الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

نمِّ التواضع وتصرَّف كأصغر

نمِّ التواضع وتصرَّف كأصغر

‏«اَلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ بَيْنَكُمْ جَمِيعًا هُوَ ٱلْعَظِيمُ».‏ —‏ لو ٩:‏٤٨‏.‏

١،‏ ٢ مَاذَا حَثَّ يَسُوعُ رُسُلَهُ أَنْ يَفْعَلُوا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

عَامَ ٣٢ ب‌م،‏ كَانَ ٱلرُّسُلُ فِي مِنْطَقَةِ ٱلْجَلِيلِ مَعَ يَسُوعَ حِينَ بَدَأُوا يَتَجَادَلُونَ حَوْلَ مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ.‏ يُخْبِرُ لُوقَا:‏ «دَاخَلَهُمْ فِكْرٌ فِي مَنْ يَكُونُ أَعْظَمَهُمْ.‏ وَعَرَفَ يَسُوعُ فِكْرَ قُلُوبِهِمْ،‏ فَأَخَذَ وَلَدًا صَغِيرًا وَأَقَامَهُ بِجَانِبِهِ،‏ وَقَالَ لَهُمْ:‏ ‹مَنْ يَقْبَلْ هٰذَا ٱلْوَلَدَ ٱلصَّغِيرَ بِٱسْمِي يَقْبَلْنِي؛‏ وَمَنْ يَقْبَلْنِي يَقْبَلِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي.‏ لِأَنَّ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ بَيْنَكُمْ جَمِيعًا هُوَ ٱلْعَظِيمُ›».‏ (‏لو ٩:‏٤٦-‏٤٨‏)‏ وَهكَذَا،‏ سَاعَدَ يَسُوعُ رُسُلَهُ بِصَبْرٍ،‏ وَلكِنْ بِحَزْمٍ،‏ أَنْ يَرَوُا ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱلتَّحَلِّي بِٱلتَّوَاضُعِ.‏

٢ وَهَلْ كَانَ حَثُّ يَسُوعَ لِرُسُلِهِ مُتَمَاشِيًا مَعَ ٱلْقِيَمِ ٱلَّتِي سَادَتِ ٱلْمُجْتَمَعَ ٱلْيَهُودِيَّ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏ كَلَّا.‏ فَحَسْبَمَا يُوضِحُ اَلْقَامُوسُ ٱللَّاهُوتِيُّ لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ ‏(‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏:‏ «فِي كُلِّ تَعَامُلَاتِهِمْ [ٱلْيَهُودِ]،‏ كَانَتْ تَنْشَأُ دَوْمًا مُشْكِلَةُ مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ،‏ وَكَانَ مَنْحُ كُلِّ فَرْدٍ ٱلْإِكْرَامَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّهُ مَسْأَلَةً مُهِمَّةً جِدًّا يَتَمَحْوَرُ حَوْلَهَا ٱهْتِمَامُ ٱلْجَمِيعِ».‏ لِذلِكَ حَثَّ يَسُوعُ رُسُلَهُ أَنْ يَكُونُوا مُخْتَلِفِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ عُمُومًا.‏

٣ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ،‏ وَلِمَاذَا قَدْ نَسْتَصْعِبُ ذلِكَ أَحْيَانًا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ حَوْلَ تَنْمِيَةِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّصَرُّفِ كَأَصْغَرَ؟‏

٣ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «أَصْغَرَ» تُشِيرُ إِلَى شَخْصٍ «قَلِيلِ ٱلشَّأْنِ»،‏ «وَضِيعِ ٱلْمَنْزِلَةِ»،‏ «عَدِيمِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ»،‏ وَ «بِلَا قِيمَةٍ أَوْ تَأْثِيرٍ».‏ وَقَدْ أَتَى يَسُوعُ بِوَلَدٍ صَغِيرٍ وَٱسْتَخْدَمَ هذِهِ ٱلْكَلِمَةَ كَيْ يُوضِحَ لِرُسُلِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي لَهُمُ ٱلتَّحَلِّي بِٱلتَّوَاضُعِ وَٱلِٱحْتِشَامِ.‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يَتْبَعُوا حَضَّهُ هذَا.‏ لكِنَّنَا قَدْ نَسْتَصْعِبُ أَحْيَانًا أَنْ نَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ.‏ فَلَرُبَّمَا يَدْفَعُنَا مَيْلُنَا ٱلْبَشَرِيُّ إِلَى ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْبُرُوزِ وَلَفْتِ ٱلْأَنْظَارِ.‏ كَمَا أَنَّ جَوَّ ٱلتَّنَافُسِ ٱلسَّائِدَ وَرُوحَ ٱلْعَالَمِ قَدْ يُؤَثِّرَانِ فِينَا بِحَيْثُ نُصْبِحُ مُعْتَدِّينَ بِأَنْفُسِنَا،‏ مُشَاكِسِينَ،‏ وَمَيَّالِينَ إِلَى فَرْضِ آرَائِنَا.‏ فَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا أَنْ نُنْمِيَ رُوحَ ٱلتَّوَاضُعِ وَنَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ؟‏ بِأَيِّ مَعْنًى يَكُونُ ‹ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ بَيْنَنَا هُوَ ٱلْعَظِيمُ›؟‏ وَفِي أَيَّةِ مَجَالَاتٍ فِي ٱلْحَيَاةِ عَلَيْنَا أَنْ نَسْعَى لِنُعْرِبَ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ؟‏

‏«يَا لَعُمْقِ غِنَى ٱللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ!‏»‏

٤،‏ ٥ مَاذَا يَدْفَعُنَا إِلَى تَنْمِيَةِ ٱلتَّوَاضُعِ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

٤ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِنُنْمِيَ ٱلتَّوَاضُعَ هِيَ ٱلتَّأَمُّلُ فِي عَظَمَةِ يَهْوَهَ مُقَابِلَ صِغَرِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ فَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ «لَيْسَ لِفَهْمِهِ ٱسْتِقْصَاءٌ».‏ (‏اش ٤٠:‏٢٨‏)‏ وَقَدْ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مُعَلِّقًا عَلَى بَعْضِ أَوْجُهِ عَظَمَةِ يَهْوَهَ:‏ «يَا لَعُمْقِ غِنَى ٱللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ!‏ كَمْ أَحْكَامُهُ لَا تُسْتَقْصَى،‏ وَطُرُقُهُ لَا تُرْسَمُ!‏».‏ (‏رو ١١:‏٣٣‏)‏ وَلَا تَزَالُ كَلِمَاتُهُ هذِهِ ٱلَّتِي خَطَّهَا مُنْذُ حَوَالَيْ ٢٬٠٠٠ سَنَةٍ تَصِحُّ فِي أَيَّامِنَا،‏ رَغْمَ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي تَوَصَّلَ إِلَيْهَا ٱلْبَشَرُ مُذَّاكَ فِي مَجَالَاتٍ كَثِيرَةٍ.‏ فَمَهْمَا بَلَغَتْ بِنَا ٱلْمَعْرِفَةُ،‏ فَلَا يَزَالُ أَمَامَنَا ٱلْكَثِيرُ لِنَتَعَلَّمَهُ عَنْ يَهْوَهَ وَأَعْمَالِهِ وَطُرُقِهِ.‏ وَإِدْرَاكُ هذِهِ ٱلْحَقِيقَةِ يَدْفَعُنَا دُونَ شَكٍّ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ.‏

٥ خُذْ مَثَلًا لِيُو *‏،‏ ٱلَّذِي تَوَاضَعَ وَبَاتَ يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ بَعْدَمَا أَدْرَكَ أَنَّ طُرُقَ ٱللهِ بَعِيدَةٌ عَنِ ٱلِٱسْتِقْصَاءِ.‏ فَحِينَ كَانَ شَابًّا،‏ كَانَ لَدَيْهِ شَغَفٌ بِٱلْعُلُومِ.‏ وَإِذْ رَغِبَ أَنْ يَكْتَشِفَ أَسْرَارَ ٱلْكَوْنِ ٱلْمَادِّيِّ،‏ دَرَسَ ٱلْفِيزِيَاءَ ٱلْفَلَكِيَّةَ.‏ وَقَدْ جَعَلَهُ ذلِكَ يَتَوَصَّلُ إِلَى ٱسْتِنْتَاجٍ مُهِمٍّ.‏ يَقُولُ:‏ «تَبَيَّنَ لِي مِنْ خِلَالِ دِرَاسَتِي أَنَّ ٱلْبَشَرَ عَاجِزُونَ عَنْ فَهْمِ ٱلْكَوْنِ كَامِلًا بِٱلِٱتِّكَالِ فَقَطْ عَلَى ٱلنَّظَرِيَّاتِ ٱلْعِلْمِيَّةِ ٱلسَّائِدَةِ.‏ لِذَا تَحَوَّلْتُ إِلَى دَرْسِ ٱلْقَانُونِ».‏ وَهكَذَا،‏ صَارَ لِيُو مُدَّعِيًا عَامًّا،‏ وَلَاحِقًا قَاضِيًا.‏ وَبَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ دَرَسَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ،‏ ٱعْتَنَقَا ٱلْحَقَّ،‏ وَبَاتَا خَادِمَيْنِ مُنْتَذِرَيْنِ لِلهِ.‏ فَمَا ٱلَّذِي سَاعَدَ لِيُو أَنْ يَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ رَغْمَ خَلْفِيَّتِهِ؟‏ يُجِيبُ دُونَ تَرَدُّدٍ:‏ «لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَنَّهُ مَهْمَا تَعَلَّمْنَا عَنْ يَهْوَهَ وَٱلْكَوْنِ ٱلْفَسِيحِ،‏ فَلَا يَزَالُ أَمَامَنَا ٱلْكَثِيرُ لِنَكْتَشِفَهُ».‏

يُكْرِمُنَا يَهْوَهُ بِمَنْحِنَا ٱمْتِيَازَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ

٦،‏ ٧ ‏(‏أ)‏ أَيُّ مِثَالٍ رَائِعٍ فِي ٱلتَّوَاضُعِ يَرْسُمُهُ لَنَا يَهْوَهُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ‹يُعَظِّمُنَا› تَوَاضُعُ يَهْوَهَ؟‏

٦ وَثَمَّةَ عَامِلٌ آخَرُ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلتَّصَرُّفِ كَأَصْغَرَ،‏ وَهُوَ أَنَّ يَهْوَهَ نَفْسَهُ يُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ.‏ مَثَلًا،‏ تَأَمَّلْ فِي نَظْرَتِهِ إِلَيْنَا.‏ فَيَهْوَهُ ٱلَّذِي لَا يُضَاهِيهِ أَحَدٌ فِي ٱلْعَظَمَةِ يَمْنَحُنَا كَرَامَةً بِٱعْتِبَارِنَا ‹عَامِلِينَ مَعَهُ›.‏ (‏١ كو ٣:‏٩‏)‏ فَفِي حِينِ أَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي ٱلْبِذَارَ،‏ يُعْطِينَا ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلرَّفِيعَ أَنْ نَغْرِسَهُ وَنَسْقِيَهُ،‏ إِذْ نَكْرِزُ بِٱلْبِشَارَةِ مُسْتَخْدِمِينَ كَلِمَتَهُ،‏ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ (‏١ كو ٣:‏٦،‏ ٧‏)‏ أَفَلَيْسَ يَهْوَهُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ؟‏ أَلَا يَجِبُ أَنْ يَدْفَعَنَا مِثَالُهُ هذَا لِنَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ؟‏

٧ تَرَكَ مِثَالُ ٱللهِ فِي ٱلتَّوَاضُعِ أَبْلَغَ ٱلْأَثَرِ فِي دَاوُدَ.‏ فَرَنَّمَ قَائِلًا:‏ «تُعْطِينِي تُرْسَ خَلَاصِكَ،‏ وَتَوَاضُعُكَ يُعَظِّمُنِي».‏ (‏٢ صم ٢٢:‏٣٦‏)‏ لَقَدْ نَسَبَ دَاوُدُ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي نَالَهُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلَى تَوَاضُعِ يَهْوَهَ —‏ اِنْحِنَائِهِ،‏ أَوْ تَنَازُلِهِ،‏ لِيَلْتَفِتَ إِلَى خَادِمِهِ.‏ (‏مز ١١٣:‏٥-‏٧‏)‏ وَنَحْنُ أَيْضًا،‏ مَا مِنْ صِفَاتٍ أَوْ قُدُرَاتٍ أَوِ ٱمْتِيَازَاتٍ لَدَيْنَا ‹لَمْ نَنَلْهَا› مِنْ يَهْوَهَ.‏ (‏١ كو ٤:‏٧‏)‏ وَٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ يَكُونُ ‹عَظِيمًا› بِمَعْنَى أَنَّهُ يُصْبِحُ أَكْثَرَ فَعَّالِيَّةً كَخَادِمٍ لِيَهْوَهَ.‏ (‏لو ٩:‏٤٨‏)‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏

‏‹اَلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ هُوَ ٱلْعَظِيمُ›‏

٨ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلتَّوَاضُعُ فِي مَوْقِفِنَا مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ؟‏

٨ أَوَّلًا،‏ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُتَوَاضِعَ يَشْعُرُ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلرِّضَى ضِمْنَ هَيْئَةِ ٱللهِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ وَيَدْعَمُ تَرْتِيبَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ تَأَمَّلْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ فِي مَا حَدَثَ مَعَ پِتْرَا،‏ شَابَّةٍ تَرَبَّتْ فِي كَنَفِ عَائِلَةٍ مِنَ ٱلشُّهُودِ.‏ فَقَدِ ٱبْتَعَدَتْ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَجْرِيَ ٱلْأُمُورُ كَمَا تَرَاهُ مُنَاسِبًا.‏ لكِنَّهَا بَعْدَ سَنَوَاتٍ عَادَتْ وَٱنْضَمَّتْ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَهِيَ ٱلْيَوْمَ سَعِيدَةٌ فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ وَتَوَّاقَةٌ إِلَى دَعْمِ تَرْتِيبَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَمَا ٱلَّذِي غَيَّرَهَا؟‏ كَتَبَتْ تَقُولُ:‏ «كَيْ أَشْعُرَ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلرِّضَى ضِمْنَ هَيْئَةِ ٱللهِ،‏ وَجَبَ عَلَيَّ أَنْ أُنَمِّيَ صِفَتَيْنِ مُهِمَّتَيْنِ جِدًّا:‏ اَلتَّوَاضُعَ وَٱلِٱحْتِشَامَ».‏

٩ مَا هِيَ نَظْرَةُ ٱلشَّخْصِ ٱلْمُتَوَاضِعِ إِلَى ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ،‏ وَلِمَاذَا يَجْعَلُهُ ذلِكَ أَكْثَرَ فَعَّالِيَّةً؟‏

٩ ثَانِيًا،‏ يَمْلِكُ ٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ تَقْدِيرًا عَمِيقًا لِتَدَابِيرِ يَهْوَهَ،‏ بِمَا فِي ذلِكَ ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ.‏ لِذلِكَ يَجِدُّ فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيُطَالِعُ بِنَهَمٍ مَجَلَّتَيْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ!‏.‏ وَهُوَ،‏ كَسَائِرِ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءِ،‏ مُعْتَادٌ أَنْ يَقْرَأَ كُلَّ مَطْبُوعَةٍ جَدِيدَةٍ قَبْلَ أَنْ يَضَعَهَا عَلَى رَفِّ مَكْتَبَتِهِ.‏ وَإِعْرَابُهُ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلتَّوَاضُعِ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ يُسَاعِدُهُ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ بِإِمْكَانِ يَهْوَهَ أَنْ يَسْتَخْدِمَهُ عَلَى نَحْوٍ أَكْمَلَ فِي خِدْمَتِهِ.‏ —‏ عب ٥:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

١٠ كَيْفَ نَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

١٠ ثَالِثًا،‏ يُذْعِنُ ٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ لِلْمُعَيَّنِينَ بِتَوْجِيهٍ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِيَخْدُمُوا كَشُيُوخٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَهؤُلَاءِ يَضَعُونَ تَرْتِيبَاتٍ كَتِلْكَ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ،‏ وَٱلرِّعَايَةِ.‏ وَٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ يَدْعَمُ هذِهِ ٱلتَّرْتِيبَاتِ بِكُلِّ طِيبِ خَاطِرٍ،‏ مَا يُسَاهِمُ فِي تَعْزِيزِ ٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ عبرانيين ١٣:‏٧،‏ ١٧‏.‏‏)‏ وَيَحْسُنُ بِٱلشُّيُوخِ وَٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ أَيْضًا أَنْ يَتَّصِفُوا بِٱلتَّوَاضُعِ وَيُظْهِرُوا أَنَّهُمْ شَاكِرُونَ لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلَّذِي مَنَحَهُمْ إِيَّاهُ.‏

١١،‏ ١٢ أَيُّ مَوْقِفٍ يَجْعَلُنَا أَكْثَرَ فَعَّالِيَّةً فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١١ أَخِيرًا،‏ إِنَّ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ هُوَ ‹عَظِيمٌ›،‏ أَوْ أَكْثَرُ فَعَّالِيَّةً فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ،‏ لِأَنَّ تَوَاضُعَهُ يَجْعَلُ مِنْهُ شَخْصًا مُنْعِشًا وَمُفِيدًا لِلْآخَرِينَ.‏ وَقَدِ ٱضْطُرَّ يَسُوعُ أَنْ يَحُثَّ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَتَصَرَّفُوا كَأَصْغَرَ لِأَنَّ بَعْضًا مِنْهُمْ تَأَثَّرُوا بِٱلرُّوحِ ٱلَّتِي سَادَتْ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ آنَذَاكَ.‏ تُخْبِرُ لُوقَا ٩:‏٤٦‏:‏ «دَاخَلَهُمْ فِكْرٌ فِي مَنْ يَكُونُ أَعْظَمَهُمْ».‏ فَمَاذَا عَنَّا؟‏ هَلْ يُرَاوِدُنَا نَحْنُ أَيْضًا فِكْرٌ بِأَنَّنَا أَفْضَلُ مِنْ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ أَوْ أَسْمَى مِنَ ٱلنَّاسِ عُمُومًا؟‏ كَثِيرُونَ فِي ٱلْعَالَمِ حَوْلَنَا مُتَكَبِّرُونَ وَأَنَانِيُّونَ.‏ فَلْنَتَجَنَّبْ مَوْقِفَهُمْ هذَا وَنَتَصَرَّفْ بِتَوَاضُعٍ.‏ فَحِينَ نَفْعَلُ ذلِكَ وَنَضَعُ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا،‏ نَجْلُبُ ٱلِٱنْتِعَاشَ لِإِخْوَتِنَا.‏

١٢ إِنَّ حَضَّ يَسُوعَ يُقَوِّي تَصْمِيمَنَا أَنْ نَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ فِي كُلِّ مَجَالَاتِ ٱلْحَيَاةِ.‏ فَلْنَتَنَاوَلْ فِي مَا يَلِي ثَلَاثَةً مِنْهَا.‏

اِسْعَ لِتَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ

١٣،‏ ١٤ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَتَصَرَّفَ رَفِيقَا ٱلزَّوَاجِ كَأَصْغَرَ،‏ وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ ذلِكَ فِي زَوَاجِهِمَا؟‏

١٣ فِي زَوَاجِكَ.‏ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ يُصِرُّونَ عَلَى نَيْلِ حُقُوقِهِمْ حَتَّى لَوْ كَانَ ذلِكَ عَلَى حِسَابِ ٱلْآخَرِينَ.‏ لكِنَّ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ يَتَبَنَّى ٱلْمَوْقِفَ ٱلَّذِي شَجَّعَ عَلَيْهِ بُولُسُ حِينَ كَتَبَ:‏ «لِنَسْعَ .‏ .‏ .‏ فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ وَمَا هُوَ لِبُنْيَانِ بَعْضِنَا بَعْضًا».‏ (‏رو ١٤:‏١٩‏)‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ يَسْعَى لِيَبْنِيَ عَلَاقَاتٍ سِلْمِيَّةً مَعَ ٱلْجَمِيعِ،‏ وَخُصُوصًا مَعَ رَفِيقِ زَوَاجِهِ.‏

١٤ خُذْ مَثَلًا مَسْأَلَةَ ٱلِٱسْتِجْمَامِ.‏ فَقَدْ يَكُونُ لِكُلٍّ مِنَ ٱلزَّوْجَيْنِ تَفْضِيلَاتُهُ ٱلشَّخْصِيَّةُ.‏ فَلَعَلَّ ٱلزَّوْجَ يُفَضِّلُ أَنْ يُطَالِعَ كِتَابًا وَهُوَ مُسْتَرْخٍ فِي ٱلْبَيْتِ،‏ فِي حِينِ قَدْ تَرْغَبُ زَوْجَتُهُ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى ٱلْمَطَاعِمِ أَوْ تَزُورَ ٱلْأَصْدِقَاءَ.‏ فِي حَالَاتٍ كَهذِهِ،‏ يَكُونُ أَسْهَلَ عَلَى ٱلزَّوْجَةِ أَنْ تَحْتَرِمَ زَوْجَهَا إِذَا تَوَاضَعَ وَأَخَذَ رَغَبَاتِهَا بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ،‏ عِوَضَ أَنْ يُرَكِّزَ عَلَى تَفْضِيلَاتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ مَحَبَّةَ ٱلزَّوْجِ لِزَوْجَتِهِ وَتَقْدِيرَهُ لَهَا سَيَعْمُقَانِ إِنْ كَانَتْ لَا تُصِرُّ دَائِمًا عَلَى مَا تُرِيدُ،‏ بَلْ تَهْتَمُّ بِمَشَاعِرِهِ وَتَفْضِيلَاتِهِ.‏ وَهكَذَا،‏ حِينَ يَتَصَرَّفَانِ كِلَاهُمَا كَأَصْغَرَ يُسَاهِمَانِ فِي تَقْوِيَةِ رِبَاطِ زَوَاجِهِمَا.‏ —‏ اِقْرَأْ فيلبي ٢:‏١-‏٤‏.‏

١٥،‏ ١٦ أَيُّ مَوْقِفٍ يُوصِي بِهِ دُاوُدُ فِي مَزْمُور ١٣١‏،‏ وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُؤَثِّرَ ذلِكَ فِي تَصَرُّفَاتِنَا دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

١٥ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ كَثِيرُونَ فِي ٱلْعَالَمِ يَرْغَبُونَ فِي إِشْبَاعِ رَغَبَاتِهِمْ عَلَى ٱلْفَوْرِ.‏ فَلَا طَاقَةَ لَهُمْ عَلَى ٱلصَّبْرِ وَٱلِٱنْتِظَارِ.‏ أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا،‏ فَتَنْمِيَةُ ٱلتَّوَاضُعِ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱنْتِظَارِ يَهْوَهَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ مزمور ١٣١:‏١-‏٣‏.‏‏)‏ وَيَنْجُمُ عَنْ ذلِكَ بَرَكَاتٌ جَزِيلَةٌ،‏ مِنْهَا ٱلشُّعُورُ بِٱلْأَمَانِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ وَنَيْلُ ٱلتَّعْزِيَةِ.‏ فَلَا عَجَبَ أَنْ يُشَجِّعَ دَاوُدُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى ٱنْتِظَارِ يَهْوَهَ بِصَبْرٍ!‏

١٦ عَلَى غِرَارِ دَاوُدَ،‏ يُمْكِنُكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَنَالَ ٱلتَّعْزِيَةَ إِذَا ٱنْتَظَرْتَ يَهْوَهَ بِتَوَاضُعٍ.‏ (‏مزمور ٤٢:‏٥‏)‏ فَلَرُبَّمَا ‹تَبْتَغِي أَنْ تَكُونَ نَاظِرًا› وَبِذلِكَ،‏ ‹تَشْتَهِي عَمَلًا حَسَنًا›.‏ (‏١ تي ٣:‏١-‏٧‏)‏ طَبْعًا،‏ عَلَيْكَ أَوَّلًا أَنْ تَبْذُلَ مَا فِي وِسْعِكَ كَيْ تَبْلُغَ بِمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱللَّازِمَةَ لِتَكُونَ نَاظِرًا.‏ وَلكِنْ مَاذَا لَوْ طَالَ ٱنْتِظَارُكَ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِكَ كَيْ تَتَحَقَّقَ رَغْبَتُكَ؟‏ إِنَّ مَنْ يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ،‏ مُنْتَظِرًا بِصَبْرٍ نَيْلَ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ يَسْتَمِرُّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ وَيُسَرُّ بِكُلِّ تَعْيِينٍ يُعْطَى لَهُ.‏

١٧،‏ ١٨ ‏(‏أ)‏ مَا فَائِدَةُ مُسَامَحَةِ ٱلْآخَرِينَ وَطَلَبِ ٱلْغُفْرَانِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مَسْلَكٍ تُوصِي بِهِ أَمْثَال ٦:‏١-‏٥‏؟‏

١٧ فِي عَلَاقَتِكَ بِٱلْآخَرِينَ‏.‏ يَصْعُبُ عَلَى مُعْظَمِ ٱلنَّاسِ ٱلِٱعْتِذَارُ.‏ لكِنَّ خَادِمَ ٱللهِ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ يَعْتَرِفُ بِأَخْطَائِهِ وَيَطْلُبُ ٱلْغُفْرَانَ.‏ كَمَا أَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَغْفِرَ لِلْآخَرِينَ زَلَّاتِهِمْ.‏ فَٱلْمُسَامَحَةُ تُعَزِّزُ ٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْكِبْرِيَاءَ تَزْرَعُ فِيهَا ٱلِٱنْقِسَامَاتِ وَٱلنِّزَاعَاتِ.‏

١٨ أَيْضًا،‏ فِي حَالِ أَبْرَمَ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱتِّفَاقِيَّةً مَا وَلَمْ يُنَفِّذْهَا لِأَسْبَابٍ قَاهِرَةٍ،‏ يَكُونُ ٱلِٱعْتِذَارُ ٱلصَّادِقُ خُطْوَةً مُهِمَّةً لِلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ.‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ يُرَكِّزُ عَلَى أَخْطَائِهِ وَيَكُونُ مُسْتَعِدًّا لِلِٱعْتِرَافِ بِهَا،‏ حَتَّى لَوْ كَانَ ٱلطَّرَفُ ٱلْآخَرُ مَلُومًا مِنْ نَوَاحٍ مُعَيَّنَةٍ.‏ —‏ اِقْرَأْ امثال ٦:‏١-‏٥‏.‏

أَيَّةُ فُرَصٍ لَدَيْكَ لِتَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ؟‏

١٩ لِمَاذَا نُقَدِّرُ حَثَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ نَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ؟‏

١٩ كَمْ نُقَدِّرُ كَلِمَاتِ ٱلتَّشْجِيعِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي تَحُثُّنَا عَلَى ٱلتَّصَرُّفِ كَأَصْغَرَ!‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا قَدْ نَسْتَصْعِبُ أَحْيَانًا ٱلِٱتِّصَافَ بِٱلتَّوَاضُعِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي عَظَمَةِ يَهْوَهَ مُقَابِلَ صِغَرِ ٱلْإِنْسَانِ وَفِي ٱلتَّوَاضُعِ ٱلَّذِي يُعْرِبُ عَنْهُ يُسَاعِدُنَا عَلَى تَنْمِيَةِ هذِهِ ٱلصِّفَةِ ٱلرَّائِعَةِ.‏ فَلْيَسْعَ كُلٌّ مِنَّا إِلَى ٱلتَّصَرُّفِ كَأَصْغَرَ كَيْ نُصْبِحَ أَكْثَرَ فَعَّالِيَّةً كَخُدَّامٍ لِيَهْوَهَ.‏

^ ‎الفقرة 5‏ جَرَى تَغْيِيرُ ٱلِٱسْمَيْنِ.‏