الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل تصغي الى تحذيرات يهوه الواضحة؟‏

هل تصغي الى تحذيرات يهوه الواضحة؟‏

هَلْ تُصْغِي إِلَى تَحْذِيرَاتِ يَهْوَهَ ٱلْوَاضِحَةِ؟‏

‏«هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ.‏ اُسْلُكُوا فِيهَا».‏ —‏ اش ٣٠:‏٢١‏.‏

١،‏ ٢ عَلَامَ ٱلشَّيْطَانُ عَاقِدُ ٱلْعَزْمِ،‏ وَكَيْفَ تُسَاعِدُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ؟‏

إِذَا أَنْذَرَكَ أَحَدُ أَصْدِقَائِكَ أَنَّ رَجُلًا شِرِّيرًا تَعَمَّدَ تَغْيِيرَ لَافِتَةِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تُرِيدُ سُلُوكَهُ بِهَدَفِ أَذِيَّةِ ٱلْمُسَافِرِينَ غَيْرِ ٱلْحَذِرِينَ،‏ أَفَلَا تُصْغِي إِلَى تَحْذِيرِهِ؟‏ نَعَمْ،‏ دُونَ شَكٍّ.‏ فَلَافِتَةٌ كَهذِهِ لَا تُضَلِّلُكَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ تُشَكِّلُ أَيْضًا خَطَرًا عَلَيْكَ.‏

٢ مِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ خَصْمٌ شِرِّيرٌ عَاقِدُ ٱلْعَزْمِ عَلَى تَضْلِيلِنَا.‏ (‏رؤ ١٢:‏٩‏)‏ وَقَدْ نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ ثَلَاثَةَ مُؤَثِّرَاتٍ رَدِيئَةٍ يَسْتَغِلُّهَا لِجَعْلِنَا نَنْحَرِفُ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ (‏مت ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ أَنَّ إِلهَنَا ٱلْمُحِبَّ يُحَذِّرُنَا مِنِ ٱتِّبَاعِ ‹لَافِتَاتِ ٱلطَّرِيقِ› ٱلْمُضَلِّلَةِ ٱلَّتِي يَضَعُهَا ٱلشَّيْطَانُ!‏ وَٱلْآنَ،‏ سَنَسْتَعْرِضُ ثَلَاثَةَ مُؤَثِّرَاتٍ سَلْبِيَّةٍ إِضَافِيَّةٍ.‏ وَفِيمَا نَتَأَمَّلُ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ أَنْ نَجْتَنِبَ ٱلضَّلَالَ،‏ لِنَتَخَيَّلْ أَنَّ يَهْوَهَ يَسِيرُ خَلْفَنَا وَيَدُلُّنَا عَلَى ٱلْوُجْهَةِ ٱلصَّحِيحَةِ قَائِلًا:‏ «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ.‏ اُسْلُكُوا فِيهَا».‏ (‏اش ٣٠:‏٢١‏)‏ فَتَفَحُّصُ تَحْذِيرَاتِ يَهْوَهَ ٱلْوَاضِحَةِ سَيُقَوِّي تَصْمِيمَنَا عَلَى ٱلْعَمَلِ بِمُوجَبِهَا.‏

لَا تَتْبَعِ ‹ٱلمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ›‏

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ كَيْفَ يُشْبِهُ ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ ٱلْآبَارَ ٱلْجَافَّةَ؟‏ (‏ب)‏ مِنْ أَيْنَ يَأْتُونَ،‏ وَمَاذَا يُرِيدُونَ؟‏

٣ لِنَفْرِضْ أَنَّكَ تَمُرُّ أَثْنَاءَ رِحْلَتِكَ فِي أَرْضٍ قَاحِلَةٍ.‏ وَتَرَى بِئْرًا مِنْ بَعِيدٍ،‏ فَتَتَّجِهُ نَحْوَهَا آمِلًا ٱلْعُثُورَ عَلَى مَاءٍ يُرْوِي ظَمَأَكَ.‏ إِلَّا أَنَّكَ تُصَابُ بِٱلْخَيْبَةِ لَدَى وُصُولِكَ إِذْ تَجِدُهَا جَافَّةً.‏ يُشْبِهُ ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ هذِهِ ٱلْآبَارَ ٱلْجَافَّةَ.‏ وَكُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيْهِمْ بَحْثًا عَنْ مِيَاهِ ٱلْحَقِّ سَيُصَابُ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ مَرِيرَةٍ.‏ لِذَا،‏ يُحَذِّرُنَا يَهْوَهُ مِنْهُمْ عَلَى لِسَانِ ٱلرَّسُولَيْنِ بُولُسَ وَبُطْرُسَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اعمال ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ ٢ بطرس ٢:‏١-‏٣‏.‏‏)‏ فَمَنْ هُمْ هؤُلَاءِ ٱلْمُعَلِّمُونَ؟‏ تُسَاعِدُنَا كَلِمَاتُ هذَيْنِ ٱلرَّسُولَيْنِ ٱلْمُلْهَمَةُ أَنْ نَعْرِفَ مَنْ هُمْ وَمَا هِيَ ٱلْأَسَالِيبُ ٱلَّتِي يَتَّبِعُونَهَا.‏

٤ قَالَ بُولُسُ لِلشُّيُوخِ فِي جَمَاعَةِ أَفَسُسَ:‏ «مِنْ بَيْنِكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ».‏ وَكَتَبَ بُطْرُسُ إِلَى ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «سَيَكُونُ أَيْضًا بَيْنَكُمْ مُعَلِّمُونَ دَجَّالُونَ».‏ فَمِنْ أَيْنَ يَأْتِي ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ؟‏ مِنْ دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَهؤُلَاءِ هُمْ أَشْخَاصٌ مُرْتَدُّونَ.‏ * وَمَاذَا يُرِيدُونَ؟‏ إِنَّهُمْ لَا يَكْتَفُونَ بِتَرْكِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلَّتِي رُبَّمَا أَحَبُّوهَا يَوْمًا،‏ بَلْ يَهْدِفُونَ «أَنْ يَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ» كَمَا قَالَ بُولُسُ.‏ لَاحِظْ أَدَاةَ ٱلتَّعْرِيفِ فِي كَلِمَةِ «ٱلتَّلَامِيذِ».‏ فَعِوَضَ أَنْ يَجْمَعَ ٱلْمُرْتَدُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ تَلَامِيذَ مِنْ خَارِجِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَجُرُّوا وَرَاءَهُمْ تَلَامِيذَ ٱلْمَسِيحِ.‏ فَهُمْ مِثْلُ «ذِئَابٍ ضَارِيَةٍ» يُرِيدُونَ أَنْ يَفْتَرِسُوا أَفْرَادَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلَّذِينَ يَثِقُونَ بِهِمْ،‏ مُقَوِّضِينَ إِيمَانَهُمْ وَمُبْعِدِينَ إِيَّاهُمْ عَنِ ٱلْحَقِّ.‏ —‏ مت ٧:‏١٥؛‏ ٢ تي ٢:‏١٨‏.‏

٥ أَيَّةُ أَسَالِيبَ يَسْتَخْدِمُهَا ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ؟‏

٥ وَمَا هِيَ أَسَالِيبُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟‏ إِنَّهُمْ يَسْتَخْدِمُونَ طُرُقًا تَنِمُّ عَنْ رُوحٍ مَاكِرَةٍ.‏ فَهؤُلَاءِ ٱلْمُرْتَدُّونَ «يَدُسُّونَ» أَفْكَارًا مُفْسِدَةً.‏ فَهُمْ يَبُثُّونَ آرَاءَهُمُ ٱلْمُرْتَدَّةَ بِخُبْثٍ عَلَى غِرَارِ ٱلْمُهَرِّبِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ خِفْيَةً.‏ كَمَا أَنَّهُمْ يَسْتَعْمِلُونَ «كَلِمَاتٍ مُزَوَّرَةً»،‏ أَوْ حُجَجًا بَاطِلَةً،‏ لِتَبْدُوَ آرَاؤُهُمُ ٱلْمُلَفَّقَةُ وَكَأَنَّهَا حَقِيقَةٌ مِثْلَمَا يُزَيِّفُ مُزَوِّرٌ ٱلْوَثَائِقَ بِمَهَارَةٍ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ يَنْشُرُونَ ‹تَعَالِيمَهُمُ ٱلْخَادِعَةَ› إِذْ ‹يُعَوِّجُونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ› لِتَتَلَاءَمَ مَعَ مَفَاهِيمِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ (‏٢ بط ٢:‏١،‏ ٣،‏ ١٣؛‏ ٣:‏١٦‏)‏ فَمِنَ ٱلْجَلِيِّ إِذًا أَنَّهُمْ لَا يَهْتَمُّونَ بِصَالِحِنَا.‏ وَٱتِّبَاعُهُمْ سَيُحَوِّلُنَا لَا مَحَالَةَ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏

٦ أَيَّةُ مَشُورَةٍ وَاضِحَةٍ عَنِ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ يُزَوِّدُنَا بِهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟‏

٦ وَكَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا مِنَ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟‏ إِنَّ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ ٱلتَّعَامُلِ مَعَهُمْ وَاضِحَةٌ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ روما ١٦:‏١٧؛‏ ٢ يوحنا ٩-‏١١‏.‏‏)‏ فَهِيَ تَقُولُ:‏ «تَجَنَّبُوهُمْ».‏ وَتَنْقُلُ تَرْجَمَاتٌ أُخْرَى هذَا ٱلتَّعْبِيرَ إِلَى:‏ «أَعْرِضُوا عَنْهُمْ» وَ «ٱبْتَعِدُوا عَنْهُمْ».‏ فَمَا مِنِ ٱلْتِبَاسٍ فِي هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ.‏ لِنَفْرِضْ مَثَلًا أَنَّ طَبِيبًا أَوْصَاكَ بِتَجَنُّبِ ٱلِٱحْتِكَاكِ بِشَخْصٍ مُصَابٍ بِمَرَضٍ مُعْدٍ وَمُمِيتٍ.‏ فَلَا بُدَّ أَنَّكَ سَتُدْرِكُ بِوُضُوحٍ مَا يُرِيدُهُ ٱلطَّبِيبُ وَتَتْبَعُ إِرْشَادَهُ بِدِقَّةٍ.‏ بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ إِنَّ ٱلْمُرْتَدِّينَ هُمْ ‹مُعْتَلُّونَ عَقْلِيًّا› وَيَسْعَوْنَ إِلَى نَقْلِ ٱلْعَدْوَى إِلَى ٱلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ تَعَالِيمِهِمِ ٱلْكَاذِبَةِ.‏ (‏١ تي ٦:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَيَهْوَهُ هُوَ ٱلطَّبِيبُ ٱلْعَظِيمُ ٱلَّذِي يَنْصَحُنَا بِتَجَنُّبِ ٱلِٱحْتِكَاكِ بِهِمْ.‏ فَهَلْ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ أَنْ نُصْغِيَ دَائِمًا إِلَى تَحْذِيرَاتِهِ مُدْرِكِينَ مَغْزَى نُصْحِهِ لَنَا؟‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ عَلَامَ يَنْطَوِي ٱجْتِنَابُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ عَلَى ٱتِّخَاذِ مَوْقِفٍ ثَابِتٍ ضِدَّ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟‏

٧ وَعَلَامَ يَنْطَوِي ٱجْتِنَابُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟‏ طَبْعًا،‏ يَلْزَمُ أَلَّا نَسْتَقْبِلَهُمْ فِي بُيُوتِنَا أَوْ نُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ.‏ كَمَا يَجِبُ أَنْ نَرْفُضَ قِرَاءَةَ مَطْبُوعَاتِهِمْ،‏ مُشَاهَدَةَ بَرَامِجِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ ٱلَّتِي يَظْهَرُونَ فِيهَا،‏ تَصَفُّحَ مَوَاقِعِهِمِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ،‏ أَوِ ٱلتَّعْلِيقَ عَلَى ٱلْيَوْمِيَّاتِ ٱلْخَاصَّةِ بِهِمْ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت.‏ وَمَا يَدْفَعُنَا إِلَى ٱتِّخَاذِ هذَا ٱلْمَوْقِفِ ٱلثَّابِتِ لَيْسَ سِوَى ٱلْمَحَبَّةِ.‏ فَبِمَا أَنَّنَا نُحِبُّ «إِلٰهَ ٱلْحَقِّ»،‏ لَا تَهُمُّنَا ٱلتَّعَالِيمُ ٱلْمُعَوَّجَةُ ٱلَّتِي تُنَاقِضُ كَلِمَةَ ٱلْحَقِّ.‏ (‏مز ٣١:‏٥؛‏ يو ١٧:‏١٧‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ نَحْنُ نُحِبُّ هَيْئَةَ يَهْوَهَ ٱلَّتِي عَلَّمَتْنَا حَقَائِقَ رَائِعَةً كَٱسْمِ ٱللهِ وَمَعْنَاهُ،‏ قَصْدِهِ لِلْأَرْضِ،‏ حَالَةِ ٱلْمَوْتَى،‏ وَرَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ.‏ هَلْ تَذْكُرُ كَيْفَ كَانَ شُعُورُكَ عِنْدَمَا سَمِعْتَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى هذِهِ وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلْحَقَائِقِ ٱلثَّمِينَةِ؟‏ إِذًا،‏ لَا تَسْمَحْ لِأَيِّ شَخْصٍ يُشَوِّهُ سُمْعَةَ ٱلْهَيْئَةِ بِأَنْ يَجْعَلَكَ تَنْقَلِبُ ضِدَّهَا.‏ —‏ يو ٦:‏٦٦-‏٦٩‏.‏

٨ فَلَا يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ مَهْمَا قَالُوا.‏ فَإِذَا ٱلْتَجَأْنَا إِلَى هذِهِ ٱلْآبَارِ ٱلْجَافَّةِ،‏ نَعُودُ فَارِغِي ٱلْأَيْدِي وَخَائِبِينَ.‏ عِوَضًا عَنْ ذلِكَ،‏ لِنُصَمِّمْ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ وَهَيْئَتِهِ ٱلَّتِي طَالَمَا أَرْوَتْ ظَمَأَنَا بِمِيَاهِ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةِ وَٱلْمُنْعِشَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ ٱلْمُوحَى بِهَا.‏ —‏ اش ٥٥:‏١-‏٣؛‏ مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

لَا تَتْبَعِ ‹ٱلْقِصَصَ ٱلْبَاطِلَةَ›‏

٩،‏ ١٠ أَيُّ تَحْذِيرٍ قَدَّمَهُ بُولُسُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ بِشَأْنِ ‹ٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ›،‏ وَبِمَ كَانَ رُبَّمَا يُفَكِّرُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏

٩ صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَحْيَانًا أَنْ يُمَيِّزَ ٱلْمَرْءُ هَلْ تَلَاعَبَ أَحَدٌ بِلَافِتَةٍ لِتُشِيرَ إِلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلْخَطَإِ،‏ إِلَّا أَنَّ ذلِكَ لَيْسَ دَائِمًا بِهذِهِ ٱلْبَسَاطَةِ.‏ وَٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى مُؤَثِّرَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؛‏ فَبَعْضُهَا يَبْدُو جَلِيًّا أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ.‏ وَإِحْدَى إِسْتِرَاتِيجِيَّاتِهِ ٱلْمَاكِرَةِ ٱلَّتِي يُحَذِّرُنَا مِنْهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هِيَ ‹ٱلْقِصَصُ ٱلْبَاطِلَةُ›.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ١:‏٣،‏ ٤‏.‏‏)‏ فَلِئَلَّا نَحِيدَ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هِيَ ٱلْقِصَصُ ٱلْبَاطِلَةُ وَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْإِصْغَاءَ إِلَيْهَا.‏

١٠ يَرِدُ تَحْذِيرُ بُولُسَ مِنَ ٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ فِي رِسَالَتِهِ ٱلْأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ،‏ نَاظِرٌ مَسِيحِيٌّ ٱؤْتُمِنَ عَلَى مَسْؤُولِيَّةِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ وَمُسَاعَدَةِ ٱلْإِخْوَةِ كَيْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ.‏ (‏١ تي ١:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ بُولُسُ كَلِمَةً يُونَانِيَّةً تُشِيرُ إِلَى قِصَصٍ خَيَالِيَّةٍ،‏ أَسَاطِيرَ،‏ أَوْ أَكَاذِيبَ.‏ تَذْكُرُ دَائِرَةُ مَعَارِفِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْقَانُونِيَّةُ ٱلْأُمَمِيَّةُ ‏(‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏ أَنَّ هذِهِ ٱلْعِبَارَةَ تَصِفُ «قِصَّةً (‏دِينِيَّةً)‏ لَا عَلَاقَةَ لَهَا بِٱلْوَاقِعِ».‏ فَلَعَلَّ بُولُسَ كَانَ يُفَكِّرُ فِي ٱلْأَكَاذِيبِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلَّتِي تُرَوِّجُهَا ٱلرِّوَايَاتُ ٱلشَّيِّقَةُ ٱلْمُتَنَاقَلَةُ أَوِ ٱلْحِكَايَاتُ ٱلْخُرَافِيَّةُ.‏ * فَهذِهِ ٱلْقِصَصُ لَا ‹تُؤَدِّي سِوَى إِلَى مَسَائِلِ جَدَلٍ›،‏ أَيْ أَنَّهَا تُثِيرُ أَسْئِلَةً تَافِهَةً تَؤُولُ إِلَى أَبْحَاثٍ لَا جَدْوَى مِنْهَا.‏ وَهِيَ إِحْدَى حِيَلِ ٱلْمُخَادِعِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي يَسْتَغِلُّ ٱلْأَكَاذِيبَ ٱلدِّينِيَّةَ وَٱلْأَسَاطِيرَ ٱلْمُلَفَّقَةَ لَيُضِلَّ ٱلْغَافِلِينَ.‏ إِذًا،‏ إِنَّ مَشُورَةَ بُولُسَ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ وَاضِحَةٌ:‏ لَا تُصْغُوا إِلَى قِصَصٍ بَاطِلَةٍ!‏

١١ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ بِمَهَارَةٍ لِتَضْلِيلِ ٱلنَّاسِ،‏ وَأَيُّ تَحْذِيرٍ يُسَاعِدُنَا أَلَّا نُضَلَّ؟‏

١١ مَا هِيَ بَعْضُ ‹ٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ› ٱلَّتِي تُضِلُّ غَيْرَ ٱلْحَذِرِينَ؟‏ إِنَّ هذِهِ ٱلْعِبَارَةَ تَنْطَبِقُ مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ عَلَى كُلِّ ٱلْأَكَاذِيبِ ٱلدِّينِيَّةِ أَوِ ٱلْخُرَافَاتِ ٱلَّتِي تُحَوِّلُنَا «عَنِ ٱلْحَقِّ».‏ (‏٢ تي ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَٱلشَّيْطَانُ،‏ ٱلَّذِي يَتَظَاهَرُ بِأَنَّهُ «مَلَاكُ نُورٍ»،‏ يَسْتَخْدِمُ بِمَهَارَةٍ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ لِتَضْلِيلِ ٱلنَّاسِ.‏ (‏٢ كو ١١:‏١٤‏)‏ فَتَحْتَ سِتَارِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ يُعَلِّمُ ٱلْعَالَمُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَقَائِدَ —‏ كَٱلثَّالُوثِ وَنَارِ ٱلْهَاوِيَةِ وَخُلُودِ ٱلنَّفْسِ —‏ تَحْتَوِي عَلَى ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْخُرَافَاتِ وَٱلْأَكَاذِيبِ.‏ كَمَا أَنَّهُ يُرَوِّجُ ٱلِٱحْتِفَالَ بِٱلْأَعْيَادِ،‏ كَعِيدِ ٱلْمِيلَادِ وَٱلْفِصْحِ،‏ ٱلَّتِي تَبْدُو عَادَاتُهَا بَرِيئَةً لكِنَّ جُذُورَهَا تَعُودُ إِلَى ٱلْأَسَاطِيرِ وَٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلْوَثَنِيَّةِ.‏ فَإِذَا أَصْغَيْنَا إِلَى تَحْذِيرِ ٱللهِ أَنْ نَنْفَصِلَ عَنِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَ ‹أَلَّا نَمَسَّ ٱلنَّجِسَ بَعْدُ›،‏ فَلَنْ تُضِلَّنَا ٱلْقِصَصُ ٱلْبَاطِلَةُ.‏ —‏ ٢ كو ٦:‏١٤-‏١٧‏.‏

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ أَيَّةُ أَكَاذِيبَ يُرَوِّجُهَا ٱلشَّيْطَانُ،‏ وَمَا هِيَ ٱلْحَقِيقَةُ بِشَأْنِ كُلٍّ مِنْهَا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَحُولُ دُونَ أَنْ يُضِلَّنَا ٱلشَّيْطَانُ بِٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ؟‏

١٢ يُرَوِّجُ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا أَكَاذِيبَ أُخْرَى يُمْكِنُ أَنْ تُضِلَّنَا إِذَا لَمْ نَلْزَمِ ٱلْحَذَرَ.‏ إِلَيْكَ فِي مَا يَلِي بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.‏ كُلُّ شَيْءٍ مُبَاحٌ —‏ صَائِبًا كَانَ أَمْ خَاطِئًا؛‏ فَٱلْقَرَارُ يَعُودُ إِلَيْكَ.‏ إِلَّا أَنَّ هذِهِ ٱلنَّظْرَةَ،‏ ٱلَّتِي تُرَوِّجُهَا وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ وَٱلتَّسْلِيَةِ،‏ هِيَ نَظْرَةٌ مُشَوَّهَةٌ إِلَى مَقَايِيسِ ٱللهِ وَتُشَكِّلُ ضَغْطًا عَلَيْنَا لِلتَّحَرُّرِ مِنْ كُلِّ ٱلرَّوَادِعِ ٱلْأَدَبِيَّةِ.‏ فَٱلْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّنَا بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى ٱلْإِرْشَادِ،‏ وَٱللهُ وَحْدَهُ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسُدَّهَا.‏ (‏ار ١٠:‏٢٣‏)‏ اَللهُ لَنْ يَتَدَخَّلَ فِي شُؤُونِ ٱلْبَشَرِ.‏ إِنَّ هذَا ٱلتَّفْكِيرَ يُؤَدِّي بِنَا إِلَى ٱلتَّشَبُّهِ بِٱلْعَالَمِ حَوْلَنَا وَٱلْعَيْشِ لِيَوْمِنَا،‏ مِمَّا يَجْعَلُنَا ‹غَيْرَ فَعَّالِينَ وَغَيْرَ مُثْمِرِينَ›.‏ (‏٢ بط ١:‏٨‏)‏ وَٱلْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ يَقْتَرِبُ بِسُرْعَةٍ،‏ وَيَجِبُ أَنْ نَتَرَقَّبَهُ دَائِمًا.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٤‏)‏ اَللهُ لَا يَهْتَمُّ بِكَ إِفْرَادِيًّا.‏ إِنَّ تَصْدِيقَ كِذْبَةِ ٱلشَّيْطَانِ هذِهِ يَجْعَلُنَا نَشْعُرُ بِأَنَّنَا لَنْ نَسْتَحِقَّ أَبَدًا مَحَبَّةَ ٱللهِ فَنَتَوَقَّفُ عَنْ خِدْمَتِهِ.‏ وَٱلْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّ وَيُقَدِّرُ كُلًّا مِنْ عُبَّادِهِ إِفْرَادِيًّا.‏ —‏ مت ١٠:‏٢٩-‏٣١‏.‏

١٣ أَحْيَانًا،‏ قَدْ تَبْدُو أَفْكَارُ وَمَوَاقِفُ هذَا ٱلْعَالَمِ مَنْطِقِيَّةً.‏ وَلكِنْ لِنَكُنْ حَذِرِينَ وَنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ بَارِعٌ فِي ٱلْخِدَاعِ.‏ وَوَحْدَهُ ٱلْإِصْغَاءُ إِلَى مَشُورَةِ وَمُذَكِّرَاتِ كَلِمَةِ ٱللهِ سَيَحُولُ دُونَ أَنْ يُضِلَّنَا ‹بِٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلْمُخْتَلَقَةِ بِدَهَاءٍ [‹ٱلْأَسَاطِيرِ ٱلْمُخْتَلَقَةِ بِمَهَارَةٍ›،‏ تَرْجَمَةٌ تَفْسِيرِيَّةٌ‏]›.‏ —‏ ٢ بط ١:‏١٦‏.‏

لَا ‏‹تَتْبَعِ ٱلشَّيْطَانَ›‏

١٤ أَيُّ تَحْذِيرٍ أَعْطَاهُ بُولُسُ لِبَعْضِ ٱلْأَرَامِلِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا،‏ وَلِمَاذَا عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نَتَّخِذَ كَلَامَهُ بِجِدِّيَّةٍ؟‏

١٤ لِنَفْرِضْ أَنَّ لَافِتَةً تَقُولُ:‏ «مِنْ هُنَا طَرِيقُ ٱلشَّيْطَانِ».‏ فَمَنْ يَسْلُكُ هذَا ٱلطَّرِيقَ؟‏!‏ بِٱلتَّأْكِيدِ لَا أَحَدَ مِنَّا يُرِيدُ أَنْ ‹يَنْحَرِفَ إِلَى ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ›.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ يُحَذِّرُ بُولُسُ أَنَّ هذَا قَدْ يَحْدُثُ مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٥:‏١١-‏١٥‏.‏‏)‏ فَتَصَرُّفَاتُ بَعْضِ «ٱلْأَرَامِلِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا» فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَرْهَنَتْ أَنَّهُنَّ يَتْبَعْنَ ٱلشَّيْطَانَ رَغْمَ أَنَّهُنَّ لَمْ يَعْتَقِدْنَ ذلِكَ.‏ وَصَحِيحٌ أَنَّ بُولُسَ كَانَ يَتَحَدَّثُ عَنْ تِلْكَ ٱلنِّسَاءِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْمَبَادِئَ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا تَنْطَبِقُ عَلَيْنَا جَمِيعًا.‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَحْتَرِسَ مِنِ ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ حَتَّى عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ؟‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي تَحْذِيرِ بُولُسَ مِنَ ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ.‏

١٥ إِلَامَ يَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ،‏ وَمَا هِيَ بَعْضُ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا؟‏

١٥ يَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ إِلَى إِسْكَاتِنَا عَنِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ (‏رؤ ١٢:‏١٧‏)‏ وَلِبُلُوغِ غَايَتِهِ،‏ يُحَاوِلُ حَمْلَنَا عَلَى فِعْلِ أُمُورٍ تُبَدِّدُ ٱلْوَقْتَ أَوْ تُثِيرُ ٱلشِّقَاقَاتِ.‏ فَمَا هِيَ ٱلْأَسَالِيبُ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا؟‏ يُمْكِنُنَا تَحْدِيدُ ثَلَاثَةٍ مِنْهَا مِنْ خِلَالِ وَصْفِ بُولُسَ لِلْأَرَامِلِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا.‏ (‏١)‏ ‏«بَطَّالَاتٌ،‏ يَطُفْنَ عَلَى ٱلْبُيُوتِ».‏ فِي عَصْرِ ٱلتِّكْنُولُوجْيَا هذَا،‏ مِنَ ٱلسَّهْلِ تَضْيِيعُ وَقْتِنَا وَوَقْتِ غَيْرِنَا بِأُمُورٍ كَثِيرَةٍ مِثْلِ إِرْسَالِنَا إِلَى ٱلْآخَرِينَ مَا يَصِلُنَا مِنْ رَسَائِلَ إِلِكْتُرُونِيَّةٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ أَوْ مُضَلِّلَةٍ.‏ (‏٢)‏ ‏«ثَرْثَارَاتٌ».‏ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّيَ ٱلثَّرْثَرَةُ ٱلْمُؤْذِيَةُ إِلَى ٱلِٱفْتِرَاءِ،‏ مَا يُثِيرُ ٱلْخِصَامَ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ.‏ (‏ام ٢٦:‏٢٠‏)‏ وَٱلْمُفْتَرُونَ ٱلْخُبَثَاءُ يَقْتَدُونَ بِٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ،‏ سَوَاءٌ أَدْرَكُوا ذلِكَ أَوْ لَا.‏ * (‏٣)‏ ‏«فُضُولِيَّاتٌ».‏ لَا يَحِقُّ لَنَا أَنْ نُمْلِيَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ كَيْفَ يُدِيرُونَ شُؤُونَهُمُ ٱلْخَاصَّةَ.‏ فَهذَا ٱلتَّصَرُّفُ ٱلْمُزْعِجُ غَيْرُ مُجْدٍ لِأَنَّهُ يُلْهِينَا عَنْ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْنَا مِنَ ٱللهِ.‏ وَعِنْدَمَا نَتَوَقَّفُ عَنِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ،‏ نَبْدَأُ بِٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ فَلَا تُوجَدُ مِنْطَقَةٌ وُسْطَى.‏ —‏ مت ١٢:‏٣٠‏.‏

١٦ أَيَّةُ نَصَائِحَ تُجَنِّبُنَا ‹ٱلِٱنْحِرَافَ إِلَى ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ›؟‏

١٦ إِنَّ ٱلْإِصْغَاءَ إِلَى ٱلنَّصَائِحِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُجَنِّبُنَا ‹ٱلِٱنْحِرَافَ إِلَى ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ›.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ بَعْضَ نَصَائِحِ بُولُسَ ٱلْحَكِيمَةِ.‏ كُونُوا «مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ».‏ ‏(‏١ كو ١٥:‏٥٨‏)‏ فَٱلِٱنْشِغَالُ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ يَمْنَعُنَا مِنَ ٱلصَّيْرُورَةِ كَسَالَى وَإِضَاعَةِ وَقْتِنَا فِي مَسَاعٍ عَقِيمَةٍ.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ تَكَلَّمُوا بِمَا هُوَ ‏‹صَالِحٌ لِلْبُنْيَانِ›.‏ ‏(‏اف ٤:‏٢٩‏)‏ فَلَا يَلْزَمُ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ أَوْ نَنْشُرَهَا.‏ * بَلْ يَجِبُ أَنْ نَبْنِيَ ٱلثِّقَةَ وَٱلِٱحْتِرَامَ لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ وَهكَذَا،‏ نَنْدَفِعُ بِشَكْلٍ تِلْقَائِيٍّ إِلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَبْنِي لَا ٱلَّتِي تَهْدِمُ.‏ لِيَكُنْ «هَدَفُكُمْ أَنْ .‏ .‏ .‏ تَهْتَمُّوا بِشُؤُونِكُمُ ٱلْخَاصَّةِ».‏ ‏(‏١ تس ٤:‏١١‏)‏ فَرَغْمَ أَنَّ عَلَيْنَا إِظْهَارَ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلشَّخْصِيِّ بِٱلْآخَرِينَ،‏ لكِنْ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَحْتَرِمَ خُصُوصِيَّاتِهِمْ وَأَلَّا نُجَرِّدَهُمْ مِنْ كَرَامَتِهِمْ.‏ وَيَنْبَغِي أَيْضًا أَنْ نَدَعَهُمْ يَتَّخِذُونَ قَرَارَاتِهِمْ هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ دُونَ أَنْ نَفْرِضَ عَلَيْهِمْ آرَاءَنَا ٱلْخَاصَّةَ.‏ —‏ غل ٦:‏٥‏.‏

١٧ (‏أ)‏ لِمَاذَا يُحَذِّرُنَا يَهْوَهُ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَهَا؟‏ (‏ب)‏ عَلَامَ أَنْتُمْ عَازِمُونَ بِشَأْنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُرِيدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَسْلُكَهُ؟‏

١٧ كَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِأَنَّ يَهْوَهَ يُحَذِّرُنَا بِوُضُوحٍ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَهَا!‏ وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ تَحْذِيرَاتِهِ ٱلَّتِي ٱسْتَعْرَضْنَاهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ هِيَ بِدَافِعِ مَحَبَّتِهِ ٱلْفَائِقَةِ لَنَا.‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُبْعِدَ عَنَّا ٱلشَّقَاءَ وَٱلْأَلَمَ ٱلنَّاتِجَيْنِ عَنِ ٱتِّبَاعِ ‹لَافِتَاتِ› ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُضَلِّلَةِ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلطَّرِيقَ ٱلَّذِي يُرِيدُنَا أَنْ نَسْلُكَهُ حَرِجٌ،‏ إِلَّا أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى أَفْضَلِ «وُجْهَةٍ»:‏ اَلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ (‏مت ٧:‏١٤‏)‏ فَلْنَكُنْ رَاسِخِي ٱلْعَزْمِ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى حَضِّ يَهْوَهَ:‏ «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ.‏ اُسْلُكُوا فِيهَا».‏ —‏ اش ٣٠:‏٢١‏.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 4‏ ‏«اَلِٱرْتِدَادُ» هُوَ ٱلِٱبْتِعَادُ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ نَقْضُ ٱلْوَلَاءِ،‏ ٱلِٱنْشِقَاقُ،‏ ٱلتَّمَرُّدُ،‏ وَٱلْهَجْرُ.‏

^ ‎الفقرة 10‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ إِنَّ سِفْرَ طُوبِيَّا ٱلْأَپُوكْرِيفِيَّ،‏ ٱلَّذِي كُتِبَ نَحْوَ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ وَكَانَ مَوْجُودًا فِي أَيَّامِ بُولُسَ،‏ يَزْخَرُ بِمُعْتَقَدَاتٍ خُرَافِيَّةٍ وَرِوَايَاتٍ عَنِ ٱلسِّحْرِ وَٱلشَّعْوَذَةِ مَعْرُوضَةٍ عَلَى أَنَّهَا حَقِيقَةٌ.‏ —‏ اُنْظُرْ بَصِيرَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ ٱلْمُجَلَّدَ ١،‏ ٱلصَّفْحَةَ ١٢٢ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏.‏

^ ‎الفقرة 15‏ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلَّتِي تُقَابِلُ «إِبْلِيسَ» هِيَ دِيَابُولُوسُ،‏ ٱلَّتِي تَعْنِي «مُفْتَرِيًا».‏ وَهِيَ تُسْتَعْمَلُ لَقَبًا لِلشَّيْطَانِ،‏ ٱلْمُفْتَرِي ٱلرَّئِيسِيِّ.‏ —‏ يو ٨:‏٤٤؛‏ رؤ ١٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏

مَا هُوَ جَوَابُكُمْ؟‏

كَيْفَ يُمْكِنُكُمْ شَخْصِيًّا أَنْ تُطَبِّقُوا ٱلتَّحْذِيرَاتِ فِي ٱلْآيَاتِ ٱلتَّالِيَةِ:‏

‏• ٢ بُطْرُس ٢:‏١-‏٣‏؟‏

‏• ١ تِيمُوثَاوُس ١:‏٣،‏ ٤‏؟‏

‏• ١ تِيمُوثَاوُس ٥:‏١١-‏١٥‏؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ١٩]‏

 نَثْرُ رِيشٍ فِي ٱلْهَوَاءِ

تُوضِحُ قِصَّةٌ يَهُودِيَّةٌ قَدِيمَةٌ عَوَاقِبَ ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ.‏ وَمَعَ أَنَّهَا تُرْوَى بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ،‏ إِلَّا أَنَّ فَحْوَاهَا هُوَ كَمَا يَلِي:‏

يُحْكَى أَنَّ رَجُلًا رَاحَ يَنْشُرُ ٱلْأَكَاذِيبَ وَٱلِٱفْتِرَاءَاتِ عَنْ حَكِيمٍ فِي إِحْدَى ٱلْمُدُنِ.‏ لكِنَّ هذَا ٱلثَّرْثَارَ ٱلْخَبِيثَ أَدْرَكَ خَطَأَهُ،‏ فَذَهَبَ إِلَى ٱلْحَكِيمِ كَيْ يَلْتَمِسَ ٱلْمُسَامَحَةَ وَيُعَبِّرَ عَنِ ٱسْتِعْدَادِهِ لِفِعْلِ أَيِّ شَيْءٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ ذَنْبِهِ.‏ فَلَمْ يَطْلُبِ ٱلْحَكِيمُ مِنْهُ إِلَّا أَمْرًا وَاحِدًا:‏ أَنْ يَذْهَبَ وَيَشُقَّ وِسَادَةً مِنْ رِيشٍ وَيَنْثُرَ رِيشَهَا فِي ٱلْهَوَاءِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ هذَا ٱلطَّلَبَ أَثَارَ ٱسْتِغْرَابَ ٱلثَّرْثَارِ،‏ لكِنَّهُ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ ٱلْحَكِيمُ ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ:‏

«هَلْ سَامَحْتَنِي ٱلْآنَ؟‏».‏

فَأَجَابَهُ:‏ «اِذْهَبْ أَوَّلًا وَٱجْمَعِ ٱلرِّيشَ».‏

«كَيْفَ لِي ذلِكَ؟‏ لَقَدْ تَنَاثَرَ فِي ٱلْهَوَاءِ».‏

«إِنَ إِصْلَاحَ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي تَسَبَّبَتْ بِهِ كَلِمَاتُكَ هُوَ بِصُعُوبَةِ ٱسْتِعَادَتِكَ ٱلرِّيشَ».‏

كَمْ هُوَ وَاضِحٌ ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَسْتَخْلِصُهُ مِنْ هذِهِ ٱلْقِصَّةِ!‏ فَٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي تَخْرُجُ مِنَ ٱلْفَمِ لَا يُمْكِنُ ٱسْتِرْجَاعُهَا،‏ وَمِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ مَحْوُ ٱلْأَذَى ٱلَّذِي تُسَبِّبُهُ.‏ لِذلِكَ،‏ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَتَذَكَّرَ قَبْلَ ٱلْبَدْءِ بِٱلثَّرْثَرَةِ عَلَى أَحَدٍ أَنَّ ٱلثَّرْثَرَةَ ٱلْمُؤْذِيَةَ هِيَ كَنَثْرِ رِيشٍ فِي ٱلْهَوَاءِ.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

كَيْفَ يَسْتَقْبِلُ ٱلْبَعْضُ ٱلْمُرْتَدِّينَ فِي بُيُوتِهِمْ؟‏