أَنْ يُوَاجِهُوا يَهْوَه ٱلَّذِي يَعِدُ بِحِمَايَةِ شَعْبِهِ ٱلْأَمِينِ.‏ فَهُوَ يَقُولُ:‏ «فِي حَمِيَّتِي وَنَارِ سُخْطِي أَتَكَلَّمُ.‏ .‏ .‏ .‏ فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا يَهْوَهُ».‏ (‏اِقْرَأْ حزقيال ٣٨:‏١٨-‏٢٣‏.‏‏)‏ وَيَقُولُ أَيْضًا فِي كَلِمَتِهِ:‏ «مَنْ يَمَسُّكُمْ [خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ] يَمَسُّ بُؤْبُؤَ عَيْنِي».‏ (‏زك ٢:‏٨‏)‏ فَلَنْ يَقِفَ يَهْوَه مَكْتُوفًا عِنْدَمَا يَتَعَرَّضُ شَعْبُهُ لِلْهُجُومِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ،‏ بَلْ سَيَرُدُّ عَلَى أَعْدَائِهِ.‏ وَهذَا يَأْتِي بِنَا إِلَى ٱلْمَرْحَلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ،‏ أَيْ إِلَى ذُرْوَتِهِ ٱلْمُسَمَّاةِ هَرْمَجِدُّونَ،‏ حِينَ يُنَفِّذُ أَجْنَادُ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْأَقْوِيَاءُ بِإِمْرَةِ ٱلْمَسِيحِ أَحْكَامَ يَهْوَه فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏

كَيْفَ يُؤَثِّرُ فِينَا ٱقْتِرَابُ ٱلنِّهَايَةِ؟‏

١٥ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا مَعْرِفَتُنَا أَنَّ نِهَايَةَ هذَا ٱلنِّظَامِ بَاتَتْ قَرِيبَةً؟‏

١٥ وَكَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا مَعْرِفَتُنَا أَنَّ نِهَايَةَ هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ تَقْتَرِبُ بِسُرْعَةٍ؟‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ:‏ «بِمَا أَنَّ هٰذِهِ كُلَّهَا سَتَنْحَلُّ هٰكَذَا،‏ فَأَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا فِي تَصَرُّفَاتٍ مُقَدَّسَةٍ وَأَعْمَالِ تَعَبُّدٍ لِلهِ!‏».‏ (‏٢ بط ٣:‏١١‏)‏ فَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَحْرِصَ عَلَى ٱلسُّلُوكِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَطَالِبِ يَهْوَه وَإِغْنَاءِ حَيَاتِنَا بِأَعْمَالِ ٱلتَّعَبُّدِ لِلهِ،‏ تَعْبِيرًا عَنْ مَحَبَّتِنَا لَهُ.‏ وَتَشْمُلُ هذِهِ ٱلْأَعْمَالُ بَذْلَ قُصَارَى جُهْدِنَا فِي ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ ٱلنِّهَايَةُ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ كَتَبَ بُطْرُسُ:‏ «نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ ٱقْتَرَبَتْ.‏ .‏ .‏ .‏ تَيَقَّظُوا لِلصَّلَوَاتِ».‏ (‏١ بط ٤:‏٧‏)‏ فَيُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى يَهْوَه وَإِظْهَارُ مَحَبَّتِنَا لَهُ بِٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ طَالِبِينَ مِنْهُ أَنْ يُرْشِدَنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ وَجَمَاعَتِهِ ٱلْعَالَمِيَّةِ.‏

١٦ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَلْتَصِقَ بِمَشُورَةِ ٱللهِ؟‏

١٦ يَجِبُ عَلَيْنَا فِي هذِهِ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْخَطِرَةِ أَنْ نَلْتَصِقَ بِمَشُورَةِ كَلِمَةِ ٱللهِ:‏ «اِنْتَبِهُوا بِدِقَّةٍ كَيْفَ تَسِيرُونَ،‏ لَا كَجُهَلَاءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ،‏ مُشْتَرِينَ لِأَنْفُسِكُمْ كُلَّ وَقْتٍ مُؤَاتٍ،‏ لِأَنَّ ٱلْأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ».‏ (‏اف ٥:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فَٱلشَّرُّ ٱلْيَوْمَ مُتَفَشٍّ إِلَى حَدٍّ غَيْرِ مَسْبُوقٍ فِي ٱلتَّارِيخِ.‏ وَقَدِ ٱبْتَكَرَ ٱلشَّيْطَانُ وَسَائِلَ كَثِيرَةً لِمَنْعِ ٱلنَّاسِ مِنْ فِعْلِ مَشِيئَةِ يَهْوَه،‏ أَوْ لِتَلْهِيَتِهِمْ فَحَسْبُ.‏ لكِنَّنَا كَخُدَّامٍ لِلهِ نَعِي ذلِكَ،‏ وَلَا نُرِيدُ أَنْ نَدَعَ شَيْئًا يُزَعْزِعُ وَلَاءَنَا لَهُ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَعْلَمُ مَا سَيَحْدُثُ عَمَّا قَرِيبٍ،‏ وَنَضَعُ كُلَّ ثِقَتِنَا فِي يَهْوَه وَمَقَاصِدِهِ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏

١٧ صِفُوا رَدَّ فِعْلِ ٱلنَّاجِينَ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ حِينَ تَحْصُلُ ٱلْقِيَامَةُ.‏

١٧ سَيَرَى ٱلنَّاجُونَ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ إِتْمَامَ وَعْدِ ٱللهِ ٱلرَّائِعِ بِإِحْيَاءِ ٱلْأَمْوَاتِ،‏ لِأَنَّهُ «سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ».‏ (‏اع ٢٤:‏١٥‏)‏ هَلْ لَاحَظْتَ مَا أَوْضَحَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟‏ إِنَّ ٱلْوَعْدَ بِٱلْقِيَامَةِ لَا شَكَّ فِيهِ لِأَنَّ يَهْوَه قَطَعَهُ.‏ فَهُوَ يَعِدُ فِي إِشَعْيَا ٢٦:‏١٩‏:‏ «تَحْيَا أَمْوَاتُكَ.‏ .‏ .‏ .‏ اِسْتَيْقِظُوا وَهَلِّلُوا يَا سُكَّانَ ٱلتُّرَابِ!‏ .‏ .‏ .‏ اَلْأَرْضُ تَلِدُ ٱلْهَامِدِينَ هُمُودَ ٱلْمَوْتِ».‏ لَقَدْ كَانَ لِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ إِتْمَامٌ أَوَّلِيٌّ عِنْدَمَا رَدَّ ٱللهُ شَعْبَهُ ٱلْقَدِيمَ إِلَى أَرْضِهِمْ،‏ وَهذَا يُعَزِّزُ ثِقَتَنَا بِإِتْمَامِهَا ٱلْحَرْفِيِّ ٱلْمُقْبِلِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏ وَمَا أَعْظَمَ ٱلْفَرَحَ ٱلَّذِي سَيَغْمُرُ ٱلْجَمِيعَ حِينَ يَجْتَمِعُ شَمْلُ ٱلْمُقَامِينَ وَأَحِبَّائِهِمْ!‏ حَقًّا،‏ إِنَّ نِهَايَةَ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ قَرِيبَةٌ،‏ وَعَالَمُ ٱللهِ ٱلْجَدِيدُ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ.‏ فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ!‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• مَاذَا كَانَ مِحْوَرُ كِرَازَةِ يَسُوعَ؟‏

‏• مَا مَدَى ٱنْتِشَارِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ؟‏

‏• لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ؟‏

‏• كَيْفَ يُشَجِّعُكُمْ شَخْصِيًّا ٱلْوَعْدُ ٱلْمَذْكُورُ فِي أَعْمَال ٢٤:‏١٥‏؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحتين ١٦،‏ ١٧]‏

 بِدَايَةُ عَصْرِ ٱلِٱضْطِرَابِ

عَصْرُ ٱلِٱضْطِرَابِ:‏ مُغَامَرَاتٌ فِي عَالَمٍ جَدِيدٍ ‏(‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏ هُوَ عُنْوَانُ كِتَابٍ صَدَرَ عَامَ ٢٠٠٧ لِلْكَاتِبِ آلن ڠرينسپان.‏ وَقَدْ كَانَ ٱلْكَاتِبُ طِيلَةَ ٢٠ سَنَةً رَئِيسَ مَكْتَبِ ٱلِٱحْتِيَاطِيِّ ٱلْفِدِرَالِيِّ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱلَّذِي يُشْرِفُ عَلَى كَامِلِ ٱلنِّظَامِ ٱلْمَصْرِفِيِّ ٱلْمَرْكَزِيِّ فِي ٱلْبَلَدِ.‏ وَفِي هذَا ٱلْكِتَابِ يُبْرِزُ ڠرينسپان ٱلتَّبَايُنَ ٱلْوَاضِحَ بَيْنَ أَحْوَالِ ٱلْعَالَمِ قَبْلَ عَامِ ١٩١٤ وَبَعْدَهُ.‏ فَقَدْ قَالَ:‏

«يُسْتَدَلُّ مِنْ كُلِّ ٱلتَّقَارِيرِ ٱلْوَارِدَةِ مِنَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ عَامَ ١٩١٤ أَنَّ ٱلْعَالَمَ قَبْلَ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ كَانَ يَرْتَقِي أَخْلَاقِيًّا وَحَضَارِيًّا بِخُطًى لَا تَرَاجُعَ فِيهَا.‏ لَقَدْ بَدَا أَنَّ ٱلْمُجْتَمَعَ ٱلْبَشَرِيَّ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْكَمَالِ.‏ فَكَانَ ٱلْقَرْنُ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ قَدْ شَهِدَ نِهَايَةَ تِجَارَةِ ٱلرَّقِيقِ ٱلْفَظِيعَةِ.‏ وَخَفَّتْ حِدَّةُ ٱلْعُنْفِ ٱلْوَحْشِيِّ.‏ .‏ .‏ .‏ وَتَسَارَعَتْ وَتِيرَةُ ٱلِٱخْتِرَاعَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةِ طِيلَةَ ذلِكَ ٱلْقَرْنِ،‏ فَظَهَرَتِ ٱلسِّكَكُ ٱلْحَدِيدِيَّةُ وَٱلْهَاتِفُ وَٱلْإِنَارَةُ ٱلْكَهْرَبَائِيَّةُ وَٱلسِّينَمَا وَٱلسَّيَّارَةُ وَعَدَدٌ لَا يُحْصَى مِنْ وَسَائِلِ ٱلرَّاحَةِ ٱلْمَنْزِلِيَّةِ.‏ كَمَا سَاهَمَ ٱلطِّبُّ وَتَحَسُّنُ مُسْتَوَى ٱلتَّغْذِيَةِ وَتَوْزِيعُ مِيَاهِ ٱلشُّرْبِ عَلَى ٱلْعُمُومِ فِي زِيَادَةِ ٱلْعُمْرِ ٱلْمُتَوَقَّعِ لِلْإِنْسَانِ .‏ .‏ .‏ لَقَدْ شَعَرَ ٱلْجَمِيعُ بِأَنَّ هذَا ٱلتَّقَدُّمَ سَيَسْتَمِرُّ دُونَ تَرَاجُعٍ».‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلْآمَالَ نُسِفَتْ فَجْأَةً.‏ وَعَنْ ذلِكَ يَقُولُ ٱلْكَاتِبُ:‏

«كَانَتِ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُولَى أَشَدَّ تَدْمِيرًا أَخْلَاقِيًّا وَحَضَارِيًّا مِنَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ ٱلَّتِي فَاقَتْ سَابِقَتَهَا بِأَشْوَاطٍ مِنْ حَيْثُ ٱلْخَسَائِرُ ٱلْبَشَرِيَّةُ وَٱلْمَادِّيَّةُ،‏ وَذلِكَ لِأَنَّ ٱلْأُولَى قَضَتْ عَلَى ٱلْحُلْمِ.‏ فَمِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ نِسْيَانُ نَظْرَةِ ٱلنَّاسِ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي سَبَقَتِ ٱلْحَرْبَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأُولَى،‏ حِينَ بَدَا أَنَّ مُسْتَقْبَلَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ لَا يَعُوقُهُ عَائِقٌ وَلَا تَحُدُّهُ حُدُودٌ.‏ أَمَّا ٱلْيَوْمَ فَتَخْتَلِفُ رُؤْيَتُنَا ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةُ ٱخْتِلَافًا شَاسِعًا عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ مُنْذُ قَرْنٍ،‏ لكِنَّهَا أَكْثَرُ وَاقِعِيَّةً.‏ وَٱلسُّؤَالُ هُوَ:‏ هَلْ يُغَيِّرُ ٱلْإِرْهَابُ أَوِ ٱلدِّفْءُ ٱلْعَالَمِيُّ أَوِ ٱنْبِعَاثُ ٱلْحَرَكَاتِ ٱلْمُؤَيِّدَةِ لِحُقُوقِ ٱلشَّعْبِ مَعَالِمَ عَصْرِنَا ٱلْحَالِيِّ،‏ عَصْرِ ٱلْعَوْلَمَةِ ٱلَّتِي تُسَاهِمُ فِي تَقَدُّمِ ٱلْإِنْسَانِ،‏ كَمَا فَعَلَتِ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُولَى بِٱلْعَصْرِ ٱلَّذِي سَبَقَهَا؟‏ لَا أَحَدَ لَدَيْهَ ٱلْجَوَابُ ٱلْيَقِينُ».‏

وَيَسْتَرْجِعُ ڠرينسپان مِنْ سَنَوَاتِ دِرَاسَتِهِ قَوْلًا لِأُسْتَاذِ ٱلِٱقْتِصَادِ بنجامن أندرسن (‏١٨٨٦-‏١٩٤٩)‏:‏ «إِنَّ ٱلَّذِينَ كَانُوا بِعُمْرٍ يَسْمَحُ لَهُمْ أَنْ يَتَذَكَّرُوا وَيَعُوا مَا كَانَ عَلَيْهِ ٱلْعَالَمُ قَبْلَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى يَنْظُرُونَ إِلَى ٱلْمَاضِي بِحَنِينٍ كَبِيرٍ.‏ فَقَدْ وَلَّى شُعُورُهُمْ بِٱلْأَمَانِ إِلَى غَيْرِ رَجْعَةٍ».‏ —‏ علم الاقتصاد والمصلحة العامة ‏(‏بالانكليزية)‏.‏

إِنَّ هذَا ٱلِٱسْتِنْتَاجَ يَتَوَافَقُ مَعَ مَا خَلَصَ إِلَيْهِ ج.‏ ج.‏ ماير فِي كِتَابِهِ عَالَمٌ مُدَمَّرٌ ‏(‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏ ٱلصَّادِرِ عَامَ ٢٠٠٦،‏ حَيْثُ يَقُولُ:‏ «غَالِبًا مَا يُقَالُ عَنِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ إِنَّهَا ‹غَيَّرَتْ كُلَّ شَيْءٍ›.‏ وَيَصِحُّ ذلِكَ خُصُوصًا فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْكُبْرَى [١٩١٤-‏١٩١٨].‏ فَقَدْ غَيَّرَتْ تِلْكَ ٱلْحَرْبُ فِعْلًا كُلَّ شَيْءٍ:‏ لَا مُجَرَّدَ ٱلْحُدُودِ وَٱلْحُكُومَاتِ وَمَصِيرِ ٱلشُّعُوبِ،‏ بَلْ أَيْضًا نَظْرَةَ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْعَالَمِ وَإِلَى أَنْفُسِهِمْ.‏ إِنَّهَا أَشْبَهُ بِفَجْوَةٍ فِي ٱلزَّمَنِ،‏ نُقْطَةٍ فَقَدَ بَعْدَهَا ٱلْعَالَمُ نِهَائِيًّا كُلَّ صِلَةٍ بِمَا سَبَقَ».‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

سَيُطْلِقُ يَهْوَه فِي هَرْمَجِدُّونَ أَجْنَادَ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْأَقْوِيَاءَ لِتَنْفِيذِ ٱلدَّيْنُونَةِ