الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

استفد من وعود الله المؤكدة بقسم

استفد من وعود الله المؤكدة بقسم

‏«اَللهُ لَمَّا وَعَدَ إِبْرَاهِيمَ،‏ وَلَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يَحْلِفَ بِمَنْ هُوَ أَعْظَمُ،‏ حَلَفَ بِنَفْسِهِ».‏ —‏ عب ٦:‏١٣‏.‏

١ كَيْفَ يَخْتَلِفُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ؟‏

يَهْوَهُ هُوَ «إِلٰهُ ٱلْحَقِّ».‏ (‏مز ٣١:‏٥‏)‏ وَهُوَ «يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكْذِبَ»،‏ بِخِلَافِ ٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ ٱلَّذِينَ لَا يُمْكِنُ ٱلْوُثُوقُ بِهِمْ دَائِمًا.‏ (‏عب ٦:‏١٨‏؛‏ اِقْرَأْ عدد ٢٣:‏١٩‏.‏‏)‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ مَا يَقْصِدُ فِعْلَهُ لِفَائِدَةِ ٱلْبَشَرِ يَتِمُّ دَائِمًا.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ لَقَدْ تَحَقَّقَتْ كُلُّ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي قَالَ فِي بِدَايَةِ كُلِّ يَوْمٍ خَلْقِيٍّ إِنَّهُ سَيَصْنَعُهَا.‏ وَهكَذَا،‏ فِي نِهَايَةِ ٱلْيَوْمِ ٱلْخَلْقِيِّ ٱلسَّادِسِ،‏ «رَأَى ٱللهُ كُلَّ مَا صَنَعَهُ،‏ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا».‏ —‏ تك ١:‏٦،‏ ٧،‏ ٣٠،‏ ٣١‏.‏

٢ مَا هُوَ يَوْمُ رَاحَةِ ٱللهِ،‏ وَلِمَاذَا قَدَّسَهُ؟‏

٢ بَعْدَمَا نَظَرَ يَهْوَهُ ٱللهُ بِعَيْنِ ٱلرِّضَى إِلَى أَعْمَالِهِ ٱلْخَلْقِيَّةِ،‏ أَعْلَنَ بِدَايَةَ ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ.‏ وَلَيْسَ ٱلْيَوْمُ ٱلسَّابِعُ يَوْمًا مِنْ ٢٤ سَاعَةً،‏ بَلْ فَتْرَةٌ زَمَنِيَّةٌ طَوِيلَةٌ ٱسْتَرَاحَ فِيهَا يَهْوَهُ مِنْ أَيِّ عَمَلٍ إِضَافِيٍّ خَلْقِيٍّ يَتَعَلَّقُ بِٱلْأَرْضِ.‏ (‏تك ٢:‏٢‏)‏ وَيَوْمُ ٱلرَّاحَةِ هذَا لَمْ يَنْتَهِ بَعْدُ.‏ (‏عب ٤:‏٩،‏ ١٠‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لَا يَكْشِفُ مَتَى ٱبْتَدَأَ بِٱلتَّحْدِيدِ،‏ لكِنَّهُ يُشِيرُ أَنَّهُ ٱبْتَدَأَ فِي وَقْتٍ مَا بَعْدَ خَلْقِ زَوْجَةِ آدَمَ،‏ حَوَّاءَ،‏ أَيْ مُنْذُ حَوَالَيْ ٦٬٠٠٠ سَنَةٍ.‏ وَهذَا ٱلْيَوْمُ سَيَسْتَمِرُّ حَتَّى نِهَايَةِ حُكْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ ٱلَّذِي سَيَضْمَنُ تَحْقِيقَ قَصْدِ ٱللهِ لِلْأَرْضِ،‏ وَهُوَ أَنْ تَكُونَ فِرْدَوْسًا يَسْكُنُهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ أُنَاسٌ كَامِلُونَ.‏ (‏تك ١:‏٢٧،‏ ٢٨؛‏ رؤ ٢٠:‏٦‏)‏ فَهَلْ يُمْكِنُكَ ٱلْوُثُوقُ بِأَنَّ هذَا ٱلْمُسْتَقْبَلَ ٱلسَّعِيدَ سَيَأْتِي لَا مَحَالَةَ؟‏ طَبْعًا!‏ فَقَدْ ‹بَارَكَ ٱللهُ ٱلْيَوْمَ ٱلسَّابِعَ وَقَدَّسَهُ›.‏ وَبِذلِكَ نِلْنَا ضَمَانَةً أَكِيدَةً أَنَّهُ مَهْمَا نَشَأَ مِنْ مَشَاكِلَ،‏ فَإِنَّ قَصْدَ ٱللهِ سَيَتِمُّ بِلَا رَيْبٍ فِي نِهَايَةِ يَوْمِ رَاحَتِهِ.‏ —‏ تك ٢:‏٣‏.‏

٣ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ حَدَثَ ٱلتَّمَرُّدُ بَعْدَمَا ٱبْتَدَأَ يَوْمُ رَاحَةِ ٱللهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ عَبَّرَ يَهْوَهُ عَنْ نِيَّتِهِ فِي قَمْعِ ٱلتَّمَرُّدِ؟‏

٣ لكِنْ بَعْدَمَا ٱبْتَدَأَ يَوْمُ رَاحَةِ ٱللهِ،‏ وَقَعَتِ ٱلْكَارِثَةُ.‏ فَقَدْ تَمَرَّدَ ٱلشَّيْطَانُ —‏ أَحَدُ أَبْنَائِهِ ٱلْمَلَائِكِيِّينَ —‏ وَنَصَّبَ نَفْسَهُ إِلهًا مُنَافِسًا حِينَ كَذَبَ ٱلْكِذْبَةَ ٱلْأُولَى وَخَدَعَ حَوَّاءَ،‏ مَا أَدَّى بِهَا إِلَى عِصْيَانِ يَهْوَهَ.‏ (‏١ تي ٢:‏١٤‏)‏ وَهِيَ بِدَوْرِهَا حَمَلَتْ زَوْجَهَا عَلَى ٱلتَّمَرُّدِ.‏ (‏تك ٣:‏١-‏٦‏)‏ حَتَّى فِي تِلْكَ ٱللَّحَظَاتِ ٱلْحَرِجَةِ مِنَ ٱلتَّارِيخِ ٱلْكَوْنِيِّ ٱلَّتِي جَرَى فِيهَا ٱلتَّشْكِيكُ فِي مِصْدَاقِيَّةِ ٱللهِ،‏ لَمْ يَرَ يَهْوَهُ ٱلْحَاجَةَ أَنْ يُؤَكِّدَ بِقَسَمٍ أَنَّ قَصْدَهُ سَيَتِمُّ.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ ٱكْتَفَى بِذِكْرِ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي سَيَقْمَعُ بِهَا ٱلتَّمَرُّدَ مِنْ خِلَالِ كَلِمَاتٍ كَانَتْ سَتُفْهَمُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ.‏ فَقَدْ قَالَ:‏ «أَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ [ٱلشَّيْطَانِ] وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا.‏ هُوَ [ٱلنَّسْلُ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ] يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».‏ —‏ تك ٣:‏١٥؛‏ رؤ ١٢:‏٩‏.‏

اِسْتِخْدَامُ ٱلْقَسَمِ كَأَدَاةٍ قَانُونِيَّةٍ

٤،‏ ٥ مَاذَا ٱسْتَخْدَمَ إِبْرَاهِيمُ أَحْيَانًا كَأَدَاةٍ قَانُونِيَّةٍ؟‏

٤ فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ ٱلْبَاكِرَةِ مِنَ ٱلتَّارِيخِ ٱلْبَشَرِيِّ،‏ مِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ أَنْ يَكُونَ ٱللهُ قَدْ أَعْطَى آدَمَ وَحَوَّاءَ مُفْرَدَاتٍ لِٱسْتِخْدَامِهَا كَقَسَمٍ بُغْيَةَ إِثْبَاتِ صِحَّةِ أَمْرٍ مَا.‏ فَٱلْبَشَرُ ٱلْكَامِلُونَ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱللهَ وَيَقْتَدُونَ بِهِ لَيْسُوا بِحَاجَةٍ أَنْ يَحْلِفُوا.‏ فَهُمْ دَائِمًا يُخْبِرُونَ ٱلْحَقِيقَةَ وَيَثِقُونَ وَاحِدُهُمْ بِٱلْآخَرِ ثِقَةً تَامَّةً.‏ لكِنَّ ٱلْأُمُورَ تَغَيَّرَتْ مَعَ دُخُولِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلنَّقْصِ إِلَى ٱلْعَالَمِ.‏ وَحِينَ تَفَشَّى ٱلْكَذِبُ وَٱلْخِدَاعُ بَيْنَ ٱلنَّاسِ،‏ بَاتَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَلْجَأُوا إِلَى ٱلْقَسَمِ بِهَدَفِ إِثْبَاتِ صِحَّةِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلْهَامَّةِ،‏ وَذلِكَ تَحْتَ طَائِلَةِ ٱلْقَانُونِ.‏

٥ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ إِبْرَاهِيمُ ٱلْقَسَمَ كَأَدَاةٍ قَانُونِيَّةٍ فِي ثَلَاثِ مُنَاسَبَاتٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ (‏تك ٢١:‏٢٢-‏٢٤؛‏ ٢٤:‏٢-‏٤،‏ ٩‏)‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ بَعْدَ عَوْدَتِهِ مِنْ هَزِيمَةِ مَلِكِ عِيلَامَ وَحُلَفَائِهِ،‏ لَاقَاهُ مَلِكَا شَلِيمَ وَسَدُومَ.‏ فَبَارَكَهُ مَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَلِيمَ،‏ ٱلَّذِي كَانَ أَيْضًا «كَاهِنَ ٱللهِ ٱلْعَلِيِّ»،‏ وَمَجَّدَ ٱللهَ ٱلَّذِي نَصَرَهُ عَلَى أَعْدَائِهِ.‏ (‏تك ١٤:‏١٧-‏٢٠‏)‏ أَمَّا مَلِكُ سَدُومَ فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يُكَافِئَهُ لِأَنَّهُ أَنْقَذَ شَعْبَهُ مِنْ يَدِ ٱلْجُيُوشِ ٱلْغَازِيَةِ.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ أَقْسَمَ إِبْرَاهِيمُ قَائِلًا:‏ «إِنِّي رَافِعٌ يَدِي بِقَسَمٍ إِلَى يَهْوَهَ ٱللهِ ٱلْعَلِيِّ،‏ خَالِقِ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ،‏ لَا آخُذَنَّ لَا خَيْطًا وَلَا سَيْرَ نَعْلٍ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ لَكَ،‏ لِئَلَّا تَقُولَ:‏ ‹أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ›».‏ —‏ تك ١٤:‏٢١-‏٢٣‏.‏

وَعْدُ يَهْوَهَ لِإِبْرَاهِيمَ مُؤَكَّدٌ بِقَسَمٍ

٦ ‏(‏أ)‏ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ إِبْرَاهِيمُ لَنَا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ فَائِدَةٍ نَجْنِيهَا بِسَبَبِ طَاعَةِ إِبْرَاهِيمَ؟‏

٦ يَهْوَهُ ٱللهُ أَيْضًا ٱسْتَخْدَمَ عِبَارَاتِ قَسَمٍ مِثْلَ:‏ «حَيٌّ أَنَا»،‏ وَذلِكَ لِفَائِدَةِ ٱلْبَشَرِ.‏ (‏حز ١٧:‏١٦‏)‏ وَيَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَكْثَرَ مِنْ ٤٠ مُنَاسَبَةً حَلَفَ فِيهَا يَهْوَهُ ٱللهُ.‏ وَلَعَلَّ أَشْهَرَ مِثَالٍ عَلَى ذلِكَ يُرَى فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ.‏ فَقَدْ أَعْطَاهُ وُعُودًا عَدِيدَةً تُظْهِرُ،‏ إِذَا مَا جُمِعَتْ،‏ أَنَّ ٱلنَّسْلَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ سَيَتَحَدَّرُ مِنْ هذَا ٱلْأَبِ ٱلْجَلِيلِ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ إِسْحَاقَ.‏ (‏تك ١٢:‏١-‏٣،‏ ٧؛‏ ١٣:‏١٤-‏١٧؛‏ ١٥:‏٥،‏ ١٨؛‏ ٢١:‏١٢‏)‏ وَبَعْدَ ذلِكَ،‏ أَخْضَعَهُ لِٱمْتِحَانٍ قَاسٍ حِينَ أَمَرَهُ بِتَقْرِيبِ ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ.‏ فَأَطَاعَ إِبْرَاهِيمُ دُونَ إِبْطَاءٍ،‏ وَكَانَ عَلَى وَشْكِ أَنْ يُقَدِّمَ ٱبْنَهُ ذَبِيحَةً لَوْ لَمْ يَمْنَعْهُ مَلَاكُ ٱلرَّبِّ.‏ عِنْدَئِذٍ أَقْسَمَ يَهْوَهُ:‏ ‏«بِنَفْسِي أَحْلِفُ .‏ .‏ .‏ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هٰذَا ٱلْأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ،‏ لَأُبَارِكَنَّكَ وَأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكَ كَنُجُومِ ٱلسَّمَاءِ وَكَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ،‏ وَيَمْتَلِكُ نَسْلُكَ أَبْوَابَ مُدُنِ أَعْدَائِهِ.‏ وَتَتَبَارَكُ بِنَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».‏ —‏ تك ٢٢:‏١-‏٣،‏ ٩-‏١٢،‏ ١٥-‏١٨‏.‏

٧،‏ ٨ ‏(‏أ)‏ مَا ٱلْغَايَةُ مِنْ قَسَمِ ٱللهِ لِإِبْرَاهِيمَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› مِنْ قَسَمِ ٱللهِ؟‏

٧ وَلِمَاذَا حَلَفَ ٱللهُ لِإِبْرَاهِيمَ أَنَّ وُعُودَهُ سَتَتَحَقَّقُ؟‏ كَيْ يُعَزِّزَ ثِقَةَ وَإِيمَانَ ٱلَّذِينَ سَيُصْبِحُونَ شُرَكَاءَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ،‏ أَيِ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنَ «ٱلنَّسْلِ» ٱلْمَوْعُودِ بِهِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ عبرانيين ٦:‏١٣-‏١٨؛‏ غل ٣:‏٢٩‏)‏ فَحَسْبَمَا أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ،‏ «تَوَسَّطَ [يَهْوَهُ] بِقَسَمٍ،‏ حَتَّى بِأَمْرَيْنِ عَدِيمَيِ ٱلتَّغَيُّرِ [وَعْدِهِ وَقَسَمِهِ] يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكْذِبَ ٱللهُ فِيهِمَا يَكُونُ لَنَا .‏ .‏ .‏ تَشْجِيعٌ قَوِيٌّ عَلَى ٱلتَّمَسُّكِ بِٱلرَّجَاءِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا».‏

عَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيَرَى إِبْرَاهِيمُ وُعُودَ يَهْوَهَ تَتَحَقَّقُ

٨ وَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ لَيْسُوا ٱلْوَحِيدِينَ ٱلَّذِينَ يَسْتَفِيدُونَ مِنْ قَسَمِ ٱللهِ لِإِبْرَاهِيمَ.‏ فَقَدْ حَلَفَ يَهْوَهُ أَنَّ ‹جَمِيعَ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ سَتَتَبَارَكُ› بِوَاسِطَةِ «نَسْلِ» إِبْرَاهِيمَ.‏ (‏تك ٢٢:‏١٨‏)‏ وَيَشْمُلُ هؤُلَاءِ ٱلْمُبَارَكُونَ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› ٱلطَّائِعِينَ ٱلَّذِينَ وَضَعُوا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ رَجَاءَ ٱلْعَيْشِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ وَسَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُكَ سَمَاوِيًّا أَمْ أَرْضِيًّا،‏ تَمَسَّكْ بِهِ مِنْ خِلَالِ ٱتِّبَاعِ مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ كَامِلَ حَيَاتِكَ.‏ —‏ اِقْرَأْ عبرانيين ٦:‏١١،‏ ١٢‏.‏

قَسَمَانِ مُرْتَبِطَانِ بِوُعُودِ ٱللهِ لِإِبْرَاهِيمَ

٩ أَيُّ قَسَمٍ أَقْسَمَهُ ٱللهُ حِينَ كَانَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ مُسْتَعْبَدِينَ فِي مِصْرَ؟‏

٩ بَعْدَ قُرُونٍ،‏ أَقْسَمَ يَهْوَهُ قَسَمًا يَرْتَبِطُ بِٱلْوُعُودِ ٱلْمَذْكُورَةِ آنِفًا،‏ وَذلِكَ حِينَ أَرْسَلَ مُوسَى لِيُخَاطِبَ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِينَ كَانُوا مُسْتَعْبَدِينَ لِلْمِصْرِيِّينَ.‏ (‏خر ٦:‏٦-‏٨‏)‏ فَبِٱلْإِشَارَةِ إِلَى تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ،‏ قَالَ ٱللهُ فِي سِفْرِ حَزْقِيَالَ:‏ «إِنِّي يَوْمَ ٱخْتَرْتُ إِسْرَائِيلَ،‏ .‏ .‏ .‏ رَفَعْتُ لَهُمْ يَدِي مُقْسِمًا أَنْ أُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي تَجَسَّسْتُهَا لَهُمْ،‏ أَرْضٍ تَفِيضُ حَلِيبًا وَعَسَلًا».‏ —‏ حز ٢٠:‏٥،‏ ٦‏.‏

١٠ أَيُّ وَعْدٍ قَطَعَهُ ٱللهُ لِإِسْرَائِيلَ بَعْدَ تَحْرِيرِهِمْ مِنْ مِصْرَ؟‏

١٠ وَبَعْدَ تَحْرِيرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ،‏ وَعَدَهُمْ يَهْوَهُ مَرَّةً أُخْرَى مُؤَكِّدًا:‏ «إِنْ أَطَعْتُمْ قَوْلِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي،‏ تَكُونُونَ لِي مِلْكًا خَاصًّا مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ،‏ لِأَنَّ ٱلْأَرْضَ كُلَّهَا لِي.‏ وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً».‏ (‏خر ١٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ فَيَا لَلْمَكَانَةِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ ٱلَّتِي مَنَحَهَا ٱللهُ لِلْأُمَّةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّةِ!‏ فَبِوَعْدِهِ هذَا أَتَاحَ لَهُمُ ٱلْفُرْصَةَ —‏ إِذَا أَطَاعُوهُ —‏ أَنْ يَكُونُوا مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ يَتَبَارَكُ بِوَاسِطَتِهَا بَاقِي ٱلْبَشَرِ.‏ وَلَاحِقًا،‏ وَصَفَ يَهْوَهُ مَا فَعَلَهُ لِهذِهِ ٱلْأُمَّةِ فِي تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ،‏ قَائِلًا:‏ ‏«أَقْسَمْتُ لَكِ وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ».‏ —‏ حز ١٦:‏٨‏.‏

١١ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عِنْدَمَا دَعَاهُمُ ٱللهُ لِيَكُونُوا فِي عَلَاقَةِ عَهْدٍ مَعَهُ؟‏

١١ آنَذَاكَ،‏ لَمْ يُجْبِرْ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَحْلِفُوا لِيُؤَكِّدُوا أَنَّهُمْ سَيُطِيعُونَهُ،‏ وَلَمْ يَفْرِضْ عَلَيْهِمِ ٱلدُّخُولَ فِي تِلْكَ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْمُمَيَّزَةِ.‏ بَلْ هُمْ قَالُوا بِمِلْءِ إِرَادَتِهِمْ:‏ «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ».‏ (‏خر ١٩:‏٨‏)‏ وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ،‏ أَعْلَمَهُمْ بِمَا يَتَطَلَّبُهُ مِنَ ٱلْأُمَّةِ ٱلَّتِي ٱخْتَارَهَا.‏ فَسَمِعُوا أَوَّلًا ٱلْوَصَايَا ٱلْعَشْرَ،‏ وَمِنْ ثُمَّ أَطْلَعَهُمْ مُوسَى عَلَى وَصَايَا إِضَافِيَّةٍ مُسَجَّلَةٍ فِي سِفْرِ ٱلْخُرُوجِ،‏ مِنَ ٱلْإِصْحَاحِ ٢٠ ٱلْعَدَدِ ٢٢ حَتَّى ٱلْإِصْحَاحِ ٢٣ ٱلْعَدَدِ ٣٣‏.‏ فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ إِسْرَائِيلَ؟‏ «أَجَابَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ وَقَالُوا:‏ ‹كُلُّ ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ›».‏ (‏خر ٢٤:‏٣‏)‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ كَتَبَ مُوسَى ٱلشَّرَائِعَ فِي «كِتَابِ ٱلْعَهْدِ» وَقَرَأَهَا بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ بِحَيْثُ تَمَكَّنَتِ ٱلْأُمَّةُ بِأَسْرِهَا أَنْ تَسْمَعَهَا مُجَدَّدًا.‏ وَلِلْمَرَّةِ ٱلثَّالِثَةِ،‏ قَالَ ٱلشَّعْبُ مُؤَكِّدًا:‏ «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ وَنُطِيعُهُ».‏ —‏ خر ٢٤:‏٤،‏ ٧،‏ ٨‏.‏

١٢ مَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ ٱلْتِزَامًا مِنْهُ بِعَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ وَكَيْفَ يَتَبَايَنُ ذلِكَ مَعَ مَوْقِفِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟‏

١٢ شَرَعَ يَهْوَهُ عَلَى ٱلْفَوْرِ فِي إِتْمَامِ مَا وَعَدَ بِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ فَأَمَرَ بِنَصْبِ خَيْمَةٍ لِلْعِبَادَةِ وَإِقَامَةِ كَهَنُوتٍ يُمَكِّنُ ٱلْبَشَرَ ٱلْخُطَاةَ أَنْ يَقْتَرِبُوا مِنْهُ.‏ أَمَّا هُمْ فَنَسُوا بِسُرْعَةٍ ٱنْتِذَارَهُمْ لِلهِ وَ «أَحْزَنُوا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ».‏ (‏مز ٧٨:‏٤١‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ حِينَ كَانَ مُوسَى يَتَلَقَّى ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْإِرْشَادَاتِ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ،‏ نَفَدَ صَبْرُهُمْ وَتَزَعْزَعَ إِيمَانُهُمْ بِٱللهِ وَظَنُّوا أَنَّ مُوسَى تَخَلَّى عَنْهُمْ.‏ فَصَنَعُوا عِجْلًا ذَهَبِيًّا وَقَالُوا:‏ «هٰذَا إِلٰهُكَ،‏ يَا إِسْرَائِيلُ،‏ ٱلَّذِي أَصْعَدَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».‏ (‏خر ٣٢:‏١،‏ ٤‏)‏ ثُمَّ أَقَامُوا ٱحْتِفَالًا دَعَوْهُ ‹عِيدًا لِيَهْوَهَ› وَسَجَدُوا لِلصَّنَمِ ٱلَّذِي صَنَعَتْهُ أَيْدِيهِمْ وَذَبَحُوا لَهُ.‏ فَرَأَى يَهْوَهُ ذلِكَ وَقَالَ لِمُوسَى:‏ «حَادُوا سَرِيعًا عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ أَنْ يَسْلُكُوهُ».‏ (‏خر ٣٢:‏٥،‏ ٦،‏ ٨‏)‏ وَلِلْأَسَفِ،‏ مِنْ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ وَصَاعِدًا،‏ ٱعْتَادَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْ يَصْنَعُوا نُذُورًا لِلهِ وَلَا يَفُوا بِهَا.‏ —‏ عد ٣٠:‏٢‏.‏

قَسَمَانِ آخَرَانِ

١٣ أَيُّ قَسَمٍ أَقْسَمَهُ ٱللهُ لِلْمَلِكِ دَاوُدَ،‏ وَمَا عَلَاقَةُ هذَا ٱلْقَسَمِ بِٱلنَّسْلِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ؟‏

١٣ أَثْنَاءَ حُكْمِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ،‏ أَقْسَمَ يَهْوَهُ قَسَمَيْنِ آخَرَيْنِ لِفَائِدَةِ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ.‏ فَفِي ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلْأُولَى،‏ حَلَفَ لَهُ أَنَّ عَرْشَهُ سَيَثْبُتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ (‏مز ٨٩:‏٣٥،‏ ٣٦؛‏ ١٣٢:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وَقَدْ عَنَى ذلِكَ أَنَّ ٱلنَّسْلَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ سَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ وَأَنَّهُ سَيُدْعَى «ٱبْنَ دَاوُدَ».‏ (‏مت ١:‏١؛‏ ٢١:‏٩‏)‏ لكِنَّ دَاوُدَ دَعَاهُ بِتَوَاضُعٍ «رَبًّا»،‏ لِأَنَّهُ سَيَتَوَلَّى مَرْكَزًا أَسْمَى مِنْ مَرْكَزِهِ.‏ —‏ مت ٢٢:‏٤٢-‏٤٤‏.‏

١٤ أَيُّ قَسَمٍ أَقْسَمَهُ يَهْوَهُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلنَّسْلِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ،‏ وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ مِنْهُ؟‏

١٤ وَفِي ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلثَّانِيَةِ،‏ أَوْحَى يَهْوَهُ لِدَاوُدَ أَنْ يُنْبِئَ بِأَنَّ ٱلْمَلِكَ ٱلْمُتَحَدِّرَ مِنْهُ سَيَخْدُمُ عَلَى نَحْوٍ ٱسْتِثْنَائِيٍّ كَرَئِيسِ كَهَنَةٍ.‏ فَفِي إِسْرَائِيلَ،‏ كَانَ ٱلْمُلْكُ وَٱلْكَهَنُوتُ مُنْفَصِلَيْنِ تَمَامًا.‏ فَقَدْ تَحَدَّرَ ٱلْكَهَنَةُ مِنْ سِبْطِ لَاوِي،‏ أَمَّا ٱلْمُلُوكُ فَمِنْ سِبْطِ يَهُوذَا.‏ لكِنَّ دَاوُدَ تَنَبَّأَ عَنْ وَرِيثِهِ:‏ «قَالَ يَهْوَهُ لِرَبِّي:‏ ‹اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي إِلَى أَنْ أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ›.‏ حَلَفَ يَهْوَهُ (‏وَلَنْ يَنْدَمَ)‏:‏ ‹أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى ٱلدَّهْرِ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ!‏›».‏ (‏مز ١١٠:‏١،‏ ٤‏)‏ وَإِتْمَامًا لِهذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ،‏ يَحْكُمُ ٱلْيَوْمَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.‏ كَمَا أَنَّهُ يَخْدُمُ رَئِيسَ كَهَنَةٍ،‏ إِذْ يُسَاعِدُ ٱلْبَشَرَ ٱلتَّائِبِينَ عَلَى ٱمْتِلَاكِ عَلَاقَةٍ مَقْبُولَةٍ مَعَ ٱللهِ.‏ —‏ اِقْرَأْ عبرانيين ٧:‏٢١،‏ ٢٥،‏ ٢٦‏.‏

وِلَادَةُ إِسْرَائِيلِ ٱللهِ

١٥،‏ ١٦ ‏(‏أ)‏ كَمْ إِسْرَائِيلَ يَأْتِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى ذِكْرِهِ،‏ وَأَيٌّ يَحْظَى ٱلْيَوْمَ بِبَرَكَةِ ٱللهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلْحَلْفِ أَعْطَاهَا يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ،‏ وَأَيَّ سُؤَالَيْنِ سَنُنَاقِشُ فِي مَقَالَةِ ٱلدَّرْسِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٥ عِنْدَمَا رَفَضَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ،‏ خَسِرَتْ حُظْوَتَهَا لَدَى ٱللهِ وَفُرْصَتَهَا بِأَنْ تُصْبِحَ «مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ».‏ فَحَسْبَمَا قَالَ يَسُوعُ لِلْقَادَةِ ٱلْيَهُودِ:‏ «مَلَكُوتُ ٱللهِ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تُنْتِجُ ثِمَارَهُ».‏ (‏مت ٢١:‏٤٣‏)‏ وَقَدْ وُلِدَتْ هذِهِ ٱلْأُمَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م حِينَ سَكَبَ ٱللهُ رُوحَهُ عَلَى نَحْوِ ١٢٠ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ مُجْتَمِعِينَ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَسُرْعَانَ مَا ٱنْضَمَّ إِلَيْهِمْ أُنَاسٌ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْمَعْرُوفِ آنَذَاكَ،‏ فَبَاتُوا يُعَدُّونَ بِٱلْآلَافِ.‏ وَدُعِيَتْ هذِهِ ٱلْأُمَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ «إِسْرَائِيلَ ٱللهِ».‏ —‏ غل ٦:‏١٦‏.‏

١٦ بِخِلَافِ إِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيِّ،‏ ٱسْتَمَرَّتْ أُمَّةُ ٱللهِ ٱلرُّوحِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ تَحْمِلُ ثَمَرًا جَيِّدًا بِمُدَاوَمَتِهَا عَلَى إِطَاعَتِهِ.‏ وَإِحْدَى ٱلْوَصَايَا ٱلَّتِي يُطِيعُهَا أَفْرَادُهَا تَتَعَلَّقُ بِٱلْحَلْفِ.‏ فَحِينَ أَتَى يَسُوعُ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ كَانَ ٱلنَّاسُ قَدِ ٱعْتَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا زُورًا أَوْ لِأَتْفَهِ ٱلْأَسْبَابِ.‏ (‏مت ٢٣:‏١٦-‏٢٢‏)‏ لِذَا أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ:‏ «لَا تَحْلِفُوا أَلْبَتَّةَ .‏ .‏ .‏ كَلِمَتُكُمْ نَعَمْ فَلْتَعْنِ نَعَمْ،‏ وَكَلِمَتُكُمْ لَا فَلْتَعْنِ لَا.‏ وَمَا زَادَ عَلَى ذٰلِكَ فَهُوَ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ».‏ (‏مت ٥:‏٣٤،‏ ٣٧‏)‏.‏ فَهَلْ يَعْنِي ذلِكَ أَنَّهُ مِنَ ٱلْخَطَإِ دَائِمًا أَنْ نَحْلِفَ؟‏ وَٱلْأَهَمُّ،‏ مَاذَا يَشْمُلُهُ أَنْ تَعْنِيَ نَعَمْنَا نَعَمْ؟‏ سَنُنَاقِشُ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ فِي مَقَالَةِ ٱلدَّرْسِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

يَهْوَهُ يَصْدُقُ دَائِمًا فِي وُعُودِهِ

١٧ إِلَامَ تُؤَدِّي ٱلْمُدَاوَمَةُ عَلَى إِطَاعَةِ يَهْوَهَ؟‏

١٧ إِذًا،‏ لِنُدَاوِمْ عَلَى إِطَاعَةِ ٱللهِ فِيمَا نُوَاصِلُ ٱلتَّأَمُّلَ فِي كَلِمَتِهِ.‏ وَهُوَ بِدَوْرِهِ سَيَفْرَحُ بِأَنْ يُغْدِقَ عَلَيْنَا بَرَكَاتِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ ٱنْسِجَامًا مَعَ وُعُودِهِ ٱلرَّائِعَةِ.‏