الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اقتدِ بمثال يسوع في مجال السهر

اقتدِ بمثال يسوع في مجال السهر

‏«اِبْقَوْا سَاهِرِينَ وَصَلُّوا».‏ —‏ مت ٢٦:‏٤١‏.‏

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ أَيُّ سُؤَالَيْنِ قَدْ يُطْرَحَانِ بِخُصُوصِ مِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ؟‏ (‏ب)‏ هَلْ بِٱسْتِطَاعَةِ بَشَرٍ نَاقِصِينَ ٱلتَّعَلُّمُ مِنْ مِثَالِ يَسُوعَ ٱلْكَامِلِ؟‏ أَعْطُوا مَثَلًا.‏

لَعَلَّكَ بَيْنَ ٱلَّذِينَ يَتَسَاءَلُونَ:‏ ‹هَلْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ فِعْلًا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ؟‏ فَيَسُوعُ كَانَ شَخْصًا كَامِلًا!‏ وَأَكْثَرُ مِنْ ذلِكَ،‏ كَانَ أَحْيَانًا يَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ مَا سَيَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ —‏ حَتَّى بَعْدَ آلَافِ ٱلسِّنِينَ!‏ فَهَلْ كَانَ حَقًّا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلسَّهَرِ؟‏›.‏ (‏مت ٢٤:‏٣٧-‏٣٩؛‏ عب ٤:‏١٥‏)‏ لِنُجِبْ أَوَّلًا عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ كَيْ نُدْرِكَ أَهَمِّيَّةَ ٱلسَّهَرِ وَمَدَى إِلْحَاحِهِ.‏

٢ فَهَلْ بِٱسْتِطَاعَةِ بَشَرٍ نَاقِصِينَ ٱلتَّعَلُّمُ مِنْ مِثَالٍ كَامِلٍ؟‏ نَعَمْ،‏ تَمَامًا كَمَا يَسْتَطِيعُ ٱلتِّلْمِيذُ ٱلتَّعَلُّمَ مِنْ أُسْتَاذٍ مُقْتَدِرٍ.‏ تَخَيَّلْ مَثَلًا شَخْصًا يَتَلَقَّى أَوَّلَ دَرْسٍ لَهُ فِي ٱلرِّمَايَةِ.‏ طَبْعًا،‏ لَا يَسَعُهُ فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنْ يَعْرِفَ كَيْفَ يُسَدِّدُ سَهْمَهُ نَحْوَ ٱلْهَدَفِ،‏ إِلَّا أَنَّهُ يَسْتَمِرُّ فِي ٱلتَّعَلُّمِ وَٱلتَّمَرُّنِ.‏ فَبُغْيَةَ ٱلتَّقَدُّمِ،‏ يُرَاقِبُ عَنْ كَثَبٍ مَا يَفْعَلُهُ مُدَرِّبُهُ ٱلْمُتَمَرِّسُ وَيُحَاوِلُ تَقْلِيدَهُ.‏ فَيُلَاحِظُ وَقْفَتَهُ،‏ وَضْعِيَّةَ يَدَيْهِ،‏ وَكَيْفَ يَسْتَخْدِمُ أَصَابِعَهُ لِيَشُدَّ وَتَرَ ٱلْقَوْسِ.‏ وَهكَذَا،‏ يَتَعَلَّمُ تَدْرِيجِيًّا كَيْفَ يُصَوِّبُ ٱلسَّهْمَ أَقْرَبَ فَأَقْرَبَ نَحْوَ مَرْكَزِ ٱلْهَدَفِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّحَسُّنِ كَمَسِيحِيِّينَ بِٱتِّبَاعِ إِرْشَادَاتِ يَسُوعَ وَٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِهِ ٱلْكَامِلِ.‏

٣ ‏(‏أ)‏ مَاذَا قَالَ يَسُوعُ مِمَّا يُظْهِرُ أَنَّهُ ٱحْتَاجَ إِلَى ٱلسَّهَرِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَتَتَنَاوَلُ هذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

٣ وَمَاذَا عَنِ ٱلسُّؤَالِ ٱلثَّانِي؟‏ هَلْ كَانَ يَسُوعُ حَقًّا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلسَّهَرِ؟‏ أَجَلْ.‏ فَفِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ حَثَّ رُسُلَهُ ٱلْأُمَنَاءَ قَائِلًا:‏ «اِبْقَوْا سَاهِرِينَ مَعِي».‏ وَأَضَافَ:‏ «اِبْقَوْا سَاهِرِينَ وَصَلُّوا بِٱسْتِمْرَارٍ لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».‏ (‏مت ٢٦:‏٣٨،‏ ٤١‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ كَانَ سَاهِرًا عَلَى ٱلدَّوَامِ،‏ لكِنْ فِي هذِهِ ٱلسَّاعَاتِ ٱلْحَرِجَةِ بِٱلْأَخَصِّ لَزِمَ أَنْ يَظَلَّ سَاهِرًا وَقَرِيبًا مِنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ.‏ وَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ عَلَى كُلِّ أَتْبَاعِهِ،‏ آنَذَاكَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ،‏ ٱلتَّحَلِّيَ بِٱلْيَقَظَةِ عَيْنِهَا.‏ فَلْنُنَاقِشْ بِدَايَةً لِمَاذَا يُرِيدُ يَسُوعُ مِنَّا أَنْ نَبْقَى سَاهِرِينَ.‏ وَبَعْدَ ذلِكَ،‏ سَنَسْتَعْرِضُ ثَلَاثَ طَرَائِقَ لِلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ.‏

لِمَاذَا أَوْصَى يَسُوعُ أَنْ نَكُونَ سَاهِرِينَ؟‏

٤ أَيُّ ٱرْتِبَاطٍ هُنَالِكَ بَيْنَ مَا نَجْهَلُهُ بِشَأْنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ وَحَاجَتِنَا إِلَى ٱلسَّهَرِ؟‏

٤ بِوَجِيزِ ٱلْعِبَارَةِ،‏ يُرِيدُ يَسُوعُ أَنْ نَظَلَّ سَاهِرِينَ بِسَبَبِ مَا نَجْهَلُهُ وَمَا نَعْرِفُهُ.‏ فَهُوَ مَثَلًا لَمْ يَعْرِفْ أَثْنَاءَ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ كُلَّ مَا يُخَبِّئُهُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ إِذِ ٱعْتَرَفَ بِتَوَاضُعٍ:‏ «ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ وَتِلْكَ ٱلسَّاعَةُ .‏ .‏ .‏ لَا يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ،‏ لَا مَلَائِكَةُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَلَا ٱلِٱبْنُ،‏ إِلَّا ٱلْآبُ وَحْدَهُ».‏ (‏مت ٢٤:‏٣٦‏)‏ فَآنَذَاكَ،‏ لَمْ يَكُنِ ٱبْنُ ٱللهِ يَعْرِفُ مَتَى بِٱلضَّبْطِ سَتَأْتِي نِهَايَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا.‏ وَمَاذَا عَنَّا؟‏ هَلْ مَعْرِفَتُنَا عَنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ مَحْدُودَةٌ؟‏ بِٱلطَّبْعِ!‏ فَنَحْنُ نَجْهَلُ مَتَى بِٱلتَّمَامِ سَيُرْسِلُ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ كَيْ يَضَعَ حَدًّا لِهذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ وَلَوْ عَرَفْنَا لَمَا كَانَتْ هُنَالِكَ حَاجَةٌ فِعْلِيَّةٌ إِلَى ٱلسَّهَرِ.‏ لكِنْ بِمَا أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ سَتَأْتِي فَجْأَةً،‏ حَسْبَمَا أَوْضَحَ يَسُوعُ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَبْقَى سَاهِرِينَ عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ٢٤:‏٤٣‏.‏

٥،‏ ٦ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَدْفَعَنَا ٱلْمَعْرِفَةُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ إِلَى ٱلسَّهَرِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَجْعَلَنَا مَعْرِفَتُنَا عَنِ ٱلشَّيْطَانِ أَكْثَرَ تَصْمِيمًا عَلَى ٱلسَّهَرِ؟‏

٥ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ كَانَ يَسُوعُ يَعْرِفُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ ٱلرَّائِعَةِ —‏ حَقَائِقَ لَمْ يَعْلَمْهَا إِطْلَاقًا مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ حَوْلَهُ.‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ صَحِيحٌ أَنَّ مَعْلُومَاتِنَا قَلِيلَةٌ جِدًّا مُقَارَنَةً بِمَا يَعْرِفُهُ يَسُوعُ،‏ إِلَّا أَنَّ لَدَيْنَا بِفَضْلِهِ مَعْرِفَةً وَاسِعَةً عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ وَعَمَّا سَيُحَقِّقُهُ فِي ٱلْقَرِيبِ ٱلْعَاجِلِ.‏ لكِنْ أَيْنَمَا ٱلْتَفَتْنَا،‏ أَفَلَا نَجِدُ ٱلنَّاسَ حَوْلَنَا —‏ سَوَاءٌ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمُقَاطَعَةِ —‏ فِي جَهْلٍ مُطْبِقٍ لِهذِهِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْمَجِيدَةِ؟‏ هذَا سَبَبٌ إِضَافِيٌّ يَدْعُونَا إِلَى ٱلسَّهَرِ.‏ لِذَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَظَلَّ مُتَيَقِّظِينَ كَيَسُوعَ،‏ إِذْ نَتَحَيَّنُ ٱلْفُرَصَ لِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ بِمَا نَعْرِفُهُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ فَلْنَغْتَنِمْ هذِهِ ٱلْفُرَصَ ٱلثَّمِينَةَ لِأَنَّ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ فِي خَطَرٍ!‏ —‏ ١ تي ٤:‏١٦‏.‏

٦ وَثَمَّةَ أَمْرٌ آخَرُ دَفَعَ يَسُوعَ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ:‏ مَعْرِفَتُهُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ مُصَمِّمٌ أَنْ يُغْرِيَهُ،‏ يَضْطَهِدَهُ،‏ وَيَكْسِرَ ٱسْتِقَامَتَهُ.‏ فَهذَا ٱلْخَصْمُ ٱلشَّرِسُ لَمْ يَنْفَكَّ يَبْحَثُ عَنْ «فُرْصَةٍ أُخْرَى» لِلْإِيقَاعِ بِيَسُوعَ.‏ (‏لو ٤:‏١٣‏)‏ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَمَرَّ يَلْتَزِمُ جَانِبَ ٱلْحَذَرِ.‏ فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُسْتَعِدًّا لِصَدِّ أَيِّ ٱمْتِحَانٍ،‏ سَوَاءٌ كَانَ عَلَى شَكْلِ إِغْرَاءٍ،‏ مُقَاوَمَةٍ،‏ أَوِ ٱضْطِهَادٍ.‏ وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَيْنَا.‏ فَٱلشَّيْطَانُ لَا يَزَالُ يَجُولُ «كَأَسَدٍ زَائِرٍ،‏ وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ أَحَدًا».‏ لِهذَا ٱلسَّبَبِ تَحُثُّ كَلِمَةُ ٱللهِ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «كُونُوا وَاعِينَ وَسَاهِرِينَ».‏ (‏١ بط ٥:‏٨‏)‏ فَكَيْفَ نَفْعَلُ ذلِكَ؟‏

اَلسَّهَرُ فِي مَجَالِ ٱلصَّلَاةِ

٧،‏ ٨ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ بِخُصُوصِ ٱلصَّلَاةِ،‏ وَأَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ؟‏

٧ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ هُنَالِكَ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بَيْنَ ٱلْيَقَظَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ،‏ أَوِ ٱلسَّهَرِ،‏ وَٱلصَّلَاةِ.‏ (‏كو ٤:‏٢؛‏ ١ بط ٤:‏٧‏)‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ بُعَيْدَ ٱلطَّلَبِ مِنْ أَتْبَاعِهِ أَنْ يَبْقَوْا سَاهِرِينَ مَعَهُ:‏ «اِبْقَوْا سَاهِرِينَ وَصَلُّوا بِٱسْتِمْرَارٍ لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».‏ (‏مت ٢٦:‏٤١‏)‏ وَلكِنْ هَلْ كَانَ يَقْصِرُ هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ عَلَى ٱلظَّرْفِ ٱلْحَرِجِ ٱلَّذِي مَرُّوا بِهِ آنَذَاكَ؟‏ كَلَّا.‏ فَمَشُورَتُهُ مَبْدَأٌ يَجِبُ أَنْ نَعِيشَ بِمُوجَبِهِ كُلَّ يَوْمٍ.‏

٨ وَقَدْ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلصَّلَاةِ.‏ فَلَرُبَّمَا تَذْكُرُ أَنَّهُ قَضَى ذَاتَ مَرَّةٍ كُلَّ ٱللَّيْلِ يُصَلِّي إِلَى أَبِيهِ.‏ فَلْنَتَخَيَّلِ ٱلْمَشْهَدَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ لوقا ٦:‏١٢،‏ ١٣‏.‏‏)‏ اَلْوَقْتُ رَبِيعٌ،‏ وَٱلْمَكَانُ هُوَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فِي جِوَارِ مَدِينَةِ كَفَرْنَاحُومَ ٱلْمَعْرُوفَةِ بِصَيْدِ ٱلسَّمَكِ،‏ مَقَرِّ سُكْنَى يَسُوعَ فِي مِنْطَقَةِ ٱلْجَلِيلِ.‏ فَبَيْنَمَا ٱللَّيْلُ يُسْدِلُ سِتَارَهُ،‏ يَصْعَدُ يَسُوعُ إِلَى أَحَدِ ٱلْجِبَالِ ٱلَّتِي تُطِلُّ عَلَى بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ.‏ وَحِينَ يَمُدُّ نَظَرَهُ،‏ لَرُبَّمَا يَرَى ٱلْمَصَابِيحَ ٱلزَّيْتِيَّةَ ٱلْخَافِقَةَ فِي كَفَرْنَاحُومَ وَٱلْقُرَى ٱلْمُجَاوِرَةِ ٱلَّتِي تَغْرَقُ فِي ٱلْعَتْمَةِ شَيْئًا فَشَيْئًا.‏ لكِنْ عِنْدَمَا يُخَاطِبُ يَهْوَهَ،‏ يَحْصُرُ تَفْكِيرَهُ كُلِّيًّا فِي ٱلصَّلَاةِ.‏ فَتَمُرُّ ٱلدَّقَائِقُ وَٱلسَّاعَاتُ بِحَيْثُ إِنَّهُ بِٱلْكَادِ يُلَاحِظُ أَضْوَاءَ ٱلْمَصَابِيحِ تَنْطَفِئُ ٱلْوَاحِدُ تِلْوَ ٱلْآخَرِ،‏ أَوِ ٱلْقَمَرَ يَسْبَحُ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ أَوِ ٱلْحَيَوَانَاتِ تَجُوبُ ٱلْمَكَانَ بَحْثًا عَنِ ٱلطَّعَامِ.‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ تَتَنَاوَلُ صَلَاتُهُ بِإِسْهَابٍ ٱلْقَرَارَ ٱلْكَبِيرَ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱتِّخَاذُهُ:‏ اِخْتِيَارَ رُسُلِهِ ٱلْـ‍ ١٢.‏ فَتَصَوَّرْ يَسُوعَ وَهُوَ يُصَلِّي إِلَى أَبِيهِ بِحَرَارَةٍ طَالِبًا مِنْهُ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْإِرْشَادَ وَمُخْبِرًا إِيَّاهُ عَمَّا يَجُولُ فِي بَالِهِ مِنْ أَفْكَارٍ وَمَخَاوِفَ تَتَعَلَّقُ بِكُلِّ تِلْمِيذٍ.‏

٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قَضَاءِ يَسُوعَ ٱللَّيْلَ كُلَّهُ وَهُوَ يُصَلِّي؟‏

٩ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يَسُوعَ؟‏ أَيَجِبُ أَنْ نَصْرِفَ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً فِي ٱلصَّلَاةِ؟‏ كَلَّا.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ عَنْ أَتْبَاعِهِ:‏ «إِنَّ ٱلرُّوحَ مُنْدَفِعٌ،‏ أَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ».‏ (‏مت ٢٦:‏٤١‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ بِإِمْكَانِنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ.‏ مَثَلًا،‏ هَلْ نَطْلُبُ إِرْشَادَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ أَيِّ قَرَارٍ قَدْ يُؤَثِّرُ فِي رُوحِيَّاتِنَا أَوْ فِي تِلْكَ ٱلَّتِي لِعَائِلَتِنَا أَوْ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏ هَلْ نَشْمُلُ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِصَلَوَاتِنَا؟‏ هَلْ نُصَلِّي مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ عِوَضَ تَكْرَارِ ٱلْعِبَارَاتِ نَفْسِهَا؟‏ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَيْضًا أَنَّ يَسُوعَ أَعَزَّ ٱلْأَوْقَاتَ ٱلَّتِي أَجْرَى فِيهَا أَحَادِيثَ حَمِيمَةً وَخَاصَّةً مَعَ أَبِيهِ.‏ فَمَاذَا عَنَّا؟‏ فِي عَالَمِنَا ٱلْمَحْمُومِ هذَا،‏ مِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا أَنْ تُنَسِّيَنَا مَشَاغِلُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأُمُورَ ٱلْأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً.‏ أَمَّا إِذَا خَصَّصْنَا وَقْتًا كَافِيًا لِلصَّلَوَاتِ ٱلْعَمِيقَةِ وَٱلشَّخْصِيَّةِ،‏ فَسَنَزْدَادُ يَقَظَةً عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ (‏مت ٦:‏٦،‏ ٧‏)‏ فَصَلَوَاتٌ كَهذِهِ تَجْعَلُنَا أَقْرَبَ إِلَى يَهْوَهَ بِحَيْثُ نَنْدَفِعُ إِلَى بَذْلِ ٱلْمُسْتَطَاعِ كَيْ نُوَطِّدَ عَلَاقَتَنَا بِهِ وَنَتَفَادَى فِعْلَ أَيِّ شَيْءٍ قَدْ يُزَعْزِعُهَا.‏ —‏ مز ٢٥:‏١٤‏.‏

اَلسَّهَرُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ

١٠ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ ٱنْتَهَزَ كُلَّ فُرْصَةٍ لِتَقْدِيمِ ٱلشَّهَادَةِ؟‏

١٠ لَمْ يَفْقِدْ يَسُوعُ يَقَظَتَهُ ٱلرُّوحِيَّةَ أَثْنَاءَ ٱلْقِيَامِ بِٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ يَهْوَهُ.‏ فَٱلْخِدْمَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ تَتَطَلَّبُ ٱلتَّرْكِيزَ وَٱلتَّيَقُّظَ،‏ بِخِلَافِ بَعْضِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلَّتِي لَا يَتَسَبَّبُ شُرُودُ ٱلذِّهْنِ فِيهَا بِأَضْرَارٍ كَبِيرَةٍ.‏ وَهذَا مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ.‏ فَقَدْ كَانَ مُتَنَبِّهًا دَوْمًا لِأَيَّةِ فُرْصَةٍ تُتِيحُ لَهُ نَقْلَ ٱلْبِشَارَةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ لَمَّا وَصَلَ هُوَ وَتَلَامِيذُهُ إِلَى مَدِينَةِ سُوخَارَ بَعْدَ مَسِيرَةٍ طَوِيلَةٍ فِي ٱلصَّبَاحِ،‏ ذَهَبَ ٱلتَّلَامِيذُ لِٱبْتِيَاعِ ٱلطَّعَامِ فِيمَا جَلَسَ هُوَ لِيَسْتَرِيحَ عِنْدَ ٱلْبِئْرِ.‏ إِلَّا أَنَّهُ ظَلَّ مُتَيَقِّظًا،‏ فَوَجَدَ فُرْصَةً لِتَقْدِيمِ ٱلشَّهَادَةِ عِنْدَمَا جَاءَتِ ٱمْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ لِتَسْتَقِيَ مَاءً.‏ وَفِي حِينِ كَانَ بِمَقْدُورِهِ أَخْذُ قَيْلُولَةٍ أَوِ ٱخْتِلَاقُ سَبَبٍ لِتَجَنُّبِ ٱلْكَلَامِ،‏ فَقَدْ بَدَأَ بِمُحَادَثَةٍ مَعَهَا،‏ وَأَعْطَاهَا شَهَادَةً كَبِيرَةً أَثَّرَتْ فِي حَيَاةِ كَثِيرِينَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ.‏ (‏يو ٤:‏٤-‏٢٦،‏ ٣٩-‏٤٢‏)‏ فَهَلْ فِي وِسْعِنَا بَذْلُ جُهْدٍ إِضَافِيٍّ لِلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ؟‏ هَلْ يُمْكِنُنَا مَثَلًا ٱلسَّعْيُ إِلَى ٱلْبَحْثِ عَنْ مَزِيدٍ مِنَ ٱلْفُرَصِ لِتَقْدِيمِ ٱلْبِشَارَةِ لِلَّذِينَ نَلْتَقِي بِهِمْ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ؟‏

١١،‏ ١٢ ‏(‏أ)‏ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ حِينَ حَاوَلَ ٱلْبَعْضُ إِلْهَاءَهُ عَنْ عَمَلِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلِٱتِّزَانِ فِي عَمَلِهِ؟‏

١١ أَحْيَانًا،‏ كَانَ بَعْضُ ٱلْأَفْرَادِ ٱلْحَسَنِي ٱلنِّيَّةِ يُحَاوِلُونَ إِلْهَاءَ يَسُوعَ عَنْ عَمَلِهِ.‏ فَفِي كَفَرْنَاحُومَ،‏ ذَهِلَ ٱلنَّاسُ مِنْ شِفَاءَاتِهِ ٱلْعَجَائِبِيَّةِ بِحَيْثُ أَرَادُوا إِبْقَاءَهُ مَعَهُمْ.‏ وَشُعُورُهُمْ هذَا طَبِيعِيٌّ.‏ إِلَّا أَنَّ مُهِمَّتَهُ ٱنْطَوَتْ عَلَى إِيصَالِ ٱلْكِرَازَةِ إِلَى «ٱلْخِرَافِ ٱلضَّائِعَةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ».‏ (‏مت ١٥:‏٢٤‏)‏ لِذلِكَ قَالَ لِلْجُمُوعِ:‏ «لَا بُدَّ لِي أَنْ أُبَشِّرَ ٱلْمُدُنَ ٱلْأُخْرَى أَيْضًا بِمَلَكُوتِ ٱللهِ،‏ لِأَنِّي لِهٰذَا أُرْسِلْتُ».‏ (‏لو ٤:‏٤٠-‏٤٤‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْخِدْمَةَ كَانَتْ مِحْوَرَ حَيَاتِهِ.‏ فَهُوَ لَمْ يَسْمَحْ لِشَيْءٍ بِأَنْ يَشْغَلَهُ عَنْهَا.‏

١٢ وَلكِنْ هَلْ رَكَّزَ يَسُوعُ عَلَى عَمَلِهِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللُّزُومِ بِحَيْثُ أَصْبَحَ مُتَطَرِّفًا أَوْ زَاهِدًا؟‏ وَهَلِ ٱسْتَحْوَذَتِ ٱلْخِدْمَةُ عَلَيْهِ إِلَى حَدِّ أَنَّهُ لَمْ يُمَيِّزْ حَاجَاتِ ٱلنَّاسِ ٱلْحَيَاتِيَّةَ؟‏ كَلَّا.‏ فَهُوَ مِثَالٌ كَامِلٌ فِي ٱلِٱتِّزَانِ.‏ فَقَدْ تَمَتَّعَ بِٱلْحَيَاةِ وَسُرَّ بِقَضَاءِ أَوْقَاتٍ طَيِّبَةٍ مَعَ أَصْدِقَائِهِ.‏ كَمَا أَنَّهُ تَعَاطَفَ مَعَ ٱلْعَائِلَاتِ،‏ أَحَسَّ بِحَاجَاتِهِمْ وَمَشَاكِلِهِمْ،‏ وَعَامَلَ ٱلْأَوْلَادَ بِمَحَبَّةٍ.‏ —‏ اِقْرَأْ مرقس ١٠:‏١٣-‏١٦‏.‏

١٣ كَيْفَ نَقْتَدِي بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ وَٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱتِّزَانِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏

١٣ فَكَيْفَ نَقْتَدِي بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ وَٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱتِّزَانِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏ يَجِبُ أَلَّا نَسْمَحَ لِهذَا ٱلْعَالَمِ بِأَنْ يُلْهِيَنَا عَنْ عَمَلِنَا.‏ فَقَدْ يُلِحُّ عَلَيْنَا أَصْدِقَاؤُنَا وَأَقَارِبُنَا بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ أَنْ نَتَرَاخَى فِي خِدْمَتِنَا أَوْ نَسْعَى إِلَى ٱلْعَيْشِ «حَيَاةً طَبِيعِيَّةً».‏ لكِنْ إِذَا كُنَّا نَقْتَدِي بِيَسُوعَ،‏ فَسَنَعْتَبِرُ خِدْمَتَنَا بِأَهَمِّيَّةِ ٱلطَّعَامِ.‏ (‏يو ٤:‏٣٤‏)‏ فَعَمَلُنَا يُغَذِّينَا رُوحِيًّا وَيَجْلُبُ لَنَا ٱلْبَهْجَةَ.‏ إِلَّا أَنَّنَا مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ لَسْنَا أَشْخَاصًا مُتَطَرِّفِينَ يَتَّصِفُونَ بِٱلْبِرِّ ٱلذَّاتِيِّ وَيَعِيشُونَ حَيَاةَ تَقَشُّفٍ.‏ فَكَيَسُوعَ،‏ نَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَخْدُمَ «ٱلْإِلٰهَ ٱلسَّعِيدَ» بِفَرَحٍ وَٱتِّزَانٍ.‏ —‏ ١ تي ١:‏١١‏.‏

اَلسَّهَرُ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ

١٤ مِمَّ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ فِي أَوْقَاتِ ٱلْمِحَنِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٤ كَمَا رَأَيْنَا،‏ ذَكَرَ يَسُوعُ بَعْضَ نَصَائِحِهِ ٱلْأَكْثَرِ إِلْحَاحًا ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلسَّهَرِ فِيمَا كَانَ تَحْتَ أَصْعَبِ ٱلْمِحَنِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ مرقس ١٤:‏٣٧‏.‏‏)‏ لِذَا،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتَذَكَّرَ مِثَالَهُ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلشَّدَائِدِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ.‏ فَأَمَامَ ٱلْمِحْنَةِ،‏ يَنْسَى كَثِيرُونَ حَقِيقَةً بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ ذَكَرَهَا سِفْرُ ٱلْأَمْثَالِ مَرَّتَيْنِ:‏ «يُوجَدُ طَرِيقٌ يَظْهَرُ لِلْإِنْسَانِ مُسْتَقِيمًا،‏ وَنِهَايَتُهُ فِي ٱلْآخِرِ طُرُقُ ٱلْمَوْتِ».‏ (‏ام ١٤:‏١٢؛‏ ١٦:‏٢٥‏)‏ فَكَمْ نُعَرِّضُ أَنْفُسَنَا وَٱلَّذِينَ نُحِبُّهُمْ لِلْخَطَرِ إِذَا ٱتَّكَلْنَا عَلَى تَفْكِيرِنَا،‏ وَخُصُوصًا عِنْدَمَا نَمُرُّ بِمَشَاكِلَ كَبِيرَةٍ!‏

١٥ أَيُّ إِغْرَاءٍ قَدْ يَتَعَرَّضُ لَهُ رَبُّ ٱلْعَائِلَةِ عِنْدَمَا يُوَاجِهُ ضُغُوطًا مَادِّيَّةً؟‏

١٥ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ رَبَّ عَائِلَةٍ يُوَاجِهُ ضُغُوطًا هَائِلَةً كَيْ يَتَمَكَّنَ مِنْ إِعَالَةِ «خَاصَّتِهِ» مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ (‏١ تي ٥:‏٨‏)‏ فَقَدْ يُغْرَى بِقُبُولِ وَظِيفَةٍ تَضْطَرُّهُ مِرَارًا أَنْ يَغِيبَ عَنِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ أَوْ أَنْ يُقَصِّرَ فِي أَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ أَوِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ فَإِذَا نَظَرَ إِلَى ٱلْمَسْأَلَةِ مِنْ مِنْظَارٍ بَشَرِيٍّ فَقَطْ،‏ فَسَيَجِدُ قَرَارًا كَهذَا مُبَرَّرًا،‏ بَلْ صَائِبًا.‏ غَيْرَ أَنَّ ذلِكَ قَدْ يُؤَدِّي فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ إِلَى ٱلْمَرَضِ أَوِ ٱلْمَوْتِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ فَكَمْ هُوَ أَفْضَلُ أَنْ يَتَّبِعَ مَشُورَةَ سُلَيْمَانَ فِي أَمْثَال ٣:‏٥،‏ ٦‏:‏ «اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ،‏ وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ.‏ فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ،‏ وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ»!‏

١٦ ‏(‏أ)‏ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى حِكْمَةِ يَهْوَهَ عِوَضَ حِكْمَتِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَقْتَدِي رُؤُوسُ عَائِلَاتٍ كَثِيرُونَ بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي ٱلْوُثُوقِ بِيَهْوَهَ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ؟‏

١٦ حِينَ عَانَى يَسُوعُ ٱلْمِحَنَ،‏ رَفَضَ أَنْ يَعْتَمِدَ عَلَى فَهْمِهِ ٱلْخَاصِّ رَفْضًا بَاتًّا.‏ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي:‏ أَحْكَمُ رَجُلٍ عَاشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱخْتَارَ أَلَّا يَتَّكِلَ عَلَى حِكْمَتِهِ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا جَرَّبَهُ ٱلشَّيْطَانُ،‏ رَدَّ عَلَيْهِ تَكْرَارًا بِٱلْقَوْلِ:‏ «مَكْتُوبٌ».‏ (‏مت ٤:‏٤،‏ ٧،‏ ١٠‏)‏ فَقَدِ ٱتَّكَلَ عَلَى حِكْمَةِ أَبِيهِ لِصَدِّ ٱلتَّجْرِبَةِ،‏ مُعْرِبًا بِذلِكَ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ،‏ صِفَةٍ يَفْتَقِرُ إِلَيْهَا ٱلشَّيْطَانُ وَيَكْرَهُهَا.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَجِبُ أَنْ يَقْتَدِيَ رَبُّ ٱلْعَائِلَةِ بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ إِذْ يَدَعُ كَلِمَةَ ٱللهِ تُرْشِدُهُ،‏ وَبِٱلْأَخَصِّ فِي وَقْتِ ٱلشِّدَّةِ.‏ وَهذَا مَا يَفْعَلُهُ آلَافُ رُؤُوسِ ٱلْعَائِلَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ فَهُمْ جِدِّيُّونَ فِي إِعْطَاءِ مَلَكُوتِ ٱللهِ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ عَلَى ٱلشُّؤُونِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ وَبِذلِكَ،‏ يُولُونَ عَائِلَاتِهِمْ أَفْضَلَ عِنَايَةٍ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يَفِي يَهْوَهُ بِوَعْدِهِ أَنْ يُبَارِكَ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي يَبْذُلُونَهَا لِسَدِّ حَاجَاتِهِمِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ —‏ مت ٦:‏٣٣‏.‏

١٧ مَاذَا يَدْفَعُكُمْ أَنْ تَقْتَدُوا بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ؟‏

١٧ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ يَسُوعَ تَرَكَ أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ.‏ فَمِثَالُهُ عَمَلِيٌّ،‏ مُفِيدٌ،‏ وَمُنْقِذٌ لِلْحَيَاةِ.‏ وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِكَ أَنَّ شُغْلَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشَّاغِلَ هُوَ أَنْ يُهَدْهِدَكَ بِحَيْثُ تَغْرَقُ فِي نَوْمٍ رُوحِيٍّ —‏ حَالَةٍ تَكُونُ فِيهَا ضَعِيفَ ٱلْإِيمَانِ،‏ فَاتِرًا فِي ٱلْعِبَادَةِ،‏ وَعُرْضَةً لِكَسْرِ ٱسْتِقَامَتِكَ.‏ (‏١ تس ٥:‏٦‏)‏ فَلَا تَدَعْهُ يُحَقِّقُ مُبْتَغَاهُ!‏ اِبْقَ سَاهِرًا كَيَسُوعَ،‏ سَوَاءٌ فِي مَجَالِ ٱلصَّلَاةِ،‏ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ أَوْ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ.‏ وَبِمُدَاوَمَتِكَ عَلَى ٱلسَّهَرِ،‏ تَنْعَمُ بِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ ذَاتِ قَصْدٍ وَمَانِحَةٍ لِلِٱكْتِفَاءِ حَتَّى فِيمَا نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْفَانِي هذَا يُشْرِفُ عَلَى نِهَايَتِهِ.‏ كَمَا أَنَّكَ تَضْمَنُ أَنْ يَجِدَكَ يَسُوعُ مُتَيَقِّظًا وَمُجْتَهِدًا فِي فِعْلِ مَشِيئَةِ أَبِيهِ عِنْدَمَا يَأْتِي لِتَدْمِيرِ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ وَكَمْ سَيَفْرَحُ يَهْوَهُ حِينَئِذٍ بِمُكَافَأَتِكَ عَلَى مَسْلَكِكَ ٱلْأَمِينِ!‏ —‏ رؤ ١٦:‏١٥‏.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

كَرَزَ يَسُوعُ لِلْمَرْأَةِ عِنْدَ ٱلْبِئْرِ.‏ فَأَيَّةُ فُرَصٍ تَبْحَثُ عَنْهَا يَوْمِيًّا مِنْ أَجْلِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

اَلِٱهْتِمَامُ بِخَيْرِ أُسْرَتِكَ ٱلرُّوحِيِّ دَلِيلٌ أَنَّكَ تَبْقَى سَاهِرًا