الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

تأمين الرعاية للمسنين

تأمين الرعاية للمسنين

‏«أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ ٱلْأَعِزَّاءُ،‏ فَلْنُحِبَّ لَا بِٱلْكَلَامِ وَلَا بِٱللِّسَانِ،‏ بَلْ بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ».‏ —‏ ١ يو ٣:‏١٨‏.‏

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ تُوَاجِهُهَا عَائِلَاتٌ كَثِيرَةٌ،‏ وَأَيُّ سُؤَالَيْنِ يَنْشَأَانِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُهَيِّئُ ٱلْوَالِدُونَ وَٱلْأَوْلَادُ أَنْفُسَهُمْ لِمُوَاجَهَةِ ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ؟‏

كَمْ هُوَ مُحْزِنٌ وَمُؤْلِمٌ أَنْ تَعْلَمَ بِأَنَّ وَالِدَيْكَ،‏ ٱللَّذَيْنِ كَانَا فِي مَا مَضَى قَوِيَّيْنِ،‏ مَا عَادَ فِي وِسْعِهِمَا ٱلِٱهْتِمَامُ بِأَنْفُسِهِمَا!‏ فَرُبَّمَا يُعَانِي أَبُوكَ أَوْ أُمُّكَ مِنْ كَسْرٍ فِي ٱلْوَرِكِ،‏ تَشَوُّشٍ فِي ٱلْعَقْلِ يَجْعَلُهُ يَتُوهُ أَثْنَاءَ تَجَوُّلِهِ،‏ أَوْ حَالَةٍ مَرَضِيَّةٍ خَطِيرَةٍ.‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ قَدْ يَسْتَصْعِبُ وَالِدُكَ ٱلْمُسِنُّ بِدَوْرِهِ قُبُولَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ أَوِ ٱلظُّرُوفِ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي تَحُدُّ مِنْ حُرِّيَّتِهِ.‏ (‏اي ١٤:‏١‏)‏ فَمَاذَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ فِي حَالَةٍ كَهٰذِهِ؟‏ وَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ ٱلِٱعْتِنَاءَ بِهِ؟‏

٢ تُعَلِّقُ إِحْدَى ٱلْمَقَالَاتِ ٱلَّتِي تَتَنَاوَلُ مَوْضُوعَ ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْمُسِنِّينَ،‏ قَائِلَةً:‏ ‹فِي حِينِ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ ٱلتَّكَلُّمُ عَنْ مَشَاكِلِ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلسِّنِّ،‏ فَإِنَّ ٱلْعَائِلَةَ ٱلَّتِي تُخَطِّطُ مُسْبَقًا سَتَكُونُ مُهَيَّأَةً بِشَكْلٍ أَفْضَلَ لِٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّائِبَةِ عِنْدَ حُلُولِ أَزَمَاتٍ صِحِّيَّةٍ›.‏ وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ مَشَاكِلَ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلسِّنِّ لَا يُمْكِنُ تَجَنُّبُهَا.‏ لِذَا،‏ مِنَ ٱلْحَيَوِيِّ ٱلْقِيَامُ بِبَعْضِ ٱلتَّحْضِيرَاتِ وَٱتِّخَاذُ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُسْبَقَةِ.‏ فَلْنَرَ كَيْفَ تَتَعَاوَنُ ٱلْعَائِلَاتُ حُبِّيًّا عَلَى صُنْعِ هٰذِهِ ٱلْخِيَارَاتِ ٱلصَّعْبَةِ.‏

اَلتَّخْطِيطُ ‹لِأَيَّامِ ٱلْبَلِيَّةِ›‏

٣ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَ ٱلْعَائِلَاتُ حِينَ يَصِلُ ٱلْمُسِنُّونَ إِلَى مَرْحَلَةٍ لَا يَسْتَطِيعُونَ فِيهَا أَنْ يَهْتَمُّوا بِأَنْفُسِهِمْ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٣ يَصِلُ مُعْظَمُ ٱلْمُسِنِّينَ إِلَى مَرْحَلَةٍ لَا يَسْتَطِيعُونَ فِيهَا أَنْ يَهْتَمُّوا بِأَنْفُسِهِمْ؛‏ فَيَحْتَاجُونَ بِٱلتَّالِي إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ.‏ ‏(‏اقرإ الجامعة ١٢:‏١-‏٧‏.‏)‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ يَجِبُ أَنْ يُقَرِّرُوا هُمْ وَأَوْلَادُهُمْ مَا هِيَ ٱلْعِنَايَةُ ٱلْفُضْلَى ضِمْنَ ٱلْمُسْتَطَاعِ.‏ وَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ عَقْدُ ٱجْتِمَاعٍ لِلْعَائِلَةِ لِمُنَاقَشَةِ سُبُلِ ٱلتَّعَاوُنِ،‏ رَسْمِ ٱلْخُطَطِ،‏ وَمَعْرِفَةِ نَوْعِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلَّتِي يَحْتَاجُ ٱلْوَالِدُونَ إِلَيْهَا.‏ وَعَلَى ٱلْجَمِيعِ،‏ لَا سِيَّمَا ٱلْوَالِدِينَ،‏ ٱلتَّعْبِيرُ عَنْ مَشَاعِرِهِمْ بِصَرَاحَةٍ وَعَرْضُ ٱلْوَقَائِعِ كَمَا هِيَ.‏ فَقَدْ يُنَاقِشُونَ هَلْ بِمَقْدُورِ ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يَبْقَوْا سَاكِنِينَ بِأَمَانٍ فِي مَنْزِلِهِمِ ٱلْخَاصِّ إِذَا تَوَفَّرَتْ لَهُمْ مُسَاعَدَةٌ إِضَافِيَّةٌ.‏ * أَوْ رُبَّمَا يُنَاقِشُونَ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ كُلُّ عُضْوٍ فِي ٱلْعَائِلَةِ ٱسْتِخْدَامَ إِمْكَانِيَّاتِهِ لِتَحَمُّلِ جُزْءٍ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ.‏ (‏ام ٢٤:‏٦‏)‏ مَثَلًا،‏ فِي وِسْعِ ٱلْبَعْضِ أَنْ يُقَدِّمُوا ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلْيَوْمِيَّةَ فِي حِينِ يَتَمَكَّنُ آخَرُونَ مِنْ تَقْدِيمِ دَعْمٍ مَادِّيٍّ.‏ فَعَلَى ٱلْجَمِيعِ أَنْ يَعْرِفُوا أَنْ لَا أَحَدَ مُسْتَثْنًى مِنَ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِوَالِدَيْهِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَدْوَارَ ٱلَّتِي يَقُومُونَ بِهَا قَدْ تَتَغَيَّرُ مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ إِذْ يَتَنَاوَبُ عَلَيْهَا أَعْضَاءُ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْوَاحِدُ تِلْوَ ٱلْآخَرِ.‏

٤ إِلَى أَيْنَ يُمْكِنُ أَنْ يَلْتَجِئَ أَفْرَادُ ٱلْعَائِلَةِ لِنَيْلِ ٱلْمُسَاعَدَةِ؟‏

٤ عِنْدَمَا تَبْدَأُ بِعَمَلِيَّةِ ٱلرِّعَايَةِ،‏ ٱصْرِفْ وَقْتًا كَافِيًا لِتَتَعَلَّمَ جَيِّدًا عَنْ حَالَةِ وَالِدِكَ.‏ فَإِذَا كَانَ يُعَانِي مَثَلًا مِنْ مَرَضٍ يَزْدَادُ سُوءًا بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ فَٱعْلَمْ أَيُّ تَطَوُّرَاتٍ قَدْ تَنْشَأُ مَعَهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ (‏ام ١:‏٥‏)‏ اِتَّصِلْ بِٱلْمُؤَسَّسَاتِ ٱلْحُكُومِيَّةِ ٱلَّتِي تُؤَمِّنُ ٱلْخِدْمَاتِ لِلْمُسِنِّينَ.‏ اِعْرِفْ مَوَارِدَ ٱلْمُجْتَمَعِ ٱلْمَحَلِّيِّ ٱلْمُتَاحَةَ لِتَسْهِيلِ مَهَامِّكَ وَجَعْلِ ٱلرِّعَايَةِ أَفْضَلَ.‏ وَإِذَا سَبَّبَ لَكَ ٱلتَّفْكِيرُ فِي ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي سَتَحْدُثُ فِي ظُرُوفِ عَائِلَتِكَ ٱلْأَسَى،‏ ٱلصَّدْمَةَ ٱلنَّفْسِيَّةَ،‏ أَوِ ٱلتَّشَوُّشَ،‏ فَأَفْصِحْ عَنْ أَفْكَارِكَ لِصَدِيقٍ تَثِقُ بِهِ.‏ وَأَهَمُّ مِنْ ذٰلِكَ كُلِّهِ،‏ ٱسْكُبْ قَلْبَكَ أَمَامَ يَهْوَهَ،‏ فَيُعْطِيَكَ سَلَامَ ٱلْعَقْلِ ٱلَّذِي تَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِتَتَعَامَلَ مَعَ أَيَّةِ حَالَةٍ تَنْشَأُ.‏ —‏ مز ٥٥:‏٢٢؛‏ ام ٢٤:‏١٠؛‏ في ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

٥ لِمَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ جَمْعُ ٱلْمَعْلُومَاتِ مُسْبَقًا عَنْ خِيَارَاتِ ٱلرِّعَايَةِ ٱلصِّحِّيَّةِ لِلْمُسِنِّينَ؟‏

٥ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَيْضًا أَنْ يَجْمَعَ ٱلْمُسِنُّونَ وَعَائِلَاتُهُمْ مُسْبَقًا ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنْ خِيَارَاتِ ٱلرِّعَايَةِ ٱلصِّحِّيَّةِ ٱلْمُتَاحَةِ لَهُمْ.‏ فَهٰذَا يُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَعْرِفُوا مَثَلًا هَلْ مِنَ ٱلْعَمَلِيِّ أَنْ يَعِيشَ ٱلْوَالِدُ مَعَ ٱبْنِهِ أَوِ ٱبْنَتِهِ،‏ أَنْ يَعِيشَ فِي مَأْوًى لِلْعَجَزَةِ،‏ أَوْ أَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْ أَيَّةِ وَسِيلَةٍ أُخْرَى.‏ وَبِذٰلِكَ،‏ يَرَوْنَ ‹ٱلشَّقَاءَ› ٱلْمُحْتَمَلَ مِنْ بَعِيدٍ وَيَتَهَيَّأُونَ لَهُ.‏ (‏مز ٩٠:‏١٠‏)‏ أَمَّا ٱلْعَائِلَاتُ ٱلَّتِي لَا تَرْسُمُ ٱلْخُطَطَ مُسْبَقًا،‏ فَسَتُجْبَرُ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّعْبَةِ بِعَجَلَةٍ عِنْدَ حُلُولِ مُصِيبَةٍ مَا.‏ يُعَلِّقُ أَحَدُ ٱلْخُبَرَاءِ أَنَّ هٰذَا «هُوَ ٱلْوَقْتُ ٱلْأَسْوَأُ لِٱتِّخَاذِ قَرَارٍ كَهٰذَا».‏ فَعِنْدَمَا يُضْطَرُّ أَعْضَاءُ ٱلْعَائِلَةِ إِلَى صُنْعِ ٱلْخِيَارَاتِ بِسُرْعَةٍ،‏ قَدْ يَصِيرُ ٱلْجَوُّ مَشْحُونًا بِٱلتَّوَتُّرِ وَٱلنِّزَاعَاتِ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يُسَاعِدُ ٱلتَّخْطِيطُ ٱلْمُسْبَقُ عَلَى ٱلتَّأَقْلُمِ مَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي سَتَنْشَأُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ —‏ ام ٢٠:‏١٨‏.‏

مِنَ ٱلْمُسْتَحْسَنِ أَنْ تَجْتَمِعَ ٱلْعَائِلَةُ لِتُنَاقِشَ كَيْفِيَّةَ مُوَاجَهَةِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٦-‏٨.‏)‏

٦ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْوَالِدُونَ وَٱلْأَوْلَادُ مِنَ ٱلْمُحَادَثَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِتَرْتِيبَاتِ ٱلسَّكَنِ؟‏

٦ لَرُبَّمَا تَسْتَغْرِبُ ٱلتَّحَدُّثَ إِلَى وَالِدَيْكَ عَنْ إِجْرَاءِ تَعْدِيلَاتٍ فِي مَكَانِ سُكْنَاهُمَا أَوْ عَنِ ٱلْحَاجَةِ إِلَى أَنْ يَنْتَقِلَا فِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ.‏ لٰكِنَّ كَثِيرِينَ قَالُوا إِنَّ هٰذِهِ ٱلْمُحَادَثَاتِ سَاعَدَتْهُمْ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ لِأَنَّهَا أَتَاحَتْ لَهُمْ رَسْمَ خُطَطٍ عَمَلِيَّةٍ فِي جَوٍّ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلتَّفَاهُمِ.‏ فَقَدْ وَجَدُوا أَنَّ تَبَادُلَ وِجْهَاتِ ٱلنَّظَرِ مُسْبَقًا،‏ بِرُوحِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱللُّطْفِ،‏ جَعَلَ ٱتِّخَاذَ ٱلْقَرَارَاتِ أَسْهَلَ بِكَثِيرٍ مِنِ ٱتِّخَاذِهَا فِي ٱلْحَالَاتِ ٱلطَّارِئَةِ.‏ حَتَّى لَوْ أَرَادَ ٱلْوَالِدَانِ ٱلْبَقَاءَ فِي مَنْزِلِهِمَا وَٱلِٱهْتِمَامَ بِأَنْفُسِهِمَا أَطْوَلَ فَتْرَةٍ مُمْكِنَةٍ،‏ فَهُنَاكَ حَتْمًا فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ مِنْ مُنَاقَشَةِ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْعِنَايَةِ يُفَضِّلَانِهِ عِنْدَمَا تَدْعُو ٱلْحَاجَةُ.‏

٧،‏ ٨ أَيَّةُ مَوَاضِيعَ يَحْسُنُ بِٱلْعَائِلَاتِ أَنْ تُنَاقِشَهَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٧ أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُ،‏ فَأَخْبِرْ عَائِلَتَكَ خِلَالَ ٱلْمُنَاقَشَةِ عَنْ رَغَبَاتِكَ،‏ إِمْكَانِيَّاتِكَ ٱلْمَادِّيَّةِ،‏ وَتَفْضِيلَاتِكَ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ فَهٰذَا يُتِيحُ لَهُمْ صُنْعَ ٱلْخِيَارَاتِ ٱلْمُلَائِمَةِ فِي حَالِ لَمْ تَتَمَكَّنْ مِنْ فِعْلِ ذٰلِكَ فِي مَا بَعْدُ.‏ وَهُمْ سَيَحْتَرِمُونَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ رَغَبَاتِكَ وَيَبْذُلُونَ كُلَّ جُهْدِهِمْ كَيْ يُحَافِظُوا عَلَى ٱسْتِقْلَالِيَّتِكَ.‏ (‏اف ٦:‏٢-‏٤‏)‏ مَثَلًا،‏ هَلْ تَتَوَقَّعُ مِنْ أَحَدِ أَوْلَادِكَ أَنْ يَدْعُوَكَ لِتَعِيشَ مَعَ عَائِلَتِهِ أَمْ تَتَوَقَّعُ شَيْئًا آخَرَ؟‏ كُنْ وَاقِعِيًّا وَٱعْرِفْ أَنَّهُ لَيْسَ ٱلْجَمِيعُ يَرَوْنُ ٱلْأُمُورَ كَمَا تَرَاهَا أَنْتَ وَأَنَّ تَعْدِيلَ وُجْهَةِ نَظَرِكَ أَوْ وُجْهَةِ نَظَرِ أَوْلَادِكَ يَأْخُذُ وَقْتًا.‏

٨ يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْجَمِيعُ أَنَّهُ بِٱلْإِمْكَانِ تَجَنُّبُ ٱلْمَشَاكِلِ بِٱلتَّخْطِيطِ وَٱلْمُنَاقَشَاتِ.‏ (‏ام ١٥:‏٢٢‏)‏ لِذَا،‏ تَحَدَّثْ إِلَى عَائِلَتِكَ عَنِ ٱلرِّعَايَةِ ٱلْطِّبِّيَّةِ وَتَفْضِيلَاتِكَ.‏ اِسْتَخْدِمْ خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْمُحَادَثَاتِ ٱلنِّقَاطَ ٱلْوَارِدَةَ فِي ٱلْوِكَالَةِ ٱلدَّائِمَةِ لِلْعِنَايَةِ ٱلصِّحِّيَّةِ ٱلَّتِي يَسْتَعْمِلُهَا شُهُودُ يَهْوَهَ.‏ فَكُلُّ شَخْصٍ يَحِقُّ لَهُ أَنْ يَعْلَمَ بِٱلْعِلَاجَاتِ ٱلَّتِي قَدْ تُقَدَّمُ لَهُ،‏ وَأَنْ يَقْبَلَهَا أَوْ يَرْفُضَهَا.‏ وَوَثِيقَةٌ كَهٰذِهِ تُبْرِزُ مَا هِيَ رَغَبَاتُكَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ كَمَا أَنَّ تَعْيِينَ وَكِيلٍ لِلْعِنَايَةِ ٱلصِّحِّيَّةِ (‏حَيْثُ يَكُونُ ٱلْإِجْرَاءُ شَرْعِيًّا وَمَقْبُولًا)‏ يَضْمَنُ لَكَ أَنَّ شَخْصًا مَوْثُوقًا بِهِ سَيَتَّخِذُ ٱلْخِيَارَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةَ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ.‏ وَيَحْسُنُ بِٱلْأَطْرَافِ ٱلْمَعْنِيِّينَ أَنْ يَحْتَفِظُوا بِنُسَخٍ مِنَ ٱلْوِكَالَةِ ٱلدَّائِمَةِ لِلْعِنَايَةِ ٱلصِّحِّيَّةِ لِٱسْتِخْدَامِهَا عِنْدَ ٱلضَّرُورَةِ.‏ وَقَدْ أَرْفَقَ ٱلْبَعْضُ هٰذِهِ ٱلنُّسَخَ بِوَصِيَّتِهِمْ وَبِوَثَائِقَ هَامَّةٍ أُخْرَى مِثْلِ وَثَائِقِ ٱلتَّأْمِينِ،‏ ٱلْأَوْرَاقِ ٱلْمَصْرِفِيَّةِ،‏ وَٱلْمُسْتَنَدَاتِ ٱلرَّسْمِيَّةِ.‏

اَلتَّأَقْلُمُ مَعَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ

٩،‏ ١٠ مَتَى يَكُونُ ٱلْوَالِدُونَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنْ أَوْلَادِهِمْ؟‏

٩ فِي حَالَاتٍ عَدِيدَةٍ،‏ يَخْتَارُ كُلٌّ مِنَ ٱلْوَالِدِينَ وَٱلْأَوْلَادِ أَنْ يُحَافِظَ ٱلْمُسِنُّونَ عَلَى مِقْدَارِ ٱلِٱسْتِقْلَالِيَّةِ ٱلَّذِي تَسْمَحُ بِهِ قُدْرَتُهُمْ وَحُدُودُهُمْ.‏ فَإِذَا كَانَ فِي وِسْعِ ٱلْوَالِدِينَ ٱلطَّهْوُ،‏ ٱلتَّنْظِيفُ،‏ تَنَاوُلُ ٱلدَّوَاءِ،‏ وَٱلتَّوَاصُلُ مَعَ ٱلْآخَرِينَ بِسُهُولَةٍ،‏ فَلَا حَاجَةَ أَنْ يَهْتَمَّ ٱلْأَوْلَادُ بِكُلِّ تَفَاصِيلِ حَيَاتِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏ وَلٰكِنْ مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ إِذَا أَصْبَحَ ٱلْمَشْيُ صَعْبًا عَلَى ٱلْوَالِدِينَ،‏ صَارُوا عَاجِزِينَ عَنِ ٱلتَّبَضُّعِ،‏ أَوْ بَدَأُوا يُعَانُونَ مِنَ ٱلنِّسْيَانِ ٱلْحَادِّ،‏ فَقَدْ يَحْتَاجُ ٱلْأَوْلَادُ إِلَى صُنْعِ ٱلتَّعْدِيلَاتِ.‏

١٠ وَرُبَّمَا يُعَانِي ٱلْمُسِنُّونَ مِنَ ٱلتَّشَوُّشِ،‏ ٱلْإِحْبَاطِ،‏ ٱلتَّبَوُّلِ ٱللَّاإِرَادِيِّ،‏ وَضَعْفِ ٱلسَّمْعِ وَٱلْبَصَرِ وَٱلذَّاكِرَةِ.‏ فَإِذَا ٱبْتَدَأَتْ تَظْهَرُ بَعْضُ هٰذِهِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ،‏ يُمْكِنُ مُعَالَجَتُهَا بِطَلَبِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلطِّبِّيَّةِ.‏ وَقَدْ يَحْتَاجُ ٱلْأَوْلَادُ إِلَى أَنْ يَأْخُذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ كَمَا أَنَّهُمْ قَدْ يُضْطَرُّونَ فِي إِحْدَى ٱلْمَرَاحِلِ إِلَى إِدَارَةِ شُؤُونِ وَالِدِيهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ وَبِهَدَفِ تَحْسِينِ ٱلْعِنَايَةِ ٱلَّتِي يَتَلَقَّاهَا ٱلْوَالِدُونَ،‏ قَدْ يَلْعَبُ ٱلْأَوْلَادُ دَوْرَ ٱلنَّاطِقِينَ بِٱسْمِهِمْ،‏ أُمَنَاءِ سِرِّهِمْ،‏ سَائِقِيهِمْ،‏ وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلْأَدْوَارِ.‏ —‏ ام ٣:‏٢٧‏.‏

١١ مَاذَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ لِيَسْهُلَ عَلَى ٱلْوَالِدِينَ ٱلتَّأَقْلُمُ مَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ؟‏

١١ إِذَا كَانَ مِنْ غَيْرِ ٱلْمُمْكِنِ حَلُّ مَشَاكِلِ وَالِدَيْكَ،‏ فَقَدْ يَلْزَمُكَ أَنْ تُجْرِيَ ٱلتَّعْدِيلَاتِ عَلَى طَرِيقَةِ ٱلْعِنَايَةِ بِهِمَا أَوْ عَلَى ٱلْمَنْزِلِ ٱلَّذِي يَسْكُنَانِ فِيهِ.‏ وَكُلَّمَا صَغُرَتِ ٱلتَّغْيِيرَاتُ،‏ سَهُلَ عَلَيْهِمَا ٱلتَّأَقْلُمُ مَعَهَا.‏ فَفِي حَالِ كُنْتَ تَعِيشُ بَعِيدًا عَنْ مَكَانِ سُكْنَى وَالِدَيْكَ،‏ فَهَلْ يَكْفِي أَنْ يَزُورَهُمَا أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ أَوْ أَحَدُ ٱلْجِيرَانِ بِشَكْلٍ مُنْتَظِمٍ وَيُعْلِمَكَ عَنْ حَالِهِمَا؟‏ هَلْ يَحْتَاجَانِ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ فِي ٱلطَّهْوِ وَٱلتَّنْظِيفِ فَقَطْ؟‏ وَهَلْ تُسَاهِمُ بَعْضُ ٱلتَّعْدِيلَاتِ ٱلطَّفِيفَةِ فِي ٱلْمَنْزِلِ فِي جَعْلِ تَنَقُّلِهِمَا وَٱسْتِحْمَامِهِمَا مَثَلًا أَسْهَلَ وَأَكْثَرَ أَمَانًا؟‏ قَدْ لَا يَحْتَاجُ وَالِدَاكَ إِلَّا إِلَى مُقَدِّمٍ لِلرِّعَايَةِ ٱلصِّحِّيَّةِ فِي ٱلْمَنْزِلِ كَيْ يُحَافِظَا عَلَى مِقْدَارِ ٱلِٱسْتِقْلَالِيَّةِ ٱلَّذِي يُفَضِّلَانِهِ.‏ وَلٰكِنْ،‏ إِذَا شَعَرْتَ أَنَّهُمَا لَنْ يَكُونَا آمِنَيْنِ بِمُفْرَدِهِمَا،‏ فَسَيَلْزَمُهُمَا أَكْثَرُ مِنْ مُسَاعَدَةٍ مُؤَقَّتَةٍ.‏ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْحَالَةُ،‏ فَٱعْرِفْ مَا هِيَ ٱلْخِدْمَاتُ ٱلْمُتَاحَةُ فِي مِنْطَقَتِهِمَا.‏ * —‏ اقرإ الامثال ٢١:‏٥‏.‏

كَيْفُ يُوَاجِهُ ٱلْبَعْضُ هٰذَا ٱلتَّحَدِّيَ؟‏

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ يَسْتَمِرُّ ٱلْأَوْلَادُ ٱلرَّاشِدُونَ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ بَعِيدًا عَنْ وَالِدِيهِمْ فِي إِكْرَامِهِمْ وَٱلِٱعْتِنَاءِ بِهِمْ؟‏

١٢ يَرْغَبُ ٱلْأَوْلَادُ ٱلْمُحِبُّونَ فِي أَنْ يَشْعُرَ وَالِدُوهُمْ بِٱلرَّاحَةِ.‏ فَهُمْ يُحِسُّونَ بِمِقْدَارٍ مِنَ ٱلسَّلَامِ ٱلدَّاخِلِيِّ حِينَ يَعْرِفُونَ أَنَّ هُنَاكَ مَنْ يَعْتَنِي بِوَالِدِيهِمْ.‏ لٰكِنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْأَوْلَادِ ٱلرَّاشِدِينَ لَا يَعِيشُونَ بِٱلْقُرْبِ مِنْ وَالِدِيهِمْ بِسَبَبِ ٱلْتِزَامَاتِهِمِ ٱلْأُخْرَى.‏ وَفِي حَالَاتٍ كَهٰذِهِ،‏ يَسْتَغِلُّ ٱلْبَعْضُ أَيَّامَ ٱلْعُطَلِ لِيَزُورُوا وَالِدِيهِمْ وَيَهْتَمُّوا بِهِمْ،‏ قَائِمِينَ بِٱلْأَعْمَالِ ٱلرُّوتِينِيَّةِ ٱلَّتِي لَمْ يَعُدْ بِمَقْدُورِهِمِ ٱلْقِيَامُ بِهَا.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلِٱتِّصَالَاتِ ٱلْهَاتِفِيَّةَ ٱلْمُنْتَظِمَةَ —‏ اَلْيَوْمِيَّةَ إِذَا أَمْكَنَ —‏ أَوِ ٱلرَّسَائِلَ ٱلْخَطِّيَّةَ أَوِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةَ تُطَمْئِنُ ٱلْوَالِدِينَ أَنَّهُمْ مَحْبُوبُونَ.‏ —‏ ام ٢٣:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

١٣ وَمِنْ وَاجِبِ ٱلْأَوْلَادِ أَنْ يُقَرِّرُوا أَيَّةُ عِنَايَةٍ يَوْمِيَّةٍ يَحْتَاجُ وَالِدُوهُمْ إِلَيْهَا.‏ وَيَنْطَبِقُ ذٰلِكَ عَلَى ٱلَّذِينَ يَعِيشُ وَالِدُوهُمْ بَعِيدًا عَنْهُمْ.‏ فَإِذَا كَانَتْ هٰذِهِ هِيَ حَالَكَ وَكَانَ وَالِدَاكَ شَاهِدَيْنِ لِيَهْوَهَ،‏ فَبِمَقْدُورِكَ أَنْ تَطْلُبَ نَصِيحَةَ شُيُوخِ جَمَاعَتِهِمَا.‏ وَلَا تَنْسَ أَنْ تَشْمُلَ ٱلْمَسْأَلَةَ فِي صَلَوَاتِكَ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ١١:‏١٤‏.‏)‏ حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُنْ وَالِدَاكَ مِنَ ٱلشُّهُودِ،‏ فَأَنْتَ تُرِيدُ أَنْ ‹تُكْرِمَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ›.‏ (‏خر ٢٠:‏١٢؛‏ ام ٢٣:‏٢٢‏)‏ طَبْعًا،‏ لَنْ تَتَّخِذَ جَمِيعُ ٱلْعَائِلَاتِ ٱلْخِيَارَاتِ نَفْسَهَا.‏ فَٱلْبَعْضُ يُقَرِّرُونَ أَنْ يَنْتَقِلَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمُسِنُّونَ لِلْعَيْشِ مَعَهُمْ أَوْ فِي مَنْزِلٍ قَرِيبٍ مِنْهُمْ.‏ لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَيْسَ مُمْكِنًا فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ.‏ ذٰلِكَ أَنَّ بَعْضَ ٱلْوَالِدِينَ لَا يُفَضِّلُونَ ٱلسَّكَنَ مَعَ أَوْلَادِهِمِ ٱلرَّاشِدِينَ وَعَائِلَاتِهِمْ،‏ إِذْ إِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى ٱسْتِقْلَالِيَّتِهِمْ وَلَا يُرِيدُونَ أَنْ يُشَكِّلُوا عِبْئًا عَلَيْهِمْ.‏ أَمَّا آخَرُونَ فَيَتَمَكَّنُونَ مِنْ تَحَمُّلِ تَكَالِيفِ ٱلْعِنَايَةِ بِأَنْفُسِهِمْ فِيمَا يَعِيشُونَ فِي مَنْزِلِهِمِ ٱلْخَاصِّ،‏ وَقَدْ يُفَضِّلُونَ هٰذَا ٱلْخِيَارَ.‏ —‏ جا ٧:‏١٢‏.‏

١٤ أَيَّةُ مَشَاكِلَ قَدْ يُعَانِيهَا ٱلْوَلَدُ ٱلَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ جُزْءٌ كَبِيرٌ مِنْ مَسْؤُولِيَّةِ رِعَايَةِ وَالِدَيْهِ؟‏

١٤ فِي عَائِلَاتٍ كَثِيرَةٍ،‏ يَبْدُو أَنَّ جُزْءًا كَبِيرًا مِنْ مَسْؤُولِيَّةِ ٱلرِّعَايَةِ يَقَعُ عَلَى وَلَدٍ وَاحِدٍ،‏ ذَاكَ ٱلَّذِي يَعِيشُ أَقْرَبَ إِلَى ٱلْوَالِدَيْنِ.‏ وَلٰكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُوَازِنَ هٰذَا ٱلْوَلَدُ بَيْنَ حَاجَاتِ وَالِدَيْهِ وَحَاجَاتِ عَائِلَتِهِ.‏ فَثَمَّةَ حُدُودٌ لِوَقْتِ وَطَاقَةِ كُلِّ شَخْصٍ.‏ كَمَا أَنَّ ظُرُوفَ ٱلْوَلَدِ ٱلَّذِي يُؤَمِّنُ ٱلرِّعَايَةَ قَدْ تَتَغَيَّرُ مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ مَا يَسْتَوْجِبُ تَعْدِيلَ ٱلتَّرْتِيبَاتِ ٱلْحَالِيَّةِ.‏ فَهَلْ يَتَحَمَّلُ هٰذَا ٱلْوَلَدُ مَسْؤُولِيَّاتٍ كَثِيرَةً؟‏ وَهَلْ بِٱسْتِطَاعَةِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلْبَاقِينَ ٱلْقِيَامُ بِٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْعَمَلِ،‏ رُبَّمَا بِٱلتَّنَاوُبِ عَلَى ٱلْأَدْوَارِ؟‏

١٥ مَاذَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ كَيْ لَا تُسْتَنْفَدَ طَاقَةُ ٱلْوَلَدِ ٱلَّذِي يُؤَمِّنُ ٱلرِّعَايَةَ؟‏

١٥ عِنْدَمَا يَكُونُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمُسِنُّونَ بِحَاجَةٍ دَائِمَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ،‏ هُنَاكَ ٱحْتِمَالٌ أَنْ تُسْتَنْفَدَ طَاقَةُ ٱلْوَلَدِ ٱلَّذِي يُؤَمِّنُ ٱلرِّعَايَةَ.‏ (‏جا ٤:‏٦‏)‏ فَصَحِيحٌ أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ ٱلْمُحِبِّينَ يَبْذُلُونَ كُلَّ وِسْعِهِمْ كَيْ يَشْعُرَ وَالِدُوهُمْ بِٱلرَّاحَةِ،‏ إِلَّا أَنَّ مُسْتَلْزَمَاتِ ٱلْعِنَايَةِ بِهِمْ يُمْكِنُ أَنْ تُشَكِّلَ عِبْئًا ثَقِيلًا.‏ لِذَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَشْخَاصُ ٱلَّذِينَ يُؤَمِّنُونَ ٱلرِّعَايَةَ وَاقِعِيِّينَ وَأَنْ يَطْلُبُوا مِنْ أَحَدٍ مَدَّ يَدِ ٱلْعَوْنِ إِلَيْهِمْ.‏ فَرُبَّمَا يَكُونُ نَيْلُ ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنْ وَقْتٍ لآِخَرَ هُوَ كُلَّ ٱلْمَطْلُوبِ لِلْحُؤُولِ دُونَ دُخُولِ ٱلْمُسِنِّ دَارًا لِلرِّعَايَةِ.‏

١٦،‏ ١٧ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ قَدْ يُوَاجِهُهَا ٱلْأَوْلَادُ فِيمَا يَعْتَنُونَ بِوَالِدِيهِمِ ٱلْمُسِنِّينَ،‏ وَكَيْفَ يَتَغَلَّبُونَ عَلَيْهَا؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «مَنْحُ ٱلْعِنَايَةِ بِدَافِعِ ٱلتَّقْدِيرِ».‏)‏

١٦ مِنَ ٱلْمُحْبِطِ رُؤْيَةُ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْمُؤْلِمَةِ لِلتَّقَدُّمِ فِي ٱلسِّنِّ عَلَى ٱلْوَالِدِينَ ٱلْأَحِبَّاءِ.‏ لِذٰلِكَ،‏ يَمُرُّ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ يُؤَمِّنُونَ ٱلْعِنَايَةَ لِوَالِدِيهِمْ بِفَتَرَاتٍ يَشْعُرُونَ فِيهَا بِٱلْحُزْنِ،‏ ٱلْقَلَقِ،‏ ٱلِٱسْتِيَاءِ،‏ ٱلْغَضَبِ،‏ ٱلذَّنْبِ،‏ أَوْ حَتَّى ٱلْيَأْسِ.‏ وَأَحْيَانًا،‏ قَدْ يَتَلَفَّظُ ٱلْوَالِدُ ٱلْمُسِنُّ بِكَلِمَاتٍ فَظَّةٍ أَوْ يَكُونُ نَاكِرًا لِلْجَمِيلِ.‏ فَإِنْ حَدَثَ ذٰلِكَ،‏ فَلَا تَشْعُرْ بِٱلْإِهَانَةِ.‏ يَذْكُرُ خَبِيرٌ فِي ٱلصِّحَّةِ ٱلْعَقْلِيَّةِ:‏ «إِنَّ أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ تَتَعَامَلُ بِهَا مَعَ أَيَّةِ مَشَاعِرَ تُخَالِجُكَ،‏ لَا سِيَّمَا تِلْكَ ٱلْمُزْعِجَةُ مِنْهَا،‏ هِيَ ٱلِٱعْتِرَافُ بِأَنَّكَ تَمْلِكُهَا.‏ تَجَنَّبْ إِنْكَارَ ٱلْمَشَاعِرِ ٱلَّتِي تُرَاوِدُكَ أَوْ تَأْنِيبَ نَفْسِكَ بِقَسْوَةٍ بِسَبَبِ مَا تُحِسُّ بِهِ».‏ تَكَلَّمْ عَنْ أَحَاسِيسِكَ مَعَ رَفِيقِ زَوَاجِكَ،‏ عُضْوٍ آخَرَ فِي ٱلْعَائِلَةِ،‏ أَوْ صَدِيقٍ تَثِقُ بِهِ.‏ فَهٰذِهِ ٱلْمُحَادَثَاتُ تُسَاعِدُكَ أَنْ تَفْهَمَ مَشَاعِرَكَ وَتُحَافِظَ عَلَى ٱلِٱتِّزَانِ.‏

١٧ قَدْ يَأْتِي وَقْتٌ لَا تَعُودُ فِيهِ ٱلْعَائِلَةُ قَادِرَةً عَلَى ٱلِٱعْتِنَاءِ بِٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي تُحِبُّهُ فِي ٱلْمَنْزِلِ.‏ فَتُقَرِّرُ أَنْ تَضَعَهُ فِي دَارٍ لِلرِّعَايَةِ لِيَنَالَ ٱلِٱهْتِمَامَ ٱللَّازِمَ.‏ تَقُولُ أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ كَانَتْ تَزُورُ أُمَّهَا فِي مَأْوًى لِلْعَجَزَةِ كُلَّ يَوْمٍ تَقْرِيبًا:‏ «لَمْ يَكُنْ بِٱسْتِطَاعَتِنَا تَأْمِينُ ٱلرِّعَايَةِ ٱلَّتِي ٱحْتَاجَتْهَا أُمِّي عَلَى مَدَارِ ٱلسَّاعَةِ.‏ طَبْعًا،‏ كَانَ قَرَارًا فِي غَايَةِ ٱلصُّعُوبَةِ أَنْ نَضَعَهَا فِي دَارٍ لِلرِّعَايَةِ.‏ لٰكِنَّ ذٰلِكَ كَانَ ٱلْحَلَّ ٱلْأَمْثَلَ لَهَا فِي ٱلْأَشْهُرِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهَا.‏ وَقَدْ وَافَقَتْ هِيَ عَلَيْهِ».‏

١٨ مِمَّ يُمْكِنُ أَنْ يَثِقَ ٱلَّذِينَ يُؤَمِّنُونَ ٱلرِّعَايَةَ لِلْمُسِنِّينَ؟‏

١٨ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ مَسْؤُولِيَّاتُ ٱلْعِنَايَةِ بِوَالِدَيْكَ فِيمَا يَتَقَدَّمَانِ فِي ٱلسِّنِّ مُعَقَّدَةً وَمُرْهِقَةً نَفْسِيًّا.‏ وَلَيْسَتْ هُنَاكَ حُلُولٌ مُحَدَّدَةٌ لِٱتِّبَاعِهَا حِينَ يَتَعَلَّقُ ٱلْأَمْرُ بِٱلْعِنَايَةِ بِٱلْمُسِنِّينَ.‏ وَلٰكِنْ،‏ فِي وِسْعِكَ إِتْمَامُ مَسْؤُولِيَّةِ إِكْرَامِ وَالِدَيْكَ بِٱلتَّخْطِيطِ ٱلْحَكِيمِ،‏ ٱلتَّعَاوُنِ بَيْنَ أَعْضَاءِ ٱلْعَائِلَةِ،‏ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلْجَيِّدِ،‏ وَفِي ٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّابِعَةِ مِنَ ٱلْقَلْبِ.‏ وَهٰكَذَا،‏ تَطْمَئِنُّ حِينَ تَعْلَمُ أَنَّهُمَا يَنَالَانِ ٱلْعِنَايَةَ وَٱلِٱهْتِمَامَ ٱللَّذَيْنِ يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِمَا.‏ ‏(‏اقرأ ١ كورنثوس ١٣:‏٤-‏٨‏.‏)‏ وَأَهَمُّ مِنْ ذٰلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّكَ تَحْظَى بِٱلسَّلَامِ ٱلدَّاخِلِيِّ وَبَرَكَةِ يَهْوَهَ.‏ —‏ في ٤:‏٧‏.‏

^ ‎الفقرة 3‏ فِي بَعْضِ ٱلْحَضَارَاتِ،‏ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ،‏ أَوْ حَتَّى مِنَ ٱلْمُفَضَّلِ،‏ أَنْ يَعِيشَ ٱلْوَالِدُونَ مَعَ أَوْلَادِهِمِ ٱلرَّاشِدِينَ.‏

^ ‎الفقرة 11‏ إِذَا كَانَ وَالِدَاكَ لَا يَزَالَانِ يَعِيشَانِ فِي مَنْزِلِهِمَا،‏ فَٱحْرِصْ عَلَى أَنْ تُعْطِيَ مَفَاتِيحَ ٱلْمَنْزِلِ لِلْأَشْخَاصِ ٱلْمَوْثُوقِ بِهِمِ ٱلَّذِينَ يُقَدِّمُونَ لَهُمَا ٱلرِّعَايَةَ كَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلدُّخُولِ فِي ٱلْحَالَاتِ ٱلطَّارِئَةِ.‏