أهو مثال جدير بالاقتداء ام عبرة نتّعظ بها؟
أَهُوَ مِثَالٌ جَدِيرٌ بِٱلِٱقْتِدَاءِ أَمْ عِبْرَةٌ نَتَّعِظُ بِهَا؟
«إِلٰهُ يَعْقُوبَ . . . يُعَلِّمُنَا عَنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكُ فِي سُبُلِهِ». — اش ٢:٣.
١، ٢ مَاذَا نَسْتَفِيدُ مِنْ أَمْثِلَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
يَتَضَمَّنُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ رِوَايَاتٍ تُفِيدُنَا إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ. فَهُوَ يَزْخَرُ بِأَمْثِلَةٍ جَدِيرَةٍ بِٱلِٱقْتِدَاءِ لِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ تَحَلَّوْا بِصِفَاتٍ إِلهِيَّةٍ وَحَافَظُوا عَلَى أَمَانَتِهِمْ. (عب ١١:٣٢-٣٤) غَيْرَ أَنَّهُ يُخْبِرُنَا أَيْضًا عَنْ أَشْخَاصٍ رَسَمُوا بِمَوَاقِفِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ أَمْثِلَةً رَدِيئَةً نَتَّعِظُ بِهَا.
٢ وَفِي ٱلْوَاقِعِ، ثَمَّةَ أَفْرَادٌ مَذْكُورُونَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَرَكُوا مِثَالًا جَيِّدًا وَرَدِيئًا عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. إِلَيْكَ مِنْ هذَا ٱلْقَبِيلِ دَاوُدَ، ٱلرَّاعِيَ ٱلْمُتَوَاضِعَ ٱلَّذِي غَدَا مَلِكًا عَظِيمًا. لَا شَكَّ أَنَّكَ تَرَاهُ مِثَالًا فِي مَحَبَّةِ ٱلْحَقِّ وَٱلْوُثُوقِ بِيَهْوَهَ. إِلَّا أَنَّهُ ٱرْتَكَبَ أَيْضًا أَخْطَاءً جَسِيمَةً. فَقَدْ زَنَى مَعَ بَثْشَبَعَ وَقَتَلَ زَوْجَهَا أُورِيَّا، كَمَا أَنَّهُ أَجْرَى إِحْصَاءً يُخَالِفُ مَشِيئَةَ ٱللهِ. لكِنَّنَا فِي مَقَالَتِنَا هذِهِ، سَنَتَحَدَّثُ عَنِ ٱبْنِهِ سُلَيْمَانَ، وَهُوَ مَلِكٌ وَكَاتِبٌ مِنْ كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَسَنُنَاقِشُ بِدَايَةً مَجَالَيْنِ رَسَمَ فِيهِمَا مِثَالًا جَيِّدًا.
«حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ»
٣ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ سُلَيْمَانَ رَسَمَ لَنَا مِثَالًا جَيِّدًا؟
٣ اِمْتَدَحَ سُلَيْمَانُ ٱلْأَعْظَمُ، يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، ٱلْمَلِكَ سُلَيْمَانَ بِوَصْفِهِ مِثَالًا جَيِّدًا. فَقَدْ قَالَ لِبَعْضِ ٱلْيَهُودِ: «مَلِكَةُ ٱلْجَنُوبِ سَتَقُومُ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ مَعَ هٰذَا ٱلْجِيلِ وَتَحْكُمُ عَلَيْهِ، لِأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، وَهٰهُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ». (مت ١٢:٤٢) نَعَمِ، ٱشْتَهَرَ سُلَيْمَانُ بِحِكْمَتِهِ وَحَثَّنَا عَلَى ٱقْتِنَاءِ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.
٤، ٥ كَيْفَ صَارَ سُلَيْمَانُ حَكِيمًا، وَمَا ٱلْعَمَلُ لِٱقْتِنَاءِ هذِهِ ٱلصِّفَةِ؟
٤ تَرَاءَى يَهْوَهُ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ بُعَيْدَ ٱعْتِلَائِهِ ٱلْعَرْشَ وَدَعَاهُ إِلَى طَلَبِ مَا يَشَاءُ. فَٱلْتَمَسَ ٱلْحِكْمَةَ لِأَنَّهُ كَانَ يَعِي أَنَّهُ مَحْدُودُ ٱلْخِبْرَةِ. (اِقْرَأْ ١ ملوك ٣:٥-٩.) وَإِذْ حَسُنَ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ أَنَّهُ طَلَبَ ٱلْحِكْمَةَ لَا ٱلْغِنَى وَٱلْمَجْدَ، أَعْطَاهُ «قَلْبًا حَكِيمًا وَفَهِيمًا» وَجَعَلَهُ يَنْعَمُ بِٱلِٱزْدِهَارِ أَيْضًا. (١ مل ٣:١٠-١٤) فَكَمَا ذَكَرَ يَسُوعُ، كَانَتْ حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ لَافِتَةً جِدًّا بِحَيْثُ إِنَّ مَلِكَةَ سَبَأَ سَمِعَتْ بِهَا وَقَطَعَتْ مَسَافَةً طَوِيلَةً لِتَتَحَقَّقَ مِنْ صِحَّتِهَا. — ١ مل ١٠:١، ٤-٩.
٥ طَبْعًا، نَحْنُ لَا نَتَوَقَّعُ ٱقْتِنَاءَ ٱلْحِكْمَةِ عَلَى نَحْوٍ عَجَائِبِيٍّ. صَحِيحٌ مَا قَالَهُ سُلَيْمَانُ أَنَّ «يَهْوَهَ يُعْطِي ٱلْحِكْمَةَ»، لكِنَّهُ كَتَبَ أَنَّ عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ نَحْنُ ٱلْجُهْدَ لِلِٱتِّصَافِ بِهذِهِ ٱلصِّفَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ. فَقَدْ ذَكَرَ: ‹أَصْغِ بِأُذُنِكَ إِلَى ٱلْحِكْمَةِ، فَتُمِيلَ قَلْبَكَ إِلَى ٱلتَّمْيِيزِ›. كَمَا كَتَبَ أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ ‹نُنَادِيَ› ٱلْحِكْمَةَ، ‹نَطْلُبَهَا›، وَ ‹نَبْحَثَ عَنْهَا›. (ام ٢:١-٦) مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ بِإِمْكَانِنَا إِحْرَازَ ٱلْحِكْمَةِ.
٦ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَسْتَفِيدُ مِنْ مِثَالِ سُلَيْمَانَ ٱلْجَيِّدِ فِي ٱقْتِنَاءِ ٱلْحِكْمَةِ؟
٦ مِنْ هُنَا، يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ أُقَدِّرُ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْإِلهِيَّةَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ عَلَى غِرَارِ سُلَيْمَانَ؟›. لَقَدْ حَدَا عَدَمُ ٱلِٱسْتِقْرَارِ ٱلِٱقْتِصَادِيِّ بِكَثِيرِينَ إِلَى ٱلتَّرْكِيزِ عَلَى عَمَلِهِمِ ٱلدُّنْيَوِيِّ وَشُؤُونِهِمِ ٱلْمَادِّيَّةِ أَوْ أَثَّرَ فِي قَرَارَاتِهِمِ ام ٢:٩.
ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِنَوْعِ وَمِقْدَارِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي يُحَصِّلُونَهُ. فَمَاذَا عَنْكَ أَنْتَ وَعَائِلَتِكَ؟ هَلْ تُظْهِرُ خِيَارَاتُكُمْ أَنَّكُمْ تُقَدِّرُونَ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْإِلهِيَّةَ وَتَسْعَوْنَ وَرَاءَهَا؟ وَهَلْ يَلْزَمُ أَنْ تُعَدِّلُوا أَهْدَافَكُمْ بِحَيْثُ تُصْبِحُونَ أَوْفَرَ حِكْمَةً؟ حَقًّا، إِنَّ ٱقْتِنَاءَ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْعَمَلَ بِمُوجِبِهَا هُمَا لِخَيْرِكُمُ ٱلْأَبَدِيِّ. كَتَبَ سُلَيْمَانُ: «حِينَئِذٍ تَفْهَمُ ٱلْبِرَّ وَٱلْعَدْلَ وَٱلِٱسْتِقَامَةَ، كُلَّ سَبِيلٍ صَالِحٍ». —تَرْفِيعُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ جَلَبَ ٱلسَّلَامَ
٧ كَيْفَ صَارَ لِلهِ هَيْكَلٌ ضَخْمٌ؟
٧ قَامَ سُلَيْمَانُ فِي أَوَائِلِ مُلْكِهِ بِبِنَاءِ هَيْكَلٍ عَظِيمٍ حَلَّ مَحَلَّ ٱلْمَسْكَنِ ٱلَّذِي ٱسْتُخْدِمَ مُنْذُ أَيَّامِ مُوسَى. (١ مل ٦:١) صَحِيحٌ أَنَّنَا نَدْعُوهُ هَيْكَلَ سُلَيْمَانَ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَبْنِهِ كَيْ يَذِيعَ صِيتُهُ كَمُهَنْدِسٍ أَوْ مُحْسِنٍ ثَرِيٍّ. فَٱلْفِكْرَةُ لَمْ تَكُنْ فِكْرَتَهُ. فَدَاوُدُ هُوَ مَنِ ٱقْتَرَحَ أَوَّلًا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ وَتَبَرَّعَ بِٱلْكَثِيرِ لِتَمْوِيلِهِ، وَٱللهُ هُوَ مَنْ زَوَّدَهُ بِتَصَامِيمَ مُفَصَّلَةٍ لِلْهَيْكَلِ وَلِعَتَادِهِ. (٢ صم ٧:٢، ١٢، ١٣؛ ١ اخ ٢٢:١٤-١٦) مَعَ ذلِكَ، عُهِدَ إِلَى سُلَيْمَانَ أَنْ يُنْجِزَ هذَا ٱلْمَشْرُوعَ ٱلَّذِي دَامَ سَبْعَ سِنِينَ وَنِصْفًا. — ١ مل ٦:٣٧، ٣٨؛ ٧:٥١.
٨، ٩ (أ) أَيُّ مِثَالٍ جَيِّدٍ رَسَمَهُ سُلَيْمَانُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى ٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ؟ (ب) مَاذَا نَجَمَ عَنْ تَرْفِيعِ سُلَيْمَانَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟
٨ رَسَمَ سُلَيْمَانُ مِثَالًا حَسَنًا فِي ٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى ٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ وَٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً. فَحِينَ أُكْمِلَ بِنَاءُ ٱلْهَيْكَلِ وَوُضِعَ فِيهِ تَابُوتُ ٱلْعَهْدِ، قَدَّمَ سُلَيْمَانُ صَلَاةً عَلَنِيَّةً إِلَى يَهْوَهَ قَالَ فِيهَا: «[لِتَكُنْ] عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ عَلَى هٰذَا ٱلْبَيْتِ لَيْلًا وَنَهَارًا، عَلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي قُلْتَ: ‹يَكُونُ ٱسْمِي فِيهِ›، لِتَسْمَعَ ٱلصَّلَاةَ ٱلَّتِي يُصَلِّيهَا خَادِمُكَ نَحْوَ هٰذَا ٱلْمَكَانِ». (١ مل ٨:٦، ٢٩) وَقَدْ صَارَ بِإِمْكَانِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَٱلْغُرَبَاءِ ٱلصَّلَاةُ نَحْوَ هذَا ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي دُعِيَ ٱسْمُ ٱللهِ عَلَيْهِ. — ١ مل ٨:٣٠، ٤١-٤٣، ٦٠.
٩ وَمَاذَا نَجَمَ عَنْ تَرْفِيعِ سُلَيْمَانَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟ بَعْدَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِتَدْشِينِ ٱلْهَيْكَلِ، ذَهَبَ ٱلشَّعْبُ «فَرِحِينَ وَطَيِّبِي ٱلْقَلْبِ بِسَبَبِ كُلِّ ٱلْخَيْرِ ٱلَّذِي صَنَعَ يَهْوَهُ لِدَاوُدَ خَادِمِهِ وَلِإِسْرَائِيلَ». (١ مل ٨:٦٥، ٦٦) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، ٱتَّسَمَ مُلْكُ سُلَيْمَانَ ٱلَّذِي دَامَ ٤٠ سَنَةً بِسَلَامٍ وَٱزْدِهَارٍ ٱسْتِثْنَائِيَّيْنِ. (اِقْرَأْ ١ ملوك ٤:٢٠، ٢١، ٢٥.) وَٱلْمَزْمُورُ ٧٢ يَصِفُ فَتْرَةَ ٱلِٱزْدِهَارِ هذِهِ وَيُعْطِينَا فِكْرَةً وَاضِحَةً عَنِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي سَتُغْدَقُ عَلَيْنَا فِي ظِلِّ حُكْمِ سُلَيْمَانَ ٱلْأَعْظَمِ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. — مز ٧٢:٦-٨، ١٦.
مِثَالُ سُلَيْمَانَ ٱلرَّدِيءُ
١٠ أَيُّ خَطَإٍ ٱرْتَكَبَهُ سُلَيْمَانُ يُمْكِنُ أَنْ يَتَبَادَرَ إِلَى ذِهْنِنَا سَرِيعًا؟
١٠ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ فِي مَسْلَكِ سُلَيْمَانَ عِبْرَةً لَنَا؟ أَوَّلُ مَا قَدْ يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِكَ هُوَ زَوْجَاتُهُ وَسَرَارِيُّهُ ٱلْغَرِيبَاتُ. نَقْرَأُ: «كَانَ فِي زَمَنِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ زَوْجَاتِهِ أَمَلْنَ قَلْبَهُ إِلَى ٱتِّبَاعِ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ». (١ مل ١١:١-٦) وَأَنْتَ طَبْعًا عَاقِدُ ٱلْعَزْمِ أَلَّا تَسِيرَ فِي مَسْلَكِ ٱلْحَمَاقَةِ هذَا. لكِنْ ثَمَّةَ تَفَاصِيلُ أُخْرَى فِي حَيَاةِ سُلَيْمَانَ تُشَكِّلُ تَحْذِيرًا لَنَا. فَلْنُلْقِ ٱلْآنَ ٱلضَّوْءَ عَلَى بَعْضٍ مِنْهَا لِأَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ تَفُوتَنَا.
١١ أَيَّةُ ٱسْتِنْتَاجَاتٍ نَصِلُ إِلَيْهَا بِشَأْنِ زَوَاجِ سُلَيْمَانَ ٱلْأَوَّلِ؟
١١ لَقَدْ طَالَتْ فَتْرَةُ مُلْكِ سُلَيْمَانَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. (٢ اخ ٩:٣٠) بِنَاءً عَلَى ذلِكَ، مَاذَا تَسْتَنْتِجُ مِنْ ١ مُلُوكِ ١٤:٢١؟ (اِقْرَأْهَا.) تُخْبِرُنَا هذِهِ ٱلْآيَةُ أَنَّهُ لَدَى مَوْتِ سُلَيْمَانَ، تَوَلَّى ٱبْنُهُ رَحُبْعَامُ ٱلْمُلْكَ وَهُوَ ٱبْنُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَانَ ٱسْمُ أُمِّهِ «نَعْمَةَ ٱلْعَمُّونِيَّةَ». وَهذَا يَعْنِي أَنَّ سُلَيْمَانَ ٱتَّخَذَ لِنَفْسِهِ، قَبْلَ ٱرْتِقَائِهِ ٱلْعَرْشَ، زَوْجَةً غَرِيبَةً مِنْ أُمَّةٍ مُعَادِيَةٍ تَعْبُدُ آلِهَةً صَنَمِيَّةً. (قض ١٠:٦؛ ٢ صم ١٠:٦) وَهَلْ تَخَلَّتْ زَوْجَتُهُ عَنْ عِبَادَةِ تِلْكَ ٱلْآلِهَةِ وَٱعْتَنَقَتِ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ مِثْلَمَا عَمِلَتْ رَاحَابُ وَرَاعُوثُ؟ لَا يُمْكِنُنَا ٱلْجَزْمُ بِهذَا ٱلْمَوْضُوعِ. (را ١:١٦؛ ٤:١٣-١٧؛ مت ١:٥، ٦) لكِنْ، وَإِنْ صَحَّ ذلِكَ، فَلَا بُدَّ أَنَّ سُلَيْمَانَ، بِزَوَاجِهِ هذَا، بَاتَ لَدَيْهِ أَنْسِبَاءُ عَمُّونِيُّونَ لَا يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ.
١٢، ١٣ أَيُّ قَرَارٍ خَاطِئٍ ٱتَّخَذَهُ سُلَيْمَانُ فِي بِدَايَةِ حُكْمِهِ، وَأَيَّةُ طَرِيقَةِ تَحْلِيلٍ رُبَّمَا فَكَّرَ فِيهَا؟
١٢ بُعَيْدَ ٱعْتِلَاءِ كُرْسِيِّ ٱلْمُلْكِ، آلَتْ حَالُ سُلَيْمَانَ إِلَى أَسْوَأَ. فَقَدْ «صَاهَرَ . . . فِرْعَوْنَ مَلِكَ مِصْرَ وَأَخَذَ بِنْتَ فِرْعَوْنَ وَأَحْضَرَهَا إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ». (١ مل ٣:١) وَهَلْ حَذَتْ هذِهِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلْمِصْرِيَّةُ حَذْوَ رَاعُوثَ بِتَبَنِّي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟ مَا مِنْ دَلِيلٍ عَلَى ذلِكَ. حَتِّى إِنَّ سُلَيْمَانَ بَنَى فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ لَهَا (وَرُبَّمَا لِجَوَارِيهَا ٱلْمِصْرِيَّاتِ) بَيْتًا خَارِجَ مَدِينَةِ دَاوُدَ. لِمَاذَا؟ لَقَدْ شَعَرَ أَنَّهُ مِنْ غَيْرِ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يَسْكُنَ أَيٌّ مِنْ عَبَدَةِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ قُرْبَ تَابُوتِ ٱلْعَهْدِ. — ٢ اخ ٨:١١.
١٣ لَعَلَّهُ كَانَ فِي نِيَّةِ سُلَيْمَانَ تَوْطِيدُ ٱلْعَلَاقَةِ بَيْنَ إِسْرَائِيلَ وَمِصْرَ مِنْ خِلَالِ زَوَاجِهِ بِٱلْأَمِيرَةِ ٱلْمِصْرِيَّةِ. وَلكِنْ هَلْ تُبَرِّرُ هذِهِ ٱلْغَايَةُ فِعْلَتَهُ؟ قَبْلَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ، نَهَى ٱللهُ عَنْ مُصَاهَرَةِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلْوَثَنِيِّينَ، حَتَّى إِنَّهُ ذَكَرَ بَعْضَ ٱلشُّعُوبِ بِٱلِٱسْمِ. (خر ٣٤:١١-١٦) وَهَلْ غَضَّ سُلَيْمَانُ ٱلنَّظَرَ عَنْ هذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ لِأَنَّ مِصْرَ لَمْ تُدْرَجْ بَيْنَهَا؟ حَتَّى لَوْ كَانَ ٱفْتِرَاضُنَا صَحِيحًا، فَهَلْ يُمْكِنُ ٱعْتِبَارُ طَرِيقَةِ تَحْلِيلِهِ مَقْبُولَةً؟ فِي ٱلْوَاقِعِ، لَقَدْ تَجَاهَلَ سُلَيْمَانُ ٱلْخَطَرَ ٱلْوَاضِحَ ٱلَّذِي نَبَّهَ مِنْهُ يَهْوَهُ: خَطَرَ ٱلتَّحَوُّلِ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ إِلَى ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. — اِقْرَأْ تثنية ٧:١-٤.
١٤ أَيَّةُ عِبْرَةٍ نَجِدُهَا فِي مَسْلَكِ سُلَيْمَانَ؟
١٤ وَمَاذَا عَنَّا؟ هَلْ نَجِدُ فِي مَسْلَكِ سُلَيْمَانَ عِبْرَةً لَنَا؟ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَدْ تُسَوِّغُ أُخْتٌ لِنَفْسِهَا ٱلِٱرْتِبَاطَ بِشَخْصٍ غَيْرِ مُؤْمِنٍ مُخَالِفَةً تَوْجِيهَ ٱللهِ أَنْ تَتَزَوَّجَ «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ». (١ كو ٧:٣٩) أَيْضًا، يُمْكِنُ أَنْ يَخْتَلِقَ ٱلطَّالِبُ أَعْذَارًا لِلْمُشَارَكَةِ فِي نَشَاطَاتٍ لَا تَنْدَرِجُ فِي ٱلْمِنْهَاجِ ٱلدِّرَاسِيِّ، كَٱلْأَلْعَابِ ٱلرِّيَاضِيَّةِ وَٱلْمُنْتَدَيَاتِ. أَوْ قَدْ يُعْطِي ٱلْمَرْءُ لِنَفْسِهِ ٱلْمُبَرِّرَاتِ لِعَدَمِ ٱلْإِفْصَاحِ عَنْ كُلِّ ٱلْأَرْبَاحِ ٱلْخَاضِعَةِ لِلضَّرِيبَةِ، أَوْ لِلْكَذِبِ عِنْدَمَا يُطْلَبُ مِنْهُ ٱلْكَشْفُ عَنْ تَصَرُّفَاتٍ تُسَبِّبُ لَهُ ٱلْإِحْرَاجَ. فَحَذَارِ مِنْ تَدْبِيرِ ٱلْأَعْذَارِ بِهَدَفِ ٱلتَّمَلُّصِ مِنْ إِطَاعَةِ إِرْشَادِ ٱللهِ!
١٥ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ ٱلرَّحْمَةَ لِسُلَيْمَانَ، لكِنْ أَيُّ أَمْرٍ يَجِبُ أَلَّا يَغِيبَ عَنْ بَالِنَا؟
١٥ مِنَ ٱللَّافِتِ أَنَّهُ بَعْدَ ٱلْإِتْيَانِ عَلَى ذِكْرِ زَوَاجِ سُلَيْمَانَ مِنْ تِلْكَ ٱلْأَمِيرَةِ ٱلْأَجْنَبِيَّةِ، يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱللهَ لَبَّى طَلَبَهُ لِلْحِكْمَةِ وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِٱلثَّرَاءِ. (١ مل ٣:١٠-١٣) صَحِيحٌ أَنَّ سُلَيْمَانَ تَجَاهَلَ وَصَايَا ٱللهِ، لكِنْ مَا مِنْ إِشَارَةٍ أَنَّ يَهْوَهَ رَفَضَهُ عَلَى ٱلْفَوْرِ كَمَلِكٍ أَوْ أَنَّبَهُ بِشِدَّةٍ. وَهذَا يَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْوَاقِعِ أَنَّ ٱللهَ يَذْكُرُ أَنَّنَا بَشَرٌ نَاقِصُونَ مَجْبُولُونَ مِنْ تُرَابٍ. (مز ١٠٣:١٠، ١٣، ١٤) مَعَ ذلِكَ، لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّنَا سَنَحْصُدُ عَوَاقِبَ تَصَرُّفَاتِنَا عَاجِلًا أَوْ آجِلًا.
زَوْجَاتٌ كَثِيرَاتٌ
١٦ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ تَجَاهَلَهَا سُلَيْمَانُ بِٱتِّخَاذِهِ زَوْجَاتٍ كَثِيرَاتٍ؟
١٦ فِي سِفْرِ نَشِيدِ ٱلْأَنَاشِيدِ، قَالَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ بِإِعْجَابٍ عَنْ فَتَاةٍ عَذْرَاءَ إِنَّهَا أَجْمَلُ مِنْ سِتِّينَ مَلِكَةً وَثَمَانِينَ سُرِّيَّةً. (نش ٦:١، ٨-١٠) وَلَرُبَّمَا كَانَ يُشِيرُ بِذلِكَ إِلَى عَدَدِ ٱلزَّوْجَاتِ وَٱلسَّرَارِيِّ ٱللَّوَاتِي كُنَّ لَهُ فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ. لكِنْ حَتَّى لَوْ كَانَتْ غَالِبِيَّتُهُنَّ أَوْ جَمِيعُهُنَّ يَعْبُدْنَ ٱلْإِلهَ ٱلْحَقَّ، فَقَدْ كَانَ سُلَيْمَانُ يَعْصِي ٱللهَ ٱلَّذِي أَوْصَى مُلُوكَ إِسْرَائِيلَ بِفَمِ مُوسَى ‹أَلَّا يُكَثِّرُوا لِنَفْسِهِمِ ٱلزَّوْجَاتِ، لِئَلَّا يَزِيغَ قَلْبُهُمْ›. (تث ١٧:١٧) إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ فِي هذِهِ ٱلْمَرَّةِ أَيْضًا، لَمْ يُحَوِّلْ وَجْهَهُ عَنْ سُلَيْمَانَ. بَلِ ٱسْتَمَرَّ يُبَارِكُهُ وَأَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ سِفْرَ نَشِيدِ ٱلْأَنَاشِيدِ.
١٧ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ يَجِبُ إِبْقَاؤُهَا فِي ٱلْبَالِ؟
١٧ وَلكِنْ هَلْ يَدُلُّ ذلِكَ أَنَّهُ كَانَ فِي وُسْعِ سُلَيْمَانَ، أَوْ أَنَّهُ فِي وُسْعِنَا نَحْنُ، ٱنْتِهَاكُ تَوْجِيهِ ٱللهِ وَٱلْإِفْلَاتُ مِنَ ٱلْعِقَابِ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱللهَ يُعْرِبُ عَنِ ٱلصَّبْرِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ، إِلَّا أَنَّ تَجَاهُلَ ٱلْمَرْءِ وَصَايَاهُ دُونَ أَنْ يَحْصُدَ عَوَاقِبَ سَلْبِيَّةً عَلَى ٱلْفَوْرِ لَا يَعْنِي أَنَّهُ لَنْ يَدْفَعَ ٱلثَّمَنَ. فَقَدْ كَتَبَ سُلَيْمَانُ: «لَمَّا كَانَ ٱلْحُكْمُ عَلَى ٱلْعَمَلِ ٱلرَّدِيءِ لَا يُنَفَّذُ بِسُرْعَةٍ، فَلِذٰلِكَ قَدِ ٱمْتَلَأَ قَلْبُ بَنِي ٱلْبَشَرِ فِيهِمْ إِصْرَارًا عَلَى فِعْلِ ٱلسُّوءِ». وَأَضَافَ: «لٰكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ خَائِفِي ٱللهِ يَكُونُ لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنَّهُمْ خَافُوهُ». — جا ٨:١١، ١٢.
١٨ كَيْفَ تُوضِحُ حَالَةُ سُلَيْمَانَ مَا تَقُولُهُ غَلَاطِيَةُ ٦:٧؟
١٨ يَا لَيْتَ سُلَيْمَانَ ٱكْتَرَثَ لِتِلْكَ ٱلْحَقِيقَةِ ٱلْمُوحَى بِهَا مِنَ ٱللهِ! صَحِيحٌ أَنَّهُ فَعَلَ صَلَاحًا كَثِيرًا وَحَظِيَ بِٱلْبَرَكَاتِ ٱلْإِلهِيَّةِ مُدَّةً طَوِيلَةً، إِلَّا أَنَّهُ مَعَ ٱلْوَقْتِ، رَاحَ يَقُومُ بِخُطْوَةٍ خَاطِئَةٍ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى بِحَيْثُ ٱعْتَادَ فِعْلَ ٱلْخَطَإِ. فَكَمْ صَحِيحَةٌ هِيَ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي أُلْهِمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِتَدْوِينِهَا لَاحِقًا: «لَا تَضِلُّوا: اَللهُ لَا يُسْخَرُ مِنْهُ. فَإِنَّ مَا يَزْرَعُهُ ٱلْإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا»! (غل ٦:٧) فَفِي آخِرِ ٱلْمَطَافِ، حَصَدَ سُلَيْمَانُ عَاقِبَةَ ٱلتَّغَاضِي عَنْ إِرْشَادِ ٱللهِ. نَقْرَأُ: «أَحَبَّ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ زَوْجَاتٍ غَرِيبَاتٍ كَثِيرَاتٍ مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصَيْدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ». (١ مل ١١:١) وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، ظَلَّتْ كَثِيرَاتٌ مِنْهُنَّ يَعْبُدْنَ ٱلْآلِهَةَ ٱلْبَاطِلَةَ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي أَثَّرَ فِي سُلَيْمَانَ وَرَدَّهُ عَنِ ٱتِّبَاعِ ٱللهِ وَسَلَبَهُ رِضَاهُ. — اِقْرَأْ ١ ملوك ١١:٤-٨.
تَشَبَّهْ بِمِثَالِهِ ٱلْجَيِّدِ وَٱتَّعِظْ بِمِثَالِهِ ٱلرَّدِيءِ
١٩ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَضُمُّ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْجَيِّدَةِ؟
١٩ أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى بُولُسَ أَنْ يُدَوِّنَ مَا يَلِي: «كُلُّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ كُتِبَ لِإِرْشَادِنَا، حَتَّى بِٱحْتِمَالِنَا وَبِٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ». (رو ١٥:٤) وَتَشْمُلُ هذِهِ ٱلْكِتَابَاتُ رِوَايَاتٍ عَنِ ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ ٱلَّذِينَ رَسَمُوا أَمْثِلَةً جَيِّدَةً بِإِيمَانِهِمِ ٱلْبَارِزِ بِحَيْثُ إِنَّ بُولُسَ ذَكَرَ عَنْهُمْ: «مَاذَا أَقُولُ بَعْدُ؟ لِأَنَّ ٱلْوَقْتَ يُعْوِزُنِي إِنْ أَخَذْتُ أَرْوِي عَنْ جِدْعُونَ وَبَارَاقَ وَشَمْشُونَ وَيَفْتَاحَ وَدَاوُدَ وَصَمُوئِيلَ وَٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلْآخَرِينَ، ٱلَّذِينَ بِٱلْإِيمَانِ كَسَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا وُعُودًا، . . . تَقَوَّوْا مِنْ حَالَةِ ضُعْفٍ». (عب ١١:٣٢-٣٤) إِذًا، تَضُمُّ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَمْثِلَةً جَيِّدَةً يُمْكِنُنَا، بَلْ يَنْبَغِي لَنَا، ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْهَا وَٱلِٱحْتِذَاءُ بِهَا.
٢٠، ٢١ لِمَاذَا أَنْتُمْ عَازِمُونَ عَلَى ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلرَّدِيئَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ؟
٢٠ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، تَرِدُ أَيْضًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ رِوَايَاتٌ عَنْ أَشْخَاصٍ تَرَكُوا أَمْثِلَةً رَدِيئَةً، بَيْنَهُمْ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ خَدَمُوا يَهْوَهَ وَنَعِمُوا بِرِضَاهُ فِي مَرْحَلَةٍ مَا مِنْ حَيَاتِهِمْ لكِنَّهُمْ حَادُوا فِي مَا بَعْدُ عَنْ عِبَادَتِهِ. وَفِيمَا نَقْرَأُ هذِهِ ٱلْقِصَصَ، نُدْرِكُ أَنَّ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ طَوَّرُوا عَلَى نَحْوٍ تَدْرِيجِيٍّ مَوَاقِفَ وَمُيُولًا خَاطِئَةً جَلَبَتْ لَهُمْ فِي ٱلنِّهَايَةِ عَوَاقِبَ وَخِيمَةً. فَكَيْفَ نَسْتَمِدُّ ٱلدُّرُوسَ مِنْ هذِهِ ٱلْحَوَادِثِ؟ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹كَيْفَ بَدَأَ هذَا ٱلشَّخْصُ يُفَكِّرُ بِطَرِيقَةٍ خَاطِئَةٍ؟ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ مَعِي؟ مَاذَا أَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ لِأَتَلَافَى ذلِكَ وَأَتَعَلَّمَ مِنْ هذِهِ ٱلْعِبَرِ؟›.
٢١ نَعَمْ، لِنَتَأَمَّلْ جِدِّيًّا فِي هذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ مُبْقِينَ فِي بَالِنَا مَا كَتَبَهُ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ: «هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ أَصَابَتْهُمْ مِثَالًا، وَكُتِبَتْ تَحْذِيرًا لَنَا، نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱنْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ»! — ١ كو ١٠:١١.
مَاذَا تَعَلَّمْتُمْ؟
• لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَضُمُّ أَمْثِلَةً جَيِّدَةً وَرَدِيئَةً عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ؟
• كَيْفَ سَمَحَ سُلَيْمَانُ لِحَيَاتِهِ أَنْ تَتَّخِذَ مَنْحًى سَيِّئًا؟
• مَاذَا تَتَعَلَّمُونَ مِنْ مِثَالِ سُلَيْمَانَ ٱلرَّدِيءِ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٩]
طَبَّقَ سُلَيْمَانُ ٱلْحِكْمَةَ ٱلَّتِي نَالَهَا مِنَ ٱللهِ
[الصورتان في الصفحة ١٢]
هَلْ تَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ سُلَيْمَانَ ٱلرَّدِيءِ؟