الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الوكيل الامين وهيئته الحاكمة

الوكيل الامين وهيئته الحاكمة

اَلْوَكِيلُ ٱلْأَمِينُ وَهَيْئَتُهُ ٱلْحَاكِمَةُ

‏«مَنْ هُوَ ٱلْوَكِيلُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ،‏ ٱلَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى هَيْئَةِ خَدَمِهِ لِيُدَاوِمَ عَلَى إِعْطَائِهِمْ حِصَّتَهُمْ مِنَ ٱلطَّعَامِ فِي حِينِهَا؟‏».‏ —‏ لو ١٢:‏٤٢‏.‏

١،‏ ٢ أَيُّ سُؤَالٍ مُهِمٍّ طَرَحَهُ يَسُوعُ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟‏

فِي مَعْرِضِ ٱلْحَدِيثِ عَنِ ٱلعَلَامَةِ ٱلْمُرَكَّبَةِ ٱلَّتِي تَسِمُ ٱلْأَيَّامَ ٱلْأَخِيرَةَ،‏ طَرَحَ يَسُوعُ ٱلسُّؤَالَ:‏ «مَنْ هُوَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ ٱلَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِ بَيْتِهِ لِيُعْطِيَهُمْ طَعَامَهُمْ فِي حِينِهِ؟‏».‏ ثُمَّ أَضَافَ أَنَّ هذَا ٱلْعَبْدَ يُكَافَأُ عَلَى أَمَانَتِهِ بِإِقَامَتِهِ عَلَى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِ سَيِّدِهِ.‏ —‏ مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

٢ كَانَ يَسُوعُ قَبْلَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ قَدْ طَرَحَ سُؤَالًا مُمَاثِلًا.‏ (‏اِقْرَأْ لوقا ١٢:‏٤٢-‏٤٤‏.‏‏)‏ فَدَعَا ٱلْعَبْدَ ‹وَكِيلًا›،‏ وَأَشَارَ إِلَى ‹خَدَمِ ٱلْبَيْتِ› بِعِبَارَةِ ‹هَيْئَةِ ٱلْخَدَمِ›.‏ وَٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمُتَرْجَمَةُ إِلَى ‹وَكِيلٍ› تَعْنِي مُدَبِّرَ ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي يُشْرِفُ عَلَى ٱلْخَدَمِ،‏ رَغْمَ أَنَّهُ خَادِمٌ أَيْضًا.‏ فمَنْ هُوَ هذَا ٱلْوَكِيلُ،‏ أَوِ ٱلْعَبْدُ،‏ وَكَيْفَ يُعْطِي «ٱلطَّعَامَ فِي حِينِهِ»؟‏ إِنَّ مَعْرِفَةَ ٱلْقَنَاةِ ٱلَّتِي يُوَزَّعُ بِوَاسِطَتِهَا ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ أَمْرٌ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لَنَا جَمِيعًا.‏

٣ (‏أ)‏ كَيْفَ يَشْرَحُ مُفَسِّرُو ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ مَا قَالَهُ يَسُوعُ عَنِ «ٱلْعَبْدِ»؟‏ (‏ب)‏ مَنْ هُوَ «ٱلْوَكِيلُ»،‏ وَمَنْ هُمْ ‹هَيْئَةُ ٱلْخَدَمِ›؟‏

٣ غَالِبًا مَا يَعْتَبِرُ مُفَسِّرُو ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ أَنَّ كَلِمَاتِ يَسُوعَ تُشِيرُ إِلَى ٱلَّذِينَ يَشْغَلُونَ مَرَاكِزَ مَسْؤُولِيَّةٍ بَيْنَ ٱلْمُدَّعِينَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ.‏ لكِنَّ يَسُوعَ،‏ وَهُوَ ‹ٱلسَّيِّدُ› فِي ٱلْمَثَلِ،‏ لَمْ يُشِرْ إِلَى وُجُودِ عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْعَبِيدِ مُوَزَّعِينَ عَلَى مُخْتَلِفِ طَوَائِفِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ بَلْ تَحَدَّثَ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ عَنْ «وَكِيلٍ» أَوْ «عَبْدٍ» وَاحِدٍ فَقَطْ،‏ وَقَالَ إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ.‏ لِذلِكَ،‏ كَمَا أَوْضَحَتْ هذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ تَكْرَارًا،‏ لَا بُدَّ أَنَّ ٱلْوَكِيلَ لَيْسَ فَرْدًا وَاحِدًا،‏ بَلْ يُمَثِّلُ تَلَامِيذَ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ كَفَرِيقٍ،‏ صَفَّ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» ٱلَّذِي كَانَ قَدْ ذَكَرَهُ لِتَوِّهِ فِي سِيَاقِ ٱلْكَلَامِ فِي إِنْجِيلِ لُوقَا.‏ (‏لو ١٢:‏٣٢‏)‏ وَتُشِيرُ عِبَارَةُ ‹هَيْئَةِ ٱلْخَدَمِ›،‏ أَوْ ‹خَدَمِ ٱلْبَيْتِ›،‏ إِلَى ٱلْفَرِيقِ نَفْسِهِ،‏ لكِنَّهَا تُرَكِّزُ ٱلِٱنْتِبَاهَ عَلَى دَوْرِهِمْ كَأَفْرَادٍ.‏ وَهُنَا يَنْشَأُ سُؤَالٌ مُشَوِّقٌ:‏ هَلْ يَلْعَبُ كُلُّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ صَفِّ ٱلْعَبْدِ دَوْرًا فِي تَزْوِيدِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ؟‏ إِنَّ فَحْصَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُعْطِينَا ٱلْجَوَابَ ٱلْيَقِينَ.‏

خَادِمُ يَهْوَه فِي ٱلْمَاضِي

٤ كَيْفَ أَشَارَ يَهْوَه إِلَى أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ وَمَا ٱلْجَدِيرُ بِٱلْمُلَاحَظَةِ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ؟‏

٤ قَالَ يَهْوَه عَنْ شَعْبِهِ،‏ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ:‏ «‹أَنْتُمْ شُهُودِي›،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ،‏ ‹وَخَادِمِي ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ›».‏ (‏اش ٤٣:‏١٠‏)‏ فَٱسْتَعْمَلَ صِيغَةَ ٱلْمُفْرَدِ «خَادِمِي» لِلْإِشَارَةِ إِلَى ٱلْأُمَّةِ بِكَامِلِهَا،‏ مَا عَنَى أَنَّ جَمِيعَ أَفْرَادِ ٱلْأُمَّةِ شَكَّلُوا صَفَّ ٱلْخَادِمِ هذَا.‏ لكِنَّ ٱلْجَدِيرَ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ ٱلْكَهَنَةَ وَٱللَّاوِيِّينَ غَيْرَ ٱلْكَهَنُوتِيِّينَ كَانُوا وَحْدَهُمُ ٱلْمَسْؤُولِينَ عَنْ تَعْلِيمِ ٱلْأُمَّةِ.‏ —‏ ٢ اخ ٣٥:‏٣؛‏ مل ٢:‏٧‏.‏

٥ أَيُّ تَغْيِيرٍ مُهِمٍّ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى حُدُوثِهِ؟‏

٥ وَهَلْ كَانَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ هِيَ ٱلْعَبْدَ ٱلَّذِي ذَكَرَهُ يَسُوعُ؟‏ كَلَّا،‏ وَذلِكَ لِأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لِلْيَهُودِ فِي زَمَنِهِ:‏ «مَلَكُوتُ ٱللهِ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تُنْتِجُ ثِمَارَهُ».‏ (‏مت ٢١:‏٤٣‏)‏ فَقَدْ أَشَارَتْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ بِوُضُوحٍ إِلَى حُدُوثِ تَغْيِيرٍ يَتَمَثَّلُ فِي ٱسْتِخْدَامِ يَهْوَه أُمَّةً جَدِيدَةً.‏ وَلكِنْ عَلَى صَعِيدِ مَسْؤُولِيَّةِ ٱلتَّعْلِيمِ،‏ يُزَوِّدُ ٱلْعَبْدُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ عَلَى غِرَارِ «خَادِمِ» ٱللهِ أَيَّامَ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ.‏

ظُهُورُ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ

٦ أَيَّةُ أُمَّةٍ جَدِيدَةٍ وُلِدَتْ فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ وَمِمَّنْ تَتَأَلَّفُ؟‏

٦ تَتَأَلَّفُ ٱلْأُمَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ،‏ «إِسْرَائِيلُ ٱللهِ»،‏ مِنْ إِسْرَائِيلِيِّينَ رُوحِيِّينَ.‏ (‏غل ٦:‏١٦؛‏ رو ٢:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ٩:‏٦‏)‏ وَهذِهِ ٱلْأُمَّةُ ٱلْمُؤَلَّفَةُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ وُلِدَتْ عِنْدَ سَكْبِ رُوحِ ٱللهِ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م.‏ وَقَدْ لَعِبَتْ مُنْذُ ذلِكَ ٱلْحِينِ دَوْرَ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلَّذِي أَقَامَهُ ٱلسَّيِّدُ،‏ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.‏ وَكُلُّ عُضْوٍ فِي تِلْكَ ٱلْأُمَّةِ أُوكِلَتْ إِلَيْهِ مُهِمَّةُ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَلكِنْ هَلْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُمْ سَيُسَاهِمُ إِفْرَادِيًّا فِي تَزْوِيدِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ؟‏ لِنَرَ مَا تَقُولُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِجَابَةً عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ.‏

٧ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ مَاذَا كَانَتْ مُهِمَّةُ ٱلرُّسُلِ ٱلرَّئِيسِيَّةُ،‏ وَكَيْفَ تَوَسَّعَتْ لَاحِقًا؟‏

٧ عِنْدَمَا عَيَّنَ يَسُوعُ رُسُلَهُ ٱلـ‍ ١٢،‏ ‹أَرْسَلَهُمْ› لِيَكْرِزُوا بِٱلْبِشَارَةِ لِلْآخَرِينَ،‏ وَكَانَتْ هذِهِ هِيَ ٱلْمُهِمَّةَ ٱلرَّئِيسِيَّةَ ٱلَّتِي أُوكِلَتْ إِلَيْهِمِ،‏ ٱنْسِجَامًا مَعَ أَصْلِ ٱلْكَلِمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمُتَرْجَمَةِ «رُسُلًا».‏ (‏اِقْرَأْ مرقس ٣:‏١٣-‏١٥‏.‏‏)‏ وَلكِنْ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ وَٱقْتِرَابِ تَأْسِيسِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ أَصْبَحَ ٱلرَّسُولُ يَتَوَلَّى «مَهَامَّ إِشْرَافٍ».‏ —‏ اع ١:‏٢٠-‏٢٦‏.‏

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ عَلَى مَنْ أُلْقِيَتْ بَشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ مَسْؤُولِيَّةُ تَوْزِيعِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ؟‏ (‏ب)‏ مَنْ غَيْرُ ٱلرُّسُلِ ٱلـ‍ ١٢ أُسْنِدَتْ إِلَيْهِمْ مَسْؤُولِيَّاتٌ إِضَافِيَّةٌ أَقَرَّتْهَا ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ؟‏

٨ وَعَلَى مَنْ أُلْقِيَتْ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ مَسْؤُولِيَّةُ تَوْزِيعِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ؟‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَبَيَّنَ ٱلْجَوَابَ مِنَ ٱلْحَوَادِثِ ٱلَّتِي جَرَتْ بَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ.‏ فَعِنْدَمَا نَشَأَ خِلَافٌ حَوْلَ ٱلتَّوْزِيعِ ٱلْيَوْمِيِّ لِلطَّعَامِ عَلَى ٱلْأَرَامِلِ،‏ جَمَعَ ٱلرُّسُلُ ٱلـ‍ ١٢ ٱلتَّلَامِيذَ وَقَالُوا:‏ «لَا يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ ٱللهِ لِنُوَزِّعَ ٱلطَّعَامَ عَلَى مَوَائِدَ».‏ (‏اِقْرَأْ اعمال ٦:‏١-‏٦‏.‏‏)‏ ثُمَّ أَقَامُوا إِخْوَةً غَيْرَهُمْ مُؤَهَّلِينَ رُوحِيًّا لِلِٱعْتِنَاءِ بِهذَا «ٱلْعَمَلِ ٱلضَّرُورِيِّ» لِكَيْ يَعْكُفُوا هُمْ عَلَى «خِدْمَةِ ٱلْكَلِمَةِ».‏ وقَدْ بَارَكَ يَهْوَه هذَا ٱلتَّرْتِيبَ لِأَنَّ «كَلِمَةَ ٱللهِ [بَقِيَتْ] تَنْمُو،‏ وَعَدَدَ ٱلتَّلَامِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ».‏ (‏اع ٦:‏٧‏)‏ وَهكَذَا فَإِنَّ مَسْؤُولِيَّةَ تَأْمِينِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ كَانَتْ مُلْقَاةً بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى عَاتِقِ ٱلرُّسُلِ.‏ —‏ اع ٢:‏٤٢‏.‏

٩ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ عُهِدَ إِلَى آخَرِينَ أَيْضًا بِمَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةٍ.‏ فَتَحْتَ تَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ عَيَّنَتْ جَمَاعَةُ أَنْطَاكِيَةَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا مُرْسَلَيْنِ لِلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ وَقَدْ عُرِفَا هُمَا أَيْضًا بِأَنَّهُمَا رَسُولَانِ،‏ رَغْمَ أَنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا مِنَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏ (‏اع ١٣:‏١-‏٣؛‏ ١٤:‏١٤؛‏ غل ١:‏١٩‏)‏ وَهذَا ٱلتَّعْيِينُ أَقَرَّتْهُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ (‏غل ٢:‏٧-‏١٠‏)‏ وَلَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى شَارَكَ بُولُسُ فِي تَوْزِيعِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ بِكِتَابَةِ أُولَى رَسَائِلِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا.‏

١٠ هَلْ كَانَ لِجَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ دَوْرٌ فِي إِعْدَادِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

١٠ وَلكِنْ هَلْ كَانَ لِجَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ دَوْرٌ فِي ٱلْإِشْرَافِ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَفِي إِعْدَادِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ؟‏ كَلَّا،‏ فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ يَقُولُ:‏ «هَلِ ٱلْجَمِيعُ رُسُلٌ؟‏ هَلِ ٱلْجَمِيعُ أَنْبِيَاءُ؟‏ هَلِ ٱلْجَمِيعُ مُعَلِّمُونَ؟‏ هَلِ ٱلْجَمِيعُ صَانِعُو قُوَّاتٍ؟‏».‏ (‏١ كو ١٢:‏٢٩‏)‏ فَرَغْمَ أَنَّ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَوْلُودِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ قَامُوا بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ ٱسْتُخْدِمَ عَدَدٌ مَحْدُودٌ جِدًّا —‏ ثَمَانِيَةٌ فَقَطْ —‏ لِكِتَابَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلـ‍ ٢٧.‏

اَلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ

١١ عَلَى أَيَّةِ «مُمْتَلَكَاتٍ» أُقِيمَ ٱلْعَبْدُ؟‏

١١ إِنَّ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٢٤:‏٤٥ تَدُلُّ بِوُضُوحٍ أَنَّهُ سَيَكُونُ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ صَفُّ عَبْدٍ أَمِينٍ فَطِينٍ.‏ وَتُشِيرُ إِلَيْهِمِ ٱلرُّؤْيَا ١٢:‏١٧ بِأَنَّهُمْ «بَاقِي» نَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ.‏ وَقَدْ أَقَامَهُمُ ٱلْمَسِيحُ كَفَرِيقٍ عَلَى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَ ‹ٱلْمُمْتَلَكَاتُ› ٱلَّتِي يَعْتَنِي بِهَا ٱلْوَكِيلُ ٱلْأَمِينُ هِيَ مُقْتَنَيَاتُ ٱلسَّيِّدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَتَشْمُلُ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَرْضِيِّينَ وَٱلْمَرَافِقَ ٱلْمُسْتَخْدَمَةَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ.‏

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَسِيحِيُّ أَنَّ دَعْوَتَهُ سَمَاوِيَّةٌ؟‏

١٢ كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَسِيحِيُّ هَلْ رَجَاؤُهُ سَمَاوِيٌّ وَهَلْ هُوَ مِنْ بَقِيَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ؟‏ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ فِي ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي وَجَّهَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى شُرَكَائِهِ فِي ٱلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ:‏ «جَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَقُودُهُمْ رُوحُ ٱللهِ،‏ فَأُولٰئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ ٱللهِ.‏ إِذْ إِنَّكُمْ لَمْ تَنَالُوا رُوحَ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلَّذِي يُعِيدُكُمْ إِلَى ٱلْخَوْفِ،‏ بَلْ نِلْتُمْ رُوحَ ٱلتَّبَنِّي ٱلَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:‏ ‏‹أَبَّا،‏ أَيُّهَا ٱلْآبُ!‏›.‏ وَٱلرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ رُوحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلَادُ ٱللهِ.‏ فَإِنْ كُنَّا أَوْلَادًا،‏ فَنَحْنُ أَيْضًا وَرَثَةٌ:‏ وَرَثَةُ ٱللهِ،‏ بَلْ شُرَكَاءُ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ،‏ إِنْ تَأَلَّمْنَا مَعَهُ لِكَيْ نُمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ».‏ —‏ رو ٨:‏١٤-‏١٧‏.‏

١٣ وَبِبَسِيطِ ٱلْعِبَارَةِ،‏ يُمْسَحُ هؤُلَاءِ بِرُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ وَيَتَلَقَّوْنَ «دَعْوَةً» سَمَاوِيَّةً.‏ (‏عب ٣:‏١‏)‏ وَهذِهِ ٱلدَّعْوَةُ ٱلشَّخْصِيَّةُ هِيَ مِنَ ٱللهِ.‏ وَهُمْ بِدَوْرِهِمْ يَتَجَاوَبُونَ عَلَى ٱلْفَوْرِ دُونَ أَيِّ تَسَاؤُلٍ أَوْ شَكٍّ أَوْ خَوْفٍ مِنْ قُبُولِ هذِهِ ٱلْوِلَادَةِ كَأَبْنَاءٍ لِلهِ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ يوحنا ٢:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏‏)‏ وَهذَا يَعْنِي أَنَّهُمْ لَا يَخْتَارُونَ هذَا ٱلرَّجَاءَ هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ،‏ بَلْ يَضَعُ يَهْوَه خَتْمَهُ،‏ أَيْ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ،‏ عَلَيْهِمْ.‏ —‏ ٢ كو ١:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ١ بط ١:‏٣،‏ ٤‏.‏

اَلْمِنْظَارُ ٱلصَّحِيحُ

١٤ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى دَعْوَتِهِمْ؟‏

١٤ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَنْظُرَ هؤُلَاءِ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ جَائِزَتَهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ؟‏ إِنَّهُمْ يُدْرِكُونَ أَنَّ ٱلدَّعْوَةَ ٱلرَّائِعَةَ ٱلَّتِي تَلَقَّوْهَا لَيْسَتْ سِوَى دَعْوَةٍ.‏ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ حَتَّى ٱلْمَوْتِ لِكَيْ يَنَالُوا ٱلْجَائِزَةَ.‏ وَهُمْ بِتَوَاضُعٍ يُشَاطِرُونَ بُولُسَ مَشَاعِرَهُ حِينَ قَالَ:‏ «أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ أَنَا لَا أَعْتَبِرُ نَفْسِي قَدْ أَمْسَكْتُ بِهَا،‏ وَلٰكِنْ ثَمَّةَ أَمْرٌ وَاحِدٌ فِي هٰذَا ٱلشَّأْنِ:‏ أَنْ أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدَّ إِلَى مَا هُوَ أَمَامُ،‏ أَنَا أَسْعَى نَحْوَ ٱلْهَدَفِ لِأَجْلِ جَائِزَةِ دَعْوَةِ ٱللهِ ٱلْعُلْيَا بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ (‏في ٣:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَيَجِبُ عَلَى ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ أَنْ يَبْذُلُوا قُصَارَى جُهْدِهِمْ ‹لِيَسِيرُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ ٱلَّتِي دُعُوا بِهَا،‏ بِكُلِّ ٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ› وَ «بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ».‏ —‏ اف ٤:‏١،‏ ٢؛‏ في ٢:‏١٢؛‏ ١ تس ٢:‏١٢‏.‏

١٥ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَنْظُرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى مَنْ يَتَنَاوَلُ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ فِي ٱلذِّكْرَى،‏ وَكَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ؟‏

١٥ وَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَنْظُرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْآخَرُونَ إِلَى مَنْ يَدَّعِي أَنَّهُ نَالَ هذِهِ ٱلْمَسْحَةَ فَيَبْدَأُ بِٱلتَّنَاوُلِ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ فِي ٱلذِّكْرَى؟‏ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَبْدَأُوا بِتَحْلِيلَاتِهِمْ بِشَأْنِ مَنْ يَتَنَاوَلُ،‏ لِأَنَّ ٱلْمَسْأَلَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهْوَه.‏ (‏رو ١٤:‏١٢‏)‏ وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَنَالُونَ حَقًّا هذِهِ ٱلْمَسْحَةَ لَا يُحَاوِلُونَ ٱسْتِرْعَاءَ أَيِّ ٱنْتِبَاهٍ خُصُوصِيٍّ.‏ فَهُمْ لَا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ مَسْحَهُمْ يُعْطِيهِمْ بَصِيرَةً رُوحِيَّةً لَا يَتَمَتَّعُ بِهَا حَتَّى ذَوُو ٱلْخِبْرَةِ مِنَ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ›.‏ (‏رؤ ٧:‏٩‏)‏ وَلَا يَظُنُّونَ أَنَّ لَهُمْ بِٱلضَّرُورَةِ نَصِيبًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَوْفَرَ مِنْ نَصِيبِ عُشَرَائِهِمِ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ كَمَا أَنَّهُمْ لَا يَتَوَقَّعُونَ مُعَامَلَةً خُصُوصِيَّةً،‏ وَلَا يَدَّعُونَ أَنَّ تَنَاوُلَهُمْ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ يُرَفِّعُهُمْ عَلَى ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُعَيَّنِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏

١٦-‏١٨ (‏أ)‏ هَلْ يَلْعَبُ جَمِيعُ ٱلْمَمْسُوحِينَ دَوْرًا فِي كَشْفِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ؟‏ أَوْضِحُوا.‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا لَا دَاعِيَ أَنْ تَسْتَشِيرَ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مَمْسُوحُونَ؟‏

١٦ وَهَلْ يُشَكِّلُ جَمِيعُ هؤُلَاءِ ٱلْأَفْرَادِ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْأَرْضِ شَبَكَةً عَالَمِيَّةً تَلْعَبُ دَوْرًا مَا فِي كَشْفِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ؟‏ كَلَّا،‏ فَرَغْمَ أَنَّ صَفَّ ٱلْعَبْدِ كَفَرِيقٍ مَسْؤُولٌ عَنْ تَأْمِينِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ لِأَهْلِ ٱلْبَيْتِ،‏ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ لَمْ تُوكَلْ إِلَى جَمِيعِ أَفْرَادِ هذَا ٱلصَّفِّ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتُ أَوِ ٱلْمَهَامُّ نَفْسُهَا.‏ (‏اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٢:‏١٤-‏١٨‏.‏‏)‏ فَكَمَا ذَكَرْنَا آنِفًا،‏ كَانَ ٱلْجَمِيعُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مَعْنِيِّينَ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْبَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ لكِنَّ عَدَدًا مَحْدُودًا جِدًّا ٱسْتُخْدِمُوا لِكِتَابَةِ أَسْفَارِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْإِشْرَافِ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏

١٧ تَأَمَّلْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْإِيضَاحِ فِي مَا يَلِي:‏ تَقُولُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَحْيَانًا إِنَّ «ٱلْجَمَاعَةَ» تَتَّخِذُ إِجْرَاءً مَا فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْقَضَائِيَّةِ.‏ (‏مت ١٨:‏١٧‏)‏ لكِنَّ ٱلشُّيُوخَ فَقَطْ هُمْ حَقِيقَةً مَنْ يَتَّخِذُ هذَا ٱلْإِجْرَاءَ بِصِفَتِهِمْ مُمَثِّلِينَ لِلْجَمَاعَةِ.‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَتَّصِلُونَ بِكُلِّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ لِيَسْأَلُوهُمْ رَأْيَهُمْ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ.‏ فَهُمْ يَقُومُونَ بِٱلدَّوْرِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهِمْ مِنْ يَهْوَه،‏ وَذلِكَ نِيَابَةً عَنْ كَامِلِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏

١٨ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِنَّ عَدَدًا مَحْدُودًا مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْهِمْ مَسْؤُولِيَّةُ تَمْثِيلِ صَفِّ ٱلْعَبْدِ.‏ وَهُمْ يُشَكِّلُونَ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ لِشُهُودِ يَهْوَه،‏ وَيُشْرِفُونَ عَلَى عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ وَبَرْنَامَجِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ لكِنَّ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ،‏ عَلَى مِثَالِ سَابِقَتِهَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ لَا تَسْتَشِيرُ كُلَّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ صَفِّ ٱلْعَبْدِ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ.‏ (‏اِقْرَأْ اعمال ١٦:‏٤،‏ ٥‏.‏‏)‏ أَمَّا عَلَى صَعِيدِ عَمَلِ ٱلْحَصَادِ،‏ فَإِنَّ جَمِيعَ ٱلشُّهُودِ ٱلْمَمْسُوحِينَ مَعْنِيُّونَ مُبَاشَرَةً بِهذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْبَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ ٱلْجَارِي ٱلْآنَ.‏ ‹فَٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ› كَصَفِّ أَشْبَهُ بِٱلْجَسَدِ ٱلْوَاحِدِ،‏ أَمَّا كَأَفْرَادٍ فَلِكُلٍّ دَوْرٌ مُخْتَلِفٌ يَقُومُ بِهِ.‏ —‏ ١ كو ١٢:‏١٩-‏٢٦‏.‏

١٩،‏ ٢٠ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ إِلَى «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ» وَهَيْئَتِهِ ٱلْحَاكِمَةِ؟‏

١٩ كَيْفَ تُؤَثِّرُ ٱلْمَعْلُومَاتُ ٱلَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ ٱلْمُتَزَايِدِ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏ إِنَّهُمْ جُزْءٌ مِنْ مُمْتَلَكَاتِ ٱلسَّيِّدِ،‏ وَيُسْعِدُهُمْ أَنْ يَتَعَاوَنُوا كَامِلًا مَعَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ،‏ ٱلَّتِي تُمَثِّلُ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ»،‏ فِي كُلِّ ٱلتَّرْتِيبَاتِ ٱلَّتِي تُقِرُّهَا.‏ فَأَفْرَادُ ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ يُقَدِّرُونَ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلْمُعَدَّ تَحْتَ تَوْجِيهِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ.‏ لكِنَّهُمْ،‏ فِيمَا يَحْتَرِمُونَ صَفَّ ٱلْعَبْدِ،‏ يَحْرِصُونَ عَلَى عَدَمِ تَرْفِيعِ أَيِّ فَرْدٍ يَدَّعِي أَنَّهُ مِنْ ذلِكَ ٱلصَّفِّ.‏ فَمَا مِنْ مَسِيحِيٍّ نَالَ حَقًّا مَسْحَةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يُرِيدُ أَوْ يَتَوَقَّعُ مُعَامَلَةً كَهذِهِ.‏ —‏ اع ١٠:‏٢٥،‏ ٢٦؛‏ ١٤:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

٢٠ فَلْنُصَمِّمْ جَمِيعًا عَلَى ٱلتَّعَاوُنِ كَامِلًا مَعَ ٱلْوَكِيلِ ٱلْأَمِينِ وَهَيْئَتِهِ ٱلْحَاكِمَةِ،‏ سَوَاءٌ كُنَّا مِنْ ‹خَدَمِ ٱلْبَيْتِ› ٱلْمَمْسُوحِينَ أَوْ مِنَ ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ.‏ ‹وَلْنُدَاوِمْ عَلَى ٱلسَّهَرِ› إِفْرَادِيًّا وَنُعْرِبْ عَنْ أَمَانَتِنَا حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ.‏ —‏ مت ٢٤:‏١٣،‏ ٤٢‏.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• مَنْ هُوَ «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ»،‏ وَمَنْ هُمْ خَدَمُ ٱلْبَيْتِ؟‏

‏• كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَسِيحِيُّ أَنَّ دَعْوَتَهُ سَمَاوِيَّةٌ؟‏

‏• عَلَى مَنْ أُلْقِيَتْ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ مَسْؤُولِيَّةُ كَشْفِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ؟‏

‏• كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَنْظُرَ ٱلشَّخْصُ ٱلْمَمْسُوحُ إِلَى نَفْسِهِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

عَلَى غِرَارِ ٱلتَّرْتِيبِ ٱلَّذِي كَانَ قَائِمًا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ تُمَثِّلُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْيَوْمَ صَفَّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ