الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

تعلّم من صبر يهوه ويسوع

تعلّم من صبر يهوه ويسوع

‏«اِعْتَبِرُوا صَبْرَ رَبِّنَا خَلَاصًا».‏ —‏ ٢ بط ٣:‏١٥‏.‏

١ أَيُّ سُؤَالٍ يُرَاوِدُ ٱلْبَعْضَ مِنَّا؟‏

بَعْدَ ٱحْتِمَالِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْمَشَقَّاتِ وَٱلْآلَامِ بِأَمَانَةٍ طَوَالَ عُقُودٍ،‏ سَأَلَتْ أُخْتٌ:‏ «هَلْ أَمُوتُ قَبْلَ أَنْ أَرَى ٱلنِّهَايَةَ؟‏».‏ إِنَّ هذَا ٱلسُّؤَالَ يُرَاوِدُ ٱلْبَعْضَ مِنَّا ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ.‏ فَنَحْنُ نَتُوقُ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ يَصْنَعُ ٱللهُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا،‏ مُسْتَأْصِلًا ٱلْمَشَاكِلَ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا ٱلْآنَ.‏ (‏رؤ ٢١:‏٥‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ لَدَيْنَا ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْأَسْبَابِ لِلثِّقَةِ بِأَنَّ نِظَامَ ٱلشَّيْطَانِ يُشَارِفُ نِهَايَتَهُ،‏ قَدْ يَصْعُبُ عَلَيْنَا ٱلتَّحَلِّي بِٱلصَّبْرِ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ ذلِكَ ٱلْيَوْمَ.‏

٢ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ عَنِ ٱلصَّبْرِ سَنُنَاقِشُهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٢ بَيْدَ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُظْهِرُ أَنَّهُ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتَّصِفَ بِٱلصَّبْرِ.‏ فَعَلَى غِرَارِ خُدَّامِ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي،‏ سَنَنَالُ وُعُودَ ٱللهِ إِذَا ٱمْتَلَكْنَا إِيمَانًا قَوِيًّا وَٱنْتَظَرْنَا إِتْمَامَهَا بِصَبْرٍ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ عبرانيين ٦:‏١١،‏ ١٢‏.‏‏)‏ وَيَهْوَهُ نَفْسُهُ يُعْرِبُ عَنِ ٱلصَّبْرِ.‏ فَبِإِمْكَانِهِ إِنْهَاءُ ٱلشَّرِّ مَتَى يَشَاءُ،‏ لكِنَّهُ يَنْتَظِرُ ٱلْوَقْتَ ٱلْمُلَائِمَ.‏ (‏رو ٩:‏٢٠-‏٢٤‏)‏ فَلِمَاذَا يَصْبِرُ إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ؟‏ كَيْفَ ٱقْتَدَى يَسُوعُ بِصَبْرِ أَبِيهِ رَاسِمًا مِثَالًا لَنَا؟‏ وَمَا ٱلْفَائِدَةُ ٱلَّتِي نَجْنِيهَا مِنَ ٱلتَّحَلِّي بِٱلصَّبْرِ؟‏ إِنَّ ٱلْإِجَابَةَ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلصَّبْرِ وَٱلْإِيمَانِ ٱلرَّاسِخِ حَتَّى وَلَوْ بَدَا لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ يَتَوَانَى فِي إِتْمَامِ وُعُودِهِ.‏

لِمَاذَا يُمَارِسُ يَهْوَهُ ٱلصَّبْرَ؟‏

٣،‏ ٤ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا يُمَارِسُ يَهْوَهُ ٱلصَّبْرَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ يَهْوَهَ حِيَالَ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ؟‏

٣ يَمْلِكُ يَهْوَهُ سَبَبًا وَجِيهًا لِيَكُونَ صَبُورًا.‏ فَرَغْمَ أَنَّ لَدَيْهِ سُلْطَةً مُطْلَقَةً عَلَى ٱلْكَوْنِ بِأَسْرِهِ فِي كُلِّ ٱلْأَزْمِنَةِ وَٱلْأَوْقَاتِ،‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلتَّمَرُّدَ فِي عَدْنٍ أَثَارَ قَضِيَّتَيْنِ لَهُمَا أَهَمِّيَّةٌ كَوْنِيَّةٌ.‏ لِذلِكَ يَصْبِرُ يَهْوَهُ،‏ عَالِمًا أَنَّهُ يَلْزَمُ ٱلْوَقْتُ لِبَتِّ هَاتَيْنِ ٱلْقَضِيَّتَيْنِ مَرَّةً وَإِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَبِمَا أَنَّهُ يَعْرِفُ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ أَعْمَالَ وَمَوَاقِفَ مَخْلُوقَاتِهِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ أَوِ ٱلْأَرْضِيَّةِ،‏ فَهُوَ يَعْمَلُ دُونَ شَكٍّ لِمَصْلَحَتِنَا.‏ —‏ عب ٤:‏١٣‏.‏

٤ قَصَدَ يَهْوَهُ أَنْ تَمْلَأَ ذُرِّيَّةُ آدَمَ وَحَوَّاءَ ٱلْأَرْضَ بِأَسْرِهَا.‏ وَهُوَ لَمْ يَتَخَلَّ عَنْ قَصْدِهِ هذَا عِنْدَمَا أُغْوِيَتْ حَوَّاءُ وَتَمَرَّدَ آدَمُ.‏ فَهُوَ لَمْ يُصَبْ بِٱلذُّعْرِ،‏ يَتَّخِذْ قَرَارَاتٍ مُتَسَرِّعَةً،‏ أَوْ يُبَالِغْ فِي رَدِّ فِعْلِهِ.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ ٱبْتَكَرَ وَسِيلَةً لِيُحَقِّقَ قَصْدَهُ لِلْبَشَرِ وَكَوْكَبِ ٱلْأَرْضِ وَيُبَرِّئَ سُلْطَانَهُ.‏ (‏اش ٥٥:‏١١‏)‏ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ،‏ مَارَسَ ٱلْكَثِيرَ مِنْ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلصَّبْرِ،‏ حَتَّى إِنَّهُ ٱنْتَظَرَ آلَافَ ٱلسِّنِينَ كَيْ يُتَمِّمَ بَعْضَ ٱلْأَوْجُهِ مِنْ قَصْدِهِ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ.‏

٥ أَيَّةُ بَرَكَةٍ تَتَأَتَّى عَنْ صَبْرِ يَهْوَهَ؟‏

٥ وَٱلسَّبَبُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ يَنْتَظِرُ يَهْوَهُ بِصَبْرٍ هُوَ كَيْ يُتِيحَ لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ نَيْلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ وَلِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يُعِدُّ ٱلْيَوْمَ ٱلتَّرْتِيبَاتِ لِيُنْقِذَ ‹جَمْعًا كَثِيرًا›.‏ (‏رؤ ٧:‏٩،‏ ١٤؛‏ ١٤:‏٦‏)‏ فَهُوَ يَدْعُو ٱلنَّاسَ،‏ مِنْ خِلَالِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ لِيَتَعَلَّمُوا عَنْ مَلَكُوتِهِ وَمَقَايِيسِهِ ٱلْبَارَّةِ.‏ وَرِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ هذِهِ هِيَ أَفْضَلُ «بِشَارَةٍ» لَهُمْ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏ (‏مت ٢٤:‏١٤‏)‏ وَكُلُّ شَخْصٍ يَجْتَذِبُهُ يَهْوَهُ يَنْضَمُّ إِلَى جَمَاعَةٍ عَالَمِيَّةٍ مُؤَلَّفَةٍ مِنْ إِخْوَةٍ يُحِبُّونَ ٱلصَّوَابَ.‏ (‏يو ٦:‏٤٤-‏٤٧‏)‏ وَإِلهُنَا ٱلْمُحِبُّ يُسَاعِدُهُمْ كَيْ يَنَالُوا رِضَاهُ.‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ،‏ يَخْتَارُ يَهْوَهُ مِنْ بَيْنِ ٱلْبَشَرِ أَعْضَاءً لِحُكُومَتِهِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ.‏ وَحِينَ يَسْتَلِمُ هؤُلَاءِ ٱلْأَوْلِيَاءُ سُلْطَتَهُمْ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ سَيُعِينُونَ ٱلْبَشَرَ ٱلطَّائِعِينَ عَلَى بُلُوغِ ٱلْكَمَالِ وَنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَهَ،‏ حَتَّى وَهُوَ يَنْتَظِرُ بِصَبْرٍ،‏ يَعْمَلُ عَلَى إِتْمَامِ وُعُودِهِ.‏ وَكُلُّ ذلِكَ يَصُبُّ فِي مَصْلَحَتِنَا.‏

٦ ‏(‏أ)‏ بِأَيِّ مَعْنًى أَعْرَبَ يَهْوَهُ عَنِ ٱلصَّبْرِ أَيَّامَ نُوحٍ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَهُ صَبْرَهُ ٱلْيَوْمَ؟‏

٦ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلصَّبْرِ حَتَّى حِينَ يُغِيظُهُ ٱلْآخَرُونَ.‏ وَهذَا مَا نَلْمُسُهُ فِي كَيْفِيَّةِ تَعَاطِيهِ مَعَ ٱلشَّرِّ قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ.‏ فَآنَذَاكَ كَانَتِ ٱلْأَرْضُ مَلْآنَةً عُنْفًا وَفَسَادًا أَدَبِيًّا.‏ وَقَدْ «حَزِنَ [يَهْوَهُ] فِي قَلْبِهِ» بِسَبَبِ ٱلِٱنْحِطَاطِ ٱلَّذِي بَلَغَهُ ٱلْإِنْسَانُ.‏ (‏تك ٦:‏٢-‏٨‏)‏ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لِيَسْمَحَ بِأَنْ يَسْتَمِرَّ هذَا ٱلْوَضْعُ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ،‏ صَمَّمَ أَنْ يَجْلُبَ ٱلطُّوفَانَ عَلَى ٱلْبَشَرِ ٱلْعُصَاةِ.‏ وَفِيمَا ‹كَانَ صَبْرُهُ يَنْتَظِرُ فِي أَيَّامِ نُوحٍ›،‏ رَتَّبَ لِإِنْقَاذِ نُوحٍ وَعَائِلَتِهِ.‏ (‏١ بط ٣:‏٢٠‏)‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ،‏ أَعْلَمَهُ بِقَرَارِهِ وَأَمَرَهُ بِصُنْعِ فُلْكٍ.‏ (‏تك ٦:‏١٤-‏٢٢‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ ‹كَرَزَ نُوحٌ بِٱلْبِرِّ›،‏ مُحَذِّرًا جِيرَانَهُ مِنَ ٱلدَّمَارِ ٱلْوَشِيكِ.‏ (‏٢ بط ٢:‏٥‏)‏ وَقَدْ شَبَّهَ يَسُوعُ أَيَّامَنَا بِأَيَّامِ نُوحٍ.‏ فَيَهْوَهُ سَبَقَ أَنْ قَرَّرَ مَتَى سَيُزِيلُ هذَا ٱلنِّظَامَ ٱلشِّرِّيرَ.‏ لكِنْ مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَعْرِفُ ‹ٱلْيَوْمَ وَٱلسَّاعَةَ› لِمَجِيءِ ٱلنِّهَايَةِ.‏ (‏مت ٢٤:‏٣٦‏)‏ وَعَلَيْنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ أَنْ نُتَمِّمَ ٱلتَّفْوِيضَ ٱلْمُوكَلَ إِلَيْنَا مِنَ ٱللهِ،‏ إِذْ نُحَذِّرُ ٱلنَّاسَ وَنُرْشِدُهُمْ إِلَى طَرِيقِ ٱلْخَلَاصِ.‏

٧ هَلْ يَتَبَاطَأُ يَهْوَهُ عَنْ وَعْدِهِ؟‏

٧ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ صَبْرَ يَهْوَهَ لَا يَعْنِي أَنَّهُ يَنْتَظِرُ مُرُورَ ٱلْوَقْتِ مَكْتُوفَ ٱلْيَدَيْنِ.‏ فَلَا يَجِبُ أَنْ نَعْتَبِرَ صَبْرَهُ إِهْمَالًا أَوْ لَامُبَالَاةً.‏ لكِنَّ إِبْقَاءَ ذلِكَ فِي بَالِنَا لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ،‏ وَخُصُوصًا حِينَ تَتَقَدَّمُ بِنَا ٱلسِّنُونُ أَوْ تُلِمُّ بِنَا ٱلْمَشَقَّاتُ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ فَقَدْ نُصَابُ بِٱلتَّثَبُّطِ أَوْ نَشْعُرُ أَنَّ ٱللهَ يَتَبَاطَأُ عَنْ وَعْدِهِ.‏ (‏عب ١٠:‏٣٦‏)‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ لِنَتَذَكَّرْ أَنَّ لَدَيْهِ أَسْبَابًا وَجِيهَةً كَيْ يُعْرِبَ عَنِ ٱلصَّبْرِ،‏ وَأَنَّهُ يَسْتَغِلُّ هذَا ٱلْوَقْتَ أَفْضَلَ ٱسْتِغْلَالٍ لِمَصْلَحَةِ خُدَّامِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ.‏ (‏٢ بط ٢:‏٣؛‏ ٣:‏٩‏)‏ وَٱلْآنَ،‏ لِنَتَأَمَّلْ كَيْفَ تَمَثَّلَ يَسُوعُ بِصَبْرِ أَبِيهِ.‏

كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلصَّبْرِ؟‏

٨ فِي أَيَّةِ ظُرُوفٍ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلصَّبْرِ؟‏

٨ لَطَالَمَا سُرَّ يَسُوعُ بِفِعْلِ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ.‏ وَعِنْدَمَا تَمَرَّدَ ٱلشَّيْطَانُ،‏ قَرَّرَ يَهْوَهُ أَنْ يُرْسِلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ بِصِفَتِهِ ٱلْمَسِيَّا.‏ فَتَخَيَّلْ صَبْرَ يَسُوعَ وَهُوَ يَنْتَظِرُ آلَافَ ٱلسِّنِينَ حَتَّى يَحِينَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ!‏ ‏(‏اِقْرَأْ غلاطية ٤:‏٤‏.‏‏)‏ لكِنَّهُ لَمْ يَبْقَ طَوَالَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ دُونَ أَنْ يُحَرِّكَ سَاكِنًا؛‏ بَلِ ٱنْشَغَلَ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ لَهُ أَبُوهُ.‏ وَلَمَّا أَتَى أَخِيرًا إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَمُوتُ عَلَى يَدِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ كَمَا أُنْبِئَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏تك ٣:‏١٥؛‏ مت ١٦:‏٢١‏)‏ وَقَدْ أَذْعَنَ بِصَبْرٍ لِمَشِيئَةِ ٱللهِ،‏ رَغْمَ أَنَّ ذلِكَ عَنَى مُقَاسَاتَهُ آلَامًا مُبَرِّحَةً.‏ فَهُوَ لَمْ يُرَكِّزْ عَلَى نَفْسِهِ وَمَرْكَزِهِ،‏ بَلْ أَعْرَبَ عَنْ وَلَاءٍ مَا بَعْدَهُ وَلَاءٌ.‏ وَبِذلِكَ رَسَمَ لَنَا مِثَالًا يُحْتَذَى بِهِ.‏ —‏ عب ٥:‏٨،‏ ٩‏.‏

٩،‏ ١٠ ‏(‏أ)‏ مَاذَا كَانَ يَسُوعُ يَعْمَلُ وَهُوَ يَنْتَظِرُ بِصَبْرٍ وَقْتَ يَهْوَهَ ٱلْمُعَيَّنَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَقْتَدِيَ بِمَوْقِفِ يَسُوعَ؟‏

٩ بَعْدَمَا قَامَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ،‏ نَالَ سُلْطَةً فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٨‏)‏ وَهُوَ يَسْتَخْدِمُ سُلْطَتَهُ هذِهِ لِيُتَمِّمَ قَصْدَ يَهْوَهَ بِحَسَبِ جَدْوَلِ ٱلْمَوَاعِيدِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ أَبُوهُ.‏ وَقَدْ بَقِيَ مُنْتَظِرًا بِصَبْرٍ عَنْ يَمِينِ ٱللهِ حَتَّى عَامِ ١٩١٤ كَيْ يُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْهِ.‏ (‏مز ١١٠:‏١،‏ ٢؛‏ عب ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وَعَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيَهُبُّ لِيُدَمِّرَ نِظَامَ ٱلشَّيْطَانِ.‏ لكِنَّهُ،‏ حَتَّى يَحِينَ ذلِكَ ٱلْوَقْتُ،‏ يَعْمَلُ بِصَبْرٍ مَعَ ٱلنَّاسِ وَيُرْشِدُهُمْ إِلَى «مِيَاهِ ٱلْحَيَاةِ».‏ —‏ رؤ ٧:‏١٧‏.‏

١٠ هَلْ تَرَى كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَقْتَدِيَ بِمَوْقِفِ يَسُوعَ؟‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ تَاقَ لِتَنْفِيذِ مَا يَطْلُبُهُ مِنْهُ أَبُوهُ،‏ أَظْهَرَ ٱسْتِعْدَادًا لِيَنْتَظِرَ وَقْتَ ٱللهِ ٱلْمُعَيَّنَ.‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ فِيمَا نَتَرَقَّبُ نِهَايَةَ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَتَحَلَّى جَمِيعُنَا بِٱلصَّبْرِ،‏ مُنْتَظِرِينَ ٱللهَ وَغَيْرَ مُسْتَسْلِمِينَ لِمَشَاعِرِ ٱلتَّثَبُّطِ.‏ فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى تَنْمِيَةِ هذَهِ ٱلصِّفَةِ؟‏

كَيْفَ نُنَمِّي ٱلصَّبْرَ؟‏

١١ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا هُنَالِكَ صِلَةٌ وَثِيقَةٌ بَيْنَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلصَّبْرِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَمْتَلِكَ إِيمَانًا رَاسِخًا؟‏

١١ قَبْلَ مَجِيءِ يَسُوعَ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ أَظْهَرَ لَنَا ٱلْأَنْبِيَاءُ وَغَيْرُهُمْ مِنَ ٱلْخُدَّامِ ٱلْأُمَنَاءِ بِمِثَالِهِمْ أَنَّهُ حَتَّى ٱلْبَشَرُ ٱلنَّاقِصُونَ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَحْتَمِلُوا بِصَبْرٍ.‏ وَكَانَتْ هُنَالِكَ صِلَةٌ وَثِيقَةٌ بَيْنَ إِيمَانِهِمْ وَ صَبْرِهِمْ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ يعقوب ٥:‏١٠،‏ ١١‏.‏‏)‏ فَهَلْ كَانَ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يَنْتَظِرُوا بِصَبْرٍ إِتْمَامَ وُعُودِ يَهْوَهَ لَوْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي أَخْبَرَهُمْ بِهَا؟‏!‏ فَمِرَارًا وَتَكْرَارًا،‏ ٱسْتَطَاعُوا تَخَطِّيَ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْقَاسِيَةِ أَوِ ٱلْمُرْعِبَةِ ٱلَّتِي تَعَرَّضُوا لَهَا،‏ وَذلِكَ لِثِقَتِهِمِ ٱلتَّامَّةِ بِأَنَّ ٱللهَ سَيُنَفِّذُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ كُلَّ وُعُودِهِ.‏ (‏عب ١١:‏١٣،‏ ٣٥-‏٤٠‏)‏ أَمَّا نَحْنُ،‏ فَلَدَيْنَا سَبَبٌ أَقْوَى لِنَمْتَلِكَ إِيمَانًا رَاسِخًا،‏ أَلَا وَهُوَ أَنَّ يَسُوعَ يَخْدُمُ ٱلْيَوْمَ ‹مُكَمِّلًا لِإِيمَانِنَا›.‏ (‏عب ١٢:‏٢‏)‏ فَفِيهِ تَمَّتِ ٱلنُّبُوَّاتُ وَمِنْ خِلَالِهِ ٱنْكَشَفَتْ لَنَا مَقَاصِدُ ٱللهِ.‏

١٢ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُعَزِّزَ إِيمَانَنَا؟‏

١٢ أَيَّةُ خُطْوَتَيْنِ عَمَلِيَّتَيْنِ تُسَاعِدَانِنَا عَلَى تَعْزِيزِ إِيمَانِنَا،‏ وَبِٱلتَّالِي تَنْمِيَةِ صَبْرِنَا؟‏ أَوَّلًا،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا تَطْبِيقُ مَشُورَةِ ٱللهِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي مَتَّى ٦:‏٣٣‏.‏ فَهَلْ بِإِمْكَانِكَ أَنْ تَبْذُلَ جُهْدًا أَكْبَرَ لِتُطِيعَهَا؟‏ فَلَعَلَّكَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقْضِيَ وَقْتًا أَطْوَلَ فِي ٱلْخِدْمَةِ أَوْ أَنْ تَعْمَلَ عَلَى تَبْسِيطِ حَيَاتِكَ.‏ وَكَيْ يَسْهُلَ عَلَيْكَ تَطْبِيقُ هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ،‏ فَكِّرْ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَضَعَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِكَ.‏ أَيْضًا،‏ تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ سَبَقَ أَنْ بَارَكَ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي بَذَلْتَهَا لِإِطَاعَةِ إِرْشَادَاتِهِ.‏ فَرُبَّمَا بَارَكَكَ بِدَرْسٍ جَدِيدٍ أَوْ سَاعَدَكَ كَيْ تَنَالَ «سَلَامَ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ».‏ ‏(‏اِقْرَأْ فيلبي ٤:‏٧‏.‏‏)‏ وَفِيمَا تُرَكِّزُ عَلَى كُلِّ ٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي جَنَيْتَهَا مِنِ ٱتِّبَاعِكَ إِرْشَادَاتِ يَهْوَهَ،‏ سَتُدْرِكُ أَهَمِّيَّةَ ٱلتَّحَلِّي بِٱلصَّبْرِ.‏ —‏ مز ٣٤:‏٨‏.‏

١٣ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نُوضِحَ عَمَلِيَّةَ تَنْمِيَةِ إِيمَانِنَا وَصَبْرِنَا؟‏

١٣ يُشْبِهُ ذلِكَ عَمَلِيَّةَ زَرْعِ ٱلْبِذَارِ،‏ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِهِ،‏ وَحَصْدِ ٱلْمَحَاصِيلِ.‏ فَكُلَّمَا حَصَدَ ٱلْمُزَارِعُ بِوَفْرَةٍ،‏ تَشَجَّعَ أَكْثَرَ عَلَى زَرْعِ ٱلْبِذَارِ مَرَّةً أُخْرَى.‏ حَتَّى إِنَّهُ يَزْرَعُ مِسَاحَةً أَكْبَرَ مِنَ ٱلْأَرَاضِي فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏ وَهُوَ يَنْثُرُ ٱلْبِذَارَ رَغْمَ عِلْمِهِ أَنَّهُ سَيُضْطَرُّ إِلَى ٱلِٱنْتِظَارِ بِصَبْرٍ حَتَّى يَجْنِيَ ٱلْمَحَاصِيلَ.‏ فَهُوَ لَا يَشُكُّ مُطْلَقًا بِأَنَّهُ سَيُلَاقِي ثَمَرَ تَعَبِهِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ كُلَّمَا تَعَلَّمْنَا مَشُورَةَ يَهْوَهَ وَٱتَّبَعْنَاهَا وَجَنَيْنَا فَوَائِدَهَا،‏ عَمُقَتْ ثِقَتُنَا بِهِ أَكْثَرَ.‏ وَهكَذَا،‏ يَنْمُو صَبْرُنَا وَيَسْهُلُ عَلَيْنَا ٱنْتِظَارُ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي تَكْمُنُ أَمَامَنَا.‏ —‏ اِقْرَأْ يعقوب ٥:‏٧،‏ ٨‏.‏

١٤،‏ ١٥ أَيَّةُ نَظْرَةٍ إِلَى آلَامِ ٱلْبَشَرِ يَنْبَغِي أَنْ نَمْتَلِكَهَا؟‏

١٤ أَمَّا ٱلْخُطْوَةُ ٱلثَّانِيَةُ لِتَنْمِيَةِ ٱلصَّبْرِ فَهِيَ تَبَنِّي وُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَهَ مِنَ ٱلْعَالَمِ وَظُرُوفِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ فَكِّرْ كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَى آلَامِ ٱلْبَشَرِ.‏ فَلَطَالَمَا تَأَلَّمَ لِمُعَانَاتِهِمْ وَحَزِنَ لِحُزْنِهِمْ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ لَمْ يَسْتَحْوِذْ عَلَيْهِ ٱلْأَسَى بِحَيْثُ أَعَاقَهُ عَنْ فِعْلِ ٱلصَّلَاحِ.‏ فَقَدْ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ «لِكَيْ يُحْبِطَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ» وَيُبْطِلَ كُلَّ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي أَلْحَقَهُ بِٱلْبَشَرِ.‏ (‏١ يو ٣:‏٨‏)‏ وَعِنْدَمَا يَتَحَقَّقُ ذلِكَ،‏ سَيَتَبَيَّنُ أَنَّ آلَامَ ٱلْبَشَرِ كَانَتْ وَقْتِيَّةً،‏ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْحَلَّ ٱلَّذِي ٱبْتَكَرَهُ ٱللهُ هُوَ أَبَدِيٌّ.‏ بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ،‏ عِوَضَ أَنْ يُضْعِفَ عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ إِيمَانَنَا وَيَسْتَنْفِدَ صَبْرَنَا،‏ فَلْنَضَعْ نُصْبَ أَعْيُنِنَا ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْأَبَدِيَّةَ ٱلَّتِي سَنَحْظَى بِهَا.‏ فَقَدْ قَرَّرَ يَهْوَهُ مَتَى يُنْهِي ٱلشَّرَّ،‏ وَسَيَعْمَلُ عَلَى تَنْفِيذِ قَرَارِهِ هذَا فِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ.‏ —‏ اش ٤٦:‏١٣؛‏ نا ١:‏٩‏.‏

١٥ خِلَالَ هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلصَّعْبَةِ لِنِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ،‏ قَدْ يَتَعَرَّضُ إِيمَانُنَا لِٱمْتِحَانَاتٍ قَاسِيَةٍ جِدًّا.‏ لِذلِكَ،‏ لِنُصَمِّمْ أَنْ نَضَعَ كَامِلَ ثِقَتِنَا فِي يَهْوَهَ وَأَلَّا نَغْضَبَ إِذَا مَا وَقَعْنَا ضَحِيَّةَ ٱلْعُنْفِ أَوْ رَأَيْنَا أَحِبَّاءَنَا يَتَأَلَّمُونَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ذلِكَ لَنْ يَكُونَ سَهْلًا عَلَيْنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ،‏ لكِنْ مَا يُسَاعِدُنَا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ هُوَ أَنْ نَتَذَكَّرَ مِثَالَ يَسُوعَ ٱلْمُدَوَّنَ فِي مَتَّى ٢٦:‏٣٩‏.‏ —‏ اِقْرَأْهَا.‏

١٦ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَجَنَّبَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُتَبَقِّي مِنْ هذَا ٱلنِّظَامِ؟‏

١٦ وَمَا يُمْكِنُ أَنْ يُفْقِدَ ٱلشَّخْصَ صَبْرَهُ هُوَ ٱلتَّشْكِيكُ فِي ٱقْتِرَابِ ٱلنِّهَايَةِ.‏ فَقَدْ يُفَكِّرُ:‏ ‹سَأَنْتَظِرُ لِأَرَى إِنْ كَانَ يَهْوَهُ صَادِقًا حَقًّا فِي وُعُودِهِ›.‏ وَهكَذَا،‏ يَشْرَعُ فِي صُنْعِ تَرْتِيبَاتٍ بَدِيلَةٍ،‏ إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ،‏ فِي حَالِ لَمْ تَجْرِ ٱلْأُمُورُ كَمَا أَنْبَأَ يَهْوَهُ.‏ فَيَسْعَى إِلَى نَيْلِ مَرْكَزٍ مَرْمُوقٍ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ،‏ تَكْدِيسِ ٱلْأَمْوَالِ ضَمَانًا لِمُسْتَقْبَلِهِ عِوَضَ وَضْعِ مَلَكُوتِ ٱللهِ أَوَّلًا،‏ أَوْ تَحْصِيلِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي كَيْ يُؤَمِّنَ لِنَفْسِهِ حَيَاةً رَغِيدَةً.‏ وَلكِنْ أَلَيْسَ مَوْقِفٌ كَهذَا دَلَالَةً عَلَى عَدَمِ ٱلْإِيمَانِ؟‏ تَذَكَّرْ أَنَّ بُولُسَ حَثَّنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأَوْلِيَاءِ ٱلَّذِينَ نَالُوا ٱلْوُعُودَ مِنْ يَهْوَهَ «بِٱلْإِيمَانِ وَٱلصَّبْرِ».‏ (‏عب ٦:‏١٢‏)‏ وَيَهْوَهُ لَنْ يَسْمَحَ بِبَقَاءِ هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ،‏ بَلْ سَيُدَمِّرُهُ فِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ.‏ (‏حب ٢:‏٣‏)‏ وَفِي غُضُونِ ذلِكَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَنَّبَ خِدْمَةَ يَهْوَهَ بِشَكْلٍ آلِيٍّ.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ وَنَبْذُلَ مَا فِي وِسْعِنَا لِلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ،‏ عَمَلٍ يَجْلُبُ ٱكْتِفَاءً لَا مَثِيلَ لَهُ حَتَّى فِي وَقْتِنَا ٱلْحَاضِرِ.‏ —‏ لو ٢١:‏٣٦‏.‏

فَائِدَةُ ٱلصَّبْرِ

١٧،‏ ١٨ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ فُرْصَةٍ مُتَاحَةٌ أَمَامَنَا ٱلْيَوْمَ فِيمَا نَنْتَظِرُ بِصَبْرٍ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ فَائِدَةٍ سَنَنَالُهَا إِذَا تَحَلَّيْنَا بِٱلصَّبْرِ؟‏

١٧ سَوَاءٌ خَدَمْنَا ٱللهَ لِشُهُورٍ قَلِيلَةٍ أَمْ لِعُقُودٍ،‏ فَرَغْبَتُنَا هِيَ أَنْ نَخْدُمَهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَٱلصَّبْرُ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ حَتَّى نَنَالَ ٱلْخَلَاصَ،‏ مَهْمَا طَالَتِ ٱلْفَتْرَةُ ٱلْمُتَبَقِّيَةُ مِنْ هذَا ٱلنِّظَامِ.‏ فَٱلْآنَ يَمْنَحُنَا يَهْوَهُ ٱلْفُرْصَةَ كَيْ نُبَرْهِنَ أَنَّنَا نَثِقُ ثِقَةً كَامِلَةً بِقَرَارَاتِهِ،‏ وَأَنَّنَا مُسْتَعِدُّونَ لِمُعَانَاةِ ٱلْآلَامِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ.‏ (‏١ بط ٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَهُوَ يُزَوِّدُنَا أَيْضًا ٱلتَّدْرِيبَ ٱلَّذِي يُعِينُنَا عَلَى ٱلتَّحَلِّي بِٱلصَّبْرِ ٱلضَّرُورِيِّ مِنْ أَجْلِ خَلَاصِنَا.‏ —‏ ١ بط ٥:‏١٠‏.‏

١٨ إِنَّ يَسُوعَ يَمْلِكُ كُلَّ سُلْطَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَلَا شَيْءَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْطَفَكَ مِنْ يَدِهِ وَيَحْرِمَكَ مِنْ عِنَايَتِهِ سِوَاكَ أَنْتَ.‏ (‏يو ١٠:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ لِذَا،‏ لَا يَلْزَمُ أَنْ تَخَافَ ٱلْمُسْتَقْبَلَ أَوْ حَتَّى ٱلْمَوْتَ.‏ فَٱلَّذِينَ يَحْتَمِلُونَ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُمْ يَخْلُصُونَ.‏ إِذًا،‏ لِنَحْرِصْ لِئَلَّا نَسْمَحَ لِلْعَالَمِ بِإِغْوَائِنَا وَمَنْعِنَا مِنَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَهَ.‏ وَلْنُصَمِّمْ أَنْ نَنْمُوَ فِي ٱلْإِيمَانِ وَنَسْتَخْدِمَ بِحِكْمَةٍ هذِهِ ٱلْفَتْرَةَ ٱلَّتِي لَا يَزَالُ يَهْوَهُ يُعْرِبُ فِيهَا عَنْ صَبْرِهِ.‏ —‏ مت ٢٤:‏١٣‏؛‏ اِقْرَأْ ٢ بطرس ٣:‏١٧،‏ ١٨‏.‏