الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

كُن طائعا وشجاعا تمثُّلا بالمسيح

كُن طائعا وشجاعا تمثُّلا بالمسيح

كُنْ طَائِعًا وَشُجَاعًا تَمَثُّلًا بِٱلْمَسِيحِ

‏«تَشَجَّعُوا!‏ أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ».‏ —‏ يو ١٦:‏٣٣‏.‏

١ إِلَى أَيِّ حَدٍّ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلطَّاعَةِ لِلهِ؟‏

لَطَالَمَا عَمِلَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ مَشِيئَةَ ٱللهِ.‏ وَلَمْ يَخْطُرْ فِي بَالِهِ قَطُّ أَنْ يَعْصِيَ أَبَاهُ ٱلسَّمَاوِيَّ.‏ (‏يو ٤:‏٣٤؛‏ عب ٧:‏٢٦‏)‏ إِلَّا أَنَّ إِعْرَابَهُ عَنِ ٱلطَّاعَةِ لَمْ يَكُنْ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ نَظَرًا لِلظُّرُوفِ ٱلَّتِي وَاجَهَهَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَمِنْ بِدَايَةِ خِدْمَتِهِ،‏ حَاوَلَ أَعْدَاؤُهُ —‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلشَّيْطَانُ —‏ حَمْلَهُ عَلَى ٱلتَّخَلِّي عَنْ أَمَانَتِهِ،‏ سَوَاءٌ بِٱلْإِقْنَاعِ أَوِ ٱلْإِكْرَاهِ أَوِ ٱلْخِدَاعِ.‏ (‏مت ٤:‏١-‏١١؛‏ لو ٢٠:‏٢٠-‏٢٥‏)‏ وَقَدْ سَبَّبُوا لَهُ أَلَمًا شَدِيدًا مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلنَّفْسِيَّةِ وَٱلْعَاطِفِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ.‏ حَتَّى إِنَّهُمْ قَتَلُوهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ.‏ (‏مت ٢٦:‏٣٧،‏ ٣٨؛‏ لو ٢٢:‏٤٤؛‏ يو ١٩:‏١،‏ ١٧،‏ ١٨‏)‏ وَلكِنْ رَغْمَ كُلِّ عَذَابَاتِهِ ٱلْأَلِيمَةِ،‏ بَقِيَ يَسُوعُ «طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ».‏ —‏ اِقْرَأْ فيلبي ٢:‏٨‏.‏

٢،‏ ٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ بَقَاءِ يَسُوعَ طَائِعًا رَغْمَ كُلِّ مَا عَانَاهُ؟‏

٢ إِنَّ مَا ٱخْتَبَرَهُ يَسُوعُ كَإِنْسَانٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ عَلَّمَهُ أَوْجُهًا جَدِيدَةً لِلطَّاعَةِ.‏ (‏عب ٥:‏٨‏)‏ رُبَّمَا نَظُنُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ يَحْتَاجُ إِلَى تَعَلُّمِ ٱلْمَزِيدِ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه.‏ فَقَدْ عَاشَرَهُ مُعَاشَرَةً لَصِيقَةً طَوَالَ دُهُورٍ،‏ وَكَانَ بِجَانِبِهِ «عَامِلًا مَاهِرًا» فِي خَلْقِ ٱلْكَوْنِ.‏ (‏ام ٨:‏٣٠‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ فَإِنَّ ثَبَاتَهُ فِي ٱلْإِيمَانِ كَإِنْسَانٍ رَغْمَ كُلِّ مَا عَانَاهُ بَرْهَنَ عَلَى ٱسْتِقَامَةٍ لَا تَنْثَلِمُ.‏ وَهكَذَا،‏ تَوَثَّقَتْ عَلَاقَةُ يَسُوعَ بِأَبِيهِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذلِكَ؟‏

٣ صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ شَخْصًا كَامِلًا،‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَعْتَمِدْ عَلَى جُهْدِهِ ٱلْخَاصِّ لِلْبَقَاءِ طَائِعًا.‏ بَلْ صَلَّى طَالِبًا مِنَ ٱللهِ أَنْ يُسَاعِدَهُ.‏ (‏اِقْرَأْ عبرانيين ٥:‏٧‏.‏‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّحَلِّي بِٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ كَيْ نَبْقَى طَائِعِينَ.‏ نَصَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «لِيَبْقَ فِيكُمْ هٰذَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ ٱلَّذِي كَانَ أَيْضًا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ،‏ ٱلَّذِي .‏ .‏ .‏ وَضَعَ نَفْسَهُ وَصَارَ طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ».‏ (‏في ٢:‏٥-‏٨‏)‏ وَقَدْ بَرْهَنَ ٱلْمَسْلَكُ ٱلَّذِي ٱتَّبَعَهُ يَسُوعُ أَنَّ ٱلطَّاعَةَ غَيْرُ مُسْتَحِيلَةٍ عَلَى ٱلْبَشَرِ حَتَّى لَوْ كَانُوا وَسْطَ مُجْتَمَعٍ شِرِّيرٍ.‏ لكِنَّ ٱبْنَ ٱللهِ كَانَ إِنْسَانًا كَامِلًا،‏ فَمَاذَا عَنَّا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ؟‏

اَلطَّاعَةُ رَغْمَ ٱلنَّقْصِ

٤ مَاذَا يَعْنِي ٱمْتِلَاكُنَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ؟‏

٤ عِنْدَمَا خَلَقَ ٱللهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَهَبَهُمَا ٱلذَّكَاءَ وَٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ.‏ وَبِمَا أَنَّنَا تَحَدَّرْنَا مِنْهُمَا،‏ فَنَحْنُ أَيْضًا نَتَمَتَّعُ بِٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ.‏ وَهذَا يَعْنِي أَنَّ فِي مَقْدُورِنَا أَنْ نُقَرِّرَ فِعْلَ ٱلصَّوَابِ أَوِ ٱلْخَطَإِ.‏ فَٱللهُ مَنَحَنَا ٱلْحُرِّيَّةَ كَيْ نَخْتَارَ بَيْنَ طَاعَتِهِ وَعَدَمِ طَاعَتِهِ.‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْكَبِيرَةَ تُرَافِقُهَا ٱلْمَسْؤُولِيَّةُ.‏ فَٱلْقَرَارَاتُ ٱلَّتِي نَتَّخِذُهَا تَعْنِي لَنَا ٱلْحَيَاةَ أَوِ ٱلْمَوْتَ.‏ كَمَا أَنَّهَا تُؤَثِّرُ أَيْضًا عَلَى مَنْ حَوْلَنَا.‏

٥ أَيُّ صِرَاعٍ نَعِيشُهُ جَمِيعًا،‏ وَكَيْفَ نَتَغَلَّبُ عَلَيْهِ؟‏

٥ بِسَبَبِ نَقْصِنَا ٱلْمَوْرُوثِ،‏ لَا نَمِيلُ بِٱلْفِطْرَةِ إِلَى ٱلطَّاعَةِ.‏ لِذَا لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا إِطَاعَةُ شَرَائِعِ ٱللهِ.‏ وَقَدْ عَاشَ بُولُسُ هذَا ٱلصِّرَاعَ نَفْسَهُ.‏ كَتَبَ:‏ «أَرَى شَرِيعَةً أُخْرَى فِي أَعْضَائِي تُحَارِبُ شَرِيعَةَ عَقْلِي وَتَسُوقُنِي أَسِيرًا لِشَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْكَائِنَةِ فِي أَعْضَائِي».‏ (‏رو ٧:‏٢٣‏)‏ طَبْعًا،‏ تَكُونُ ٱلطَّاعَةُ أَسْهَلَ عِنْدَمَا لَا تَتَطَلَّبُ أَيَّةَ تَضْحِيَةٍ أَوْ مُعَانَاةٍ أَوْ لَا تُسَبِّبُ أَيَّةَ مُضَايَقَةٍ.‏ وَلكِنْ مَاذَا نَفْعَلُ إِذَا تَعَارَضَتْ رَغْبَتُنَا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلطَّاعَةِ مَعَ «شَهْوَةِ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةِ ٱلْعُيُونِ»؟‏ تَنْشَأُ هَاتَانِ ٱلشَّهْوَتَانِ مِنْ نَقْصِنَا وَمِنْ «رُوحِ ٱلْعَالَمِ» ٱلْمُحِيطِ بِنَا،‏ وَلَا يُمْكِنُ ٱلِٱسْتِهَانَةُ أَبَدًا بِتَأْثِيرِهِمَا ٱلْقَوِيِّ.‏ (‏١ يو ٢:‏١٦؛‏ ١ كو ٢:‏١٢‏)‏ وَلِكَيْ نُقَاوِمَهُمَا،‏ عَلَيْنَا أَنْ ‹نُهَيِّئَ قَلْبَنَا› وَنُصَمِّمَ عَلَى طَاعَةِ يَهْوَه مَهْمَا حَصَلَ قَبْلَ مُوَاجَهَةِ أَيَّةِ أَزْمَةٍ أَوْ تَجْرِبَةٍ.‏ (‏مز ٧٨:‏٨‏)‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَزْخَرُ بِأَمْثِلَةٍ عَنْ أَشْخَاصٍ نَجَحُوا فِي ٱلْبَقَاءِ طَائِعِينَ لِأَنَّهُمْ هَيَّأُوا قُلُوبَهُمْ.‏ —‏ عز ٧:‏١٠؛‏ دا ١:‏٨‏.‏

٦،‏ ٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلدَّرْسُ ٱلشَّخْصِيُّ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ؟‏ اُذْكُرُوا مَثَلًا.‏

٦ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي بِهَا نُهَيِّئُ قُلُوبَنَا هِيَ دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَيْهِ بِٱجْتِهَادٍ.‏ تَخَيَّلْ نَفْسَكَ فِي ٱلْوَضْعِ ٱلتَّالِي:‏ إِنَّهَا ٱلْأُمْسِيَةُ ٱلَّتِي خَصَّصْتَهَا لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ.‏ وَقَدْ صَلَّيْتَ لِلتَّوِّ طَالِبًا مِنْ يَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَكَ بِرُوحِهِ عَلَى تَطْبِيقِ مَا تَتَعَلَّمُهُ مِنْ كَلِمَتِهِ.‏ كَمَا أَنَّكَ قَدْ خَطَّطْتَ لِمُشَاهَدَةِ فِيلْمٍ عَلَى ٱلتِّلِفِزْيُونِ مَسَاءَ ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي لِأَنَّكَ سَمِعْتَ أَنَّهُ نَالَ مَدْحَ ٱلنُّقَّادِ،‏ مَعَ أَنَّكَ تَعْرِفُ أَنَّهُ يَحْتَوِي بَعْضَ ٱلْمَشَاهِدِ ٱلْفَاسِدَةِ وَٱلْعَنِيفَةِ.‏

٧ وَخِلَالَ دَرْسِكَ،‏ تَتَأَمَّلُ فِي مَشُورَةِ بُولُسَ فِي أفسس ٥:‏٣‏:‏ «أَمَّا ٱلْعَهَارَةُ وَٱلنَّجَاسَةُ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ أَوِ ٱلْجَشَعُ فَلَا يَكُنْ بَيْنَكُمْ حَتَّى ذِكْرُهَا،‏ كَمَا يَلِيقُ بِشَعْبٍ مُقَدَّسٍ».‏ وَتَتَذَكَّرُ أَيْضًا نَصِيحَةَ بُولُسَ فِي فيلبي ٤:‏٨‏.‏ (‏اِقْرَأْها.‏‏)‏ وَفِيمَا تَتَمَعَّنُ فِي هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ،‏ تَسْأَلُ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَتْبَعُ مِثَالَ يَسُوعَ فِي ٱلطَّاعَةِ ٱلْمُطْلَقَةِ لِلهِ إِذَا تَعَمَّدْتُ مُشَاهَدَةَ أَفْلَامٍ كَهذِهِ،‏ مُلَوِّثًا بِٱلتَّالِي قَلْبِي وَفِكْرِي؟‏›.‏ فَمَاذَا سَتَفْعَلُ ٱلْآنَ بَعْدَ أَنْ تَأَمَّلْتَ فِي ٱلْمَوْضُوعِ؟‏ هَلْ تَبْقَى مُصَمِّمًا عَلَى مُشَاهَدَةِ ٱلْفِيلْمِ؟‏

٨ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُحَافِظَ عَلَى مَقَايِيسَ أَدَبِيَّةٍ وَرُوحِيَّةٍ سَامِيَةٍ؟‏

٨ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نَحُطَّ مِنْ مَقَايِيسِنَا ٱلْأَدَبِيَّةِ وَٱلرُّوحِيَّةِ،‏ ظَنًّا مِنَّا أَنَّنَا أَقْوِيَاءُ كِفَايَةً لِمُقَاوَمَةِ تَأْثِيرِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ،‏ بِمَا فِيهَا ٱلْمُعَاشَرَةُ عَنْ طَرِيقِ ٱلْبَرَامِجِ ٱلْعَنِيفَةِ وَٱلْفَاسِدَةِ.‏ عِوَضَ ذلِكَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَحْمِيَ أَنْفُسَنَا وَأَوْلَادَنَا مِنْ تَأْثِيرَاتِ رُوحِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُفْسِدَةِ.‏ فَكِّرْ فِي مَا يَلِي:‏ لَا يَعْدَمُ مُسْتَخْدِمُو ٱلْكُمْبْيُوتِرِ أَيَّةَ وَسِيلَةٍ لِحِمَايَةِ أَجْهِزَتِهِمْ مِنَ ٱلْفِيرُوسَاتِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُتْلِفَ ٱلْبَيَانَاتِ،‏ تُعَطِّلَ عَمَلَ ٱلْجِهَازِ،‏ أَوْ حَتَّى تُسَيْطِرَ عَلَيْهِ وَتَسْتَخْدِمَهُ لِتَغْزُوَ أَجْهِزَةً أُخْرَى.‏ فَإِذَا كُنَّا نَحْرِصُ عَلَى حِمَايَةِ أَجْهِزَةِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ،‏ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَنْبَغِي أَنْ نَحْرِصَ عَلَى حِمَايَةِ أَنْفُسِنَا مِنْ «مَكَايِدِ» ٱلشَّيْطَانِ؟‏!‏ —‏ اف ٦:‏١١‏.‏

٩ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُصَمِّمَ عَلَى إِطَاعَةِ يَهْوَه كُلَّ يَوْمٍ؟‏

٩ كُلَّ يَوْمٍ تَقْرِيبًا،‏ نُوَاجِهُ ظُرُوفًا تَضَعُ طَاعَتَنَا لِمَشِيئَةِ يَهْوَه عَلَى ٱلْمِحَكِّ.‏ وَلِكَيْ نَنَالَ ٱلْخَلَاصَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُطِيعَ ٱللهَ وَنَعِيشَ بِمُوجِبِ مَبَادِئِهِ ٱلْبَارَّةِ.‏ وَبِٱتِّبَاعِ مِثَالِ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي أَطَاعَ «حَتَّى ٱلْمَوْتِ» نُظْهِرُ أَنَّ إِيمَانَنَا حَقِيقِيٌّ.‏ وَسَيُكَافِئُنَا يَهْوَه عَلَى مَسْلَكِنَا ٱلْأَمِينِ.‏ فَقَدْ وَعَدَ يَسُوعُ:‏ «اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ».‏ (‏مت ٢٤:‏١٣‏)‏ وَذلِكَ يَسْتَلْزِمُ بِٱلتَّأْكِيدِ تَنْمِيَةَ شَجَاعَةٍ حَقِيقِيَّةٍ كَتِلْكَ ٱلَّتِي ٱتَّصَفَ بِهَا يَسُوعُ.‏ —‏ مز ٣١:‏٢٤‏.‏

يَسُوعُ هُوَ ٱلْمِثَالُ ٱلْأَبْرَزُ لِلشَّجَاعَةِ

١٠ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلضُّغُوطِ نَتَعَرَّضُ لَهُ،‏ وَمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ بِشَأْنِهِ؟‏

١٠ تَلْزَمُنَا ٱلشَّجَاعَةُ لِمُقَاوَمَةِ ٱلتَّلَوُّثِ بِمَوَاقِفِ وَتَصَرُّفَاتِ هذَا ٱلْعَالَمِ.‏ فَنَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نَتَعَرَّضُ لِضُغُوطٍ أَدَبِيَّةٍ وَٱجْتِمَاعِيَّةٍ وَٱقْتِصَادِيَّةٍ وَدِينِيَّةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَتَسَبَّبَ بِجَعْلِنَا نَحِيدُ عَنْ طُرُقِ يَهْوَه ٱلْبَارَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَّا يُوَاجِهُونَ مُقَاوَمَةً مِنْ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ تُرَوِّجُ ٱلْمُؤَسَّسَاتُ ٱلتَّرْبَوِيَّةُ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ نَظَرِيَّةَ ٱلتَّطَوُّرِ أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلٍ،‏ وَيَلْقَى ٱلْإِلْحَادُ قُبُولًا عَلَى نِطَاقٍ أَوْسَعَ.‏ وَلكِنْ عِوَضَ تَجَاهُلِ هذِهِ ٱلضُّغُوطِ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَأْخُذَ ٱلْخُطُوَاتِ ٱللَّازِمَةَ لِنَصْمُدَ فِي وَجْهِهَا وَنَحْمِيَ أَنْفُسَنَا.‏ وَيَسُوعُ هُوَ خَيْرُ مِثَالٍ لَنَا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏

١١ كَيْفَ يَزِيدُنَا تَفَحُّصُ مِثَالِ يَسُوعَ شَجَاعَةً؟‏

١١ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «فِي ٱلْعَالَمِ تُعَانُونَ ضِيقًا،‏ وَلٰكِنْ تَشَجَّعُوا!‏ أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ».‏ (‏يو ١٦:‏٣٣‏)‏ فَهُوَ لَمْ يُذْعِنْ قَطُّ لِتَأْثِيرِ ٱلْعَالَمِ،‏ وَلَمْ يَسْمَحْ لَهُ أَنْ يُوقِفَهُ عَنْ إِنْجَازِ تَفْوِيضِهِ ٱلْكِرَازِيِّ أَوْ يَجْعَلَهُ يَحُطُّ مِنْ مَقَايِيسِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَوِ ٱلْأَدَبِيَّةِ.‏ وَنَحْنُ أَيْضًا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ.‏ فَقَدْ صَلَّى يَسُوعُ إِلَى أَبِيهِ بِشَأْنِ تَلَامِيذِهِ قَائِلًا:‏ «لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ».‏ (‏يو ١٧:‏١٦‏)‏ وَتَفَحُّصُ مِثَالِ ٱلْمَسِيحِ يَمُدُّنَا بِمَا يَلْزَمُ مِنْ شَجَاعَةٍ لِكَيْ نَبْقَى مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْعَالَمِ.‏

تَعَلَّمِ ٱلشَّجَاعَةَ مِنْ يَسُوعَ

١٢-‏١٤ اُذْكُرُوا أَمْثِلَةً عَنْ شَجَاعَةِ يَسُوعَ.‏

١٢ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ شَجَاعَةٍ كَبِيرَةٍ خِلَالَ خِدْمَتِهِ.‏ فَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ سُلْطَتَهُ وَدَخَلَ بِجُرْأَةٍ «ٱلْهَيْكَلَ وَطَرَدَ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ وَقَلَبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَمَقَاعِدَ بَاعَةِ ٱلْحَمَامِ».‏ (‏مت ٢١:‏١٢‏)‏ وَحِينَ أَتَى ٱلْجُنُودُ لِإِلْقَاءِ ٱلْقَبْضِ عَلَيْهِ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ ٱنْدَفَعَ بِشَجَاعَةٍ لِيَحْمِيَ تَلَامِيذَهُ قَائِلًا:‏ «إِنْ كُنْتُ أَنَا مَنْ تُفَتِّشُونَ عَنْهُ،‏ فَدَعُوا هٰؤُلَاءِ يَذْهَبُونَ».‏ (‏يو ١٨:‏٨‏)‏ وَبَعْدَ لَحَظَاتٍ،‏ طَلَبَ مِنْ بُطْرُسَ أَنْ يَضَعَ سَيْفَهُ جَانِبًا،‏ مُظْهِرًا بِذلِكَ أَنَّ ٱتِّكَالَهُ لَيْسَ عَلَى ٱلْأَسْلِحَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ بَلْ عَلَى يَهْوَه.‏ —‏ يو ١٨:‏١١‏.‏

١٣ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ شَجَبَ يَسُوعُ بِجُرْأَةٍ عَدَمَ مَحَبَّةِ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ وَتَعَالِيمَهُمُ ٱلْخَاطِئَةَ.‏ قَالَ لَهْمُ:‏ «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،‏ لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ .‏ .‏ .‏ تَجَاهَلْتُمْ أَثْقَلَ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ،‏ أَيِ ٱلْعَدْلَ وَٱلرَّحْمَةَ وَٱلْأَمَانَةَ!‏ .‏ .‏ .‏ إِنَّكُمْ تُطَهِّرُونَ خَارِجَ ٱلْكَأْسِ وَٱلصَّحْنِ،‏ وَهُمَا فِي ٱلدَّاخِلِ مَمْلُوآنِ نَهْبًا وَتَطَرُّفًا!‏».‏ (‏مت ٢٣:‏١٣،‏ ٢٣،‏ ٢٥‏)‏ وَكَانَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ سَيَحْتَاجُونَ إِلَى شَجَاعَةٍ مُمَاثِلَةٍ لِأَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلدَّجَّالِينَ سَيَضْطَهِدُونَهُمْ وَيَقْتُلُونَ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ.‏ —‏ مت ٢٣:‏٣٤؛‏ ٢٤:‏٩‏.‏

١٤ كَمَا أَنَّ يَسُوعَ ٱتَّخَذَ مَوْقِفًا شُجَاعًا ضِدَّ ٱلشَّيَاطِينِ أَيْضًا.‏ فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ،‏ لَاقَاهُ رَجُلٌ كَانَتْ شَيَاطِينُ كَثِيرَةٌ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ قَطُّ أَنْ يُقَيِّدَهُ بِسِلْسِلَةٍ.‏ لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَخَفْ بَلْ أَخْرَجَ مِنْهُ ٱلْأَرْوَاحَ ٱلنَّجِسَةَ.‏ (‏مر ٥:‏١-‏١٣‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱللهَ لَا يَمْنَحُنَا ٱلْيَوْمَ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱجْتِرَاحِ ٱلْعَجَائِبِ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ،‏ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَشُنَّ حَرْبًا رُوحِيَّةً ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي «أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ».‏ (‏٢ كو ٤:‏٤‏)‏ وَكَمَا كَانَتِ ٱلْحَالُ مَعَ يَسُوعَ،‏ فَإِنَّ أَسْلِحَتَنَا «لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً،‏ بَلْ قَادِرَةٌ بِٱللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ» —‏ ٱلْمَفَاهِيمِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْخَاطِئَةِ ٱلْمُتَأَصِّلَةِ فِي ٱلنَّاسِ.‏ (‏٢ كو ١٠:‏٤‏)‏ وَمِثَالُ يَسُوعَ يُعَلِّمُنَا ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱسْتِعْمَالِ هذِهِ ٱلْأَسْلِحَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏

١٥ مِمَّ كَانَتْ شَجَاعَةُ يَسُوعَ نَابِعَةً؟‏

١٥ لَمْ تَكُنْ شَجَاعَةُ يَسُوعَ نَابِعَةً مِنَ ٱلثِّقَةِ ٱلْمُفْرِطَةِ بِٱلنَّفْسِ بَلْ مِنَ ٱلْإِيمَانِ.‏ وَهذَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَصِحَّ فِينَا نَحْنُ أَيْضًا.‏ (‏مر ٤:‏٤٠‏)‏ فَكَيْفَ نَقْتَنِي إِيمَانًا حَقِيقِيًّا؟‏ هُنَا أَيْضًا،‏ يَلْعَبُ مِثَالُ يَسُوعَ دَوْرًا فِي تَوْجِيهِنَا.‏ فَقَدِ ٱمْتَلَكَ مَعْرِفَةً عَمِيقَةً مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَأَعْرَبَ عَنْ ثِقَةٍ تَامَّةٍ بِهَا.‏ فَسِلَاحُهُ لَمْ يَكُنْ حَرْفِيًّا إِذِ ٱسْتَخْدَمَ سَيْفَ ٱلرُّوحِ،‏ أَيْ كَلِمَةَ ٱللهِ.‏ وَكَثِيرًا مَا ٱقْتَبَسَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِدَعْمِ تَعَالِيمِهِ.‏ فَكَانَ يَسْتَهِلُّ حَدِيثَهُ فِي مُنَاسَبَاتٍ عَدِيدَةٍ بِكَلِمَةِ «مَكْتُوبٍ»،‏ مُشِيرًا بِذلِكَ إِلَى مَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ *

١٦ كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا؟‏

١٦ وَلِبِنَاءِ إِيمَانٍ يَصْمُدُ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ ٱلَّتِي تَتَأَتَّى عَنِ ٱتِّبَاعِ ٱلْمَسِيحِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَنَدْرُسَهُ يَوْمِيًّا وَنَحْضُرَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ مَالِئِينَ عُقُولَنَا بِٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي تُشَكِّلُ ٱلْأَسَاسَ لِإِيمَانِنَا.‏ (‏رو ١٠:‏١٧‏)‏ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَيْضًا أَنْ نَتَأَمَّلَ مَلِيًّا فِي ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا كَيْ تَنْغَرِسَ فِي قُلُوبِنَا.‏ فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَنْدَفِعَ إِلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْمَوَاقِفِ ٱلشُّجَاعَةِ إِلَّا إِذَا كَانَ إِيمَانُنَا حَيًّا.‏ (‏يع ٢:‏١٧‏)‏ كَمَا يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِأَنَّ ٱلْإِيمَانَ جُزْءٌ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ.‏ —‏ غل ٥:‏٢٢‏.‏

١٧،‏ ١٨ كَيْفَ أَعْرَبَتْ أُخْتٌ حَدَثَةٌ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ؟‏

١٧ لَقَدْ لَمَسَتْ أُخْتٌ حَدَثَةٌ تُدْعَى كيتي كَيْفَ يَمْنَحُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ ٱلشَّجَاعَةَ.‏ فَقَدْ عَلِمَتْ مُنْذُ صِغَرِهَا أَنَّهَا يَجِبُ أَلَّا ‹تَخْجَلَ بِٱلْبِشَارَةِ› فِي ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ وَأَحَبَّتْ مِنْ كُلِّ قَلْبِهَا أَنْ تَشْهَدَ لِرُفَقَائِهَا ٱلتَّلَامِيذِ.‏ (‏رو ١:‏١٦‏)‏ فَكُلَّ سَنَةٍ،‏ كَانَتْ تُصَمِّمُ أَنْ تُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ،‏ غَيْرَ أَنَّ شَجَاعَتَهَا كَانَتْ تَخُونُهَا.‏ وَلكِنْ حِينَ غَيَّرَتْ مَدْرَسَتَهَا فِي أَوَاخِرِ سِنِي مُرَاهَقَتِهَا،‏ قَرَّرَتْ أَنْ تُعَوِّضَ عَنْ كُلِّ ٱلْفُرَصِ ٱلَّتِي أَضَاعَتْهَا.‏ فَصَلَّتْ كَيْ يَمْنَحَهَا ٱللهُ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلتَّمْيِيزَ وَٱلْفُرْصَةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ.‏

١٨ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلدِّرَاسِيَّةِ،‏ طُلِبَ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ أَنْ يُعَرِّفُوا بِأَنْفُسِهِمِ ٱلْوَاحِدُ تِلْوَ ٱلْآخَرِ.‏ فَذَكَرَ عَدِيدُونَ خَلْفِيَّتَهُمُ ٱلدِّينِيَّةَ،‏ لكِنَّهُمْ أَوْضَحُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا أَشْخَاصًا مُتَدَيِّنِينَ.‏ إِذَّاكَ،‏ أَدْرَكَتْ كيتي أَنَّ هذِهِ هِيَ فُرْصَتُهَا.‏ وَلَمَّا حَانَ دَوْرُهَا،‏ قَالَتْ دُونَ تَرَدُّدٍ:‏ «أَنَا وَاحِدَةٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه،‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هُوَ مُرْشِدِي فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْأَدَبِيَّةِ».‏ وَبَيْنَمَا هِيَ تَتَكَلَّمُ،‏ رَاحَ بَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ يَرْمُقُونَهَا بِنَظَرَاتٍ سَاخِرَةٍ.‏ إِلَّا أَنَّ آخَرِينَ أَصْغَوْا بِٱهْتِمَامٍ وَطَرَحُوا عَلَيْهَا لَاحِقًا عَدَدًا مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ.‏ حَتَّى إِنَّ أُسْتَاذَهَا أشَادَ بِجُرْأَتِهَا فِي ٱلدِّفَاعِ عَنْ مُعْتَقَدَاتِهَا.‏ فَيَا لَلْفَرَحِ ٱلَّذِي غَمَرَ قَلْبَ كيتي لِأَنَّهَا تَعَلّمَتْ مِنْ شَجَاعَةِ يَسُوعَ!‏

أَعْرِبْ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ ٱقْتِدَاءً بِٱلْمَسِيحِ

١٩ (‏أ)‏ عَلَامَ يَشْتَمِلُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُفَرِّحُ يَهْوَه؟‏

١٩ كَانَ ٱلرُّسُلُ أَيْضًا يُدْرِكُونَ أَنَّ مَوَاقِفَهُمُ ٱلشُّجَاعَةَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ نَابِعَةً مِنَ ٱلْإِيمَانِ.‏ لِذلِكَ تَوَسَّلُوا إِلَى يَسُوعَ:‏ «زِدْنَا إِيمَانًا».‏ (‏اِقْرَأْ لوقا ١٧:‏٥،‏ ٦‏.‏‏)‏ وَٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْإِقْرَارِ بِوُجُودِ ٱللهِ.‏ فَهُوَ يَشْمُلُ حِيَازَةَ عَلَاقَةٍ وَطِيدَةٍ بِيَهْوَه مَبْنِيَّةٍ عَلَى ٱلثِّقَةِ،‏ تَمَامًا كَعَلَاقَةِ ٱلْوَلَدِ ٱلصَّغِيرِ بِأَبِيهِ ٱللَّطِيفِ وَٱلْمُحِبِّ.‏ كَتَبَ سُلَيْمَانُ بِٱلْوَحْيِ:‏ «يَا ٱبْنِي،‏ إِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَكِيمًا،‏ يَفْرَحُ قَلْبِي أَنَا أَيْضًا.‏ وَتَبْتَهِجُ كُلْيَتَايَ حِينَ تَتَكَلَّمُ شَفَتَاكَ بِٱلِٱسْتِقَامَةِ».‏ (‏ام ٢٣:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَفْرَحُ يَهْوَه حِينَ نُدَافِعُ بِشَجَاعَةٍ عَنِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْبَارَّةِ،‏ وَمَعْرِفَتُنَا ذلِكَ تَزِيدُنَا شَجَاعَةً.‏ فَلْنَقْتَدِ دَوْمًا بِمِثَالِ يَسُوعَ بِٱتِّخَاذِ مَوْقِفٍ شُجَاعٍ إِلَى جَانِبِ ٱلْبِرِّ!‏

‏[الحاشية]‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

‏• مَاذَا يُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلْبَقَاءِ طَائِعِينَ رَغْمَ ٱلنَّقْصِ؟‏

‏• كَيْفَ نَقْتَنِي إِيمَانًا حَقِيقِيًّا،‏ وَإِلَامَ يَدْفَعُنَا ذلِكَ؟‏

‏• مَاذَا يَنْجُمُ حِينَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلطَّاعَةِ وَٱلشَّجَاعَةِ ٱقْتِدَاءً بِٱلْمَسِيحِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

هَلْ ‹تُهَيِّئُ قَلْبَكَ› لِمُقَاوَمَةِ ٱلتَّجَارِبِ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

عَلَى غِرَارِ يَسُوعَ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ ٱلنَّابِعَةِ مِنَ ٱلْإِيمَانِ