الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

بشارة يحتاج اليها الجميع

بشارة يحتاج اليها الجميع

بِشَارَةٌ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ٱلْجَمِيعُ

‏«اَلْبِشَارَةُ .‏ .‏ .‏ هِيَ قُدْرَةُ ٱللهِ لِلْخَلَاصِ».‏ —‏ رو ١:‏١٦‏.‏

١،‏ ٢ لِمَ تَكْرِزُونَ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ»،‏ وَعَلَى أَيِّ جَانِبٍ مِنْهَا تُشَدِّدُونَ؟‏

‏‹مَا أَحْلَى ٱلْكِرَازَةَ بِٱلْبِشَارَةِ كُلَّ يَوْمٍ!‏›.‏ لَا بُدَّ أَنَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ تُعَبِّرُ عَنْ مَشَاعِرِكَ أَوْ أَنَّكَ تَفَوَّهْتَ بِهَا أَمَامَ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَكَشَاهِدٍ لِيَهْوَهَ،‏ أَنْتَ تُدْرِكُ مَدَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ».‏ كَمَا يُمْكِنُكَ أَنْ تَتْلُوَ غَيْبًا نُبُوَّةَ يَسُوعَ عَنْ عَمَلِنَا هذَا.‏ —‏ مت ٢٤:‏١٤‏.‏

٢ وَبِٱلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ»،‏ أَنْتَ تُوَاصِلُ مَا شَرَعَ بِهِ يَسُوعُ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ لوقا ٤:‏٤٣‏.‏‏)‏ وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ أَحَدَ ٱلْمَوَاضِيعِ ٱلَّتِي تُشَدِّدُ عَلَيْهَا هُوَ أَنَّ ٱللهَ سَيَتَدَخَّلُ عَمَّا قَرِيبٍ فِي شُؤُونِ ٱلْبَشَرِ.‏ فَهُوَ سَيَقْضِي عَلَى ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَيُزِيلُ ٱلشَّرَّ مِنَ ٱلْأَرْضِ بِوَاسِطَةِ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›.‏ (‏مت ٢٤:‏٢١‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَيْضًا أَنَّكَ تُبْرِزُ لِلنَّاسِ أَنَّ ٱللهَ سَيُعِيدُ ٱلْأَحْوَالَ ٱلْفِرْدَوْسِيَّةَ إِلَى ٱلْأَرْضِ بِحَيْثُ يَعُمُّهَا ٱلسَّلَامُ وَٱلْفَرَحُ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ إِنَّ «بِشَارَةَ ٱلْمَلَكُوتِ» هِيَ جُزْءٌ مِنَ ٱلْبِشَارَةِ ٱلَّتِي أُعْلِنَتْ سَابِقًا لِإِبْرَاهِيمَ:‏ «بِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ ٱلْأُمَمِ».‏ —‏ غل ٣:‏٨‏.‏

٣ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ شَدَّدَ عَلَى ٱلْبِشَارَةِ فِي سِفْرِ رُومَا؟‏

٣ إِلَّا أَنَّنَا رُبَّمَا نَغْفُلُ عَنْ جَانِبٍ رَئِيسِيٍّ مِنْ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ يَحْتَاجُ ٱلنَّاسُ إِلَى سَمَاعِهِ.‏ فَفِي ٱلرِّسَالَةِ ٱلْمُوَجَّهَةِ إِلَى أَهْلِ رُومَا،‏ ٱسْتَخْدَمَ بُولُسُ كَلِمَةَ «مَلَكُوتٍ» مَرَّةً وَاحِدَةً بَيْنَمَا ٱسْتَعْمَلَ ٱلْعِبَارَةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ إِلَى «بِشَارَةٍ» ١٢ مَرَّةً.‏ ‏(‏اِقْرَأْ روما ١٤:‏١٧‏.‏‏)‏ فَإِلَى أَيِّ جَانِبٍ مِنَ ٱلْبِشَارَةِ أَشَارَ مِرَارًا وَتَكْرَارًا فِي هذَا ٱلسِّفْرِ؟‏ لِمَ هذِهِ ٱلْبِشَارَةُ بِٱلتَّحْدِيدِ مُهِمَّةٌ؟‏ وَلِمَاذَا يَجِبُ إِبْقَاؤُهَا فِي بَالِنَا فِيمَا نَكْرِزُ «بِبِشَارَةِ ٱللهِ» لِلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِنَا؟‏ —‏ مر ١:‏١٤؛‏ رو ١٥:‏١٦؛‏ ١ تس ٢:‏٢‏.‏

مَا ٱحْتَاجَ إِلَيْهِ أَهْلُ رُومَا

٤ بِمَ كَرَزَ بُولُسُ أَثْنَاءَ سَجْنِهِ ٱلْأَوَّلِ فِي رُومَا؟‏

٤ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ ٱلْكَثِيرَ مِنْ مُلَاحَظَةِ ٱلْمَوَاضِيعِ ٱلَّتِي تَطَرَّقَ إِلَيْهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ خِلَالَ سَجْنِهِ ٱلْأَوَّلِ فِي رُومَا.‏ فَعِنْدَمَا زَارَهُ عَدَدٌ مِنَ ٱلْيَهُودِ،‏ أَدَّى لَهُمْ ‹شَهَادَةً كَامِلَةً عَنْ (‏١)‏ مَلَكُوتِ ٱللهِ،‏ وَحَاجَّ لِإِقْنَاعِهِمْ بِشَأْنِ (‏٢)‏ يَسُوعَ›.‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ تَقُولُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ:‏ «مِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِمَا قِيلَ،‏ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ».‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ رَاحَ بُولُسُ ‹يَسْتَقْبِلُ بِٱلتَّرْحَابِ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِ،‏ كَارِزًا لَهُمْ (‏١)‏ بِمَلَكُوتِ ٱللهِ وَمُعَلِّمًا مَا يَخْتَصُّ (‏٢)‏ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ›.‏ ‏(‏اع ٢٨:‏١٧،‏ ٢٣-‏٣١‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ بُولُسَ لَفَتَ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ وَلكِنْ عَلَامَ شَدَّدَ أَيْضًا؟‏ لَقَدْ رَكَّزَ عَلَى أَمْرٍ جَوْهَرِيٍّ يَتَعَلَّقُ بِٱلْمَلَكُوتِ،‏ أَلَا وَهُوَ دَوْرُ يَسُوعَ فِي قَصْدِ ٱللهِ.‏

٥ أَيُّ مَوْضُوعٍ يَحْتَاجُ ٱلنَّاسُ إِلَيْهِ تَنَاوَلَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي سِفْرِ رُومَا؟‏

٥ يَحْتَاجُ جَمِيعُ ٱلنَّاسِ إِلَى مَعْرِفَةِ يَسُوعَ وَٱلْإِيمَانِ بِهِ.‏ وَقَدْ تَنَاوَلَ بُولُسُ هذَا ٱلْمَوْضُوعَ فِي سِفْرِ رُومَا.‏ فَفِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ كَتَبَ عَنِ ‹ٱللهِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي هُوَ لَهُ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً بِرُوحِهِ مُعْلِنًا ٱلْبِشَارَةَ عَنِ ٱبْنِهِ›.‏ وَأَضَافَ قَائِلًا:‏ «إِنِّي لَا أَخْجَلُ بِٱلْبِشَارَةِ،‏ فَهِيَ قُدْرَةُ ٱللهِ لِلْخَلَاصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ».‏ وَلَاحِقًا،‏ أَتَى عَلَى ذِكْرِ ٱلْوَقْتِ حِينَ ‹يَدِينُ ٱللهُ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ خَفَايَا ٱلنَّاسِ،‏ بِحَسَبِ ٱلْبِشَارَةِ ٱلَّتِي يُعْلِنُهَا›.‏ كَمَا قَالَ:‏ «إِنِّي كَرَزْتُ كِرَازَةً شَامِلَةً بِٱلْبِشَارَةِ عَنِ ٱلْمَسِيحِ دَائِرًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى إِلِّيرِيكُونَ».‏ * (‏رو ١:‏٩،‏ ١٦؛‏ ٢:‏١٦؛‏ ١٥:‏١٩‏)‏ فَلِمَ بِرَأْيِكَ شَدَّدَ بُولُسُ عَلَى يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ رُومَا؟‏

٦،‏ ٧ مَاذَا يُمْكِنُ قَوْلُهُ عَنْ نَشْأَةِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي رُومَا،‏ وَمِمَّنْ تَأَلَّفَتْ؟‏

٦ نَحْنُ لَا نَعْرِفُ كَيْفَ نَشَأَتِ ٱلْجَمَاعَةُ فِي رُومَا.‏ فَهَلْ عَادَ إِلَى رُومَا ٱلْيَهُودُ وَٱلْمُتَهَوِّدُونَ ٱلَّذِينَ كَانُوا حَاضِرِينَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م بَعْدَ أَنْ صَارُوا مَسِيحِيِّينَ؟‏ (‏اع ٢:‏١٠‏)‏ أَوْ هَلْ كَانَ ٱلتُّجَّارُ وَٱلْمُسَافِرُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ هُمُ ٱلَّذِينَ نَشَرُوا ٱلْحَقَّ فِي رُومَا؟‏ فِي كِلْتَا ٱلْحَالَتَيْنِ،‏ كَانَتِ ٱلْجَمَاعَةُ قَدْ تَأَسَّسَتْ قَبْلَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ كِتَابَةِ بُولُسَ هذَا ٱلسِّفْرَ نَحْوَ سَنَةِ ٥٦ ب‌م.‏ (‏رو ١:‏٨‏)‏ فَمِمَّنْ تَأَلَّفَتْ تِلْكَ ٱلْجَمَاعَةُ؟‏

٧ كَانَ ٱلْبَعْضُ مِنْ خَلْفِيَّةٍ يَهُودِيَّةٍ.‏ مَثَلًا،‏ بِمَا أَنَّ بُولُسَ قَالَ عَنْ أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ إِنَّهُمَا ‹نَسِيبَاهُ›،‏ فَلَا بُدَّ أَنَّهُمَا كَانَا يَهُودِيَّيْنِ.‏ كَمَا كَانَ صَانِعُ ٱلْخِيَامِ أَكِيلَا وَزَوْجَتُهُ بِرِيسْكِلَّا يَهُودِيَّيْنِ يَعِيشَانِ فِي رُومَا.‏ (‏رو ٤:‏١؛‏ ٩:‏٣،‏ ٤؛‏ ١٦:‏٣،‏ ٧؛‏ اع ١٨:‏٢‏)‏ وَلكِنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ بُولُسُ كَانُوا فِي أَغْلَبِ ٱلظَّنِّ مِنَ ٱلْأُمَمِ.‏ وَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنَّ بَعْضَهُمْ كَانُوا «مِنْ بَيْتِ قَيْصَرَ»،‏ رُبَّمَا عَبِيدًا أَوْ مِنْ صِغَارِ ٱلرَّسْمِيِّينَ لَدَيْهِ.‏ —‏ في ٤:‏٢٢؛‏ رو ١:‏٥،‏ ٦؛‏ ١١:‏١٣‏.‏

٨ أَيُّ مَأْزِقٍ حَرِجٍ كَانَ فِيهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي رُومَا؟‏

٨ لَقَدْ كَانَ جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا فِي مَأْزِقٍ حَرِجٍ،‏ تَمَامًا كَمَا هُوَ حَالُنَا ٱلْيَوْمَ.‏ وَفِي هذَا ٱلصَّدَدِ قَالَ بُولُسُ:‏ «اَلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَلَيْسَ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يَعْكِسُوا مَجْدَ ٱللهِ».‏ (‏رو ٣:‏٢٣‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ كَتَبَ إِلَيْهِمْ بُولُسُ كَانُوا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلِٱعْتِرَافِ بِأَنَّهُمْ خُطَاةٌ وَٱلْإِيمَانِ بِتَدْبِيرِ ٱللهِ لِإِعْتَاقِهِمْ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ.‏

اِعْتِرَافُ ٱلْمَرْءِ بِأَنَّهُ خَاطِئٌ

٩ أَيَّةُ نَتِيجَةٍ لِلْبِشَارَةِ لَفَتَ بُولُسُ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَيْهَا؟‏

٩ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلرِّسَالَةِ إِلَى أَهْلِ رُومَا،‏ أَشَارَ بُولُسُ إِلَى ٱلنَّتِيجَةِ ٱلرَّائِعَةِ لِلْبِشَارَةِ ٱلَّتِي كَرَّرَ ذِكْرَهَا قَائِلًا:‏ «إِنِّي لَا أَخْجَلُ بِٱلْبِشَارَةِ،‏ فَهِيَ قُدْرَةُ ٱللهِ لِلْخَلَاصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ،‏ لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلًا وَأَيْضًا لِلْيُونَانِيِّ».‏ أَجَلْ،‏ كَانَ ٱلْخَلَاصُ مُمْكِنًا شَرْطَ أَنْ يُعْرِبَ ٱلْمَرْءُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ،‏ ٱنْسِجَامًا مَعَ ٱلْحَقِيقَةِ ٱلرَّاسِخَةِ ٱلْمُقْتَبَسَةِ مِنْ حَبَقُّوق ٢:‏٤‏:‏ «أَمَّا ٱلْبَارُّ فَبِٱلْإِيمَانِ يَحْيَا».‏ * (‏رو ١:‏١٦،‏ ١٧؛‏ غل ٣:‏١١؛‏ عب ١٠:‏٣٨‏)‏ وَلكِنْ كَيْفَ تَرْتَبِطُ ٱلْبِشَارَةُ ٱلَّتِي تُؤَدِّي إِلَى ٱلْخَلَاصِ بِوَاقِعِ أَنَّ «ٱلْجَمِيعَ أَخْطَأُوا»؟‏

١٠،‏ ١١ لِمَ يَبْدُو مَفْهُومُ ٱلْآيَةِ فِي رُومَا ٣:‏٢٣ غَرِيبًا عَنْ بَعْضِ ٱلنَّاسِ وَمَقْبُولًا لَدَى غَيْرِهِمْ؟‏

١٠ قَبْلَ أَنْ يُنَمِّيَ ٱلْمَرْءُ ٱلْإِيمَانَ ٱلْمُنْقِذَ لِلْحَيَاةِ،‏ عَلَيْهِ أَنْ يَعْتَرِفَ بِأَنَّهُ خَاطِئٌ.‏ وَهذَا ٱلْمَفْهُومُ لَيْسَ غَرِيبًا عَنِ ٱلَّذِينَ تَرَبَّوْا عَلَى ٱلْإِيمَانِ بِٱللهِ وَهُمْ مُطَّلِعُونَ إِلَى حَدٍّ مَا عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ جامعة ٧:‏٢٠‏.‏‏)‏ وَسَوَاءٌ كَانُوا مُقْتَنِعِينَ بِأَنَّهُمْ خُطَاةٌ أَوْ لَا،‏ فَلَدَيْهِمْ عَلَى ٱلْأَقَلِّ فِكْرَةٌ عَمَّا قَصَدَهُ بُولُسُ حِينَ قَالَ إِنَّ «ٱلْجَمِيعَ أَخْطَأُوا».‏ (‏رو ٣:‏٢٣‏)‏ إِلَّا أَنَّنَا قَدْ نَلْتَقِي أَثْنَاءَ خِدْمَتِنَا عَدِيدِينَ لَا يَفْهَمُونَ هذِهِ ٱلْعِبَارَةَ.‏

١١ فَفِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ،‏ لَا يَنْشَأُ ٱلْمَرْءُ عَلَى ٱلِٱعْتِقَادِ بِأَنَّهُ وُلِدَ خَاطِئًا،‏ أَيْ أَنَّهُ وَرِثَ ٱلْخَطِيَّةَ.‏ وَرُبَّمَا يُدْرِكُ أَنَّهُ يَرْتَكِبُ ٱلْأَغْلَاطَ،‏ وَيُعْرِبُ عَنْ صِفَاتٍ غَيْرِ مَرْغُوبٍ فِيهَا،‏ وَيُسِيءُ ٱلتَّصَرُّفَ أَحْيَانًا.‏ كَمَا يُلَاحِظُ أَنَّ وَضْعَ ٱلْآخَرِينَ مُشَابِهٌ لِوَضْعِهِ.‏ وَلكِنْ بِسَبَبِ خَلْفِيَّتِهِ،‏ لَا يَعي تَمَامًا لِمَ هُوَ وَغَيْرُهُ عَلَى هذِهِ ٱلْحَالِ.‏ وَفِي بَعْضِ ٱللُّغَاتِ،‏ إِنْ قُلْتَ إِنَّ شَخْصًا مَا هُوَ خَاطِئٌ،‏ فَقَدْ يَظُنُّ ٱلْآخَرُونَ أَنَّهُ ٱرْتَكَبَ جَرِيمَةً أَوْ عَلَى ٱلْأَقَلِّ خَالَفَ بَعْضَ ٱلْقَوَاعِدِ.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ مَنْ تَرَبَّى فِي بِيئَةٍ كَهذِهِ لَنْ يَرَى نَفْسَهُ خَاطِئًا بِٱلْمَعْنَى ٱلَّذِي قَصَدَهُ بُولُسُ.‏

١٢ لِمَاذَا لَا يُؤْمِنُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلْجَمِيعَ خُطَاةٌ؟‏

١٢ حَتَّى فِي بُلْدَانِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ كَثِيرُونَ لَا يُؤْمِنُونَ أَنَّهُمْ خُطَاةٌ.‏ لِمَاذَا؟‏ مَعَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَذْهَبُونَ إِلَى ٱلْكَنَائِسِ أَحْيَانًا،‏ فَهُمْ يَعْتَبِرُونَ رِوَايَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ مُجَرَّدَ خُرَافَةٍ أَوْ أُسْطُورَةٍ.‏ أَمَّا آخَرُونَ فَقَدْ تَرَعْرَعُوا فِي بِيئَةٍ لَا تُبَالِي بِٱلدِّينِ.‏ فَصَارُوا يَشُكُّونَ فِي وُجُودِ ٱللهِ،‏ وَلِذلِكَ لَا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ كَائِنًا أَسْمَى يَضَعُ ٱلْمَقَايِيسَ ٱلْأَدَبِيَّةَ لِلْبَشَرِ وَأَنَّ ٱلْفَشَلَ فِي ٱلتَّقَيُّدِ بِهَا هُوَ خَطِيَّةٌ.‏ فَهُمْ يُشْبِهُونَ أُولئِكَ ٱلْعَائِشِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ وَصَفَهُمْ بُولُسُ أَنَّهُمْ ‹بِلَا رَجَاءٍ› وَ «مِنْ دُونِ ٱللهِ فِي ٱلْعَالَمِ».‏ —‏ اف ٢:‏١٢‏.‏

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ مَا هُوَ ٱلسَّبَبُ ٱلْأَوَّلُ ٱلَّذِي يَجْعَلُ ٱلْخُطَاةَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱللهِ بِلَا عُذْرٍ؟‏ (‏ب)‏ إِلَامَ أَدَّى عَدَمُ ٱلْإِيمَانِ بِكَثِيرِينَ؟‏

١٣ قَدَّمَ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ رُومَا سَبَبَيْنِ يُبْرِزَانِ لِمَ هذِهِ ٱلْخَلْفِيَّةُ لَيْسَتْ عُذْرًا لَا آنَذَاكَ وَلَا ٱلْيَوْمَ.‏ اَلسَّبَبُ ٱلْأَوَّلُ هُوَ أَنَّ ٱلْخَلِيقَةَ تَشْهَدُ عَلَى وُجُودِ خَالِقٍ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ روما ١:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏‏)‏ وَهذَا يَنْسَجِمُ مَعَ مَا كَتَبَهُ بُولُسُ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ وَهُوَ فِي رُومَا:‏ «كُلُّ بَيْتٍ يَبْنِيهِ أَحَدٌ،‏ وَلٰكِنَّ بَانِيَ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ ٱللهُ».‏ (‏عب ٣:‏٤‏)‏ إِنَّ هذِهِ ٱلْحُجَّةَ تُثْبِتُ أَنَّ خَالِقًا بَنَى أَوْ أَوْجَدَ ٱلْكَوْنَ بِأَسْرِهِ.‏

١٤ وَهكَذَا،‏ كَانَ لَدَى بُولُسَ أَسَاسٌ مَتِينٌ كَيْ يَكْتُبَ إِلَى أَهْلِ رُومَا أَنَّ كُلَّ مَنْ عَبَدُوا تَمَاثِيلَ لَا حَيَاةَ فِيهَا،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْقُدَمَاءُ،‏ هُمْ «بِلَا عُذْرٍ».‏ وَٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ يُقَالُ فِي ٱلَّذِينَ أَسْلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَى مُمَارَسَاتٍ جِنْسِيَّةٍ خَلِيعَةٍ تُخَالِفُ ٱلِٱسْتِعْمَالَ ٱلطَّبِيعِيَّ لِأَجْسَادِ ٱلذُّكُورِ وَٱلْإِنَاثِ.‏ (‏رو ١:‏٢٢-‏٢٧‏)‏ وَبِٱلصَّوَابِ ٱسْتَنْتَجَ بُولُسُ أَنَّ «ٱلْيَهُودَ وَٱلْيُونَانِيِّينَ أَيْضًا .‏ .‏ .‏ هُمْ جَمِيعًا تَحْتَ ٱلْخَطِيَّةِ».‏ —‏ رو ٣:‏٩‏.‏

‏‹شَاهِدٌ› دَاخِلِيٌّ

١٥ مَنْ لَدَيْهِمْ مَلَكَةُ ٱلضَّمِيرِ،‏ وَمَا تَأْثِيرُهَا عَلَيْهِمْ؟‏

١٥ يُحَدِّدُ سِفْرُ رُومَا سَبَبًا آخَرَ يُظْهِرُ لِمَ يَنْبَغِي لِلنَّاسِ أَنْ يَعْتَرِفُوا بِأَنَّهُمْ خُطَاةٌ وَيَحْتَاجُونَ إِلَى سَبِيلٍ لِلْخُرُوجِ مِنْ هذَا ٱلْمَأْزِقِ ٱلْحَرِجِ.‏ فَفِي مَا يَخْتَصُّ بِمَجْمُوعَةِ ٱلشَّرَائِعِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا ٱللهُ لِإِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «جَمِيعُ ٱلَّذِينَ أَخْطَأُوا وَهُمْ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ فَبِٱلشَّرِيعَةِ يُدَانُونَ».‏ (‏رو ٢:‏١٢‏)‏ وَإِذْ تَابَعَ تَحْلِيلَهُ،‏ أَوْضَحَ أَنَّ ٱلْأُمَمَ ٱلَّذِينَ يَجْهَلُونَ ٱلشَّرَائِعَ ٱلْإِلهِيَّةَ غَالِبًا مَا ‹يَفَعَلُونَ بِٱلطَّبِيعَةِ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ›.‏ فَلِمَاذَا يُحَرِّمُ مِثْلُ هؤُلَاءِ عُمُومًا سِفَاحَ ٱلْقُرْبَى وَٱلْقَتْلَ وَٱلسَّرِقَةَ؟‏ ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّ ٱلسَّبَبَ هُوَ ضَمَائِرُهُمْ.‏ —‏ اِقْرَأْ روما ٢:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

١٦ لِمَاذَا ٱمْتِلَاكُ ٱلْمَرْءِ ضَمِيرًا لَا يَعْنِي بِٱلضَّرُورَةِ أَنَّهُ لَنْ يُخْطِئَ؟‏

١٦ لكِنَّكَ تَعْلَمُ بِٱلطَّبْعِ أَنَّ ٱمْتِلَاكَ ٱلْمَرْءِ ضَمِيرًا يُؤَدِّي وَظِيفَتَهُ كَشَاهِدٍ دَاخِلِيٍّ لَا يَعْنِي بِٱلضَّرُورَةِ أَنَّهُ سَيُصْغِي إِلَى صَوْتِهِ.‏ وَمَا حَدَثَ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ هُوَ مِثَالٌ عَلَى ذلِكَ.‏ فَرَغْمَ أَنَّ ٱللهَ وَهَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مَلَكَةَ ٱلضَّمِيرِ وَأَعْطَاهُمْ شَرَائِعَ مُحَدَّدَةً تَنْهَى عَنِ ٱلسَّرِقَةِ وَٱلزِّنَى،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ كَثِيرًا مَا خَالَفُوا ضَمَائِرَهُمْ وَشَرِيعَةَ يَهْوَهَ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ.‏ (‏رو ٢:‏٢١-‏٢٣‏)‏ لِذلِكَ،‏ كَانَ ذَنْبُهُمْ مُضَاعَفًا وَكَانُوا بِٱلتَّالِي خُطَاةً،‏ لَيْسَ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يَبْلُغُوا مَقَايِيسَ ٱللهِ وَيَفْعَلُوا مَشِيئَتَهُ.‏ وَهذَا مَا دَمَّرَ عَلَاقَتَهُمْ بِصَانِعِهِمْ.‏ —‏ لا ١٩:‏١١؛‏ ٢٠:‏١٠؛‏ رو ٣:‏٢٠‏.‏

١٧ أَيُّ تَشْجِيعٍ نَسْتَمِدُّهُ مِنْ سِفْرِ رُومَا؟‏

١٧ قَدْ يَرْسُمُ مَا تَأَمَّلْنَا فِيهِ مِنْ سِفْرِ رُومَا صُورَةً قَاتِمَةً عَنْ وَضْعِ ٱلْبَشَرِ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ نَحْنُ.‏ لكِنَّ بُولُسَ لَمْ يَتَوَقَّفْ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ.‏ فَقَدِ ٱقْتَبَسَ كَلِمَاتِ دَاوُدَ فِي ٱلْمَزْمُور ٣٢:‏١،‏ ٢ قَائِلًا:‏ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ عُفِيَ عَنْ تَعَدِّيَاتِهِمْ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلَّذِينَ سُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ.‏ سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي لَنْ يَحْسُبَ يَهْوَهُ خَطِيَّتَهُ أَبَدًا».‏ (‏رو ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ دَبَّرَ ٱللهُ وَسِيلَةً شَرْعِيَّةً لِغُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا.‏

بِشَارَةٌ تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ يَسُوعَ

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ أَيُّ جَانِبٍ مِنَ ٱلْبِشَارَةِ رَكَّزَ عَلَيْهِ بُولُسُ فِي سِفْرِ رُومَا؟‏ (‏ب)‏ بِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَعْتَرِفَ إِذَا أَرَدْنَا نَيْلَ بَرَكَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

١٨ إِنَّ مَعْرِفَةَ مَا أَعَدَّهُ ٱللهُ لِغُفْرَانِ خَطَايَانَا لَهِيَ حَقًّا بِشَارَةٌ رَائِعَةٌ.‏ وَهذَا يُعِيدُنَا إِلَى ٱلْجَانِبِ ٱلَّذِي أَبْرَزَهُ بُولُسُ مِنَ ٱلْبِشَارَةِ.‏ فَكَمَا ذُكِرَ سَابِقًا،‏ كَتَبَ:‏ «لَا أَخْجَلُ بِٱلْبِشَارَةِ،‏ فَهِيَ قُدْرَةُ ٱللهِ لِلْخَلَاصِ».‏ —‏ رو ١:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

١٩ وَهذِهِ ٱلْبِشَارَةُ تَمَحْوَرَتْ حَوْلَ دَوْرِ يَسُوعَ فِي إِتْمَامِ قَصْدِ ٱللهِ.‏ فَقَدْ تَحَدَّثَ بُولُسُ عَنِ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ «يَدِينُ ٱللهُ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ خَفَايَا ٱلنَّاسِ،‏ بِحَسَبِ ٱلْبِشَارَةِ».‏ (‏رو ٢:‏١٦‏)‏ لكِنَّهُ بِذلِكَ لَمْ يُقَلِّلْ مِنْ شَأْنِ «مَلَكُوتِ ٱلْمَسِيحِ وَٱللهِ» أَوْ مَا سَيَفْعَلُهُ ٱللهُ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏اف ٥:‏٥‏)‏ بَلْ أَظْهَرَ أَنَّهُ إِذَا أَرَدْنَا ٱلْعَيْشَ وَٱلتَّمَتُّعَ بِٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي سَتَسُودُ فِي ظِلِّ مَلَكُوتِ ٱللهِ،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَعْتَرِفَ (‏١)‏ بِوَضْعِنَا كَخُطَاةٍ فِي نَظَرِ ٱللهِ وَ (‏٢)‏ بِحَاجَتِنَا إِلَى مُمَارَسَةِ ٱلْإِيمَانِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ كَيْ نَنَالَ غُفْرَانَ خَطَايَانَا.‏ فَعِنْدَمَا يَفْهَمُ ٱلْمَرْءُ وَيَقْبَلُ هذَيْنِ ٱلْأَمْرَيْنِ ٱلْمُتَعَلِّقَيْنِ بِقَصْدِ ٱللهِ وَيَرَى ٱلرَّجَاءَ ٱلَّذِي يُتِيحُهُ ذلِكَ لَهُ،‏ سَيَهْتِفُ حَتْمًا:‏ «مَا أَرْوَعَ هذِهِ ٱلْبِشَارَةَ!‏».‏

٢٠،‏ ٢١ لِمَ يَنْبَغِي أَثْنَاءَ خِدْمَتِنَا أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا ٱلْبِشَارَةَ ٱلَّتِي شَدَّدَ عَلَيْهَا بُولُسُ فِي سِفْرِ رُومَا،‏ وَمَا هِيَ ٱلنَّتَائِجُ ٱلْمُحْتَمَلَةُ؟‏

٢٠ لَا رَيْبَ أَنَّهُ عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا هذَا ٱلْجَانِبَ مِنَ ٱلْبِشَارَةِ أَثْنَاءَ خِدْمَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَبِٱلْإِشَارَةِ إِلَى يَسُوعَ،‏ ٱقْتَبَسَ بُولُسُ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا قَائِلًا:‏ «كُلُّ مَنْ يُؤَسِّسُ إِيمَانَهُ عَلَيْهِ لَنْ يَخِيبَ».‏ (‏رو ١٠:‏١١؛‏ اش ٢٨:‏١٦‏)‏ إِنَّ ٱلْمُطَّلِعِينَ إِلَى حَدٍّ مَا عَلَى مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ لَدَيْهِمْ فِكْرَةٌ عَامَّةٌ عَنْ دَوْرِ يَسُوعَ.‏ أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى آخَرِينَ فَهذَا ٱلْمَفْهُومُ جَدِيدٌ تَمَامًا،‏ أَمْرٌ يَجْهَلُونَهُ أَوْ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ عُمُومًا فِي حَضَارَتِهِمْ.‏ لِذلِكَ،‏ فِيمَا يَبْنِي أَمْثَالُ هؤُلَاءِ ٱلْإِيمَانَ بِٱللهِ وَٱلثِّقَةَ بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُوضِحَ لَهُمْ مَا هُوَ دَوْرُ يَسُوعَ.‏ وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ ٱلْإِصْحَاحَ ٥ مِنْ سِفْرِ رُومَا ٱلَّذِي يَشْرَحُ هذَا ٱلْجَانِبَ مِنَ ٱلْبِشَارَةِ.‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ سَيُفِيدُكَ هذَا ٱلدَّرْسُ فِي خِدْمَتِكَ.‏

٢١ كَمْ نَشْعُرُ بِٱلِٱكْتِفَاءِ حِينَ نُسَاعِدُ ذَوِي ٱلْقُلُوبِ ٱلْمُسْتَقِيمَةِ أَنْ يَفْهَمُوا ٱلْبِشَارَةَ ٱلْوَارِدَةَ تَكْرَارًا فِي سِفْرِ رُومَا،‏ ٱلْبِشَارَةَ ٱلَّتِي «هِيَ قُدْرَةُ ٱللهِ لِلْخَلَاصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ»!‏ (‏رو ١:‏١٦‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ كَمْ نَفْرَحُ لَدَى سَمَاعِنَا ٱلْآخَرِينَ يُرَدِّدُونَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي ٱقْتَبَسَهَا بُولُسُ فِي رُومَا ١٠:‏١٥‏:‏ «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ ٱلْمُبَشِّرِينَ بِٱلْخَيْرَاتِ»!‏ —‏ اش ٥٢:‏٧‏.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 5‏ تَرِدُ عِبَارَاتٌ مُمَاثِلَةٌ فِي أَسْفَارٍ أُخْرَى مُوحًى بِهَا.‏ —‏ مر ١:‏١؛‏ اع ٥:‏٤٢؛‏ ١ كو ٩:‏١٢؛‏ في ١:‏٢٧‏.‏

^ ‎الفقرة 9‏ اِقْتَبَسَ بُولُسُ مِنَ ٱلتَّرْجَمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ اَلسَّبْعِينِيَّةُ،‏ حَيْثُ تَخْتَلِفُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱخْتِلَافًا طَفِيفًا عَنِ ٱلنَّصِّ ٱلْعِبْرَانِيِّ.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• أَيُّ جَانِبٍ مِنَ ٱلْبِشَارَةِ يُبْرِزُهُ سِفْرُ رُومَا؟‏

‏• أَيَّةُ حَقِيقَةٍ يَجِبُ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى فَهْمِهَا؟‏

‏• كَيْفَ تَكُونُ «ٱلْبِشَارَةُ عَنِ ٱلْمَسِيحِ» بَرَكَةً لَنَا وَلِلْآخَرِينَ أَيْضًا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[النبذة في الصفحة ٨]‏

شَمَلَتِ ٱلْبِشَارَةُ ٱلَّتِي شَدَّدَ عَلَيْهَا بُولُسُ فِي سِفْرِ رُومَا دَوْرَ يَسُوعَ ٱلْحَيَوِيَّ فِي قَصْدِ ٱللهِ

‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

نَحْنُ جَمِيعًا وُلِدْنَا بِعَيْبٍ مُمِيتٍ:‏ اَلْخَطِيِّةُ