يهوه يصوننا للخلاص
‹قُدْرَةُ ٱللهِ تَصُونُكُمْ بِٱلْإِيمَانِ لِخَلَاصٍ مُعَدٍّ لِأَنْ يُكْشَفَ فِي ٱلزَّمَانِ ٱلْأَخِيرِ›. — ١ بط ١:٤، ٥.
١، ٢ (أ) أَيُّ أَمْرٍ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ ٱللهَ سَيُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا؟ (ب) إِلَى أَيِّ مَدًى يَعْرِفُنَا يَهْوَهُ إِفْرَادِيًّا؟
«اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ». (مت ٢٤:١٣) بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ يُوضِحُ لَنَا يَسُوعُ أَنَّ نَجَاتَنَا مِنَ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلَّتِي سَيُنَفِّذُهَا ٱللهُ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ تَتَوَقَّفُ عَلَى بَقَائِنَا مُسْتَقِيمِينَ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ. لكِنَّ ذلِكَ لَا يَعْنِي أَنَّ يَهْوَهَ يَتَوَقَّعُ مِنَّا ٱلِٱحْتِمَالَ مُتَّكِلِينَ عَلَى حِكْمَتِنَا وَقُوَّتِنَا. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُؤَكِّدُ لَنَا: «اَللهُ أَمِينٌ، وَلَنْ يَدَعَكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ تَحَمُّلَهُ، بَلْ سَيَجْعَلُ أَيْضًا مَعَ ٱلتَّجْرِبَةِ ٱلْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا ٱحْتِمَالَهَا». (١ كو ١٠:١٣) فَإِلَامَ تُشِيرُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ؟
٢ كَيْ يَضْمَنَ يَهْوَهُ أَنَّنَا لَنْ نُجَرَّبَ فَوْقَ مَا نَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهُ، عَلَيْهِ أَنْ يَعْرِفَ كُلَّ شَيْءٍ عَنَّا بِمَا فِي ذلِكَ ٱلتَّحَدِّيَاتُ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا، تَرْكِيبَتُنَا، وَطَاقَتُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ. فَهَلْ يَعْرِفُنَا فِعْلًا إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ؟ نَعَمْ. فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ عَادَاتِنَا وَنَشَاطَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةَ، حَتَّى إِنَّهُ يَعْلَمُ أَفْكَارَنَا وَنَوَايَا قَلْبِنَا. — اِقْرَأْ مزمور ١٣٩:١-٦.
٣، ٤ (أ) كَيْفَ يُثْبِتُ ٱخْتِبَارُ دَاوُدَ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِنَا إِفْرَادِيًّا؟ (ب) أَيُّ عَمَلٍ رَائِعٍ يُنْجِزُهُ يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ؟
٣ هَلْ يَبْدُو مِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ أَنْ يُظْهِرَ ٱللهُ مِثْلَ هذَا ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْبَشَرِ ٱلْوُضَعَاءِ؟ هذَا مَا كَانَ يَتَفَكَّرُ فِيهِ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدُ عِنْدَمَا سَأَلَ يَهْوَهَ: «حِينَ أَرَى سَمٰوَاتِكَ، عَمَلَ أَصَابِعِكَ، ٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ ٱلَّتِي هَيَّأْتَهَا، مَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْفَانِي حَتَّى تَذْكُرَهُ؟». (مز ٨:) وَلَرُبَّمَا طَرَحَ دَاوُدُ سُؤَالَهُ نَتِيجَةَ ٱخْتِبَارِهِ ٱلشَّخْصِيِّ. فَقَدْ وَجَدَ ٱللهُ فِي ٱبْنِ يَسَّى ٱلْأَصْغَرِ هذَا شَخْصًا «يُوَافِقُ قَلْبَهُ» وَأَخَذَهُ ‹مِنْ وَرَاءِ ٱلْغَنَمِ لِيَكُونَ قَائِدًا› عَلَى إِسْرَائِيلَ. ( ٣، ٤١ صم ١٣:١٤؛ ٢ صم ٧:٨) فَتَخَيَّلْ إِحْسَاسَ دَاوُدَ حِينَ أَدْرَكَ أَنَّ خَالِقَ ٱلْكَوْنِ أَوْلَى ٱنْتِبَاهَهُ لِتَأَمُّلَاتِ وَمَشَاعِرِ رَاعٍ فَتِيٍّ مِثْلِهِ.
٤ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يُدْهِشُنَا ٱلِٱهْتِمَامُ ٱلرَّائِعُ ٱلَّذِي يُولِيهِ يَهْوَهُ لَنَا شَخْصِيًّا. فَهُوَ يَجْمَعُ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ «نَفَائِسَ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ»، وَيُسَاعِدُ خُدَّامَهُ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ. (حج ٢:٧) وَلكِنْ كَيْ نَفْهَمَ عَلَى نَحْوٍ أَفْضَلَ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا، لِنَرَ أَوَّلًا كَيْفَ يَجْتَذِبُ ٱلنَّاسَ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.
يَجْتَذِبُنَا إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ
٥ كَيْفَ يَجْتَذِبُ يَهْوَهُ ٱلنَّاسَ إِلَى ٱبْنِهِ؟ أَوْضِحُوا.
٥ قَالَ يَسُوعُ: «لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ ٱلْآبُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي». (يو ٦:٤٤) وَتُشِيرُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ أَنَّ ٱلْمَرْءَ لَا يَصِيرُ تِلْمِيذًا لِلْمَسِيحِ مَا لَمْ يَنَلِ ٱلْعَوْنَ مِنَ ٱللهِ. فَكَيْفَ يَجْتَذِبُ يَهْوَهُ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ إِلَى ٱبْنِهِ؟ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ وَعَمَلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. مَثَلًا، حِينَ كَانَ بُولُسُ وَمَنْ مَعَهُ فِي فِيلِبِّي، ٱلْتَقَوُا ٱمْرَأَةً تُدْعَى لِيدِيَةَ وَبَدَأُوا يُبَشِّرُونَهَا. وَيَذْكُرُ ٱلسِّجِلُّ ٱلْمُوحَى بِهِ: «فَتَحَ يَهْوَهُ قَلْبَهَا لِتَنْتَبِهَ لِمَا كَانَ يَقُولُهُ بُولُسُ». نَعَمْ، لَقَدْ دَعَمَهَا يَهْوَهُ بِرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ لِتَفْهَمَ مَعْنَى ٱلرِّسَالَةِ. وَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهَا ٱعْتَمَدَتْ هِيَ وَأَهْلُ بَيْتِهَا. — اع ١٦:١٣-١٥.
٦ كَيْفَ ٱجْتَذَبَنَا ٱللهُ جَمِيعًا إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟
٦ وَهَلِ ٱخْتِبَارُ لِيدِيَةَ فَرِيدٌ مِنْ نَوْعِهِ؟ كَلَّا، عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَفِي حَالِ كُنْتَ مَسِيحِيًّا مُنْتَذِرًا، يَكُونُ يَهْوَهُ قَدِ ٱجْتَذَبَكَ أَنْتَ أَيْضًا إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. فَلَا شَكَّ أَنَّهُ رَأَى فِي قَلْبِكَ أَمْرًا جَيِّدًا، مِثْلَمَا حَصَلَ مَعَ لِيدِيَةَ. وَحِينَ بَدَأْتَ تُصْغِي إِلَى ٱلْبِشَارَةِ، مَنَحَكَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لِتَفْهَمَ مَعْنَاهَا. (١ كو ٢:١١، ١٢) وَعِنْدَمَا سَعَيْتَ لِتَطْبِيقِ مَا تَعَلَّمْتَهُ، بَارَكَ جُهُودَكَ. وَأَخِيرًا، نَذَرْتَ حَيَاتَكَ لَهُ وَأَدْخَلْتَ ٱلْفَرَحَ إِلَى قَلْبِهِ. نَعَمْ، لَقَدْ رَافَقَكَ يَهْوَهُ فِي كُلِّ خُطْوَةٍ خَطَوْتَهَا مُنْذُ بَدَأْتَ تَسِيرُ فِي ٱلطَّرِيقِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.
٧ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱللهَ سَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى أُمَنَاءَ؟
٧ بَعْدَمَا سَاعَدَنَا يَهْوَهُ عَلَى ٱلسَّيْرِ مَعَهُ، لَنْ يَدَعَنَا نَتَدَبَّرُ أُمُورَنَا بِأَنْفُسِنَا. فَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّنَا لَمْ نَأْتِ إِلَى ٱلْحَقِّ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِنَا، وَلَنْ نَبْقَى فِيهِ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِنَا أَيْضًا. قَالَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِنَّ ‹قُدْرَةَ ٱللهِ تَصُونُهُمْ بِٱلْإِيمَانِ لِخَلَاصٍ مُعَدٍّ لِأَنْ يُكْشَفَ فِي ٱلزَّمَانِ ٱلْأَخِيرِ›. (١ بط ١:٤، ٥) لكِنَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ تَنْطَبِقُ أَيْضًا عَلَى كُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَيَنْبَغِي أَنْ تَهُمَّ كُلًّا مِنَّا. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّنَا جَمِيعًا نَحْتَاجُ إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱللهِ كَيْ نَبْقَى أُمَنَاءَ.
يَتَدَخَّلُ لِمَنْعِنَا مِنْ أَنْ نُؤْخَذَ فِي زَلَّةٍ
٨ لِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَحْذَرَ لِئَلَّا نُؤْخَذَ فِي زَلَّةٍ؟
٨ إِنَّ ضُغُوطَ ٱلْحَيَاةِ وَنَقَائِصَنَا ٱلشَّخْصِيَّةَ يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَنَا نَفْقِدُ تَرْكِيزَنَا عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَنَنْسَبِقُ فَنُؤْخَذُ فِي زَلَّةٍ. (اِقْرَأْ غلاطية ٦:١.) وَهذَا مَا تُوضِحُهُ حَادِثَةٌ حَصَلَتْ مَعَ دَاوُدَ.
٩، ١٠ كَيْفَ مَنَعَ يَهْوَهُ دَاوُدَ مِنْ أَنْ ‹يُؤْخَذَ فِي زَلَّةٍ›، وَمَاذَا يَفْعَلُ مِنْ أَجْلِنَا ٱلْيَوْمَ؟
٩ حِينَ كَانَ دَاوُدُ مُطَارَدًا مِنْ قِبَلِ شَاوُلَ، أَعْرَبَ عَنْ ضَبْطِ نَفْسٍ رَائِعٍ بِإِحْجَامِهِ عَنِ ٱلِٱنْتِقَامِ مِنْ هذَا ٱلْمَلِكِ ٱلْحَسُودِ. (١ صم ٢٤:٢-٧) لكِنْ لَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى حَدَثَ أَمْرٌ أَفْقَدَهُ أَعْصَابَهُ. فَذَاتَ يَوْمٍ، طَلَبَ بِلَبَاقَةٍ مِنْ إِسْرَائِيلِيٍّ يُدْعَى نَابَالَ بَعْضَ ٱلْمَوَادِّ ٱلْغِذَائِيَّةِ لَهُ وَلِرِجَالِهِ. فَرَدَّ نَابَالُ بِٱلْإِهَانَاتِ، مَا أَثَارَ غَيْظَ دَاوُدَ وَدَفَعَهُ إِلَى أَنْ يُعِدَّ ٱلْعُدَّةَ لِلِٱنْتِقَامِ مِنْهُ وَمِنْ كُلِّ ٱلرِّجَالِ فِي بَيْتِهِ. وَقَدْ غَابَ عَنْ بَالِهِ عِنْدَئِذٍ أَنَّ قَتْلَهُ أَشْخَاصًا أَبْرِيَاءَ سَيَجْعَلُهُ مُذْنِبًا بِسَفْكِ ٱلدَّمِ فِي نَظَرِ ٱللهِ. لكِنَّ تَدَخُّلَ أَبِيجَايِلَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ رَدَعَهُ عَنِ ٱقْتِرَافِ هذَا ٱلْخَطَإِ ٱلْفَادِحِ. وَإِذْ أَدْرَكَ أَنَّ لِيَهْوَهَ يَدًا فِي ٱلْأَمْرِ، قَالَ لَهَا: «مُبَارَكٌ يَهْوَهُ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي أَرْسَلَكِ ٱلْيَوْمَ لِلِقَائِي! وَمُبَارَكَةٌ رَجَاحَةُ عَقْلِكِ، وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ ٱلَّتِي مَنَعْتِنِي ٱلْيَوْمَ أَنْ أُذْنِبَ بِسَفْكِ ٱلدَّمِ وَأُخَلِّصَ نَفْسِي بِيَدِي». — ١ صم ٢٥:٩-١٣، ٢١، ٢٢، ٣٢، ٣٣.
١٠ فَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ هذِهِ ٱلرِّوَايَةِ؟ لَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ أَبِيجَايِلَ لِيَمْنَعَ دَاوُدَ مِنْ أَنْ ‹يُؤْخَذَ فِي زَلَّةٍ›. وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يَفْعَلُ ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِنَا. طَبْعًا، لَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَوَقَّعَ تَدَخُّلَهُ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ كُلَّمَا أَوْشَكْنَا أَنْ نَرْتَكِبَ خَطَأً مَا. كَمَا أَنَّنَا لَا نَعْلَمُ تَمَامًا كَيْفَ سَيَتَصَرَّفُ فِي حَالَاتٍ مُعَيَّنَةٍ أَوْ بِمَاذَا سَيَسْمَحُ كَيْ يُحَقِّقَ قَصْدَهُ. (جا ١١:٥) لكِنْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ أَنَّهُ يَعْرِفُ ظُرُوفَنَا دَائِمًا وَسَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى أُمَنَاءَ لَهُ. فَهُوَ يُؤَكِّدُ لَنَا: «أَمْنَحُكَ بَصِيرَةً وَأُرْشِدُكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تَسْلُكُهُ. أُقَدِّمُ ٱلنُّصْحَ وَعَيْنِي عَلَيْكَ». (مز ٣٢:٨) فَكَيْفَ يُسْدِي يَهْوَهُ ٱلنُّصْحَ إِلَيْنَا؟ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ نُصْحِهِ؟ وَلِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلْوُثُوقُ أَنَّهُ يُرْشِدُ شَعْبَهُ ٱلْيَوْمَ؟ لَاحِظْ كَيْفَ يُجِيبُنَا سِفْرُ ٱلرُّؤْيَا عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.
يَصُونُنَا بِوَاسِطَةِ ٱلْمَشُورَةِ
١١ إِلَى أَيِّ مَدًى يَعْلَمُ يَهْوَهُ مَا يَجْرِي فِي ٱلْجَمَاعَاتِ؟
١١ تُظْهِرُ ٱلرُّؤْيَا ٱلْمُدَوَّنَةُ فِي ٱلْإِصْحَاحَيْنِ ٱلثَّانِي وَٱلثَّالِثِ مِنْ سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱلْمُمَجَّدَ وَهُوَ يَتَفَحَّصُ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلسَّبْعَ فِي آسِيَا ٱلصُّغْرَى. وَهِيَ تَكْشِفُ أَنَّهُ لَا يَرَى وَضْعَ ٱلْجَمَاعَاتِ بِشَكْلٍ عَامٍّ فَقَطْ، بَلْ يُعْطِي أَيْضًا لِكُلٍّ مِنْهَا ٱلْمَدْحَ أَوِ ٱلنُّصْحَ ٱلْمُلَائِمَ وَيَذْهَبُ فِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ إِلَى حَدِّ ذِكْرِ أَفْرَادٍ مُحَدَّدِينَ. فَإِلَامَ يُشِيرُ ذلِكَ؟ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلسَّبْعَ تُمَثِّلُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بَعْدَ سَنَةِ ١٩١٤، لكِنَّ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْمُعْطَاةَ لَهَا تَنْطَبِقُ عَلَى كُلِّ جَمَاعَاتِ شَعْبِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ. لِذَا مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّ يَهْوَهَ يُرْشِدُ شَعْبَهُ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ. فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ هذَا ٱلْإِرْشَادِ؟
١٢ كَيْفَ نَسْمَحُ لِيَهْوَهَ أَنْ يَهْدِيَ خُطَانَا؟
مت ٢٤:٤٥) لكِنْ كَيْ نَسْتَفِيدَ مِنْهَا، عَلَيْنَا أَنْ نَصْرِفَ ٱلْوَقْتَ فِي دَرْسِهَا وَنُطَبِّقَ مَا نَتَعَلَّمُهُ. فَٱلدَّرْسُ ٱلشَّخْصِيُّ هُوَ وَسِيلَةٌ مِنَ ٱلْوَسَائِلِ ٱلَّتِي بِهَا ‹يَحْفَظُنَا يَهْوَهُ مِنْ أَنْ نَعْثُرَ›. (يه ٢٤) فَهَلْ وَجَدْتَ فِي مَطْبُوعَاتِنَا أَمْرًا بَدَا أَنَّهُ كُتِبَ مِنْ أَجْلِكَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، تَقَبَّلِ ٱلْمَشُورَةَ وَكَأَنَّهَا مِنْ يَهْوَهَ. فَمِثْلَمَا يُرَبِّتُ صَدِيقٌ عَلَى كَتِفِنَا كَيْ يَلْفِتَ نَظَرَنَا إِلَى أَمْرٍ مُعَيَّنٍ، يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ رُوحَهُ لِيَلْفِتَ ٱنْتِبَاهَنَا إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْ سُلُوكِنَا أَوْ شَخْصِيَّتِنَا يَنْبَغِي تَحْسِينُهَا. فَبِقُبُولِنَا إِرْشَادَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، نَسْمَحُ لِيَهْوَهَ أَنْ يَهْدِيَ خُطَانَا. (اِقْرَأْ مزمور ١٣٩:٢٣، ٢٤.) وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ نَفْحَصَ عَادَاتِ دَرْسِنَا. لِمَاذَا؟
١٢ إِنَّ ٱلدَّرْسَ ٱلشَّخْصِيَّ هُوَ أَحَدُ ٱلسُّبُلِ ٱلَّتِي تُتِيحُ لَنَا ٱلِٱسْتِفَادَةَ مِنْ إِرْشَادِ يَهْوَهَ ٱلْحُبِّيِّ. فَيَهْوَهُ يَمْنَحُنَا وَفْرَةً مِنَ ٱلنَّصَائِحِ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي يُصْدِرُهَا ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ. (١٣ لِمَاذَا مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَفْحَصَ عَادَاتِ دَرْسِنَا؟
١٣ يَسْلُبُنَا ٱلْإِفْرَاطُ فِي ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْوَقْتَ ٱللَّازِمَ لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ. يَقُولُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ: «مِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا أَنْ يُفَوِّتَ ٱلْمَرْءُ ٱلدَّرْسَ ٱلشَّخْصِيَّ. فَٱلتَّسْلِيَةُ بَاتَتْ مُتَوَفِّرَةً وَأَقَلَّ كُلْفَةً أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى. فَنَحْنُ نَجِدُهَا فِي ٱلتِّلِفِزْيُونِ وَٱلْكُمْبْيُوتِرِ وَٱلْهَاتِفِ. إِنَّهَا تُحِيطُ بِنَا أَيْنَمَا ذَهَبْنَا». وَإِنْ لَمْ نَتَوَخَّ ٱلْحَذَرَ، يُمْكِنُ لِلْوَقْتِ ٱللَّازِمِ لِعَقْدِ دَرْسٍ شَخْصِيٍّ عَمِيقٍ أَنْ يَخْتَفِيَ تَدْرِيجِيًّا. (اف ٥:١٥-١٧) لِذَا، يَحْسُنُ بِكُلِّ فَرْدٍ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ أُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ بِٱنْتِظَامٍ لِأَتَعَمَّقَ فِي دَرْسِي لِكَلِمَةِ ٱللهِ؟ أَمْ أَقُومُ بِذلِكَ فَقَطْ حِينَ يَكُونُ لَدَيَّ تَعْيِينٌ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ؟› إِذَا كَانَ ٱلْأَمْرُ كَذلِكَ، فَلِمَ لَا تَسْتَغِلُّ ٱلْأُمْسِيَةَ ٱلْمُخَصَّصَةَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ أَوِ ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ لِتَكْنِزَ ٱلْحِكْمَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي يُزَوِّدُهَا يَهْوَهُ كَيْ يَصُونَنَا لِلْخَلَاصِ؟ — ام ٢:١-٥.
يَسْنُدُنَا بِمَنْحِ ٱلتَّشْجِيعِ
١٤ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِمَشَاعِرِنَا؟
١٤ وَاجَهَ دَاوُدُ فِي حَيَاتِهِ ظُرُوفًا مُؤْلِمَةً وَقَاسِيَةً. (١ صم ٣٠:٣-٦) وَتَكْشِفُ كَلِمَاتُهُ ٱلْمُوحَى بِهَا أَنَّ يَهْوَهَ عَرَفَ مَشَاعِرَهُ. (اِقْرَأْ مزمور ٣٤:١٨؛ ٥٦:٨.) نَحْنُ أَيْضًا يَعْرِفُ يَهْوَهُ مَشَاعِرَنَا. وَهُوَ يَقْتَرِبُ مِنَّا حِينَ نَكُونُ «مُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ» أَوْ «مُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ». وَهذَا بِحَدِّ ذَاتِهِ يَمْنَحُنَا ٱلتَّعْزِيَةَ كَمَا حَصَلَ مَعَ دَاوُدَ ٱلَّذِي رَنَّمَ قَائِلًا: «أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِلُطْفِكَ ٱلْحُبِّيِّ، لِأَنَّكَ رَأَيْتَ مَشَقَّتِي، وَعَرَفْتَ شَدَائِدَ نَفْسِي». (مز ٣١:٧) لكِنَّ يَهْوَهَ لَا يَرَى شَدَائِدَنَا فَحَسْبُ، بَلْ يَسْنُدُنَا أَيْضًا بِمَنْحِنَا ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلتَّشْجِيعَ. وَإِحْدَى ٱلْوَسَائِلِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا لِهذَا ٱلْهَدَفِ هِيَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ.
١٥ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنِ ٱخْتِبَارِ آسَافَ؟
١٥ يُبَيِّنُ ٱخْتِبَارُ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ آسَافَ إِحْدَى مز ٧٣:٢، ١٣-٢٢) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، إِنَّ مُوَاجَهَةَ ٱلْمَظَالِمِ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ تُشَكِّلُ عَلَيْنَا ضَغْطًا يَسْتَنْزِفُ قِوَانَا. لكِنَّ ٱلِٱجْتِمَاعَ مَعَ إِخْوَتِنَا يُنْعِشُنَا وَيَدْعَمُنَا كَيْ نُحَافِظَ عَلَى فَرَحِنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.
ٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي نَجْنِيهَا مِنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. فَٱلتَّفَكُّرُ فِي ٱلْمَظَالِمِ أَدَّى بِهِ إِلَى ٱلتَّشْكِيكِ فِي أَهَمِّيَّةِ خِدْمَةِ ٱللهِ وَإِلَى ٱلتَّثَبُّطِ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ. وَقَدْ وَصَفَ مَشَاعِرَهُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ: «قَلْبِي بِهِ مَضَضٌ، وَفِي كُلْيَتَيَّ وَجَعٌ حَادٌّ». نَتِيجَةَ ذلِكَ، كَادَ يَتَوَقَّفُ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ. فَمَا ٱلَّذِي سَاعَدَهُ عَلَى ٱسْتِعَادَةِ ٱتِّزَانِهِ؟ قَالَ: «دَخَلْتُ مَقْدِسَ ٱللهِ ٱلْعَظِيمَ». وَهُنَاكَ، بَيْنَ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، تَمَكَّنَ مِنْ تَصْحِيحِ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِهِ. فَرَأَى أَنَّ نَجَاحَ ٱلْأَشْرَارِ مُؤَقَّتٌ، وَأَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيدُ ٱلْأُمُورَ إِلَى نِصَابِهَا. (١٦ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَسْتَفِيدَ مِنْ مِثَالِ حَنَّةَ؟
١٦ لكِنْ مَاذَا لَوْ أَنَّكَ تُوَاجِهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَمْرًا يُصَعِّبُ عَلَيْكَ حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟ فَلَرُبَّمَا ٱضْطُرِرْتَ إِلَى ٱلتَّخَلِّي عَنِ ٱمْتِيَازٍ مَا وَتَشْعُرُ بِٱلْإِحْرَاجِ، أَوِ ٱخْتَلَفْتَ فِي ٱلرَّأْيِ مَعَ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ. فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، قَدْ يُسَاعِدُكَ ٱلتَّأَمُّلُ فِي مِثَالِ حَنَّةَ. (اِقْرَأْ ١ صموئيل ١:٤-٨.) تَذَكَّرْ أَنَّ ضَرَّتَهَا فَنِنَّةَ كَانَتْ تُغِيظُهَا جِدًّا. وَكَانَتْ مُعَانَاتُهَا تَصِيرُ أَسْوَأَ لَدَى ذَهَابِ ٱلْعَائِلَةِ كُلَّ سَنَةٍ لِتَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ لِيَهْوَهَ فِي شِيلُوهَ، بِحَيْثُ إِنَّهَا كَانَتْ «تَبْكِي وَلَا تَأْكُلُ». رَغْمَ ذلِكَ، لَمْ تَسْمَحْ لِوَضْعِهَا هذَا بِأَنْ يَمْنَعَهَا مِنْ حُضُورِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ لِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ. وَقَدْ لَاحَظَ يَهْوَهُ أَمَانَتَهَا وَبَارَكَهَا. — ١ صم ١:١١، ٢٠.
١٧، ١٨ (أ) كَيْفَ نَنَالُ ٱلتَّشْجِيعَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟ (ب) كَيْفَ نَشْعُرُ حِيَالَ ٱلْعِنَايَةِ ٱلْحُبِّيَّةِ ٱلَّتِي يُحِيطُنَا بِهَا يَهْوَهُ لِنَنَالَ ٱلْخَلَاصَ؟
١٧ لَدَيْنَا كَمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِنَقْتَدِيَ بِمِثَالِ حَنَّةَ وَنُعْرِبَ عَنِ ٱلْأَمَانَةِ فِي حُضُورِنَا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. فَقَدْ لَمَسْنَا جَمِيعُنَا لَمْسَ ٱلْيَدِ كَمْ تُزَوِّدُنَا هذِهِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ بِٱلتَّشْجِيعِ. (عب ١٠:٢٤، ٢٥) فَجَوُّ ٱلدِّفْءِ ٱلسَّائِدُ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ يَدْعَمُنَا. وَقَدْ تَمَسُّ قَلْبَنَا عِبَارَةٌ تَرِدُ فِي مَوْضُوعٍ أَوْ تَعْلِيقٍ. وَرُبَّمَا يَمْنَحُنَا أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ أُذُنًا صَاغِيَةً أَوْ يُقَوِّينَا بِكَلِمَاتِهِ أَثْنَاءَ تَبَادُلِنَا ٱلْأَحَادِيثَ قَبْلَ ٱلِٱجْتِمَاعِ وَبَعْدَهُ. (ام ١٥:٢٣؛ ١٧:١٧) وَفِيمَا نُرَنِّمُ لِيَهْوَهَ، تَرْتَفِعُ مَعْنَوِيَّاتُنَا. وَنَحْنُ نَحْتَاجُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ ٱلَّذِي نَنَالُهُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ حِينَ تُقْلِقُنَا ‹هُمُومُنَا›. فَهُنَاكَ يَسْنُدُنَا يَهْوَهُ ‹بِتَعْزِيَاتِهِ› وَيَدْعَمُنَا فِي تَصْمِيمِنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ أُمَنَاءَ. — مز ٩٤:١٨، ١٩.
١٨ وَإِذْ يُحِيطُنَا ٱللهُ بِعِنَايَتِهِ ٱلْحُبِّيَّةِ، نَشْعُرُ مِثْلَ آسَافَ ٱلَّذِي رَنَّمَ: «أَمْسَكْتَ بِيَدِي ٱلْيُمْنَى. بِمَشُورَتِكَ تَهْدِينِي». (مز ٧٣:٢٣، ٢٤) فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي يَصُونُنَا لِلْخَلَاصِ!
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٨]
أَنْتَ أَيْضًا ٱجْتَذَبَكَ يَهْوَهُ
[الصورة في الصفحة ٣٠]
تَطْبِيقُ مَشُورَةِ ٱللهِ يَصُونُنَا
[الصورة في الصفحة ٣١]
اَلتَّشْجِيعُ ٱلَّذِي نَنَالُهُ يُقَوِّينَا