استخلص دروسا من صلاة غنية بالمعاني
«لِيُبَارِكُوا ٱسْمَكَ ٱلْمَجِيدَ». — نح ٩:٥.
١ أَيُّ تَجَمُّعٍ لِشَعْبِ ٱللهِ سَنَتَعَلَّمُ عَنْهُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، وَأَيُّ سُؤَالَيْنِ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهِمَا أَثْنَاءَ ٱلْمُنَاقَشَةِ؟
«قُومُوا بَارِكُوا يَهْوَهَ إِلٰهَكُمْ مِنَ ٱلدَّهْرِ وَإِلَى ٱلدَّهْرِ». بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْحَمَاسِيَّةِ، جُمِعَ شَعْبُ ٱللهِ قَدِيمًا لِيُقَدِّمُوا صَلَاةً تُعَدُّ مِنْ أَطْوَلِ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (نح ٩:
شَهْرٌ خُصُوصِيٌّ
٢ أَيُّ مِثَالٍ حَسَنٍ رَسَمَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لَنَا أَثْنَاءَ تَجَمُّعِهِمْ بَعْدَ إِعَادَةِ بِنَاءِ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ؟
٢ قَبْلَ شَهْرٍ مِنَ ٱلتَّجَمُّعِ ٱلْمَذْكُورِ آنِفًا، أَكْمَلَ ٱلْيَهُودُ إِعَادَةَ بِنَاءِ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ. (نح ٦:١٥) وَقَدْ أَنْجَزَ شَعْبُ ٱللهِ هٰذَا ٱلْعَمَلَ فِي ٥٢ يَوْمًا فَقَطْ، ثُمَّ شَرَعُوا يُرَكِّزُونَ عَلَى حَاجَاتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةِ. لِذٰلِكَ، ٱجْتَمَعُوا فِي ٱلسَّاحَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلْجَدِيدِ تِشْرِي لِيَسْتَمِعُوا إِلَى عَزْرَا وَلَاوِيِّينَ آخَرِينَ وَهُمْ يَقْرَأُونَ بِصَوْتٍ عَالٍ شَرِيعَةَ ٱللهِ وَيَشْرَحُونَهَا. وَوَقَفَتْ عَائِلَاتٌ بِكَامِلِهَا، بِمَنْ فِيهِمْ «كُلُّ ذِي فَهْمٍ»، لِسَمَاعِ ٱلشَّرِيعَةِ «مِنَ ٱلْفَجْرِ إِلَى نِصْفِ ٱلنَّهَارِ». فَيَا لَلْمِثَالِ ٱلْحَسَنِ ٱلَّذِي رَسَمُوهُ لَنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ! فَرَغْمَ أَنَّنَا قَدْ نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ فِي قَاعَاتِ مَلَكُوتٍ مُرِيحَةٍ، إِلَّا أَنَّ فِكْرَنَا يَشْرُدُ أَحْيَانًا بِحَيْثُ نُفَكِّرُ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْأَقَلِّ أَهَمِّيَّةً. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مِثَالِ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْقُدَمَاءِ ٱلَّذِينَ أَصْغَوْا بِٱنْتِبَاهٍ، وَتَأَثَّرُوا بِمَا سَمِعُوهُ لِدَرَجَةِ أَنَّهُمْ بَدَأُوا يَبْكُونَ عَلَى فَشَلِهِمْ كَأُمَّةٍ فِي إِطَاعَةِ شَرِيعَةِ ٱللهِ. — نح ٨:
٣ أَيُّ إِرْشَادٍ أَطَاعَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ؟
٣ غَيْرَ أَنَّ هٰذَا لَمْ يَكُنِ ٱلْوَقْتَ لِيَعْتَرِفُوا بِخَطَايَاهُمْ عَلَانِيَةً. فَبِمَا أَنَّ هٰذَا ٱلْيَوْمَ كَانَ عِيدًا، وَجَبَ أَنْ يَكُونَ وَقْتَ فَرَحٍ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ. (عد ٢٩:١) لِذَا، قَالَ نَحَمْيَا لِلشَّعْبِ: «اِذْهَبُوا كُلُوا ٱلسَّمَائِنَ وَٱشْرَبُوا ٱلْحُلْوَ، وَأَرْسِلُوا حِصَصًا لِمَنْ لَمْ يُهَيَّأْ لَهُ، لِأَنَّ هٰذَا ٱلْيَوْمَ مُقَدَّسٌ لِرَبِّنَا، وَلَا تَحْزَنُوا لِأَنَّ فَرَحَ يَهْوَهَ هُوَ حِصْنُكُمْ». فَأَطَاعَ ٱلشَّعْبُ مَا طُلِبَ مِنْهُمْ وَعَمَّ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ ‹فَرَحٌ عَظِيمٌ›. — نح ٨:
٤ مَاذَا فَعَلَ رُؤَسَاءُ ٱلْعَائِلَاتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ، وَأَيُّ أَمْرٍ قَامَ بِهِ ٱللَّاوِيُّونَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ عِيدِ ٱلْمَظَالِّ؟
٤ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّانِي، ٱجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ ٱلْعَائِلَاتِ لَيَرَوْا كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأُمَّةِ أَنْ تَلْتَصِقَ أَكْثَرَ بِشَرِيعَةِ ٱللهِ. وَأَثْنَاءَ دَرْسِهِمْ لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَجَدُوا أَنَّهُ يَجِبُ ٱلِٱحْتِفَالُ بِعِيدِ ٱلْمَظَالِّ ٱلَّذِي يُخْتَتَمُ بِمَحْفِلٍ مُقَدَّسٍ مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلْـ ١٥ إِلَى ٱلـ ٢٢ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ تِشْرِي. فَأَخَذُوا يَقُومُونَ بِٱلتَّحْضِيرَاتِ. فَكَانَ هٰذَا أَنْجَحَ ٱحْتِفَالٍ بِعِيدِ ٱلْمَظَالِّ مُنْذُ أَيَّامِ يَشُوعَ وَنَتَجَ عَنْهُ «فَرَحٌ عَظِيمٌ جِدًّا». وَأَحَدُ ٱلْأَوْجُهِ ٱلْمُهِمَّةِ لِهٰذَا ٱلْعِيدِ كَانَ قِرَاءَةَ شَرِيعَةِ ٱللهِ أَمَامَ ٱلشَّعْبِ «يَوْمًا فَيَوْمًا، مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ». — نح ٨:
يَوْمُ ٱعْتِرَافٍ بِٱلْخَطَايَا
٥ مَاذَا فَعَلَ شَعْبُ ٱللهِ قَبْلَمَا مَثَّلَهُمُ ٱللَّاوِيُّونَ فِي ٱلصَّلَاةِ؟
٥ بَعْدَ يَوْمَيْنِ، بَاتَ ٱلْوَقْتُ مُنَاسِبًا لِيَقُومَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِٱعْتِرَافٍ عَلَنِيٍّ بِفَشَلِهِمْ فِي تَطْبِيقِ شَرِيعَةِ ٱللهِ. فَهٰذَا لَمْ يَكُنْ يَوْمًا لِإِقَامَةِ ٱلِٱحْتِفَالَاتِ. عِوَضَ ذٰلِكَ، صَامَ شَعْبُ ٱللهِ وَلَبِسُوا ٱلْمُسُوحَ عَلَامَةً عَلَى حُزْنِهِمْ. ثُمَّ قُرِئَتْ شَرِيعَةُ ٱللهِ مُجَدَّدًا أَمَامَ ٱلشَّعْبِ لِنَحْوِ ثَلَاثِ سَاعَاتٍ فِي ٱلصَّبَاحِ. وَبَعْدَ ٱلظُّهْرِ، «كَانُوا يَعْتَرِفُونَ وَيَسْجُدُونَ لِيَهْوَهَ إِلٰهِهِمْ». بَعْدَ ذٰلِكَ، مَثَّلَ ٱللَّاوِيُّونَ ٱلشَّعْبَ فِي صَلَاتِهِمِ ٱلْغَنِيَّةِ بِٱلْمَعَانِي. — نح ٩:
٦ مَا ٱلَّذِي سَاعَدَ ٱللَّاوِيِّينَ أَنْ يُقَدِّمُوا صَلَاةً غَنِيَّةً بِٱلْمَعَانِي، وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ ذٰلِكَ؟
٦ لَا شَكَّ أَنَّ قِرَاءَةَ ٱللَّاوِيِّينَ ٱلْمُتَكَرِّرَةَ لِشَرِيعَةِ ٱللهِ سَاعَدَتْهُمْ أَنْ يُقَدِّمُوا هٰذِهِ ٱلصَّلَاةَ ٱلْغَنِيَّةَ بِٱلْمَعَانِي. فَٱلْأَعْدَادُ ٱلْعَشَرَةُ ٱلْأُولَى تُرَكِّزُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ عَلَى أَعْمَالِ يَهْوَهَ وَصِفَاتِهِ. وَمَا تَبَقَّى مِنَ ٱلصَّلَاةِ يُسَلِّطُ نح ٩:
٧ مَاذَا سَأَلَ ٱللَّاوِيُّونَ ٱللهَ، وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذٰلِكَ؟
٧ لَا تَحْتَوِي صَلَاةُ ٱللَّاوِيِّينَ إِلَّا طَلَبًا بَسِيطًا وَاحِدًا. وَهُوَ مَوْجُودٌ فِي ٱلْجُزْءِ ٱلثَّانِي مِنَ ٱلْعَدَدِ ٣٢ ٱلَّذِي يَقُولُ: «اَلْآنَ يَا إِلٰهَنَا، ٱلْإِلٰهَ ٱلْعَظِيمَ ٱلْجَبَّارَ ٱلْمَخُوفَ، حَافِظَ ٱلْعَهْدِ وَٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ، لَا تَصْغُرْ أَمَامَكَ كُلُّ هٰذِهِ ٱلْمَشَقَّةِ ٱلَّتِي أَصَابَتْنَا نَحْنُ وَمُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَكَهَنَتَنَا وَأَنْبِيَاءَنَا وَآبَاءَنَا، وَكُلَّ شَعْبِكَ مِنْ أَيَّامِ مُلُوكِ أَشُّورَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ». وَهٰكَذَا، رَسَمَ ٱللَّاوِيُّونَ مِثَالًا جَيِّدًا لَنَا. فَيَنْبَغِي أَنْ نُسَبِّحَ يَهْوَهَ وَنَشْكُرَهُ فِي بِدَايَةِ صَلَاتِنَا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ طَلَبَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةَ.
تَسْبِيحُ ٱسْمِ ٱللهِ ٱلْمَجِيدِ
٨، ٩ (أ) بِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ مُتَوَاضِعَةٍ ٱسْتَهَلَّ ٱللَّاوِيُّونَ صَلَاتَهُمْ؟ (ب) إِلَى أَيِّ نَوْعَيْنِ مِنَ ٱلْجُيُوشِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ أَشَارَ ٱللَّاوِيُّونَ عَلَى مَا يَظْهَرُ؟
٨ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ أَنَّ ٱللَّاوِيِّينَ قَدَّمُوا صَلَاةً جَمِيلَةً، إِلَّا أَنَّهُمْ كَانُوا مُتَوَاضِعِينَ وَشَعَرُوا أَنَّ كَلِمَاتِهِمْ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُعَبِّرَ كَامِلًا عَنِ ٱلتَّسْبِيحِ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّهُ يَهْوَهُ فِعْلًا. لذٰلِكَ، ٱسْتَهَلُّوا صَلَاتَهُمْ بِمُنَاشَدَةٍ مُتَوَاضِعَةٍ تَتَعَلَّقُ بِشَعْبِ ٱللهِ: «لِيُبَارِكُوا ٱسْمَكَ ٱلْمَجِيدَ ٱلْمُتَعَالِيَ عَلَى كُلِّ بَرَكَةٍ وَتَسْبِيحٍ». — نح ٩:٥.
٩ وَتُتَابِعُ ٱلصَّلَاةُ: «أَنْتَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ. أَنْتَ صَنَعْتَ ٱلسَّمٰوَاتِ، وَسَمَاءَ ٱلسَّمٰوَاتِ، وَكُلَّ جُنْدِهَا، وَٱلْأَرْضَ وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا، وَٱلْبِحَارَ وَكُلَّ مَا فِيهَا. أَنْتَ تُحْيِيهَا كُلَّهَا. وَجُنْدُ ٱلسَّمٰوَاتِ يَسْجُدُ لَكَ». (نح ٩:٦) نَعَمْ، خَلَقَ يَهْوَهُ ٱللهُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا، أَيْ أَعْدَادًا لَا تُحْصَى مِنَ ٱلْمَجَرَّاتِ ٱلَّتِي تَضُمُّ بَلَايِينَ ٱلنُّجُومِ. وَمَا لَا يَقِلُّ رَوْعَةً عَنْ هٰذِهِ ٱلْمَجَرَّاتِ هُوَ مَا خَلَقَهُ عَلَى كَوْكَبِنَا ٱلْجَمِيلِ ٱلَّذِي يَتَمَكَّنُ مِنْ إِيوَاءِ أَجْنَاسٍ مُتَنَوِّعَةٍ مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ — مَخْلُوقَاتٍ تَتَكَاثَرُ بِحَسَبِ جِنْسِهَا. وَتَأْتِي ٱلصَّلَاةُ أَيْضًا عَلَى ذِكْرِ نَوْعٍ آخَرَ مِنَ ٱلْجُنْدِ. فَهِيَ تَصِفُ مَلَائِكَةَ ٱللهِ بِأَنَّهُمْ «جُنْدُ ٱلسَّمٰوَاتِ». (١ مل ٢٢:١٩؛ اي ٣٨:
١٠ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ تَعَامُلَاتِ ٱللهِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ؟
تك ١٧:
تَعْدَادُ أَعْمَالِ يَهْوَهَ
١١، ١٢ مَاذَا يَعْنِي ٱسْمُ ٱللهِ، وَكَيْفَ تَبَرْهَنَ مَعْنَاهُ مِنْ خِلَالِ تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ؟
١١ يَعْنِي ٱلِٱسْمُ يَهْوَهُ «يُصَيِّرُ»، مَا يَدُلُّ أَنَّ ٱللهَ يُحَقِّقُ وُعُودَهُ بِٱتِّخَاذِ إِجْرَاءَاتٍ تَدْرِيجِيَّةٍ. وَقَدْ تَبَرْهَنَ هٰذَا ٱلْأَمْرُ فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ حِينَ كَانُوا مُسْتَعْبَدِينَ فِي مِصْرَ. فَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، بَدَا مُسْتَحِيلًا أَنْ تَتَحَرَّرَ ٱلْأُمَّةُ بِكَامِلِهَا وَتَسْتَقِرَّ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. لٰكِنَّ ٱللهَ حَقَّقَ وَعْدَهُ بِٱتِّخَاذِ سِلْسِلَةٍ مِنَ ٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلتَّدْرِيجِيَّةِ، مُثْبِتًا أَنَّهُ جَدِيرٌ بِحَمْلِ ٱسْمِهِ ٱلْفَرِيدِ وَٱلْمَجِيدِ.
١٢ تَذْكُرُ ٱلصَّلَاةُ ٱلَّتِي سَجَّلَهَا نَحَمْيَا عَنْ يَهْوَهَ: «رَأَيْتَ مَشَقَّةَ آبَائِنَا فِي مِصْرَ وَسَمِعْتَ صُرَاخَهُمْ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ. وَأَعْطَيْتَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى جَمِيعِ خُدَّامِهِ وَعَلَى جَمِيعِ شَعْبِ أَرْضِهِ، لِأَنَّكَ عَرَفْتَ أَنَّهُمْ عَامَلُوهُمْ بِٱجْتِرَاءٍ، وَصَنَعْتَ ٱسْمًا لِنَفْسِكَ كَمَا فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ. وَشَقَقْتَ ٱلْبَحْرَ أَمَامَهُمْ فَعَبَرُوا فِي وَسَطِ ٱلْبَحْرِ عَلَى ٱلْيَابِسَةِ، وَطَرَحْتَ مُطَارِدِيهِمْ فِي ٱلْأَعْمَاقِ كَحَجَرٍ فِي مِيَاهٍ قَوِيَّةٍ». ثُمَّ تَتَحَدَّثُ ٱلصَّلَاةُ عَنِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ ٱلَّتِي قَامَ بِهَا يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ: «أَخْضَعْتَ أَمَامَهُمْ سُكَّانَ ٱلْأَرْضِ، ٱلْكَنْعَانِيِّينَ . . . وَٱسْتَوْلَوْا عَلَى مُدُنٍ حَصِينَةٍ وَأَرْضٍ خِصْبَةٍ وَٱمْتَلَكُوا بُيُوتًا مَلْآنَةً كُلَّ خَيْرٍ وَأَجْبَابًا مَحْفُورَةً وَكُرُومًا وَبَسَاتِينَ زَيْتُونٍ وَأَشْجَارًا مُثْمِرَةً بِكَثْرَةٍ، وَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وَسَمِنُوا وَتَنَعَّمُوا بِصَلَاحِكَ ٱلْعَظِيمِ». — نح ٩:
١٣ كَيْفَ سَدَّ يَهْوَهُ حَاجَاتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلرُّوحِيَّةَ، وَلٰكِنْ كَيْفَ كَانَ تَجَاوُبُ ٱلشَّعْبِ؟
١٣ وَثَمَّةَ إِجْرَاءَاتٌ تَدْرِيجِيَّةٌ عَدِيدَةٌ أُخْرَى ٱتَّخَذَهَا ٱللهُ كَيْ يُتَمِّمَ قَصْدَهُ. مَثَلًا، بُعَيْدَ مُغَادَرَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَرْضَ مِصْرَ، سَدَّ يَهْوَهُ حَاجَاتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةَ. يَتَذَكَّرُ ٱللَّاوِيُّونَ فِي صَلَاتِهِمْ: «نَزَلْتَ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ وَكَلَّمْتَهُمْ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَعْطَيْتَهُمْ أَحْكَامًا مُسْتَقِيمَةً وَشَرَائِعَ حَقٍّ، وَفَرَائِضَ وَوَصَايَا صَالِحَةً». (نح ٩:١٣) فَقَدْ حَاوَلَ يَهْوَهُ أَنْ يُعَلِّمَ شَعْبَهُ كَيْ يَكُونُوا أَهْلًا لِحَمْلِ ٱسْمِهِ ٱلْقُدُّوسِ بِصِفَتِهِمْ وَارِثِينَ لِأَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. لٰكِنَّهُمْ تَخَلَّوْا عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلْقَيِّمَةِ ٱلَّتِي تَعَلَّمُوهَا. — اقرأ نحميا ٩:
اَلْحَاجَةُ إِلَى ٱلتَّأْدِيبِ
١٤، ١٥ (أ) كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ ٱلرَّحْمَةَ لِشَعْبِهِ ٱلْخَاطِئِ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ تَعَامُلَاتِ ٱللهِ مَعَ أُمَّتِهِ ٱلْمُخْتَارَةِ؟
١٤ تُشِيرُ صَلَاةُ ٱللَّاوِيِّينَ إِلَى خَطِيَّتَيْنِ ٱرْتَكَبَهُمَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بُعَيْدَ أَنْ قَطَعُوا عَهْدًا عِنْدَ جَبَلِ سِينَاءَ أَنْ يَحْفَظُوا شَرِيعَةَ ٱللهِ. لِذٰلِكَ، كَانُوا نح ٩:
١٥ مَعَ ٱلْأَسَفِ، بَعْدَمَا وَرِثَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ، تَبَنَّوْا عِبَادَةَ آلِهَةِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلْمُتَّسِمَةَ بِٱلْوَحْشِيَّةِ وَٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ. فَسَمَحَ يَهْوَهُ لِلْأُمَمِ ٱلْمُجَاوِرَةِ أَنْ تُضَايِقَ أُمَّتَهُ ٱلْمُخْتَارَةَ. وَلٰكِنْ عِنْدَمَا أَعْرَبُوا عَنِ ٱلتَّوْبَةِ، رَحِمَهُمْ يَهْوَهُ وَسَامَحَهُمْ، مُخَلِّصًا إِيَّاهُمْ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِهِمْ. وَقَدْ حَصَلَ هٰذَا ٱلْأَمْرُ «مَرَّاتٍ كَثِيرَةً». (اقرأ نحميا ٩:
١٦، ١٧ (أ) كَيْفَ ٱخْتَلَفَ وَضْعُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بَعْدَ ٱلسَّبْيِ عَنْ وَضْعِ آبَائِهِمْ أَوَّلَ مَا وَرِثُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ؟ (ب) مَاذَا ٱعْتَرَفَ ٱللَّاوِيُّونَ، وَأَيُّ وَعْدٍ قَطَعُوهُ؟
١٦ حَتَّى بَعْدَ عَوْدَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلسَّبْيِ، سَقَطُوا مُجَدَّدًا فِي نَمُوذَجٍ مِنَ ٱلْعِصْيَانِ. وَكَيْفَ ٱخْتَلَفَ وَضْعُهُمْ عَمَّا كَانَ قَبْلَ ٱلسَّبْيِ؟ يُتَابِعُ ٱللَّاوِيُّونَ صَلَاتَهُمْ: «هَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ عَبِيدٌ، وَٱلْأَرْضُ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَ لآِبَائِنَا لِيَأْكُلُوا ثَمَرَهَا وَخَيْرَاتِهَا، هَا نَحْنُ عَبِيدٌ عَلَيْهَا. وَغَلَّاتُهَا تَكْثُرُ لِلْمُلُوكِ ٱلَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ عَلَيْنَا بِسَبَبِ خَطَايَانَا . . . وَنَحْنُ فِي شِدَّةٍ عَظِيمَةٍ». — نح ٩:
١٧ فَهَلْ لَمَّحَ ٱللَّاوِيُّونَ أَنَّ ٱللهَ ظِالِمٌ لِأَنَّهُ سَمَحَ بِهٰذِهِ ٱلشِّدَّةِ؟ قَطْعًا لَا! فَقَدِ ٱعْتَرَفُوا: «أَنْتَ بَارٌّ فِي كُلِّ مَا أَتَى عَلَيْنَا، لِأَنَّكَ عَمِلْتَ بِأَمَانَةٍ وَنَحْنُ ٱلَّذِينَ فَعَلْنَا شَرًّا». (نح ٩:٣٣) ثُمَّ، تُخْتَتَمُ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةُ غَيْرُ ٱلْأَنَانِيَّةِ بِوَعْدٍ جِدِّيٍّ أَنْ تُطِيعَ ٱلْأُمَّةُ شَرِيعَةَ ٱللهِ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ فَصَاعِدًا. (اقرأ نحميا ٩:٣٨؛ ١٠:٢٩) وَقَدْ دُوِّنَ هٰذَا ٱلْوَعْدُ فِي وَثِيقَةٍ صُدِّقَتْ بِخَتْمِ ٨٤ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلْيَهُودِ. — نح ١٠:
١٨، ١٩ (أ) إِلَامَ نَحْتَاجُ كَيْ نَكُونَ أَهْلًا لِلْعُبُورِ إِلَى عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُوَاظِبَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِهِ، وَلِمَاذَا؟
١٨ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّأْدِيبِ مِنْ يَهْوَهَ كَيْ نَكُونَ أَهْلًا لِلْعُبُورِ إِلَى عَالَمِهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ. سَأَلَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «أَيُّ ٱبْنٍ لَا يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟». (عب ١٢:٧) وَنَحْنُ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَقْبَلُ إِرْشَادَ ٱللهِ فِي حَيَاتِنَا حِينَ نَثْبُتُ بِأَمَانَةٍ فِي خِدْمَتِهِ وَنَسْمَحُ لِرُوحِهِ أَنْ يَعْمَلَ فِينَا. وَإِذَا ٱقْتَرَفْنَا خَطِيَّةً خَطِيرَةً، يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَغْفِرُ لَنَا إِنْ أَعْرَبْنَا عَنِ ٱلتَّوْبَةِ ٱلصَّادِقَةِ وَقَبِلْنَا ٱلتَّأْدِيبَ بِتَوَاضُعٍ.
١٩ عَمَّا قَرِيبٍ، سَيَصْنَعُ يَهْوَهُ ٱسْمًا أَعْظَمَ لِنَفْسِهِ مِمَّا فَعَلَ حِينَ أَنْقَذَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. (حز ٣٨:٢٣) وَكَمَا وَرِثَ شَعْبُهُ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ قَدِيمًا، سَيَرِثُ كُلُّ عُبَّادِ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْحَيَاةَ فِي عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ. (٢ بط ٣:١٣) وَإِذْ لَنَا هٰذِهِ ٱلْوُعُودُ ٱلرَّائِعَةُ أَمَامَنَا، لِنُوَاظِبْ عَلَى ٱلصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِ تَقْدِيسِ ٱسْمِ ٱللهِ ٱلْمَجِيدِ. وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ صَلَاةً أُخْرَى عَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَهَا لِنَتَمَتَّعَ بِبَرَكَةِ ٱللهِ ٱلْآنَ وَإِلَى ٱلْأَبَدِ.