لمَ ينبغي ان تنذر نفسك ليهوه؟
لِمَ يَنْبَغِي أَنْ تَنْذُرَ نَفْسَكَ لِيَهْوَه؟
«وَقَفَ بِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ مَلَاكُ ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي أَنَا لَهُ». — اع ٢٧:٢٣.
١ أَيَّةُ خُطْوَتَيْنِ يَنْبَغِي ٱتِّخَاذُهُمَا قَبْلَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ، وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟
«عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، هَلْ تُبْتَ عَنْ خَطَايَاكَ وَنَذَرْتَ نَفْسَكَ لِيَهْوَه لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ؟». هذَا أَحَدُ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱللَّذَيْنِ يُجِيبُ عَنْهُمَا ٱلْمُرَشَّحُونَ لِلْمَعْمُودِيَّةِ. فَلِمَ يَنْبَغِي أَنْ يَنْذُرَ ٱلْمَسِيحِيُّ نَفْسَهُ لِيَهْوَه؟ أَيَّةُ فَوَائِدَ نَجْنِيهَا مِنَ ٱلِٱنْتِذَارِ لِلهِ؟ وَلِمَ لَا يَقْبَلُ ٱللهُ عِبَادَتَنَا إِنْ لَمْ نَكُنْ مُنْتَذِرِينَ لَهُ؟ قَبْلَ ٱلْإِجَابَةِ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ، لَا بُدَّ لَنَا أَوَّلًا أَنْ نَفْهَمَ مَعْنَى ٱلِٱنْتِذَارِ.
٢ مَا مَعْنَى ٱلِٱنْتِذَارِ لِيَهْوَه؟
٢ مَا مَعْنَى أَنْ يَنْذُرَ ٱلْمَرْءُ نَفْسَهُ لِلهِ؟ لَاحِظْ كَيْفَ وَصَفَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَلَاقَتَهُ بِٱللهِ. فَأَمَامَ جُمْهُورٍ مِنَ ٱلْمُسَافِرِينَ مَعَهُ عَلَى مَتْنِ سَفِينَةٍ مُعَرَّضَةٍ لِلْغَرَقِ، دَعَا يَهْوَه «ٱلْإِلٰهَ ٱلَّذِي أَنَا لَهُ». (اِقْرَأْ اعمال ٢٧:٢٢-٢٤.) وَكَبُولُسَ، فَإِنَّ جَمِيعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ هُمْ لِيَهْوَه. أَمَّا ٱلْعَالَمُ عُمُومًا «فَهُوَ تَحْتَ سُلْطَةِ ٱلشِّرِّيرِ». (١ يو ٥:١٩) وَيَصِيرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِيَهْوَه حِينَ يَنْتَذِرُونَ لَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ بَعْدَ تَكْيِيفِ حَيَاتِهِمْ بِحَسَبِ مَبَادِئِهِ. وَهذِهِ ٱلْخُطْوَةُ هِيَ نَذْرٌ يَأْخُذُهُ ٱلْمَرْءُ عَلَى نَفْسِهِ، وَتَتْبَعُهَا مَعْمُودِيَّةُ ٱلْمَاءِ.
٣ إِلَامَ رَمَزَتْ مَعْمُودِيَّةُ يَسُوعَ، وَكَيْفَ يَقْتَدِي بِهِ أَتْبَاعُهُ؟
٣ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا لَنَا عِنْدَمَا ٱتَّخَذَ قَرَارًا شَخْصِيًّا أَنْ يَفْعَلَ مَشِيئَةَ ٱللهِ. تَذَكَّرْ أَنَّهُ كَانَ مُنْتَذِرًا لِلهِ بِحُكْمِ وِلَادَتِهِ فِي أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُنْتَذِرَةِ، لِذلِكَ لَمْ يَعْتَمِدْ رَمْزًا إِلَى ٱنْتِذَارِهِ. وَيَدُلُّ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّهُ قَالَ: «هَا أَنَا آتٍ . . . لِأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا اَللهُ». (عب ١٠:٧؛ لو ٣:٢١) وَهذَا يَعْنِي أَنَّ مَعْمُودِيَّتَهُ رَمَزَتْ إِلَى تَقْدِيمِ نَفْسِهِ لِلهِ لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ. وَيَقْتَدِي ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِيَسُوعَ حِينَ يَتَقَدَّمُونَ لِلْمَعْمُودِيَّةِ، غَيْرَ أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ فِي حَالَتِهِمْ دَلِيلٌ عَلَنِيٌّ عَلَى أَنَّهُمُ ٱنْتَذَرُوا لِلهِ ٱنْتِذَارًا شَخْصِيًّا بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ.
لِمَ ٱلِٱنْتِذَارُ مُفِيدٌ؟
٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ صَدَاقَةِ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ عَنِ ٱلشُّعُورِ بِٱلِٱلْتِزَامِ؟
٤ إِنَّ ٱلِٱنْتِذَارَ ٱلْمَسِيحِيَّ مَسْأَلَةٌ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. فَهُوَ أَكْثَرُ مِنْ مُجَرَّدِ ٱلْتِزَامٍ. وَلكِنْ كَيْفَ يُفِيدُنَا؟ لِنَتَأَمَّلْ، عَلَى سَبِيلِ ٱلْمُقَارَنَةِ فَقَطْ، كَيْفَ يَعُودُ عَلَيْنَا ٱلشُّعُورُ بِٱلِٱلْتِزَامِ فِي مَجَالِ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ بِفَوَائِدَ جَمَّةٍ. أَحَدُ ٱلْأَمْثِلَةِ هُوَ ٱلصَّدَاقَةُ. فَلَا يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَمَتَّعَ بِصَدَاقَةِ أَحَدٍ مَا لَمْ تَأْخُذْ عَلَى نَفْسِكَ عَهْدًا أَنْ تَرْعَى هذِهِ ٱلصَّدَاقَةَ. وَهذَا يَسْتَلْزِمُ ٱلشُّعُورَ بِٱلِٱلْتِزَامِ، أَيْ أَنْ تُوجِبَ عَلَى نَفْسِكَ ٱلِٱهْتِمَامَ بِأَمْرِ صَدِيقِكَ. وَأَحَدُ أَبْرَزِ أَمْثِلَةِ ٱلصَّدَاقَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هِيَ تِلْكَ ٱلَّتِي جَمَعَتْ بَيْنَ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ، ٱللَّذَيْنِ تَعَاهَدَا عَلَى ٱلصَّدَاقَةِ مَدَى ٱلْعُمْرِ. (اِقْرَأْ ١ صموئيل ١٧:٥٧؛ ١٨:١، ٣.) وَرَغْمَ أَنَّ هذِهِ ٱلدَّرَجَةَ مِنَ ٱلِٱلْتِزَامِ نَادِرَةٌ، فَإِنَّ أَوَاصِرَ ٱلصَّدَاقَةِ تَقْوَى عَادَةً حِينَ يَكُونُ ٱلشُّعُورُ بِٱلِٱلْتِزَامِ مُتَبَادَلًا بَيْنَ ٱلطَّرَفَيْنِ. — ام ١٧:١٧؛ ١٨:٢٤.
٥ كَيْفَ أَمْكَنَ ٱلْعَبْدَ أَنْ يَسْتَفِيدَ بِشَكْلٍ دَائِمٍ مِنْ كَوْنِهِ مِلْكًا لِسَيِّدٍ صَالِحٍ؟
٥ تَصِفُ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللهُ لِإِسْرَائِيلَ نَوْعًا آخَرَ مِنَ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱسْتَفَادَ فِيهِ ٱلشَّخْصُ مِنْ أَخْذِ ٱلْتِزَامٍ عَلَى نَفْسِهِ. فَكَانَ بِإِمْكَانِ ٱلْعَبْدِ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْعَمَ بِشَكْلٍ دَائِمٍ بِٱلطُّمَأْنِينَةِ وَٱلْأَمَانِ نَتِيجَةَ كَوْنِهِ مِلْكًا لِسَيِّدٍ صَالِحٍ، أَنْ يُبْرِمَ مَعَ سَيِّدِهِ ٱتِّفَاقًا مُلْزِمًا لَا رُجُوعَ عَنْهُ. نَصَّتِ ٱلشَّرِيعَةُ: «إِنْ قَالَ ٱلْعَبْدُ: ‹إِنِّي أُحِبُّ سَيِّدِي وَزَوْجَتِي وَأَبْنَائِي، لَا أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ حُرًّا›، فَعِنْدَئِذٍ يُقَرِّبُهُ سَيِّدُهُ إِلَى ٱللهِ، وَيُقَدِّمُهُ إِلَى ٱلْبَابِ أَوْ قَائِمَتِهِ، وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ أُذُنَهُ بِمِخْرَزٍ، فَيُصْبِحُ عَبْدًا لَهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ». — خر ٢١:٥، ٦.
٦، ٧ (أ) كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلنَّاسُ مِنَ ٱلشُّعُورِ بِٱلِٱلْتِزَامِ؟ (ب) مَاذَا يُخْبِرُنَا ذلِكَ عَنْ عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَه؟
٦ تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي عَلَاقَةِ ٱلزَّوَاجِ ٱلَّتِي تَتَطَلَّبُ دَرَجَةً عَالِيَةً مِنَ ٱلِٱلْتِزَامِ: لَا بِدَافِعِ ٱلشُّعُورِ بِٱلْوَاجِبِ، بَلْ وَفَاءً لِرَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ. فَٱلشَّخْصَانِ ٱللَّذَانِ يَعِيشَانِ مَعًا دُونَ ٱلِٱرْتِبَاطِ بِزَوَاجٍ لَا يَشْعُرَانِ أَبَدًا بِٱلْأَمَانِ، وَلَا أَوْلَادُهُمَا أَيْضًا، لِأَنَّ فَسْخَ ٱلْعَلَاقَةِ بَيْنَهُمَا وَارِدٌ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ. أَمَّا ٱلزَّوْجَانِ ٱللَّذَانِ يَشْعُرَانِ بِٱلِٱلْتِزَامِ أَحَدُهُمَا تِجَاهَ ٱلْآخَرِ ضِمْنَ رِبَاطِ ٱلزَّوَاجِ ٱلْمُكَرَّمِ، فَلَدَيْهِمَا سَبَبٌ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُلْزِمُهُمَا بِبَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِحَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ بَيْنَهُمَا بِمَحَبَّةٍ. — مت ١٩:٥، ٦؛ ١ كو ١٣:٧، ٨؛ عب ١٣:٤.
٧ عَلَى صَعِيدٍ آخَرَ، ٱسْتَفَادَ ٱلنَّاسُ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ عَقْدِ ٱتِّفَاقَاتِ عَمَلٍ مُلْزِمَةٍ. (مت ٢٠:١، ٢، ٨) وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ ٱلْيَوْمَ. فَنَحْنُ نَسْتَفِيدُ مَثَلًا مِنْ إِبْرَامِ ٱتِّفَاقٍ مَكْتُوبٍ، أَوْ عَقْدٍ خَطِّيٍّ، قَبْلَ ٱلْبَدْءِ بِمَشْرُوعٍ تِجَارِيٍّ أَوْ تَوَلِّي وَظِيفَةٍ فِي شَرِكَةٍ. فَإِذَا كَانَ ٱلشُّعُورُ بِٱلِٱلْتِزَامِ يُوَطِّدُ ٱلصَّدَاقَاتِ وَٱلزِّيجَاتِ وَعَلَاقَاتِ ٱلْعَمَلِ وَغَيْرَهَا، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى سَيَكُونُ لِلِٱنْتِذَارِ لِيَهْوَه دُونَ قَيْدٍ أَوْ شَرْطٍ فَوَائِدُ فِي عَلَاقَتِكَ بِهِ! أَمَّا ٱلْآنَ، فَلْنُنَاقِشْ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلنَّاسُ فِي ٱلْمَاضِي مِنْ نَذْرِ أَنْفُسِهِمْ لِيَهْوَه ٱللهِ، وَكَيْفَ كَانَ ٱنْتِذَارُهُمْ أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ ٱلْتِزَامٍ.
فَوَائِدُ ٱلِٱنْتِذَارِ لِلهِ فِي إِسْرَائِيلَ
٨ مَاذَا عَنَى ٱنْتِذَارُ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ لِلهِ؟
٨ أَصْبَحَتْ إِسْرَائِيلُ بِكَامِلِهَا مُنْتَذِرَةً لِيَهْوَه حِينَ خر ١٩:٤-٨) وَعَنَى ٱنْتِذَارُ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِنْ مُجَرَّدِ ٱلِٱلْتِزَامِ بِوَاجِبٍ مَا. فَقَدْ صَارُوا لِيَهْوَه، وَعَامَلَهُمْ هُوَ بِٱعْتِبَارِهِمْ «مِلْكًا خَاصًّا» لَهُ.
أَخْذَتِ ٱلْأُمَّةُ عَلَى نَفْسِهَا نَذْرًا لِلهِ. فَقَدْ جَمَعَهُمْ يَهْوَه قُرْبَ جَبَلِ سِينَاءَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ أَطَعْتُمْ قَوْلِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي، تَكُونُونَ لِي مِلْكًا خَاصًّا مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ». فَأَجَابَ ٱلشَّعْبُ بِأَجْمَعِهِمْ: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ». (٩ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنِ ٱنْتِذَارِهِمْ لِلهِ؟
٩ اِسْتَفَادَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنِ ٱنْتِذَارِهِمْ لِيَهْوَه. فَقَدْ بَقِيَ وَلِيًّا لَهُمْ وَٱعْتَنَى بِهِمِ ٱعْتِنَاءَ أُمٍّ حَنُونٍ بِوَلَدِهَا. قَالَ لِإِسْرَائِيلَ: «هَلْ تَنْسَى ٱلْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلَا تُشْفِقَ عَلَى ٱبْنِ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هٰؤُلَاءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لَا أَنْسَاكِ». (اش ٤٩:١٥) لَقَدْ أَرْشَدَهُمْ بِشَرِيعَتِهِ وَشَجَّعَهُمْ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ وَحَمَاهُمْ بِوَاسِطَةِ مَلَائِكَتِهِ. كَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ: «يُخْبِرُ يَعْقُوبَ بِكَلِمَتِهِ، وَإِسْرَائِيلَ بِفَرَائِضِهِ وَأَحْكَامِهِ. لَمْ يَفْعَلْ هٰكَذَا لِأُمَّةٍ أُخْرَى». (مز ١٤٧:١٩، ٢٠؛ اِقْرَأْ مزمور ٣٤:٧، ١٩؛ ٤٨:١٤.) وَمِثْلَمَا ٱعْتَنَى يَهْوَه بِهذِهِ ٱلْأُمَّةِ ٱلَّتِي كَانَتْ مِلْكًا لَهُ فِي ٱلْمَاضِي، يَعْتَنِي بِٱلَّذِينَ يَنْذُرُونَ أَنْفُسَهُمْ لَهُ ٱلْيَوْمَ.
لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَنْذُرَ أَنْفُسَنَا لِلهِ؟
١٠، ١١ هَلْ يُولَدُ ٱلْإِنْسَانُ عُضْوًا فِي عَائِلَةِ ٱللهِ ٱلْكَوْنِيَّةِ؟ أَوْضِحُوا.
١٠ عِنْدَمَا يُفَكِّرُ ٱلْبَعْضُ فِي ٱتِّخَاذِ خُطْوَةِ ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ، قَدْ يَتَسَاءَلُونَ: ‹لِمَ لَا يُمْكِنُنِي أَنْ أَعْبُدَ ٱللهَ دُونَ أَنْ أَنْذُرَ نَفْسِي لَهُ؟›. وَيَتَّضِحُ ٱلْجَوَابُ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي حَقِيقَةِ حَالَتِنَا ٱلْحَاضِرَةِ فِي نَظَرِ يَهْوَه. تَذَكَّرْ أَنَّنَا جَمِيعًا، بِسَبَبِ خَطِيَّةِ آدَمَ، لَمْ نُولَدْ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةِ ٱللهِ. (رو ٣:٢٣؛ ٥:١٢) وَٱلِٱنْتِذَارُ مَطْلَبٌ حَيَوِيٌّ لِيَقْبَلَنَا فِي عَائِلَتِهِ ٱلْكَوْنِيَّةِ. لِمَاذَا؟
١١ لَا أَحَدَ مِنَّا ٱسْتَطَاعَ أَبُوهُ ٱلطَّبِيعِيُّ أَنْ يَنْقُلَ إِلَيْهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلَّتِي قَصَدَهَا ٱللهُ، أَيْ حَيَاةً كَامِلَةً. (١ تي ٦:١٩) فَنَحْنُ لَمْ نُولَدْ أَبْنَاءً لِلهِ لِأَنَّ خَطِيَّةَ أَبَوَيْنَا ٱلْأَوَّلَيْنِ فَرَّقَتِ ٱلْجِنْسَ ٱلْبَشَرِيَّ عَنْ أَبِيهِمْ وَخَالِقِهِمِ ٱلْمُحِبِّ. (قَارِنْ تثنية ٣٢:٥.) وَمِنْ ذلِكَ ٱلْحِينِ فَصَاعِدًا، أَصْبَحَ ٱلْعَالَمُ مُبْعَدًا عَنِ ٱللهِ، خَارِجَ عَائِلَةِ يَهْوَه ٱلْكَوْنِيَّةِ.
١٢ (أ) كَيْفَ يَصِيرُ ٱلْبَشَرُ ٱلنَّاقِصُونَ أَعْضَاءً فِي عَائِلَةِ ٱللهِ؟ (ب) أَيَّةُ خُطُوَاتٍ يَلْزَمُنَا ٱتِّخَاذُهَا قَبْلَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟
١٢ رَغْمَ ذلِكَ، يُمْكِنُنَا إِفْرَادِيًّا أَنْ نَطْلُبَ مِنَ ٱللهِ أَنْ يَقْبَلَنَا فِي عَائِلَةِ خُدَّامِهِ ٱلَّذِينَ يَتَمَتَّعُونَ بِرِضَاهِ. * وَكَيْفَ ذلِكَ وَنَحْنُ خُطَاةٌ؟ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّنَا، «وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ، قَدْ تَصَالَحْنَا مَعَ ٱللهِ بِمَوْتِ ٱبْنِهِ». (رو ٥:١٠) فَعِنْدَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ، نَطْلُبُ مِنَ ٱللهِ ضَمِيرًا صَالِحًا لِنَكُونَ مَقْبُولِينَ عِنْدَهُ. (١ بط ٣:٢١) وَلكِنْ، ثَمَّةَ خُطُوَاتٌ يَلْزَمُنَا ٱتِّخَاذُهَا قَبْلَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ. فَيَجِبُ أَنْ نَنَالَ ٱلْمَعْرِفَةَ عَنِ ٱللهِ، نَتَعَلَّمَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَيْهِ، نَتُوبَ، وَنُغَيِّرَ طُرُقَنَا. (يو ١٧:٣؛ اع ٣:١٩؛ عب ١١:٦) وَبَعْدَ ذلِكَ، تَبْقَى خُطْوَةٌ أُخْرَى لِنَصِيرَ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةِ ٱللهِ. وَمَا هِيَ؟
١٣ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ يَنْذُرَ ٱلْمَرْءُ نَفْسَهُ لِلهِ لِيَصِيرَ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةِ عُبَّادِهِ؟
١٣ قَبْلَ أَنْ يَتَمَكَّنَ ٱلْمُبْعَدُ عَنِ ٱللهِ مِنَ ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى عَائِلَةِ خُدَّامِهِ، يَلْزَمُهُ أَوَّلًا أَنْ يَقْطَعَ لِيَهْوَه وَعْدًا رَسْمِيًّا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْإِيضَاحِ، لِنَفْرِضْ أَنَّ أَبًا صَالِحًا يَعْطِفُ عَلَى فَتًى يَتِيمٍ وَيَرْغَبُ أَنْ يَتَبَنَّاهُ وَيَضُمَّهُ إِلَى عَائِلَتِهِ. لكِنَّ هذَا ٱلْأَبَ، رَغْمَ طِيبَتِهِ، يُرِيدُ أَوَّلًا أَنْ يَقْطَعَ لَهُ ٱلْفَتَى وَعْدًا. فَيَقُولُ: «قَبْلَ أَنْ أَعْتَبِرَكَ ٱبْنِي، يَلْزَمُ أَنْ تُؤَكِّدَ لِي أَنَّكَ سَتُحِبُّنِي وَتَحْتَرِمُنِي كَأَبٍ لَكَ». أَفَلَيْسَ رو ١٢:١.
مَنْطِقِيًّا أَلَّا يَضُمَّهُ إِلَى عَائِلَتِهِ مَا لَمْ يَقْطَعْ لَهُ وَعْدًا رَسْمِيًّا بِذلِكَ؟ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، لَا يَقْبَلُ يَهْوَه فِي عَائِلَتِهِ إِلَّا مَنْ يُبْدُونَ ٱسْتِعْدَادَهُمْ لِنَذْرِ، أَوْ تَقْرِيبِ، أَنْفُسِهِمْ لَهُ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ: «قَرِّبُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَقْبُولَةً عِنْدَ ٱللهِ». —إِعْرَابٌ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْإِيمَانِ
١٤ لِمَ يُعْتَبَرُ ٱلِٱنْتِذَارُ تَعْبِيرًا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ؟
١٤ إِنَّ ٱلِٱنْتِذَارَ لِلهِ تَعْبِيرٌ عَنْ مَحَبَّتِنَا ٱلْقَلْبِيَّةِ لَهُ. وَيُشْبِهُ ٱلْأَمْرُ مِنْ بَعْضِ ٱلنَّوَاحِي نَذْرَ ٱلزَّوَاجِ. فَٱلْعَرِيسُ ٱلْمَسِيحِيُّ يُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِعَرُوسِهِ حِينَ يَتَعَهَّدُ فِي نَذْرِهِ أَنْ يَبْقَى عَلَى وَلَائِهِ لَهَا مَهْمَا حَدَثَ. إِنَّهُ تَعَهُّدٌ لِشَخْصٍ، لَا مُجَرَّدُ وَعْدٍ بِٱلْوَفَاءِ بِٱلْتِزَامَاتِ ٱلزَّوَاجِ. وَهُوَ يُدْرِكُ أَنَّهُ لَا يَحِقُّ لَهُ أَنْ يَسْكُنَ مَعَ عَرُوسِهِ مَا لَمْ يَنْذُرْ نَذْرَ ٱلزَّوَاجِ. كَذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا لَا نَسْتَطِيعُ ٱلتَّمَتُّعَ كَامِلًا بِفَوَائِدِ ٱلْعُضْوِيَّةِ فِي عَائِلَةِ يَهْوَه مَا لَمْ نَنْذُرْ أَنْفُسَنَا لَهُ. فَنَحْنُ، رَغْمَ نَقْصِنَا، نَرْغَبُ فِي أَنْ نَكُونَ مِلْكًا لَهُ وَقَدْ عَقَدْنَا ٱلْعَزْمَ عَلَى ٱلْبَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لَهُ مَهْمَا حَدَثَ. — مت ٢٢:٣٧.
١٥ كَيْفَ يَكُونُ ٱلِٱنْتِذَارُ إِعْرَابًا عَنِ ٱلْإِيمَانِ؟
١٥ اَلِٱنْتِذَارُ لِلهِ هُوَ أَيْضًا إِعْرَابٌ عَنِ ٱلْإِيمَانِ. وَلِمَ نَقُولُ ذلِكَ؟ يَجْعَلُنَا ٱلْإِيمَانُ وَاثِقِينَ بِأَنَّ ٱلِٱقْتِرَابَ إِلَى ٱللهِ حَسَنٌ لَنَا. (مز ٧٣:٢٨) فَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ٱلسَّيْرَ مَعَ ٱللهِ فِي وَسَطِ «جِيلٍ مُلْتَوٍ وَمُعَوَّجٍ» لَيْسَ دَائِمًا بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ، لكِنَّنَا عَلَى يَقِينٍ مِنْ وَعْدِ ٱللهِ بِأَنْ يَدْعَمَنَا فِي ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي نَبْذُلُهَا. (في ٢:١٥؛ ٤:١٣) كَمَا نَعْلَمُ أَنَّنَا نَاقِصُونَ، غَيْرَ أَنَّنَا وَاثِقُونَ بِأَنَّهُ يَرْحَمُنَا دَائِمًا حَتَّى عِنْدَمَا نُخْطِئُ. (اِقْرَأْ مزمور ١٠٣:١٣، ١٤؛ روما ٧:٢١-٢٥.) فَنَحْنُ نُؤْمِنُ أَنَّ يَهْوَه سَيُكَافِئُنَا عَلَى تَصْمِيمِنَا عَلَى ٱلتَّمَسُّكِ بِٱسْتِقَامَتِنَا. — اي ٢٧:٥.
اَلِٱنْتِذَارُ لِلهِ سَبِيلُ ٱلسَّعَادَةِ
١٦، ١٧ لِمَ ٱلِٱنْتِذَارُ لِيَهْوَه هُوَ سَبِيلُ ٱلسَّعَادَةِ؟
١٦ يُؤَدِّي ٱلِٱنْتِذَارُ لِيَهْوَه إِلَى ٱلسَّعَادَةِ لِأَنَّنَا بِهذِهِ ٱلْخُطْوَةِ نُعْطِيهِ حَيَاتَنَا. فَثَمَّةَ حَقِيقَةٌ أَسَاسِيَّةٌ ذَكَرَهَا يَسُوعُ حِينَ قَالَ: «اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ». (اع ٢٠:٣٥) وَقَدِ ٱخْتَبَرَ هُوَ نَفْسُهُ فَرَحَ ٱلْعَطَاءِ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ أَثْنَاءَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَضَحَّى بِٱلرَّفَاهِيَةِ وَٱلرَّاحَةِ وَٱلطَّعَامِ حِينَ لَزِمَ ٱلْأَمْرُ لِيَدُلَّ ٱلْآخَرِينَ عَلَى طَرِيقِ ٱلْحَيَاةِ. (يو ٤:٣٤) لَقَدْ كَانَ تَفْرِيحُ قَلْبِ أَبِيهِ مَسَرَّتَهُ، لِذلِكَ ذَكَرَ: «إِنِّي دَائِمًا أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ». — يو ٨:٢٩؛ ام ٢٧:١١.
١٧ إِذًا، كَانَ يَسُوعُ يُوَجِّهُ أَتْبَاعَهُ إِلَى مَسْلَكِ حَيَاةٍ مت ١٦:٢٤) فَهذَا ٱلْمَسْلَكُ يُقَرِّبُنَا إِلَى يَهْوَه. وَهَلْ مِنْ أَحَدٍ يُحِبُّنَا أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَه نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتَمِنَهُ عَلَى أَنْفُسِنَا؟!
يَمْنَحُ ٱلِٱكْتِفَاءَ حِينَ قَالَ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ كُلِّيًّا». (١٨ لِمَ يَجْلُبُ لَنَا ٱلْوَفَاءُ بِٱنْتِذَارِنَا سَعَادَةً أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ نَذْرٍ أَوِ ٱلْتِزَامٍ؟
١٨ إِنَّ ٱلِٱنْتِذَارَ لِيَهْوَه وَفِعْلَ مَشِيئَتِهِ وَفَاءً بِهذَا ٱلِٱنْتِذَارِ يَجْلُبَانِ لَنَا ٱلسَّعَادَةَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ نَذْرٍ نَأْخُذُهُ عَلَى أَنْفُسِنَا تِجَاهَ إِنْسَانٍ أَوْ مَسْعًى مَا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يُكَرِّسُ كَثِيرُونَ حَيَاتَهُمْ لِلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْغِنَى ٱلْمَادِّيِّ فَتَفُوتُهُمُ ٱلسَّعَادَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ وَٱلِٱكْتِفَاءُ ٱلْأَصِيلُ. أَمَّا ٱلَّذِينَ يَنْتَذِرُونَ لِيَهْوَه فَيَجِدُونَ ٱلسَّعَادَةَ ٱلدَّائِمَةَ. (مت ٦:٢٤) فَشَرَفُ ٱلْخِدْمَةِ ‹كَعَامِلِينَ مَعَ ٱللهِ› يَجْلُبُ لَنَا ٱلسَّعَادَةَ، لكِنَّنَا لَا نَنْذُرُ أَنْفُسَنَا لِعَمَلٍ بَلْ لِإِلهِنَا ٱلَّذِي يُقَدِّرُ جُهُودَنَا. (١ كو ٣:٩) فَلَا أَحَدَ يُقَدِّرُ تَضْحِيَتَنَا بِٱلذَّاتِ أَكْثَرَ مِنْهُ. حَتَّى إِنَّهُ سَيَرُدُّ ٱلشَّبَابَ إِلَى أَوْلِيَائِهِ لِيَنْعَمُوا بِعِنَايَتِهِ مَدَى ٱلْأَبَدِيَّةِ. — اي ٣٣:٢٥؛ اِقْرَأْ عبرانيين ٦:١٠.
١٩ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ يَتَمَتَّعُ بِهِ ٱلْمُنْتَذِرُونَ لِيَهْوَه؟
١٩ يُتِيحُ لَكَ نَذْرُ حَيَاتِكَ لِيَهْوَه ٱلتَّمَتُّعَ بِعَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِهِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اِقْتَرِبُوا إِلَى ٱللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ». (يع ٤:٨؛ مز ٢٥:١٤) وَسَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ لِمَ يَنْبَغِي أَلَّا نَخْشَى مِنْ قَرَارِ تَكْرِيسِ حَيَاتِنَا لِيَهْوَه وَٱلصَّيْرُورَةِ مِلْكًا لَهُ.
[الحاشية]
^ الفقرة 12 لَنْ يَصِيرَ ‹خِرَافُ يَسُوعَ ٱلْأُخَرُ› أَبْنَاءَ ٱللهِ إِلَّا عِنْدَ نِهَايَةِ ٱلْأَلْفِ سَنَةٍ. وَلكِنْ يَجُوزُ لَهُمْ، عَلَى أَسَاسِ ٱنْتِذَارِهِمْ لِلهِ، أَنْ يَدْعُوا يَهْوَه «أَبَانَا»، وَيَصِحُّ بِٱلتَّالِي ٱعْتِبَارُهُمْ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةِ عُبَّادِهِ. — يو ١٠:١٦؛ اش ٦٤:٨؛ مت ٦:٩؛ رؤ ٢٠:٥.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• مَا مَعْنَى ٱلِٱنْتِذَارِ لِلهِ؟
• كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلِٱنْتِذَارُ لِلهِ؟
• لِمَ يَنْبَغِي أَنْ يَنْذُرَ ٱلْمَسِيحِيُّ نَفْسَهُ لِيَهْوَه؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٦]
اَلْعَيْشُ وَفْقَ ٱنْتِذَارِنَا هُوَ سَبِيلُ ٱلسَّعَادَةِ ٱلدَّائِمَةِ