الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يهوه هو «كاشف الاسرار»‏

يهوه هو «كاشف الاسرار»‏

‏«حَقًّا إِنَّ إِلٰهَكُمْ هُوَ إِلٰهُ ٱلْآلِهَةِ وَرَبُّ ٱلْمُلُوكِ وَكَاشِفُ ٱلْأَسْرَارِ».‏ —‏ دا ٢:‏٤٧‏.‏

١،‏ ٢ مَاذَا كَشَفَ لَنَا يَهْوَهُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

أَيَّةُ دَوْلَةٍ عَالَمِيَّةٍ سَتَكُونُ مُهَيْمِنَةً عَلَى ٱلْأَرْضِ عِنْدَمَا يُنْهِي مَلَكُوتُ ٱللهِ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ؟‏ لَقَدْ بَيَّنَ لَنَا يَهْوَهُ ٱللهُ «كَاشِفُ ٱلْأَسْرَارِ» جَوَابَ هذَا ٱلسُّؤَالِ مِنْ خِلَالِ كِتَابَاتِ ٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ وَٱلرَّسُولِ يُوحَنَّا.‏

٢ فَقَدْ أَعْطَى هذَيْنِ ٱلرَّجُلَيْنِ سِلْسِلَةً مِنَ ٱلرُّؤَى تُخْبِرُ عَنْ وُحُوشٍ مُتَعَاقِبَةٍ.‏ كَمَا شَرَحَ لِدَانِيَالَ مَعْنَى حُلْمٍ نَبَوِيٍّ عَنْ تِمْثَالٍ مَعْدِنِيٍّ هَائِلٍ.‏ وَعَمِلَ عَلَى حِفْظِ هذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِفَائِدَتِنَا.‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ فَهِيَ تُقَوِّي رَجَاءَنَا بِأَنَّ مَلَكُوتَهُ سَيَسْحَقُ عَمَّا قَرِيبٍ كُلَّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ —‏ دا ٢:‏٤٤‏.‏

٣ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نُدْرِكَ كَيْ نَفْهَمَ ٱلنُّبُوَّاتِ بِدِقَّةٍ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٣ إِنَّ تَفَحُّصَ نُبُوَّاتِ دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا لَا يَكْشِفُ ٱلنِّقَابَ فَقَطْ عَنْ هُوِيَّةِ ثَمَانِيَةِ مُلُوكٍ،‏ أَيْ سُلُطَاتٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ بَلْ أَيْضًا عَنِ ٱلتَّرْتِيبِ ٱلزَّمَنِيِّ ٱلَّذِي يَظْهَرُونَ فِيهِ.‏ لكِنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَفْهَمَ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ بِدِقَّةٍ مَا لَمْ نُدْرِكْ أَوَّلًا مَعْنَى ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْأُولَى ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ إِتْمَامَ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ هُوَ ٱلْمِحْوَرُ ٱلَّذِي يَدُورُ حَوْلَهُ كَامِلُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَهُوَ ٱلرِّبَاطُ ٱلَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَ كَافَّةِ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْأُخْرَى.‏

نَسْلُ ٱلْحَيَّةِ وَٱلْوَحْشُ

٤ مَنْ يُؤَلِّفُ نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ،‏ وَمَاذَا سَيَفْعَلُ هذَا ٱلنَّسْلُ؟‏

٤ بُعَيْدَ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ،‏ أَنْبَأَ يَهْوَهُ بِأَنَّ ‹ٱمْرَأَةً› سَتُنْتِجُ ‹نَسْلًا›.‏ * ‏(‏اِقْرَأْ تكوين ٣:‏١٥‏.‏‏)‏ وَهذَا ٱلنَّسْلُ سَيَسْحَقُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ رَأْسَ ٱلْحَيَّةِ،‏ أَوِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ كَشَفَ يَهْوَهُ أَنَّ ٱلنَّسْلَ يَأْتِي مِنْ إِبْرَاهِيمَ،‏ يَتَحَدَّرُ مِنْ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ،‏ وَيُولَدُ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا،‏ تَحْدِيدًا مِنَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ (‏تك ٢٢:‏١٥-‏١٨؛‏ ٤٩:‏١٠؛‏ مز ٨٩:‏٣،‏ ٤؛‏ لو ١:‏٣٠-‏٣٣‏)‏ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَاحِقًا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَسُوعَ،‏ ٱلَّذِي ٱنْطَبَقَتْ فِيهِ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتُ،‏ هُوَ ٱلْجُزْءُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ هذَا ٱلنَّسْلِ.‏ (‏غل ٣:‏١٦‏)‏ كَمَا ٱتَّضَحَ أَنَّ هُنَالِكَ جُزْءًا ثَانَوِيًّا مِنْ نَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ يَتَأَلَّفُ مِنْ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ.‏ (‏غل ٣:‏٢٦-‏٢٩‏)‏ وَهؤُلَاءِ يُشَكِّلُونَ مَعَ يَسُوعَ حُكُومَةَ مَلَكُوتِ ٱللهِ،‏ ٱلْأَدَاةَ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱللهُ لِسَحْقِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ —‏ لو ١٢:‏٣٢؛‏ رو ١٦:‏٢٠‏.‏

٥،‏ ٦ ‏(‏أ)‏ كَمْ قُوَّةً عُظْمَى يَرِدُ ذِكْرُهَا فِي رُؤَى دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُمَثِّلُ رُؤُوسُ ٱلْوَحْشِ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا؟‏

٥ أَيْضًا،‏ تَذْكُرُ تِلْكَ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلْمُعْطَاةُ فِي عَدْنٍ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ سَيُنْتِجُ ‹نَسْلًا›،‏ وَأَنَّ هذَا ٱلنَّسْلَ سَيُظْهِرُ عَدَاوَةً،‏ أَوْ بُغْضًا،‏ لِنَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ.‏ وَمِمَّنْ يَتَأَلَّفُ نَسْلُ ٱلْحَيَّةِ؟‏ مِنْ كُلِّ ٱلَّذِينَ يَقْتَدُونَ بِٱلشَّيْطَانِ فِي بُغْضِهِمْ لِلهِ وَلِشَعْبِهِ.‏ وَعَبْرَ ٱلْعُصُورِ،‏ نَظَّمَ ٱلشَّيْطَانُ نَسْلَهُ ضِمْنَ حَرَكَاتٍ سِيَاسِيَّةٍ،‏ أَوْ مَمَالِكَ،‏ فَضْلًا عَنْ هَيْئَاتٍ دِينِيَّةٍ وَعَسْكَرِيَّةٍ.‏ (‏لو ٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ لكِنَّ قِلَّةً مِنَ ٱلْمَمَالِكِ ٱلْبَشَرِيَّةِ أَثَّرَتْ تَأْثِيرًا بَارِزًا فِي شَعْبِ ٱللهِ —‏ إِمَّا ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَوْ جَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا إِدْرَاكُ هذَا ٱلْأَمْرِ لِأَنَّهُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْهَمَ لِمَاذَا تَأْتِي رُؤَى دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا عَلَى ذِكْرِ ثَمَانٍ فَقَطْ مِنْ هذِهِ ٱلْقُوَى ٱلْعُظْمَى.‏

٦ عِنْدَ نِهَايَةِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ،‏ أَعْطَى يَسُوعُ ٱلْمُقَامُ ٱلرَّسُولَ يُوحَنَّا سِلْسِلَةً مِنَ ٱلرُّؤَى ٱلْمُذْهِلَةِ.‏ (‏رؤ ١:‏١‏)‏ وَفِي إِحْدَاهَا،‏ رَأَى يُوحَنَّا إِبْلِيسَ،‏ ٱلْمُمَثَّلَ بِتِنِّينٍ،‏ وَاقِفًا عَلَى شَاطِئِ بَحْرٍ عَظِيمٍ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ رؤيا ١٣:‏١،‏ ٢‏.‏‏)‏ وَشَاهَدَ يُوحَنَّا أَيْضًا وَحْشًا غَرِيبًا يَصْعَدُ مِنَ ٱلْبَحْرِ وَيَنَالُ سُلْطَةً عَظِيمَةً مِنْ إِبْلِيسَ.‏ وَلَاحِقًا،‏ أَخْبَرَ أَحَدُ ٱلْمَلَائِكَةِ يُوحَنَّا أَنَّ ٱلرُّؤُوسَ ٱلسَّبْعَةَ لِوَحْشٍ قِرْمِزِيٍّ،‏ ٱلَّذِي هُوَ صُورَةُ ٱلْوَحْشِ ٱلْمَذْكُورِ فِي رُؤْيَا ١٣:‏١‏،‏ تُمَثِّلُ «سَبْعَةَ مُلُوكٍ»،‏ أَوْ حُكُومَاتٍ.‏ (‏رؤ ١٣:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ١٧:‏٣،‏ ٩،‏ ١٠‏)‏ وَحِينَ كَتَبَ يُوحَنَّا سِفْرَ ٱلرُّؤْيَا،‏ كَانَ خَمْسَةٌ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ قَدْ سَقَطُوا،‏ وَوَاحِدٌ فِي ٱلسُّلْطَةِ،‏ وَوَاحِدٌ «لَمْ يَأْتِ بَعْدُ».‏ فَمَا هِيَ هذِهِ ٱلْحُكُومَاتُ،‏ أَوِ ٱلدُّوَلُ ٱلْعَالَمِيَّةُ؟‏ لِنَكْتَشِفْ هُوِيَّتَهَا مِنْ خِلَالِ تَفَحُّصِ كُلٍّ مِنْ رُؤُوسِ ٱلْوَحْشِ ٱلْمَوْصُوفِ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا.‏ وَلْنَرَ أَيْضًا كَيْفَ أَضَافَتْ كِتَابَاتُ دَانِيَالَ تَفَاصِيلَ عَنْ عَدَدٍ مِنْهَا،‏ أَحْيَانًا قَبْلَ قُرُونٍ مِنْ ظُهُورِهَا عَلَى ٱلْمَسْرَحِ ٱلْعَالَمِيِّ.‏

أَوَّلُ رَأْسَيْنِ:‏ مِصْرُ وَأَشُّورُ

٧ مَاذَا يُمَثِّلُ ٱلرَّأْسُ ٱلْأَوَّلُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٧ يُمَثِّلُ ٱلرَّأْسُ ٱلْأَوَّلُ لِلْوَحْشِ مِصْرَ،‏ لِأَنَّهَا كَانَتْ أَوَّلَ دَوْلَةٍ عُظْمَى تُعْرِبُ عَنْ عَدَاوَتِهَا لِشَعْبِ ٱللهِ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ كَانَ فِي مِصْرَ أَنْ تَكَاثَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ،‏ ٱلَّذِي كَانَ سَيَأْتِي مِنْهُ نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ.‏ وَهُنَاكَ،‏ تَعَرَّضُوا لِلِٱضْطِهَادِ عَلَى يَدِ فِرْعَوْنَ ٱلَّذِي أَمَرَ بِقَتْلِ جَمِيعِ أَطْفَالِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلذُّكُورِ.‏ وَبِذلِكَ،‏ حَاوَلَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَمْحُوَ شَعْبَ ٱللهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ ٱلنَّسْلُ.‏ لكِنَّ يَهْوَهَ أَحْبَطَ مُحَاوَلَتَهُ هذِهِ وَحَرَّرَ شَعْبَهُ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ.‏ (‏خر ١:‏١٥-‏٢٠؛‏ ١٤:‏١٣‏)‏ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ أَعْطَاهُمْ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ لِيَسْتَقِرُّوا فِيهَا.‏

٨ مَا هُوَ ٱلرَّأْسُ ٱلثَّانِي،‏ وَأَيَّةُ مُحَاوَلَةٍ قَامَ بِهَا؟‏

٨ يُمَثِّلُ ٱلرَّأْسُ ٱلثَّانِي لِلْوَحْشِ أَشُّورَ،‏ ٱلَّتِي حَاوَلَتْ هِيَ أَيْضًا إِبَادَةَ شَعْبِ ٱللهِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَخْدَمَ هذِهِ ٱلْمَمْلَكَةَ ٱلْجَبَّارَةَ أَدَاةً لِمُعَاقَبَةِ مَمْلَكَةِ ٱلْعَشَرَةِ ٱلْأَسْبَاطِ بِسَبَبِ مُمَارَسَتِهِمِ ٱلصَّنَمِيَّةَ وَعِصْيَانِهِمْ،‏ غَيْرَ أَنَّ أَشُّورَ هَاجَمَتْ لَاحِقًا أُورُشَلِيمَ.‏ وَلَعَلَّ ٱلشَّيْطَانَ هَدَفَ مِنْ خِلَالِ ذلِكَ إِلَى مَحْوِ ٱلسُّلَالَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ ٱلْمُؤَدِّيَةِ إِلَى يَسُوعَ.‏ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ هذَا ٱلْهُجُومُ جُزْءًا مِنْ قَصْدِ يَهْوَهَ،‏ تَدَخَّلَ عَجَائِبِيًّا لِإِنْقَاذِ شَعْبِهِ ٱلْأَمِينِ مِنْ يَدِ ٱلْغُزَاةِ.‏ —‏ ٢ مل ١٩:‏٣٢-‏٣٥؛‏ اش ١٠:‏٥،‏ ٦،‏ ١٢-‏١٥‏.‏

اَلرَّأْسُ ٱلثَّالِثُ:‏ بَابِلُ

٩،‏ ١٠ ‏(‏أ)‏ مَاذَا سَمَحَ يَهْوَهُ لِلْبَابِلِيِّينَ بِفِعْلِهِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا لَزِمَ أَنْ يَحْدُثَ كَيْ تَتِمَّ ٱلنُّبُوَّاتُ؟‏

٩ يُمَثِّلُ ٱلرَّأْسُ ٱلثَّالِثُ لِلْوَحْشِ ٱلَّذِي رَآهُ يُوحَنَّا مَمْلَكَةَ بَابِلَ.‏ فَقَدْ سَمَحَ يَهْوَهُ لِلْبَابِلِيِّينَ أَنْ يَقْهَرُوا أُورُشَلِيمَ وَيَأْخُذُوا شَعْبَهُ إِلَى ٱلْأَسْرِ.‏ لكِنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَسْمَحَ بِهذَا ٱلذُّلِّ،‏ حَذَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْعُصَاةَ مِنَ ٱلْمَأْسَاةِ ٱلَّتِي سَتَحِلُّ بِهِمْ.‏ (‏٢ مل ٢٠:‏١٦-‏١٨‏)‏ فَأَنْبَأَ بِأَنَّهُ لَنْ يَسْمَحَ لِمُلُوكِهِمْ بِأَنْ يَجْلِسُوا فِي مَا بَعْدُ عَلَى ‹عَرْشِهِ› فِي أُورُشَلِيمَ.‏ (‏١ اخ ٢٩:‏٢٣‏)‏ لكِنَّهُ وَعَدَ بِأَنَّ أَحَدَ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ،‏ ذَاكَ «ٱلَّذِي لَهُ ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ»،‏ سَيَأْتِي وَيَسْتَعِيدُ تِلْكَ ٱلسُّلْطَةَ.‏ —‏ حز ٢١:‏٢٥-‏٢٧‏.‏

١٠ وَتُشِيرُ نُبُوَّةٌ أُخْرَى أَنَّهُ عِنْدَ مَجِيءِ ٱلْمَسِيَّا —‏ أَيِ ٱلْمَمْسُوحِ —‏ اَلْمَوْعُودِ بِهِ،‏ سَيَكُونُ ٱلْيَهُودُ لَا يَزَالُونَ يُقَدِّمُونَ ٱلْعِبَادَةَ فِي ٱلْهَيْكَلِ بِأُورُشَلِيمَ.‏ (‏دا ٩:‏٢٤-‏٢٧‏)‏ وَفِي نُبُوَّةٍ أَبْكَرَ،‏ كُتِبَتْ قَبْلَ أَخْذِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَسْرَى إِلَى بَابِلَ،‏ ذُكِرَ أَنَّ ٱلْمَسِيَّا يُولَدُ فِي بَيْتَ لَحْمَ.‏ (‏مي ٥:‏٢‏)‏ وَكَيْ تَتِمَّ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتُ،‏ لَزِمَ أَنْ يَتَحَرَّرَ ٱلْيَهُودُ،‏ يَرْجِعُوا إِلَى مَوْطِنِهِمْ،‏ وَيُعِيدُوا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ.‏ لكِنَّ تَحْرِيرَ ٱلْأَسْرَى لَمْ يَكُنْ سِيَاسَةَ بَابِلَ.‏ فَكَيْفَ كَانَتْ هذِهِ ٱلْعَقَبَةُ سَتُذَلَّلُ؟‏ لَقَدْ كَشَفَ يَهْوَهُ ٱلْجَوَابَ لِأَنْبِيَائِهِ.‏ —‏ عا ٣:‏٧‏.‏

١١ أَيَّةُ رُمُوزٍ فِي سِفْرَيْ دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا تُشِيرُ إِلَى ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْبَابِلِيَّةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏

١١ كَانَ دَانِيَالُ بَيْنَ ٱلْأَسْرَى ٱلَّذِينَ أُخِذُوا إِلَى بَابِلَ.‏ (‏دا ١:‏١-‏٦‏)‏ وَقَدْ كَشَفَ لَهُ يَهْوَهُ تَعَاقُبَ ٱلْمَمَالِكِ ٱلَّتِي تَلِي تِلْكَ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ،‏ مُسْتَخْدِمًا عَدَدًا مِنَ ٱلرُّمُوزِ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا جَعَلَ يَهْوَهُ ٱلْمَلِكَ ٱلْبَابِلِيَّ نَبُوخَذْنَصَّرَ يَرَى فِي حُلْمٍ تِمْثَالًا هَائِلًا مَصْنُوعًا مِنْ عِدَّةِ مَعَادِنَ،‏ بَيَّنَ لَهُ بِوَاسِطَةِ دَانِيَالَ أَنَّ ٱلرَّأْسَ ٱلذَّهَبِيَّ لِهذَا ٱلتِّمْثَالِ يَرْمُزُ إِلَى ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْبَابِلِيَّةِ.‏ * ‏(‏اِقْرَأْ دانيال ٢:‏١،‏ ١٩،‏ ٣١-‏٣٨‏.‏‏)‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ كَشَفَ أَنَّ ٱلصَّدْرَ وَٱلذِّرَاعَيْنِ ٱلْمَصْنُوعَةَ مِنْ فِضَّةٍ تُمَثِّلُ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلَّتِي سَتَلِي بَابِلَ.‏ فَمَنْ كَانَتْ هذِهِ ٱلْقُوَّةُ،‏ وَكَيْفَ عَامَلَتْ شَعْبَ ٱللهِ؟‏

اَلرَّأْسُ ٱلرَّابِعُ:‏ مَادِي وَفَارِسُ

١٢،‏ ١٣ ‏(‏أ)‏ مَاذَا كَشَفَ يَهْوَهُ عَنْ قَهْرِ بَابِلَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ تَمْثِيلُ مَادِي وَفَارِسَ بِٱلرَّأْسِ ٱلرَّابِعِ لِلْوَحْشِ؟‏

١٢ قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ قَرْنٍ مِنْ زَمَنِ دَانِيَالَ،‏ كَشَفَ يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا تَفَاصِيلَ عَنِ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلَّتِي سَتُخْضِعُ مَدِينَةَ بَابِلَ.‏ وَلَمْ يُبَيِّنْ فَقَطِ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي سَتُهْزَمُ فِيهَا هذِهِ ٱلْمَدِينَةُ،‏ بَلْ أَيْضًا أَنَّ فَاتِحَهَا هُوَ ٱلْقَائِدُ ٱلْفَارِسِيُّ كُورُشُ.‏ (‏اش ٤٤:‏٢٨–‏٤٥:‏٢‏)‏ وَنَالَ دَانِيَالُ أَيْضًا رُؤْيَيَيْنِ عَنْ دَوْلَةِ مَادِي وَفَارِسَ ٱلْعَالَمِيَّةِ.‏ فِي إِحْدَاهُمَا،‏ تُشَبَّهُ بِدُبٍّ قَامَ عَلَى جَنْبٍ وَاحِدٍ وَقِيلَ لَهُ أَنْ ‹يَأْكُلَ لَحْمًا كَثِيرًا›.‏ (‏دا ٧:‏٥‏)‏ وَفِي ٱلْأُخْرَى،‏ تُشَبَّهُ بِكَبْشٍ ذِي قَرْنَيْنِ.‏ —‏ دا ٨:‏٣،‏ ٢٠‏.‏

١٣ إِتْمَامًا لِلنُّبُوَّةِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ إِمْبَرَاطُورِيَّةَ مَادِي وَفَارِسَ لِقَهْرِ بَابِلَ وَإِعَادَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى مَوْطِنِهِمْ.‏ (‏٢ اخ ٣٦:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ غَيْرَ أَنَّ هذِهِ ٱلْقُوَّةَ نَفْسَهَا أَوْشَكَتْ لَاحِقًا أَنْ تُبِيدَ شَعْبَ ٱللهِ.‏ فَبِحَسَبِ سِفْرِ أَسْتِيرَ،‏ دَبَّرَ كَبِيرُ وُزَرَاءِ فَارِسَ هَامَانُ مَكِيدَةً تَرْمِي إِلَى ٱلْقَضَاءِ عَلَى جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ ٱلْعَائِشِينَ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْمُتَرَامِيَةِ ٱلْأَطْرَافِ،‏ وَحَدَّدَ مَوْعِدًا لِتَنْفِيذِ ٱلْإِبَادَةِ ٱلْجَمَاعِيَّةِ.‏ وَلكِنْ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَيْضًا،‏ تَدَخَّلَ يَهْوَهُ لِيُنَقِذَ شَعْبَهُ وَيَحْمِيَهُ مِنْ حِقْدِ نَسْلِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏اس ١:‏١-‏٣؛‏ ٣:‏٨،‏ ٩؛‏ ٨:‏٣،‏ ٩-‏١٤‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ تَمْثِيلُ مَادِي وَفَارِسَ بِٱلرَّأْسِ ٱلرَّابِعِ لِلْوَحْشِ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا.‏

اَلرَّأْسُ ٱلْخَامِسُ:‏ اَلْيُونَانُ

١٤،‏ ١٥ أَيُّ تَفَاصِيلَ كَشَفَهَا يَهْوَهُ عَنِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ؟‏

١٤ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا،‏ يُمَثِّلُ ٱلرَّأْسُ ٱلْخَامِسُ لِلْوَحْشِ ٱلْيُونَانَ.‏ وَفِي ٱلْحُلْمِ ٱلَّذِي فَسَّرَهُ دَانِيَالُ لِنَبْوخَذْنَصَّرَ،‏ يُرْمَزُ إِلَى هذِهِ ٱلْقُوَّةِ نَفْسِهَا بِبَطْنِ ٱلتِّمْثَالِ وَفَخْذَيْهِ ٱلْمَصْنُوعَةِ مِنْ نُحَاسٍ.‏ وَقَدْ نَالَ دَانِيَالُ أَيْضًا رُؤْيَيَيْنِ تُزَوِّدَانِ تَفَاصِيلَ رَائِعَةً عَنْ هذِهِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ وَحَاكِمِهَا ٱلْأَبْرَزِ.‏

١٥ فِي إِحْدَاهُمَا،‏ رَأَى دَانِيَالُ ٱلْيُونَانَ مُمَثَّلَةً بِنَمِرٍ عَلَى ظَهْرِهِ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ،‏ مَا يُشِيرُ إِلَى سُرْعَةِ هذِهِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ فِي ٱلْقِيَامِ بِفُتُوحَاتِهَا.‏ (‏دا ٧:‏٦‏)‏ وَفِي ٱلثَّانِيَةِ،‏ شَاهَدَ تَيْسًا بِقَرْنٍ وَاحِدٍ بَارِزٍ يَقْتُلُ بِسُرْعَةٍ كَبْشًا بِقَرْنَيْنِ،‏ أَيْ مَادِي وَفَارِسَ.‏ وَقَدْ أَخْبَرَ يَهْوَهُ دَانِيَالَ أَنَّ ٱلتَّيْسَ يَرْمُزُ إِلَى ٱلْيُونَانِ وَقَرْنَهُ ٱلْعَظِيمَ إِلَى أَحَدِ مُلُوكِهَا.‏ وَشَاهَدَ دَانِيَالُ أَيْضًا هذَا ٱلْقَرْنَ ٱلْعَظِيمَ يَنْكَسِرُ لِتَقُومَ أَرْبَعَةُ قُرُونٍ صَغِيرَةٍ عِوَضًا عَنْهُ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ دُوِّنَتْ قَبْلَ هَيْمَنَةِ ٱلْيُونَانِ بِأَكْثَرَ مِنْ مِئَتَيْ سَنَةٍ،‏ فَقَدْ تَمَّتْ بِأَدَقِّ تَفَاصِيلِهَا.‏ فَٱلْإِسْكَنْدَرُ ٱلْكَبِيرُ،‏ أَبْرَزُ مَلِكٍ ٱعْتَلَى عَرْشَ ٱلْيُونَانِ قَدِيمًا،‏ شَنَّ حَرْبًا ضِدَّ مَادِي وَفَارِسَ.‏ وَلكِنَّ هذَا ٱلْقَرْنَ ٱنْكَسَرَ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ حِينَ مَاتَ ٱلْمَلِكُ ٱلْعَظِيمُ عَنْ عُمْرِ ٣٢ سَنَةً فَقَطْ وَهُوَ فِي أَوْجِ مَجْدِهِ.‏ وَبَعْدَ ذلِكَ،‏ ٱقْتَسَمَ مَمْلَكَتَهُ أَرْبَعَةٌ مِنْ قُوَّادِهِ.‏ —‏ اِقْرَأْ دانيال ٨:‏٢٠‏-‏٢٢‏.‏

١٦ مَاذَا فَعَلَ أَنْطْيُوخُوسُ ٱلرَّابِعُ؟‏

١٦ بَعْدَ أَنْ أَخْضَعَتِ ٱلْيُونَانُ فَارِسَ،‏ بَسَطَتْ سُلْطَتَهَا عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.‏ وَبِحُلُولِ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ كَانَ ٱلْيَهُودُ قَدِ ٱسْتَقَرُّوا مُجَدَّدًا فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ وَأَعَادُوا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَكَانُوا لَا يَزَالُونَ شَعْبَ ٱللهِ ٱلْمُخَتَارَ،‏ وَكَانَ ٱلْهَيْكَلُ ٱلْمُعَادُ بِنَاؤُهُ لَا يَزَالُ مَرْكَزَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْيُونَانَ —‏ اَلرَّأْسَ ٱلْخَامِسَ لِلْوَحْشِ —‏ اِضْطَهَدَتْ شَعْبَ ٱللهِ بِعُنْفٍ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّانِي قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ.‏ فَقَدْ نَصَبَ أَنْطْيُوخُوسُ ٱلرَّابِعُ،‏ أَحَدُ ٱلْقُوَّادِ ٱلْأَرْبَعَةِ ٱلَّذِينَ ٱقْتَسَمُوا مَمْلَكَةَ ٱلْإِسْكَنْدَرِ،‏ مَذْبَحًا وَثَنِيًّا عَلَى أَرْضِ ٱلْهَيْكَلِ وَجَعَلَ مِنْ مُمَارَسَةِ ٱلدِّيَانَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ جُرْمًا عِقَابُهُ ٱلْمَوْتُ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ مَا قَامَ بِهِ هذَا ٱلْجُزْءُ مِنْ نَسْلِ ٱلشَّيْطَانِ يَنِمُّ عَنِ ٱلْبُغْضِ ٱلشَّدِيدِ لِشَعْبِ ٱللهِ.‏ لكِنَّ ٱلْيُونَانَ مَا لَبِثَتْ أَنْ وَلَّتْ لِتَحِلَّ مَحَلَّهَا دَوْلَةٌ عَالَمِيَّةٌ أُخْرَى.‏ فَمَنْ سَيَكُونُ ٱلرَّأْسُ ٱلسَّادِسُ لِلْوَحْشِ؟‏

اَلرَّأْسُ ٱلسَّادِسُ:‏ رُومَا ‏‹ٱلْمُخِيفَةُ وَٱلْمُرِيعَةُ›‏

١٧ أَيُّ دَوْرٍ رَئِيسِيٍّ لَعِبَهُ ٱلرَّأْسُ ٱلسَّادِسُ فِي إِتْمَامِ تَكْوِين ٣:‏١٥‏؟‏

١٧ كَانَتْ رُومَا ٱلْقُوَّةَ ٱلْمُهَيْمِنَةَ عِنْدَمَا نَالَ يُوحَنَّا ٱلرُّؤْيَا عَنِ ٱلْوَحْشِ.‏ (‏رؤ ١٧:‏١٠‏)‏ وَقَدْ لَعِبَ هذَا ٱلرَّأْسُ ٱلسَّادِسُ دَوْرًا رَئِيسِيًّا فِي إِتْمَامِ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي تَكْوِين ٣:‏١٥‏.‏ فَٱلشَّيْطَانُ ٱسْتَخْدَمَ ٱلرَّسْمِيِّينَ ٱلرُّومَانَ لِيَسْحَقَ «عَقِبَ» ٱلنَّسْلِ،‏ وَذلِكَ بِتَسْدِيدِ ضَرْبَةٍ إِلَيْهِ أَعَاقَتْهُ مُؤَقَّتًا.‏ وَمَتَى حَدَثَ هذَا ٱلْأَمْرُ؟‏ عِنْدَ مُحَاكَمَةِ يَسُوعَ وَٱتِّهَامِهِ زُورًا بِٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ وَمِنْ ثُمَّ قَتْلِهِ.‏ (‏مت ٢٧:‏٢٦‏)‏ غَيْرَ أَنَّ جُرْحَهُ سُرْعَانَ مَا شُفِيَ حِينَ أَقَامَهُ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.‏

١٨ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ أُمَّةٍ جَدِيدَةٍ ٱخْتَارَهَا يَهْوَهُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱسْتَمَرَّ نَسْلُ ٱلْحَيَّةِ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْ بُغْضِهِ لِنَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ؟‏

١٨ تَآمَرَ قَادَةُ إِسْرَائِيلَ ٱلدِّينِيُّونَ مَعَ رُومَا ضِدَّ يَسُوعَ،‏ وَرَفَضَتْهُ ٱلْأُمَّةُ بِمُعْظَمِهَا.‏ لِذلِكَ،‏ تَرَكَ يَهْوَهُ إِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيَّ وَلَمْ يَعُدْ يَعْتَبِرُهُ شَعْبَهُ ٱلْخَاصَّ.‏ (‏مت ٢٣:‏٣٨؛‏ اع ٢:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ثُمَّ ٱخْتَارَ أُمَّةً جَدِيدَةً هِيَ «إِسْرَائِيلُ ٱللهِ»،‏ أَيْ جَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمُؤَلَّفَةُ مِنْ يَهُودٍ وَأُمَمِيِّينَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ (‏غل ٣:‏٢٦-‏٢٩؛‏ ٦:‏١٦؛‏ اف ٢:‏١١-‏١٨‏)‏ وَبَعْدَ مَوْتِ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ،‏ ٱسْتَمَرَّ نَسْلُ ٱلْحَيَّةِ يُعْرِبُ عَنْ بُغْضِهِ لِنَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ.‏ فَقَدْ حَاوَلَتْ رُومَا مِرَارًا مَحْوَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلَّتِي هِيَ ٱلْجُزْءُ ٱلثَّانَوِيُّ مِنَ ٱلنَّسْلِ.‏ *

١٩ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يَصِفُ دَانِيَالُ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلسَّادِسَةَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَتَتَنَاوَلُ مَقَالَةُ ٱلدَّرْسِ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

١٩ فِي ٱلْحُلْمِ ٱلَّذِي بَيَّنَهُ دَانِيَالُ لِنَبُوخَذْنَصَّرَ،‏ تُمَثَّلُ رُومَا بِسَاقَيِ ٱلْحَدِيدِ.‏ (‏دا ٢:‏٣٣‏)‏ وَفِي ٱلرُّؤْيَا ٱلَّتِي شَاهَدَهَا،‏ تُوصَفُ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ،‏ وَكَذلِكَ ٱلدَّوْلَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْمُنْبَثِقَةُ مِنْهَا،‏ وَصْفًا دَقِيقًا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ دانيال ٧:‏٧،‏ ٨‏.‏‏)‏ طَوَالَ قُرُونٍ،‏ بَدَتِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ لِأَعْدَائِهَا ‹مُخِيفَةً وَمُرِيعَةً وَقَوِيَّةً جِدًّا›.‏ لكِنَّ ٱلنُّبُوَّةَ تُخْبِرُ أَنَّ لَدَيْهَا «عَشَرَةَ قُرُونٍ» وَأَنَّ قَرْنًا آخَرَ صَغِيرًا يَظْهَرُ بَيْنَهَا وَيَصِيرُ بَارِزًا.‏ فَمَا هِيَ هذِهِ ٱلْقُرُونُ ٱلْعَشَرَةُ؟‏ مَا هُوَ ٱلْقَرْنُ ٱلصَّغِيرُ؟‏ وَمَا عَلَاقَتُهُ بِٱلتِّمْثَالِ ٱلْهَائِلِ ٱلَّذِي رَآهُ نَبُوخَذْنَصَّرُ؟‏ سَتَتَنَاوَلُ ٱلْمَقَالَةُ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٤ ٱلْأَجْوِبَةَ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 4‏ تُمَثِّلُ هذِهِ ٱلْمَرْأَةُ هَيْئَةَ يَهْوَهَ ٱلْمُشَبَّهَةَ بِزَوْجَةٍ وَٱلْمُؤَلَّفَةَ مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ.‏ —‏ اش ٥٤:‏١؛‏ غل ٤:‏٢٦؛‏ رؤ ١٢:‏١،‏ ٢‏.‏

^ ‎الفقرة 11‏ تُمَثَّلُ بَابِلُ بِرَأْسِ ٱلتِّمْثَالِ فِي سِفْرِ دَانِيَالَ وَبِٱلرَّأْسِ ٱلثَّالِثِ لِلْوَحْشِ ٱلْمَوْصُوفِ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا.‏ اُنْظُرِ ٱلصَّفْحَتَيْنِ ١٢-‏١٣‏.‏

^ ‎الفقرة 18‏ رَغْمَ أَنَّ رُومَا دَمَّرَتْ أُورُشَلِيمَ عَامَ ٧٠ ب‌م،‏ لَمْ يَكُنْ هذَا ٱلتَّعَدِّي جُزْءًا مِنْ إِتْمَامِ ٱلنُّبُوَّةِ فِي تَكْوِين ٣:‏١٥‏.‏ فَبِحُلُولِ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ كَانَ إِسْرَائِيلُ ٱلْجَسَدِيُّ قَدْ خَسِرَ رِضَى ٱللهِ وَلَمْ يَعُدْ أُمَّتَهُ ٱلْمُخْتَارَةَ.‏

‏[اسئلة الدرس]‏