الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

كُن غيورا للعبادة الحقة

كُن غيورا للعبادة الحقة

كُنْ غَيُورًا لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ

‏«إِنَّ ٱلْحَصَادَ كَثِيرٌ،‏ وَلٰكِنَّ ٱلْعُمَّالَ قَلِيلُونَ».‏ —‏ مت ٩:‏٣٧‏.‏

١ مَا هُوَ ٱلشُّعُورُ بِٱلْإِلْحَاحِ؟‏

مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ مُرَاجَعَةُ مُسْتَنَدٍ قَبْلَ ٱنْتِهَاءِ دَوَامِ ٱلْعَمَلِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ تُحَاوِلُ ٱلْمُسْتَحِيلَ أَنْ تُرَاجِعَهُ ضِمْنَ ٱلْمُهْلَةِ ٱلْمُحَدَّدَةِ.‏ أَوْ مَاذَا لَوْ كَانَ لَدَيْكَ مَوْعِدٌ مُهِمٌّ لكِنَّكَ تَكْتَشِفُ أَنَّكَ سَتَتَأَخَّرُ عَنْهُ؟‏ لَا رَيْبَ أَنَّكَ تَقُولُ لِلسَّائِقِ:‏ «أَسْرِعْ مِنْ فَضْلِكَ؛‏ فَأَنَا عَلَى عَجَلَةٍ مِنْ أَمْرِي».‏ نَعَمْ،‏ عِنْدَمَا تُوكَلُ إِلَيْكَ مُهِمَّةٌ وَتَشْعُرُ أَنَّ ٱلْوَقْتَ يَكَادُ يَنْفَدُ،‏ تَتَوَتَّرُ وَتَضْطَرِبُ كَثِيرًا.‏ فَٱلْأَدْرِينَالِينُ يَتَدَفَّقُ فِي عُرُوقِكَ،‏ مَا يَجْعَلُكَ تُسْرِعُ قَدْرَ ٱسْتِطَاعَتِكَ وَتَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِكَ لِإِتْمَامِ ٱلْمَطْلُوبِ مِنْكَ.‏ هذَا هُوَ ٱلشُّعُورُ بِٱلْإِلْحَاحِ.‏

٢ مَا هُوَ ٱلْعَمَلُ ٱلْأَكْثَرُ إِلْحَاحًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ؟‏

٢ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ،‏ مَا مِنْ عَمَلٍ أَكْثَرُ إِلْحَاحًا مِنَ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَتَلْمَذَةِ أُنَاسٍ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَقَدْ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ مَرْقُسُ مُقْتَبِسًا مِنْ يَسُوعَ أَنَّ هذَا ٱلْعَمَلَ يَلْزَمُ إِنْجَازُهُ «أَوَّلًا»،‏ أَيْ قَبْلَ إِتْيَانِ ٱلنِّهَايَةِ.‏ (‏مر ١٣:‏١٠‏)‏ وَهذَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَحْصُلَ فِعْلًا لِأَنَّ يَسُوعَ قَالَ:‏ «إِنَّ ٱلْحَصَادَ كَثِيرٌ،‏ وَلٰكِنَّ ٱلْعُمَّالَ قَلِيلُونَ».‏ فَٱلْحَصَادُ لَا يَنْتَظِرُ،‏ بَلْ يَجِبُ جَمْعُهُ قَبْلَ ٱنْتِهَاءِ ٱلْمَوْسِمِ.‏ —‏ مت ٩:‏٣٧‏.‏

٣ مَاذَا يَفْعَلُ كَثِيرُونَ تَجَاوُبًا مَعَ ٱلْحَاجَةِ ٱلْمُلِحَّةِ إِلَى ٱلْكِرَازَةِ؟‏

٣ بِمَا أَنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ مُهِمٌّ إِلَى هذِهِ ٱلدَّرَجَةِ،‏ فَهُوَ يَسْتَحِقُّ أَنْ نَمْنَحَهُ أَكْبَرَ قَدْرٍ مُمْكِنٍ مِنْ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا وَٱهْتِمَامِنَا.‏ وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمَدْحِ أَنَّ كَثِيرِينَ يَفْعَلُونَ ذلِكَ.‏ فَٱلْبَعْضُ يُبَسِّطُونَ حَيَاتَهُمْ بُغْيَةَ ٱلِٱنْخِرَاطِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ كَفَاتِحِينَ أَوْ مُرْسَلِينَ أَوْ أَعْضَاءٍ فِي عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ.‏ وَنَحْنُ سُعَدَاءُ مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ فَصَحِيحٌ أَنَّهُمْ مُنْشَغِلُونَ جِدًّا وَعَلَيْهِمْ تَخَطِّي ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ وَٱلْقِيَامُ بِبَعْضِ ٱلتَّضْحِيَاتِ،‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُهُمْ بِسَخَاءٍ.‏ (‏اِقْرَأْ لوقا ١٨:‏٢٨-‏٣٠‏.‏‏)‏ أَمَّا آخَرُونَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ٱلِٱنْضِمَامَ إِلَى صُفُوفِ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ،‏ وَلكِنَّهُمْ يُخَصِّصُونَ أَكْبَرَ وَقْتٍ مُمْكِنٍ لِهذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْمُنْقِذِ لِلْحَيَاةِ ٱلَّذِي يَشْمُلُ أَيْضًا مُسَاعَدَةَ أَوْلَادِهِمْ أَنْ يَنَالُوا ٱلْخَلَاصَ.‏ —‏ تث ٦:‏٦،‏ ٧‏.‏

٤ لِمَاذَا يَفْقِدُ ٱلْبَعْضُ شُعُورَهُمْ بِٱلْإِلْحَاحِ؟‏

٤ كَمَا رَأَيْنَا،‏ يَرْتَبِطُ ٱلشُّعُورُ بِٱلْإِلْحَاحِ عَادَةً بِمُهْلَةٍ مُعَيَّنَةٍ،‏ مَوْعِدٍ مُحَدَّدٍ،‏ أَوْ نِهَايَةٍ مَا.‏ وَفِعْلًا،‏ نَحْنُ نَعِيشُ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ حَسْبَمَا تُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْأَدِلَّةُ ٱلْوَافِرَةُ ٱلْمَوْجُودَةُ فِي صَفَحَاتِ ٱلتَّارِيخِ وَٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏مت ٢٤:‏٣،‏ ٣٣؛‏ ٢ تي ٣:‏١-‏٥‏)‏ إِلَّا أَنَّ أَحَدًا لَا يَعْرِفُ مَتَى تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ بِٱلضَّبْطِ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ عِنْدَمَا أَعْطَى ‹ٱلْعَلَامَةَ› ٱلَّتِي تَسِمُ «ٱخْتِتَامَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ»:‏ «أَمَّا ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ وَتِلْكَ ٱلسَّاعَةُ فَلَا يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ،‏ لَا مَلَائِكَةُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَلَا ٱلِٱبْنُ،‏ إِلَّا ٱلْآبُ وَحْدَهُ».‏ (‏مت ٢٤:‏٣٦‏)‏ لِهذَا ٱلسَّبَبِ،‏ يَسْتَصْعِبُ ٱلْبَعْضُ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى شُعُورِهِمْ بِٱلْإِلْحَاحِ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ،‏ وَخُصُوصًا حِينَ يَكُونُ ٱنْتِظَارُهُمْ لِمَجِيءِ ٱلنِّهَايَةِ قَدْ طَالَ.‏ (‏ام ١٣:‏١٢‏)‏ فَهَلْ هذَا مَا تُحِسُّ بِهِ أَحْيَانًا؟‏ وَمَاذَا يُسَاعِدُكَ أَنْ تُنَمِّيَ وَتُحَافِظَ عَلَى ٱلشُّعُورِ بِٱلْإِلْحَاحِ عِنْدَ قِيَامِكَ بِٱلْمُهِمَّةِ ٱلَّتِي فَوَّضَهَا إِلَيْنَا يَهْوَهُ ٱللهُ وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ؟‏

مِثَالُنَا ٱلْأَعْلَى يَسُوعُ

٥ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلشُّعُورِ بِٱلْإِلْحَاحِ فِي خِدْمَتِهِ؟‏

٥ إِنَّ أَبْرَزَ مَنْ أَعْرَبَ عَنِ ٱلشُّعُورِ بِٱلْإِلْحَاحِ فِي خِدْمَتِهِ لِلهِ هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.‏ وَأَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّهُ كَانَ لَدَيْهِ عَمَلٌ كَثِيرٌ لِيَقُومَ بِهِ فِي فَتْرَةٍ لَا تَتَعَدَّى ٱلثَّلَاثَ سَنَوَاتٍ وَنِصْفًا.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ أَنْجَزَ مَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ غَيْرُهُ إِنْجَازَهُ ضِمْنَ هذِهِ ٱلْمُهْلَةِ ٱلْقَصِيرَةِ.‏ فَقَدْ عَرَّفَ بِٱسْمِ أَبِيهِ وَقَصْدِهِ،‏ كَرَزَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ شَهَّرَ رِيَاءَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ وَتَعَالِيمَهُمُ ٱلْبَاطِلَةَ،‏ وَأَيَّدَ سُلْطَانَ يَهْوَهَ إِلَى حَدِّ ٱلتَّضْحِيَةِ بِحَيَاتِهِ.‏ فَهُوَ لَمْ يُوَفِّرْ جُهْدًا لِلتَّجْوَالِ فِي ٱلْأَرْضِ مِنْ أَجْلِ تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ،‏ مُسَاعَدَتِهِمْ،‏ وَإِبْرَائِهِمْ مِنَ ٱلْأَمْرَاضِ.‏ (‏مت ٩:‏٣٥‏)‏ حَقًّا،‏ مَا مِنْ أَحَدٍ ضَاهَى يَسُوعَ فِي ٱلْقِيَامِ بِهذَا ٱلْقَدْرِ مِنَ ٱلنَّشَاطِ فِي فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ كَهذِهِ.‏ —‏ يو ١٨:‏٣٧‏.‏

٦ مَاذَا كَانَ أَكْثَرُ مَا يَهُمُّ يَسُوعَ؟‏

٦ وَكَيْفَ عَرَفَ يَسُوعُ طُولَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلَّتِي حَدَّدَهَا يَهْوَهُ لِإِتْمَامِ خِدْمَتِهِ؟‏ مِنْ نُبُوَّةِ دَانِيَالَ.‏ (‏دا ٩:‏٢٧‏)‏ فَقَدْ أَشَارَتِ ٱلنُّبُوَّةُ إِلَى أَنَّ خِدْمَتَهُ ٱلْأَرْضِيَّةَ كَانَتْ سَتَنْتَهِي «فِي نِصْفِ ٱلْأُسْبُوعِ»،‏ أَيْ بَعْدَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ وَنِصْفٍ.‏ لِذَا،‏ قَالَ يَسُوعُ بُعَيْدَ دُخُولِهِ ٱلظَّافِرِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي رَبِيعِ سَنَةِ ٣٣ ب‌م:‏ «قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ لِيُمَجَّدَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ».‏ (‏يو ١٢:‏٢٣‏)‏ وَلكِنْ هَلْ كَانَ مَوْتُهُ ٱلْوَشِيكُ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ ٱلَّذِي دَفَعَهُ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ دُونَ كَلَلٍ؟‏ كَلَّا.‏ فَأَكْثَرُ مَا كَانَ يَهُمُّهُ هُوَ ٱغْتِنَامُ كُلِّ فُرْصَةٍ مُمْكِنَةٍ لِفِعْلِ مَشِيئَةِ أَبِيهِ وَإِظْهَارِ مَحَبَّتِهِ لِإِخْوَتِهِ ٱلْبَشَرِ.‏ وَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ دَفَعَتْهُ أَنْ يَجْمَعَ تَلَامِيذَ لَهُ وَيُدَرِّبَهُمْ،‏ مُرْسِلًا إِيَّاهُمْ فِي حَمَلَاتٍ كِرَازِيَّةٍ.‏ وَكَانَ ٱلْهَدَفُ مِنْ ذلِكَ أَنْ يُوَاصِلُوا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي شَرَعَ بِهِ وَيُنْجِزُوا أُمُورًا أَعْظَمَ.‏ —‏ اِقْرَأْ يوحنا ١٤:‏١٢‏.‏

٧،‏ ٨ أَيُّ ٱنْطِبَاعٍ أَحْدَثَهُ فِي ٱلتَّلَامِيذِ تَطْهِيرُ يَسُوعَ لِلْهَيْكَلِ،‏ وَلِمَاذَا تَصَرَّفَ عَلَى هذَا ٱلنَّحْوِ؟‏

٧ ثَمَّةَ حَادِثَةٌ حَصَلَتْ فِي حَيَاةِ يَسُوعَ تُظْهِرُ بِشَكْلٍ جَلِيٍّ ٱلْغَيْرَةَ ٱلَّتِي ٱمْتَلَكَهَا.‏ فَذَاتَ يَوْمٍ فِي أَوَائِلِ خِدْمَتِهِ قُبَيْلَ فِصْحِ سَنَةِ ٣٠ ب‌م،‏ أَتَى هُوَ وَتَلَامِيذُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَرَأَوْا فِي ٱلْهَيْكَلِ «بَاعَةَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْخِرَافِ وَٱلْحَمَامِ،‏ وَٱلصَّرَّافِينَ فِي مَقَاعِدِهِمْ».‏ فَمَاذَا فَعَلَ،‏ وَأَيُّ ٱنْطِبَاعٍ أَحْدَثَهُ ذلِكَ فِي تَلَامِيذِهِ؟‏ —‏ اِقْرَأْ يوحنا ٢:‏١٣-‏١٧‏.‏

٨ إِنَّ مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ وَقَالَهُ فِي تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ ذَكَّرَ ٱلتَّلَامِيذَ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلنَّبَوِيَّةِ لِمَزْمُورٍ مِنْ مَزَامِيرِ دَاوُدَ:‏ «اَلْغَيْرَةُ عَلَى بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي».‏ (‏مز ٦٩:‏٩‏)‏ وَلِمَاذَا خَطَرَتْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ عَلَى بَالِهِمْ؟‏ لِأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ لِيُعَرِّضَ نَفْسَهُ لِلْخَطَرِ لَوْ لَمْ يَمْتَلِكْ غَيْرَةً كَهذِهِ.‏ فَٱلْكَهَنَةُ،‏ وَٱلْكَتَبَةُ،‏ وَغَيْرُهُمْ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِينَ فِي ٱلْهَيْكَلِ كَانُوا وَرَاءَ تِلْكَ ٱلتِّجَارَةِ ٱلْمُخْزِيَةِ ٱلَّتِي تَدُرُّ ٱلْأَرْبَاحَ.‏ لِذلِكَ،‏ بِفَضْحِ خُطَطِهِمْ وَإِحْبَاطِهَا،‏ وَضَعَ يَسُوعُ نَفْسَهُ فِي مُوَاجَهَةٍ مَعَ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْكَائِنَةِ فِي أَيَّامِهِ.‏ فَكَمَا حَلَّلَ ٱلتَّلَامِيذُ بِٱلصَّوَابِ،‏ كَانَتِ ‹ٱلْغَيْرَةُ عَلَى بَيْتِ ٱللهِ›،‏ أَوِ ٱلْغَيْرَةُ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ ظَاهِرَةً بِوُضُوحٍ.‏ وَلكِنْ مَا هِيَ ٱلْغَيْرَةُ؟‏ وَهَلْ تَخْتَلِفُ عَنِ ٱلشُّعُورِ بِٱلْإِلْحَاحِ؟‏

اَلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلشُّعُورِ بِٱلْإِلْحَاحِ وَٱلْغَيْرَةِ

٩ مَا هِيَ ٱلْغَيْرَةُ؟‏

٩ ‏«اَلْغَيْرَةُ» هِيَ حَمَاسَةٌ مُتَّقِدَةٌ فِي ٱلْقِيَامِ بِأَمْرٍ وَحِرْصٌ شَدِيدٌ عَلَيْهِ.‏ وَمِنْ مُرَادِفَاتِهَا كَلِمَاتٌ مِثْلُ ٱلْحَمِيَّةِ،‏ ٱلشَّغَفِ،‏ وَٱلِٱنْدِفَاعِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ خِدْمَةَ يَسُوعَ ٱتَّسَمَتْ بِكُلِّ هذِهِ ٱلْمُوَاصَفَاتِ.‏ فَٱلْآيَةُ آنِفًا تُنْقَلُ فِي اَلتَّرْجَمَةُ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةُ ٱلْحَدِيثَةُ إِلَى:‏ «إِخْلَاصِي لِبَيْتِكَ،‏ يَا اَللهُ،‏ يَشْتَعِلُ فِيَّ مِثْلَ نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ».‏ وَمِنَ ٱللَّافِتِ أَنَّهُ فِي بَعْضِ ٱللُّغَاتِ ٱلشَّرْقِيَّةِ،‏ تَتَأَلَّفُ ٱلْكَلِمَةُ «غَيْرَةٌ» مِنْ جُزْءَيْنِ يَعْنِيَانِ «قَلْبًا مُضْطَرِمًا».‏ فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلتَّلَامِيذُ كَلِمَاتِ دَاوُدَ لَدَى رُؤْيَتِهِمْ مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ فِي ٱلْهَيْكَلِ.‏ وَلكِنْ مَا ٱلَّذِي أَشْعَلَ قَلْبَ يَسُوعَ وَحَمَلَهُ عَلَى ٱتِّخَاذِ هذَا ٱلْإِجْرَاءِ؟‏

١٠ مَا هِيَ «ٱلْغَيْرَةُ» فِي مَفْهُومِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

١٠ تُشْتَقُّ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ «غَيْرَةٌ» فِي مَزْمُورِ دَاوُدَ مِنْ كَلِمَةٍ تُتَرْجَمُ أَحْيَانًا فِي تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ إِلَى:‏ «يَتَطَلَّبُ ٱلتَّعَبُّدَ ٱلْمُطْلَقَ».‏ (‏اِقْرَأْ خروج ٢٠:‏٥؛‏ ٣٤:‏١٤؛‏ يشوع ٢٤:‏١٩‏.‏‏)‏ وَيَقُولُ أَحَدُ قَوَامِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ غَيْرَةٌ «غَالِبًا مَا تُسْتَخْدَمُ فِي ٱلْحَدِيثِ عَنِ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلزَّوْجِيَّةِ .‏ .‏ .‏ فَتَمَامًا كَمَا يَحِقُّ لِلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ تَطَلُّبُ ٱلْإِخْلَاصِ فِي عَلَاقَتِهِمَا،‏ كَذلِكَ لِلهِ ٱلْحَقُّ فِي تَطَلُّبِ ٱلتَّعَبُّدِ ٱلْمُطْلَقِ مِمَّنْ هُمْ لَهُ وَهُوَ يُدَافِعُ عَنْ هذَا ٱلْحَقِّ».‏ مِنْ هُنَا،‏ فَإِنَّ ٱلْغَيْرَةَ فِي مَفْهُومِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ شُعُورٍ بِٱلْحَمَاسَةِ أَوِ ٱلِٱنْدِفَاعِ لِأَمْرٍ مُعَيَّنٍ،‏ كَذَاكَ ٱلَّذِي يُظْهِرُهُ عُشَّاقُ رِيَاضَةٍ مَا.‏ فَقَدْ أَشَارَتِ ٱلْغَيْرَةُ فِي مَزْمُورِ دَاوُدَ إِلَى عَدَمِ تَحَمُّلِ أَيَّةِ مُنَافَسَةٍ لِيَهْوَهَ أَوْ أَيِّ تَعْيِيرٍ يَلْحَقُ بِٱسْمِهِ.‏ فَهذَا ٱلنَّوْعُ مِنَ ٱلْغَيْرَةِ هُوَ مَا يَدْفَعُ ٱلْمَرْءَ عَادَةً إِلَى حِمَايَةِ صِيتِ شَخْصٍ آخَرَ أَوْ إِصْلَاحِ أَيَّةِ إِسَاءَةٍ تُوَجَّهُ إِلَيْهِ.‏

١١ مَاذَا دَفَعَ يَسُوعَ إِلَى ٱلتَّفَانِي فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏

١١ لَمْ يَكُنِ ٱلتَّلَامِيذُ مُخْطِئِينَ حِينَ قَرَنُوا كَلِمَاتِ دَاوُدَ بِمَا فَعَلَهُ يَسُوعُ فِي ٱلْهَيْكَلِ.‏ فَهُوَ لَمْ يَتَفَانَ فِي خِدْمَتِهِ بِسَبَبِ وَقْتِهِ ٱلْوَجِيزِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا لِأَنَّهُ كَانَ غَيُورًا عَلَى ٱسْمِ أَبِيهِ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ.‏ فَعِنْدَمَا رَأَى كَيْفَ يُعَيَّرُ ٱسْمُ ٱللهِ وَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ،‏ دَفَعَتْهُ غَيْرَتُهُ إِلَى إِصْلَاحِ ٱلْوَضْعِ.‏ وَلَمَّا رَأَى أَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ يَظْلِمُونَ وَيَسْتَغِلُّونَ ٱلْمَسَاكِينَ،‏ حَمَلَتْهُ ٱلْغَيْرَةُ عَلَى إِرَاحَتِهِمْ وَشَجْبِ ٱلْقَادَةِ ٱلْمُسْتَبِدِّينَ.‏ —‏ مت ٩:‏٣٦؛‏ ٢٣:‏٢،‏ ٤،‏ ٢٧،‏ ٢٨،‏ ٣٣‏.‏

كُنْ غَيُورًا لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ

١٢،‏ ١٣ مَاذَا فَعَلَ قَادَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ فِي زَمَنِنَا بِخُصُوصِ (‏أ)‏ ٱسْمِ ٱللهِ؟‏ (‏ب)‏ مَلَكُوتِ ٱللهِ؟‏

١٢ إِنَّ ٱلْوَضْعَ ٱلدِّينِيَّ فِي زَمَنِنَا يُشْبِهُ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَيَّامَ يَسُوعَ،‏ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَسْوَأَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تَذَكَّرْ أَنَّ أَوَّلَ أَمْرٍ عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُصَلُّوا مِنْ أَجْلِهِ يَتَعَلَّقُ بِٱسْمِ ٱللهِ.‏ قَالَ:‏ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ».‏ (‏مت ٦:‏٩‏)‏ فَهَلْ يُطْلِعُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ،‏ وَخَاصَّةً رِجَالَ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱسْمِ ٱللهِ وَيُعَلِّمُونَهُمْ أَنْ يُقَدِّسُوهُ أَوْ يُكْرِمُوهُ؟‏ بِخِلَافِ ذلِكَ،‏ إِنَّهُمْ يُسِيئُونَ تَمْثِيلَ ٱللهِ بِتَعَالِيمِهِمِ ٱلْبَاطِلَةِ كَٱلثَّالُوثِ،‏ خُلُودِ ٱلنَّفْسِ،‏ وَنَارِ ٱلْهَاوِيَةِ،‏ مَا يَجْعَلُ مِنْهُ إِلهًا غَامِضًا وَقَاسِيًا حَتَّى سَادِيًّا.‏ كَمَا أَنَّهُمْ يَجْلُبُونَ ٱلتَّعْيِيرَ عَلَيْهِ بِأَعْمَالِهِمِ ٱلشَّائِنَةِ وَرِيَائِهِمْ.‏ (‏اِقْرَأْ روما ٢:‏٢١-‏٢٤‏.‏‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ يَفْعَلُونَ ٱلْمُسْتَحِيلَ كَيْ يُخْفُوا ٱسْمَ ٱللهِ وَيُزِيلُوهُ مِنْ تَرْجَمَاتِهِمْ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَهكَذَا،‏ يَحْرِمُونَ ٱلنَّاسَ فُرْصَةَ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ وَتَنْمِيَةِ عَلَاقَةٍ شَخْصِيَّةٍ بِهِ.‏ —‏ يع ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏

١٣ عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُصَلُّوا أَيْضًا:‏ «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.‏ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ (‏مت ٦:‏١٠‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ قَادَةَ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ كَثِيرًا مَا يُرَدِّدُونَ هذِهِ ٱلصَّلَاةَ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ يَحُثُّونَ ٱلنَّاسَ عَلَى تَأْيِيدِ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْمُنَظَّمَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ يَسْتَخِفُّونَ بِٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ إِلَى ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ لِذَا،‏ لَمْ يَعُدْ كَثِيرُونَ مِنْ مُدَّعِي ٱلْمَسِيحِيَّةِ يَتَكَلَّمُونَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ أَوْ حَتَّى يُؤْمِنُونَ بِهِ.‏

١٤ كَيْفَ يُضْعِفُ قَادَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ تَأْثِيرَ كَلِمَةِ ٱللهِ؟‏

١٤ ذَكَرَ يَسُوعُ بِوُضُوحٍ فِي صَلَاتِهِ إِلَى ٱللهِ:‏ «كَلِمَتُكَ هِيَ حَقٌّ».‏ (‏يو ١٧:‏١٧‏)‏ وَقَبْلَ مَوْتِهِ بِأَيَّامٍ قَلَائِلَ،‏ أَشَارَ إِلَى أَنَّهُ سَيُقِيمُ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ» لِتَزْوِيدِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ لِشَعْبِهِ.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ فَهَلْ أَعْرَبَ رِجَالُ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ ٱلَّذِينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُمْ وُكَلَاءُ عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ عَنْ أَمَانَةٍ فِي إِتْمَامِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي طَلَبَهُ ٱلسَّيِّدُ؟‏ كَلَّا.‏ فَكَثِيرًا مَا يَقُولُونَ إِنَّ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ خُرَافَةٌ أَوْ أُسْطُورَةٌ.‏ وَعِوَضَ تَزْوِيدِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ لِرَعِيَّتِهِمْ،‏ مَانِحِينَ إِيَّاهُمُ ٱلرَّاحَةَ وَٱلتَّنْوِيرَ،‏ يُدَغْدِغُونَ آذَانَهُمْ بِٱلْفَلْسَفَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ هذَا إِضَافَةً إِلَى أَنَّهُمْ يُلَطِّفُونَ مَقَايِيسَ ٱللهِ ٱلْأَدَبِيَّةَ لِتَتَنَاسَبَ مَعَ «ٱلْأَخْلَاقِيَّاتِ ٱلْجَدِيدَةِ».‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

١٥ كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ رِجَالُ ٱلدِّينِ بِٱسْمِ ٱللهِ؟‏

١٥ إِنَّ كُلَّ مَا يَفْعَلُهُ رِجَالُ ٱلدِّينِ بِٱسْمِ إِلهِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَدَّى بِكَثِيرِينَ إِلَى ٱلْخَيْبَةِ أَوْ أَفْقَدَهُمْ إِيمَانَهُمْ بِٱللهِ وَكَلِمَتِهِ.‏ وَهكَذَا،‏ وَقَعُوا فَرِيسَةَ ٱلشَّيْطَانِ وَنِظَامِهِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ فَكَيْفَ تَشْعُرُ حِينَ تَرَى ٱلتَّجْدِيفَ عَلَى ٱسْمِ ٱللهِ وَٱلتَّعْيِيرَ ٱلَّذِي يَلْحَقُ بِهِ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ؟‏ أَلَا تَنْدَفِعُ كَخَادِمٍ لِيَهْوَهَ إِلَى فِعْلِ ٱلْمُسْتَطَاعِ لِتَصْحِيحِ ٱلْوَضْعِ؟‏ وَمَاذَا تُحِسُّ عِنْدَمَا تَرَى تَكْرَارًا كَيْفَ يُخْدَعُ وَيُسْتَغَلُّ ٱلْمُخْلِصُونَ وَذَوُو ٱلْقُلُوبِ ٱلْمُسْتَقِيمَةِ؟‏ أَوَلَا تَتَحَمَّسُ لِجَلْبِ ٱلرَّاحَةِ لِهؤُلَاءِ ٱلْمَظْلُومِينَ؟‏ لَمَّا رَأَى يَسُوعُ ٱلنَّاسَ فِي أَيَّامِهِ «مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا»،‏ لم يُشْفِقْ عَلَيْهِمْ فَقَطْ،‏ بَلِ «ٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً» أَيْضًا.‏ (‏مت ٩:‏٣٦؛‏ مر ٦:‏٣٤‏)‏ حَقًّا،‏ لَدَيْنَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِنَكُونَ غَيُورِينَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ كَمَا كَانَ يَسُوعُ.‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ مَا ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا إِلَى ٱلتَّفَانِي فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٦ عِنْدَمَا نَرَى خِدْمَتَنَا بِهذَا ٱلْمِنْظَارِ،‏ يُصْبِحُ لِكَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ فِي ١ تيموثاوس ٢:‏٣،‏ ٤ مَعْنًى خُصُوصِيٌّ لَنَا.‏ (‏اِقْرَأْهَا.‏‏)‏ فَنَحْنُ نَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ لَيْسَ لِأَنَّنَا نَعِيشُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا لِأَنَّ ٱللهَ يَشَاءُ أَنْ يَبْلُغَ ٱلنَّاسُ إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ وَيَتَعَلَّمُوا أَنْ يَعْبُدُوهُ وَيَخْدُمُوهُ لِيَنَالُوا بَرَكَتَهُ.‏ نَعَمْ،‏ لَيْسَ ضِيقُ ٱلْوَقْتِ هُوَ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ ٱلَّذِي يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلتَّفَانِي فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ بَلْ لِأَنَّنَا غَيُورُونَ وَنُرِيدُ أَنْ نُكْرِمَ ٱسْمَ ٱللهِ وَنُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ عَلَى مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ.‏ —‏ ١ تي ٤:‏١٦‏.‏

١٧ لَقَدْ أَنْعَمَ يَهْوَهُ عَلَيْنَا نَحْنُ شَعْبَهُ بِمَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ عَنْ قَصْدِهِ نَحْوَ ٱلْبَشَرِ وَٱلْأَرْضِ.‏ وَمِنْ خِلَالِ هذِهِ ٱلْمَعْرِفَةِ،‏ فِي مَقْدُورِنَا مُسَاعَدَةُ ٱلنَّاسِ عَلَى إِيجَادِ ٱلسَّعَادَةِ وَٱمْتِلَاكِ رَجَاءٍ أَكِيدٍ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ كَمَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُظْهِرَ لَهُمْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُونَ ٱلنَّجَاةَ عِنْدَمَا يَأْتِي ٱلْهَلَاكُ عَلَى نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏٢ تس ١:‏٧-‏٩‏)‏ فَبَدَلَ أَنْ نُصَابَ بِٱلْخَيْبَةِ وَٱلْإِحْبَاطِ لِأَنَّنَا نَشْعُرُ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ تَأَخَّرَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ لِأَنَّ ٱلْوَقْتَ لَا يَزَالُ مُتَاحًا لَنَا لِنُعْرِبَ عَنِ ٱلْغَيْرَةِ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ (‏مي ٧:‏٧؛‏ حب ٢:‏٣‏)‏ فَكَيْفَ نُنَمِّي هذِهِ ٱلْغَيْرَةَ؟‏ سَنُنَاقِشُ هذَا ٱلْمَوْضُوعَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

‏• مَا ٱلَّذِي دَفَعَ يَسُوعَ إِلَى خِدْمَةِ ٱللهِ دُونَ كَلَلٍ؟‏

‏• مَا هِيَ «ٱلْغَيْرَةُ» فِي مَفْهُومِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

‏• أَيَّةُ أُمُورٍ نَرَاهَا ٱلْيَوْمَ يَنْبَغِي أَنْ تَدْفَعَنَا لِنَكُونَ غَيُورِينَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

إِنَّ أَكْثَرَ مَا كَانَ يَهُمُّ يَسُوعَ هُوَ فِعْلُ مَشِيئَةِ أَبِيهِ وَإِظْهَارُ مَحَبَّتِهِ لِإِخْوَتِهِ ٱلْبَشَرِ

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

لَدَيْنَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِنَكُونَ غَيُورِينَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ