الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

تعلَّمْ دروسا عن السهر من رسل يسوع

تعلَّمْ دروسا عن السهر من رسل يسوع

‏«اِبْقَوْا سَاهِرِينَ مَعِي».‏ —‏ مت ٢٦:‏٣٨‏.‏

١-‏٣ أَيُّ أَمْرٍ عَجِزَ ٱلرُّسُلُ عَنْ فِعْلِهِ فِي لَيْلَةِ يَسُوعَ ٱلْأَخِيرَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَمَاذَا يُظْهِرُ أَنَّهُمْ تَعَلَّمُوا مِنْ خَطَئِهِمْ؟‏

يَأْتِي يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ إِلَى مَكَانٍ مُحَبَّبٍ إِلَى قَلْبِهِ،‏ بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي ٱلْوَاقِعِ شَرْقِيَّ أُورُشَلِيمَ.‏ وَبِمَا أَنَّ أُمُورًا كَثِيرَةً تَشْغَلُ بَالَهُ،‏ فَهُوَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلِٱخْتِلَاءِ بِنَفْسِهِ لِلصَّلَاةِ.‏ —‏ مت ٢٦:‏٣٦؛‏ يو ١٨:‏١،‏ ٢‏.‏

٢ لِذلِكَ يَتَوَغَّلُ فِي ٱلْبُسْتَانِ آخِذًا مَعَهُ ثَلَاثَةً مِنْ رُسُلِهِ:‏ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.‏ ثُمَّ يَقُولُ لَهُمْ:‏ «اُمْكُثُوا هُنَا وَٱبْقَوْا سَاهِرِينَ مَعِي»،‏ وَيَبْتَعِدُ عَنْهُمْ لِيُصَلِّيَ.‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا يَعُودُ،‏ يَجِدُ أَصْدِقَاءَهُ نَائِمِينَ فَيُنَاشِدُهُمْ ثَانِيَةً:‏ «اِبْقَوْا سَاهِرِينَ».‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ يَغْلِبُ عَلَيْهِمِ ٱلنَّوْمُ مَرَّتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ.‏ كَمَا أَنَّهُمْ يَعْجَزُونَ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ نَفْسِهَا عَنِ ٱلْبَقَاءِ مُتَنَبِّهِينَ رُوحِيًّا.‏ حَتَّى إِنَّهُمْ يَتْرُكُونَ يَسُوعَ وَيَهْرُبُونَ.‏ —‏ مت ٢٦:‏٣٨،‏ ٤١،‏ ٥٦‏.‏

٣ لَا شَكَّ أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلرُّسُلَ ٱلْأُمَنَاءَ شَعَرُوا بِٱلنَّدَمِ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَبْقَوْا سَاهِرِينَ رُوحِيًّا.‏ كَمَا أَنَّهُمْ سُرْعَانَ مَا تَعَلَّمُوا مِنْ خَطَئِهِمْ.‏ وَهذَا مَا يُؤَكِّدُهُ لَنَا سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ.‏ فَهُوَ يَرْوِي أَنَّ رُسُلَ يَسُوعَ رَسَمُوا مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلْبَقَاءِ سَاهِرِينَ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ مِثَالَهُمْ دَفَعَ رُفَقَاءَهُمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى ٱلِٱحْتِذَاءِ بِهِمْ.‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ ٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٢‏)‏ فَلْنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي ثَلَاثَةَ دُرُوسٍ نَتَعَلَّمُهَا عَنِ ٱلسَّهَرِ مِنْ سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ.‏

اَلتَّقَيُّدُ بِٱلتَّوْجِيهَاتِ ٱلَّتِي تَدُلُّنَا أَيْنَ يَجِبُ أَنْ نَكْرِزَ

٤،‏ ٥ أَيُّ تَوْجِيهٍ نَالَهُ بُولُسُ وَرَفِيقَاهُ فِي ٱلسَّفَرِ؟‏

٤ أَوَّلًا،‏ لَقَدْ حَرِصَ ٱلرُّسُلُ عَلَى ٱتِّبَاعِ ٱلتَّوْجِيهَاتِ ٱلَّتِي دَلَّتْهُمْ أَيْنَ يَجِبُ أَنْ يَكْرِزُوا.‏ فَفِي إِحْدَى ٱلرِّوَايَاتِ،‏ نَرَى كَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ،‏ ٱلَّذِي وَضَعَهُ يَهْوَهُ تَحْتَ تَصَرُّفِهِ،‏ لِتَوْجِيهِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ وَمَنْ مَعَهُ خِلَالَ رِحْلَةٍ غَيْرِ عَادِيَّةٍ.‏ (‏اع ٢:‏٣٣‏)‏ فَلْنُرَاجِعِ ٱلْقِصَّةَ حَسْبَمَا تَرِدُ.‏ —‏ اِقْرَأْ اعمال ١٦:‏٦-‏١٠‏.‏

٥ بَعْدَ عِدَّةِ أَيَّامٍ مِنْ مُغَادَرَةِ بُولُسَ وَسِيلَا وَتِيمُوثَاوُسَ مَدِينَةَ لِسْتَرَةَ فِي جَنُوبِ غَلَاطِيَةَ،‏ وَصَلُوا إِلَى طَرِيقٍ رُومَانِيٍّ يَتَّجِهُ نَحْوَ ٱلْغَرْبِ إِلَى ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْأَكْثَرِ كَثَافَةً فِي عَدَدِ ٱلسُّكَانِ فِي إِقْلِيمِ آسِيَا.‏ فَقَرَّرُوا سُلُوكَ هذَا ٱلطَّرِيقِ كَيْ تَتَسَنَّى لَهُمْ زِيَارَةُ مُدُنٍ يَقْطُنُهَا آلَافُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَجِبُ إِيصَالُ ٱلْبِشَارَةِ عَنِ ٱلْمَسِيحِ إِلَيْهِمْ.‏ إِلَّا أَنَّ أَمْرًا مَا مَنَعَهُمْ مِنْ مُتَابَعَةِ رِحْلَتِهِمْ.‏ يَقُولُ ٱلْعَدَدُ ٦‏:‏ «اِجْتَازُوا فِي فَرِيجِيَةَ وَبِلَادِ غَلَاطِيَةَ،‏ لِأَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ نَهَاهُمْ عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْكَلِمَةِ فِي إِقْلِيمِ آسِيَا».‏ فَبِطَرِيقَةٍ مَا غَيْرِ مَذْكُورَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ مَنَعَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ هؤُلَاءِ ٱلْمُسَافِرِينَ مِنَ ٱلْكِرَازَةِ فِي إِقْلِيمِ آسِيَا.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَسُوعَ،‏ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ أَرَادَ أَنْ يُوَجِّهَ بُولُسَ وَرَفِيقَيْهِ إِلَى ٱلذَّهَابِ فِي ٱتِّجَاهٍ آخَرَ.‏

٦،‏ ٧ ‏(‏أ)‏ مَاذَا حَدَثَ مَعَ بُولُسَ وَرَفِيقَيْهِ حِينَ ٱقْتَرَبُوا مِنْ بِيثِينِيَةَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ قَرَارٍ ٱتَّخَذَهُ ٱلتَّلَامِيذُ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏

٦ وَإِلَى أَيْنَ ذَهَبَ هؤُلَاءِ ٱلْمُسَافِرُونَ ٱلْمُتَحَمِّسُونَ؟‏ يُوضِحُ ٱلْعَدَدُ ٧‏:‏ «لَمَّا وَصَلُوا إِلَى مِيسِيَةَ بَذَلُوا جُهْدًا لِيَذْهَبُوا إِلَى بِيثِينِيَةَ،‏ غَيْرَ أَنَّ رُوحَ يَسُوعَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُمْ».‏ فَبِمَا أَنَّ بُولُسَ وَرَفِيقَيْهِ مُنِعُوا مِنَ ٱلْكِرَازَةِ فِي آسِيَا،‏ تَوَجَّهُوا شَمَالًا وَفِي نِيَّتِهِمِ ٱلْكِرَازَةُ فِي مُدُنِ بِيثِينِيَةَ.‏ وَلكِنْ حِينَ ٱقْتَرَبُوا مِنْ بِيثِينِيَةَ،‏ ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ مَرَّةً أُخْرَى ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لِمَنْعِهِمْ مِنَ ٱلْكِرَازَةِ هُنَاكَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ ذلِكَ أَوْقَعَهُمْ فِي حَيْرَةٍ.‏ فَكَانُوا يَعْرِفُونَ بِمَاذَا يَكْرِزُونَ وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ،‏ لكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا أَيْنَ يَكْرِزُونَ.‏ وَبِكَلِمَاتٍ أُخْرَى:‏ لَقَدْ قَرَعُوا بَابَ آسِيَا،‏ وَلكِنْ بِلَا جَدْوَى.‏ ثُمَّ قَرَعُوا بَابَ بِيثِينِيَةَ،‏ لكِنَّهُ هُوَ ٱلْآخَرَ بَقِيَ مُوصَدًا فِي وَجْهِهِمْ.‏ فَهَلْ تَوَقَّفُوا عَنِ ٱلْقَرْعِ؟‏ كَلَّا،‏ فَهذَا لَمْ يَجْعَلْ هؤُلَاءِ ٱلْكَارِزِينَ ٱلْغَيُورِينَ يَسْتَسْلِمُونَ.‏

٧ عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ لَقَدِ ٱتَّخَذُوا قَرَارًا بَدَا غَرِيبًا بَعْضَ ٱلشَّيْءِ.‏ يُخْبِرُنَا ٱلْعَدَدُ ٨‏:‏ «تَجَاوَزُوا مِيسِيَةَ وَنَزَلُوا إِلَى تَرُوَاسَ».‏ فَقَدِ ٱنْعَطَفُوا غَرْبًا وَسَارُوا مَسَافَةَ ٥٦٣ كِيلُومِتْرًا،‏ مُجْتَازِينَ عِدَّةَ مُدُنٍ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى مَرْفَإِ تَرُوَاسَ،‏ ٱلَّذِي كَانَ بِمَثَابَةِ بَوَّابَةِ عُبُورٍ إِلَى مَقْدُونِيَةَ.‏ وَهُنَاكَ قَرَعَ بُولُسُ بَابًا ثَالِثًا،‏ فَٱنْفَتَحَ لَهُ ٱلْبَابُ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ عَلَى مِصْرَاعَيْهِ!‏ وَيُطْلِعُنَا ٱلْعَدَدُ ٩ عَمَّا حَدَثَ بَعْدَ ذلِكَ:‏ «فِي ٱللَّيْلِ تَرَاءَتْ لِبُولُسَ رُؤْيَا:‏ رَجُلٌ مَقْدُونِيٌّ وَاقِفٌ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ:‏ ‹اُعْبُرْ إِلَى مَقْدُونِيَةَ وَأَعِنَّا›».‏ وَأَخِيرًا،‏ عَرَفَ بُولُسُ أَيْنَ يَجِبُ أَنْ يَكرِزَ.‏ فَأَبْحَرَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ دُونَمَا تَأْخِيرٍ إِلَى مَقْدُونِيَةَ.‏

٨،‏ ٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلرِّوَايَةِ عَنْ رِحْلَةِ بُولُسَ؟‏

٨ فَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ هذِهِ ٱلرِّوَايَةِ؟‏ لَاحِظْ أَنَّ رُوحَ ٱللهِ لَمْ يَتَدَخَّلْ إِلَّا بَعْدَ أَنِ ٱنْطَلَقَ بُولُسُ إِلَى آسِيَا.‏ وَلَمْ يَكُنْ إِلَّا بَعْدَمَا ٱقْتَرَبَ مِنْ بِيثِينِيَةَ أَنَّ يَسُوعَ أَعْطَاهُ ٱلْإِرْشَادَاتِ.‏ كَمَا أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يُوَجِّهْهُ لِيَذْهَبَ إِلَى مَقْدُونِيَةَ إِلَّا بَعْدَ وُصُولِهِ إِلَى تَرُوَاسَ.‏ وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا.‏ فَيَسُوعُ،‏ رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ قَدْ يَتَعَامَلُ مَعَنَا بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا.‏ (‏كو ١:‏١٨‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ لَرُبَّمَا تُفَكِّرُ أَنْ تَنْخَرِطَ فِي خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ أَوْ أَنْ تَنْتَقِلَ إِلَى حَيْثُ تُوجَدُ حَاجَةٌ مَاسَّةٌ إِلَى مُبَشِّرِينَ.‏ لكِنَّكَ قَدْ لَا تَنَالُ إِرْشَادَ يَسُوعَ بِوَاسِطَةِ رُوحِ ٱللهِ إِلَّا بَعْدَ أَنْ تَتَّخِذَ خُطُوَاتٍ مُحَدَّدَةً لِبُلُوغِ هَدَفِكَ.‏ فَكِّرْ فِي هذَا ٱلْمَثَلِ:‏ لَا يُمْكِنُ لِلسَّائِقِ أَنْ يُوَجِّهَ سَيَّارَتَهُ شِمَالًا أَوْ يَمِينًا إِلَّا إِذَا كَانَتْ تَسِيرُ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ لَا يُمْكِنُ لِيَسُوعَ أَنْ يُوَجِّهَنَا لِتَوْسِيعِ خِدْمَتِنَا إِلَّا إِذَا كُنَّا نَسِيرُ،‏ أَيْ نَبْذُلُ جُهْدًا دَؤُوبًا لِبُلُوغِ هَدَفِنَا.‏

٩ وَلكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ إِنْ لَمْ تُثْمِرْ جُهُودُكَ فَوْرًا؟‏ هَلْ تَسْتَنْتِجُ أَنَّ رُوحَ ٱللهِ لَا يُرْشِدُكَ وَتَسْتَسْلِمُ؟‏ تَذَكَّرْ أَنَّ بُولُسَ أَيْضًا وَاجَهَ عَقَبَاتٍ فِي طَرِيقِهِ.‏ لكِنَّهُ دَاوَمَ عَلَى ٱلْبَحْثِ وَٱلْقَرْعِ حَتَّى وَجَدَ بَابًا ٱنْفَتَحَ لَهُ عَلَى مِصْرَاعَيْهِ.‏ أَنْتَ أَيْضًا،‏ سَتَجْنِي ٱلْمُكَافَآتِ إِذَا ثَابَرْتَ عَلَى ٱلْبَحْثِ عَنْ «بَابٍ كَبِيرٍ يُؤَدِّي إِلَى ٱلنَّشَاطِ».‏ —‏ ١ كو ١٦:‏٩‏.‏

اَلتَّيَقُّظُ لِلصَّلَوَاتِ

١٠ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلتَّيَقُّظَ لِلصَّلَوَاتِ ضَرُورِيٌّ لِلْبَقَاءِ سَاهِرِينَ؟‏

١٠ لِنَرَ ٱلْآنَ ٱلدَّرْسَ ٱلثَّانِيَ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ عَنِ ٱلسَّهَرِ مِنْ مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ:‏ لَقَدْ كَانُوا مُتَيَقِّظِينَ لِلصَّلَوَاتِ.‏ (‏١ بط ٤:‏٧‏)‏ فَٱلْمُثَابَرَةُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ ضَرُورِيَّةٌ لِلْبَقَاءِ سَاهِرِينَ.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ قُبَيْلَ ٱعْتِقَالِهِ قَالَ لِثَلَاثَةٍ مِنْ رُسُلِهِ فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي:‏ «اِبْقَوْا سَاهِرِينَ وَصَلُّوا بِٱسْتِمْرَارٍ».‏ ‏—‏ مت ٢٦:‏٤١‏.‏

١١،‏ ١٢ لِمَاذَا وَكَيْفَ أَسَاءَ هِيرُودُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ بُطْرُسُ؟‏

١١ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ لَمَسَ بُطْرُسُ —‏ اَلَّذِي كَانَ حَاضِرًا فِي تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ —‏ تَأْثِيرَ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلْحَارَّةِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اعمال ١٢:‏١-‏٦‏.‏‏)‏ تُخْبِرُنَا ٱلْأَعْدَادُ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّةُ مِنْ هذِهِ ٱلرِّوَايَةِ أَنَّ هِيرُودُسَ أَسَاءَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱسْتِرْضَاءً لِلْيَهُودِ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ يَعْقُوبَ أَخَا يُوحَنَّا هُوَ رَسُولٌ وَأَنَّهُ كَانَ مُقَرَّبًا جِدًّا مِنْ يَسُوعَ.‏ لِذلِكَ قَضَى عَلَيْهِ «بِٱلسَّيْفِ».‏ (‏اَلْعَدَدُ ٢‏)‏ وَهكَذَا،‏ خَسِرَتِ ٱلْجَمَاعَةُ رَسُولًا حَبِيبًا.‏ فَكَمْ كَانَتْ هذِهِ ٱلْمِحْنَةُ قَاسِيَةً عَلَى ٱلْإِخْوَةِ!‏

١٢ وَمَاذَا فَعَلَ هِيرُودُسُ بَعْدَ ذلِكَ؟‏ يَذْكُرُ ٱلْعَدَدُ ٣‏:‏ «إِذْ رَأَى أَنَّ ذٰلِكَ يُرْضِي ٱلْيَهُودَ،‏ عَادَ فَقَبَضَ عَلَى بُطْرُسَ أَيْضًا».‏ لكِنَّ بُطْرُسَ وَغَيْرَهُ مِنَ ٱلرُّسُلِ سَبَقَ أَنْ تَحَرَّرُوا عَجَائِبِيًّا مِنَ ٱلسِّجْنِ.‏ (‏اع ٥:‏١٧-‏٢٠‏)‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ كَانَ هذَا ٱلسِّيَاسِيُّ ٱلدَّاهِيَةُ يَعْرِفُ ذلِكَ جَيِّدًا،‏ لِذلِكَ حَرِصَ أَلَّا يَحْدُثَ هذَا ٱلْأَمْرُ مَرَّةً أُخْرَى.‏ فَقَدْ سَلَّمَ بُطْرُسَ «إِلَى أَرْبَعِ مَجْمُوعَاتٍ مُتَنَاوِبَةٍ،‏ كُلٌّ مِنْهَا أَرْبَعَةُ جُنُودٍ،‏ لِكَيْ يَحْرُسُوهُ،‏ إِذْ كَانَ يَنْوِي أَنْ يُقَدِّمَهُ إِلَى ٱلشَّعْبِ بَعْدَ ٱلْفِصْحِ».‏ (‏اَلْعَدَدُ ٤‏)‏ تَخَيَّلْ ذلِكَ:‏ أَمَرَ هِيرُودُسُ أَنْ يُقَيَّدَ بُطْرُسُ بِسِلْسِلَتَيْنِ بَيْنَ حَارِسَيْنِ وَأَنْ يَتَنَاوَبَ عَلَى حِرَاسَتِهِ ١٦ جُنْدِيًّا لَيْلًا وَنَهَارًا لِئَلَّا يَهْرُبَ.‏ وَكَانَ يَنْوِي أَنْ يُقَدِّمَهُ إِلَى ٱلشَّعْبِ بَعْدَ ٱلْفِصْحِ لِيَكُونَ حُكْمُ إِعْدَامِهِ بِمَثَابَةِ هَدِيَّةٍ لَهُمْ.‏ فَمَاذَا عَسَى رُفَقَاءُ بُطْرُسَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يَفْعَلُوا فِي هذِهِ ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْعَصِيبَةِ؟‏

١٣،‏ ١٤ ‏(‏أ)‏ مَاذَا فَعَلَتِ ٱلْجَمَاعَةُ حِيَالَ سَجْنِ بُطْرُسَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ بِشَأْنِ ٱلصَّلَاةِ مِنْ مِثَالِ رُفَقَاءِ بُطْرُسَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏

١٣ كَانَتِ ٱلْجَمَاعَةُ تَعْرِفُ مَا يَنْبَغِي فِعْلُهُ.‏ نَقْرَأُ فِي ٱلْعَدَدِ ٥‏:‏ «كَانَ بُطْرُسُ مُحْتَجَزًا فِي ٱلسِّجْنِ.‏ أَمَّا ٱلْجَمَاعَةُ فَكَانَتْ تُوَاظِبُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ بِحَرَارَةٍ إِلَى ٱللهِ مِنْ أَجْلِهِ».‏ فَقَدْ قَدَّمُوا صَلَوَاتٍ حَارَّةً صَادِرَةً مِنَ ٱلْقَلْبِ مِنْ أَجْلِ أَخِيهِمِ ٱلْحَبِيبِ.‏ فَمَوْتُ يَعْقُوبَ لَمْ يَحْمِلْهُمْ عَلَى ٱلْيَأْسِ أَوْ يَجْعَلْهُمْ يَعْتَبِرُونَ ٱلصَّلَاةَ دُونَ جَدْوَى.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ عَرَفُوا أَنَّ صَلَوَاتِ ٱلْعُبَّادِ ٱلْأُمَنَاءِ عَظِيمَةُ ٱلْقِيمَةِ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ.‏ فَهُوَ يَسْتَجِيبُ ٱلصَّلَوَاتِ إِذَا كَانَتْ مُنْسَجِمَةً مَعَ مَشِيئَتِهِ.‏ —‏ عب ١٣:‏١٨،‏ ١٩؛‏ يع ٥:‏١٦‏.‏

١٤ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا فَعَلَهُ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟‏ إِنَّ بَقَاءَنَا سَاهِرِينَ لَا يَشْمُلُ ٱلصَّلَاةَ لِأَنْفُسِنَا فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا لِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ (‏اف ٦:‏١٨‏)‏ فَهَلْ تَعْرِفُ شُهُودًا يَمُرُّونَ بِمِحْنَةٍ مَا؟‏ لَرُبَّمَا يَتَعَرَّضُونَ لِلِٱضْطِهَادِ،‏ يَعِيشُونَ فِي بَلَدٍ تَحْظُرُ فِيهِ ٱلْحُكُومَةُ عَمَلَنَا،‏ أَوْ حَلَّتْ بِهِمْ إِحْدَى ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ.‏ فَلِمَ لَا تُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِمْ؟‏ أَوْ قَدْ تَعْرِفُ آخَرِينَ يُقَاسُونَ مَشَقَّاتٍ لَا يُلَاحِظُهَا ٱلْآخَرُونَ.‏ فَرُبَّمَا لَدَيْهِمْ مَشَاكِلُ عَائِلِيَّةٌ،‏ يَشْعُرُونَ بِٱلتَّثَبُّطِ،‏ أَوْ يُعَانُونَ ٱعْتِلَالًا فِي صِحَّتِهِمْ.‏ فَمَا رَأْيُكَ أَنْ تُفَكِّرَ فِي أَشْخَاصٍ مُعَيَّنِينَ يُمْكِنُكَ ذِكْرُهُمْ بِٱلِٱسْمِ وَأَنْتَ تُخَاطِبُ يَهْوَهَ،‏ «سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ»؟‏ —‏ مز ٦٥:‏٢‏.‏

١٥،‏ ١٦ ‏(‏أ)‏ صِفُوا كَيْفَ أَنْقَذَ مَلَاكُ يَهْوَهَ بُطْرُسَ مِنَ ٱلسِّجْنِ.‏ (‏اُنْظُرُوا ٱلصُّورَةَ أَدْنَاهُ.‏)‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يُقَوِّينَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي طَرِيقَةِ إِنْقَاذِ يَهْوَهَ لِبُطْرُسَ؟‏

١٥ لِنَعُدِ ٱلْآنَ إِلَى ٱلرِّوَايَةِ عَنْ بُطْرُسَ.‏ فَمَاذَا حَلَّ بِهِ؟‏ لَقَدْ حَصَلَتْ لَهُ أَحْدَاثٌ مُذْهِلَةٌ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ قَضَاهَا فِي ٱلسِّجْنِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اعمال ١٢:‏٧-‏١١‏.‏‏)‏ فَبَيْنَمَا كَانَ نَائِمًا بَيْنَ جُنْدِيَّيْنِ أَضَاءَ فَجْأَةً نُورٌ فِي ٱلزِّنْزَانَةِ.‏ وَظَهَرَ مَلَاكٌ بِجَانِبِهِ وَأَيْقَظَهُ بِلَهْجَةٍ تَنِمُّ عَنْ إِلْحَاحٍ،‏ وَلكِنْ دُونَ أَنْ يَرَاهُ ٱلْحَارِسَانِ.‏ ثُمَّ وَبِكُلِّ سُهُولَةٍ سَقَطَتِ ٱلسِّلْسِلَتَانِ ٱللَّتَانِ تُكَبِّلَانِ يَدَيْ بُطْرُسَ.‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ خَرَجَ هُوَ وَٱلْمَلَاكُ مِنَ ٱلزِّنْزَانَةِ وَمَرَّا بِقُرْبِ ٱلْحَارِسَيْنِ ٱلْوَاقِفَيْنِ أَمَامَ بَابِ ٱلْحَدِيدِ ٱلضَّخْمِ ٱلَّذِي ٱنْفَتَحَ «مِنْ ذَاتِهِ».‏ وَحَالَمَا خَرَجَا إِلَى ٱلشَّارِعِ،‏ ٱخْتَفَى ٱلْمَلَاكُ.‏ وَهكَذَا،‏ تَحَرَّرَ بُطْرُسُ مِنَ ٱلسِّجْنِ.‏

١٦ أَوَلَا يَقْوَى إِيمَانُنَا حِينَ نُفَكِّرُ فِي قُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى إِنْقَاذِ خُدَّامِهِ؟‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ لَا نَتَوَقَّعُ مِنْهُ أَنْ يُنْقِذَ خُدَّامَهُ عَجَائِبِيًّا،‏ لكِنَّنَا نَثِقُ ثِقَةً مُطْلَقَةً بِقُدْرَتِهِ عَلَى مُسَاعَدَةِ شَعْبِهِ.‏ (‏٢ اخ ١٦:‏٩‏)‏ فَبِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ ٱلْفَعَّالِ،‏ يُقَوِّينَا كَيْ نَحْتَمِلَ شَتَّى ٱلْمِحَنِ.‏ (‏٢ كو ٤:‏٧؛‏ ٢ بط ٢:‏٩‏)‏ وَعَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيَسْتَخْدِمُ ٱبْنَهُ لِتَحْرِيرِ مَلَايِينِ ٱلْأَشْخَاصِ مِنْ أَمْنَعِ ٱلسُّجُونِ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ:‏ اَلْمَوْتِ.‏ (‏يو ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وَإِيمَانُنَا بِوُعُودِ يَهْوَهَ يَبُثُّ فِينَا شَجَاعَةً كَبِيرَةً لِمُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ ٱلَّتِي تَبْتَلِينَا ٱلْيَوْمَ.‏

اَلشَّهَادَةُ كَامِلًا رَغْمَ ٱلصُّعُوبَاتِ

١٧ أَيُّ مِثَالٍ بَارِزٍ رَسَمَهُ بُولُسُ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِغَيْرَةٍ وَإِلْحَاحٍ؟‏

١٧ مَا هُوَ ٱلدَّرْسُ ٱلثَّالِثُ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ عَنِ ٱلسَّهَرِ مِنَ ٱلرُّسُلِ؟‏ لَقَدْ وَاظَبُوا عَلَى تَأْدِيَةِ شَهَادَةٍ كَامِلَةٍ رَغْمَ ٱلصُّعُوبَاتِ.‏ فَٱلْكِرَازَةُ بِغَيْرَةٍ وَإِلْحَاحٍ ضَرُورِيَّةٌ لِلْبَقَاءِ سَاهِرِينَ.‏ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ هُوَ خَيْرُ مِثَالٍ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَقَدْ كَانَ غَيُورًا وَبَذَلَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِ،‏ قَاطِعًا مَسَافَاتٍ كَبِيرَةً وَمُؤَسِّسًا جَمَاعَاتٍ كَثِيرَةً.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ ٱحْتَمَلَ مَشَقَّاتٍ عَدِيدَةً،‏ لَمْ تَفْتُرْ غَيْرَتُهُ أَوْ يَخِفَّ شُعُورُهُ بِٱلْإِلْحَاحِ قَطُّ.‏ —‏ ٢ كو ١١:‏٢٣-‏٢٩‏.‏

١٨ كَيْفَ ٱسْتَمَرَّ بُولُسُ فِي تَقْدِيمِ ٱلشَّهَادَةِ فِيمَا كَانَ مُحْتَجَزًا فِي رُومَا؟‏

١٨ يَتَضَمَّنُ ٱلْإِصْحَاحُ ٢٨ مِنْ سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ آخِرَ مَعْلُومَاتٍ وَرَدَتْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ بُولُسَ.‏ فَهُوَ يَرْوِي أَنَّهُ وَصَلَ إِلَى رُومَا،‏ حَيْثُ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَمْثُلَ أَمَامَ نَيْرُونَ.‏ فَٱحْتُجِزَ فِي مَنْزِلٍ،‏ رُبَّمَا مُقَيَّدًا بِسِلْسِلَةٍ وَمَرْبُوطًا بِحَارِسِهِ.‏ وَلكِنْ مَا مِنْ سِلْسِلَةٍ كَانَتْ تَسْتَطِيعُ إِسْكَاتَ هذَا ٱلرَّسُولِ ٱلشُّجَاعِ.‏ فَقَدِ ٱسْتَمَرَّ بُولُسُ فِي ٱلْبَحْثِ عَنْ طَرَائِقَ لِلشَّهَادَةِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اعمال ٢٨:‏١٧،‏ ٢٣،‏ ٢٤‏.‏‏)‏ فَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ،‏ ٱسْتَدْعَى أَعْيَانَ ٱلْيَهُودِ لِيَشْهَدَ لَهُمْ.‏ ثُمَّ فِي يَوْمٍ آخَرَ عَيَّنُوهُ لَهُ،‏ قَدَّمَ شَهَادَةً أَعْظَمَ.‏ يَذْكُرُ ٱلْعَدَدُ ٢٣‏:‏ «عَيَّنُوا لَهُ يَوْمًا،‏ فَجَاءُوا إِلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ وَهُمْ أَكْثَرُ عَدَدًا.‏ فَشَرَحَ لَهُمُ ٱلْأَمْرَ مُؤَدِّيًا شَهَادَةً كَامِلَةً عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ،‏ وَمُحَاجًّا لِإِقْنَاعِهِمْ بِشَأْنِ يَسُوعَ مِنْ شَرِيعَةِ مُوسَى وَٱلْأَنْبِيَاءِ،‏ مِنَ ٱلصَّبَاحِ حَتَّى ٱلْمَسَاءِ».‏

١٩،‏ ٢٠ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا كَانَ بُولُسُ فَعَّالًا جِدًّا فِي ٱلشَّهَادَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ بُولُسَ بِسَبَبِ عَدَمِ تَجَاوُبِ ٱلْبَعْضِ مَعَ ٱلْبِشَارَةِ؟‏

١٩ وَلِمَاذَا كَانَ بُولُسُ فَعَّالًا جِدًّا فِي ٱلشَّهَادَةِ؟‏ لَاحِظْ أَنَّ ٱلْعَدَدَ ٢٣ يُورِدُ عِدَّةَ أَسْبَابٍ:‏ (‏١)‏ رَكَّزَ عَلَى مَلَكُوتِ ٱللهِ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏٢)‏ حَاوَلَ أَنْ يَمَسَّ قُلُوبَ مُسْتَمِعِيهِ بِٱسْتِخْدَامِ ‹ٱلْإِقْنَاعِ›.‏ (‏٣)‏ حَاجَّ مَنْطِقِيًّا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏٤)‏ أَظْهَرَ رُوحَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ،‏ مُقَدِّمًا ٱلشَّهَادَةَ «مِنَ ٱلصَّبَاحِ حَتَّى ٱلْمَسَاءِ».‏ وَلكِنْ رَغْمَ أَنَّهُ قَدَّمَ شَهَادَةً فَعَّالَةً،‏ لَمْ يَتَجَاوَبْ كُلُّ ٱلْحَاضِرِينَ مَعَ ٱلْبِشَارَةِ.‏ يَقُولُ ٱلْعَدَدُ ٢٤‏:‏ «مِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِمَا قِيلَ،‏ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ».‏ وَإِذْ نَشَأَ خِلَافٌ بَيْنَهُمُ،‏ ٱبْتَدَأُوا يَنْصَرِفُونَ.‏

٢٠ فَهَلْ تَثَبَّطَ بُولُسُ بِسَبَبِ عَدَمِ تَجَاوُبِ ٱلْبَعْضِ مَعَ ٱلْبِشَارَةِ؟‏ كَلَّا.‏ نَقْرَأُ فِي أَعْمَال ٢٨:‏٣٠،‏ ٣١‏:‏ «بَقِيَ سَنَتَيْنِ كَامِلَتَيْنِ فِي بَيْتٍ ٱسْتَأْجَرَهُ لِنَفْسِهِ،‏ وَكَانَ يَسْتَقْبِلُ بِٱلتَّرْحَابِ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِ،‏ كَارِزًا لَهُمْ بِمَلَكُوتِ ٱللهِ وَمُعَلِّمًا مَا يَخْتَصُّ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِكُلِّ حُرِّيَّةِ كَلَامٍ،‏ وَدُونَ عَائِقٍ».‏ وَبِهذِهِ ٱلْفِكْرَةِ ٱلْمُشَجِّعَةِ يُخْتَتَمُ سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ.‏

٢١ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ بُولُسَ حِينَ كَانَ مُحْتَجَزًا فِي مَنْزِلٍ؟‏

٢١ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ بُولُسَ؟‏ رَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنَ ٱلشَّهَادَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ حِينَ كَانَ مُحْتَجَزًا فِي مَنْزِلٍ،‏ فَقَدْ حَافَظَ عَلَى نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ،‏ إِذْ شَهِدَ لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ أَتَوْا إِلَيْهِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُحَافِظُ كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ ٱللهِ عَلَى فَرَحِهِمْ وَيُدَاوِمُونَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ رَغْمَ سَجْنِهِمْ ظُلْمًا بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ.‏ كَمَا أَنَّ بَعْضَ إِخْوَتِنَا وَأَخَواتِنَا ٱلْكِبَارِ ٱلسِّنِّ أَوِ ٱلْمَرْضَى يُلَازِمُونَ مَنَازِلَهُمْ أَوْ يَعِيشُونَ فِي دُورٍ لِلرِّعَايَةِ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ فَهُمْ يَكْرِزُونَ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ لِلْأَطِبَّاءِ وَٱلزَّائِرِينَ وَغَيْرِهِمْ،‏ إِذْ يَرْغَبُونَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ أَنْ يُؤَدُّوا شَهَادَةً كَامِلَةً عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ فَكَمْ نُقَدِّرُ ٱلْمِثَالَ ٱلرَّائِعَ ٱلَّذِي يَرْسُمُونَهُ!‏

٢٢ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ مَطْبُوعَةٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ؟‏ (‏اُنْظُرُوا ٱلْإِطَارَ أَعْلَاهُ.‏)‏ (‏ب)‏ عَلَامَ أَنْتُمْ عَاقِدُو ٱلْعَزْمِ رَيْثَمَا يَنْتَهِي نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْقَدِيمُ هذَا؟‏

٢٢ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هُنَالِكَ ٱلْكَثِيرَ لَتَعَلُّمِهِ عَنِ ٱلسَّهَرِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَمَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْآخَرِينَ ٱلْوَارِدِ ذِكْرُهُمْ فِي سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ.‏ لِذلِكَ،‏ رَيْثَمَا يَنْتَهِي نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْقَدِيمُ هذَا،‏ لِنَعْقِدِ ٱلْعَزْمَ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ ٱلَّذِينَ قَدَّمُوا شَهَادَةً ٱتَّسَمَتْ بِٱلْجُرْأَةِ وَٱلْغَيْرَةِ.‏ فَمَا مِنِ ٱمْتِيَازٍ يُمْكِنُ أَنْ نَحْظَى بِهِ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي ‹تَأْدِيَةِ شَهَادَةٍ كَامِلَةٍ› عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ!‏ —‏ اع ٢٨:‏٢٣‏.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ١٣]‏

‏«صِرْتُ أَرَى سِفْرَ ٱلْأَعْمَالِ بِمِنْظَارٍ آخَرَ»‏

بَعْدَ قِرَاءَةِ كِتَابِ ‏‹اَلشَّهَادَةُ كَامِلًا› عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ ‏(‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏،‏ عَبَّرَ أَحَدُ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ عَنْ مَشَاعِرِهِ كَمَا يَلِي:‏ «صِرْتُ أَرَى سِفْرَ ٱلْأَعْمَالِ بِمِنْظَارٍ آخَرَ.‏ صَحِيحٌ أَنِّي تَصَفَّحْتُ رِوَايَاتِهِ مِرَارًا،‏ لكِنِّي كُنْتُ أَشْعُرُ كَمَا لَوْ أَنِّي شَخْصٌ يَسِيرُ حَامِلًا شَمْعَةً وَوَاضِعًا نَظَّارَاتٍ مُتَّسِخَةً.‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَأَنْعَمُ بِرُؤْيَةِ عَظَمَتِهِ فِي ضَوْءِ ٱلشَّمْسِ».‏

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

مَلَاكٌ أَخْرَجَ بُطْرُسَ عَبْرَ بَابِ ٱلْحَدِيدِ ٱلضَّخْمِ