الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«ارعوا رعية الله التي في عهدتكم»‏

‏«ارعوا رعية الله التي في عهدتكم»‏

‏«اِرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِكُمْ»‏

‏«اِرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِكُمْ،‏ لَا كَرْهًا،‏ بَلْ طَوْعًا».‏ —‏ ١ بط ٥:‏٢‏.‏

١ لِمَ أَرَادَ بُطْرُسُ أَنْ يُشَدِّدَ عَزْمَ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عِنْدَمَا كَتَبَ إِلَيْهِمْ رِسَالَتَهُ ٱلْأُولَى؟‏

كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ رِسَالَتَهُ ٱلْأُولَى قَبْلَ وَقْتٍ قَصِيرٍ مِنْ إِطْلَاقِ نَيْرُونَ حَمْلَةَ ٱلِٱضْطِهَادِ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا.‏ فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يُشَدِّدَ عَزْمَ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِأَنَّ إِبْلِيسَ كَانَ «يَجُولُ» طَالِبًا أَنْ يَلْتَهِمَهُمْ.‏ وَلِلثَّبَاتِ فِي وَجْهِهِ،‏ لَزِمَ أَنْ ‹يَكُونُوا وَاعِينَ› وَ ‹يَتَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ ٱللهِ ٱلْقَدِيرَةِ›.‏ (‏١ بط ٥:‏٦،‏ ٨‏)‏ كَمَا أَنَّهُمُ ٱحْتَاجُوا إِلَى ٱلْبَقَاءِ مُوَحَّدِينَ.‏ فَكَانَ يَنْبَغِي أَلَّا ‹يَنْهَشُوا وَيَلْتَهِمُوا› وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ لِئَلَّا ‹يُفْنِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا›.‏ —‏ غل ٥:‏١٥‏.‏

٢،‏ ٣ ضِدَّ مَنْ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مُصَارَعَتُنَا،‏ وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلسِّلْسِلَةِ؟‏

٢ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ نَمُرُّ بِظُرُوفٍ مُمَاثِلَةٍ.‏ فَإِبْلِيسُ يَبْحَثُ عَنْ فُرَصٍ لِٱلْتِهَامِنَا.‏ (‏رؤ ١٢:‏١٢‏)‏ وَيَلُوحُ أَمَامَنَا «ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ مُنْذُ بَدْءِ ٱلْعَالَمِ».‏ (‏مت ٢٤:‏٢١‏)‏ فَمِثْلَمَا كَانَ عَلَى مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنْ يَحْتَرِسُوا مِنَ ٱلْمُشَاجَرَةِ فِي مَا بَيْنَهُمْ،‏ كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ نَحْنُ أَيْضًا.‏ وَلِتَحْقِيقِ هذَا ٱلْغَرَضِ،‏ نَحْتَاجُ أَحْيَانًا إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱلشُّيُوخِ.‏

٣ لِذَا،‏ سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلشُّيُوخِ أَنْ يَزِيدُوا تَقْدِيرَهُمْ لِٱمْتِيَازِ رِعَايَةِ ‹رَعِيَّةِ ٱللهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِمْ›.‏ (‏١ بط ٥:‏٢‏)‏ ثُمَّ سَنَتَأَمَّلُ فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلْمُلَائِمَةِ لِلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلرِّعَايَةِ هذَا.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَتَفَحَّصُ كَيْفَ يُمْكِنُ لِأَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ ‹يُقَدِّرُوا ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ وَيُشْرِفُونَ عَلَى› ٱلرَّعِيَّةِ.‏ (‏١ تس ٥:‏١٢‏)‏ فَمُعَالَجَتُنَا هذِهِ ٱلْمَسَائِلَ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ مَوْقِفٍ ثَابِتٍ فِي وَجْهِ خَصْمِنَا ٱلرَّئِيسِيِّ،‏ مُدْرِكِينَ أَنَّ مُصَارَعَتَنَا هِيَ ضِدُّهُ هُوَ.‏ —‏ اف ٦:‏١٢‏.‏

اِرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ

٤،‏ ٥ أَيَّةُ نَظْرَةٍ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ يَنْبَغِي أَنْ يَمْتَلِكَهَا ٱلشُّيُوخُ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

٤ شَجَّعَ بُطْرُسُ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ عَلَى تَبَنِّي نَظْرَةِ ٱللهِ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ ٱلَّتِي ٱؤْتُمِنُوا عَلَيْهَا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ بطرس ٥:‏١،‏ ٢‏.‏‏)‏ وَمَعَ أَنَّهُ ٱعْتُبِرَ أَحَدَ أَعْمِدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ لَمْ يُكَلِّمِ ٱلشُّيُوخَ بِتَعَالٍ بَلْ حَضَّهُمْ كَرُفَقَاءَ لَهُ.‏ (‏غل ٢:‏٩‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ تَتَحَلَّى ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ بِٱلرُّوحِ عَيْنِهَا حِينَ تَحُثُّ شُيُوخَ ٱلْجَمَاعَاتِ أَنْ يَسْعَوْا إِلَى تَحَمُّلِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلْمُلْقَاةِ عَلَى عَاتِقِهِمْ أَنْ يَرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ.‏

٥ كَتَبَ بُطْرُسُ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلشُّيُوخِ أَنْ ‹يَرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِمْ›.‏ فَقَدْ كَانَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّ ٱلرَّعِيَّةَ هِيَ لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ فَهُمْ سَيُؤَدُّونَ حِسَابًا عَنْ كَيْفِيَّةِ إِنْجَازِ عَمَلِهِمْ أَنْ يَسْهَرُوا عَلَى خِرَافِ ٱللهِ.‏ لِنَفْرِضْ مَثَلًا أَنَّ أَحَدَ أَصْدِقَائِكَ ٱلْمُقَرَّبِينَ طَلَبَ مِنْكَ ٱلِٱعْتِنَاءَ بِأَوْلَادِهِ فِي غِيَابِهِ.‏ أَفَلَا تَنْتَبِهُ لَهُمْ جَيِّدًا وَتَهْتَمُّ بِإِطْعَامِهِمْ؟‏ وَإِذَا مَرِضَ أَحَدُهُمْ،‏ أَفَلَا تَحْرِصُ أَنْ يَلْقَى ٱلْعِنَايَةَ ٱلطِّبِّيَّةَ ٱللَّازِمَةَ؟‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ عَلَى شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَاتِ أَنْ ‹يَرْعَوْا جَمَاعَةَ ٱللهِ ٱلَّتِي ٱشْتَرَاهَا بِدَمِ ٱبْنِهِ›.‏ (‏اع ٢٠:‏٢٨‏)‏ فَهُمْ يُبْقُونَ فِي بَالِهِمْ أَنَّ كُلًّا مِنَ ٱلْخِرَافِ ٱشْتُرِيَ بِدَمِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ ٱلْكَرِيمِ.‏ وَبِمَا أَنَّهُمْ سَيُؤَدُّونَ حِسَابًا لِلهِ،‏ فَهُمْ يُطْعِمُونَ ٱلرَّعِيَّةَ وَيَحْمُونَهَا وَيَعْتَنُونَ بِهَا.‏

٦ عَلَامَ ٱنْطَوَتْ مَسْؤُولِيَّةُ ٱلرُّعَاةِ قَدِيمًا؟‏

٦ فَكِّرْ فِي مَسْؤُولِيَّاتِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْحَرْفِيِّينَ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَقَدْ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَحَمَّلُوا حَرَّ ٱلنَّهَارِ وَبَرْدَ ٱللَّيْلِ كَيْ يَعْتَنُوا بِقُطْعَانِهِمْ.‏ (‏تك ٣١:‏٤٠‏)‏ حَتَّى إِنَّهُمْ خَاطَرُوا بِحَيَاتِهِمْ لِحِمَايَةِ ٱلْخِرَافِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ أَنْقَذَ ٱلرَّاعِي ٱلْفَتِيُّ دَاوُدُ قَطِيعَهُ مِنَ ٱلْوُحُوشِ ٱلْبَرِّيَّةِ،‏ بِمَا فِيهَا أَسَدٌ وَدُبٌّ.‏ قَالَ عَنْ كُلٍّ مِنْهُمَا:‏ «أَمْسَكْتُ بِلِحْيَتِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ».‏ (‏١ صم ١٧:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ فَيَا لَهُ مِنْ عَمَلٍ شُجَاعٍ!‏ هَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ كَانَ دَاوُدُ قَرِيبًا مِنْ فَكَّيِ ٱلْوَحْشِ؟‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ لَمْ يَمْتَنِعْ عَنْ إِنْقَاذِ خِرَافِهِ.‏

٧ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلشُّيُوخِ أَنْ يَنْتَزِعُوا ٱلْخِرَافَ مِنْ فَكَّيِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

٧ وَفِي أَيَّامِنَا أَيْضًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ يَحْتَرِسَ ٱلشُّيُوخُ مِنْ هَجَمَاتِ إِبْلِيسَ ٱلشَّبِيهَةِ بِهَجَمَاتِ ٱلْأَسَدِ.‏ وَقَدْ يَتَطَلَّبُ هذَا ٱلْأَمْرُ مِنْهُمْ عَمَلًا شُجَاعًا:‏ اِنْتِزَاعُ ٱلْخِرَافِ مِنْ فَكَّيْ إِبْلِيسَ.‏ فَرُبَّمَا يَتَنَاقَشُونَ مَعَ ٱلْإِخْوَةِ غَيْرِ ٱلْحَذِرِينَ ٱلَّذِينَ تَرُوقُ لَهُمْ أَشْرَاكُ ٱلشَّيْطَانِ بُغْيَةَ إِنْقَاذِهِمْ مِنْهَا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ يهوذا ٢٢،‏ ٢٣‏.‏‏)‏ لكِنَّهُمْ بِٱلطَّبْعِ يَتَّكِلُونَ فِي ذلِكَ عَلَى مُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ.‏ فَهُمْ يُعَالِجُونَ ٱلْخَرُوفَ ٱلْمَجْرُوحَ بِرِقَّةٍ،‏ مُضَمِّدِينَ وَمُدَاوِينَ جِرَاحَهُ بِبَلْسَمِ كَلِمَةِ ٱللهِ ٱلشَّافِي.‏

٨ إِلَى أَيْنَ يُرْشِدُ ٱلشُّيُوخُ ٱلرَّعِيَّةَ،‏ وَكَيْفَ؟‏

٨ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ كَانَ ٱلرَّاعِي ٱلْحَرْفِيُّ يَقُودُ قَطِيعَهُ إِلَى مَرَاعٍ خِصْبَةٍ وَمَوَارِدِ مِيَاهٍ عَذْبَةٍ.‏ كَذلِكَ ٱلْأَمْرُ ٱلْيَوْمَ،‏ يُرْشِدُ ٱلشُّيُوخُ ٱلرَّعِيَّةَ إِلَى كَنَفِ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ مُشَجِّعِينَ إِيَّاهُمْ عَلَى حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ بُغْيَةَ ٱلتَّغَذِّي جَيِّدًا وَنَيْلِ «طَعَامِهِمْ فِي حِينِهِ».‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ وَقَدْ يَحْتَاجُونَ إِلَى قَضَاءِ وَقْتٍ إِضَافِيٍّ لِيُسَاعِدُوا ٱلْمَرْضَى رُوحِيًّا أَنْ يَقْبَلُوا ٱلْغِذَاءَ ٱلَّذِي تُوَفِّرُهُ كَلِمَةُ ٱللهِ.‏ وَفِي حَالِ كَانَ خَرُوفٌ ضَالٌّ يُحَاوِلُ ٱلْعَوْدَةَ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ،‏ فَهُمْ لَا يُؤَنِّبُونَهُ بَلْ يَشْرَحُونَ لَهُ بِلُطْفٍ مَبَادِئَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَيُظْهِرُونَ لَهُ كَيْفَ يُمْكِنُهُ تَطْبِيقُهَا فِي حَيَاتِهِ.‏

٩،‏ ١٠ كَيْفَ يَنْبَغِي لِلشُّيُوخِ أَنْ يَعْتَنُوا بِٱلسُّقَمَاءِ رُوحِيًّا؟‏

٩ عِنْدَمَا تَكُونُ مَرِيضًا،‏ أَيَّ طَبِيبٍ تُفَضِّلُ أَنْ تَسْتَشِيرَ؟‏ هَلْ تَقْصِدُ ٱلَّذِي لَا يَقْضِي إِلَّا ٱلْقَلِيلَ مِنَ ٱلْوَقْتِ فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَيْكَ ثُمَّ يُسَارِعُ إِلَى وَصْفِ ٱلْعِلَاجِ لِكَيْ يَتَسَنَّى لَهُ أَنْ يُعَايِنَ ٱلْمَرِيضَ ٱلتَّالِيَ؟‏ أَمْ إِنَّكَ تُفَضِّلُ ٱسْتِشَارَةَ طَبِيبٍ يُصْغِي إِلَيْكَ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ،‏ يَشْرَحُ لَكَ مَا بِكَ،‏ وَيُخْبِرُكَ بِٱلْعِلَاجَاتِ ٱلْمُمْكِنَةِ؟‏

١٠ إِنَّ ٱلشُّيُوخَ يُصْغُونَ إِلَى ٱلشَّخْصِ ٱلْمَرِيضِ رُوحِيًّا وَيُدَاوُونَ جِرَاحَهُ،‏ وَهكَذَا يَكُونُونَ كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ ‹يَدْهُنُونَهُ بِزَيْتٍ بِٱسْمِ يَهْوَهَ›.‏ ‏(‏اِقْرَأْ يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏‏)‏ فَكَلِمَةُ ٱللهِ تُسَكِّنُ آلَامَ ٱلسَّقِيمِ كَبَلَسَانِ جِلْعَادَ.‏ (‏ار ٨:‏٢٢؛‏ حز ٣٤:‏١٦‏)‏ فَتَطْبِيقُ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُسَاعِدُ ٱلْمُتَقَلْقِلَ عَلَى ٱسْتِعَادَةِ ٱتِّزَانِهِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ أَجَلْ،‏ إِنَّ ٱلشُّيُوخَ هُمْ مَصْدَرُ عَوْنٍ كَبِيرٍ عِنْدَمَا يُصْغُونَ إِلَى مَخَاوِفِ ٱلْخَرُوفِ ٱلسَّقِيمِ وَيُصَلُّونَ مَعَهُ.‏

اَلرِّعَايَةُ لَا كَرْهًا،‏ بَلْ طَوْعًا

١١ مَاذَا يَدْفَعُ ٱلشُّيُوخَ أَنْ يَرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ طَوْعًا؟‏

١١ ذَكَّرَ بُطْرُسُ ٱلشُّيُوخَ أَيْضًا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَقُومُوا بِعَمَلِ ٱلرِّعَايَةِ.‏ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ «لَا كَرْهًا،‏ بَلْ طَوْعًا».‏ وَلكِنْ مَا ٱلَّذِي يَدْفَعُ ٱلشُّيُوخَ إِلَى خِدْمَةِ إِخْوَتِهِمْ طَوْعًا؟‏ إِنَّهُ ٱلسَّبَبُ عَيْنُهُ ٱلَّذِي دَفَعَ بُطْرُسَ إِلَى رِعَايَةِ وَإِطْعَامِ خِرَافِ يَسُوعَ:‏ مَحَبَّتُهُ وَمَوَدَّتُهُ لِلرَّبِّ.‏ (‏يو ٢١:‏١٥-‏١٧‏)‏ فَبِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ «لَا يَحْيَا [ٱلشُّيُوخُ] فِي مَا بَعْدُ لِأَنْفُسِهِمْ،‏ بَلْ لِلَّذِي مَاتَ عَنْهُمْ».‏ (‏٢ كو ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ،‏ إِلَى جَانِبِ مَحَبَّتِهِمْ لِلهِ وَلِإِخْوَتِهِمْ،‏ تُلْزِمُهُمْ أَنْ يَخْدُمُوا ٱلرَّعِيَّةَ،‏ مُكَرِّسِينَ جُهُودَهُمْ وَمَوَارِدَهُمْ وَوَقْتَهُمْ لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ.‏ (‏مت ٢٢:‏٣٧-‏٣٩‏)‏ فَهُمْ يَقُومُونَ بِهذِهِ ٱلتَّضْحِيَاتِ لَا غَصْبًا عَنْهُمْ بَلْ طَوْعًا.‏

١٢ إِلَى أَيِّ حَدٍّ ضَحَّى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ؟‏

١٢ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ يَنْبَغِي أَنْ يُضَحِّيَ ٱلشُّيُوخُ؟‏ إِنَّهُمْ يَقْتَدُونَ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ،‏ تَمَامًا كَمَا ٱقْتَدَى هُوَ بِيَسُوعَ.‏ (‏١ كو ١١:‏١‏)‏ فَإِذْ كَانَ بُولُسُ وَرِفَاقُهُ يَحِنُّونَ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ فِي تَسَالُونِيكِي،‏ سَرَّهُمْ أَنْ يَمْنَحُوهُمْ ‹لَا بِشَارَةَ ٱللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَهُمْ أَيْضًا›.‏ وَهكَذَا صَارُوا مُتَرَفِّقِينَ عَلَيْهِمْ «كَمَا تَحْنُو ٱلْمُرْضِعَةُ عَلَى أَوْلَادِهَا».‏ (‏١ تس ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَقَدْ كَانَ بُولُسُ يُدْرِكُ مَشَاعِرَ ٱلْمُرْضِعَةِ ٱلَّتِي تَفْعَلُ أَيَّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ طِفْلِهَا حَتَّى وَلَوِ ٱضْطُرَّتْ أَنْ تَسْتَيْقِظَ فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ لِإِطْعَامِهِ.‏

١٣ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّتَيْنِ يَلْزَمُ أَنْ يُوَازِنَ ٱلشُّيُوخُ بَيْنَهُمَا؟‏

١٣ عَلَى ٱلشُّيُوخِ أَيْضًا أَنْ يُوَازِنُوا بَيْنَ مَسْؤُولِيَّاتِهِمِ ٱلرِّعَائِيَّةِ وَٱلْتِزَامَاتِهِمْ تِجَاهَ عَائِلَتِهِمْ.‏ (‏١ تي ٥:‏٨‏)‏ فَهُمْ يُخَصِّصُونَ لِلْجَمَاعَةِ قِسْمًا مِنَ ٱلْوَقْتِ ٱلثَّمِينِ ٱلَّذِي بِإِمْكَانِهِمْ قَضَاؤُهُ مَعَ عَائِلَاتِهِمْ.‏ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِلْمُوَازَنَةِ بَيْنَ هَاتَيْنِ ٱلْمَسْؤُولِيَّتَيْنِ هِيَ دَعْوَةُ ٱلْآخَرِينَ أَحْيَانًا إِلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي عِبَادَتِهِمِ ٱلْعَائِلِيَّةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ طَوَالَ سَنَوَاتٍ،‏ كَانَ شَيْخٌ فِي ٱلْيَابَانِ ٱسْمُهُ ماساناو يَدْعُو إِلَى ٱلدَّرْسِ ٱلْعَائِلِيِّ إِخْوَةً عُزَّابًا وَعَائِلَاتٍ فِيهَا ٱلْأَبُ غَيْرُ مُؤْمِنٍ.‏ وَمَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ بَاتَ بَعْضُ ٱلَّذِينَ نَالُوا ٱلْمُسَاعَدَةَ شُيُوخًا وَٱقْتَدَوْا بِمِثَالِ ماساناو ٱلْحَسَنِ.‏

تَجَنَّبُوا ٱلرِّبْحَ غَيْرَ ٱلشَّرِيفِ،‏ ٱرْعَوُا ٱلرَّعِيَّةَ بِٱنْدِفَاعٍ

١٤،‏ ١٥ لِمَ يَجِبُ عَلَى ٱلشُّيُوخِ أَنْ يَحْتَرِسُوا مِنْ ‹مَحَبَّةِ ٱلرِّبْحِ غَيْرِ ٱلشَّرِيفِ›،‏ وَكَيْفَ يَقْتَدُونَ بِبُولُسَ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ؟‏

١٤ حَثَّ بُطْرُسُ أَيْضًا ٱلشُّيُوخَ أَنْ يَرْعَوُا ٱلرَّعِيَّةَ «لَا مَحَبَّةً لِلرِّبْحِ غَيْرِ ٱلشَّرِيفِ،‏ بَلْ بِٱنْدِفَاعٍ».‏ فَمَعَ أَنَّ مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ تَسْتَنْفِدُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِهِمْ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يَتَوَقَّعُونَ أَيَّ تَعْوِيضٍ مَادِّيٍّ مُقَابِلَ خِدْمَاتِهِمْ.‏ وَقَدْ رَأَى بُطْرُسُ ٱلْحَاجَةَ إِلَى تَحْذِيرِ رُفَقَائِهِ ٱلشُّيُوخِ مِنْ خَطَرِ رِعَايَةِ ٱلرَّعِيَّةِ ‏«مَحَبَّةً لِلرِّبْحِ غَيْرِ ٱلشَّرِيفِ».‏ وَأَبْلَغُ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ هذَا ٱلْخَطَرَ حَقِيقِيٌّ هُوَ حَيَاةُ ٱلتَّرَفِ ٱلَّتِي يَنْعَمُ بِهَا ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ فِي «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ» بِٱلتَّبَايُنِ مَعَ عِيشَةِ ٱلْفَقْرِ ٱلَّتِي يُضْطَرُّ كَثِيرُونَ أَنْ يَعِيشُوهَا.‏ (‏رؤ ١٨:‏٢،‏ ٣‏)‏ لِذَا،‏ لَدَى ٱلشُّيُوخِ سَبَبٌ وَجِيهٌ كَيْ يَحْتَرِسُوا مِنْ هذَا ٱلْمَيْلِ.‏

١٥ وَقَدْ رَسَمَ بُولُسُ مِثَالًا حَسَنًا لِلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ رَسُولًا وَبِمَقْدُورِهِ أَنْ يَفْرِضَ «عِبْئًا مُكَلِّفًا» عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي،‏ إِلَّا أَنَّهُ ‹لَمْ يَأكُلْ طَعَامًا مِنْ أَحَدٍ مَجَّانًا›.‏ بَلْ «عَمِلَ بِكَدٍّ وَتَعَبٍ لَيْلًا وَنَهَارًا».‏ (‏٢ تس ٣:‏٨‏)‏ وَفِي زَمَنِنَا،‏ يَرْسُمُ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَائِلُونَ،‏ مِثَالًا حَسَنًا فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ.‏ فَفِي حِينِ يَقْبَلُونَ ضِيَافَةَ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ ‹لَا يَضَعُونَ عِبْئًا مُكَلِّفًا› عَلَى أَحَدٍ.‏ —‏ ١ تس ٢:‏٩‏.‏

١٦ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَرْعَى ٱلشُّيُوخُ ٱلرَّعِيَّةَ «بِٱنْدِفَاعٍ»؟‏

١٦ يَرْعَى ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُحِبُّونَ ٱلرَّعِيَّةَ «بِٱنْدِفَاعٍ».‏ وَيَتَجَلَّى ٱنْدِفَاعُهُمْ هذَا فِي رُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ ٱلَّتِي يُعْرِبُونَ عَنْهَا عِنْدَمَا يُسَاعِدُونَ ٱلرَّعِيَّةَ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلِٱنْدِفَاعَ لَا يَعْنِي أَنَّهُمْ يُرْغِمُونَهُمْ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ أَوْ أَنَّهُمْ يُشَجِّعُونَهُمْ عَلَى خِدْمَتِهِ بِرُوحٍ تَنَافُسِيَّةٍ.‏ (‏غل ٥:‏٢٦‏)‏ فَٱلشُّيُوخُ يُدْرِكُونَ أَنَّ ٱلْخِرَافَ مُخْتَلِفُونَ وَاحِدُهُمْ عَنِ ٱلْآخَرِ.‏ وَهُمْ يَنْدَفِعُونَ إِلَى مُسَاعَدَتِهِمْ جَمِيعًا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ.‏

لَا تَسُودُوا عَلَى ٱلرَّعِيَّةِ،‏ بَلْ صِيرُوا أَمْثِلَةً لَهُمْ

١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ لِمَ وَاجَهَ ٱلرُّسُلُ أَحْيَانًا صُعُوبَةً فِي فَهْمِ تَعْلِيمِ يَسُوعَ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ وَضْعٍ مُمَاثِلٍ قَدْ يَكُونُ مَوْجُودًا ٱلْيَوْمَ؟‏

١٧ كَمَا نَاقَشْنَا سَابِقًا،‏ يَنْبَغِي أَنْ يُبْقِيَ ٱلشُّيُوخُ فِي بَالِهِمْ أَنَّ ٱلرَّعِيَّةَ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِمْ هِيَ لِلهِ وَلَيْسَتْ لَهُمْ.‏ لِذلِكَ يَحْرِصُونَ أَشَدَّ ٱلْحِرْصِ أَلَّا يَكُونُوا «سَائِدِينَ عَلَى مَنْ هُمْ مِيرَاثُ ٱللهِ».‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ بطرس ٥:‏٣‏.‏‏)‏ فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ ٱمْتَلَكَ رُسُلُ يَسُوعَ دَافِعًا خَاطِئًا.‏ فَقَدْ أَرَادُوا لِأَنْفُسِهِمْ مَنَاصِبَ مَرْمُوقَةً تَمَامًا كَحُكَّامِ ٱلْأُمَمِ.‏ —‏ اِقْرَأْ مرقس ١٠:‏٤٢-‏٤٥‏.‏

١٨ وَٱلْيَوْمَ،‏ مِنَ ٱلْجَيِّدِ أَنْ يَمْتَحِنَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ ‹يَبْتَغُونَ أَنْ يَكُونُوا نُظَّارًا› ٱلْأَسْبَابَ ٱلَّتِي تَدْفَعُهُمْ إِلَى ٱلِٱبْتِغَاءِ.‏ (‏١ تي ٣:‏١‏)‏ أَمَّا ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ شُيُوخًا ٱلْآنَ،‏ فَيَحْسُنُ بِهِمْ أَنْ يَسْأَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِصَرَاحَةٍ هَلْ لَدَيْهِمْ رَغْبَةٌ فِي ٱلسُّلْطَةِ أَوِ ٱلْبُرُوزِ كَمَا كَانَتْ لَدَى بَعْضِ ٱلرُّسُلِ.‏ فَإِذَا كَانَ ٱلرُّسُلُ قَدْ وَاجَهُوا صُعُوبَةً فِي هذَا ٱلْمَجَالِ،‏ فَعَلَى ٱلشُّيُوخِ دُونَ شَكٍّ أَنْ يُدْرِكُوا حَاجَتَهُمْ إِلَى بَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِتَجَنُّبِ أَيِّ مَيْلٍ عَالَمِيٍّ إِلَى ٱلتَّسَلُّطِ عَلَى ٱلْآخَرِينَ.‏

١٩ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلشُّيُوخُ لَدَى ٱتِّخَاذِهِمْ إِجْرَاءً حَازِمًا لِحِمَايَةِ ٱلرَّعِيَّةِ؟‏

١٩ طَبْعًا،‏ يَحْتَاجُ ٱلشُّيُوخُ أَحْيَانًا إِلَى ٱلِٱتِّصَافِ بِٱلْحَزْمِ،‏ كَمَا عِنْدَ حِمَايَةِ ٱلرَّعِيَّةِ مِنَ ‹ٱلذِّئَابِ ٱلْجَائِرَةِ›.‏ (‏اع ٢٠:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ فَقَدْ أَوْصَى بُولُسُ تِيطُسَ أَنْ يُدَاوِمَ «عَلَى ٱلْوَعْظِ وَٱلتَّوْبِيخِ بِسُلْطَانٍ تَامٍّ».‏ (‏تي ٢:‏١٥‏)‏ وَلكِنْ،‏ حَتَّى عِنْدَمَا يُضْطَرُّ ٱلشُّيُوخُ إِلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ حَازِمٍ،‏ يُعَامِلُونَ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمَعْنِيِّينَ بِكَرَامَةٍ.‏ فَهُمْ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ ٱلْإِقْنَاعَ بِلُطْفٍ،‏ لَا ٱلِٱنْتِقَادَ ٱلْقَاسِيَ،‏ لَهُ عُمُومًا تَأْثِيرٌ فَعَّالٌ فِي بُلُوغِ قُلُوبِ ٱلْآخَرِينَ وَحَثِّهِمْ عَلَى ٱتِّبَاعِ ٱلْمَسْلَكِ ٱلصَّائِبِ.‏

٢٠ كَيْفَ يَقْتَدِي ٱلشُّيُوخُ بِيَسُوعَ فِي رَسْمِ ٱلْمِثَالِ ٱلْحَسَنِ؟‏

٢٠ إِنَّ مِثَالَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْحَسَنَ يَدْفَعُ ٱلشُّيُوخَ إِلَى مَحَبَّةِ ٱلرَّعِيَّةِ.‏ (‏يو ١٣:‏١٢-‏١٥‏)‏ وَكَمْ تَبْتَهِجُ قُلُوبُنَا عِنْدَمَا نَقْرَأُ كَيْفَ عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَقُومُوا بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ!‏ فَمِثَالُهُ فِي ٱلتَّوَاضُعِ مَسَّ قُلُوبَهُمْ وَحَثَّهُمْ أَنْ يَسْلُكُوا ‹بِٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ مُعْتَبِرِينَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَهُمْ›.‏ (‏في ٢:‏٣‏)‏ وَعَلَى غِرَارِ هؤُلَاءِ،‏ يَنْدَفِعُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْيَوْمَ إِلَى ٱتِّبَاعِ مِثَالِ يَسُوعَ،‏ صَائِرِينَ بِدَوْرِهِمْ «أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ».‏

٢١ أَيَّةُ مُكَافَأَةٍ يَتَطَلَّعُ إِلَيْهَا ٱلشُّيُوخُ؟‏

٢١ يَخْتَتِمُ بُطْرُسُ نَصِيحَتَهُ ٱلْمُوَجَّهَةَ إِلَى ٱلشُّيُوخِ مُشِيرًا إِلَى وَعْدٍ مُسْتَقْبَلِيٍّ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ بطرس ٥:‏٤‏.‏‏)‏ فَٱلنُّظَّارُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ‹سَيَنَالُونَ تَاجَ ٱلْمَجْدِ ٱلَّذِي لَا يَذْبُلُ› مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ أَمَّا ٱلرُّعَاةُ ٱلْمُعَاوِنُونَ مِنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›،‏ فَسَيَحْظَوْنَ بِٱمْتِيَازِ رِعَايَةِ رَعِيَّةِ ٱللهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ظِلِّ حُكْمِ «رَئِيسِ ٱلرُّعَاةِ».‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ كَيْفَ يُمْكِنُ لِأَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَدْعَمُوا ٱلْمُعَيَّنِينَ لِتَوَلِّي ٱلْقِيَادَةِ.‏

عَلَى سَبِيلِ ٱلْمُرَاجَعَةِ

‏• لِمَ كَانَ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يَحُضَّ بُطْرُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلشُّيُوخَ أَنْ يَرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِمْ؟‏

‏• كَيْفَ يَنْبَغِي لِلشُّيُوخِ أَنْ يَرْعَوُا ٱلسُّقَمَاءَ رُوحِيًّا؟‏

‏• مَاذَا يَدْفَعُ ٱلشُّيُوخَ أَنْ يَرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِمْ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

كَٱلرُّعَاةِ قَدِيمًا،‏ عَلَى ٱلشُّيُوخِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَحْمُوا ‹ٱلْخِرَافَ› ٱلَّذِينَ فِي عُهْدَتِهِمْ