كيف تحافظ على نظرة ايجابية؟
«إِنْ عَاشَ ٱلْإِنْسَانُ سِنِينَ كَثِيرَةً، فَلْيَفْرَحْ فِيهَا جَمِيعًا». — جا ١١:٨.
١ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ يُغْدِقُهَا يَهْوَهُ عَلَيْنَا تَجْلُبُ لَنَا ٱلسَّعَادَةَ؟
يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَكُونَ سُعَدَاءَ. لِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، يُغْدِقُ عَلَيْنَا بَرَكَاتٍ جَزِيلَةً تَجْلُبُ لَنَا ٱلسَّعَادَةَ. فَنَحْنُ مَثَلًا أَحْيَاءٌ نُرْزَقُ. لِذَا، بِٱسْتِطَاعَتِنَا ٱسْتِخْدَامُ حَيَاتِنَا لِنُسَبِّحَ ٱللهَ لِأَنَّهُ جَذَبَنَا إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. (مز ١٤٤:١٥؛ يو ٦:٤٤) كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ يُحِبُّنَا وَيُعِينُنَا عَلَى ٱلثَّبَاتِ بِٱحْتِمَالٍ فِي خِدْمَتِهِ. (ار ٣١:٣؛ ٢ كو ٤:١٦) أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّنَا نَتَمَتَّعُ بِٱلْفِرْدَوْسِ ٱلرُّوحِيِّ، حَيْثُ نَجِدُ وَفْرَةً مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ وَمَعْشَرَ إِخْوَةٍ تَسُودُهُ ٱلْمَحَبَّةُ. وَأَكْثَرُ مِنْ ذٰلِكَ، لَدَيْنَا رَجَاءٌ ثَمِينٌ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ.
٢ أَيَّةُ أَفْكَارٍ يَمْتَلِكُهَا بَعْضُ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْأُمَنَاءِ؟
٢ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ أَسْبَابِ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ آنِفًا، يَمْتَلِكُ بَعْضُ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْأُمَنَاءِ أَفْكَارًا سَلْبِيَّةً عَنْ أَنْفُسِهِمْ. فَقَدْ يَشْعُرُونَ أَنْ لَا قِيمَةَ لَهُمْ وَلَا لِخِدْمَتِهِمْ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ، وَيَعْتَبِرُونَ فِكْرَةَ ٱلتَّمَتُّعِ ‹بِسِنِينَ كَثِيرَةٍ› مُجَرَّدَ وَهْمٍ. فَتَبْدُو ٱلْحَيَاةُ سِلْسِلَةً مِنَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْمُظْلِمَةِ. — جا ١١:٨.
٣ إِلَامَ يَرْجِعُ ٱلسَّبَبُ فِي إِحْسَاسِ بَعْضِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ بِٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؟
٣ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ، قَدْ يَرْجِعُ ٱلسَّبَبُ فِي إِحْسَاسِهِمْ بِٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ إِلَى خَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ، ٱلْمَرَضِ، أَوْ بَعْضِ أَعْرَاضِ ٱلشَّيْخُوخَةِ. مز ٧١:٩؛ ام ١٣:١٢؛ جا ٧:٧) عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، لَا نَنْسَ أَنَّ قَلْبَنَا غَدَّارٌ وَيُمْكِنُ أَنْ يَلُومَنَا حَتَّى لَوْ كَانَ ٱللهُ رَاضِيًا عَلَيْنَا. (ار ١٧:٩؛ ١ يو ٣:٢٠) هٰذَا وَإِنَّ إِبْلِيسَ يُوَجِّهُ ٱلِٱتِّهَامَاتِ ٱلْبَاطِلَةَ إِلَى خُدَّامِ ٱللهِ. وَقَدْ يُحَاوِلُ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ فِكْرُ ٱلشَّيْطَانِ أَنْ يَجْعَلُونَا نَتَبَنَّى ٱلنَّظْرَةَ ٱلَّتِي ٱمْتَلَكَهَا أَلِيفَازُ، وَهِيَ أَنْ لَا قِيمَةَ لَنَا فِي نَظَرِ ٱللهِ. هٰذِهِ كَانَتْ كِذْبَةً فِي أَيَّامِ أَيُّوبَ، وَلَا تَزَالُ كَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا. — اي ٤:
٤ مَاذَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٤ يُوضِحُ يَهْوَهُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَعَ ٱلَّذِينَ ‹يَسِيرُونَ فِي وَادِي ٱلْقَتَامِ ٱلدَّامِسِ›. (مز ٢٣:٤) وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُبَرْهِنُ بِهَا أَنَّهُ مَعَنَا هِيَ كَلِمَتُهُ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ‹قَادِرٌ بِٱللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ›، بِمَا فِيهَا ٱلْمَفَاهِيمُ ٱلْخَاطِئَةُ وَٱلْأَفْكَارُ ٱلسَّلْبِيَّةُ. (٢ كو ١٠:
اِسْتَخْدِمِ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لِتُنَمِّيَ نَظْرَةً إِيجَابِيَّةً
٥ أَيُّ ٱمْتِحَانٍ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱمْتِلَاكِ نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ؟
٥ ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بَعْضَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا عَلَى تَنْمِيَةِ نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ. فَقَدْ حَثَّ ٱلْجَمَاعَةَ فِي كُورِنْثُوسَ: «دَاوِمُوا عَلَى ٱمْتِحَانِ أَنْفُسِكُمْ هَلْ أَنْتُمْ فِي ٱلْإِيمَانِ». (٢ كو ١٣:٥) إِنَّ «ٱلْإِيمَانَ» هُوَ مَجْمُوعُ ٱلْعَقَائِدِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَإِذَا ٱنْسَجَمَتْ حَيَاتُنَا مَعَ هٰذِهِ ٱلْعَقَائِدِ، نَنْجَحُ فِي ٱلِٱمْتِحَانِ وَنُبَرْهِنُ أَنَّنَا «فِي ٱلْإِيمَانِ». وَبِٱلطَّبْعِ، عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نُقَارِنَ تَصَرُّفَاتِنَا بِكَامِلِ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَلَا يُمْكِنُنَا ٱنْتِقَاءُ تَعَالِيمَ لِٱتِّبَاعِهَا وَإِهْمَالُ أُخْرَى. — يع ٢:
٦ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَمْتَحِنَ أَنْفُسَنَا ‹هَلْ نَحْنُ فِي ٱلْإِيمَانِ›؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٦ لَرُبَّمَا تَتَرَدَّدُ فِي ٱلْقِيَامِ بِهٰذَا ٱلْفَحْصِ، وَلَا سِيَّمَا إِنْ كُنْتَ تَشْعُرُ بِأَنَّكَ قَدْ تَفْشَلُ فِيهِ. لٰكِنَّ نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَيْنَا أَهَمُّ مِنْ نَظْرَتِنَا إِلَى أَنْفُسِنَا، وَأَفْكَارَهُ أَعْلَى مِنْ أَفْكَارِنَا بِأَضْعَافٍ. (اش ٥٥:
٧ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ أَمْثِلَةِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٧ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلْفَعَّالَةِ لِلْقِيَامِ بِفَحْصِ ٱلذَّاتِ هِيَ ٱلتَّأَمُّلُ فِي أَمْثِلَةِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَبِإِمْكَانِكَ أَنْ تُقَارِنَ ظُرُوفَهُمْ أَوْ مَشَاعِرَهُمْ بِظُرُوفِكَ أَوْ مَشَاعِرِكَ، وَتَرَى كَيْفَ تَتَصَرَّفُ لَوْ كُنْتَ مَكَانَهُمْ. فَلْنَسْتَعْرِضْ ثَلَاثَةَ أَمْثِلَةٍ تُوضِحُ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لِنَتَحَقَّقَ هَلْ نَحْنُ «فِي ٱلْإِيمَانِ» وَلِنُنَمِّيَ بِٱلتَّالِي نَظْرَةً إِيجَابِيَّةً إِلَى أَنْفُسِنَا.
اَلْأَرْمَلَةُ ٱلْمُحْتَاجَةُ
٨، ٩ (أ) أَيَّةُ ظُرُوفٍ عَاشَتْهَا ٱلْأَرْمَلَةُ ٱلْمُحْتَاجَةُ؟ (ب) أَيَّةُ مَشَاعِرَ سَلْبِيَّةٍ رُبَّمَا سَاوَرَتِ ٱلْأَرْمَلَةَ؟
٨ وَقَعَ بَصَرُ يَسُوعَ فِي هَيْكَلِ أُورُشَلِيمَ عَلَى أَرْمَلَةٍ مُحْتَاجَةٍ. وَمِثَالُهَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ رَغْمَ قُدُرَاتِنَا ٱلْمَحْدُودَةِ. (اقرأ لوقا ٢١:
٩ حَاوِلْ أَنْ تَتَخَيَّلَ مَشَاعِرَ ٱلْأَرْمَلَةِ وَهِيَ تَدْخُلُ دَارَ ٱلْهَيْكَلِ وَفِي حَوْزَتِهَا فِلْسَانِ. هَلْ فَكَّرَتْ كَمْ تَافِهٌ هُوَ ٱلْمَبْلَغُ ٱلَّذِي سَتَتَبَرَّعُ بِهِ مُقَارَنَةً بِمَا كَانَتْ تَتَبَرَّعُ بِهِ حِينَ كَانَ زَوْجُهَا حَيًّا؟ هَلْ شَعَرَتْ بِٱلْإِحْرَاجِ لَدَى رُؤْيَتِهَا ٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلضَّخْمَةَ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلَّذِينَ سَبَقُوهَا إِلَى ٱلصَّنَادِيقِ، مُتَسَائِلَةً مَا إِذَا كَانَتْ تَقْدِمَتُهَا ذَاتَ قِيمَةٍ أَمْ لَا؟ حَتَّى لَوْ سَاوَرَتْهَا مَشَاعِرُ كَهٰذِهِ، فَعَلَتْ مَا ٱسْتَطَاعَتْ مِنْ أَجْلِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.
١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْأَرْمَلَةَ كَانَتْ قَيِّمَةً فِي نَظَرِ يَهْوَهَ؟
١٠ أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْأَرْمَلَةَ وَتَبَرُّعَهَا كَانَا كِلَاهُمَا قَيِّمَيْنِ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ، قَائِلًا إِنَّهَا «أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْكُلِّ [ٱلْأَغْنِيَاءِ]». فَصَحِيحٌ أَنَّ تَبَرُّعَهَا كَانَ سَيُجْمَعُ مَعَ مَا تَبَرَّعَ بِهِ ٱلْآخَرُونَ، إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ ٱخْتَارَهَا هِيَ بِٱلتَّحْدِيدِ لِيَمْدَحَهَا. وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱلَّذِينَ أَحْصَوْا تَبَرُّعَاتِ ٱلْهَيْكَلِ لَمْ يَدْرُوا أَهَمِّيَّةَ هٰذَيْنِ ٱلْفِلْسَيْنِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى يَهْوَهَ وَكَمْ عَزِيزَةٌ هِيَ ٱلْأَرْمَلَةٌ فِي عَيْنَيْهِ. لٰكِنَّ نَظْرَةَ ٱللهِ كَانَتِ ٱلْأَهَمَّ حَقًّا، لَا مَا ظَنَّهُ ٱلنَّاسُ أَوْ حَتَّى كَيْفَ نَظَرَتِ ٱلْأَرْمَلَةُ إِلَى نَفْسِهَا. فَهَلْ بِمَقْدُورِكَ ٱسْتِخْدَامُ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةِ لِتَمْتَحِنَ نَفْسَكَ هَلْ أَنْتَ فِي ٱلْإِيمَانِ؟
أَيُّ دَرْسٍ تَسْتَقِيهِ مِنْ مِثَالِ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱلْمُحْتَاجَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٨-١٠.)
١١ مَاذَا تَتَعَلَّمُ مِنْ رِوَايَةِ ٱلْأَرْمَلَةِ؟
١١ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ ظُرُوفُكَ بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ عَلَى مَا تُقَدِّمُهُ لِيَهْوَهَ. فَبِسَبَبِ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعُمْرِ أَوِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ، لَا يَتَمَكَّنُ ٱلْبَعْضُ مِنْ صَرْفِ إِلَّا ٱلْقَلِيلِ مِنَ ٱلْوَقْتِ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. فَهَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَشْعُرُوا أَنَّ مَا أَنْجَزُوهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُقَدِّمُوا تَقْرِيرًا بِهِ؟ حَتَّى لَوْ لَمْ تَكُنْ مُسِنًّا أَوْ تُعَانِي مِنْ مُشْكِلَةٍ
صِحِّيَّةٍ، فَقَدْ تُحِسُّ أَنَّ جُهُودَكَ لَيْسَتْ سِوَى جُزْءٍ صَغِيرٍ مِنْ كُلِّ ٱلسَّاعَاتِ ٱلَّتِي يَقْضِيهَا شَعْبُ ٱللهِ فِي خِدْمَتِهِ كُلَّ سَنَةٍ. مَعَ ذٰلِكَ، نَتَعَلَّمُ مِنْ رِوَايَةِ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱلْفَقِيرَةِ أَنَّ يَهْوَهَ يُلَاحِظُ وَيُعِزُّ كُلَّ عَمَلِ عِبَادَةٍ نَقُومُ بِهِ، وَلَا سِيَّمَا فِي ظِلِّ ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ. فَكِّرْ فِي مَا قُمْتَ بِهِ خِلَالَ ٱلسَّنَةِ ٱلْمَاضِيَةِ. هَلْ تَطَلَّبَتْ مِنْكَ إِحْدَى ٱلسَّاعَاتِ ٱلَّتِي صَرَفْتَهَا فِي ٱلْخِدْمَةِ أَنْ تَبْذُلَ تَضْحِيَةً مَا؟ إِذَا كَانَ ٱلْأَمْرُ كَذٰلِكَ، فَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ مَا فَعَلْتَهُ فِي هٰذِهِ ٱلسَّاعَةِ مِنْ أَجْلِهِ. فَحِينَ تَبْذُلُ مَا فِي وِسْعِكَ لِتَخْدُمَ يَهْوَهَ عَلَى غِرَارِ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱلْمُحْتَاجَةِ، يَكُونُ لَدَيْكَ كُلُّ سَبَبٍ لِلِٱعْتِقَادِ أَنَّكَ «فِي ٱلْإِيمَانِ».«خُذْ نَفْسِي»
١٢-
١٢ تَحَلَّى ٱلنَّبِيُّ إِيلِيَّا بِٱلْوَلَاءِ لِيَهْوَهَ وَٱلْإِيمَانِ ٱلرَّاسِخِ بِهِ. مَعَ ذٰلِكَ، شَعَرَ بِٱلتَّثَبُّطِ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ سَأَلَ يَهْوَهَ أَنْ يَضَعَ حَدًّا لِحَيَاتِهِ، قَائِلًا: «كَفَى ٱلْآنَ يَا يَهْوَهُ! خُذْ نَفْسِي». (١ مل ١٩:٤) قَدْ يَمِيلُ ٱلَّذِينَ لَمْ يَخْتَبِرُوا يَوْمًا ٱلْيَأْسَ إِلَى ٱلْحُكْمِ عَلَى صَلَاةِ إِيلِيَّا بِأَنَّهَا مُجَرَّدُ كَلَامِ «تَهَوُّرٍ». (اي ٦:٣) إِلَّا أَنَّ مَشَاعِرَهُ كَانَتْ حَقِيقِيَّةً. لَاحِظْ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ سَاعَدَ إِيلِيَّا عِوَضَ أَنْ يَغْتَاظَ مِنْهُ بِسَبَبِ مَا تَلَفَّظَ بِهِ.
١٣ فَمَا ٱلَّذِي حَدَا بِإِيلِيَّا أَنْ يَشْعُرَ كَذٰلِكَ؟ قَبْلَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ، ٱجْتَرَحَ عَجِيبَةً بَرْهَنَتْ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقِيقِيُّ. بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةِ، تَمَّ إِعْدَامُ ٤٥٠ نَبِيًّا لِلْبَعْلِ. (١ مل ١٨:
١٤ وَهُنَاكَ، ٱنْفَرَدَ بِنَفْسِهِ وَرَاحَ يُفَكِّرُ فِي عَمَلِهِ كَنَبِيٍّ ٱلَّذِي بَدَا لَهُ عَمَلًا لَا جَدْوَى مِنْهُ. قَالَ لِيَهْوَهَ: «لَسْتُ أَفْضَلَ مِنْ آبَائِي». فَقَدْ أَحَسَّ أَنَّهُ عَدِيمُ ٱلنَّفْعِ مَثَلُهُ مَثَلُ رَمَادِ وَعِظَامِ جُثَثِ أَسْلَافِهِ. وَهٰكَذَا، فَحَصَ نَفْسَهُ عَلَى أَسَاسِ مَقَايِيسِهِ ٱلْخَاصَّةِ وَٱسْتَنْتَجَ أَنَّهُ إِنْسَانٌ فَاشِلٌ، لَا قِيمَةَ لَهُ عِنْدَ يَهْوَهَ أَوْ أَيِّ أَحَدٍ آخَرَ.
١٥ كَيْفَ طَمْأَنَ ٱللهُ إِيلِيَّا أَنَّهُ لَا يَزَالُ ذَا قِيمَةٍ فِي عَيْنَيْهِ؟
١٥ لٰكِنَّ ٱلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَأَى إِيلِيَّا مِنْ مِنْظَارٍ مَخْتَلِفٍ. فَيَهْوَهُ بَقِيَ يَعْتَبِرُ هٰذَا ٱلنَّبِيَّ ذَا قِيمَةٍ فِي عَيْنَيْهِ وَحَرَصَ أَنْ يُؤَكِّدَ لَهُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ. فَقَدْ أَرْسَلَ إِلَيْهِ مَلَاكًا لِيُقَوِّيَهُ. وَزَوَّدَهُ بِٱلطَّعَامِ وَٱلشَّرَابِ ٱللَّذَيْنِ كَانَا سَيَدْعَمَانِهِ فِي رِحْلَتِهِ ٱلَّتِي دَامَتْ ٤٠ يَوْمًا إِلَى جَبَلِ حُورِيبَ. كَمَا أَنَّهُ صَحَّحَ بِلُطْفٍ فِكْرَتَهُ ٱلْخَاطِئَةَ أَنْ لَا إِسْرَائِيلِيَّ بَقِيَ عَابِدًا أَمِينًا. زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱللهَ أَعْطَاهُ تَعْيِينَاتٍ جَدِيدَةً. وَقَدِ ٱسْتَفَادَ إِيلِيَّا مِنْ مُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ وَٱسْتَأْنَفَ عَمَلَهُ كَنَبِيٍّ بِكُلِّ نَشَاطٍ وَحَيَوِيَّةٍ. — ١ مل ١٩:
١٦ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي دَعَمَكَ بِهَا يَهْوَهُ؟
١٦ يُسَاعِدُكَ مِثَالُ إِيلِيَّا أَنْ تَتَحَقَّقَ هَلْ أَنْتَ فِي ٱلْإِيمَانِ وَيَدْفَعُكَ إِلَّى ٱلتَّحَلِّي بِنَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ. أَوَّلًا، فَكِّرْ فِي ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي دَعَمَكَ بِهَا يَهْوَهُ. فَهَلْ سَاعَدَكَ شَيْخٌ أَوْ مَسِيحِيٌّ نَاضِجٌ حِينَ كُنْتَ فِي حَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى مُسَاعَدَةٍ؟ (غل ٦:٢) وَهَلْ أَمَدَّكَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ، ٱلْمَطْبُوعَاتُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ، وَٱلِٱجْتِمَاعَاتُ بِٱلدَّعْمِ ٱلرُّوحِيِّ؟ فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلْقَادِمَةِ ٱلَّتِي تَسْتَفِيدُ فِيهَا مِنْ إِحْدَى هٰذِهِ ٱلطَّرَائِقِ، فَكِّرْ فِي ٱلْمَصْدَرِ ٱلْحَقِيقِيِّ ٱلَّذِي أَتَتْ مِنْهُ ٱلْمُسَاعَدَةُ وَقَدِّمْ لَهُ صَلَاةً تَشْكُرُهُ فِيهَا. — مز ١٢١:
١٧ مَاذَا يُقَدِّرُ يَهْوَهُ فِي خُدَّامِهِ؟
١٧ ثَانِيًا، أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ ٱلنَّظْرَةَ ٱلسَّلْبِيَّةَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ خَدَّاعَةً. فَتَقْيِيمُ ٱللهِ لَنَا هُوَ مَا يَهُمُّ حَقًّا. (اقرأ روما ١٤:٤.) فَيَهْوَهُ يُقَدِّرُ تَعَبُّدَنَا وَأَمَانَتَنَا لَهُ وَلَا يُقَيِّمُنَا عَلَى أَسَاسِ مَا أَنْجَزْنَاهُ. وَلَعَلَّكَ، مِثْلَ إِيلِيَّا، أَنْجَزْتَ أُمُورًا مِنْ أَجْلِ يَهْوَهَ تَفُوقُ مَا تَتَصَوَّرُهُ. فَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ ثَمَّةَ أَشْخَاصٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ تَأَثَّرُوا بِكَ إِيجَابِيًّا، وَأُنَاسٌ فِي مُقَاطَعَتِكَ سَمِعُوا رِسَالَةَ ٱلْحَقِّ بِفَضْلِ جُهُودِكَ.
١٨ مَاذَا يُبَرْهِنُ ٱلتَّعْيِينُ ٱلَّذِي تَنَالُهُ مِنْ يَهْوَهَ؟
١٨ وَثَالِثًا، ٱعْتَبِرْ كُلَّ تَعْيِينٍ مِنْ يَهْوَهَ دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ يَرْضَى عَلَيْكَ. (ار ٢٠:١١) فَكَمَا كَانَتِ ٱلْحَالُ مَعَ إِيلِيَّا، رُبَّمَا تَتَثَبَّطُ لِأَنَّ خِدْمَتَكَ تَبْدُو عَدِيمَةَ ٱلْجَدْوَى أَوْ لِأَنَّ بَعْضَ ٱلْأَهْدَافِ ٱلرُّوحِيَّةِ تَبْدُو بَعِيدَةَ ٱلْمَنَالِ. عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذٰلِكَ، مَا زِلْتَ تَحْظَى بِأَعْظَمِ ٱمْتِيَازٍ يُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ عَلَيْهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا: اَلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَحَمْلِ ٱسْمِ ٱللهِ. فَحَافِظْ عَلَى أَمَانَتِكَ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ. وَعِنْدَئِذٍ، يُمْكِنُ أَنْ يَقُولُ لَكَ يَسُوعُ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي تَلَفَّظَ بِهَا فِي أَحَدِ أَمْثَالِهِ: «اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ». — مت ٢٥:٢٣.
«صَلَاةُ ٱلْبَائِسِ»
١٩ أَيَّةُ حَالَةٍ وَاجَهَهَا صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ ٱلْـ ١٠٢؟
١٩ كَانَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ ٱلْـ ١٠٢ مُصَابًا بِٱلْإِحْبَاطِ. فَقَدْ كَانَ ‹بَائِسًا›، أَيْ يُعَانِي أَلَمًا جَسَدِيًّا وَعَاطِفِيًّا مُبَرِّحًا. وَلَمْ تَعُدْ لَدَيْهِ ٱلْقُدْرَةُ عَلَى حَلِّ مَشَاكِلِهِ. (مز ١٠٢، العنوان) كَمَا تَدُلُّنَا كَلِمَاتُهُ أَنَّهُ كَانَ غَارِقًا فِي حُزْنِهِ وَعَذَابِهِ وَوَحْدَتِهِ. (مز ١٠٢:
٢٠ كَيْفَ تُسَاعِدُ ٱلصَّلَاةُ شَخْصًا يُحَارِبُ ٱلْأَفْكَارَ ٱلسَّلْبِيَّةَ؟
٢٠ كَمَا نَرَى فِي ٱلْمَزْمُورِ ٱلْـ ١٠٢، حَتَّى ٱلَّذِينَ هُمْ فِي ٱلْإِيمَانِ قَدْ يَشْعُرُونَ بِٱلْأَلَمِ وَلَا يَتَمَكَّنُونَ مِنَ ٱلتَّرْكِيزِ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ آخَرَ. فَٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ أَحَسَّ أَنَّهُ «كَعُصْفُورٍ مُعْتَزِلٍ عَلَى ٱلسَّطْحِ»، كَمَا لَوْ أَنَّ مَشَاكِلَهُ هِيَ رَفِيقَتُهُ ٱلْوَحِيدَةُ. (مز ١٠٢:٧) غَيْرَ أَنَّهُ بَقِيَ يُسَبِّحُ يَهْوَهَ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ. (اقرإ المزمور ١٠٢:
٢١ كَيْفَ يَتَبَنَّى ٱلَّذِي تُرَاوِدُهُ مَشَاعِرُ سَلْبِيَّةٌ نَظْرَةً أَكْثَرَ إِيجَابِيَّةً؟
٢١ يُظْهِرُ ٱلْمَزْمُورُ ٱلْـ ١٠٢ أَيْضًا كَيْفَ تَتَبَنَّى نَظْرَةً أَكْثَرَ إِيجَابِيَّةً. فَٱلْمُرَنَّمُ ٱلْمُلْهَمُ حَوَّلَ ٱنْتِبَاهَهُ إِلَى عَلَاقَتِهِ مَعَ يَهْوَهَ. (مز ١٠٢:
٢٢ كَيْفَ يُرْضِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يَهْوَهَ؟
٢٢ نَعَمْ، بِمَقْدُورِنَا ٱسْتِخْدَامُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِنُبَرْهِنَ لِأَنْفُسِنَا أَنَّنَا فِي ٱلْإِيمَانِ وَأَنَّنَا قَيِّمُونَ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ. طَبْعًا، قَدْ لَا نَسْتَطِيعُ إِزَالَةَ كُلِّ ٱلْأَفْكَارِ ٱلسَّلْبِيَّةِ وَمَشَاعِرِ ٱلتَّثَبُّطِ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا. وَلٰكِنْ، بِإِمْكَانِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يُرْضِيَ يَهْوَهَ وَيَنَالَ ٱلْخَلَاصَ بِٱلِٱحْتِمَالِ بِأَمَانَةٍ فِي خِدْمَتِهِ. — مت ٢٤:١٣.