الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

المسيحيون الحقيقيون يحترمون كلمة الله

المسيحيون الحقيقيون يحترمون كلمة الله

‏«كَلِمَتُكَ هِيَ حَقٌّ».‏ —‏ يو ١٧:‏١٧‏.‏

١ مِنِ ٱخْتِبَارِكُمُ ٱلشَّخْصِيِّ،‏ ٱذْكُرُوا مَجَالًا مُهِمًّا يَتَمَيَّزُ فِيهِ شُهُودُ يَهْوَهَ عَنِ ٱلطَّوَائِفِ ٱلْأُخْرَى.‏

هَلْ تَذْكُرُ أَوَّلَ مَرَّةٍ تَنَاقَشْتَ فِيهَا نِقَاشًا جِدِّيًّا مَعَ أَحَدِ شُهُودِ يَهْوَهَ؟‏ مَا ٱلَّذِي لَفَتَ نَظَرَكَ آنَذَاكَ؟‏ يُجِيبُ كَثِيرُونَ:‏ ‹لَقَدْ أَثَّرَ فِيَّ أَنَّ ٱلشَّاهِدَ أَجَابَ عَنْ أَسْئِلَتِي بِوَاسِطَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ›.‏ وَيَا لَلْفَرَحِ ٱلَّذِي شَعَرْنَا بِهِ حِينَ عَرَفْنَا مَا هُوَ قَصْدُ ٱللهِ نَحْوَ ٱلْأَرْضِ،‏ مَاذَا يَحْدُثُ لَنَا عِنْدَمَا نَمُوتُ،‏ وَمَاذَا يُخَبِّئُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ لِأَحِبَّائِنَا ٱلْمَوْتَى!‏

٢ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي دَفَعَتْكُمْ إِلَى تَقْدِيرِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

٢ وَلكِنْ فِيمَا تَعَمَّقْنَا فِي ٱلدَّرْسِ،‏ أَدْرَكْنَا أَنَّ فَائِدَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَا تَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْإِجَابَةِ عَنْ أَسْئِلَتِنَا بِشَأْنِ ٱلْحَيَاةِ وَٱلْمَوْتِ وَٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ فَمَشُورَتُهُ ٱلْعَمَلِيَّةُ لَا يَحُدُّهَا زَمَنٌ،‏ وَمَنْ يَتَّبِعُهَا بِدِقَّةٍ يُحَقِّقُ ٱلنَّجَاحَ وَٱلسَّعَادَةَ فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ مَا يَجْعَلُهُ أَنْفَعَ كِتَابٍ فِي ٱلْعَالَمِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ مزمور ١:‏١-‏٣‏.‏‏)‏ وَلَطَالَمَا قَبِلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ «لَا كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ،‏ بَلْ كَمَا هِيَ حَقًّا كَكَلِمَةِ ٱللهِ».‏ (‏١ تس ٢:‏١٣‏)‏ وَٱلنَّبْذَةُ ٱلتَّارِيخِيَّةُ ٱلتَّالِيَةُ كَفِيلَةٌ أَنْ تُبْرِزَ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ ٱلَّذِينَ يَحْتَرِمُونَ كَلِمَةَ ٱللهِ حَقًّا وَٱلَّذِينَ لَا يَحْتَرِمُونَهَا.‏

بَتُّ قَضِيَّةٍ شَائِكَةٍ

٣ مَا ٱلْمَسْأَلَةُ ٱلَّتِي عَرَّضَتْ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لِلْخَطَرِ،‏ وَكَيْفَ هَدَّدَ ذلِكَ سَلَامَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَأَمْنَهُمْ؟‏

٣ بَعْدَ ١٣ سَنَةً مِنْ مَسْحِ كَرْنِيلِيُوسَ،‏ أَوَّلِ أُمَمِيٍّ أَغْلَفَ ٱهْتَدَى إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ أُثِيرَتْ مَسْأَلَةٌ هَدَّدَتْ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَقَدْ كَانَتْ أَعْدَادُ ٱلْأُمَمِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَعْتَنِقُونَ ٱلدِّينَ ٱلْمَسِيحِيَّ تَتَزَايَدُ،‏ مَا أَنْشَأَ ٱلسُّؤَالَ:‏ هَلْ يَجِبُ أَنْ يَخْتَتِنَ ٱلرِّجَالُ وَفْقًا لِلتَّقْلِيدِ ٱلْيَهُودِيِّ قَبْلَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ؟‏ لَمْ يَكُنْ سَهْلًا عَلَى مَسِيحِيٍّ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يُجِيبَ عَلَى هذَا ٱلسُّؤَالِ.‏ فَٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ حَفِظُوا ٱلشَّرِيعَةَ مَا كَانُوا لِيَدْخُلُوا بَيْتَ أُمَمِيٍّ،‏ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ أَنْ يُصَادِقُوهُ!‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ كَانُوا يُعَانُونَ ٱضْطِهَادًا مَرِيرًا لِأَنَّهُمْ غَيَّرُوا دِينَهُمْ.‏ فَمَاذَا يَحُلُّ بِهِمْ لَوْ تَجَرَّأُوا عَلَى ٱلتَّرْحِيبِ بِأُمَمِيِّينَ غُلْفٍ فِي وَسْطِهِمْ؟‏ أَمَا كَانَ ذلِكَ سَيُوَسِّعُ ٱلشَّرْخَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَتْبَاعِ ٱلدِّيَانَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ وَيُعَرِّضُهُمْ لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ وَٱلتَّعْيِيرِ؟‏ —‏ غل ٢:‏١١-‏١٤‏.‏

٤ مَنِ ٱجْتَمَعَ لِبَتِّ ٱلْمَسْأَلَةِ،‏ وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ رُبَّمَا خَطَرَتْ بِبَالِ ٱلْمُرَاقِبِينَ؟‏

٤ عَامَ ٤٩ ب‌م،‏ ٱجْتَمَعَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ وَهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَهُودٌ مَخْتُونُونَ،‏ «لِيَنْظُرُوا فِي هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ».‏ (‏اع ١٥:‏٦‏)‏ وَفِي هذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ،‏ لَمْ يَتَخَبَّطِ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ فِي جَدَلٍ لَاهُوتِيٍّ مُرْهِقٍ حَوْلَ تَفَاصِيلَ مُمِلَّةٍ،‏ بَلْ أَجْرَوْا نِقَاشًا عَقَائِدِيًّا شَيِّقًا أَبْدَى فِيهِ كُلُّ طَرَفٍ رَأْيَهُ بِٱقْتِنَاعٍ شَدِيدٍ.‏ فَهَلْ كَانُوا سَيَسْمَحُونَ لِلتَّحَامُلِ أَوْ لِلتَّفْضِيلَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ أَنْ تَكُونَ سَيِّدَةَ ٱلْمَوْقِفِ؟‏ هَلْ كَانَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسْؤُولُونَ سَيُؤَجِّلُونَ بَتَّ ٱلْقَضِيَّةِ رَيْثَمَا يَتَحَسَّنُ ٱلْمُنَاخُ ٱلدِّينِيُّ مِنْ حَوْلِهِمْ،‏ أَوْ يَخْرُجُونَ بِتَسْوِيَةٍ يَتَنَازَلُ بِمُوجَبِهَا كُلُّ فَرِيقٍ عَنْ قَنَاعَاتِهِ بُغْيَةَ ٱلتَّوَصُّلِ إِلَى إِجْمَاعٍ،‏ أَيِّ إِجْمَاعٍ؟‏

٥ كَيْفَ ٱخْتَلَفَ ٱلِٱجْتِمَاعُ ٱلْمَعْقُودُ فِي أُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٤٩ ب‌م عَنِ ٱلْمَجَامِعِ ٱلْكَنَسِيَّةِ فِي ٱلْقُرُونِ ٱللَّاحِقَةِ؟‏

٥ إِنَّ ٱلتَّسْوِيَاتِ وَٱلضُّغُوطَ أَمْرَانِ شَائِعَانِ فِي ٱلْمَجَامِعِ ٱلْكَنَسِيَّةِ.‏ لكِنَّ ٱلِٱجْتِمَاعَ ٱلْمَعْقُودَ فِي أُورُشَلِيمَ لَمْ يُسْفِرْ عَنْ أَيَّةِ تَسْوِيَةٍ،‏ وَلَا مَارَسَتْ جَمَاعَاتُ ٱلضَّغْطِ نُفُوذَهَا لِتَصُبَّ ٱلْأَصْوَاتُ فِي مَصْلَحَتِهَا.‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْمُجْتَمِعِينَ ٱتَّخَذُوا قَرَارَهُمْ بِٱلْإِجْمَاعِ.‏ فَكَيْفَ ٱسْتَطَاعُوا ذلِكَ؟‏ صَحِيحٌ أَنَّ كُلًّا مِنْهُمْ كَانَ مُقْتَنِعًا بِرَأْيِهِ تَمَامَ ٱلِٱقْتِنَاعِ،‏ إِلَّا أَنَّ جَمِيعَ ٱلْحَاضِرِينَ ٱحْتَرَمُوا كَلِمَةَ ٱللهِ،‏ وَهذِهِ ٱلْكِتَابَاتُ ٱلْمُقَدَّسَةُ حَمَلَتْ فِي طَيَّاتِهَا مِفْتَاحَ ٱلْحَلِّ.‏ —‏ اِقْرَأْ مزمور ١١٩:‏٩٧-‏١٠١‏.‏

٦،‏ ٧ كَيْفَ حَلَّ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ مَسْأَلَةَ ٱلْخِتَانِ عَلَى ضَوْءِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏

٦ كَانَ ٱلنَّصُّ ٱلَّذِي سَاهَمَ فِي بَتِّ ٱلْمَسْأَلَةِ كَلِمَاتِ عَامُوس ٩:‏١١،‏ ١٢‏.‏ وَهِيَ تَرِدُ فِي أَعْمَال ١٥:‏١٦،‏ ١٧ كَمَا يَلِي:‏ «سَأَرْجِعُ .‏ .‏ .‏ وَأُعِيدُ بِنَاءَ مَظَلَّةِ دَاوُدَ ٱلسَّاقِطَةِ،‏ وَأُعِيدُ بِنَاءَ أَنْقَاضِهَا وَأَنْصِبُهَا ثَانِيَةً،‏ لِكَيْ يَجِدَّ فِي طَلَبِ يَهْوَهَ ٱلْبَاقُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ،‏ مَعَ أُنَاسٍ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،‏ أُنَاسٍ يُدْعَوْنَ بِٱسْمِي،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ».‏

٧ لكِنْ رُبَّ قَائِلٍ يَقُولُ إِنَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ لَا تَذْكُرُ أَنَّ ٱلْخِتَانَ غَيْرُ مَطْلُوبٍ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ.‏ هذَا صَحِيحٌ،‏ لكِنْ لَا بُدَّ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ فَهِمُوا ٱلْمَغْزَى.‏ فَهُمْ لَمْ يَعْتَبِرُوا ٱلْأُمَمِيِّينَ ٱلْمَخْتُونِينَ ‏‹أُنَاسًا مِنَ ٱلْأُمَمِ› بَلْ إِخْوَةً.‏ (‏خر ١٢:‏٤٨،‏ ٤٩‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تَقُولُ أَسْتِير ٨:‏١٧ فِي ٱلسَّبْعِينِيَّةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ،‏ بِحَسَبِ تَرْجَمَةِ بَاڠْسْتِر بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ:‏ «اِخْتَتَنَ أُمَمِيُّونَ كَثِيرُونَ،‏ وَصَارُوا يَهُودًا».‏ لذلِكَ،‏ عِنْدَمَا أَنْبَأَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ بَقِيَّةَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ (‏ٱلْيَهُودَ وَٱلْمُتَهَوِّدِينَ ٱلْمَخْتُونِينَ)‏ مَعَ ‏«أُنَاسٍ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ» (‏ٱلْأُمَمِيِّينَ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ‏)‏ سَيَصِيرُونَ شَعْبًا وَاحِدًا عَلَى ٱسْمِ ٱللهِ،‏ كَانَتِ ٱلرِّسَالَةُ وَاضِحَةً:‏ لَمْ يَكُنِ ٱلْخِتَانُ مَطْلُوبًا مِنَ ٱلْأُمَمِيِّينَ لِكَيْ يُصْبِحُوا مَسِيحِيِّينَ.‏

٨ لِمَ كَانَتِ ٱلشَّجَاعَةُ ضَرُورِيَّةً لِحَسْمِ ٱلْمَسْأَلَةِ؟‏

٨ قَادَتْ كَلِمَةُ ٱللهِ وَرُوحُهُ أُولئِكَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُخْلِصِينَ إِلَى ٱتِّفَاقٍ «بِٱلْإِجْمَاعِ».‏ (‏اع ١٥:‏٢٥‏)‏ وَمَعَ أَنَّ هذَا ٱلْقَرَارَ كَانَ سَيُعَرِّضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ لِلْمَزِيدِ مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ،‏ دَعَمَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأُمَنَاءُ كَامِلًا هذَا ٱلْقَرَارَ ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ —‏ اع ١٦:‏٤،‏ ٥‏.‏

فَرْقٌ شَاسِعٌ

٩ مَا هُوَ أَحَدُ ٱلْعَوَامِلِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلَّتِي أَدَّتْ إِلَى تَدْنِيسِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ وَأَيُّ عَقِيدَةٍ مُهِمَّةٍ تَأَثَّرَتْ بِذلِكَ؟‏

٩ أَنْبَأَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلْمَسِيحِيَّ سَيَتَلَوَّثُ بِٱلتَّعَالِيمِ ٱلْبَاطِلَةِ بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ٢ تسالونيكي ٢:‏٣،‏ ٧‏.‏‏)‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَ ٱلْمَسْؤُولِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ كَانُوا سَيَرْفُضُونَ «ٱلتَّعْلِيمَ ٱلصَّحِيحَ».‏ (‏٢ تي ٤:‏٣‏)‏ فَقَدْ حَذَّرَ بُولُسُ بَعْضَ ٱلشُّيُوخِ فِي أَيَّامِهِ:‏ «مِنْ بَيْنِكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ لِيَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ».‏ (‏اع ٢٠:‏٣٠‏)‏ وَتَشْرَحُ دَائِرَةُ ٱلْمَعَارِفِ ٱلْبَرِيطَانِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ أَحَدَ ٱلْعَوَامِلِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلَّتِي أَدَّتْ إِلَى هذَا ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْمُعَوَّجِ قَائِلَةً:‏ «اِبْتَدَأَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ نَالُوا بَعْضَ ٱلتَّدْرِيبِ فِي ٱلْفَلْسَفَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ يَشْعُرُونَ بِٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ إِيمَانِهِمْ مِنْ خِلَالِهَا،‏ مِنْ أَجْلِ ٱكْتِفَائِهِمِ ٱلْفِكْرِيِّ وَهِدَايَةِ ٱلْوَثَنِيِّينَ ٱلْمُثَقَّفِينَ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ».‏ وَإِحْدَى ٱلْعَقَائِدِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلَّتِي حَرَّفَتْهَا ٱلتَّعَالِيمُ ٱلْوَثَنِيَّةُ لَهَا عَلَاقَةٌ بِهُوِيَّةِ ٱلْمَسِيحِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ ٱللهِ،‏ أَمَّا مُحِبُّو ٱلْفَلْسَفَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ فَأَصَرُّوا عَلَى أَنَّهُ ٱللهُ نَفْسُهُ.‏

١٠ كَيْفَ كَانَ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ بَتُّ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِهُوِيَّةِ ٱلْمَسِيحِ؟‏

١٠ كَانَتْ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ مَوْضِعَ جَدَلٍ فِي عَدَدٍ مِنَ ٱلْمَجَامِعِ ٱلْكَنَسِيَّةِ.‏ وَكَانَ بِٱلْإِمْكَانِ بَتُّهَا بِكُلِّ سُهُولَةٍ لَوْ أَنَّ ٱلْمُجْتَمِعِينَ قَدَّرُوا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ حَقَّ قَدْرِهَا،‏ لكِنَّ ٱلْأَكْثَرِيَّةَ لَمْ تَفْعَلْ ذلِكَ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ كَانَ مُعْظَمُهُمْ يَتَّخِذُونَ قَرَارَهُمْ حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَحْضُرُوا إِلَى ٱلْمَجْمَعِ،‏ وَيُغَادِرُونَهُ أَكْثَرَ تَصَلُّبًا فِي آرَائِهِمْ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْقَوَانِينَ ٱلْكَنَسِيَّةَ وَٱلْبَيَانَاتِ ٱلرَّسْمِيَّةَ ٱلصَّادِرَةَ عَنْ هذِهِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱلْكَادِ أَشَارَتْ إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏

١١ أَيُّ وَزْنٍ أُعْطِيَ لِآرَاءِ ٱلْمَدْعُوِّينَ آبَاءَ ٱلْكَنِيسَةِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١١ وَلِمَاذَا لَمْ يَسْتَرْشِدْ قَادَةُ ٱلْكَنِيسَةِ بِشَكْلٍ أَكْمَلَ بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏ يُجِيبُ ٱلْعَالِمُ تْشَارْلْز فْرِيمَان أَنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ هُوَ ٱللهُ «ٱسْتَصْعَبُوا دَحْضَ أَقْوَالِ يَسُوعَ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي أَظْهَرَتْ أَنَّهُ أَدْنَى مِنَ ٱللهِ ٱلْآبِ».‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ حَلَّ مَحَلَّ ٱلْأَنَاجِيلِ تَقْلِيدُ ٱلْكَنِيسَةِ وَآرَاءُ مَرْجِعِيَّاتٍ دِينِيَّةٍ ظَهَرَتْ فِي ٱلْقُرُونِ ٱللَّاحِقَةِ.‏ وَإِلَى يَوْمِنَا هذَا،‏ يُرَفِّعُ رِجَالُ دِينٍ كَثِيرُونَ أَقْوَالَ «آبَاءِ ٱلْكَنِيسَةِ» غَيْرَ ٱلْمُلْهَمَةِ إِلَى مَنْزِلَةٍ أَسْمَى مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ!‏ وَلَا بُدَّ أَنَّكَ لَاحَظْتَ هذَا ٱلْأَمْرَ إِذَا كُنْتَ قَدْ تَبَاحَثْتَ مَعَ طَالِبِ لَاهُوتٍ فِي عَقِيدَةِ ٱلثَّالُوثِ.‏

١٢ أَيُّ تَأْثِيرٍ سَلْبِيٍّ مَارَسَهُ ٱلْإِمْبَرَاطُورُ؟‏

١٢ طَغَى تَدَخُّلُ ٱلْأَبَاطِرَةِ ٱلرُّومَانِ عَلَى ٱلْمُنَاقَشَاتِ ٱلَّتِي دَارَتْ فِي تِلْكَ ٱلْمَجَامِعِ.‏ كَتَبَ ٱلْبْرُوفِسُّورُ رِيتْشَارْد أ.‏ رُوبِنْسْتَايْن عَنْ مَجْمَعِ نِيقِيَةَ:‏ «كَانَ قُسْطَنْطِينُ قَدْ أَعْطَى [ٱلْأَسَاقِفَةَ] حُظْوَةً لَدَيْهِ وَأَجْزَلَ عَلَيْهِمْ عَطَايَا تَفُوقُ ٱلْخَيَالَ.‏ فَفِي أَقَلَّ مِنْ سَنَةٍ [قُبَيْلَ ٱنْعِقَادِ ٱلْمَجْمَعِ]،‏ كَانَ ٱلْإِمْبَرَاطُورُ ٱلْجَدِيدُ قَدْ أَرْجَعَ إِلَيْهِمْ كُلَّ كَنَائِسِهِمْ تَقْرِيبًا أَوْ أَعَادَ بِنَاءَهَا،‏ كَمَا رَدَّ إِلَيْهِمْ مَنَاصِبَهُمْ وَأَلْقَابَهُمُ ٱلَّتِي جُرِّدُوا مِنْهَا .‏ .‏ .‏ وَمَنَحَ رِجَالَ ٱلدِّينِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ ٱلَّتِي نَعِمَ بِهَا ٱلْكَهَنَةُ ٱلْوَثَنِيُّونَ فِي مَا مَضَى».‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ «أَصْبَحَ قُسْطَنْطِينُ فِي مَوْقِعٍ يُتِيحُ لَهُ ٱلتَّأْثِيرَ بِقُوَّةٍ،‏ إِنْ لَمْ نَقُلِ ٱلتَّحَكُّمَ،‏ فِي سَيْرِ ٱلْأُمُورِ فِي نِيقِيَةَ».‏ وَيُثَنِّي تْشَارْلْز فْرِيمَان عَلَى هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ قَائِلًا:‏ «شَكَّلَ ذلِكَ سَابِقَةً تُجِيزُ لِلْإِمْبَرَاطُورِ أَنْ يَتَدَخَّلَ لَا لِدَعْمِ ٱلْكَنِيسَةِ فَحَسْبُ بَلْ لِلتَّأْثِيرِ فِي عَقَائِدِهَا أَيْضًا».‏ —‏ اِقْرَأْ يعقوب ٤:‏٤‏.‏

١٣ أَيَّةُ عَوَامِلَ،‏ بِرَأْيِكُمْ،‏ دَفَعَتْ قَادَةَ ٱلْكَنِيسَةِ إِلَى تَجَاهُلِ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْوَاضِحَةِ؟‏

١٣ اِسْتَصْعَبَ قَادَةُ ٱلْكَنِيسَةِ أَنْ يُحَدِّدُوا هُوِيَّةَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِٱلضَّبْطِ،‏ عَلَى عَكْسِ كَثِيرِينَ مِنْ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ.‏ فَٱلنَّاسُ لَمْ يَهْتَمُّوا بِمَلْءِ جُيُوبِهِمْ مِنْ ذَهَبِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِ وَلَا بِٱلْحُصُولِ عَلَى مَرَاكِزَ أَعْلَى فِي ٱلْكَنِيسَةِ،‏ لِذلِكَ كَانَ بِمَقْدُورِهِمْ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى ٱلْأُمُورِ بِأَكْثَرِ مَوْضُوعِيَّةٍ عَلَى ضَوْءِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَهذَا مَا فَعَلُوهُ،‏ بِشَهَادَةِ ٱلْجَمِيعِ.‏ مَثَلًا،‏ تَهَكَّمَ غْرِيغُورْيُوسُ ٱلنِّيصِيُّ،‏ وَهُوَ لَاهُوتِيٌّ مِنْ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ عَلَى عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ قَائِلًا:‏ «لَقَدْ أَصْبَحَ بَاعَةُ ٱلثِّيَابِ وَٱلصَّيَارِفَةُ وَٱلْبَقَّالُونَ جَمِيعًا لَاهُوتِيِّينَ.‏ سَلْ أَحَدًا عَنْ سِعْرِ ٱلْعُمْلَةِ،‏ يُطَالِعْكَ فَيْلَسُوفٌ مَا بِشَرْحٍ يُفَصِّلُ كَيْفَ يَخْتَلِفُ ٱلِٱبْنُ عَنِ ٱلْآبِ.‏ سَلْ عَنْ سِعْرِ ٱلْخُبْزِ،‏ تَسْمَعِ ٱلْجَوَابَ أَنَّ ٱلْآبَ أَعْظَمُ مِنَ ٱلِٱبْنِ.‏ سَلِ [ٱلْخَادِمَ] هَلِ ٱلْحَمَّامُ جَاهِزٌ،‏ فَيُجِيبَكَ أَنَّ ٱلِٱبْنَ مَخْلُوقٌ مِنَ ٱلْعَدَمِ».‏ فَبِخِلَافِ أَصْحَابِ ٱلسُّلْطَةِ فِي ٱلْكَنِيسَةِ،‏ بَنَى كَثِيرُونَ مِنْ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ قَنَاعَاتِهِمْ عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ وَكَمْ كَانَ أَجْدَرَ بِغْرِيغُورْيُوسَ وَأَمْثَالِهِ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُمْ!‏

‏«اَلْحِنْطَةُ» وَ «ٱلزِّوَانُ» يَنْمُوَانِ مَعًا

١٤ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ نَسْتَنْتِجُ أَنَّ ٱلْأَرْضَ لَمْ تَخْلُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱبْتِدَاءً مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ فَصَاعِدًا؟‏

١٤ أَشَارَ يَسُوعُ فِي أَحَدِ أَمْثَالِهِ إِلَى أَنَّ ٱلْأَرْضَ،‏ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ فَصَاعِدًا،‏ لَنْ تَخْلُوَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ وَقَدْ شَبَّهَهُمْ ‹بِحِنْطَةٍ› تَنمُو مَعَ «ٱلزِّوَانِ».‏ (‏مت ١٣:‏٣٠‏)‏ طَبْعًا،‏ لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَجْزِمَ أَيُّ شَخْصٍ أَوْ فَرِيقٍ كَانَ مِنْ صَفِّ ٱلْحِنْطَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ لكِنَّنَا عَلَى يَقِينٍ أَنَّ ٱلْعَالَمَ لَمْ يَخْلُ أَلْبَتَّةَ مِنْ أَشْخَاصٍ دَافَعُوا بِشَجَاعَةٍ عَنْ كَلِمَةِ ٱللهِ وَشَهَّرُوا تَعَالِيمَ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلَّتِي لَا تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ.‏

١٥،‏ ١٦ سَمُّوا بَعْضَ ٱلَّذِينَ أَظْهَرُوا ٱلِٱحْتِرَامَ لِكَلِمَةِ ٱللهِ.‏

١٥ شَهَّرَ أَڠُوبَار،‏ رَئِيسُ أَسَاقِفَةِ لْيُون بِفَرَنْسَا (‏٧٧٩-‏٨٤٠ ب‌م)‏،‏ عِبَادَةَ ٱلصُّوَرِ وَٱلتَّمَاثِيلِ،‏ تَكْرِيسَ ٱلْكَنَائِسِ لِلْقِدِّيسِينَ،‏ وَطُقُوسَ ٱلْكَنِيسَةِ وَمُمَارَسَاتِهَا ٱلَّتِي لَا تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ كَمَا رَفَضَ أَحَدُ مُعَاصِرِيهِ،‏ ٱلْأُسْقُفُ كْلُودْيُوس،‏ تَقْلِيدَ ٱلْكَنِيسَةِ وَٱعْتَرَضَ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَكْرِيمِ ٱلذَّخَائِرِ ٱلدِّينِيَّةِ.‏ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْـ‍ ١١،‏ رَفَّعَ بِرِنْڠَارْيُوس،‏ رَئِيسُ شَمَامِسَةِ تُور بِفَرَنْسَا،‏ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ فَوْقَ تَقْلِيدِ ٱلْكَنِيسَةِ.‏ وَقَدْ حُرِمَ بِسَبَبِ رَفْضِهِ عَقِيدَةَ ٱلِٱسْتِحَالَةِ ٱلْجَوْهَرِيَّةِ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةَ.‏

١٦ شَهِدَ ٱلْقَرْنُ ٱلـ‍ ١٢ أَيْضًا بُرُوزَ شَخْصَيْنِ آخَرَيْنِ يُحِبَّانِ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ هُمَا ٱلْكَاهِنُ بْيَار دُو بْرُوِي وَٱلرَّاهِبُ هَنْرِي دُو لُوزَان.‏ تَرَكَ بْيَار سِلْكَ ٱلْكَهَنُوتِ لِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُوَفِّقَ بَيْنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَمَعْمُودِيَّةِ ٱلْأَطْفَالِ،‏ ٱلِٱسْتِحَالَةِ ٱلْجَوْهَرِيَّةِ،‏ ٱلصَّلَوَاتِ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَوْتَى،‏ وَعِبَادَةِ ٱلصَّلِيبِ ٱلَّتِي تُعَلِّمُهَا ٱلْكَنِيسَةُ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةُ.‏ فَدَفَعَ حَيَاتَهُ ثَمَنًا لِمُعْتَقَدَاتِهِ فِي عَامِ ١١٤٠.‏ وَفِي ٱلْفَتْرَةِ عَيْنِهَا تَقْرِيبًا،‏ شَهَّرَ هَنْرِي ٱلْفَسَادَ ٱلْمُسْتَشْرِيَ فِي ٱلْكَنِيسَةِ وَٱلطُّقُوسَ ٱلدِّينِيَّةَ ٱلَّتِي لَا تَتَوَافَقُ مَعَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَأُلْقِيَ ٱلْقَبْضُ عَلَيْهِ عَامَ ١١٤٨ وَأَمْضَى بَقِيَّةَ حَيَاتِهِ فِي ٱلسِّجْنِ.‏

١٧ أَيَّةُ خُطُوَاتٍ مُهِمَّةٍ ٱتَّخَذَهَا وَلْدُو وَأَتْبَاعُهُ؟‏

١٧ وَقُرَابَةَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلَّتِي أُحْرِقَ فِيهَا بْيَار دُو بْرُوِي حَيًّا لِأَنَّهُ تَجَرَّأَ عَلَى ٱنْتِقَادِ ٱلْكَنِيسَةِ،‏ وُلِدَ شَخْصٌ كَانَ سَيَلْعَبُ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ دَوْرًا فَاعِلًا فِي نَشْرِ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَٱسْمُ عَائِلَتِهِ هُوَ ڤَلْدِيس أَوْ وَلْدُو.‏ * صَحِيحٌ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنَ ٱلْإِكْلِيرُوسِ،‏ بِخِلَافِ بْيَار دُو بْرُوِي وَهَنْرِي دُو لُوزَان،‏ لكِنَّهُ قَدَّرَ كَلِمَةَ ٱللهِ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ بِحَيْثُ تَخَلَّى عَنْ مُقْتَنَيَاتِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ وَرَتَّبَ لِتَرْجَمَةِ أَجْزَاءٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى لُغَةِ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ فِي جَنُوبِ شَرْقِيِّ فَرَنْسَا.‏ وَحِينَ وَصَلَتْ رِسَالَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلنَّاسِ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ،‏ سُرَّ بَعْضُهُمْ كَثِيرًا فَتَخَلَّوْا هُمْ أَيْضًا عَنْ مُمْتَلَكَاتِهِمْ وَكَرَّسُوا حَيَاتَهُمْ لِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ بِهَا.‏ فَٱسْتَاءَتِ ٱلْكَنِيسَةُ جِدًّا مِنْ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ ٱلْغَيُورِينَ ٱلَّذِينَ عُرِفُوا لَاحِقًا بِٱلْوَلْدُوِيِّينَ.‏ لِذلِكَ أَنْزَلَ بِهِمِ ٱلْبَابَا ٱلْحِرْمَ ٱلْكَنَسِيَّ سَنَةَ ١١٨٤،‏ وَنَفَاهُمُ ٱلْأُسْقُفُ مِنْ أَبْرَشِيَّتِهِ.‏ لكِنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ سَاهَمَ فِي نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ فِي مَنَاطِقَ أُخْرَى.‏ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ أَصْبَحَتْ مَنَاطِقُ كَثِيرَةٌ فِي أُورُوبَّا تَضُمُّ أَتْبَاعًا لِوَلْدُو وَبْيَار دُو بْرُوِي وَهَنْرِي دُو لُوزَان وَغَيْرِهِمْ مِمَّنِ ٱفْتَرَزُوا عَنِ ٱلْكَنِيسَةِ.‏ وَفِي ٱلْقُرُونِ ٱللَّاحِقَةِ،‏ بَرَزَ مُدَافِعُونَ آخَرُونَ عَنْ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَمْثَالُ:‏ جُون وِيكْلِف (‏نَحْوَ ١٣٣٠-‏١٣٨٤)‏،‏ وِلْيَم تِنْدَل (‏نَحْوَ ١٤٩٤-‏١٥٣٦)‏،‏ هَنْرِي ڠْرُو (‏١٧٨١-‏١٨٦٢)‏،‏ وَجُورْج سْتُورْز (‏١٧٩٦-‏١٨٧٩)‏.‏

‏«كَلِمَةُ ٱللهِ لَيْسَتْ مُقَيَّدَةً»‏

١٨ اِشْرَحُوا طَرِيقَةَ ٱلدَّرْسِ ٱلَّتِي ٱعْتَمَدَهَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُخْلِصُونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلـ‍ ١٩ وَلِمَ كَانَتْ فَعَّالَةً.‏

١٨ لَمْ يَسْتَطِعْ أَعْدَاءُ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يَحُولُوا دُونَ ٱنْتِشَارِهِ بِٱلرَّغْمِ مِنْ مُحَاوَلَاتِهِمِ ٱلْحَثِيثَةِ.‏ تَقُولُ ٢ تِيمُوثَاوُس ٢:‏٩‏:‏ «كَلِمَةُ ٱللهِ لَيْسَتْ مُقَيَّدَةً».‏ وَفِي أَزْمِنَتِنَا،‏ ٱبْتَدَأَ فَرِيقٌ يَضُمُّ أَشْخَاصًا مُخْلِصِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱلبَحْثِ عَنِ ٱلْحَقِّ سَنَةَ ١٨٧٠.‏ وَمَا طَرِيقَةُ ٱلدَّرْسِ ٱلَّتِي ٱعْتَمَدُوهَا؟‏ كَانَ أَحَدُهُمْ يَطْرَحُ سُؤَالًا فَيُنَاقِشُونَهُ،‏ بَاحِثِينَ عَنْ كُلِّ ٱلْآيَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْمَوْضُوعِ.‏ وَعِنْدَمَا يُجْمِعُونَ عَلَى كَيْفِيَّةِ تَرَابُطِ هذِهِ ٱلْآيَاتِ،‏ يَصُوغُونَ جَوَابَهُمُ ٱلنِّهَائِيَّ وَيُدَوِّنُونَهُ.‏ لَقَدِ ٱقْتَدَى هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْأُمَنَاءُ،‏ «أَسْلَافُنُا ٱلرُّوحِيُّونَ» فِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ،‏ بِٱلرُّسُلِ وَٱلشُّيُوخِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ أَفَلَا يُطَمْئِنُكَ أَنْ تَعْرِفَ أَنَّهُمْ حَرَصُوا عَلَى تَأْسِيسِ مُعْتَقَدَاتِهِمْ كَامِلًا عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ؟‏

١٩ مَا هِيَ ٱلْآيَةُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٢،‏ وَلِمَ هِيَ مُلَائِمَةٌ؟‏

١٩ وَٱلْيَوْمَ لَا يَزَالُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَسَاسَ مُعْتَقَدَاتِنَا.‏ لِذلِكَ قَرَّرَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ لِشُهُودِ يَهْوَهَ أَنْ تَكُونَ آيَتُنَا ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٢ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي يُوحَنَّا ١٧:‏١٧‏:‏ «كَلِمَتُكَ هِيَ حَقٌّ».‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلسَّيْرَ فِي طَرِيقِ ٱلْحَقِّ مَطْلَبٌ أَسَاسِيٌّ لِنَيْلِ رِضَى ٱللهِ،‏ فَلْيَكُنْ تَصْمِيمُنَا أَنْ نَسْتَرْشِدَ بِكَلِمَتِهِ عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 17‏ يُدْعَى ڤَلْدِيس أَحْيَانًا بْيَار ڤَلْدِيس أَوْ بُطْرُس وَلْدُو،‏ لكِنَّ ٱسْمَهُ ٱلْأَوَّلَ غَيْرُ أَكِيدٍ.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[النبذة في الصفحة ٨]‏

آيَتُنَا ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٢:‏ «كَلِمَتُكَ هِيَ حَقٌّ».‏ —‏ يوحنا ١٧:‏١٧

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

وَلْدُو

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

وِيكْلِف

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

تِنْدَل

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

ڠْرُو

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

سْتُورْز