الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«قدروا الذين يعملون بكد بينكم»‏

‏«قدروا الذين يعملون بكد بينكم»‏

‏«قَدِّرُوا ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ بَيْنَكُمْ»‏

‏«قَدِّرُوا ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ بَيْنَكُمْ وَيُشْرِفُونَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلرَّبِّ وَيُنَبِّهُونَكُمْ».‏ —‏ ١ تس ٥:‏١٢‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ كَيْفَ كَانَ وَضْعُ جَمَاعَةِ تَسَالُونِيكِي حِينَ كَتَبَ بُولُسُ رِسَالَتَهُ ٱلْأُولَى إِلَيْهِمْ؟‏ (‏ب)‏ عَلَامَ حَثَّ بُولُسُ أَهْلَ تَسَالُونِيكِي؟‏

كَانَتْ جَمَاعَةُ تَسَالُونِيكِي إِحْدَى أُولَى جَمَاعَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّتِي تَأَسَّسَتْ فِي أُورُوبَّا.‏ وَقَدْ قَضَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَهُوَ يُشَجِّعُ ٱلْإِخْوَةَ هُنَاكَ.‏ وَمِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّهُ عَيَّنَ شُيُوخًا لِتَوَلِّي ٱلْقِيَادَةِ كَمَا فَعَلَ فِي جَمَاعَاتٍ أُخْرَى.‏ (‏اع ١٤:‏٢٣‏)‏ وَلكِنْ،‏ بَعْدَ أَنْ تَشَكَّلَتِ ٱلْجَمَاعَةُ،‏ نَظَّمَ ٱلْيَهُودُ حَشْدًا مِنَ ٱلرَّعَاعِ بُغْيَةَ طَرْدِ بُولُسَ وَسِيلَا مِنْ تَسَالُونِيكِي.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي هذِهِ ٱلْمَدِينَةِ شَعَرُوا أَنَّهُمْ مَتْرُوكُونَ،‏ وَرُبَّمَا مَذْعُورُونَ أَيْضًا.‏

٢ بَعْدَ مُغَادَرَةِ ٱلْمَدِينَةِ،‏ كَانَ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ يَقْلَقَ بُولُسُ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْحَدِيثَةِ ٱلْعَهْدِ.‏ فَحَاوَلَ ٱلْعَوْدَةَ،‏ لكِنَّ «ٱلشَّيْطَانَ ٱعْتَرَضَ» سَبِيلَهُ.‏ لِذلِكَ،‏ أَرْسَلَ تِيمُوثَاوُسَ كَيْ يُشَجِّعَ ٱلْجَمَاعَةَ.‏ (‏١ تس ٢:‏١٨؛‏ ٣:‏٢‏)‏ وَحِينَ جَلَبَ لَهُ تِيمُوثَاوُسُ أَخْبَارًا سَارَّةً عَنِ ٱلْإِخْوَةِ هُنَاكَ،‏ ٱنْدَفَعَ إِلَى كِتَابَةِ رِسَالَةٍ إِلَيْهِمْ.‏ وَمِنْ جُمْلَةِ مَا ٱحْتَوَتْهُ رِسَالَتُهُ كَانَ حَثُّهُ لَهُمْ أَنْ ‹يُقَدِّرُوا ٱلَّذِينَ يُشْرِفُونَ عَلَيْهِمْ›.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ تسالونيكي ٥:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

٣ أَيَّةُ أَسْبَابٍ دَعَتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي أَنْ يَعْتَبِرُوا ٱلشُّيُوخَ غَايَةَ ٱلِٱعْتِبَارِ؟‏

٣ لَمْ يَتَمَتَّعِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوُا ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي بِخِبْرَةٍ تُضَاهِي خِبْرَةَ بُولُسَ وَرِفَاقِهِ فِي ٱلسَّفَرِ.‏ كَمَا أَنَّهُمْ كَانُوا حَدِيثِي ٱلْإِيمَانِ بِخِلَافِ ٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ فَٱلْجَمَاعَةُ لَمْ تَكُنْ قَدْ تَأَسَّسَتْ إِلَّا مُنْذُ أَقَلَّ مِنْ سَنَةٍ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ ٱمْتَلَكَ أَعْضَاءُ هذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ أَسْبَابًا وَجِيهَةً لِيُقَدِّرُوا ٱلشُّيُوخَ وَ ‹يَعْتَبِرُوهُمْ غَايَةَ ٱلِٱعْتِبَارِ فِي ٱلْمَحَبَّةِ›.‏ فَٱلشُّيُوخُ كَانُوا «يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ»،‏ «يُشْرِفُونَ» عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَ «يُنَبِّهُونَ» ٱلْإِخْوَةَ.‏ وَٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ كَانَ سَيُسَاهِمُ أَيْضًا فِي ‹مُسَالَمَةِ ٱلْإِخْوَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا›،‏ مِثْلَمَا نَصَحَهُمْ بُولُسُ.‏ فَلَوْ كُنْتَ عُضْوًا فِي جَمَاعَةِ تَسَالُونِيكِي،‏ فَهَلْ كُنْتَ سَتُظْهِرُ تَقْدِيرَكَ ٱلْعَمِيقَ لِعَمَلِ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ؟‏ وَمَا هِيَ نَظْرَتُكَ إِلَى ‹ٱلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ› ٱلَّذِينَ يُزَوِّدُهُمُ ٱللهُ فِي جَمَاعَتِكَ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ؟‏ —‏ اف ٤:‏٨‏.‏

‏«يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ»‏

٤،‏ ٥ كَيْفَ كَانَ ٱلشُّيُوخُ فِي أَيَّامِ بُولُسَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ لِيُعَلِّمُوا ٱلْجَمَاعَةَ،‏ وَمَاذَا عَنْهُمُ ٱلْيَوْمَ؟‏

٤ كَيْفَ عَمِلَ ٱلشُّيُوخُ فِي تَسَالُونِيكِي «بِكَدٍّ» بَعْدَ أَنْ أَرْسَلُوا بُولُسَ وَسِيلَا إِلَى بِيرِيَةَ؟‏ لَا رَيْبَ أَنَّهُمْ عَلَّمُوا ٱلْجَمَاعَةَ مُسْتَخْدِمِينَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ أُسْوَةً بِبُولُسَ.‏ وَلكِنْ لَعَلَّكَ تَتَسَاءَلُ:‏ ‹هَلْ كَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي تَسَالُونِيكِي يُقَدِّرُونَ كَلِمَةَ ٱللهِ؟‏›.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُخْبِرُ أَنَّ أَهْلَ بِيرِيَةَ كَانُوا ‹أَشْرَفَ خُلُقًا مِنَ ٱلَّذِينَ فِي تَسَالُونِيكِي،‏ لِأَنَّهُمْ فَحَصُوا بِٱعْتِنَاءٍ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ يَوْمِيًّا›.‏ (‏اع ١٧:‏١١‏)‏ هذَا صَحِيحٌ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يُقَارِنُ أَهْلَ بِيرِيَةَ بِٱلْيَهُودِ ٱلتَّسَالُونِيكِيِّينَ عُمُومًا،‏ وَلَيْسَ بِٱلَّذِينَ صَارُوا مَسِيحِيِّينَ.‏ فَهؤُلَاءِ ‹قَبِلُوا كَلِمَةَ ٱللهِ لَا كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ،‏ بَلْ كَمَا هِيَ حَقًّا كَكَلِمَةِ ٱللهِ›.‏ (‏١ تس ٢:‏١٣‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلشُّيُوخَ عَمِلُوا بِكَدٍّ فِي سَبِيلِ سَدِّ ٱلْحَاجَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ لِلْجَمَاعَةِ.‏

٥ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُزَوِّدُ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ رَعِيَّةَ ٱللهِ ‹بٱلطَّعَامِ فِي حِينِهِ›.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ وَإِحْدَى ٱلطُّرُقِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا هِيَ ٱلْمَطْبُوعَاتُ ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَكَذلِكَ ٱلْأَدَوَاتُ ٱلْمُسَاعِدَةُ ٱلْأُخْرَى ٱلْمُتَوَفِّرَةُ فِي بَعْضِ ٱللُّغَاتِ مِثْلِ فِهْرِسُ مَطْبُوعَاتِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ مَكْتَبَةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَلَى أُسْطُوَانَاتٍ مُتَرَاصَّةٍ.‏ وَتَحْتَ تَوْجِيهِ ٱلْعَبْدِ،‏ يَعْمَلُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَحَلِّيُّونَ بِكَدٍّ لِيَسُدُّوا حَاجَاتِ إِخْوَتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةَ.‏ فَهُمْ يَقْضُونَ سَاعَاتٍ فِي ٱلتَّحْضِيرِ لِتَعْيِينَاتِهِمْ بُغْيَةَ تَقْدِيمِهَا فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْمَحَافِلِ بِطَرِيقَةٍ فَعَّالَةٍ.‏ فَهَلْ تُقَدِّرُ ٱلْمَجْهُودَ ٱلَّذِي يَبْذُلُونَهُ؟‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ بُولُسُ لِلشُّيُوخِ فِي تَسَالُونِيكِي؟‏ (‏ب)‏ لِمَ قَدْ يَصْعُبُ عَلَى ٱلشُّيُوخِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَقْتَدُوا بِبُولُسَ؟‏

٦ لَقَدْ تَذَكَّرَ ٱلشُّيُوخُ فِي تَسَالُونِيكِي ٱلْمِثَالَ ٱلْحَسَنَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ بُولُسُ فِي رِعَايَةِ ٱلرَّعِيَّةِ.‏ فَعَمَلُهُ هذَا لَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى مُجَرَّدِ زِيَارَةِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ بِطَرِيقَةٍ آلِيَّةٍ أَوْ بِدَافِعِ ٱلْوَاجِبِ فَقَطْ.‏ بَلْ كَمَا نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ كَانَ بُولُسُ ‹مُتَرَفِّقًا .‏ .‏ .‏،‏ كَمَا تَحْنُو ٱلْمُرْضِعَةُ عَلَى أَوْلَادِهَا›.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ تسالونيكي ٢:‏٧،‏ ٨‏.‏‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ كَانَ مُسْتَعِدًّا أَنْ ‹يَمْنَحَهُمْ نَفْسَهُ›.‏ وَكَانَ عَلَى ٱلشُّيُوخِ أَنْ يَحْذُوا حَذْوَهُ لَدَى ٱلِٱعْتِنَاءِ بِٱلرَّعِيَّةِ.‏

٧ كَذلِكَ ٱلْأَمْرُ ٱلْيَوْمَ،‏ يَقْتَدِي ٱلرُّعَاةُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِبُولُسَ عِنْدَمَا يَعْتَنُونَ بِٱلرَّعِيَّةِ بِمَحَبَّةٍ.‏ وَفِي حِينِ أَنَّ بَعْضَ ٱلْخِرَافِ لَيْسُوا لُطَفَاءَ وَوُدِّيِّينَ بِطَبِيعَتِهِمْ،‏ يُحَاوِلُ ٱلشُّيُوخُ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْ بَصِيرَةٍ وَ‹يَجِدُوا خَيْرًا›،‏ أَيْ حَسَنَاتٍ،‏ فِيهِمْ.‏ (‏ام ١٦:‏٢٠‏)‏ وَلكِنْ،‏ بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ،‏ قَدْ يُجَاهِدُ ٱلشَّيْخُ لِيَمْتَلِكَ نَظْرَةً إِيجَابِيَّةً إِلَى كُلِّ فَرْدٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَيَكُونَ مُتَرَفِّقًا نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ.‏ أَفَلَا يُمدَحُ عَلَى جُهُودِهِ هذِهِ لِيَصِيرَ رَاعِيًا صَالِحًا تَحْتَ إِشْرَافِ ٱلْمَسِيحِ؟‏

٨،‏ ٩ كَيْفَ يَبْقَى ٱلشُّيُوخُ ٱلْيَوْمَ ‹سَاهِرِينَ عَلَى نُفُوسِنَا›؟‏

٨ لَدَيْنَا جَمِيعًا سَبَبٌ ‹لِنَكُونَ مُذْعِنِينَ› لِلشُّيُوخِ.‏ فَكَمَا كَتَبَ بُولُسُ،‏ إِنَّهُمْ ‹يَبْقَوْنَ سَاهِرِينَ عَلَى نُفُوسِنَا›.‏ (‏عب ١٣:‏١٧‏)‏ تُذَكِّرُنَا هذِهِ ٱلْعِبَارَةُ بِٱلرَّاعِي ٱلْحَرْفِيِّ ٱلَّذِي يَحْرِمُ نَفْسَهُ مِنَ ٱلنَّوْمِ لِحِمَايَةِ قَطِيعِهِ.‏ بِصُورَةٍ مُشَابِهَةٍ،‏ يُضَحِّي ٱلشُّيُوخُ ٱلْيَوْمَ بِبَعْضِ سَاعَاتِ ٱلنَّوْمِ لِلِٱعْتِنَاءِ بِحَاجَاتِ ٱلَّذِينَ يَمُرُّونَ بِمَشَاكِلَ صِحِّيَّةٍ،‏ عَاطِفِيَّةٍ،‏ أَوْ رُوحِيَّةٍ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يَجْرِي إِيقَاظُ أَعْضَاءِ لِجَانِ ٱلِٱتِّصَالِ بِٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ مِنْ نَوْمِهِمْ لِلِٱهْتِمَامِ بِمُشْكِلَةٍ طِبِّيَّةٍ طَارِئَةٍ.‏ فَكَمْ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ عَلَى مَدِّهِمْ يَدَ ٱلْعَوْنِ لَنَا فِي حَالَاتٍ كَهذِهِ!‏

٩ وَٱلشُّيُوخُ فِي لِجَانِ ٱلْبِنَاءِ ٱلْإِقْلِيمِيَّةِ وَلِجَانِ ٱلْإِغَاثَةِ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْإِخْوَةِ.‏ لِذلِكَ يَسْتَحِقُّونَ دَعْمَنَا مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ عَمَلِيَّاتِ ٱلْإِغَاثَةِ إِثْرَ إِعْصَارِ نَرْجِسَ ٱلَّذِي ضَرَبَ مِيانْمار عَامَ ٢٠٠٨.‏ فَلِبُلُوغِ جَمَاعَةِ بوثينْڠون فِي مِنْطَقَةِ دِلْتَا إِيراوودّي ٱلْمَنْكُوبَةِ،‏ ٱضْطُرَّ فَرِيقُ ٱلْإِغَاثَةِ أَنْ يَمُرُّوا بَيْنَ ٱلْجُثَثِ ٱلْمُتَنَاثِرَةِ فِي مَنَاطِقَ ٱكْتَسَحَهَا ٱلْإِعْصَارُ.‏ وَحِينَ رَأَى ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَحَلِّيُّونَ أَنَّ نَاظِرَ دَائِرَتِهِمِ ٱلسَّابِقَ كَانَ بَيْنَ أَعْضَاءِ أَوَّلِ فَرِيقِ إِغَاثَةٍ يَصِلُ إِلَى بوثينْڠون،‏ هَتَفُوا قَائِلِينَ:‏ ‹اُنْظُرُوا!‏ إِنَّهُ نَاظِرُ ٱلدَّائِرَةِ!‏ حَقًّا،‏ إِنَّ يَهْوَهَ يَعْتَنِي بِنَا!‏›.‏ فَهَلْ تُقَدِّرُ ٱلْعَمَلَ ٱلدَّؤُوبَ ٱلَّذِي يَقُومُ بِهِ ٱلشُّيُوخُ لَيْلَ نَهَارَ؟‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ قَدْ يُعَيَّنُ بَعْضُ ٱلشُّيُوخِ فِي لِجَانٍ خُصُوصِيَّةٍ لِمُعَالَجَةِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْقَضَائِيَّةِ ٱلْخَطِيرَةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ هؤُلَاءِ لَا يَتَبَاهَوْنَ بِمَا يُنْجِزُونَهُ،‏ لكِنْ أَلَا يَنْبَغِي لِكُلِّ مَنْ يَتَلَقَّى ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْهُمْ أَنْ يُعْرِبَ عَنِ ٱمْتِنَانِهِ ٱلشَّدِيدِ لِجُهُودِهِمْ؟‏ —‏ مت ٦:‏٢-‏٤‏.‏

١٠ أَيَّةُ أَعْمَالٍ لَا تُلَاحَظُ عُمُومًا يَقُومُ بِهَا ٱلشُّيُوخُ؟‏

١٠ لَدَى ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلشُّيُوخِ أَيْضًا أَعْمَالٌ كِتَابِيَّةٌ.‏ فَمُنَسِّقُ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ مَثَلًا يَقُومُ بِتَعْيِينِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِبَرَامِجِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْأُسْبُوعِيَّةِ.‏ وَكَاتِبُ ٱلْجَمَاعَةِ يَجْمَعُ تَقَارِيرَ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ ٱلشَّهْرِيَّةَ وَٱلسَّنَوِيَّةَ.‏ وَنَاظِرُ مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ يُعَيِّنُ لِلْإِخْوَةِ مَوَاضِيعَ بَرْنَامَجِ ٱلْمَدْرَسَةِ.‏ كَمَا أَنَّهُمْ يُرَاجِعُونَ حِسَابَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ كُلَّ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ.‏ وَيَقْرَأُونَ ٱلرَّسَائِلَ ٱلَّتِي تَأْتِيهِمْ مِنْ مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ وَيُطَبِّقُونَ ٱلتَّوْجِيهَاتِ ٱلَّتِي مِنْ شَأْنِهَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى «ٱلْوَحْدَانِيَّةِ فِي ٱلْإِيمَانِ».‏ (‏اف ٤:‏٣،‏ ١٣‏)‏ فَبِفَضْلِ جُهُودِ هؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ،‏ يَجْرِي «كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِتَرْتِيبٍ».‏ —‏ ١ كو ١٤:‏٤٠‏.‏

‏«يُشْرِفُونَ عَلَيْكُمْ»‏

١١،‏ ١٢ مَنْ يُشْرِفُ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَمَاذَا تَشْمُلُ هذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةُ؟‏

١١ قَالَ بُولُسُ عَنِ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ فِي تَسَالُونِيكِي إِنَّهُمْ ‹يُشْرِفُونَ عَلَى› ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَهذِهِ ٱلْعِبَارَةُ بِٱللُّغَةِ ٱلْأَصْلِيَّةِ تَعْنِي حَرْفِيًّا:‏ «يَقِفُونَ أَمَامَ».‏ وَيُمْكِنُ تَرْجَمَتُهَا إِلَى «يُرْشِدُونَ؛‏ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَ».‏ (‏١ تس ٥:‏١٢‏؛‏ حَاشِيَةُ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ —‏ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ بِشَوَاهِدَ ‏[بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ])‏ إِذًا،‏ لَمْ يَكُنْ بُولُسُ يَتَحَدَّثُ عَنْ «نَاظِرٍ مُشْرِفٍ» وَاحِدٍ،‏ بَلْ عَنْ كُلِّ ٱلشُّيُوخِ.‏ فَجَمِيعُهُمْ كَانُوا «يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ» فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَ ‹يُشْرِفُونَ عَلَيْهَا›.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَقِفُ ٱلشُّيُوخُ أَمَامَ ٱلْجَمَاعَةِ وَيَعْقِدُونَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ ٱلتَّعْدِيلَ ٱلْأَخِيرَ حَوْلَ ٱعْتِمَادِ ٱلتَّسْمِيَةِ «مُنَسِّقِ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ» يُسَاعِدُنَا أَنْ نَعْتَبِرَهُمْ جَمِيعًا أَعْضَاءَ جَسَدٍ مُوَحَّدٍ.‏

١٢ يَنْطَوِي ‹ٱلْإِشْرَافُ عَلَى› ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ ٱلتَّعْلِيمِ.‏ فَٱلْعِبَارَةُ عَيْنُهَا تَرِدُ فِي ١ تِيمُوثَاوُس ٣:‏٤ حَيْثُ ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّ ٱلنَّاظِرَ يَلْزَمُ أَنْ «يُشْرِفَ حَسَنًا عَلَى بَيْتِهِ،‏ [وَيَكُونَ] لَهُ أَوْلَادٌ فِي خُضُوعٍ بِكُلِّ رَصَانَةٍ».‏ مِنْ هُنَا يَتَّضِحُ أَنَّ عِبَارَةَ ‹يُشْرِفُ عَلَى› لَا تَشْمُلُ أَنْ يُعَلِّمَ أَوْلَادَهُ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا أَنْ يَتَوَلَّى ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْعَائِلَةِ وَيَكُونَ «لَهُ أَوْلَادٌ فِي خُضُوعٍ».‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلشُّيُوخَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مُسَاعِدِينَ ٱلْجَمِيعَ لِيَكُونُوا فِي خُضُوعٍ لِيَهْوَهَ.‏ —‏ ١ تي ٣:‏٥‏.‏

١٣ لِمَ قَدْ يَلْزَمُ ٱلْوَقْتُ لِلتَّوَصُّلِ إِلَى قَرَارٍ فِي ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلشُّيُوخِ؟‏

١٣ بُغْيَةَ ٱلْإِشْرَافِ حَسَنًا عَلَى ٱلرَّعِيَّةِ،‏ يُنَاقِشُ ٱلشُّيُوخُ حَاجَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ وَكَيْفِيَّةَ سَدِّهَا.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ قَدْ يَبْدُو أَكْثَرَ تَوْفِيرًا لِلْوَقْتِ لَوْ أَنَّ شَيْخًا وَاحِدًا يَتَّخِذُ كُلَّ ٱلْقَرَارَاتِ،‏ إِلَّا أَنَّ هَيْئَاتِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْيَوْمَ تَحْذُو حَذْوَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ إِذْ تَطْرَحُ ٱلْمَسَائِلَ عَلَى بِسَاطِ ٱلْبَحْثِ طَالِبَةً إِرْشَادَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَبِذلِكَ يَهْدِفُونَ إِلَى حَلِّ ٱلْمَسَائِلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِحَاجَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلهِيَّةِ.‏ وَهُمْ يَحْصُدُونَ أَفْضَلَ ٱلنَّتَائِجِ عِنْدَمَا يَسْتَعِدُّ كُلٌّ مِنْهُمْ لِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلشُّيُوخِ،‏ مُتَأَمِّلًا فِي كَلِمَةِ ٱللهِ وَتَوْجِيهَاتِ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ.‏ وَلَا رَيْبَ أَنَّ ذلِكَ كُلَّهُ يَتَطَلَّبُ ٱلْوَقْتَ.‏ وَفِي حَالِ نَشَأَ ٱخْتِلَافٌ فِي ٱلرَّأْيِ،‏ كَمَا حَدَثَ حِينَ كَانَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ تُعَالِجُ مَسْأَلَةَ ٱلْخِتَانِ،‏ قَدْ يَلْزَمُ ٱلْمَزِيدُ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْبَحْثِ لِلتَّوَصُّلِ إِلَى إِجْمَاعٍ مُؤَسَّسٍ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ —‏ اع ١٥:‏٢،‏ ٦،‏ ٧،‏ ١٢-‏١٤،‏ ٢٨‏.‏

١٤ هَلْ تُقَدِّرُونَ هَيْئَةَ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّتِي يَعْمَلُ أَعْضَاؤُهَا مَعًا بِٱتِّحَادٍ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٤ وَلكِنْ مَاذَا يَحْدُثُ إِذَا أَصَرَّ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ عَلَى رَأْيِهِ أَوْ حَاوَلَ ٱلتَّرْوِيجَ لِأَفْكَارِهِ ٱلْخَاصَّةِ؟‏ أَوْ مَاذَا لَوْ كَانَ أَحَدٌ،‏ مِثْلُ دِيُوتْرِيفِسَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ يَزْرَعُ بُذُورَ ٱلشِّقَاقِ؟‏ (‏٣ يو ٩،‏ ١٠‏)‏ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ ذلِكَ سَيُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ بِأَسْرِهَا.‏ فَإِذَا كَانَ ٱلشَّيْطَانُ قَدْ سَعَى إِلَى إِفْسَادِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ فَمِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّهُ يَوَدُّ نَزْعَ ٱلسَّلَامِ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْيَوْمَ.‏ وَقَدْ يَسْتَغِلُّ ٱلْمُيُولَ ٱلْبَشَرِيَّةَ ٱلْأَنَانِيَّةَ،‏ مِثْلَ ٱلرَّغْبَةِ فِي ٱلْبُرُوزِ.‏ لِذَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ يُنَمِّيَ ٱلشُّيُوخُ ٱلتَّوَاضُعَ وَيَعْمَلُوا مَعًا كَجَسَدٍ مُوَحَّدٍ.‏ وَكَمْ نُقَدِّرُ أَمْثَالَ هؤُلَاءِ!‏

‏«يُنَبِّهُونَكُمْ»‏

١٥ مَاذَا يَدْفَعُ ٱلشُّيُوخَ إِلَى تَنْبِيهِ أَخٍ أَوْ أُخْتٍ؟‏

١٥ سَلَّطَ بُولُسُ أَيْضًا ٱلضَّوْءَ عَلَى وَاجِبٍ صَعْبٍ وَلكِنْ مُهِمٌّ مِنْ وَاجِبَاتِ ٱلشُّيُوخِ،‏ أَلَا وَهُوَ تَنْبِيهُ ٱلرَّعِيَّةِ.‏ وَفِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ كَانَ هُوَ وَحْدَهُ مَنِ ٱسْتَعْمَلَ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ إِلَى «يُنَبِّهُ».‏ وَمَعَ أَنَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَةَ تَدُلُّ عَلَى تَقْدِيمِ نَصِيحَةٍ صَارِمَةٍ،‏ إِلَّا أَنَّهَا لَا تُشِيرُ إِلَى ٱلْعِدَاءِ.‏ (‏اع ٢٠:‏٣١؛‏ ٢ تس ٣:‏١٥‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ قَائِلًا:‏ «لَسْتُ أَكْتُبُ هٰذَا لِأُخَجِّلَكُمْ،‏ بَلْ لِأُنَبِّهَكُمْ كَأَوْلَادِي ٱلْأَحِبَّاءِ».‏ (‏١ كو ٤:‏١٤‏)‏ فَمَا دَفَعَهُ أَنْ يُنَبِّهَهُمْ لَمْ يَكُنْ سِوَى ٱهْتِمَامِهِ ٱلْحُبِّيِّ بِهِمْ.‏

١٦ مَاذَا يَحْسُنُ بِٱلشُّيُوخِ أَنْ يُبْقُوا فِي بَالِهِمْ فِيمَا يُنَبِّهُونَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٦ يُبْقِي ٱلشُّيُوخُ فِي بَالِهِمْ أَهَمِّيَّةَ أُسْلُوبِهِمْ فِي تَنْبِيهِ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَهُمْ يَسْعَوْنَ لِلِٱقْتِدَاءِ بِبُولُسَ،‏ مُظْهِرِينَ ٱللُّطْفَ وَٱلْمَحَبَّةَ وَمُقَدِّمِينَ ٱلْمُسَاعَدَةَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ تسالونيكي ٢:‏١١،‏ ١٢‏.‏‏)‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ بِٱلتَّأْكِيدِ ‹يَتَمَسَّكُونَ بِثَبَاتٍ بِٱلْكَلِمَةِ ٱلْأَمِينَةِ لِكَيْ يَكُونُوا قَادِرِينَ أَنْ يَعِظُوا بِٱلتَّعْلِيمِ ٱلصَّحِيحِ›.‏ —‏ تي ١:‏٥-‏٩‏.‏

١٧،‏ ١٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَتَذَكَّرُوا عِنْدَمَا يُنَبِّهُكُمْ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ؟‏

١٧ بِٱلطَّبْعِ،‏ إِنَّ ٱلشُّيُوخَ نَاقِصُونَ وَقَدْ يَتَفَوَّهُونَ أَحْيَانًا بِكَلَامٍ يَنْدَمُونَ عَلَيْهِ لَاحِقًا.‏ (‏١ مل ٨:‏٤٦؛‏ يع ٣:‏٨‏)‏ كَمَا أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ نَيْلَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْمَشُورَةَ لَيْسَ عَادَةً ‹مُفْرِحًا بَلْ مُحْزِنٌ›.‏ (‏عب ١٢:‏١١‏)‏ لِذَا،‏ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَلَّا يُقْدِمُوا عَلَى تَنْبِيهِ أَحَدٍ مَا لَمْ يَدْرُسُوا ٱلْمَسْأَلَةَ جَيِّدًا وَيُصَلُّوا بِشَأْنِهَا.‏ فَهَلْ تُقَدِّرُ ٱهْتِمَامَهُمُ ٱلْحُبِّيَّ بِكَ عِنْدَمَا يَجْرِي تَنْبِيهُكَ؟‏

١٨ عَلَى سَبِيلِ ٱلْإِيضَاحِ،‏ لِنَفْرِضْ أَنَّكَ تُعَانِي مُشْكِلَةً صِحِّيَّةً لَمْ يَسْتَطِعِ ٱلْأَطِبَّاءُ ٱلَّذِينَ زُرْتَهُمْ تَحْدِيدَهَا.‏ بَعْدَئِذٍ،‏ يَتَمَكَّنُ أَحَدُ ٱلْأَطِبَّاءِ مِنْ تَشْخِيصِ مَرَضِكَ،‏ لكِنَّكَ تَجِدُ صُعُوبَةً فِي تَقَبُّلِ مَا يَقُولُهُ.‏ فَهَلْ تَحْنَقُ عَلَى هذَا ٱلطَّبِيبِ؟‏ كَلَّا،‏ حَتَّى لَوْ أَوْصَى بِإِجْرَاءِ عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ لَكَ،‏ فَسَتَقْبَلُ ٱلْعِلَاجَ لِأَنَّكَ تَعْرِفُ أَنَّهُ سَبِيلُكَ لِلتَّعَافِي.‏ وَفِي حِينِ أَنَّ أُسْلُوبَ ٱلطَّبِيبِ فِي نَقْلِ ٱلْمَعْلُومَاتِ إِلَيْكَ قَدْ يُزْعِجُكَ،‏ هَلْ تَسْمَحُ لِمَشَاعِرِكَ أَنْ تُؤَثِّرَ فِي قَرَارِكَ؟‏ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَا.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ لَا تَدَعْ أُسْلُوبَ ٱلشُّيُوخِ يَحُولُ دُونَ إِصْغَائِكَ إِلَى تَنْبِيهِهِمْ.‏ فَيَهْوَهُ وَيَسُوعُ يَسْتَخْدِمَانِهِمْ لِمُسَاعَدَتِكَ عَلَى إِحْرَازِ ٱلتَّقَدُّمِ أَوْ حِمَايَةِ نَفْسِكَ رُوحِيًّا.‏

قَدِّرُوا تَرْتِيبَ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِي زَوَّدَهُ يَهْوَهُ

١٩،‏ ٢٠ كَيْفَ تُظْهِرُونَ تَقْدِيرَكُمْ ‹لِلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ›؟‏

١٩ مَاذَا تَفْعَلُ عِنْدَمَا تَتَلَقَّى هَدِيَّةً صُنِعَتْ لَكَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ؟‏ هَلْ تُبْدِي تَقْدِيرَكَ بِٱسْتِخْدَامِهَا؟‏ لَقَدْ زَوَّدَنَا يَهْوَهُ ‹بِعَطَايَا فِي رِجَالٍ› بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِإِظْهَارِ ٱمْتِنَانِكَ لِهؤُلَاءِ ٱلشُّيُوخِ هِيَ ٱلْإِصْغَاءُ بِٱنْتِبَاهٍ إِلَى ٱلْخِطَابَاتِ ٱلَّتِي يُلْقُونَهَا وَتَطْبِيقُ ٱلنِّقَاطِ ٱلَّتِي يَذْكُرُونَهَا.‏ وَفِي وُسْعِكَ أَيْضًا أَنْ تُعْرِبَ عَنْ تَقْدِيرِكَ بِتَقْدِيمِ تَعْلِيقَاتٍ بَنَّاءَةٍ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ وَكَذلِكَ بِدَعْمِهِمْ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلَّتِي يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِيهَا كَخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ وَإِذَا ٱسْتَفَدْتَ مِنْ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا لَكَ يَوْمًا أَحَدُهُمْ،‏ فَلِمَ لَا تُخْبِرُهُ بِذلِكَ؟‏ وَلِمَ لَا تُظْهِرُ تَقْدِيرَكَ أَيْضًا لِعَائِلَاتِهِمْ؟‏ تَذَكَّرْ أَنَّ عَائِلَةَ ٱلشَّيْخِ تُضَحِّي بِٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ تَقْضِيَهُ مَعَهُ لِيَتَسَنَّى لَهُ ٱلْعَمَلُ بِكَدٍّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏

٢٠ نَعَمْ،‏ لَدَيْنَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِلْإِعْرَابِ عَنِ ٱمْتِنَانِنَا لِلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ بَيْنَنَا،‏ يُشْرِفُونَ عَلَيْنَا،‏ وَيُنَبِّهُونَنَا.‏ فَهؤُلَاءِ ‹ٱلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ› هُمْ حَقًّا تَدْبِيرٌ حُبِّيٌّ مِنْ يَهْوَهَ!‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• لِمَ كَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي تَسَالُونِيكِي يُقَدِّرُونَ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَهُمْ؟‏

‏• كَيْفَ يَعْمَلُ ٱلشُّيُوخُ فِي جَمَاعَتِكُمْ بِكَدٍّ مِنْ أَجْلِكُمْ؟‏

‏• كَيْفَ تَسْتَفِيدُونَ مِنْ إِشْرَافِ ٱلشُّيُوخِ عَلَيْكُمْ؟‏

‏• مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَتَذَكَّرُوا عِنْدَمَا يُنَبِّهُكُمْ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٧]‏

هَلْ تُقَدِّرُ ٱلطَّرَائِقَ ٱلْعَدِيدَةَ ٱلَّتِي يَرْعَى بِهَا ٱلشُّيُوخُ ٱلرَّعِيَّةَ؟‏