هلَّا تستفيد من التباينات
ألا توافق ان يسوع هو اعظم معلِّم عاش على الاطلاق؟ ولعلك تحاول ان تقتدي ببعض الطرائق التي علَّم بها، مثل استعماله للاسئلة والامثال. ولكن، هل فكرت يوما انه غالبا ما استخدم التباينات في تعليمه؟
لا ريب انك، مثل كثيرين غيرك، تستخدم التباينات في حديثك. وكثيرا ما تتفوه بها دون التفكير فيها مسبقا. فقد تقول مثلا: «قالوا ان جميع الفواكه ناضجة، لكن هذه لا تزال فجة»، او «كانت في ما مضى فتاة خجولة، غير انها اصبحت الآن جريئة».
في حالات كهذه، تدلي اولا بالفكرة، ومن ثم تستهل التباين باستخدام كلمات مثل لكن، بل، امَّا، او بالمقابل. بعد ذلك، تزيد على الجملة معلومة تناقض الفكرة الاولى. وحين تتكلم بهذه الطريقة، يكون كلامك طبيعيا ويساعد غيرك على فهم ما تريد قوله.
حتى لو كانت التباينات غير مألوفة في بعض اللغات والحضارات، يحسن بنا ان نعرف اهميتها. لماذا؟ لأننا نجد الكثير منها في كلمة الله الموحى بها. وقد استعملها يسوع مرارا وتكرارا في حديثه. نعد منها: «لا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال، بل على المنارة». «ما جئت لأنقض [الشريعة]، بل لأتمم». «سمعتم انه قيل: ‹لا تزن›. أما انا فأقول لكم ان كل من يداوم على النظر الى امرأة . . .». و «سمعتم انه قيل: ‹عين بعين وسن بسن›. أما انا فأقول لكم: لا تقاوموا الشرير، بل من لطمك على خدك الايمن، فأدر له الآخر ايضا». — مت ٥:
وثمة تباينات مشابهة في اسفار اخرى من الكتاب المقدس. وهي تساعدك ان تفهم نقطة او تسلط الضوء على طريقة افضل لصنع امر ما. فإذا كنت والدا، فتأمل في هذا التباين: «انتم ايها الآباء، لا تغضبوا اولادكم، بل ربوهم دائما في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري». (اف ٦:٤) لو ان الرسول بولس اكتفى بالقول ان الاب (او الام) يجب ان يربي ولده في تأديب الله، لكان ذلك قولا حكيما وصحيحا. بيد ان الفكرة برزت بأكثر وضوح باستخدام التباين: «لا تغضبوا اولادكم، بل ربوهم دائما في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري».
ولاحقا في الاصحاح ذاته، كتب بولس: «مصارعتنا ليست ضد دم ولحم، بل ضد . . . القوى الروحية الشريرة في الاماكن السماوية». (اف ٦:١٢) ويساعدك هذا التباين على الارجح ان تدرك انك لا تخوض حربا ضد بشر، بل حربا ضارية ضد القوى الروحية الشريرة.
استفد من التباينات
في السفر عينه، اي افسس، تجد العديد من النصوص الاخرى التي استخدم فيها بولس التباينات. والتفكير في هذه التباينات يمكن ان يساعدنا ان نفهم فكرة بولس ويوضح لنا اكثر ما يجب فعله.
وستجد انه من الممتع والمفيد التأمل في الاطار المرفق بهذه المقالة الذي يحتوي على بعض التباينات الموجودة في افسس الاصحاحين ٤ و ٥. وفيما تقرأ كل تباين، فكِّر في حياتك الخاصة. اسأل نفسك: ‹ما هو موقفي؟ كيف اتصرف في هذا الظرف او في ظرف مشابه؟ وأي جزء من التباين يرى الناس انه ينطبق عليَّ؟›. وإذا وجدت ان هناك تباينا يظهر مجالا في حياتك انت بحاجة ان تعمل عليه، فحاول ان تطبق ما تعلمته. دع هذا التباين يساعدك.
او يمكنك ان تستعمل الاطار كجزء من عبادتك العائلية. فيمكن ان يقرأ كل اعضاء عائلتك التباينات. ثم يذكر احدكم الجزء الاول من التباين ويسمح للباقين ان يحاولوا تذكر النقطة الرئيسية الموجودة في الجزء الثاني منه. وهذا يقود الى مناقشة عائلية ممتعة حول كيفية تطبيق الجزء الثاني بشكل افضل. نعم، ان فحص تباينات كهذه يساعد الكبار والصغار على السواء ان يتبعوا المسلك المسيحي داخل العائلة وخارجها.
عندما تزداد معرفتك لماهية التباينات وأهميتها، قد تتمكن من تمييزها اكثر في الكتاب المقدس وقد تجد انها مساعِدة جدا في الخدمة المسيحية. على سبيل المثال، بمقدورك ان تقول لصاحب البيت: «يقول كثيرون ان كل انسان لديه نفس خالدة، ولكن لاحظ ما تقوله كلمة الله هنا». او يمكنك ان تسأل تلميذ الكتاب المقدس: «كثيرون في منطقتنا يؤمنون ان الله ويسوع شخص واحد. ولكن ماذا تعلمنا عن هذا الموضوع في الكتاب المقدس؟ وبمَ تؤمن انت؟».
نعم، تعطينا الاسفار المقدسة الكثير من التباينات التعليمية التي تساعدنا ان نسلك في طريق الله. وبإمكاننا ان نستخدم التباينات لنساعد الآخرين ان يعرفوا حقائق الكتاب المقدس.