لِعبادة عائلية اكثر متعة
يقول اب من البرازيل: «خلال امسية العبادة العائلية، نستغرق في الحديث لدرجة ان مناقشاتنا غالبا ما تدوم حتى وقت متأخر من الليل إن لم اضع حدا لها». ويذكر رب عائلة من اليابان ان ابنه البالغ من العمر عشر سنوات لا يشعر بمرور الوقت ويرغب ان يتابع الدرس. ولماذا؟ يشرح الوالد: «يكون متحمسا جدا، وهذا ما يساهم في فرحه».
بالطبع، لا يتحمس كل الاولاد للعبادة العائلية، حتى ان بعضهم لا يستمتعون بها. ولمَ لا؟ يعطي والد من توغو هذه النصيحة من خبرته: «لا يجب ان تكون عبادة يهوه مملة». فإذا كانت العبادة العائلية مضجرة، فقد يلزم تعديل طريقة ادارتها. وقد لمست عائلات كثيرة لمس اليد ان جعل العبادة العائلية «لذة» امر ممكن، تماما كما كان من المفترض ان يعتبر الاسرائيليون قديما يوم السبت. — اش ٥٨:
ولكي يكون هذا الترتيب ممتعا، يجب ان يحرص الآباء المسيحيون على توفير جو مريح. وهذا ما يفعله رالف، اب لثلاث بنات وصبي. فهو يجعل من العبادة العائلية محادثة غير رسمية اكثر منها درسا، بحيث يمكن للجميع ان يشاركوا. غير ان الاستئثار باهتمام جميع افراد العائلة وجعلهم يشاركون في المناقشة هما تحدٍّ في بعض الاحيان. تعترف احدى الامهات: «لا املك دوما الطاقة لجعل العبادة العائلية ممتعة بالقدر الذي ارغب فيه». فهل يمكنك التغلب على هذا التحدي؟
المرونة والتنوع
يذكر اب لولدين من المانيا: «يجب ان نتحلى بالمرونة». وتقول ام لفتاتين اسمها ناتاليا: «الاهم بالنسبة الى عائلتي هو التنوع، التنوع، التنوع». وتقسم عائلات كثيرة العبادة العائلية الى اجزاء
مختلفة. والنتيجة؟ يشرح كلايتن الذي ما زال ابنه وابنته في سن المراهقة: «بهذه الطريقة يضحي الدرس اكثر حيوية ويساهم فيه كل مَن في العائلة». وبالفعل، تتيح تجزئة وقت الدرس المجال كي يهتم الوالدون بحاجات كل ولد اذا كان هنالك فرق لا بأس به في العمر. اضافة الى ذلك، يُظهِر الوالدون المرونة من خلال انتقائهم للمطبوعات التي ستدرسها العائلة ولطريقة درسها.وماذا تفعل بعض العائلات بهدف زيادة التنوع؟ يستهل البعض العبادة العائلية بالترنيم ليهوه. وبهذا الخصوص، يعلّق خوان من المكسيك، الذي تختار عائلته ترانيم تنسجم مع مواد الدرس: «ان هذا يخلق جوا مريحا ويهيئ اذهاننا للمواد التي سنناقشها».
سري لانكا
هذا وإن عددا من العائلات يقرأون معا اقساما من الكتاب المقدس بحيث يأخذ كل فرد منهم دور شخصية ما بقصد التنويع. الا ان احد الاباء من اليابان يعترف ان «القراءة بهذه الطريقة [كانت] غريبة بعض الشيء في البداية». لكن ابنَيه فرحا برؤية والديهما يشاركانهما في القراءة خلال العبادة العائلية. اما عائلات اخرى فتذهب الى ابعد من ذلك وتمثل روايات الكتاب المقدس. يقول روجر من جنوب افريقيا، وهو اب لصبيين، ان الاولاد «غالبا ما يرون اشياء في قصص الكتاب المقدس تفوتنا نحن الوالدين».
جنوب افريقيا
والطريقة الاخرى التي يستخدمها البعض للتنويع هي العمل سوية على مشروع، كبناء نموذج مصغَّر لفلك نوح او لهيكل سليمان. فالقيام بالبحث الذي تتطلبه مشاريع كهذه يمكن ان يكون شيِّقا. مثلا، عملت فتاة في الخامسة من العمر مع والديها وجدتها على ابتكار لعبة استراتيجية على اساس رحلات الرسول بولس الارسالية. كما صنعت عائلات اخرى ألعابا مبنية على القصص الواردة في سفر الخروج. يخبر دونالد، شاب من توغو عمره ١٩ سنة، ان التنوع ‹لم يبعث الحياة في عبادتهم العائلية فحسب، بل في عائلتهم ايضا›. فهل يخطر لك مشروع يجعل عبادتك العائلية اكثر متعة؟
الولايات المتحدة الاميركية
الاستعداد ضروري
صحيح ان التنوع والمرونة يجعلان العبادة العائلية ممتعة، الا ان ذلك لا يكفي. فللاستفادة من هذا الترتيب، من الضروري ان يستعد الجميع. وبما انه قد يصعب على الاولاد التركيز والدرس لوقت مطوّل، يجب على الاب ان يختار المواد بعناية كي تجذب انتباههم وأن يستعد عليها جيدا. يؤكد احد الآباء: «عندما اكون مستعدا، يجني الجميع فائدة اكبر من فترة الدرس». وثمة اب من المانيا يُعلِم عائلته مسبقا بالمواد التي ستُناقش في الاسابيع التالية. كما ان ابا من بينين، له ستة اولاد لم يبلغوا سن المراهقة، يزود عائلته بمجموعة اسئلة حول الفيلم المؤسس على الكتاب المقدس الذي سيشاهدونه لاحقا. فعلا، ان الاستعداد يحسّن نوعية عبادتنا العائلية.
فعندما يعرف اعضاء العائلة مسبقا بالمواد التي ستُناقش، يمكنهم ان يتحدثوا عنها خلال الاسبوع. فيزداد شوقهم وحماستهم للدرس. وإذا كان لكل فرد دور في العبادة العائلية، فسيشعر انها تخصّه.
اعقد العبادة العائلية بانتظام
يستصعب كثيرون عقد عبادتهم العائلية بشكل منتظم.
فلربما يعمل الآباء لساعات طويلة ليؤمنوا لقمة العيش. على سبيل المثال، يترك والد من المكسيك بيته في الساعة السادسة صباحا ولا يعود اليه حتى الساعة الثامنة مساء. او ربما تتزامن مناسبة روحية اخرى مع الدرس العائلي، ما يستوجب تعديل وقت انعقاده.
لكن مهما كانت العراقيل، يجب ان نوطد عزمنا على تخصيص وقت منتظم للعبادة العائلية. تشرح لويس، فتاة عمرها ١١ سنة من توغو، اهمية ذلك بالنسبة الى عائلتها، قائلة: «رغم اننا نضطر احيانا الى بدء عبادتنا العائلية في وقت متأخر بسبب امر ما طرأ خلال النهار، الا اننا لا نلغيها ابدا». ومن الافضل تخصيص وقت للعبادة العائلية في بداية الاسبوع. فإذا حصل شيء مفاجئ، يظل بإمكان العائلة تعيين وقت لاحق من الاسبوع ليستفيدوا من هذا الترتيب.
ان العبادة العائلية، كما يدل اسمها، جزء من عبادتنا ليهوه. فلنقرّب اذًا كعائلة «عجول شفاهنا» ليهوه كل اسبوع. (هو ١٤:٢) وليتمتع كل فرد منا بهذا الترتيب ‹لأن فرح يهوه هو حصننا›. — نح ٨: